Site-ikon Ortodokse online netværk

قانون الكتاب المقدس ووحيه

الكتاب المقدس هو كنز الكنيسة العظيم وهو معيار إيمانها وحياتها: فالعهد القديم يحمل شهادة عن إعلان الله الثالوثي عن نفسه للآباء بألأنبياء ( عب1:1 ). ويشهد لاعمال الله الخلاصية والدينونة وطلب الله لطاعة المؤمن ووعده بالمخلص الآتي للعالم.العهد الجديد يحمل شهادة ان الله الآب ارسل ابنه إلى العالم ليصير كائنا بشريا، مولودا من مريم ( لو1: 30 – 31و غل4: 4 ) وان الله اقامه من بين الاموات بقوة الروح القدس ( رو1: 3 ). هكذا فتح الله الثالوثي الباب للحياة الابدية لكل المؤمنين من كل الامم. الكنيسة الواحدة التي من اليهود والامم، المليئة بالروح القدس كجسد المسيح، تقلبت الكتابات العبرانية التي دعاها القديس بولس ” الميثلق القديم ” و” العهد القديم ” (2كو3: 14)، و” الكتابات المقدسة ” ( رو1: 2، ” الكتاب ” يو2: 22 واع8: 32 “الكتابات “، مر12: 24، 1كو15: 3…) وفيما بعد وضعت قانون كتب العهد الجديد. العهدان القديم والجديد يؤلفان معا الكتاب المقدس، كتاب الكنيسة.

أ – قانون الكتاب المقدس:

1- كتاب سيدنا يسوع المسيح ورسله كان هو نفسه اسفار اسرائيل المقدسة (لو4: 16- 31). كان يضم الناموس والانبياء ويحتوي على كتابات اخرى كالمزامير التي كان لها تفوق عليها. هكذا، ومنذ البدء، كانت الكنيسة تملك نواة القانون العهد القديم. فيما يختص بادخال بعض الكتابات من اصل يهودي، فقد كان هناك استعمالات عدة موجودة جنبا إلى جنب في الكنيسة. مجمع 2/691 ( الخامس – السادس Quinisextum ) أقر الاستعمالات المختلفة للكنائس المحلية التي اعتمدت القانون القصير والقانون الوسط والقانون الشامل.

2- بحسب ايمان الكنيسة المشترك، يشير اعلان الله في كتابات العهد القديم المقدسة إلى تجسد ابنه، يسوع المسيح، الذي صلب وقام من بين الاموات لخلاصنا. تعلم الكنيسة ان ابن الله كان هو الموحي للانبياء حتى قبل تجسده(1كو10: 4، يو8: 58 ). عمل الله الثالوثي( Oikonomia ) اكتمل بسكب الروح القدس يوم العنصرة وفي اجتماع الكنيسة ( اع2: 1، 17) التي تنتظر الاكتمال. ضمت التقاليد التي تختص بالسيد المتجسد نفسه ورسالة الرسل إلى كتابات اسرائيل المقدسة على انها اكتمالها واتمامها (عب10: 11، 2كو3: 3-18 ). اصبحت هذه الكتابات الجديدة، وديعة التقليد الرسولي الشفهي، العهد الجديد.

3 – تعود بداية قانون العهد الجديد إلى زمن الرسل. وضعت اقسامه الاساسية عند نهاية القرن الثاني تقريبا: الاناجيل الاربعة والاعمال والرسائل البولسية ومعظم الرسائل الجامعة. دافعت الكنيسة عن القانون لسبب انها سمعت في هذه الكتابات الاعلان الالهي بصوت الرسل الاصيل كونهم شهودا مختارين ليسوع المسيح. فيما بعد، وضعت الكنيسة في مجامع الحدود الدقيقة للعهد الجديد.

4- التعرف إلى كتابات العهدين القديم والجديد المقدسة، الكتاب المسيحي، وهو واحد من اهم قرارات الكنيسة في طريقها من العنصرة إلى الدينونة الاخيرة. اننا نؤمن ونعلم معا ان الكنيسة قد اقتيدت من الروح القدس في هذا القرار.

