تم إرسال هذا البحث منذ سنتين على البريد الالكتروني للمنتدى، من قبل أحد الآباء في كنيسة الروم الكاثوليك. ولكنني لم أنشره حينها وبعد ذلك نسيت الموضوع، ولكن البارحة قام قدس الأب باسيليوس محفوض بتذكيري بهذا البحث عندما قام بنشر هذه الصورة على الفيسبوك:
نجد في يسار الصورة أربعة كهنة، الكاهن الأول من اليمين هو قدس أبينا الأرشمندريت الياس حبيب لتكن سنوه عديدة وسلامية. أما الكهنة الثلاثة الذين إلى جانبه فهم الهراطقة أبتاع جماعة أبو غسان.
أبو غسّان (عيسى عيسى): بِدعةٌ باطنيّة
الخَطَر لا يزال قائم
لكي يعرف الذين لا يعرفون
والذين يعتقدون أنّهم يعرفون
تقرير وتحليل
معلومة
| "كما أنّ الله تجسّد بشخص يسوع المسيح كذلك النعمة متجسدة بشخص عيسى عيسى (أبو غسان)."
" تُعطى هذه النعمة منذ وضع يد المرشد (أبو غسان) على رأس أحد الأشخاص طالبا من الله أن تحلّ على تلك النفس النعمة المفاضة، ومن حينها يشرع الروح القدس بسكناه في النفس." | |
معلومة
|
"على النفس أن لا تنقطع عن مرشد هذه النعمة لأنه لا نعمة بدون مرشد لها." "على النفس أن تصلي يوميا قطعة صلاة لأجل مرشدها." "من لم يصلّ العم أبو غسان على رأسه فهو غير ثابت في النعمة وغير قوي داخليا." "النعمة هي السرّ الرابع (بعد أسرار الثالوث والتجسد والفداء)."
" النعمة التي سلِّمت إلينا (أي إلى جماعة أبي غسان) هي أقوى من نعمة الرسل، وأقوى نعمة حصلت على الأرض." "النعمة التي أعطيناها موازية لنعمة الكهنوت." | |
تمهيد
إنّ عيسى عيسى (أبو غسان)، بتعاليمه والتيار الروحي الذي يخلقه، وطريقة تعامله مع الكنيسة ومع أتباعه، لا يزال يشكِّل خطرا جسيما على الكنيسة. وبعد مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على تأسيس هذه الجماعة، يبدو أنّ الرّجُل ما زال مُستمرّاً في نشاطه، وبطريقة سريّة جدّاً، رغم الإعلان الكنسي الذي وُزّع في جميع كنائس دمشق (أرثوذكس وكاثوليك) بتاريخ 10/10/1996.
ويعمل أبو غسّان الآن في تكتُّم تام. وهو، كعادتِه سابقاً، لا يزال يُرسِل الشبّان والفتيات بالعشرات إلى الأديار والإكليريكيّات في سوريا ولبنان. لكنّ الفارق الوحيد هو أنّه لا أحد يعرف مَن هُم "أبناء النِّعمة" الجُدد إلاّ أبو غسّان وأعوانه المقرّبون فقط.
ونستعرض في هذا الكتيّب تعاليم "جماعة الآب الأزلي"، ونعرض روحانيّة تلك الجماعة، وشخصيّة "أبو غسّان"، ونستنتج مقدار الخطر الذي يُشكِّله على الكنيسة. ونبني تحليلنا على تعاليم الجماعة التي تلقّاها بعضهم بشكل "إيحاءات" من الرّب يسوع والسيّدة العذراء والملاك الحارس الخ….
تنبيه
| "يا الّله...إنّك لا تنظر إلينا إلا من خلال أبينا الروحي (أبو غسّان)، فحفظه وسلامته هما حفظنا وسلامتنا وثباتنا...
