أ – كهنوت ملوكي
أصطفى الله إسرائيل ليجعله “شعباً مختاراً… مملكة أحبار… أمة مقدّسة” (خر 19: 5-6)، وقال بلسان أشعياء: “أمّا أنتم فتُدعون كهنة الربّ ويُقال لكم خدّام إلهنا…” (أ ش 61: 6). وقولوا “لابنة صهيون: هوذا مخلِّصك آتٍ، هوذا جزاؤه معه وعمله أمامه. وهم يدعون الشعب المقدّس، مفتدى الربّ. وأنت تدعين المطلوبة، المدينة غير المهجورة” (ا ش 62: 11-12).
Disse vidnesbyrd hentet fra Det Gamle Testamente, som refererer til Guds udvalgte folk, er meget vigtige, fordi de udgør et forbillede og et symbol på status for det nye Guds folk, det vil sige kristne, fordi Israels folk kun er et billede af kirken (se Galaterne 4:21-31, Romerne 4:1-25, 9:6-8).
ويقول الرسول بطرس: “وأنتم أيضاً حجارة حيّة فقدِّموا أنفسكم لبناء بيت روحاني للكهنوت المقدّس كيما تُقرَّب ذبائح روحيّة مقبولة لدى الله بيسوع المسيح” (1 بط 2: 5). لا تشير هذه الآية إلى فئة معيّنة من المسيحيين بل إلى جميع المؤمنين الذين يتشكل منهم بنيان الكنيسة الروحاني، ويكون حجر الزاوية فيه يسوع المسيح نفسه، أخونا البكر (أف 1: 22، 5: 23، كو 1: 18). والمسيح هو “ملك ملوك الأرض… الذي جعل منّا مملكة من الكهنة لإلهه وأبيه” (رؤ 1: 5-6) لكي “نملك على الأرض” (رؤ 5: 10).
Disse passager viser enhver troendes ophøjede værdighed i Kirken og det store ansvar, der er pålagt ham. Det er en enestående værdighed og ansvar.
ب – كاهن للجسد نفسه
المؤمن المسيحي كاهن بجسده وكامل وجوده. وهو مدعو إلى أن يقدِّم ذاته وجميع أعماله ذبيحة لله، ومعها الخليقة بأسرها التي سلّطه الله عليها (تك 1: 28-30). “فأسألكم إذن، أيها الإخوة، برأفة الله أن تجعلوا من أنفسكم ذبيحة حيّة مقدّسة مرضيّة عند الله. فهذه هي عبادتكم الروحية” (رو 12: 1). وهكذا تصبح حياة الإنسان بكاملها تقدمة مستمرة لله وعبادة إلهية متواصلة. فـ “إنسان الله” ينقطع عن التفكير والعمل الأنانيين، ولا تكون أفكاره الخاصة ومصلحته الذاتية محور كيانه، كما فعل المخلوقان الأولان عندما سقطا في تجربة الشيطان، بل مشيئة الله ومجد الربّ (1 كو 6: 20).
Enhver kristens personlige liv bliver et vidnesbyrd om Guds tilstedeværelse og virke i mennesket, således at enhver, der ser hans levevis, let kan konkludere, at Kristus lever i ham, og at han ikke er en almindelig mand, men en borger af Riget Gud. På denne måde bliver hans gerninger og hele hans liv en permanent gudstjeneste og genvinder deres oprindelige betydning, som de havde i Guds paradis (Matthæus 5:16, 1 Kor 10:3).
فإذا سيطر هذا الإنسان على الطبيعة، واكتشف جميع طاقاتها وأخضعها، وبدّل كل شيء حوله، فإنه لا يفعل ذلك لنفسه بل لإخوانه جميعاً، ويقدّم كل أعماله إلى المسيح نفسه شكراً له (أم 19: 17، متى 25: 40، 2كو9: 12-15). “ومهما تفعلوا فافعلوه من صميم القلب كأنه للرب لا للناس، عالمين أن الرب سيجزيكم بميراثه، فللربّ المسيح تعملون” (كول 3: 23-24).
