Translator's introduction (*)
الرسالة التي بين أيدينا “الأعمال والعطاء” للقديس كبريانوس أسقف قرطاجنة مثال لإحدى كتابات الآباء اللاتين في القرون الأولى للمسيحية. والمُدقِّق في كتابات القديس كبريانوس * يجد أن هناك خطاً عملياً سواء في عظاته أو كتاباته يُظهر السبب في موضوع حديثه. لذلك نجد أنه يكمن دافعان وراء كتابته لهذه الرسالة:
1- In the year 252, the plague spread from Cartagena and continued to threaten the western province of the Roman Empire for twenty years. Christians responded to this disaster and came to the aid of the afflicted throughout the city of Cartagena. Saint Cyprian carried out a special service to relieve the afflicted, and in this act he demonstrated a special mercy for those in need. By urging believers on the necessity of giving, he therefore referred in his writings to the duty of Christians towards the needy and the concern to love one’s neighbor.
2- في عام 253 حدثت غزوات البربر الهمجية على مقاطعة نوميدين وتم أسر كثير من المسيحيين، لذلك قام القديس كبريانوس بحملة تبرعات لجمع الأموال حتى يستعيد هؤلاء المأسورين من المسيحيين من أيدي البرابرة نظير مبالغ مالية لافتدائهم، وعلى هذا الأساس كان يُحفِّز الجماعات المسيحية للنهوض بحملة التبرعات. هذه الأسباب كانت هي الدافع للقديس كبريانوس كي ما يكتب هذه الرسالة والتي يحتمل أنها قد ُ كتبت بين عامي 253 – 256 م.
Published in:
Ante–Nicene Fathers
Volume V
Cyprian, Treatise VIII
Catholic University Press,
Patristic Series,
St. Cyprian, Treatises
Treatise VIII, p.227 – 253
I reviewed the German translation published in the collection:
Bibliothek der Kirchenvater
Munchen, 1918,
Bd. 34, s. 260 – 284.
هذا الكتاب من ترجمة الكنيسة القبطية: وهذا يعني أن ليس كل ما جاء في تعليقات المترجم أو المعد نتفق معه وأحياناً نختلف معه. فالرجاء تنبيهنا في حال وجود شيء من هذا القبيل أو غير مفهوم… ولقراءة النص باللغة الإنجليزية، الرجاء اضغط here
Acts of righteousness extinguish the fires of sin
1. أيها الأخوة الأحباء، إن النعم الإلهية كثيرة وعظيمة، تلك التي من خلالها أدركتنا المراحم الجزيلة والفياضة التي لله الآب والمسيح لأجل خلاصنا، ومازالت تدركنا أيضاً. فقد أرسل الآب ابنه لأجل خلاصنا ليحفظنا ويحيينا لكي ما يخلصنا، والابن أيضاً أراد أن يُرسَل، وأن يسمى “ابن الإنسان” لكي ما نصير نحن أولاداً لله، هذا الذي اتضع ليرفع الساقطين، وجُرح ليداوي جراحاتنا، و َ خدم لكي ما يحرر الذين خدمهم، واجتاز الموت ليمنح المائتين عدم الموت. ولكن بجانب ذلك، ُترى ما هو مقدار تلك العناية الإلهية العظيمة وما هو مدى هذا الجود الإلهي، إذ قد مُنحنا خطة للخلاص، واُتخذ تدبير لحفظ الإنسان الذي َ خُلص! لأنه بمجيء الرب وشفائه لجراحات آدم التي كان قد حملها، وأيضاً بإبرائه من سُم الحية القديمة، أوصاه بألا يعود يخطئ لئلا يكون له أشر (1) We were (before) besieged and restricted by the command of purity (2). Human weakness was unable to do anything until divine love came to help man, and opened a path for us to secure salvation by alerting us to the importance of righteous deeds. (3) والرحمة لكي تغتسل – من خلال الصدقة – كل الأدناس التي تلوثنا بها مؤخراً.
2. يقول الروح القدس في الكتاب المقدس “بالرحمة والحق يُسَتر الإثم” (أم 16:6 )، ومن الطبيعي أن المقصود بالإثم هنا ليس الآثام التي إرُتكِبت من قبل لأنها سبق أن تطهرت وتقدست بدم المسيح. كذلك يقول أيضاً: “الماء يطفئ النار الملتهبة، والصدقة تكفر الخطايا” (يشوع بن سيراخ 33:3).
هنا أيضاً أُشير وُاكَّد أنه كما ُتطفأ نيران الجحيم في جرن مياه الخلاص (إشارة إلى المعمودية)، هكذا أيضاً بالعطاء وأعمال البر ُتطفأ نيران الخطية. وحيث أن غفران الخطايا قد مُنح مرة في المعمودية، فإن الإحسان (التصدق) الدائم والمستمر أيضاً سيمنح – مثل المعمودية – من ناحية أخرى نعمة الله. (4)
The Lord teaches us this in the Gospel, when it was observed that the disciples ate without washing their hands first. He said: (5): “أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضاً؟ بل أعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقياً لكم” .( لو11 : 41 -40)
Thus, Jesus Christ explains to us and points out that it is not the hands that must be washed, but rather the heart, and that it is the internal defilement that must be removed, not the external, and whoever purifies what is inside has also purified what is outside, and with the purification of the heart, the skin and body become pure. Moreover, he advised us and explained to us how we should be pure and clean when he added that it is necessary to give charity. The Merciful One urges us to practice mercy, and because He wants those whom He redeemed at a high price to be saved, He teaches that those who have been defiled after baptism can be purified again.