5- عرفت الكنيسة الاولى في هذه الكتابات وعد الانبياء والبشارة الرسولية الاصلية التي بها تحيا الكنيسة. وقد اعترفت بالسلطة القياسية لهذه الكتابات . اجماع الكنيسة تحت قيادة الروح القدس قرر نهائيا قانونية اسفار الكتاب المقدس. هذا الاجماع ساري المفعول عندنا ومستقلا عن الاحكام التي وصلت اليها الابحاث التاريخية المعاصرة حول تأليف الكتابات الفردية، في ما يختص بقانون العهد الجديد ليس هناك اختلاف بين كنيستينا.

6- يضم العهد القديم الاسفار ال39 القانونية التالية:

التكوين – الخروج – اللاويين – العدد – تثنية الاشتراع – يشوع بن نون – القضاة – راعوث – ملوك1 ( صموئيل 1) – ملوك2 ( صموئيل 2 ) – ملوك 3( ملوك 1) – ملوك 4 ( ملوك 2) اخبار الايام 1 – اخبار الايام 2 – 2عزرا(عزرا) – نحميا – استير – المزامير – ايوب – امثال سليمان – الجامعة – نشيد سليمان – اشعيا – ارميا – نوح ارميا – حزقيال – دانيال – عوبديا – يوئيل – يونان – عاموس – هوشع – ميخا – ناحوم – صفينا – حبقوق – حجاي – زخريا – ملاخي.

والكتابات العشر القانونية الثانية والتي توافق ( الكتب المنحولة ) لدى اللوثريين. في التقليد الارثوذكسي هذه الكتابات هي : يهوديت – 1عزرا – 1 مكابيين – 2 مكابيين – 3 مكابيين – طوبيت – حكمة سيراخ – حكمة سليمان – باروخ ورسالة ارميا.

7- يضم العهد الجديد الاسفار ال 27 التالية:

متى – مرقس – لوقا – يوحنا – اعمال الرسل – زومية – 1كورنثوس – 2 كورنثس – غلاطية – افسس – فيليبي – كولوسي – 1تسالونيكي – 2تسالونيكي – 1ثيموتاوس – 2ثيموتاوس – تيطس – فيلمون – عبرانيين – يعقوب – 1بطرس – 2بطرس – 1يوحنا – 2يوحنا – 3يوحنا – يهوذا – الرؤيا.

8- لدينا كتاب مقدس واحد مشترك، نقراؤه في خدمتنا العبادية، ونستعمله للتعليم. في الليتورجيا، قلااءة الاناجيل هي دائمة الخاتمة والقمة في سلسلة من النصوص الكتابية. يسوع المسيح هو مركز الكتاب المقدس، والمفتاح لفهمه، هو اكتمال لكل وعود الله.

9- منذ البدء وج العهد القديم في الكنيسة باللغتين العبرية واليونانية. كتب العهد الجديد باليونانية. وقد ترجمت الكنيسة الكتاب المقدس ايضا إلى لغات اقوام عدة واللغات العديدة التي ظهر فيها الكتاب المقدس تعبر عن حياة الكنيسة الواحدة في اللغات والشقاقات المختلفة. هذا ايضا يكشف ان قانون الكتاب المقدس هو ثمرة حياة الكنيسة وهو هبة خاصة لها.

ب- وحي الكتاب

10- كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح (2ثي3: 16…)

كل نبوة الكتاب المقدس ليست من تفسير خاص. لانه لم يأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكّلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس(2بط1: 20…).

ان نتكلم عن وحي ( Theopneustis ) الكتاب المقدس هو ان نتكلم عن عمل الروح القدس. عندما يعلن المسيحيون ان الكتاب المقدس موحى به، فهم يصرحون بالوسيلة التي اختارها الله ليعمل بين شعبه. الكتاب المقدس هو احدى الطرق التي يحمل بواسطتها الروح القدس شهادة للحق ويلهم ويؤيد ايمان المؤمنين.