وفي الكتاب المقدس آيات عديدة تؤكد أن “الرحمة ومحبة الإخوة تسبقان كل مظهر عبادي آخر، وبدونهما تغدو عبادة الله باطلة” (هوشع 6: 6، الملوك الأوّل 15: 22، متى 9: 13، 5: 23-24، مر 11: 25، يع 1: 27، 15 الخ…). وقد أشار النبي أشعياء إلى الصوم الحقيقي وشدَّد على أهمية خدمة الإخوة: “أليس هو (الصوم) أن تكسر للجائع خبزك، وأن تًدخل البائسين المطرودين بيتك، وإذا رأيت العريان أن تكسوه وأن لا تتوارى عن لحمك. حينئذ يتبلج كالصبح نورك وتزهر عافيتك سريعاً ويسير برّك أمامك ومجد الرب يجمع شملك. حينئذ تدعو فيستجيب الرب وتستغيث فيقول: ها أنا ذا بقربك!” (أ ش 58: 7-9).
ولذا يقدِّم الإنسان خيراته وثمار أتعابه شكراً لله، كالخبز والخمر في سرّ الشكر الإلهي: “التي لك ممّا لك نقدِّمها لك على كل شيء ومن جهة كل شيء”. الخبز والخمر عطيتان من الله، ولكنهما في الوقت نفسه من ثمار تعب الإنسان. وهذا التعب بالذات هو ما يُقدِّمه الإنسان لإخوانه كذبيحة الله (أمثال 19: 17، متى 25: 40). ويقول النبي داود في سفر أخبار الأيام الأول: “إنما الجميع منك، ومن يدك أعطيناك. لأننا أنما نحن غرباء لديك ونزلاء كجميع آبائنا، وأيامنا كالظل على الأرض وليس لنا قرار. أيها الربّ إلهنا، أن كل هذه الثروة التي أعددناها لنبني لك بيتاً لاسمك القدوس إنما هي من يدك والجميع لك” (29: 14-16).
Menneskets position i hjertet af skabelsen viser, at det nyfødte (døbte) menneske ikke kan være imod fremskridt og videnskab. Men han undgår på alle mulige måder Satans fristelse i vores nuværende tidsalder med at bruge naturen og Guds skaberværk på en selvisk måde.
Mennesket er ikke kaldet til at vende tilbage til den første levevis, hvor landbrugssamfundet sejrede, men det må derimod udnytte alt sit potentiale til fremme af videnskab og kunst. Men han er også kaldet til at fortælle alle sine gerninger fra Guds Ånd og til at gøre dem til en kilde til forherligelse for hans hellige navn (1 Kor 6:20).
“احذر أن تنسى الربّ إلهك ولا تحفظ وصاياه وأحكامه ورسومه التي أنا آمرك بها اليوم، مخافة أنك إذا أكلت وشبعت وبنيت بيوتاً حساناً وسكنتها، وكثر بقرك وغنمك وفضتك وذهبك وجميع مالك، يطمح قلبك فتنسى الربّ إلهك الذي أخرجك من أرض مصر من دار العبودية. الذي سيّرك في الأرض الشاسعة المخيفة حيث الحيّات المحرقة والعقارب والعطش حيث لا ماء. الذي أخرج لك الماء من صخرة الصوان، وأطعمك في البرّية المنّ الذي لم يعرفه آباؤك ليعنّيك [1] ويمتحنك حتى يحسن إليك في آخرتك، ولئلّا تقول في قلبك أن قوتي وقدرة يدي هما أنشأتا لي هذا اليسار، بل تذكَّر الربّ إلهك فإنه هو الذي أعطاك قوة تكسب بها اليسار لكي يفي عهده الذي أقسم به لآبائك كما في هذا اليوم” (تثنية 8: 11-18، أنظر 11: 16).