ثبّته في كمال نعمتك لنبقى بررة أمامك...اجعلنا نطيعه طاعة الصليب...باركنا به لنكون أبناءه... واعطنا أن نثبت فيه فهو أنت...واجعله في كلّ شخص يسوع على الأرض...آمين." (مقاطع من صلاة يتلوها كلّ شخص من جماعة "التلميذ الحبيب العمّ أبو غسّان" لأجله). | |
أوّلاً: تعاليم الجماعة
تمهيد
جدير بالذكر أنّه ليس هناك تعاليم صدرت عن أبي غسّان بمفرده، بل عن الجماعة ككلّ. وبالتالي، يصعب التمييز بين ما استنبطه أبو غسّان من تعاليم، وما استنبطه أتباعه. الأمر مفتوح. فكثير من الإيحاءات التي يتلقّاها أبو غسّان وأتباعه، على السواء، تدخل في لاهوت هذه الجماعة. لهذا، يمكن لأبي غسّان أن يتذرّع بأنّ تلك التعاليم لم تصدر عنه، وفي نفس الوقت لا يدحضها علانيّة.
فيما يلي تقرير وتحليل للمزايا الرئيسيّة لروحانيّة هذه الجماعة كما كتبها وتلقّى "إيحاءاتها" أحد أتباعها.
أ ــ التراتبيّة التصاعديّة:
إنّ روحانيّة هذه الجماعة مبنيّة على مراحل يتقدّم فيها الشخص تدريجيّا Initiation. هذه المراحل هي: "التطهير"، "التنقية"، "الاستنارة"، "الاتّحاد بسيّدتنا مريم"، الاتّحاد بيسوع"، "سكنى الثالوث القدّوس"، "الكمال الانجيليّ"، "الاتّحاد بالمرشد"، و"الثبات في المرشد". هذه التراتبيّة توحي أنّ روحانيّة أبي غسّان أسمى من روحانيّة الكنيسة. كما أن التصاعديّة لها تأثير ترغيبيّ Motivation يحفّز الشخص على المثابرة لبلوغ مراتب أعلى من "النعمة". ويقول علماء التربية أنّ الترغيب هو من أهمّ العوامل التي تحفّز الشخص على الثبات والمثابرة والاندفاع والتقدّم، لاسيّما متى وجد من يشجّعه ويتابعه.
ب ــ مركزيّة "النعمة المفاضة":
النعمة"، "نعمة النعم"، هي ركيزة روحانيّة هذه الجماعة. والتقدّم في الحياة الروحيّة ليس إلا تقدّما في هذه "النعمة" وتعمّقا في معرفتها والتأمّل فيها:
- "الاستنارة الداخليّة هي معرفة عميقة للنعمة التي أعطيناها."
- "هذا السموّ بقوّة الروح القدس، وذلك الاستعداد، هما كي يجعلانا أكثر فأكثر لا نفكّر إلا بالنعمة المعطاة لنا، ومدى عظمتها واكتشاف مكنوناتها."
- "سرّ النعمة والتقدّم فيها هو ذاك الامتداد الإلهي لكلّ فرد أفيضت عليه نعم الربّ."
- "لا تهتمّ إلا في شأن نموّك في النعمة."
- "إيحاء من يسوع: هدفي أن تنمو النعمة في نفوسكم. أرجوكم ساعدوني على ذلك."
- "إيحاء من يسوع: أنا عمّدتكم بروحي القدّوس بالنعمة المفاضة."
- "إيحاء من يسوع: عينكم على كنْزِكم الداخلي."
- "إيحاء من يسوع: حدّقوا بالنعمة فقط. أنظروا وعاينوا عظمتها. حقّا إنّها إفاضة في آخر الأزمنة."
- "إيحاء من السيّدة: أنا أم الحياة. لا تخف يا بنيّ. يدك بيد أمّك. أنا متّحدة بنفسك."
- "نعمة الاتحاد بسيّدتنا هي نعمة فوق نعمة، تؤهّلنا كي نحيا حياة الفضائل."
- "قال بولس الرسول: لم أعرف بينكم بالنعمة (1) إلا المسيح، وإياه بالنعمة (2) مصلوبا. ( شرح: (1) عدم محاباة الوجوه، (2) لم نتعرّف عليه له المجد إلا بالنعمة)." هذا تحريف لقول الرسول في (1 كورنثس 2:2).
- "إيحاء من السيّدة: أنت لا تشهد للنعمة أنّها حقّا من لدنه تعالى إلا إذا تقدّمت روحيّا." هذا يعني أنّ التقدّم في الحياة الروحيّة هو تقدّم في تعليم "النعمة" ويؤول للشهادة لها.
