fbpx

مصاعد القلب

جميع ما هو موجود في الكتاب المقدّس يرمي إلى المسيح، ومن هذا المنطلق يقرأ المؤمنون أسفار الكتاب المقدّس في نور الربّ يسوع. ولكن ما عسى سفر المزامير يعني بالنسبة إلينا نحن الذين نحيا في القرن العشرين؟ لقد وظّفت الكنيسةُ المزاميرَ كتسابيح فعّالة جدّاً في منظومتها الليتورجيّة وليس هناك من خدمة ليتورجيّة تخلو من مقاطع مختارة من المزامير، وهكذا بات استخدام المزامير في صلاة الكنيسة الأرثوذكسيّة أمراً أساسيّاً يساعد المؤمن على رفع قلبه وذهنه إلى الله. ففي المزامير يصرخ المؤمن صرخات الفرح على انتصارات الله فيه، كما ويعبّر عن حزنه على خطايا يرتكبها الإنسان لأسباب شتّى. من هنا جاءت هذه الخطوة المباركة التي قام بها سيادة المطران بولس (يازجي) مشكوراً في سبيل دعم فَهْم المصلّي العربيّ للمزامير وتوضيح خفايا بعض المزامير التي يصلّيها دوماً.

المطران بولس (يازجي) ذو باع طويل في اللّغة اليونانيّة ويستطيع أن يغوص في معاني هذه اللّغة وتعابيرها، وهذا يدعم خبرته في فهم الكتاب المقدّس بطريقة أكثر عمقاً، ويريد أن ينقل تأمّلاته في المزامير إلى أبنائه الروحيّين وإلى جميع الذين يصلّون في المزامير وخاصّة إلى الذين يقرؤونها يوميّاً بحسب تقسيمات الأسبوع ويريد أن يُشرِك الجميع في هذه التأمّلات القيّمة والمغذّية للنفس. وهو بهذه التأمّلات يدخل إلى خفايا الكلمة الإلهيّة ويُخرج منها الدرر المبثوثة فيها. إنّه يعبِّر عن ذلك ويُدخِلك معه للاشتراك بهذه الدرر فتدخل الكلمات إلى أعماق قلبك وتنفجر في القلب إيماناً ورجاءً وتوبةً وتواضعاً. فيتأثّر كيان الإنسان وتهتزّ عظامه فتنسكب الدموع من العينَين ندماً ورجوعاً إلى الله وارتماء على قدمَيه بانسحاق وتواضع. المطران بولس يشرح تأمّلاته في بعض المزامير بلغة سلسة مفهومة يقرؤها بسطاء العلم فيفهمونها ويقرؤها العارفون فيرتفعون وينتفعون.

إله الغفران – تأمّل في المزمور المئة والتاسع والعشرين

 “لأنّ من الربّ الرحمة وهو يفدي إسرائيل من كلّ آثامه” هل تجرحنا إساءاتُنا إلى الله؟ نعم على قدر محبّتنا له! وهذا قانون طبيعيّ حتّى في العلاقات العامّة. ولكن حين نشعر بذلك “كيف ننظر إلى علوِّ السماء من كثرة ظلمتنا؟ هذا ما يعترف به منسّى الملك في صلاته الشهيرة: “فإنّي قد أخطأتُ أكثر من عدد رمل …

إله الغفران – تأمّل في المزمور المئة والتاسع والعشرين قراءة المزيد »

الاتّكال على الله – تأمّل في المزمور التسعين

“الساكن في عون العليّ، في ستر إله السماء يسكن” نقرأ في صلاة النوم الكبرى ستّة مزامير قبل ترتيل “معنا هو الله”. والثلاثة الأخيرة منها مختارة من مزامير الاتّكال على الله. فالمزمور (24) يبدأ ب”يا ربّ إليك رفعتُ نفسي، إلهي عليك توكلتُ فلا أخزى إلى الأبد”. والمزمور (30) يُفتتح بالآية “عليك يا ربّ توكلتُ فلا أخزى …

الاتّكال على الله – تأمّل في المزمور التسعين قراءة المزيد »

