الفصل الحادي عشر: قياميات
ختم لوسكي كتابه بعظة الفصح المنسوبة إلى الذهبي الفم. وأوردتها في “سر التدبير الإلهي”. أما الآن فأقلِّده في تعظيم القيامة، فأختم الكتاب بثلاث عظات عن القيامة متنوعة الشكل الأدبي.
طبعة أولى
1996
إهداء الكتاب:
الذكرى الخامسة والعشرون
لارتقاء البطريرك العظيم
ثيؤذوسيوس إبي رجيلي إلى المجدي الأبدي.
الكنيسة وفية لرجالاتها الأبرار الذين رفعوا شأنها. ثيئوذوسيوس هو أحد أعاظمهم البارزين. وهو مع أرفع الخالدين.
19/9/1970 – 19/9/1995
الابن الوفي أبداً
{jb_bluebox}كلمة الناشر:
هو خلاصة عمر مع آباء الكنيسة في خط شخصانية فلاديمير لوسكي أكبر لاهوتي أرثوذكسي بعد القديس ثيوفانيس الحبيس (ونسبياً شخصانية نيقولاي بردياييف). يلتقي المؤلف معهما في مقاومة العقلانية في اللاهوت لأن اللاهوت علم إلهي لا عقلاني، وإشراقات نورانية على أفواه المستنيرين المصلّين وأقلامهم. إن كان موضوع اللاهوت معرفة الله كما يجب أن نعرفه فهذه المعرفة لا تتم بالتأملات العقلية، بل في نيران الصلوات المكتوبة بالروح القدس في شوق مضطرم وعشق لاهب. فالله محبة نجذبها بالحب الناري لا ببرودة الفكر العقلاني الذي يحلل أكثر مما يصلّي.{/jb_bluebox}
{jb_blue}ملاحظة: المقدمة والصلاة في أول الكتاب غير موجودتين في النسخة الإلكترونية للكتاب (الشبكة){/jb_blue}
ختم لوسكي كتابه بعظة الفصح المنسوبة إلى الذهبي الفم. وأوردتها في “سر التدبير الإلهي”. أما الآن فأقلِّده في تعظيم القيامة، فأختم الكتاب بثلاث عظات عن القيامة متنوعة الشكل الأدبي.
مريم العذراء هي ولادة الإله. لم تلد الجوهر الإلهي بل جسد يسوع الذي صنعه الروح القدس في احشائها. في “سر التدبير الإلهي” عرضت عقيدتنا في المسيح يسوع: أقنوم واحد في طبيعتَين. وانا شخص واحد في جوهرين هما الروح والجسد. انسب كل شيء إلى شخصي. أقول أبي وأمي وأخي وروحي وعقلي وذهني وفكري وجسدي ويدي وعيني …
بعد كل توضيحاتنا السابقة، يبقى أن نتعرف على تعليم آباء الكنيسة كما أوجزه يوحنا الدمشقي الذي يعتبر حجة لدى الأرثوذكس والكاثوليك (51). فقد قام في القرن الثامن “بصوصلة” بارعة جداً فرضته على الأجيال معلماً بارزاً. ستتكرر الأمور أحياناً. الثل قال: “في الإعادة إفادة”. فالمعذرة سلفاً.
نعود من جديد إلى الموضوع مزودين ببعض الفهم على ضوء ما سبق. أرسطو استعمل لفظة أقنوم hypostasis بالمعنى العام لا الفلسفي (سقراط، التاريخ الكنسي، الكتاب 3: 7 في مين 67: 395 ولوسكي، ص49): القائم حقيقة، “القوام”، من فعل “قام” (لوسكي). استعمل أرسطو عبارة “بحسب الأقنوم” بمعنى “واقعياً، حقيقة” (العالم، 4: 25)، وكلمة أقنوم بمعنى “ترسُّب …
كان على آباء الكنيسة أن يفسّروا مضمون الوحي المسيحي القائل بإله واحد في 3 أقانيم، ويوضحوا أنه ليس التوحيد الضيّق اليهودي ولا الشرك اليوناني الوثني (باسيليوس والدمشقي). وكانت اللغة اليونانية المشهورة بقابليتها لرد ظلام المعاني –كما قال بركلي- عاجزة عن أداء المقصود. فكان لا بد من نحت مصطلحات جديد الألفاظ الرئيسة هي:
1- الله ثالوث المسيحية تؤمن بالبشارة الشفوية التي بشَّر بها المسيح ورسله ثم دوَّنها بعض الرسل خطيا في أسفار اسمها “العهد الجديد”. عهد اليهود عهد قديم ولَّى. عهد يسوع عهد جديد يدوم حتى الأبد.
يستغرق الموضوع مجلدات. ففي القرون الأولى اكتسحت بدعة العرفان العالم القديم كحية ذات عشرات الرؤوس، ولكنها اندحرت. وفي القرن الرابع ظهر آريوس. هو كاهن ليبي درس في أنطاكية. أنكر الثالوث وقال أن ناسوت يسوع بلا روح. فشل، إنما انتقلت البدعة إلى الجرمان ثم تابوا عنها. حوالي العام 352 أو 360 ظهر في اللاذقية عالم كبير …
طلب موسى أن يرى الله، فأجابه: “لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش… ثم ارفع يدي فتنظر ورائي. وأما وجهي فلا يُرى” (خروج 23: 18: 33). وفي هذا السياق قال بولس أيضاً: “له وحده الخلود، وسكنه نور لا يقترب منه وهو الذي لم يره إنسان ولا يستطيع أن يراه” (تيموثيئوس الأولى 6: …
قبل الكلام عن معرفة الله، رأينا أن نحل أشكالاً هاماً وهو تصوير الله بصورة البشر. لقد طرق الموضوع كثيرون، فلخص يوحنا الدمشقي الموضوع كما يلي:
1- الله واحد الله اختار إبراهيم ونسله لإيداعهم عقيدة التوحيد الإلهي. لم يحافظوا عليها. بنى سليمان مشارف لنسائه الوثنيات على جبل الزيتون. لذلك قال فيه سفر الملوك الأول: “فغضب الرب على سليمان حيث مال قلبه عن الرب إله إسرائيل. لهذا قال له الرب: سأشق الملك عنك وأدفعه إلى عبدك” (1 ملو 11 : 8-11). ولما …
تمهيد اليهودية سبقت المسيحية في الوجود. تنتسب إلى إبراهيم وولده اسحق وحفيده يعقوب ابي الأسباط الاثني عشر. إلا أنها لم تَحُز كياناً ذاتياً مستقلاً إلا مع النبي موسى. قبل الرحيل إلى مصر كان العبرانيون قوماً رحلاً. في مصر عملوا لدى المصريين، فكانت أيامهم الأخيرة فيها مذلات. أخرجهم موسى من مصر بمعجزة، وأدخلهم صحراء سيناء حيث …
قال القديس أبيفانيوس أسقف قسطنطينة (قبرص): “كيف يضحي العهد القديم لا فائدة منه ولا يصدق على العهد الجديد؟… ومن هناك في أسافل الجحيم؟… هناك نجد آدم… هابيل… نوح… إبراهيم… يعقوب… يوسف… موسى… دانيال… يوحنا المعمدان العظيم… ” (1). التريودي يذكر أن لعازر أيضاً قضى الأيام الأربعة في الجحيم.