3. لهذا أيها الإخوة الأحباء فلنعترف بعطية النعمة الإلهية الشافية بأن نطهِّر وننقِ نفوسنا من خطايانا، ولنعالج جراحاتنا بالعلاج الروحي، نحن الذين لا يمكن لنا أن نتحرر من بعض جراحات الإنسان الباطن. فلا يمدح أحد نفسه على قلبه النقي والطاهر ويظن أنه بسبب نقاوته لا يحتاج دواءاً لجراحه، لأنه مكتوب “من يقول أني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي” (أم 20: 9)، كذلك يقول يوحنا في رسالته “إن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا” ( 1يو 8:1)، فإن كان لا يمكن أن يوجد شخص بلا خطية – ومَنْ يقول أنه بلا خطية فهو إما متكبر أو غبي – فكم تكون الحاجة للرحمة الإلهية! ويا لعظم حنانه، إذ عرف أن هؤلاء الذين شفوا من جراحاتهم لابد وأن يجُرحوا مرة أخرى، لذلك أعطى العلاج الشافي لتلك الجراحات لكي يتم الشفاء من جديد.
Mercy is for those who show mercy
4. إن التحذير الإلهي أيها الإخوة الأحباء لم يكف ولم يصمت قط في أي موضع عن أن يحث شعب الله على أعمال الرحمة سواء في العهد القديم أو الجديد، كما أنه من خلال صوت الروح القدس المشجع يدعو كل من يهتدي لرجاء ملكوت السموات إلى تقديم الصدقة. فالله يدعو ويأمر أشعياء قائلا: “ناد بصوت عال لا تمسك، ارفع صوتك كبوق وأخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم” (إش 1:58) وبعد أن لامهم الرب على خطاياهم ووضع أمامهم آثامهم بكامل قوة غضبه، أوضح لهم قائلا أنه لا يمكن أن يقدموا ما يُكفرون به عن خطاياهم، فلا بالتجائهم للصلاة والأصوام ولا حتى بالجلوس في المسوح والرماد يمكنهم أن يستعطفوا الله، حيث، أوضح لهم في النهاية أن التصالح مع الله يكون بالعطاء فقط (6) ويضيف قائلا: “أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك، إذا رأيت عرياناً أن تكسوه، وأن لا تتغاضى عن لحمك؟ حينئذ ينفجر مثل الصبح نورك و تنبت صحتك سريعاً ويسير برك أمامك ومجد الرب يجمع ساقتك. حينئذ تدعو فيجيب الرب تستغيث فيقول هانذا” (إش 7: 58)
5. The means for reconciling with God have been given to us from the words of God Himself. The divine commandments teach that pleasing the Lord comes through upright works and that sins are cleansed through mercy. (7) وفي سليمان نقرأ “أغلق على الصدقة في مخازنك، فهي تنقذك من كل شر” (يشوع بن سيراخ 12:29 ) وأيضاً: “من يسد أذنيه عن صراخ المسكين فهو أيضا يَصرخ ولا يُستجاب” (أم 13:21 ) فلن يستحق رحمة الرب مَنْ كان هو نفسه بلا رحمة، ومَنْ لم يكن رحيماً تجاه دعاء المسكين لن ينال أي طلب من المحبة الإلهية. فهوذا الروح القدس يعلن ويؤكد في المزامير على ذلك بقوله: “طوبى للذى ينظر إلى المسكين، في يوم الشر ينجيه الرب” (مز 2:41 ). وأيضاً كان هذا المبدأ في ذهن دانيال عندما أعطى علاجاً للملك نبوخذ نصر (إذ كان الملك خائفاً وقلقاً بسبب حلم رديء) ليتجنب الشرور بنوال المعونة الإلهية فقال له: “لذلك أيها الملك فلتكن مشورتي مقبولة لديك وفارق خطاياك بالبر وآثامك بالرحمة للمسكين لعله يطال اطمئنانك” (دا 27:4 ). وعندما لم يعمل الملك بتلك المشورة عانى من المصائب والمشاكل التي حّلت به والتي كان في إمكانه أن يتجنبها وينجو منها لو كان قد إفتدى نفسه من خطاياه من خلال العطاء. والملاك رافائيل أيضا يشهد هكذا ويحث على ممارسة العطاء بكرم وبسخاء بقوله: “صالحة الصلاة مع الصوموالصدقة خير من ادخار كنوز الذهب. لأن الصدقة تنجي من. فيوضح أن – الموت و تمحو الخطايا” (طو 8:12 – 9) صلواتنا وأصوامنا تكون لها فائدة أقل مالم يساندها العطاء، والتضرعات وحدها تأتى بقليل ما لم ُت َ كمَّل بإضافة الأفعال والأعمال. فالملاك يكشف و يوضح و يؤكد أن طلباتنا تكون لها فاعليتها بالعطاء، وأن حياتنا تنجو من المصائب بالعطاء، وأن نفوسنا تتحرر من الموت بالعطاء.
6. Dear brothers, we will not use the following verses for the purpose of proving the testimony of truth spoken by the angel Raphael. In the Acts of the Apostles (8) قد ثَبَت صدق كل ذلك، وقد اكتشفنا أنه بالعطاء تتحرر النفوس، ليس من الموت الثانى فقط بل من الموت الأول أيضاً بدليل ما تم وحدث بالفعل. فعندما مرضت طابيثا – التي كانت تحب الأعمال الصالحة والعطاء – ثم ماتت، دعى بطرس إلى جثمانها الذي كان بلا حياة، وعندما أتى مسرعاً بمحبة رسولية وقفت حوله الأرامل باكيات ومتوسلات وهن يرينه أقمصة وثياباً مما قبلن منها، فهكذا كن يتضرعن لأجلها: لا بكلامهن بل من خلال أعمالها هي. فشعر بطرس أن ما يُطلب بهذه الطريقة يكون نواله ممكناً، وأن المسيح لن يتخلى عن هؤلاء الأرامل اللاتى كن يطلبن، إذ كان الرب نفسه قد اكتسى بملابس صنعتها له الأرامل. وهكذا عندما جثا بطرس على ركبتيه وصلى وكشفيع لائق للأرامل والفقراء َقدَّم التضرعات التي حمّلوه إياها أمام الرب، نظر إلى الجثمان المغسول الموضوع على الفراش وقال “يا طابيثا قومى باسم يسوع المسيح” (أع 40:9 ) فلم يتأخر الرب عن معونة بطرس وهو الذي قال في إنجيله أن كل ما يُطلب باسمه يُعطى (9). Thus, death was expelled, and the soul returned to Tabitha, and amidst everyone's amazement and astonishment, the body rose and life came into it again. Such was the power of the virtue of mercy, and such was the benefit of good deeds! She who gave aid to the suffering widows to revive deserved to be restored to life through the requests of these widows.
