750-969
Abbasid Revolution: ونشأت أحزاب سياسية في الدولة الأموية كالزبيريين والخوارج والشيعة ففتت في ساعد الأمويين وأضعفتهم فطمع فسهم الخصوم وقاموا يكيدون. ودان للأمويين شعوب كثيرة ولكن الأمويين لم يحسنوا السياسة فأثقلوا الجزية والخراج واستاقوا الأسرى واستعبدوا وأذلّوا. فلم تنم هذه الشعوب على الضيم. وانصرف الأمويون إلى اللهو والخمر والمجون ولمس عمّالهم غفلة وإهمالاً فأصبح لا هم لهم سوى ابتزاز الأموال وحشدها. وقيل لبعض الأمويين” “ما كان سبب زوال ملككم” فقال: “اختلاف فيما بيننا واجتماع المختلفين علينا”!
وكانت الشيعة قد قابلت نزول الحسن عن الخلافة بالسخط. وبايعت الحسين فكان يوم كربلاء فاستفظعت مقتل ابن بنت رسولهم وازدادت حماساً وتعصباً. ثم تقسّمت فرقاً. فناصر بعضهم محمد ابن الحنفية وعبدالله أبا هاشم بعده فمحمد ابن عباس. وعباس عم محمد وإليه ينتسب العباسيون. وناصر آخرون وكانوا كثراً عبدالله ابن حسين ابن الحسن ابن علي. فتخوف العباسيون منه فعقدوا مؤتمراً هاشمياً يضم العلويين والعباسيين في مكة. فتشبّث العلويون فسايرهم العباسيون ريثما تتهيأ لهم الأسباب ووافقهم على مبايعة “النفس الزكية”.
Around the year 718, Muhammad ibn Abbas formed secret groups and sent most of them to Khorasan because in his view it was more suitable than others for spreading the call, as its Persians were Shiites and hated the Arabs and the Umayyads and did not covet the caliphate. Muhammad ibn Abbas died and his son Ibrahim al-Imam took over the leadership of the Abbasid movement. In the year 746, he sent Abu Muslim al-Khorasani to Khorasan. He stayed in Marv and began calling people to pledge allegiance to the family of Muhammad without specifying. Many people followed him. His power grew so much that the governor of Khorasan fled, so Caliph Marwan arrested Imam Ibrahim in his headquarters in Humaymah in eastern Jordan. He recommended the caliphate to his brother Ibn Abbas al-Saffah. Imam Ibrahim died, so Abu Muslim called on the people of Khorasan to pledge allegiance to al-Saffah. There was a revolution and a decisive battle at the Upper Zab on the twenty-eighth of November in the year 749. Al-Saffah pursued Marwan, caught up with him in Egypt and cut off his head. The Umayyad state collapsed and the Abbasids established control over the entire East.
Abbasid policy: The Abbasids in their early era were people of strength, determination and planning. However, they did not refrain from killing anyone whose evil was feared. The reason for this is that they were keen on the kingdom and would do anything to support it. You might find them the most just and tolerant of God’s creation, or you might find them severe and harsh. Freedom was guaranteed to them as long as it was far from party politics. Tolerance was permissible as long as it did not affect the kingdom.