- "إيحاء من يسوع: أنا أحبّكم وأحترمكم."
- "النعمة هي واسطة إحترام يسوع لنا. يحترمنا بالنعمة." ضمنا، هذا يعني فصل الجماعة عن الكنيسة.
ج ــ التحام "النعمة" "بالمرشد":
هذه الروحانيّة محبوكة حبكا عجيبا بشخص المرشد أبي غسّان بالذات، حتّى أن التقدّم في "النعمة" لا يزيد الشخص إلا تقرّبا منه والتحاما به: فالنعمة متجسدة بشخصه، وتُعطى منذ وضع يده على الرأس؛ "وعلى النفس أن لا تنقطع عن مرشد النعمة لأنه لا نعمة بدون مرشد لها".
- "المرحلة الرابعة، السكنى، أو سكنى الثالوث القدّوس: هي نعمة النعم وملء النعمة أو النعمة غير المخلوقة. تصبح فيها النفس صديقة للمرشد وللربّ له المجد."
- "كيفيّة عيش الاتّحاد بيسوع (التطلّع) هو، كما شرحه العمّ أبو غسّان، العيش مع يسوع في كلّ لحظة. وكما أوحى الربّ (لفلان)، هو التشبّه بالعمّ أبو غسّان. فنحيا كما يحيا هو، ونقول في أنفسنا كلّ حين: لو كان العمّ بدلا منّي في هذا الظرف فكيف كان يتصرّف؟"
- "إيحاء من العذراء: أهديك هذه الفكرة: عندما تعمل شيئا أو تقول شيئا تشبّه بالعمّ الحبيب."
- "إيحاء من العذراء: التطلّع هو التشبّه بالتلميذ (أي العمّ أبو غسّان) لأنّه هو تجسّد يسوع في القرن العشرين." (!!!)
- "ليس المهمّ أن تضع ذاتك ضمن محيط يقيك خطر التجارب، إنّما الكمال هو أن يقيك خطرها حبّك ليسوع على مثال العمّ الذي يحبّ يسوع إلى درجة أنّه عدّ نفسه تعزية ليسوع له المجد."
- "إيحاء من العذراء: من تشبّه بالعمّ فقد اقتنى بشكل تلقائيّ نعمة تمييز عيش النعمة."
- "تصل النفس من خلال العمّ إلى إنسانيّة يسوع. وعندما تتحسّس هي لوحدها ذلك وتؤمن به، يعطيها الربّ أن تكتشف إنسانيّته وسرّ تجسّده. فتعلم أنّها، إذ تتعامل معه، عليها أن تتعامل مع إنسانيّته." كلّ هذا يبلغونه من خلال أبي غسّان.
- "إذا استرشدتَ عند من هو سكنى الثالوث (الذي رفعه إلى هذه المرتبة هو أبو غسّان)، فإنّك تنال نعمة على الفور، أو بمعنى آخر، يكون ذلك الاسترشاد بمثابة تناول النعمة." إنّ الغاية من ذلك هي تشجيع الاسترشاد عند أبي غسّان أو لمن يكل إليه هذه المهمّة.
- "إيحاء من السيّدة: بدون النعمة لا يمكن أن تظهروا. تظهرون بالنعمة فقط. التلميذ كالمعمدان هو علامة ظهوركم. الروح القدس شهد له وسيشهد لكم." أيضا، تمييز للجماعة عن الكنيسة والانفصال عنها.
- "إيحاء من يسوع: أوصلتكم إلى الميناء الهادئ. إنّكم الآن تعلمون الطريق بالمرشد الذي يسيّركم عليه." استسلام كلّيّ "للعمّ".
- "يجب أن نبتهل صباحا ومساء لنيل مواهب الروح القدس كما هي معطاة للتلميذ."
- "عهد الربّ بمسؤوليّة حياتنا الروحيّة، نحن أبناء النعمة، إلى العمّ أبو غسّان، السلام لاسمه، ورهن مشيئته بمشيئة التلميذ."
- "إيحاء من السيّدة: النعمة والعمّ يدخلان مجال الإيمان والحياة الروحيّة. وبذلك، ينتزعان لهما مكانا في قلب من يحيا حياة النعمة." واضح جدّا هنا تلازم "النعمة" وشخص أبي غسّان.