Giving is a divine commandment
7. هكذا نرى في الإنجيل الرب الذي هو معلم حياتنا ومرشدنا إلى الخلاص الأبدي، الذي بعث الحياة لشعب المؤمنين وزودهم بكل شئ بعد أن أحياهم، لا يأمر في وصاياه الإلهية ومبادئه السماوية بأكثر إلحاحاً إلا أن نستمر في العطاء وألا نعتمد على الكنوز الأرضية بل نكنز الكنوز السماوية فيقول: “بيعوا أمتعتكم و أعطوا صدقة” (لو 33:12 ). ويقول أيضاً: “لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون و يسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون، لأنه . حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا” (مت 6: 21-19) وعندما أراد أن يُعَلِّم الرجل الغنى الذي كان كاملاً وبلا عيب بحفظ الوصايا قال: “إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعالى اتبعنى” (مت 21:19 ). وهكذا قال في موضع أخر أن من يريد أن يتاجر في النعمة السماوية ويقتني الخلاص الأبدي عليه أن يتخلص من ممتلكاته وأن يشترى من ميراثه الأرضي اللؤلؤة الكثيرة الثمن أي الحياة الأبدية، وهي غالية لأن ثمنها هو دم المسيح. فيقول: “أيضاً يشبه ملكوت السماوات إنساناً يطلب لآلئ حسنة، فلما وجد لؤلؤة واحدة كثيرة الثمن مضى و باع كل ماله و اشتراها” (مت 45:13-46)
8. وأخيراً أيضاً يدعو هؤلاء الذين يراهم مهتمين بمساعدة وإطعام الفقراء أولاد إبراهيم. فعندما قال زكا: “ها أنا يا رب أعطى نصف أموالى للمساكين، وإن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف” أجاب يسوع قائ ً لا: “اليوم حصل. خلاص لهذا البيت إذ هو أيضا ابن إبراهيم” (لو 8:19 -9) فإن كان “إبراهيم قد آمن بالله، وإيمانه هذا حُسب له براً” (10) Certainly, whoever gives charity according to God’s commandment believes in God, and whoever has true faith remains in the fear of God, just as whoever fears God takes into consideration his act of mercy toward the poor. He does this because he believes in God (11)And because he knows that those things that are revealed in the word of God are true and that the Bible cannot lie, and that the fruitless tree (12) – و المقصود بها الإنسان العقيم (أي الذي لا يعطي) – تقطع و تلقى في النار، وأما الرحماء فإنه يدعوهم للملكوت. وفي موضع آخر يلّقب عاملي الخير والمثمرين “أُمناء” أما غير المثمرين والعقماء لا يدعوهم كذلك بل يقول لهم: “إن لم تكونوا أمناء في مال الظلم فمن يأتمنكم على الحق؟ و إن لم تكونوا أمناء في ما هو للغير فمن يعطيكم ما هو لكم؟” ( لو 11:16-12)
How does a generous giver need?
9. ولكن إن كنت خائفا وتخشى أن تعطي بسخاء لئلا ينفذ ميراثك بسبب عطائك السخي وإنك فرضاً قد تفتقر، فلا تقلق من هذا الموضوع وكن مطمئناً: فإن ما يُصرف في خدمة المسيح، وفي الأعمال السماوية (أي أعمال الخير) لا ينفذ. وأنا لا أعدك بهذا على أساس كلامي فقط ولكنى أعدك من خلال الإيمان بالكتب المقدسة وبضمان الوعد الالهى. فالروح القدس يتحدث على لسان سليمان و يقول: “من يعطي: الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينه لعنات كثيرة” (أم 28: 27 )، وهكذا يوضح أن الرحماء وفاعلي الخير لن يأتي عليهم وقت يحتاجون فيه إلى شيء، وعلى العكس فالشحيح والعقيم سيأتي عليه وقت يجد نفسه في إحتياج.
هكذا يقول الطوباوى بولس الرسول الممتلئ من نعمة وَحْي الرب: “والذي يقدم بذاراً للزارع وخبزاً للآكل سيقدم ويكثر بذاركم وينمي غلات بركم مستغنيين في كل شئ” ( 2كو9: 10-11 ). وأيضاً: “لأن إفتعال هذه الخدمة ليس يسد أعواز القديسين فقط بل يزيد بشكر كثير بالله” ( 2كو 12:9) لأنه عندما يشكر الفقراء الرب في صلواتهم على عطايانا وأعمالنا الصالحة فإن فاعل الخير يزداد غنى كمكافئة له من عند الرب، والرب إذ ينظر إلى قلوب هؤلاء الرجال ويشجب قليلي الإيمان وغير المؤمنين يشهد في الإنجيل ويقول: “فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل و أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوى يعلم إنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن أطلبوا أولا ملكوت الله وبِرّه وهذه كلها يقول أن هذه كلها تعطى وُتزاد: تزاد لكم” (مت 6 : 30-31) لهؤلاء الذين يطلبون ملكوت الله وبِرّه، لأن الرب يؤكد أنه عندما يأتى يوم الدينونة فكل الذين فعلوا الصالحات في كنيسته سوف يُقبَلون في الملكوت.
10. You fear that you will lose your earthly inheritance if you begin to give it in charity generously, and you do not know, O miserable human being, that while you fear losing your wealth, you are losing life itself and losing salvation. And while you worry that any of your possessions will diminish, you do not notice, O you who love money more than you love yourself, that you yourself will diminish, and while you fear for your money for the sake of yourself, your soul is perishing for the sake of your money!
لذلك حسناً يقول الرسول: “لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح إننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء، فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة تغرق الناس في الغضب و الهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة” ( 1تى 6: 7-10).