The Abbasids and Christians: وهكذا فإننا نرى الموالي الفرس الذين نظّموا حكومة العباسيون ورتبوا دوواينها يقرّبون أهل الذمة في العراق والشام فيطمعونهم بالرواتب والجوائز ويكرمونهم. فجهابذة العباسيين -(جهبذ: ج: جَهَابِذَةُ. “عَالِمٌ جِهْبِذٌ مِنَ الجَهَابِذَةِ العِظَامِ”: العَارِفُ، الْمُتَضَلِّعُ مِنَ الْمَعَارِفِ، الخَبِيرُ النَّاقِدُ “معجم الغني”)- أكثرهم من اليهود والكتّاب من المسيحيين. وتقلّد هؤلاء ديوان الجيش أيضاً وتسابق أكابر رجال الدولة من المسلمين أنفسهم إلى تقبيل أيديهم. وممن تقلد هذا الديوان ملك ابن الوليد قلّده إيّاه المعتضد بالله (892-902) “وكان المعتضد شهماً عاقلاً فاضلاً وكان شديداً على أهل الفساد” وقلّد المتقي بالله (940-944) أبا العلاء صاعد ابن ثابت خلافة الوزارة وكان نصرانياً. واستخدم العباسيون الأطباء من أهل الذمة والحكماء والتراجِمة والكتّاب فأكرموهم وراعوا جانبهم وقدّموهم. وقد حفظ لنا ابن أبي اصيبعة في كتاب طبقات الأطباء الشيء الكثير من هذه المحاسنة. ولعل أفضل ما ينقل عنه كلامه عن علاّمة الخليفة المنصور بجورجيس ابن بختيشوع وكان جورجيس آنئذ رئيس أطباء مارستان جنديسابور. فلما انقطعت شهوة المنصور من الداء الذي أصابه في معدته استقدم جورجيس فدرس علّته ووصف الدواء فاشتفى الخليفة وطابت نفسه ومنع جورجيس من الرجوع إلى بلده. وكان المنصور قد علم أن جورجيس خلف امرأته في جنديسابور فارسل إليه ثلاث جوار روميات وثلاثة آلاف دينار. فقبل جورجيس الدنانير وردَّ الجواري فلما عاتبه المنصور أجابه: “إننا معشر النصارى لا نتزوج إلا بامرأة واحدة وما دامت حية لا نأخذ غيرها”. وبذل المأمون وغيره جهدهم في نقل الكتب من اليونانية والسريانية إلى العربية وأنفقوا بسخاء فكان السوريون المسيحيون ساعدهم الأقوى وفيهم الحمصي والبعلبكي والدمشقي والحيري والحراني.
Some of the caliphs honored the bishops and sat with them. Al-Hadi used to summon Bishop Timothy to him most days and discuss religion with him, discuss and debate with him, and raise many issues with him. He had long discussions with him, which he included in a book written by the aforementioned bishop on this subject. Harun al-Rashid also did the same. Some caliphs ignored the humiliation of some Christians, facilitated their mixing, and showed respect for their religion to the point that these Christians would present the caliphs with icons of saints, who would accept them from them. The bishops often asked the caliphs to confirm them in their positions, to take pride in that over their opponents or disputers.
ولكن بعض هؤلاء الخلفاء والوزراء العادلين المتسامحين كانوا في بعض الظروف أشد الناس تعنتاً. فالمهدي (775-785) “قوّض الكنائس التي ابتناها النصارى في عهد العرب وأخرب كنيسة الخلقيدونيين (الروم) في حلب” وأمر أن لا يقتني النصارى عبيداً. وفي السنة 779 أقبل المهدي على حلب فخرج إلى لقائه التنوخيون ممتطين خيولاً مطهمة رافلين بالحلل. فقيل له هؤلاء هم نصارى “فاحتدم المهدي سخطاً واضطرهم أن يسلموا. فأسلم زهاء خمسة آلاف رجل. ولم تسلم النساء. واستشهد منهم رجل جليل اسمه ليث”.
وفي السنة 797 مرّ هارون الرشيد فواجهه المسلمون وشكوا النصارى مدّعين أن ملك الروم يزورهم كل سنة سرّاً ويصلي في كنائسهم. “فبحث الخليفة فاستبان له افراؤهم فأوسعهم ضرباً. وفي هذا الزمان كان رجل قرشي اسمه رويح. وكان بيته مجاوراً للكنيسة. وكان يضايق الكاهن يزعجه وقت الصلاة ويطرح عليه من الكوة كرات من طين. ولما كان يحدق فيه يوماً وقت ذبيحة القداس شاهد في الطبق على مائدة الحياة حملاً مذبوحاً. فانحدر إلى الكنيسة وشاهد أمام الكاهن خبزاً مكسوراً. فعاد إلى الكوة وحدق ثانية فشاهد الحمل. فجاهر حالاً بالنصرانية وترك بيته وقصد أحد الأديار واصطبغ بالمعمودية. ولما بلغ هارون الرشيد خبره استحضره ولاطفه ليعود إلى الإسلام فأبى. فأوثقه وألقاه في السجن، وظل سنتين كاملتين راسخاً في عقيدته”. وفي السنة 807 أمر الرشيد بهدم الكنائس بالثغور وأخذ أهل الذمة بمخالفة هيئة المسلمين في لباسهم وركوبهم.
In the year 812, during the reign of Al-Amin (809-813), the Kharijites Nasir and Umar agreed and crossed the peninsula, and made their Kharijite companions kill without mercy, and take captives, and raid, and commit obscenities. While they were besieging Harran, the people of Raha wrote to them saying: If you send someone to destroy the Christian church, they will sacrifice all their wealth for the sake of it. The people of Raha were terrified and recommended fasting and secluded themselves in vigil and prayer. Then the Lord heard their requests and inspired an Arab sheikh called Yahya ibn Saeed, who went out intending to confront Nasir and Umar and the Kharijites, and he advised them to change their intention. They accepted the sheikh’s advice and the people of Raha paid them five hundred thousand dirhams.
