أ – الولادة من فوق
قال المسيح لنيقوديموس: “ما من أحد يمكنه أن يرى ملكوت السماوات إلاّ إذا وُلد من فوق” (يو 3: 3). ولم يفهم نيقوديموس كلام المسيح، فسأله: “كيف يسعَ الإنسان أن يولد وهو شيخ كبير؟ أيستطيع أن يدخل في بطن أمه ثانية ثم يولد؟ فأجاب يسوع: (الحق أقول لك: ما من أحد يمكنه أن يدخل ملكوت الله إلاّ إذا وُلد وكان مولده من الماء والروح. فمولود الجسد يكون جسداً ومولود الروح يكون روحاً. لا تعجب من قولي لك: يجب أن تولدوا ثانية….” (يو 3: 4-7، أنظر يو 1: 12-13).
الولادة العلوية التي يتحدَّث عنها المسيح هي “غسل الميلاد الثاني والتجديد الآتي من الروح القدس” (تيطس3: 5)، أي نيل الروح القدس بالمعمودية التي تتم على اسم الثالوث القدوس.
سأل الحشد المجتمع بطرس والرسل: “ماذا يجب علينا أن نعمل، أيها الإخوة؟” فقال لهم بطرس: “توبوا، وليعتمد كل منكم باسم يسوع المسيح ولتُغفر خطاياكم، وينعم عليكم بالروح القدس” (أع 2: 38).
Es la presencia del Espíritu Santo la que renueva el nacimiento del hombre. Esta presencia se produce dentro de la Iglesia a través del sacramento del bautismo y otros sacramentos.
لم تكن المعمودية عملاً تعسفياً فرضه الرسل، بل كانت وصيَّة تلقوها من المسيح مباشرة (متى 28: 19) حين أكّد لهم “أن من آمن واعتمد يخلص، ومن لم يؤمن يُقْضَ عليه” (مر 16: 16).
Por el bautismo, la persona toma el cuerpo de Cristo y alcanza el cuerpo del Señor resucitado. Cuando es sumergido tres veces en la pila bautismal, participa de la estancia de tres días de Cristo en el infierno, y cuando emerge del agua, la vieja naturaleza de Adán ha muerto en él, y se ha revestido de la nueva naturaleza, la naturaleza naciente. de Cristo (Romanos 6:93), por lo que no sigue siendo un ciudadano de la tierra que está condenado a muerte, sino que está registrado como ciudadano en el cielo y su nombre está escrito entre los vivos (Hebreos 12:23).
ولو كنّا قادرين على أن نرى الإنسان الخارج من جرن المعمودية بعين روحية صافيّة، لأدركنا التحوّل والتبدّل الحاصلين بواسطة هذا السرّ، وتأكدنا أنه قد خلع بالمعمودية الإنسان القديم ولبس جسد المسيح الناهض والمتبدّل، أي أنه وُلد مجدّداً بطريقة روحية (يو 3: 4-7، 1: 12-13). ويصف بولس الرسول هذا الحدث في قوله: “أوَتجهلون أننا، وقد اعتمدنا في يسوع المسيح، إنما اعتمدنا في موته فدُفنا معه بالمعمودية لنموت فنحيا حياة جديدة كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب؟ فإذا اتَّحدنا به في موت يشبه موته، فكذلك تكون حالنا في قيامته. وإننا نعلم أن إنساننا القديم قد صُلب معه ليزول هذا الجسد الخاطئ، فلا نظل عبيداً للخطيئة، لأن الذي مات تحرَّر من الخطيئة. فإذا كنّا قد متنا مع المسيح، فإننا نؤمن بأننا سنحيا معه (رو 6-8).
ب – شـروط المعموديـة
Cristo dijo que la salvación es la porción de la persona que cree y es bautizada (Marcos 16:16), es decir que la condición para el bautismo es la fe en la persona de Cristo. Cuando decimos que una persona debe creer, no nos referimos a una fe abstracta o libre, como sucede cuando algunas personas dicen: ¡Creo que hay un poder superior! Nos referimos a una fe por la cual una persona está dispuesta a sacrificarlo todo, incluso su vida, si se le pide.