11- المسألة المختصة بوحي اسفار الكتاب المقدس، تشير إلى الوراء إلى عمل الروح في كتابته، اي إلى الهام الكتاّب. كما تشير إلى الامام إلى عمل هذا الروح في الكنيسة، الذي يعلم كيف يجب ان تفهم الكتابات ويقود المؤمنين إلى هدفهم.

12 – بحسب الشهادة الرسولية وبحسب تعليم الآباء هذا الهدف هو المشاركة في مجد الله. والذين بررّهم فهؤلاء مجدّهم ايضا. (رو8: 30 ويو3: 2). لعله موضوع كل الاعلان الالهي ان يخلص الله الثالوثي ذاته خليقته من ضياعها وابتعادها ويقودها إلى الحياة الحقة. الكتاب المقدس هو الشهادة الموحى بها الهيا والقانونية للاعلان الذي، بالرغم من ذلك يتخطى كل امنيات المفاهيم والتعابير، كونه شهادة للاعلان، الكتاب المقدس هو كلمة الله. الوحي هو عملية الروح القدس في مؤلفي الكتاب المقدس، لكي يحملوا شهادة عن الاهلان (يو5: 39). دون ان يخطئوا حول الله وطرقه ووسائله من اجل خلاص الجنس البشري. بالتالي يصف مؤلفو الكتاب المقدس طرق الله مع خليقته وشعبه زبذلك يشهدون لمجد الله المخفي عن أعين غير المؤمنين.

يتأتى الوحي من خبرة مجد الله المعلن، من خلال الروح القدس. الله اظهر مجده لانبياء العهد القديم وللرسل ولأنبياء العهد الجديد (اف2: 20، 3: 5 ).

من الجدير ذكره ان التمجيد ( glorification ) لا ينفصل عن الصلب والآلام. هذا لا ينطبق فقط على سيدنا يسوع المسيح ( يو12: 23، 32 ) لكن ايضا على اتباعه (غل2: 19-20). التمجيد هو تبدل وتجدد الشخص باكمله (رو12: 2). انه يعطي القوة لمؤلفي الكتاب المقدس ان يعلنوا ويكتبوا كلمة الله.

13- الانبياء والرسل والقديسون الذين اختبروا مجد الله وشهدوا له في الكتاب المقدس يعلنون حقيقة الله وسبل الشركة معه. حول هؤلآء انفسهم كتب بولس: ” واما روحي …لا يحكم فيه من اح، لانه من عرف فكر الرب فيعلمه. واما نحن قلنا فكر المسيح. (1كو2: 15-16). يتفق اللاهوتيون الارثوذكسيون واللوثريون انه ليس هناك اي تشابه وقياس كياني (analocia entis ) بين الله والخليقة، علما بان المخلوق يعتمد على الله. من اجل هذا كتب القديس غريغةريةس اللاهوتي: من المستحيل ان نعبّر عن الله ومن المستحيل بمقدار كثر ان نتصوره (نفهمه) ( Ovatio Theologica2،4 ).

14- اولئك الذين اختبروا مجد الله – هذه الخبرة نفسها لا يمكن التعبير عنها بكلمات وادراكها بمفاهيم – قد الهموا ان يستعملوا تعابير ومفاهيم من اللغة العادية لكي يقودوا آخرين إلى الخبرة عينها. يكتب القديس بولس: ” بما انكم ابناء ارسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا ابا الآب (غل4: 6).مجيء الروح القدس إلى القلب هو الشكل الطبيعي للوحي في المؤمن (رو8: 14-17و26-27 ). ينجز الروح القدس هذا الامر من خلال التبشير والتعليم ومن خلال حياة اولئك الذين الهموا (رو10: 13-15، 1كو4: 16و11: 1).