11. هل تخشى من أن تتضاءل ممتلكاتك متى بدأت تمارس الصدقة بفيض؟ فمتى حدث أن نفذت ثروة رجل صِدِّيق؟ أليس مكتوب “الرب لا يُجيع نفس صِدِّيق” (أم 3:10 )؟ فإيليا أُطعِم بواسطة الغربان الذين خدموه في الصحراء (13)When Daniel was imprisoned in the lion’s den by order of the king, a meal from heaven was prepared for him (14) وأنت تخشى من أن ينُقصَك الطعام عندما تعمل الخير وتكون مستحقا لخدمة الرب؟ فالرب نفسه يشهد في الإنجيل مبكتاً الشكاكين وقليلى الإيمان ويقول: “انظروا إلى طيور السماء أنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن وأبوكم السماوى يقوتها، ألستم أنتم بالحرى أفضل منها ؟” (مت 26:6) فالرب يُطعم الطيور ويُعطي القوت اليومى للعصافير، وأيضاً تلك الكائنات التي ليس لها أي إدراك بالأمور الإلهية لا ينقصها أبداً المأكل أو المشرب. فهل تعتقد أنه ممكن للإنسان المسيحى، خادم الرب الم َ كرَّس لعمل الخير، الذى هو عزيز في عينى الرب أن ينقصه أي شيء ؟
12 . هل تعتقد أن الذي يطعم المسيح (بإطعامه الفقراء) لن يطعمه المسيح؟ أو أن أولئك الذين وُهبوا عطايا سماوية وإلهية يمكن أن تنقصهم أمور أرضية؟ من أين هذا الفكر الخالي من الإيمان؟ من أين هذا التفكير عديم التقوى والذميم؟ ماذا يفعل قلب غير المؤمن في بيت الإيمان؟ كيف ُتعَتبَر وُتدعى مسيحياً يا مَنْ لا تؤمن بالمسيح على الإطلاق؟ فكلمة “فريسي” تليق بك بالأكثر! لأن الرب حينما كان يتكلم في الإنجيل عن العطاء سبق وأعطانا التنبيه الوافي والشافي بأن نصنع لأنفسنا أصدقاء بأموالنا لكي ما ُنقبل في المظال الأبدية (لو 9:16 )، وأضاف الكتاب المقدس الكلمات الآتية: “وكان الفريسيون أيضاً يسمعون هذا كله وهم محبون للمال فاستهزأوا به” (لو 14:16 ) فنحن نرى الآن مثل هؤلاء الأشخاص في الكنيسة. هؤلاء الذين لا يدخل نور التحذيرات الروحية والخلاصية إلى أذانهم المغلقة وقلوبهم العمياء، فيجب ألا نتعجب من إستهزائهم بالخادم في وعظه لأننا نرى أن أمثال هؤلاء قد استهزأوا بالرب نفسه.
Stupid rich people lose!
13. لماذا تسمح لنفسك أن تصدق هذه الأفكار الخاوية والغبية وكأن خوفك وقلقك من المستقبل يمنعك من عمل الخير؟ لماذا تتصور خيالات وأوهام معيّنة لتكون عذراً باط ً لا؟ فلتعترف بالحقيقة ولتكشف الأمور السرية المختبئة في قلبك لأنك لا تستطيع أن تخدع الفاهمين. فظلمة العقم (عدم العطاء) قد أطبقت على فكرك، وإذ قد تسرب نور الحق إلى خارج فكرك، فإن الظلام الدامس والكثيف للبخل قد أعمى قلبك اللحمي. فأنت إذاً أسير وعبد لأموالك ومقيَّد بسلاسل وأربطة الطمع. وأنت الذي حررك المسيح قد ُقيِّدت من جديد. أنت َتدَّخِر أموالك التي لن تخلصك عندما َتدَّخِرها . أنت تكدس ثروتك التي تثقل عليك بثقلها، ولا تفكر في ما قاله الرب للرجل الغني الذي تفاخر بفرح بسبب فيض حصاده الكثير: ” يا غبي! هذه الليلة ُتطلب . نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟” (لو 12: 20 ) لماذا تطيل التفكير فقط في غناك؟ لماذا تثقل على نفسك حمل ثروتك حتى أنه كلما ازداد غناك في نظر العالم ازداد فقرك في نظر الله؟ قسم إيرادك مع الرب إلهك، شارك المسيح في مكاسبك، وأجعل المسيح شريكاً لك في ممتلكاتك الأرضية حتى يجعلك هو أيضاً وارثاً معه في ملكوته السماوي.
14 . فأنت خاطئ ومخدوع يا من تظن نفسك غنياً في العالم. إسمع صوت الرب في سفر الرؤيا حينما بكًّت مثل هؤلاء (الأغنياء في أعين أنفسهم) قائلا: “لأنك تقول إني أنا غنى وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء ولست تعلم انك أنت الشقي و البائس و فقير وأعمى وعريان. أشير عليك أن تشترى مني ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني وثياباً بيضاً لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك وكحّل عينيك بكحل لكي تبصر” . (رؤ 3: 17- 18 ).
Therefore, O rich and wealthy person, buy for yourself from Christ gold purified by fire until you become pure gold when the impurities in you through giving and good deeds are burned by fire. Buy yourself a white dress, you who were naked like Adam and whose appearance was hideous and inappropriate, you can now wear the white dress of Christ. And you, O rich and wealthy lady, anoint your eyes, not with the eyeliner of Satan, but with the eyeliner of Christ, so that you will be able to see the Lord when you deserve goodness from the Lord through your behavior and good deeds.