Esto es lo que hicieron los mártires de nuestra Iglesia, y esto es lo que nosotros estamos llamados a hacer también: considerar nuestra fe como lo más valioso que poseemos, y no cambiarla por dinero, amistad con las personas o nuestra propia vida. (ver Mateo 16:25, Marcos 8:35, Lucas 9:24, Juan 12:25).
Esta fe debe constar de tres elementos principales:
- El rechazo de Satanás: بالابتعاد عن كل إيمان، أو فكرة، أو عمل شيطاني (يع 4: 7). وهذا ما يعجز عنه الإنسان بمفرده، لأنه خاضع لسلطة الشيطان (1 يو 5: 19، يو 12: 31، 14: 30). ولهذا السبب فإن كنيستنا قبل المباشرة بسرّ المعمودية تأمر الروح الشرير، باسم المسيح، أن يخرج من “جندي المسيح إلهنا الجديد” الذي خُتم بإشارة الصليب الكريم، ويبتعد عنه ولا يعود إليه مطلقاً. وبختم الصليب الكريم يؤمر الشيطان بالابتعاد عن ماء المعمودية المقدسة أيضاً، حتى يكون “ماء الفداء، ماء التقديس، تطهيراً للجسد والروح، حميماً لإعادة الولادة، تجديداً للروح، نعمة للتبنّي، سربالاً لعدم الفساد وينبوعاً للحياة” وأن يتجدد المعتمد فيه بعد أن يكون قد خلع الإنسان العتيق، إنسان الفساد، ولبس الإنسان “المتجدّد” على صورة خالقه لكي يصبح “مشتركاً” في موت المسيح وفي قيامته أيضاً.
- Pertenecer a Cristo: Es decir, transformar pensamientos, obras, amor y vida entera a Cristo y someterse completamente a Él (Santiago 4:7).
- Postrándonos y adorando a Cristo.
ج – معمودية الأطفال
Las personas de la iglesia antigua se convertían al cristianismo individualmente y aceptaban el bautismo a una edad avanzada, después de haber recibido orientación y predicación que confirmaban su fe en Cristo. Así, se creó en la Iglesia una categoría especial, que es la de los catecúmenos, y de su existencia aún quedan hoy huellas en la Divina Misa, concretamente en la primera parte de la misma, que se compone de saludos, antífonas y lecturas y termina con oraciones por los catecúmenos, y se llama por su nombre: Misa para los Catecúmenos.
Pero esto no significa que la Santa Iglesia prohibiera el bautismo de los niños, o incluso de los niños mismos, porque esta prohibición significa privarlos de la salvación (Juan 3,5), y porque Cristo mismo llamó a los niños a sí mismo y los puso. su mano sobre ellos, bendiciéndolos y transfiriéndoles la gracia del Espíritu Santo, diciéndoles que los que son como ellos tienen el reino de los cielos (Mateo 19:14-15, Marcos 10:13-16, Lucas 18:15-17. ).
Los apóstoles bautizaron a todos los miembros de las familias que se convirtieron a la fe, sin distinción (Hechos 16:15-33, 1 Corintios 1:15). Vemos que la Santa Biblia muestra la circuncisión como una forma de bautismo (Col 2:11-12), y se realizaba al octavo día del nacimiento del niño (Génesis 17:12, Levítico 12:3).
وهكذا يظهر أن معمودية الأطفال كانت عادة متّبعة في الكنيسة القديمة. أمّا تأجيل المعمودية إلى سن أبعد فهي عادة متأخرة. وقد ذكر القديس إيريناوس (150 م) هذه العادة الكنسيّة، بينما لاحظ القديس قبريانوس (250 م) أنه “إذا كان المسنّون الذين سقطوا في خطايا كبيرة يستحقون نعمة المعمودية المقدّسة، فكم بالأحرى يستحقها الأطفال الذين لم يخطأوا بطبيعتهم، بل هم مشاركون في الخطيئة الأصلية وحدها، وهي غريبة عن إرادتهم”. أمّا القديس غريغوريوس اللاهوتي فقال إنه ينبغي أن يعتمد الأولاد في سن الطفولة، “حتى يتقدَّسون ويكرَّسون منذ نعومة أظافرهم”.