15– فترة العهد القديم مهدت الطريق لقبول تجسد ابن الله من خلال التقليد النبوي الذي مثلّه القديس يوحنا المعمدان ومريم ام الله ومؤمنون آخرون وجدوا اماكنهم في الجماعة المسيحية الاولى. اظهر المسيح نفسه بواسطة تعاليمه وعجائبه وخصوصا بواسطة اعلان مجده في المعمودية والتجلي والصلب والقيامة والصعود والعنصرة انه يملك بالطبيعة ( by nature ) المجد نفسه مع الآب. في العنصرة، اصبحت الكنيسة جسد المسيح وهكذا اقتيدت إلى الحقيقة كلها.

16– تفسير الاعلان والوحي المكتمل يوم العنصرة استمر في حياة الكنيسة. ضمن حياة الكنيسة، اقتيد المسيحيون الذين اصبحوا ” هياكل للروح القدس ” (1كو6: 11). وبالتالي اعضاء في جسد المسيح، إلى الحقيقة كلها بواسطة خبرة التمجيد ( glorification ) كما صلّى السيد للآب: ” ايها الآب اريد ان هؤلآء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا لينظروا مجدي الذي اعطيتني لانك اجبتني قبل انشاء العالم ( يو17: 24).

18- تعاليم ومفاهيم المؤلفين الكتابيين حول الله هي ملهمة لانهم ادلة لا تخطئ للشركة مع الله. لكن المؤلفين لم يقبلوا وحيا حول الحقائق المخلوقة سوى ان الله خلق العالم من لا شيء(…… ) كلمات المسيح البشرية ايضا هي ادلة للتمجيد الذي حصل يوم العنصرة وليست هي . هذا التنجيد بعينه، اذ ان الله كما اعلن في التجسد لا يمكن ان يدرك ويعبر عنه. لهذا السبب لا يجب ان يستعمل الكتاب المقدس كبديل عن البحث العملي. بعض اسفار الكتاب كتبها اولئك الذين ادركوا التمجيد، بينما كتب اسفارا اخرى حولهم وحول احداث تاريخية.

19 – المفسرون الاصليون للكتاب المقدس هم الاشخاص الذين حصلوا على خبرة الاعلان نفسها والوحي ضمن جسد المسيح، تماما كما حصل عليها الكتّاب. وبالتالي ضروري لفهم اسهل ان يكون كل من يقراء ويسمع الكتاب ملهما من الروح القدس. يؤمن الارثوذكسيين ان التفسير الاصيل هذا هو خدمة آباء الكنيسة والذي عبّر عنها خاصة في المجامع المسكونية. يوافق اللوثريون على المبدأ. كتابات اللوثريين الاعترافية، تؤكد انه لا يمكن لاحد ان يؤمن بيسوع المسيح بواسطة عقله الخاص و امكانياته بل ان الروح القدس يدعو ويجمع وينير المؤمنين بواسطة الانجيل تماما كما يدعو ويجمع وينير الكنيسة بكاملها على الارض محافظا على وحدتها مع يسوع المسيح بالايمان الواحد الحقيقي ( مختصر تعليم لوثر ).

حاشية

اعترافات الكنيسة الانجيلية اللوثرية لا تحتوي لائحة بالاسفار الكتابية لان قانون الكتاب المقدس قد اقتبل من الاصلاح كوحدة كاملة. لذل، ليس هناك تحديد لقانون العهد القديم الذي هو رابط لكل الكنائس اللوثرية. في ترجمة مارتن لوثر التي اصبحت مقياسا للناطقين بالالمانية نعرف الكتب التالية هي: ” مفيدة وجيدة للقراءة ” بانها كتب ابوكريفية ( هذا الاسم لا يعني هنا كتابات ترفضها الكنيسة ): ( يهوديت – حكمة سليمان – طوبيت – حكمة سيراخ – باروخ – 1مكابيين – 2مكابيين – زيادة استير – سوسنا – بيل والتنين – صلاة عزريا – نشيد الفتية الثلاثية – صلاة منسى ).

الأب يوحنا رومانيدس
Oversat til arabisk af fader Antoine Melki
Citeret fra Orthodox Heritage Magazine

Afslut mobilversion