ج – كاهن خليقة الله
Det fremgår af det, vi har nævnt, at mennesket føler, at det er ansvarligt for Guds skabelse, og det hører igen Guds stemme, som satte ham i Paradis og befalede ham og befalede ham at arbejde i det, og stiller sit arbejde i tjeneste for hans brødre, det vil sige at gøre ham til et redskab til Guds ære (1 Mos 2:15). Det åndelige menneske, den nye skabelses mand salvet til konge og søn af riget, befinder sig ikke længere i konflikt med Guds skabelse, men genvinder snarere sin retmæssige position midt i den, det vil sige den position, som Adam havde før syndefaldet. .
يقول بولس، أحد آباء البريّة، : “إذا حصل أحد على النقاوة، فإن كل شيء يخضع له، كما كانت حال آدم قي الفردوس قبل أن يخالف وصية الله”. ويذكر القديس اسحق السرياني أن إيمان الصدّيق بالله “يحول وحوش الغاب إلى حملان وديعة بريئة”.
ونحن نلمس سلطة الإنسان الملوكية والكهنوتية على سائر مخلوقات الله وشعوره بالمسؤولية العظمى نحوها، في سِيَرْ قدّيسي كنيستنا. فقد ذكر السنكسار الحادثة التالية عن البار كوبريوس: “فيما كان هذا البار صاعداً إلى الجبل مع حمار الدير ليحتطب، عضَّت دابّة الحمار في فخذه، فأمسك البار بالدابة وحمّلها الحطب قائلاً: “لن أتركك أبداً، بل ستخدمين وتقومين بعمل الحمار الذي جرحته إلى أن يتعافى”. فخضعت الدابة له وحملت الحطب”.
ونذكر أيضاً الحادثة التي رواها تلاميذ أنطونيوس الكبير للقديس إيلاريون أثناء زيارته حديقة دير القديس: عندما بدأ أبونا المغبوط أنطونيوس يزرع هذه الأشجار، كانت الوحوش البرية تتلف منها نصوباً كثيرة، لأنها كانت تدخل البستان وهي في طريقها إلى النهر لتشرب. فرآها القديس مرة وهي تدخل البستان فأمسك بيده عصا واقترب من الحيوان الذي كان يسير في طليعتها، وأمره أن يهرب. لكن الوحش توقف. فضربه القديس برفق على جبينه قائلاً: “لماذا تظلمونني، أنا الذي لم أظلمكم أبداً؟ لمادا تأكلون الثمر الذي لم تعتنوا بزراعته؟ اذهبوا ولا تتجرأوا فيما بعد على الدخول إلى هذا البستان”. ومن ذلك الحين كانت الوحوش تأتي إلى النهر لتشرب، ثمّ تعود دون أن تدخل البستان”.
د – بشير ملكوت الله
قال الرب يسوع: “أمّا أنت فامضِ وبشِّر بملكوت الله” (لو 9: 60). فحياة المسيحي يجب أن تكون فعل تمجيد لاسم الله بين البشر (متى 5: 16، 1كو 10: 31، 1بط 2: 11-12) حتى يأتي أولئك الذين خارج الكنيسة إلى الإيمان القويم. وهكذا تصبح حياة المسيحي دافعاً للعالم ودعوة له إلى معرفة الحقيقة.
يقول المسيح: “اذهبوا وتلمذوا كل الأمم” (متى 28: 19) وقد حدّدت الكنيسة قراءة هذا المقطع في صلاة على الزيت المقدّس، إشارة إلى أن دعوة المسيح موجَّهة إلى كل معتمد مسيحي. لأن المسيح لم يأتِ ليخلِّص عدداً محدّداً من “المختارين” كما يدّعي رجال الضلال. لقد جاء لخلاص البشرية جمعاء (1تيم 2: 4)، وجميع الناس مدعوون إلى أن يكونوا أبناء ملكوت المسيح السماوي. وإذا كنّا نرغب في أن تتحقق مشيئة المسيح علينا أن نعمل لخلاص الإخوة. فالمسيح يقول: “ولي خراف أخرى ليست من هذه الحظيرة، فتلك أيضاً لا بدّ أن أقودها. وستسمع صوتي، فيكون هناك رعيّة واحد وراع واحد” (يو 10: 16، أنظر 66: 19).