د – أهميّة المساهمة الشخصيّة في المعمودية المقدّسة
قد يتساءل البعض: هل يستطيع الطفل أن يدرك هذا السرّ المقدّس؟ والواقع أن إدراك السرّ لا يتوقف على مقدرة الإنسان الذهنية بل على محبة الله. لذا يقول نيقولا كاباسيلاس: “نحن لم نطلبه (الله) بل هو طلبنا. فالشاة لا تطلب الراعي بل الراعي يطلب الشاة، ولا الدرهم يطلب ربّ البيت، بل ربّ البيت يطلب الدرهم. كل شيء يأتي من الله. وما على الإنسان سوى أن يقبل آثار النعمة الإلهية، ولا يضع العراقيل أمامها. وهذا ما يفعله الطفل الصغير بطريقة أفضل كثيراً، لأنه لا يقدر أن يضع العراقيل أمام نعمة الله أو أن يقاومها نفسيّاً.
No hay duda de que la contribución del niño al bautismo es pequeña, pero esto no tiene gran importancia, porque la capacidad cognitiva del adulto también puede no estar en armonía con los resultados de este misterio sagrado, incomprensible e indescriptible.
Por estos motivos, la Iglesia Ortodoxa bautiza a los niños y cree que esta acción es correcta y conforme a la voluntad de Cristo (Mateo 19: 14-15).
هـ – مسؤولية الأهل والعرّابين
En el caso de que los niños sean bautizados, queda claro que la responsabilidad de enseñar y desarrollar la fe del nuevo miembro de la iglesia recae en su familia y padrinos.
فما هو قوام هذه المسؤولية؟ وبماذا يتعهّد العرَّاب، أو الموعوظ نفسه إذا اعتمد وكان بالغاً، كما يجري في بلاد الإرساليات؟ والواقع إننا نجد الجواب في الخدمة المقدّسة التي تُقام للموعوظ قبل المباشرة بسرّ المعمودية: يدير الكاهن الموعوظ إلى الغرب ويسأله إذا كان يرفض الشيطان ويتخلى عن كل شيء يتعلق به وبأعماله وعبادته فيجهر الموعوظ ثلاث مرّات برفضه الشيطان. فيكون فد أقام عهداً مقدّساً مع الله والكنيسة، بأنه قد قطع كل علاقة بالشيطان وأعماله: “نعم رفضت الشيطان!” يردِّدها ثلاث مرّات معلناً تخلّيه النهائي عنه.
وهنا يدعو الكاهن الموعوظ -أو عرابه- إلى عمل رمزي، فيقول: “أبصق على الشيطان!”، فيبصق ثلاث مرّات باتجاه الغرب، معلناً أنه لم يقطع علاقته بالشيطان وحسب، بل إنه يشعر أيضاً بكراهية واشمئزاز نحو كل ما يتعلق به، ولذلك يبصق في وجهه. ثم يوجّه الكاهن الموعوظ نحو الشرق ويسأله: “أرفضت الشيطان؟”، أي هل أنت مع المسيح؟ فيعلن الموعوظ رغبته في أن يصير عضواً من أعضاء المسيح وأن يدخل كنيسته، قائلاً: “رَفضتُ الشيطان”. ويسأله الكاهن ثلاث مرات: “أوافقت المسيح؟” فيؤكد الموعوظ الرغبة نفسها قائلاً: “وافقتُ المسيح!” ويستمر هذا الحوار المؤثر بين الكاهن والموعوظ -أو عرّابه- حتى يتأكد الكاهن أن الموعوظ قد ترسَّخ في الإيمان الأرثوذكسي، فيسأله: “وهل تؤمن به؟” فيصرخ ا لموعوظ: “أؤمن أنه إله وملك” (أنظر يو 20: 28). ولكن الكاهن لا يكتفي بذلك، بل يطلب من الموعوظ أن يؤكّد إيمانه بكل العقائد الأرثوذكسية التي صاغتها المجامع المسكونية، فيطلب منه أن يتلو دستور الإيمان بصوت مرتفع، حتى يسمعه جميع أعضاء الكنيسة الذين يقيم معهم في تلك عهداً مقدساً. وهكذا يعلن الموعوظ أمام شعب الله أن إيمانه هو إيمان الكنيسة الأرثوذكسية، أي الإيمان بإله واحد مثلَّث الأقانيم، وبالكنيسة الواحدة المقدّسة الجامعة الرسولية التي تعترف “بمعمودية واحدة لغفران الخطايا” وتترجّى “قيامة الموتى والحياة في الدهر الآتي”.