There is no excuse for those who do not give
15. فأنت يا مَنْ لا تستطيع أن تعمل عمل الخير في الكنيسة لأجل عينيك المغطاة بالسواد وبظلال الليل فلا تقدر أن ترى الفقراء والمحتاجين. هل تعتقد أيها الغنى والثرى – يا مَنْ لا تفكر بالمرة في صندوق العطاء، يا مَنْ تأتى إلى عشاء الرب بدون ذبيحة، يا مَنْ تشترك في ذبيحة قدمها الرجل الفقير- إنك تستطيع أن تشترك في عشاء الرب؟! أنظر في الكتاب المقدس فترى أرملة مهتمة بالوصايا الإلهية، قد أعطت حتى في وسط ضغوط وضيقات الفقر، وألقت في الخزانة فلسين هما كل ما تملكه، وعندما لاحظها ورآها الرب نظر إلى عملها – لا لأجل كم المال بل لأجل النية – وأجاب قائ ً لا: “بالحق أقول لكم أن هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع لأن هؤلاء من فضلتهم ألقوا في قرابين الله، وأما هذه فمن أعوازها ألقت كل المعيشة التي لها” (لو 21: 3- 4) إمرأة مباركة وعظيمة جداً، تلك التي حتى من قبل يوم الدينونة إستحقت أن يمدحها صوت الديان! ليخز الرجل الغني لأجل عدم إثماره وبليته! فها أرملة فقيرة تعطي وبالرغم أن كل العطايا المَقدَّمَة ُتعطى للأرامل والأيتام، إلا أنها أعطت، وهي التي كان يجب أن تقبل العطية. وهذا يُعَرِّفنا كم يكون العقاب الذي ينتظر الرجل الغني فهذا الموقف يُعّلمنا أنه على الفقراء أيضاً أن يفعلوا الخير. ويجب أن نفهم أن هذه الأعمال ُتقدَّم لله، وكل من يفعل هكذا يستحق الخير من الله، فالمسيح يدعو تلك العطايا “قرابين الله” ويشير إلى أن الأرملة وضعت فلسين في “قرابين الله”، حتى يوضح جلياً أن مَنْ يعطف على المسكين يُقرض الرب (أم 19: 17).
16. قد يفكر أحد أنه معفي من العطاء لأجل منفعة أولاده. لا تجعلوا أيها الأخوة الأعزاء هذا التفكير يقيّد المسيحى ويرجعه عن عمل الخير. لكننا في العطايا الروحية يجب أن نضع عتباراً للمسيح الذي قال أنه سيقبلها (راجع مت 25: 40) ونحن لا ُنفضِّل العبيد رفقاءنا على أولادنا ولكننا نفضِّل الرب عليهم، فهو ينبهنا ويحذرنا بقوله: “من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني” (مت 37:10 ) وهكذا أيضاً نرى أشياء مماثلة مكتوبة في سفر التثنية لأجل تقوية الإيمان ومحبة الله. يقول الرب: “الذي قال عن أبيه وأمه لم أراهما وبأخوته لم يعترف وأولاده لم تعرف بل حفظوا كلامك وصانوا عهدك” 9). فإن كنا نحب الله بكل قلوبنا فيجب ألا نفضل : (تث 33: 9) الأهل أو الأبناء على الله. ويقول يوحنا أيضاً هكذا أنه محبة الله لا توجد في هؤلاء الذين نراهم لا يريدون عمل الخير للفقراء: “وأما من كان له معيشة العالم و نظر أخاه محتاجا : وأغلق أحشاءه عنه فكيف تثبت محبة الله فيه؟” ( 1يو 3 17 ) فإذا كنا بعطاء الفقراء نجعل الله مديناً لنا وعندما ُنقدِّم: (العطاء) للأدنياء فاننا ُنعطِى للمسيح (أم 19: 17). فلا يوجد سبب إذن لتفضيل الأرضيات على السماويات أو أن نضع الأمور البشرية فوق الأمور الإلهية.
17. Thus the widow (15) بعد أن نفذ منها كل شئ بسبب الجفاف والمجاعة، وخبزت كعكة على الرماد بقليل من الدقيق والزيت المتبقين لديها، وكان من المنتظر أن تموت هي وابنها بعد أن يأكلا هذه الكعكة جاء إليها إيليا وطلب منها أن تعطي له أو ً لا ليأكل ثم تأكل هي وابنها مما تبقى. لم تتردد الأرملة في إطاعته ولم تفضل الأم ابنها على إيليا في المجاعة وفي العوز، بل فعلت ما هو مرضي في نظر الله وبسرعة وبفرح قدّمت ما ُ طلب منها، ولم تعطِ جزءً من الكثير بل أعطت الكل من القليل، وأطعمت آخر قبل ابنها. وفي الفقر والجوع لم يُعَتبر الطعام أهم من الرحمة، فبينما من أجل عمل الخير قد استهانت بالحياة حسب الجسد، لذلك َ خُلصت نفسها بطريقة روحية. هكذا فإيليا كمثال للمسيح، مبيناً أنه يعطي الكل حسب رحمته أجاب قائلا: “لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل أن كوار الدقيق لا يفرغ وكوز الزيت لا ينقص إلى اليوم الذي – فيه يعطي الرب مطراً على وجه الأرض” ( 1مل 14:17-15 ). وبحسب إيمان الأرملة في الوعد الإلهي، فما أعطته قد تضاعف وتزايد لها وكما نمت وتزايدت أعمالها الصالحة وفضائل الرحمة، هكذا إمتلأت أواني الدقيق والزيت. ولم َتحرم الأم ابنها مما أعطته لإيليا بل أعطته ما فعلته برحمة وتقوى. ولكنها لم تكن قد عرفت المسيح، ولم تكن قد سمعت وصاياه. ولم تقدم الطعام والشراب عرفاناً بدمه كمَنْ فداها المسيح بصليبه وآلامه. وهكذا يتضح كم يخطئ في الكنيسة ذلك الذي يُقدِّم نفسه وأولاده على المسيح، فيدخر أمواله ولا يشارك الفقراء المعوزين في ميراثه الأرضي الوفير.
