Site-ikon Ortodokse online netværk

Maroun den hellige Eremit

يرد في تاريخ القدّيسين ذكر قدّيس ناسك اسمه مارون توفي في بدايات القرن الخامس الميلاديّ. و”مارون”، في السريانيّة، تصغير للفظ “مار” الذي يعني “السيّد”. المرجع الوحيد لسيرة حياته هو ما رواه عنه، باقتضاب، ثيوذوريطُس أسقف قورش في كتابه “تاريخ أصفياء الله”، وهو كتاب يؤرّخ فيه مؤلّفه سِيَر الرهبان من معاصريه. ومن المشهور أنّ القدّيس  يوحنا الذهبي الفم (+408)، رئيس اساقفة القسطنطينية، قد وجّه إليه رسالة من منفاه بكوكوزا من بلاد أرمينية. تعيّد الكنيسة الأرثوذكسيّة ذكراه في الرابع عشر من شهر شباط، بينما تعيّدها الكنيسة المارونيّة في التاسع من شهر شباط.

لا يذكر ثيوذوريطس في أيّ بقعة جغرافيّة من سورية تنسّك مارون، فهو يقول إنّ القدّيس “الذي كان زينةً في جوقة القدّيسين الإلهيّين، اتّخذ له رابية كانت في الماضي كريمة لدى قوم من الكافرين، حيث كان هيكلٌ للشياطين، فحوّل ما فيه إلى عبادة الله، ثمّ ابتنى لنفسه صومعة حقيرة يلجأ إليها”. ويذكر كاتب سيرته أنّه كان يتمتّع بموهبة الأشفية حتّى ذاع صيته في كلّ مكان، فكان يستثمر هذه الموهبة لإرشاد الآتين إليه للشفاء إلى التعليم الحقّ. وكان لا يكتفي بشفاء عاهات الجسد فحسب، بل كان أيضاً يأتي للنفوس بالعلاج المفيد، شافياً “هذا من داء البخل، وذاك من الغضب، مانحاً هذا التعليم المؤدّي إلى الحكمة، وواضعاً لذاك الإرشادات إلى الفضيلة، مروّضاً ميوعة هذا، ومنعشاً ذاك من كسله”. توفاه الله بعد أن انتابه مرضٌ بسيط أودى بحياته، ويقال إنّ نزاعاً شديداً قام بين القرى المجاورة رغبة من كلّ منها بالاستئثار بجسده.

وصلتنا ضمن التراث الآبائيّ رسالةٌ بعثها القدّيس الأنطاكيّ العظيم يوحنا الذهبي الفم إلى القدّيس البارّ مارون الناسك، يذكّره فيها بالصداقة القديمة ويوصيه بأن يصلّي لأجله. فيقول يوحنّا في هذه الرسالة التي دوِّنت على الأرجح بين عامي 404 و405: “إنّنا لمرتبطون معك برباط المحبّة. حتّى ولو كنّا بعيدين بالجسد نواصل التفكير بما يختصّ بنشاطك، فيزداد اطمئناننا ونحصل على الكثير من التعزية ونحن هنا في المنفى، لأنّه ليس بالقليل السرورُ الذي يحلّ بنا لدى سماعنا أخبار سلامتك. وقبل كلّ شيء نطلب إليك أن تصلّي لأجلنا”. غير اننا لا نستطيع ان نجزم ان مَن أُرسلت اليه الرسالة هو ذاته مارون الناسك هذا.

Hvis Saint Maron var ortodoks i identitet og tilhørsforhold og døde ortodoks, hvem etablerede så den maronitiske kirke? Hvordan voksede du op? Hvad der er sikkert er, at vores Saint Maron døde før oprettelsen af den maronitiske kirke. Hvad angår navnet på den maronitiske kirke, går den tilbage til klosteret Saint Maron, som blev bygget af tilhængerne af Saint Maron og hans disciple i Afameya-området (i dag kendt som Qalaat al-Madiq), nær Hama i Syrien, ved bredden af Orontes-floden. Det lille, der kan bekræftes om maronitternes historie i de første år af deres kirkes fødsel, er, at John Maron, deres første patriark, der døde i 707, var den, der etablerede deres egen kirkeorganisation adskilt fra den ortodokse kirke. Det betyder, at den maronitiske kirke ikke kendte en uafhængig organisation før omkring tre hundrede år efter Saint Marons død. Så den maronitiske slægt går tilbage til klostret, ikke til helgenen.

وبما أنّ بعض الالتباسات تعترض الأصل التاريخيّ للكنيسة المارونيّة ومراحل انتشارها الأولى، فإنّ إيمانها العقائديّ كان أيضاً عرضة للجدل خلال فترة طويلة من حياتها. فقد نُسب إليها الإيمان ببدعة المشيئة الواحدة في السيّد المسيح، التي حاربتها الكنيسة في القرن السابع الميلاديّ، وأكدّت في المجمع المسكوني السادس المنعقد في القسطنطينيّة عام 681 أنّ للمسيح مشيئتين، إلهيّة وإنسانيّة. وممّا يعزّز هذه الفرضيّة أنّ الإمبراطور هرقل (610-641)، الذي دعم أصحاب المشيئة الواحدة، كان على علاقة طيّبة بدير مار مارون ف”يقف له الأوقاف الكثيرة”، على ما أورد سعيد بن البطريق في تاريخه. ومع مجيء الصليبيّين إلى الشرق في حملاتهم الشهيرة عند نهاية القرن الحادي عشر، اتّصل الموارنة بكنيسة رومة التي قبلت عودتهم إلى الإيمان الكاثوليكيّ. وهكذا تكون الكنيسة المارونيّة أوّل كنيسة تتّحد برومه بعد الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقيّة الأرثوذكسيّة والغربيّة الكاثوليكيّة.

لم يكتفِ قدّيسنا مارون البارّ بالأعمال الزهديّة والتقشّفيّة، كالأصوام والصلوات الدائمة والسهر في ذكر الله وإطالة السجود وتلاوة الكتاب المقدّس والتأمّل، بل انصرف أيضاً إلى العمل في الأرض ووعظ الزوّار وإرشادهم وتعزية الحزانى… فيقول ثيوذوريطس: “لم يكتفِ مارون بممارسة الأتعاب الشاقّة، بل كان يفطن أيضاً لجذب الكثيرين إلى المزيد من أعمال الفلسفة. وكان الذي يكافئ على الأتعاب (أي الله) يغمره بالنعمة”. القدّيس مارون قدّيس لا ينحصر في أمّة أو في كنيسة أو في بقعة محدّدة من بقاع الأرض، إنّه قدّيس الكنيسة الجامعة، قدّيس الكنيسة كلّها.

Kirken fejrer det den 14. februar.

Afslut mobilversion