يلي رفض الشيطان إذاً “موافقة المسيح” والاعتراف بالإيمان الأرثوذكسي، ولا بدّ بعد ذلك من السجود لله المثلّث الأقانيم والخضوع التام لمشيئته والتوكّل على رحمته العظمى، لذلك يقول الكاهن: “أُسجد له” فيقول الموعوظ: “أَسجد للآب والابن والروح القدس، ثالوث متساوٍ في الجوهر وغير منفصل!” (أنظر يع 4: 7).
Este ritual indica la gran responsabilidad que tienen los padres y padrinos cuando llevan a sus hijos a la iglesia y aceptan ser sus padrinos luego de que salen de la pila sagrada del bautismo. Establecen un pacto santo y se comprometen a enseñar a sus hijos la fe ortodoxa y a introducirlos gradualmente en la vida plena de la Iglesia. ¡Es realmente una gran responsabilidad!
وبعد إتمام هذا العهد مع الكنيسة، يمجِّد الكاهن اسم الله من أجل هذا الحدث العظيم: “مبارك الله الذي أراد أن الكل يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، الآن وكل أوان والى دهر الداهرين!” وتختتم الصلاة على الموعوظ بدعاء جميل فيبتهل الكاهن إلى الله أن يدعو الموعوظ “إلى النور المقدس” وأن يؤهله لمواهب الروح القدس العظيمة: “إنزع عنه العتاقة وجدّده للحياة الأبدية. إملأه من قوة روحك القدوس، لكي يتّحد مع مسيحك، فلا يكون فيهما بعد ابناً للجسد بل ابناً لملكوتك”.
و – مؤازرة الكنيسة
Los padres y padrinos no cumplen solos con este deber sagrado, sino que la parroquia ortodoxa a la que pertenecen los apoya en esto, a través de sus servicios espirituales, vida eclesiástica y educación religiosa, que brinda en todas las ocasiones. La escuela ortodoxa también desempeña su papel en este ámbito, proporcionando educación religiosa organizada, además de libros infantiles y revistas ortodoxas que ayudan en el proceso de educación religiosa e introducen a los niños en la vida de la iglesia.
Esta ayuda, especialmente la de la Iglesia, no interfiere con los deberes de los padres, sino todo lo contrario. Los padres que traen a sus hijos a la iglesia para ser bautizados, al hacerlo, declaran su deseo de traer a sus hijos a la vida de la iglesia, que es una participación en la vida de Cristo y no una piedad especial para cada uno de ellos solo. Por esta razón, mantenerlos alejados de la vida litúrgica y de la educación religiosa sería una violación de la sagrada promesa que hicieron a Dios y a la Iglesia cuando llevaron a sus hijos al santo bautismo.
Los padres y padrinos son los padrinos del niño bautizado que adoptaron mediante el santo bautismo, y deben cuidar de introducir al nuevo miembro de la iglesia en la vida plena de la iglesia. Si no lo alientan a pertenecer al movimiento de educación cristiana en la parroquia y lo llevan ellos mismos a la iglesia, entonces están traicionando su fe ante Dios y la iglesia.
Esta es la conclusión que se puede sacar del hermoso y conmovedor servicio (Oración por los Catecúmenos).
ز – سلاح الروح القدس
بالمعمودية المقدّسة ينتمي الإنسان إلى جسد المسيح، أي إلى الكنيسة، ويغدوا شريكاً في الخليقة الجديدة. ولكن المسيح ذكر لنيقوديموس أن على الإنسان أن يولد “من الماء والروح” (يو 3: 5)، وفي مكان آخر: “من كان عطشان فليأتني، ومن آمن بي فليشرب. فقد قال الكتاب: ستجري من جوفه أنهار من الماء الحيّ” (يو7: 37-38). وأكّد يوحنا الإنجيلي أن يسوع “أراد بذلك الروح الذي سيتلقاه المؤمنون به، فما كان الروح يومئذ قد أُعطي بعد” (يو 7: 39، أش 55: 1).
