تُعتبر أُسس النظم الرهبانية التي وضعها القديس يوحنا كاسيان من أكمل النظم في أيامه[23]. وقد سبق لنا الحديث عنها أثناء عرضنا لكتاباته، سواء من الجانب الروحي أو الطقسي أو التنظيمي.
الرهبنة حياة مسيحية مثلى
يتطلع القديس يوحنا كاسيان إلى الحياة الرهبانية بكونها ممارسة للحياة المسيحية، ترجع أصولها إلى العصر الرسولي[24]، وأن المجتمع الرسولي المبكر كان المثل الأعلى لهذه الحياة[25]، إذ يقول: [الأديرة هي امتداد للحياة الكنسية الأولى في أورشليم مجتمعة حول الرسل. المؤمنون الذين يحتفظون في داخلهم بغيرة الرسل يتركون المدن لكي يمارسوا الحياة الرسولية المثالية بعيدًا عن دنس العالم[26].]