- "مشيئة الّله الآن هي التشبّه بالتلميذ: إتحاد، تطلّع، تمييز في التشبّه بالعمّ أبي غسّان، فهو اقتنى بشكل تلقائيّ نعمة تمييز عيش النعمة." يتّضح هنا أنّ مراحل "النعمة" جميعها هي، في الحقيقة، تشبّه بأبي غسّان.
- "إيحاء من يسوع: (التلميذ) يصبح موضوع فخري، أبادله المجد. فكما مجّدني وهو حيّ، أمجّده أيضا وهو حيّ."
د ــ التماس الرؤى:
في المراحل المتقدّمة من "النعمة"، يشرع الروح القدس يفيض "مواهبه" على النفس بشكل إيحاءات ورؤى، لا بل إنّ أتباع هذه الجماعة يلتمسون هذه الرؤى ويسعون إليها ويعتبرونها نعمة دون تمييز (غلاطية 8:1-9، 1يوحنّا 1:4):
- "علينا أن نحيا التطلّع كي تفاض علينا مواهب الروح القدس كلّها: تطلّع حسّي (عدم تشتّت الحواس)، تطلّع عقليّ (عدم تشتّت العقل)، تطلّع مفاض روحي. يرافقه أغلب الأحيان رؤيا فيّاضة، وترى النفس يسوع برؤى بعينيّ العقل أو النفس أو الجسد ساكنا قلبها. فإذ قد علم المتّحد بالربّ، وعاش التطلّع، فلن يجحد نعمة الربّ بعدئذ." يعني هذا أنّ الإتّحاد بالربّ يؤدّي إلى الرؤى التي تثبّته في النعمة، وبالتالي في مرشدها "التلميذ" و"العمّ الحبيب" أبي غسّان.
- "إذا تعذّرت عليك الرؤيا، صلّ ليسوع هكذا: أحبّك يا يسوع (3 مرّات) زدني من نعمتك. فيكشف لك الجبين قسمان: الأيمن للروح القدس؛ والأيسر للملاك الحارس والقدّيسين الشفعاء، وكلّه لسيّدنا وسيّدتنا." هذا يعني أنّ "أبناء النعمة" يلتمسون الرسائل على جبين الآخرين، ويطلبونها، ويعتبرونها نعمة. ولدى انقطاعها يلتمسونها بالصلاة.
- "إيحاء من السيّدة: أترى أنّي أستطيع أن أعلّمك كلّ شيء، حتّى بدون أن تتعرّف عليه أنت مسبقا من كتاب أو معلّم؟" تتّضح هنا خطورة الرؤى والاتّكال الأعمى عليها، واعتبارها مصدرا أساسيّا للمعرفة.
- "إذا كانت هناك كتابة على الجبين ولم أعلم ما هي، قال الملاك، أنّها تختزن في قلبي وعقلي، وإنّي سأتصرّف بها بما يوافق كلّ ظرف بظرفه من خلال هذه الإلهامات." لا تمييز.
هـ ــ الوهم:
إنّ الرؤى والأحلام والتخاطبات والتنبّؤات تجعل روحانيّة أبي غسّان تمتاز بالخيالات والأوهام وبروح التكبّر والإدانة. وفي ما يلي أمثلة على ذلك:
- "في مرحلة الاستنارة، تعطى بركة الآب الأزليّ والقدّيسين، وبها يجعل الآب الإبن يعمل في النفس بالروح بشكل أكبر. في هذه المرحلة، الروح القدس يظلّلنا ونشعر بشكل جليّ بوقوفه على رؤوسنا أو رفرفته أمام جباهنا. الروح القدس، له المجد، يجنّحنا فنشعر بأنّنا قريبون جدّا من سكّان السماء (الثالوث القدّوس وسيّدتنا والقدّيسين والملائكة)."
- "الربّ يحدّث النفس وهي تحدّثه (رؤيا القدّيس شربل)... الربّ يناجي النفس لأنّ هذا دوره، له المجد."
- "تنميل اليدين هو أخذ مواهب الروح القدس."
- "قالت سيّدتنا: أنت الآن، روحيّا، في مرحلة الاتحاد بسيّدتنا، كمثل شاب أضناه وأذابه الحبّ في فترة الخطبة، وهو الآن منتظر القران الروحي."