ونحن نعلم أن هذا الأمر قد تمّ في اليوم الخمسين، حينما امتلأ “الرسل كلهم من الروح القدس” (أع 2: 4). لكن الروح القدس يأتي في سرّ المسحة بالميرون على كل إنسان بمفرده فيحيه. ويشهد الكتاب المقدس أن المعمودية ليست كافية لـ “ملء” الإنسان من الروح القدس. لذلك نرى الرسولين بطرس ويوحنا يذهبان إلى السامرة ليضعا أيديهما على رؤوس المسيحيين ناقلين الروح القدس إليهم (أع 8: 15-17)، ونرى الرسول بولس يقوم بالعمل نفسه من أجل مسيحيي أفسس (أع 19: 5-7). ثم يقول لهم: “وفيه (المسيح) أنتم أيضاً، وقد سمعتم كلام الحق أي بشارة خلاصكم وآمنتم، خُتمتم بروح القدس الموعود عربون ميراثنا” (أف1: 13-14، أنظر 1 يو 2: 20).
في المعمودية يتّحد الإنسان بالمسيح، ويشترك بموته وقيامته. لكن المسحة المقدسة، أي خُتم الروح القدس، هي “العربون” (أف 1: 14، 2 كو 1: 22) أو بداية ملكوت الله. أمّا اشتراك الإنسان في الحياة الإلهية فيتم بسرّ الشكر الإلهي. وقد أقامت الكنيسة الأرثوذكسية وحدة داخلية بين هذه الأسرار المقدّسة فلم تحرّمها حتى عل الأطفال.
يُقال في أفشين المسحة المقدّسة: “أنت يا من رضيت الآن أن تجدّد ولادة عبدك المستنير جديداً بالماء والروح، والذي وهبته غفران الخطايا التي فعلها طوعياً أو كرهياً، أنت ايها السيّد الرحيم، ملك الكل، أعطه أيضاً ختم موهبة روحك الكلّي الاقتدار والمسجود له وتناول جسد مسيحك المقدّس ودمه الكريم. إحفظه داخل قداستك الذاتية، وأمّن له طريق الإيمان القويم. نجِّه من الشرير ومن جميع حيله. احفظ نفسه بخوفك الخلاصي ضمن الطهارة والعدالة، ليرضيك بكل قول وعمل، لكي يغدو ابناً ووارثاً لملكوتك السماوي”.
“ختم موهبة الروح القدس” هو الذي يحقِّق قدرة المؤمن على النضال ضد قوات الشيطان. ولا بدّ أن يشعر الإنسان بـ “الخوف الخلاصي” وأن يحفظ في “الطهارة والعدل” لكي يرضي الله “بكل قول وعمل” ويصبح “ابناً ووارثاً لملكوت السموات”. وهذا ما عنيناه بقولنا أن المسحة المقدّسة هي “عربون” هذا الملكوت.
En su lucha contra Satanás, quien lo ataca después del bautismo, la persona debe poner todas sus capacidades físicas y espirituales, hasta vencerlo. Por lo tanto, debe ser completamente santificado y sellado como tesoro de Dios y morada y templo del Espíritu Santo (1 Corintios 3:16-17, 6:19, Ezequiel 36:26-27).
وكنيستنا الأرثوذكسية تفعل ذلك عندما تَختم بالميرون المقدّس سائر أعضاء الجسد، حتى تنتقل مواهب الروح القدس إليه وتجعله بكلّيته “كائنا موهوباً” ومستعداً للحياة الجديدة “في المسيح”. وهذه هي الأسلحة المقدّسة التي تهيئها الكنيسة لكل عضو جديد فيها.
H - Ataques enemigos después del bautismo.
بالمعمودية يتجدّد الإنسان ويولد من جديد، أو كما تقول أفاشين السرّ المقدّس: “يتشكّل” المسيح في داخله، و”يُبنى” ثم “يُزرع” في الكنيسة، مرتدياً “ثياب عدم الفساد” والرداء المنير”.
Aquí surge una pregunta: si Satanás ha abandonado el corazón del hombre y nunca volverá a él después de su nacimiento espiritual, y si Cristo mismo ha vuelto a vivir dentro de él, entonces ¿cómo puede este hombre pecar después del bautismo?
يقول آباء الكنيسة إن الشيطان يخرج من الإنسان بالمعمودية، لكنه يستمر في تجربته من الخارج بواسطة الحواس التي تولد الأهواء. ولذا تدعو الكنيسة في سرّ المعمودية المقدّس، أن يثبِّت الربُّ المستنير الجديد في الإيمان القويم، وأن يحفظه من الشرير ومن جميع حبائل الشيطان، وأن يجعله “مناضلاً لا يُغلب” في حربه ضد قوات العدو الخبيثة.