يجب أن يكون المسيحي “مستعداً أبداً لأن يرد على من يطلب منه دليل ما هو عليه من الرجاء” (1 بط 3: 15) ولكن ينبغي أن يكون ذلك “بوداعة ووقار. وإذا كنتم ذوي سيرة صالحة وافترى بعضهم الكذب عليكم، يخزى الذين عابوا حسن سيرتكم في المسيح” (1 بط 3: 15-16)، “وليكن كلامكم دائماً لطيفاً وظريفاً فتعرفوا كيف ينبغي لكم أن تجيبوا كل إنسان” (كول 4: 6).
ثمة رجاء وحيد وأكيد للمؤمنين، وهو المسيح (2 كو 1: 6، تيط 1: 2-3، 1 يو 3: 3)، ومن دونه لا رجاء للإنسان (1تس 4: 13، أف 2: 12)، فكيف يمكن ألاّ يبالي المؤمن المسيحي بذلك فيضع ثقته في البشر الأقوياء! إن الرجاء في المسيح وحده لا يحقق إرادة الله وحسب، بل هو أفضل مظهر لمحبة الله (1 يو 3: 17، 4: 7-8، 4: 20، حز 3: 16-21، 33: 1-20). وهو شهادة على نقاوة الإيمان القويم والحياة المسيحية. فإذا بقينا ثابتين على هذا الرجاء، نلتهب شوقاً لخلاص إخوتنا، ولا نهدأ إذا رأيناهم يعيشون في اللامبالاة والضلال، ويستمرون خارج هذا الرجاء، وذلك عملاً بقول القديس يعقوب: “أيها الإخوة، أن ضلَّ بعضكم عن الحق وردَّه أحد إليه، فليعلم أن من ردّ خاطئاً عن طريق ضلاله خلّص نفساً من الموت وستر كثيراً من الخطايا) (يع 5: 19-20، 1: 15، لو 15: 24-32).
فإذا واجه أخونا خطراً كبيراً لا يسعنا أن نؤجل العمل من أجله، فكما يقول القديس أنطونيوس: “من قريباً تكون الحياة والموت. فإذا ربحنا أخانا ربحنا الله” (أنظر حز 3: 16-21، 33: 1-20). أمّا إذا لم نحفل بذلك، فهذا يعني أن الشجاعة تنقصنا، فلا نعترف أن الرجاء ليس ثابتاً فينا.
ففي الحالة الأولى علينا أن نتذكر أقوال الرب بأنه سيعترف أمام أبيه بكل من يعترف به أمام الناس، وأنه سينكر من يجبن عن الاعتراف به أمام الناس (متى 10: 32-33، مر 8: 38، لو 9: 26، ، 12: 8-9، 2 تيم2 : 12). أمّا في الحالة الثانية، فعلينا أن نضع نصب أعيننا أقوال الرؤيا: “أريد أن تكون بارداً أو حاراً، ولكنك فاتر، لا حار ولا بارد، وقد أوشكت أن أتقيأك من فمي” (رؤ 3: 16).
ونذكر أخيراً أقوال فيلاريت متروبوليت موسكو: “إذا رفضت أن تتعلَّم أو تُعلِّم، فإنك لست تلميذاً للربّ. من أنت إذاً؟ لست أدري. ولا أدري أيضاً ماذا ستغدو في الحياة الحاضرة والآتية” (أنظر إرم 20: 9، حز 3 : 16-21، 33: 1-20، 1 كو 9: 16).
[1] Det ydmyger dig