18. قد تقول أن لك أبناء كثيرين في بيتك، وأن كثرة أبنائك هذه تمنعك من أن ُتقدِم على عمل الخير. ولكن بسبب كثرة أبنائك لهذا يجب عليك بالأحرى أن ُتكثر من أعمال الخير حيث أنك أب لأولادٍ كثيرين فلك الكثير ممن تطلب من أجلهم أمام الرب، ولك الكثير ممن يجب أن تكّفر عن خطاياهم ولك الكثير ممن يجب أن ُت َ طهَّر ضمائرهم والكثير ممن يجب أن ُتحَرَّر نفوسهم. فكما أنه في هذه الحياة الأرضية، كلما زاد عدد أبنائك كلما زادت المصروفات من أجل قوتِهِم ومن أجل مطالب الحياة، كذلك في الحياة الروحية والسماوية كلما زاد عدد أبنائك كلما وجب أن يزداد الإنفاق في الأعمال الصالحة. فهكذا قدّم أيوب ذبائح عديدة لأجل أولاده، وبقدر ما كان عدد أولاده كبيراً هكذا كان عدد ذبائحه التي يقدمها للرب كبيراً. ولأنه لا يمكن أن يمضى يوم دون أن يخطئ أحدهم أمام الرب، هكذا كانت لا تنقطع الذبائح يومياً حتى ُتمحى الخطايا بها. والكتاب المقدس أثبت ذلك بقوله: “وولد له سبعة بنين وثلاثة بنات … وكان لما دارت أيام الوليمة أن أيوب أرسل فقدسهم وب ّ كر في الغد وأصعد محرقات على عددهم كلهم”.(أي 1: 2-5)
So, if you truly love your children, and if you want to reveal to them the sweetness of your complete love for them as a father, then you must multiply acts of love until you entrust your children to God through your good deeds.
God is the true shepherd of his children
19. Do not consider him as the father of your children, that man (yourself) who is temporal and weak, but rather acquire the Lord who is the eternal and powerful father of your spiritual children. Hand over to Him all the wealth you hold now. Make Him a guardian over your children, because He is the one who takes care of them and protects them with His divine greatness from all the evils of the world.
عندما توضع ثروتك تحت عناية الله، لا تصادرها الدولة أو يستولي عليها جابي الضريبة ولا ُتبدَّد خلال الدعاوى القضائية. حينئذ يكون الميراث في أمان تحت عناية الله، هذا لكيما توفر إحتياجات المستقبل لابنائك الأعزاء، لتوفر الإحتياجات لمن سيرثونك بمحبة أبوية، حسب إيمان الكتاب المقدس الذي يقول: “أيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً. اليوم كله يترأف . ومرة أخرى يقول – ويقرض ونسله للبركة” (مز 25:37- 26) “الصديق يسلك بكماله، طوبى لبنيه بعده” (أم 7:20 ). فإن كنت لا تبحث عن مصلحة أبنائك بأمانة، وإن كنت لا تعطي إهتماماً بخلاصهم بمحبة حقيقية وروحانية فأنت كأب ُتعَد كمذنب وكخائن. لماذا تشتاق للثروة الأرضية أكثر من الثروة السماوية؟ لماذا تفضل أن تستودع أولادك للشيطان أكثر من المسيح؟ إنك تخطئ مرتين وترتكب جريمة مضاعفة ومزدوجة فأنت لا توفر لأبنائك عناية الله أبيهم وأيضا تعلم أولادك أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح.
20 . كن أباً لأبنائك كما كان طوبيا كذلك. أعطِهم تعاليم نافعةومفيدة كما أعطى طوبيا لإبنه. شدِّد على أبنائك كما شدَّدَ هو أيضاً قائ ً لا: “اسمعوا يا بنيَّ لأبيكم، اعبدوا الرب بحق وابتغوا عمل مرضاته وأوصوا بذويكم بعمل الحق والصدقات وأن يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق و بكل طاقتهم ” (طو 10:14-11) مرة أخرى يقول : “وأنت فليكن الله في قلبك جميع ايام حياتك و احذر ان ترضى بالخطيئة و تتعدى وصايا الرب الهنا تصدق من مالك و لا تحول وجهك عن فقير و حينئذ فوجه الرب لا يحول عنك كن رحيما على قدر طاقتك ان كان لك كثير فابذل كثيرا و ان كان لك قليل فاجتهد ان تبذل القليل عن نفس طيبة فانك تدخر لك ثوابا جميلا الى يوم الضرورة لان الصدقة تنجي من كل خطيئة و من الموت و لا تدع النفس تصير الى الظلمة ان الصدقة هي رجاء عظيم عند الله العلي لجميع صانعيها ” (طو4: 6-12)
Eternal reward for those who give charity
21. What a great gift, dear brothers. This gift that you give is a great matter in the eyes of God. When the Gentiles give gifts, the presence of the leader or the emperor appears great and wonderful, and the amount of preparation and assignment is very great on the part of those who give the gifts in order to please them. These important figures, what if the present were God (the Father) and Christ? How much more lavish should the preparation be and the spending be more generous when the heavenly forces gather to watch, and all the angels gather, when the one who gives is not rewarded with a four-horse chariot or Under his leadership, eternal life is given to him, and he does not obtain the empty and temporary approval of the crowd, but rather accepts the eternal reward that comes from the kingdom of heaven.
22. أما الكسالى والعُقماء الذين لا يتعبون – ولو بقليل في الأعمال الصالحة – لنوال ثمار الخلاص بسبب حبهم للمال، فليكن لهم الخزي وليُعَذِّب إستحياؤهم وخزيهم ضمائرهم غير النقية، ليضع كل واحد فيهم أمام عينيه الشيطان مع خدامه -أي مع شعب الهلاك و الموت – وهو منطلق إلى الوسط مُستثيراً أتباع المسيح – والمسيح نفسه حاضر ويدين – وهو (الشيطان) يقارن متحدياً قائل (16) : “لأجل هؤلاء الذين ترونهم حولي لم أقبل الضربات ولم أحتمل الجلد ولم أحمل الصليب ولم أسفك الدم ولم أفدِ عائلتى بثمن الآلام والدم وهكذا أيضاً لا أعدهم بملكوت سماوى ولا أدعوهم مرة أُخرى إلى الفردوس بعد ردهم إلى عدم الموت من جديد… ومع ذلك ما أغلى وأفخم الهدايا التي يحضرونها لي، وكم من تعب يتعبونه من أجلي بوسائل البذخ، إذ يرهنون أو يبيعون كل مالهم وإن لم يأتى منهم عرض متميز يُطرحون خارجاً بإهانات وإستهجان، وفي أوقات قد يصل بغضب الجمهور إلى حد الرجم حتى الموت (17) . O Christ, forgive us your followers who give, these rich men, forgive us those who are extremely wealthy if they give in the church - where you are standing and looking - offerings of this kind after mortgaging and distributing their possessions, or rather turning them into heavenly treasures by exchanging what they possess for something better.