ط – المناضل في سبيل المسيح
Los ataques de Satanás atestiguan que después del bautismo la persona entra en la arena espiritual, y está llamada a luchar mediante sus artimañas contra las fuerzas de las tinieblas que utilizan sus sentidos para generar en él diversas pasiones, transformar su corazón y mortificarlo espiritualmente.
ولذا يقول الرسول: “فتشدّدوا أيها الأخوة، في الربّ وفي قدرته العزيزة. تسلَّحوا بسلاح الله لتستطيعوا مقاومة مكايد إبليس، فلسنا نكافح أعداء من لحم ودم…. فتسلّحوا بسلاح الله لتستطيعوا المقاومة في يوم الشر. فإذا أتممتم جميع ما عليكم تظلوا ثابتين” (أف 6: 10-13). أمّا يشوع بن سيراخ فيقول: “يا بنيّ أن أقبلت لخدمة الربّ الإله فأثبت على البرّ والتقوى وأعدّ نفسك للتجربة” (2: 1).
لا شك أن الخلاص هبة من الله (أف 2: 8، 1 كو 3: 7) ووقف على إرادة الله (رو 9: 16)، إلاّ أن على الإنسان أن “يفتح الباب” (رؤ 3: 20). فيجب أن نكون مساعدين لله (أنظر 1كو 3: 8) وأن نعمل لخلاصنا “بخوف ورعدة” (فلي 2: 12).
الإنسان مدعو إذاً إلى تقديم إرادته وعرقه وتعبه وخوفه ورعدته. أو كما يقول القديس مكاريوس المصري: “لا تتأخر إرادتك ولا تهمل ما يفعله الله أيضاً”. ويضيف الأنبا أشعيا أنه ولو كان الله هو يهب الفضائل، فإن الإنسان مدعو إلى أن يقدِّم له عرق كل فضيلة. “الويل للقلوب الهيّابة وللأيدي المتراخية…. ويل لكم أيها الذين فقدوا الصبر” (يشوع بن سيراخ 2: 12-14)، أو كما يقول أحد أناشيد القانون الكبير: (لأنه بدون مشاق، لا تستطيع النفس أن تحقق عملاً ولا نظراً”.
إرادة الإنسان المشتاق إلى الخلاص تدفعه إلى الجهاد الروحي حتى يتغلب على أهوائه ورغباته الخاصة، ويخضع لمشيئة الله، فيكون قد فتح باب نفسه على مصراعيه فيدخل المسيح المخلِّص (رؤ 3: 20). لذلك تشدِّد الكنيسة الأرثوذكسية على أهمية النسك في حياة كل مؤمن. “كونوا زاهدين وساهرين، فإن إبليس خصمكم كالأسد الزائر يرود في طلب فريسة له، فقاوموه وأنتم راسخون في الإيمان” (1 بط 5: 8-9، أنظر أف 6: 10-13). فالخطر قائم إذن، حتى بعد المعمودية المقدّسة، و المسيحي مدعو إلى أن يكون مناضلاً “لا يُغلب” أمام هجمات المعاند وحيله، وأن يضع نصب عينيه أقوال الربّ: “إن الروح النجس إذا خرج من الإنسان، هام في القفار يطلب الراحة فلا يجدها، فيقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت. فيأتي فيجده خالياً مكنوساً ومزيناً. فيذهب ويستصحب معه سبعة أرواح أخبث منه، فيأتون ويقيمون فيه، فيكون ذلك الإنسان في حالته الآخرة أسوأ منه في حالته الأولى” (متى 12: 43-45).
Tenemos que tener cuidado, porque esto nos puede pasar a cualquiera de nosotros.
حاشية مرتبطة بعنوان الفصل “انضمام الإنسان إلى الكنيسة”: راجع الفصل المتعلق بالمعمودية في كتاب “مدخل الى العقيدة المسيحية” لكوستي بندلي ومجموعة من المؤلفين، منشورات النور، و”الكنيسة الأرثوذكسية، إيمان وعقيدة” لتيموثي وير ، سلسلة “تعرف الى كنيستك” منشورات النور ( الناشر ).