- "وأنا أصلّي، كنت أشعر نفسي مرتفعا في الجوّ وأنّ الأشياء المحيطة بي بعيدة عنّي. قال العمّ هذا انجذاب."
- "عندما تصبح النفس في مرحلة السكنى، فلن تخسر النعمة فيما بعد، ويأخذ كلّ قدّيس يشفع لدى الربّ لكي يهبنا، له المجد، ما امتاز به ذلك القدّيس."
- "مهما كانت بدلة القدّاس جميلة يبقى الرأس بدون غطاء وبدلا منه ترى، بنوع سرّي، حمامة الروح القدس أو لا ترى." هذا يعني أنّ "أبناء النعمة" قادرون على أن يحكموا، بنوع سرّي، في ما إذا كان الكاهن يملك الروح القدس أم لا.
- "صلاة أبناء النعمة المفاضة هي استحالة جوهريّة. تقرّب النفس ذاتها في كلّ صلاة بدل الخبز والخمر." هذا يعني أنّ صلاة "أبناء النعمة "، الّذين هم سكنى الروح القدس، هي ذبيحة سرّيّة تفوق بنوعيّتها وقوّتها صلوات المؤمنين الآخرين.
و ــ الطاعة العمياء "للمرشد":
تسعى روحانيّة هذه الجماعة إلى تأمين "الثبات في المرشد"، أي الطاعة العمياء له:
- "مشيئة العمّ هي ربح لكم... مفتدين الوقت."
- "كلمة العمّ هي كلمة خلاقة."
- "الثبات هو فضيلة الابتداء." هذا يعني أنّ الثبات في "النعمة" هو فضيلة المبتدئين في روحانيّة أبي غسّان.
- "يحفظ المنعم عليه بالتواضع عندما يكون خاضعا خضوعا تامّا لمرشده."
- "رؤيا من يسوع: إعتصم بالصليب وأغمض باصرتيّ عقلك عن أفكارك. علينا أن نطيع العمّ بجهالة الصليب." هذا يعني الطاعة العمياء لأبي غسّان دون أيّ تفكير أو تمييز.
ز ــ مقاومة "تجربة الانقطاع عن المرشد":
إنّ كلّ تجربة للانقطاع عن المرشد هي من الشيطان. لهذا، فإنّ تعاليم "النعمة" تحثّ "النفس" على الثبات في مرشدها بالترغيب والترهيب. كما أنّ كلّ محاولة من الكنيسة لتقويم لاهوت الجماعة هو، بالنسبة لهم، اضطهاد وتجربة من الشيطان:
- "وبالملء (أي في مرحلة الملء)، يسعى الشرّير لقطع الصلة بين النفس ومرشدها."
- "ويسعى الشرّير في كلّ مرحلة من المراحل إلى فصل النفس عن المرشد."
- "بالتنقية (أي في مرحلة التنقية)، يسعى الشرّير إلى قطع النفس عن مرشدها. وإذا لم يتمّ له ذلك، يعاود هجومه في مرحلة الاستنارة بطريقة أخرى، وهي أن تكذب النفس على مرشدها وتخفي عنه أمورا كثيرة."
- "زالت (عنك) كلّ عقبة من هذا القبيل (عقبة التكتم على المرشد والانفصال عنه) بشفاعة القدّيسة والدة الإله والقدّيسة ريتا."
- "في مرحلة الاتحاد بسيّدتنا، منعطفات كثيرة خطيرة. أهمّها، آخر منعطف قبل الاتحاد، ثمّ تأتي هذه الموهبة (موهبة الاتحاد بالمرشد كي تحمينا من الانزلاق."
- "التلميذ (أبو غسّان): أنظر إلى الأشخاص الذين لا يتفهّمونك، بل يحاربونك، على أنّهم أطفال. صلّ لهم وسامحهم. أنظر وقدّر عطيّة الربّ لك." هذا يخفي كبرياء وخيلاء وعنجهيّة.
- "رؤيا من العذراء: لن يحبّكم ويحترمكم أحد." إيحاء خبيث، ظاهرا يعني: تثبيت الأتباع في وجه الاضطهاد؛ وباطنا: فصل جماعة أبي غسّان عن الكنيسة والعدائيّة لها والالتحام به.