During the reign of Al-Ma'mun (813-834), the Dome of the Holy Sepulchre in Jerusalem collapsed, so Bakam Al-Masry sent a large sum of money to Thomas, the Patriarch of Jerusalem, to help him repair the dome. The Patriarch repaired it.
Christians are jealous of each other: If we examine the harm that was inflicted on the Christians, we will see that it was sometimes caused by some of them slandering one another. When Isa ibn Shahla took over as a physician in the Caliphate, he seized the opportunity and extended his hand to the metropolitans and bishops, taking their money for himself. He once wrote to the Metropolitan of Nisibis requesting large amounts of church utensils. He threatened, saying: Do you not know that the king’s affairs are in my hands? If I wish, I will make him sick, and if I wish, I will make him well? The Metropolitan sent the letter to the Caliph, who took revenge on him.
وحسد بختيشوع ابن جبرائيل الطبيب حنين ابن اسحق (حُنين بضم الحاء) المترجم الشهير لما رأى من منزلته عند المتوكل فعمل على الكيد به من طريق الدين. فاصطنع أيقونة للسيدة العذراء وفي حجرها السيد المخلص. وأوعز إلى بعض خاصته أن يحملها هدية إلى الخليفة. وكان هو المستقبل للأيقونة من يد حاملها. فاستحسنها المتوكل. وجعل بختيشوع يقبلها. فقال له الخليفة المتوكل لمَ تقبلها؟ فقال له يا مولانا إذا لمْ أُقبّل صورة سيدة العاملين فمن أُقبّل؟ فقال المتوكل: وكل النصارى يفعلون ذلك. فقال نعم يا أمير المؤمنين وأفضلُ مني. ولكني أعرف رجلاً في خدمتك يتهاون بها ويبصق عليها. وهو زنديق ملحد لا يقرّ بالوحدانية ولا يعرف آخرة يستتر بالنصرانية وهو معطل مكذب بالرسل. فقال المتوكل: من هذا الذي هذه صفته؟ فقال له: حُنين المترجم. فأمر المتوكل باحضار حنين فاستمهله بختيشوع ساعة. ثم خرج توّاً إلى حُنين وقال له: أهديت إلى الخليفة أيقونة وقد استحسنها. وإن نحن تركناها عنده مدحناها بين يديه احتقرنا وقال لنا هذا ربكم وأمه مصوران. وقد سألني عن رأيي فيها فقلت مثله يكون في الحمامات والكنائس. فطلب إليّ أن أبصق عليها فبصقت. فإذا دعا بك فافعل. فصدّقه حُنين ولما دعاه الخليفة فعل كما قال له بختيشوع. فحالما بصق على الأيقونة أمر الخليفة بحبسه. ووجّه إلى ثيودوسيوس الجاثليق فأحضره. فلما رأى الأيقونة وقع عليها وقبّلها ولم يزل يقبّلها ويبكي طويلاً. ثم أخذها بيده وقام وقائماً فدعا لأمير المؤمنين وأطنب في دعائه. فدعاه إلى الجلوس. ثم سأله عم يستحق الذي يبصق عليها. فقال: “إذا كان مسيحياً عارفاً فإني أحرمه دخول الكنيسة ومن القربان وأمنع النصارى من ملامسته وكلامه وأُضيّق عليه”. فأعطى الخليفة الأيقونة للجاثليق مع جائزة وأمر بحُنين فجلد بالسياط والحبال وأمر بنقض منازله وحبسه. ولم ينجُ من ذلك حتى اعتل المتوكل واحتاج إلى مشورته فأفرج عنه.
Sharia and Christians: The Abbasids showed in their call that they wanted to revive the Sunnah and correct the crooked paths of religion during the Umayyad era. When they established their authority, they brought the jurists, scholars and ascetics close and honored them. When they met a jurist or ascetic, they would ask him to preach to them, and when he preached, they would cry. The most famous of those who took heed were Al-Mansur, Al-Rashid, Al-Mu'tasim and Al-Wathiq. It is no wonder that the Muslims submitted to their jurists, so the caliphs sought their help to subdue the common people and win their hearts. The jurists gained wealth and prestige through their closeness, so their respect was entrenched in the hearts of the common people, who held on to them and glorified them in the name of religion.