إلهي الخالق – تأمّل في المزمور المئة وثلاثة

 “أيّها الربّ إلهي لقد عظمتَ جدّاً” أرفع أنواع الصلاة هي تسابيح التمجيد، إنّها فوق تضرّعات الاستغفار والطلبات. وهنا يرفع المرنّم (داؤود)، من قلب معترف بالجميل وبالإعجاب، يرفع صرخات التسبيح والشكر لإله يتمجّد في أعماله الصالحة وفي هذه الخليقة التي تُعلن كلّ لحظة وفي كلّ شيء جماله وصلاحه. التأمّل بالخليقة يرفعنا بقلب مفعم بالشكران إلى الله …

إلهي الخالق – تأمّل في المزمور المئة وثلاثة قراءة المزيد »

مصاعد القلب – تأمّل في المزمور الثالث والثمانين

“مغبوط الرجل الذي نصْرَتُه من عندك، مصاعد في قلبه وضع في وادي البكاء، في المكان الذي وضعه” عن أيّة مصاعد روحيّة يكلّمنا النبيّ، والتي حين يضعها الإنسان في قلبه تغدو حياته مغبوطة؟ يقدّم عصرنا الحالي، بمنجزاته وحضاراته الماديّة وبالتقدّم العلميّ الحاصل، للإنسان إمكانات رائعة، أن يرى مثلاً العالم كلّه وهو في مكانه، أن يسمع بكلّ …

مصاعد القلب – تأمّل في المزمور الثالث والثمانين قراءة المزيد »

صلاة في الضيق – تأمّل في المزمور الثاني والستّين

لعلّه من أجمل الرسومات المسيحيّة القديمة الرمزيّة، هي صورة الأيائل المسرعة إلى نبع المياه. الغزال حيوان جميل وسريع، يحيا على قتل الأفاعي وأكلها. ولحم الأفعى ثقيل وقاسٍ وهذا ما يجعل الغزال يلتهب عطشاً في “أرض بريّة وعادمة الماء”. فيروح يبحث عن ماء في الصحراء. وتتوق نفسه وجسده إلى الماء. والمسيحيّ تتوق نفسُه في العالم إلى …

صلاة في الضيق – تأمّل في المزمور الثاني والستّين قراءة المزيد »

صلاة التوبة – تأمّل في المزمور الخمسين

هل تستطيع الحكمة أن تختار المواقف الصحيحة للحياة دائماً؟ نعم ولكن في الأحرار! كم من الناس امتلكوا الحكمة، فسليمان “الحكيم” ذاته وأبوه داوود الملك والمرنّم امتلكا من الحكمة الكثير، لكنّهما أخطأا. مهما كان الإنسان حكيماً إذا سقط تحت عبوديّة الأهواء عفواً أم عمداً عن معرفة أو عن غير معرفة يَصِرْ عبداً لها ويسقط من مرتبة …

صلاة التوبة – تأمّل في المزمور الخمسين قراءة المزيد »

دموع التوبة – تأمّل في المزمور السادس

المزمور السادس هو صلاة فرديّة لإنسان في ضيق شديد، وسبب هذا الضيق هي خطيئتُه! فما أشدّ ضيقَه من الناس الذين حوله، يعيّرونه على الفارق بين إيمانه وحياته. وما أصعب الضيق الناتج عن إحزانه لإلهه الذي يحبّه الحبّ الأوّل! لقد غلب هذا الإنسانَ ضعفُه! فهل هناك مخرج؟ ولقد أساء إلى الله الذي كان متّكله! كلّ شيء …

دموع التوبة – تأمّل في المزمور السادس قراءة المزيد »

سرّ الحرب الروحيّة – تأمّل في المزمور الرابع

“إذ دعوتُ استجابَ لي إلهُ برّي، في الحزن فرّجتَ لي، ترأّفْ عليَّ واستمعْ صلاتي” “مزمور لداوود في النهاية من التسابيح” “في النهاية”: إنّه يتكلّم عن نهاية الجهاد الروحيّ؛ يتكلّم عن القيامة التي هي مظهر العالم الآتي ونهاية الحاضر. وكما يقول القدّيس غريغوريوس النيصصي إنّ هذا المزمور هو صلاة مناسبة لكلّ نفس تدخل جهاداً، لأنّه يؤكّد …

سرّ الحرب الروحيّة – تأمّل في المزمور الرابع قراءة المزيد »

Scroll to Top