فبعطاياي الفانية والأرضية لن يُطعم أحد ولن يلبس أحد ولن يُعال أحدٌ بالأكل أو بالشرب تعزي ً ة له، فكل شئ في وسط غرور من يعطى وضلال المتفرج، يفنى لأجل الكبرياء الغبي الذي للمتع الخادعة. ولكن في وسط فقرائك (أيها المسيح) فأنت مكسياً وشبعاناً وأنت َتعِد هؤلاء الذين يعطون الصدقة بالحياة الأبدية. ورغم انك تكرمهم بمكافآت إلهية ومجازاة سماوية فنادراً ما يتساوى أتباعك مع اتباعى!”
23. بماذا نجيب على كل هذا الكلام أيها الاخوة الأعزاء؟ بأي طريقة ندافع عن العقم (أي البخل) الدنس وأفكار الأغنياء المغطاة بليل مظلم؟ بأي عذر ُنبِرئهم نحن الذين أقل من خدام إبليس؟ إذ إننا لا نرد للمسيح ولو بقليل ثمن آلامه ودمه؟ لقد أعطى لنا الرب وصاياه، لقد علمنا ما الذي يجب أن يفعله خدامه واعداً بأجر لكل من يعطي صدقة ومهدداً بعقاب للعقيم (البخيل). فقد وضح لنا حُكمه وقد سبق وقال ماذا سيكون قضاءه. أي عذر ممكن أن يكون لمن لا يعمل هكذا؟ أي دفاع يكون للعقيم (البخيل)؟ فإن لم يُنفذ العبد ما أُمر به، فسوف يُنفِّذ الرب ما هدّد به. فقد قال: “ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع امامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء فيقيم الخراف عن يمينه و الجداء عن اليسار ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي ابي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تاسيس العالم لاني جعت فاطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فاويتموني، عريانا فكسيتموني، مريضاً فزرتموني محبوسا فاتيتم الي فيجيبه الابرار حينئذ قائلين يا رب متى رأيناك جائعا فاطعمناك او عطشانا فسقيناك و متى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك و متى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك فيجيب الملك و يقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم ثم يقول ايضا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين الى النار الابدية المعدة لابليس و ملائكته لاني جعت فلم تطعموني عطشت فلم تسقوني كنت غريبا فلم تأووني عريانا فلم تكسوني مريضا و محبوسا فلم تزوروني حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانا او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا و لم نخدمك فيجيبهم قائلا الحق اقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا فيمضي هؤلاء الى عذاب أبدي و الأبرار الى حياة أبدية “(مت 31:25-46)
Could Christ have given us a clearer revelation than this? How can He motivate us to acts of goodness, righteousness, and mercy more than by saying that everything we give to the poor and needy has been given to Him? By saying that he is insulted if we do not give to the poor and needy! Whoever is in the church and does not like his brother’s condition may feel something if he thinks about Christ, that is, Christ’s opinion of his brother. And whoever does not think about his fellow servant who is in distress and need, let him think about the Lord who is in that person whom he despises.
Let us look at the heavenly things!!
24. وهكذا أيها الأخوة الأحباء دعونا نقدم الطاعة بكل الإيمان بعقول مكرَّسة وبأعمال صالحه مستمرة، نحن الذين نخاف الله، نحن الذين قد تحولت عقولنا إلى الأمور السماوية والإلهية، بعد أن رفضت (عقولنا) وداست على العالم لتستحق خيراً من الرب. هيا بنا نعطى المسيح الرداء الأرضي لكي ما نحصل على الثوب السماوى، هيا بنا نعطي الطعام والشراب الدنيوي لكي ما نأتي إلى الوليمة السماوية مع إبراهيم واسحق ويعقوب، لنزرع كثيراً جداً لئلا تحصد قلي ً لا ما دام لدينا الوقت فلنفكر في النجاة والخلاص الأبدي، كما ينصحنا بولس الرسول قائلا: “فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكل. فإذاً حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما أهل الإيمان” (غل 9: 10)
25. Let us look, dear brothers, at what the group of believers were doing (in the days of the apostles), since from the beginning their hearts were overflowing with great virtues, and when the faith of the believers was burning with the heat of the new faith, they sold their homes and fields and with joy and generosity gave their prices to the apostles so that they, in turn, distributed them to the poor. . They sold and distributed their earthly inheritance, transferring their property to the place where they would receive the fruits of the eternal inheritance, where they would prepare their dwellings in which they would dwell forever.
هكذا كان فيض أعمالهم الصالحة في ذلك الوقت وكذلك توحدهم في المحبة كما نقرأ في سفر أعمال الرسل :”وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة ولم يكن أحداً يقول أن شيئا من أمواله له بل كان عندهم كل شئ مشتركاً”. (أع 4: 24)
This means that we are truly children of God by the power of spiritual birth, and that according to heavenly law we emulate the fairness of God the Father because everything that comes from God is for everyone in our use of Him and no one is excluded from His gifts and graces, and there is nothing that prevents all of the human race from equally enjoying His goodness. And the generosity of God, the day shines equally for all, the sun sends its rays, the rain moistens, the wind blows, and sleep is the same for all who sleep, and the shine of the stars and the moon is also for all.
Based on this example of equality, whoever owns something in the world and shares its income and fruits with his brothers is an example of God the Father because he is just and equal to everyone in his excessive generosity.