ويستدل مما تبقى من آداب العصر العباسي أن الفقهاء والعلماء جعلوا “عهد عمر” أساساً لاجتهادهم في معاملة أهل الذمة. وقد سبق لنا القول أن نص هذه “العهدة العمرية” اتصل بالفقهاء بطريق الإسناد إلى عبد الرحمن ابن غنم الأشعري الراوي القديم الذي توفي في السنة 78 للهجرة. ونضيف هنا أن أكثر مواد هذا العهد واردة في كتب الفقه والإدارة في العصر العباسي ويكاد لا يخلو منها أو من بعضها مصنف.
The imams differed on the value of the life of a dhimmi. According to Abu Hanifa (696-767) and Ibn Hanbal (780-855), it was equivalent to the life of a Muslim and the blood money of a Muslim. According to Malik (715-795), the blood money of a Jew or Christian was half the blood money of a Muslim. According to al-Shafi’i (767-820), it was a third of it. As for the Zoroastrian, (1) فديّته جزء من خمسة عشر جزءاً من ديّة المسلم. واستحق التأديب عند هؤلاء من قال للمسلم يا يهودي أو يا نصراني. وذهب بعض فقهاء هذا العصر إلى أنه لا تُقبل شهادة الذمي على أهل دينه. فحزّ هذا في صدور النصارى حزّاً عميقاً. وذهب البعض مذهباً آخر. وكان على قضاة النصارى أن يقبلوا شهادة المسلم على النصراني فزاد هذا الموقف في كرههم وحقدهم.
واجتهد الفقهاء في هذا العصر اجتهاداً شاقاً في أمر تسلط أهل الذمة على المسلمين ففي السنة 849 أمر المتوكل ألا يُستعان بأهل الذمة في الدواوين وأعمال السلطان التي تجري أحكامهم فيها على المسلمين. ولكنه بعد ذلك بعشر سنين أنشأ قصره الجعفري وأجرى إليه نهراً وجعل النفقة عليه إلى دليل ابن يعقوب النصراني وفي السنة وفي السنة 909 علا أمر النصارى وغلبوا على الكتّاب فأمر المقتدر بما أمر به المتوكل وأضاف ألا يستخدم احد من اليهود والنصارى إلا في الطب والجهبذة. ولكن هذه الأوامر كانت ضعيفة الأثر فإن وزيره أبا الحسن علي ابن الفرات كان يدعوا أربعة من النصارى إلى طعامه كل يوم. وكانوا في جملة الكتّاب التسعة الذي اختص بهم. ولما أراد المقتدر أن يستوزر الحسين ابن القاسم في السنة 931 أشار عليه بأن يجتهد في إصلاح أعدائه. فابتدأ ببني رائق فكان يمضى إلى كاتبهم النصراني ويضمن لهم الضمانات. ثم فعل ذلك باصطفن ابن يعقوب كابت مؤنس وقال له: “إن تقلدت الوزارة فأنت قلدتنيها”. وكان الحسين هذا يتقرّب إلى النصارى الكتّاب بأن يقول لهم: “إن أهلي منكم وأجدادي من كباركم. وإن صليباً سقط من يد عبيد الله ابن سليمان جدي فلما رآه الناس قال: هذا شيء تتبرك به عجائزنا فتجعله في ثيابنا من حيث لا نعلم” ومثل هذا كثير فليراجع في محله (الحضارة الإسلامية للدكتور آدم متز جـ1 ص 68-70). وعالج الفقهاء هذه الفضية فاختلفوا وأفتى بعضهم بأنه يجوز بأن يكون وزير التنفيذ لا وزير التفويض من أهل الذمة. ووزير التنفيذ لا يباشر الحكم ولا يقلّد العمال ولا يدبر الجيش. أما وزير التفويض بهو الذي يفوض السلطان إليه تدبير الدولة برأيه.
The jurists in the Abbasid era forbade changing religion unless it was converting to Islam. The sects separated from each other. The apostasy from Islam was punished by death. Intermarriage between Muslims and non-Muslims decreased. As for the marriage of a Christian to a Muslim woman, it was impossible. The jurists also forbade the People of the Covenant from building their houses higher than those of Muslims. If they owned tall houses, they were allowed to stay there and were forbidden from overlooking Muslims from them.
The jurists did not close any door of livelihood to the People of the Covenant. They were farmers, merchants, craftsmen, money changers, and doctors. Most of the money changers and scholars were Jews, and most of the doctors and scribes were Christians. The head of the Christians in Baghdad was the Caliph’s physician.