- "رؤيا من السيّد: أنا فرحكم وسروركم. إنّي معكم. لقد نلت، عوضا عمّا تحمّلته من مشقّات وعذابات، قفّة من محبّة يسوع ومريم، لهما المجد."
- "قدّموا لسيدتنا في هذه المرحلة أحزانكم. هذه فترة امتحانكم (المنعطفات). الّله يمتحنكم قبل الامتحان الكبير المقدّس. وهذا من حقّه." ربما يعتبرون مجابهة الكنيسة لهم هو "الامتحان الكبير المقدس".
- "رؤيا من يسوع: معونتي هي الّتي تدفعك. لا يثقل كاهلك، في الطريق إليّ، أيّ صليب. فتمّم كلّ ما هو مترتّب عليك بحسب النعمة، ودع الباقي، بثقة، عليّ لأنّي أنا هو الغالب."
- "رؤيا من يسوع: إنّك خادم للنعمة، وعلى الخادم أن يكون أمينا، وإلا طرد إلى الخارج ، فتنهشه الذئاب والكلاب." هذا يخفي تسلّطا يمارس بالتهديد والوعيد.
ح ــ الباطنيّة:
تظهر الباطنيّة جليّة في "تعليم النعمة". ولا تمارس التقيّة مع من هم خارج الجماعة فقط، بل أيضا يمارسها المرشد مع أتباعه، والمتقدّمون في روحانيّة الجماعة معّ المبتدئين فيها:
- "رؤيا من يسوع: ما لا تستطيعون أن تعملونه علنا، من ناحية عبادتي وإكرامي، إفعلوه بالخفية." إنّها باطنيّة خطرة (2 كورنثس 13:11-15).
- "التعاليم عن النعمة هي للمرشد فقط. أمّا غيره فعليه أن يفطن لمدى تجاوبه مع مشورات المرشد. هذه التعاليم هي فقط كي يحكم المرشد بحالة النفس، وفقط كي تعلم النفس أين هي وما هي مستلزمات حالتها." لا يمكننا حصر أيّ تعليم يؤمن به المرشد. فهو قد يستنبط أيّ تعليم يشاء من دون أن يدري أحد. وهذا يفسّر لماذا قام أبو غسّان بسحب كلّ الوثائق المكتوبة عن "النعمة".
ط ــ النَّزعة التبشيريّة:
عند هذه الجماعة نزعة إلى التبشير "بالنعمة المفاضة". وغاية ذلك، عندهم، هو "خلاص النفوس":
- "رؤيا من يسوع: لا تنسوا دوركم كمبشّرين بالنعمة."
- إيحاء من السيدة: "أنت لا تشهد للنعمة... إلا إذا تقدمت روحيا".
- "غاية النعمة هي تقديس النفس وتأهيلها لإرشاد النفوس وتخليصها."
- "المطلوب صليبا قبل المجد، والربّ يسوع يتّكل على كلّ منكم ليتمّم مخطّطه في خلاص النفوس جميعها."
خلاصة
المثل الأعلى في هذه البدعة هو "عمّو أبو غسّان"، "المرشد"، وروحانيّة الجماعة منصبّة ومتمركزة حول شخصه. وغاية الحياة الروحيّة هي "التقدّم في النعمة"، أي المزيد من التشبّه بشخصه والالتحام النفسي والعاطفي به. لذلك، فمسيرة أتباع هذه البدعة مغلوطة ومنحرفة جدّا عن روحانيّة الكتاب المقدّس والآباء القدّيسين (1 كورنثس 1:15-5)، ولا تؤدّي إلى تقدّم روحي حقيقيّ. بل إنّ ما يحدث هو تضليل يُمارسه أشخاص ضالّون (1 تيموثاوس 12:6 و 2 تيموثاوس 5:2، 7:4-8)، (متّى 14:15 و23:6، لوقا 39:6، متّى 15:7-16، 2 بطرس 1:2 و17-19 ، متّى 23:24-27). وكلّ تعليم أو إرشاد تقوم به الكنيسة المقدّسة لتصحيحهم واستعادتهم إليها، لن يجدي في شيء (غلاطية 6:1-9).
يتبع في المشاركة التالية>>>
المفضلات