26. O beloved brothers, how great is the glory of those who give, how great and complete is their joy when the Lord separates His people and distributes rewards according to our merit and our deeds, and bestows heavenly things instead of earthly things, eternal things instead of temporal things, great things instead of small things, and presents us to the Father who has brought us back to Him by sanctifying us, that is, by sanctifying the Lord Jesus to believers, and granting us nothingness. Eternal death that He prepared for us by making us alive with His blood, and He returns us once again to Paradise and opens for us the Kingdom of Heaven according to His faithful and true promise! Let these things be fixed in our minds, let us understand these things with complete faith, let us live these things with the fullness of the heart, let us deserve these things through the generosity of constant good deeds.
Dear brothers, acts of love are great and divine. They are a great comfort to believers, a beneficial guard for our salvation, a bulwark of hope, a protection for faith and a cure for sin. It is a matter placed in the hands of the one who does it, a great and easy matter, a crown of peace for us without the dangers of persecution, a true and great grace from the Lord, necessary for the weak, great for the strong, through it the Christian person carries a spiritual blessing and deserves goodness from Christ the Judge, and counts God as his debtor. Let us strive joyfully and tirelessly for the crown of good deeds, let us all run in the field of righteousness where God (the Father) and Christ look upon us, and do not relax in our struggle for any desire in this life or in this world, for we are the ones who have become greater than this life and this world.
If the day of reward or persecution comes and we are ready and hastening in the field of these good deeds, the Lord will not delay in giving the reward according to our merit. In peace, he will give us who have overcome a white crown for our good deeds, and in persecution, he will give us a scarlet crown for our suffering.
(*) هذه الرسالة من ترجمة “أسرة القديس ديديموس الضرير للدراسات الكنسية”. وقد قمنا باختصار المقدمة ووضعنا أهم مافيها وهو السبب الذي دفع القديس كبريانوس إلى كتابة هذه الرسالة… (الشبكة)
(1) See John 5:14
(2) In this sentence, Saint Apprian refers to the law that bound man under its yoke, but was unable to save him from his sins by which he violated the law. See the letter of Saint Paul the Apostle to the Romans.
(3) ” أعمال البر” مثلما ذُآر في آثير من مواضع الكتاب المقدس على سبيل المثال “… كما هو مكتوب فرق أعطى للمساآين بره يبقى إلى الأبد والذي يقدم بذاراً للزارع وخبزاً للأآل سيقدم ويكثر بذارآم وينمي غلات برآم” (2كو 9 : 10) تحمل مفهوم البر الإحسان، لذلك أخذ القديس آبريانوس هذا المفهوم الإنجيلي وأوضحه بالأآثر في الفقرة 25 من هذا العظة.
(4) ما يقصده القديس كبريانوس من هذا الحديث عن العطاء أنه ليس عطاءاً مادياً من الخارج وإنما نابع من محبة قلبية لله وللقريب أي إيمان عامل بالمحبة (غل 6:5 ) فإذا تغيّر القلب وصار محباً لله وللقريب فهذا التغير هو التوبة الحقيقية. والكنيسة تُسمي التوبة – كحياة معاشة – “المعمودية الثانية” ومن هنا يكون العطاء هو علامة التوبة التي تسري في داخل الإنسان وبهذا يصبح الداخل نقياً. فعندما ربط القديس آبريانوس بين العطاء والمعمودية كان يقصد العطاء الذي هو ثمرة تغيير القلب بالتوبة التي هي المعمودية الثانية التي يحياها الإنسان المسيحي آلحياته بعد معموديته الأولى من خلال السر الكنسي. وسيأتي هذا الإيضاح في الفقرة رقم 8 من هذا الكتاب. ويؤآد القديس كيرلس الإسكندري في تفسيره للإنجيل بحسب القديس لوقا على أن الطمع والبخل والربح القبيح هو داء يمتلك
On unmerciful hearts, and recovery from this disease brings a person to purity of thought and heart and thus he becomes a true worshiper of God (see the interpretation of the Gospel of Luke, by Saint Cyril of Alexandria)
(5) See: (Matthew 2:15), (Mark 2:7), (Luke 11:38)
(6) St. Cyprian here attacks formal worship that relies on appearance only without being linked to living works. See paragraph 12 in this book.
(7) See footnote 4 in this book.
(8) See (Acts 9:36)
(9) See (John 14:13)
(10) See (Genesis 5:6) (Galatians 3:6)
(11) See footnote 4 in this book.
(12) See (Matthew 3:10), (Matthew 5:7), (Matthew 7:19), (Luke 3:9)
(13) See (1 Kings 6:17)
(14) يشير القديس كبريانوس إلى قصة طرح دانيال في جب الأسود المذآورة في تتمة دانيال (الموجودة في الترجمة السبعينية): “فالقوه في جب الأسود فكان هناك ستة أيام. وآان في الجب سبعة أسود يلقى لها آل يوم جثتان ونعجتان فلم يُلق لها حينئذ شيء لكي تفترس دانيال. وآان حبقوق النبي في أرض يهوذا، وآان قد طبخ طبيخاً وثرد خبزاً في جفنة وانطلق الى الصحراء ليحمله للحصادين. فقال ملاك الرب لحبقوق احمل الغداء الذي معك الى بابل إلى دانيال في جب الأسود. فقال حبقوق أيها السيد إني لم أر بابل قط ولا أعرف الجب. فأخذ ملاك الرب بجمته وحمله بشعر رأسه ووضعه في بابل عند الجب باندفاع روحه. فنادى حبقوق قائلا: يا دانيال يا دانيال خذ الغذاء الذي أرسله لك الله.” (دا 14: 30- 38)
(15) (26:10), (Luke 4-6: 1 Kings 17)
(16) In the following paragraph, Saint Cyprian recounts an imaginary dialogue directed from Satan to Christ, comparing man’s ungrateful reaction to God’s love for him and in contrast to man’s acquiescence with Satan despite his hatred for him.
(17) We are talking here about a form of custom that was common among the pagans.