Judiciary among Christians: ولم بفصل الإسلام بين السلطتين القضائية والتنفيذية فنبيّهم كان رئيس الدولة الإسلامية وقاضيها في آن واحد. وكان أيضاً “مبلّغاً لشريعتها”. وكذلك كان خلفاؤه من بعده. وكان محمد يعهد بالقضاء إلى بعض الولاة ضمن توليتهم أمور الولاية فاقتفى خلفاؤه أثره واتبعوا الخطة نفسها فقضى ولاتهم بين الناس بالنيابة عنهم. ثم كثرت الأعمال فاضطر الولاة إلى تعيين القضاة. ولم يحدد الوالي اختصاص القاضي فاحتفظ لنفسه بما كان “يعجز عنه القاضي”. ثم خرج القاضي من سلطان الوالي فخضع للخليفة مباشرة. وكان أبو جعفر المنصور أول خليفة ولّى قضاة الأمصار من قبله.
وكان هذه القاضي قاضي المسلمين (يحضر مجلسه المسلمون دون أهل الذمة). ولا غرابة في ذلك فالمسلمون “الفاتحون” كانوا قد أقروا الناس على ما كانوا عليه من قبل فلم يتعرضوا لهم في شيء من معاملاتهم أو أحكامهم. ومن هنا اهتمام النصارى بعد دخولهم في دار الإسلام بالقوانين البيزنطية ونقلها إلى السريانية والعربية. ومن هذه كتاب الهدى وقد سبقت الإشارة إليه. وأجاز بعض الفقهاء تقليد الذمي القضاء بين أهل دينه واعتبروا هذه التقليد تقليد زعامة ورئاسة لا حكم وقضاء. ولكنهم رأوا أنه إذا امتنع أهل الذمة عن التحاكم أمام قضاتهم لا يجبروا على ذلك. فإذا رجعوا إلى قاضي الإسلام قضى بينهم بحكم الإسلام “لأنه يكون عليهم أنفذ ولهم ألزم”.
والذي نعلمه من أمر هذه المحاكم المسيحية أنها كانت محاكم كنسيّة يقوم فيها الرؤساء الروحيون مقام كبار القضاة. ولم تقتصر الأحكام فيها على مسائل الزواج بل كانت تشمل مسائل الميراث وأكثر المنازعات التي قامت بين المسيحيين وحدهم. ولم ينظر الرؤساء بعين الرضا إلى من لجأ من النصارى إلى المحاكم الإسلامية. ولذلك صنف الجاتليق النسطوري تيموثاوس في السنة 800 كتاباً في الأحكام القضائية المسيحية “لكي يقطع كل عذر يتعلل به المسيحيون الذين يلجأون لى المحاكم غير المسيحية بدعوى النقص في القوانين المسيحية”. ولخصّ ابن العبري القوانين الكنسية والمدنية في كتابه الهدايات وأبدع في أبواب الشرع المدني. وجعل الآباء القضاة العقوبات دينية منها التكدير والتوبيخ ومنها القطع والندامة ومنها البذل والغرامة.
1. يعتبر الإسلام أن المجوسية ديانة “سماوية” ونبيهم “زردشت” مرسل من الله… وقد استدل العلماء على هذا بأن نبيّ الإسلام “محمد” والخلفاء الراشدين من بعده قد أخذوا منهم الجزية. حيث الجزية تُفرض فقط على أهل الكتاب (أي من أرسل الله لهم نبياً رسولاً وأنزل عليه كتاباً) ولا تؤخذ الجزية من غيرهم. وإليك بعض المصادر:
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال – حرف الهمزة (4702)
- (Al-Shafi’i, Al-Adani, and Ibn Zanjawayh in Al-Amwal, p. 188) (Narrated by Al-Bayhaqi in Al-Sunan Al-Kubra, Book of Jizya, Chapter on the Magians, People of the Book (9/188), p. 188)
- فتح الباري شرح صحيح البخاري,كتاب الْجِزْيَةِ *3* باب الْجِزْيَةِ وَالْمُوَادَعَةِ مَعَ أَهْلِ الْحَرْبِ
- الفصل في الملل والنحل, الفصل في الملل والأهواء والنحل’ ذكر شنع الخوارج
- مسند أحمد…. المجلد الاول ..مسند العشرة المبشرين بالجنة … حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ الزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
- فتح الباري شرح صحيح البخاري كِتَاب الطَّلَاقِ *3* باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا (……) الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ
وغيرها الكثير… (الشبكة)