Site icon Orthodox Online Network

Salvation between East and West

Salvation among the Orthodox patristic concept
والبدع المتأثرة بـ “انسلم، لوثر وكالفن” [1]

the introduction:
“هل أنت مخلَّص؟!” هذا السؤال هو تحدٍ متكررٍ يواجه المسيحي الأرثوذكسي من قبل البروتستانت الغيورين على الإيمان ظاهرياً والذين يشعرون أنه من واجبهم أن تحدّوا الجميع بسؤالهم لكل إنسان: “هل أنتَ مخلَّص؟!”. ومهما كان جواب الآخر ينبري البروتستانتي إلى التباهي بأنه من جماعة “المخلَّصين” و”المولودين ثانية”، وأنه إذا مات في هذه اللحظة فإنه سيطير إلى ملكوت السموات بضمانة لا تفوقها ضمانة! هنا ينظر البروتستانتي إلى الآخر بشفقة ورثاء ولسان حاله يقول: إن كنتَ لا تشعر بما أشعر وإن كنتَ لا تؤمن بما أؤمن فلستَ مسيحياً مؤمناً وتستحق الرثاء والعطف والشفقة.

This topic could consume pages after pages to study all its dimensions and aspects, especially since its roots in Western Christian thought go back to the theological origins of this thought, from philosophy and Augustinianism.

من البديهي أن نتساءل أولاً ماذا يعني “الخلاص” في المسيحية؟ تعريف الكلمات والتعابير مهمٌ في كل نقاش وإلا لكان طرفا المناقشة في حديث طرشانٍ. لأن الخلاص في الأرثوذكسية مختلف عنه في المسيحية الغربية (الكاثوليكية)؛ ومن هذه الأخيرة يستعير الفكر البروتستانتي ما يحلو له ويطيب.

الخلاص بالنسبة للأرثوذكسية هو الاتحاد بالله. لأن الإنسان لم يستطع أن يصعد إلى الله قام الله “وطأطأ السموات ونزل” (مز 18: 9) بابنه الوحيد إلى الأرض ليعانق الإنسان ويتحد به ويقدّسه ويخلّصه. توجد فروق في معالجة هذه المسألة بين الأرثوذكس من جهة والكاثوليك والبروتستانت من جهة أخرى. الغربيون يرون التعريف الأرثوذكسي للخلاص غريباً لأن نمط تفكيرهم مقولب على قوالب التفكير الغربي السكولاستيكي المتأثّر بأنسلموس ولوثر وكالفن.

The creation and fall of man:
The doctrine of salvation is deeply rooted in the issue of human fall. Man is created in the image of God and is called to become like Him. But the fall of man made him lose his calling to be like God, and destroyed or distorted the divine image in him. She's still there, but she's sick.

Before the fall, man was not perfect, that is, he did not reach where God wanted him to reach. He was perfect in the sense that His creation was perfect and without blemish. But he was placed in communion with God. He had to grow in this fellowship and strengthen this relationship with God to perfection. That's what he didn't get. Today we do not return to Paradise where Adam was, but rather we go to the heavenly kingdom that Christ prepared with his blood on the cross. Protestant thought, on the other hand, believes that Adam was created perfect and in full communion with God. However, this thought could not answer the question: If Adam was perfect and in full fellowship with God, how did he fall?

سقط الإنسان لأنه أراد أن يصير مثل الله بدون الله. خسر الإنسان الشركة مع الله، مصدر الحياة والحرية الحقة ومصدر الغبطة الأبدية. لقد ارتكب آدم وحواء انتحاراً لأنهما قطعا نفسيهما عن الله مصدر الحياة. لهذا بسبب خطيئتهما دخل الموت على الطبيعة البشرية. لم يخلق الله الموت أو الشر أو الخطيئة أو الفساد. خطيئة آدم وحواء سمحت لهذه كلها بالوجود. صارت طفيليات على الطبيعة البشرية. بهذا أعلن الله بعد سقوط آدم نتيجة هذا السقوط: “لأنك تراب وإلى التراب تعود” (تك 3: 19). في المسيحية الغربية (الكاثوليكية والبروتستانتية) الموت كان قصاصاً إلهياً أوجده الله عقاباً لآدم على خطيئته. آدم مات روحياً. موته الروحي جرّ عليه باقي الويلات.

“أجرة  الخطيئة”:
The inherited guilt of original sin does not exist in the Bible and in the Orthodox Fathers [2]. Instead, they teach that humanity inherited Adam's fallen nature, along with corruption, death, spiritual illness, and distance from God. [3]. Sin means failure, deviating from the right path, and not hitting the goal. Although we often define sin as certain specific acts or transgressions, these transgressions are merely symptoms of our sick, fallen state. Sin is the rejection of personal fellowship with God. When religion sees sin as merely specific violations of a law or moral code, it trivializes God's commandments and perpetuates sin itself and the fall by considering God something external and replacing it with a law or moral code in place of personal communion with God. It is possible for a person to be morally pure, that is, without transgressions according to the constitution, and to be spiritually dead.

عندما قال بولس “لأن أجرة الخطية هي الموت” (رومية 6: 23) فإنه لا يعني أن الله يجازي أعمال الإنسان بالموت بل أن الخطية هي مرضنا القاتل. خطيئة آدم كانت بإعلانه أنه ذاتي الاكتفاء ومستقلٌ وبأن اختياره كان اللجوء إلى الطبيعة والحياة البيولوجية تلبية لمتطلبات وجوده. والحياة البيولوجية مرتبطة بالفساد والموت. وبفصل نفسه عن الله الذي له وحده عدم الموت (1 تيموثاوس 6: 16) والمصدر الوحيد للحياة، أضاع آدم الروحَ القدس، الحياة الحقة. لم يخلق الله الموتَ ولا يستلذ بموت الأحياء. لقد سمح باللعنة أن تعبر إلى الأرض: “ملعونة الأرض بسببك” (تك 3: 17) تاركاً الإنسان للنتائج الطبيعية لطبيعته الأرضية: “لأنك تراب وإلى التراب تعود” (تك 3: 19).

death:
عندما يشير الآباء إلى موت آدم كدينونة وعقاب، فإنهم لا يقصدون كون الله هو سبب الموت أو علّته أو بأنه أوجده وأعلن العقاب. الله “دان” آدم وكل البشر، لا بحكمه، لكن بوجوده كخالق الإنسان على صورة حريته الإلهية وعدم الموت، وهي صورة لا يمكنها أن توجد إلا بالشركة والنعمة. والآباء يرفضون عزو سبب الموت لله، الذي لم يرغب بهلاك الإنسان. هذا لا يعني أن الإشارات إلى أنّ حالة الفساد والموت كحكم أو دينونة هي غائبة من أدب الكنيسة. إنها موجودة لكن المقصود منها أن تعبّر عن خبراتنا البشرية التائبة تحت الموت وليس مشيئة الله أو عمل الله القضائي أو المعاقب. (كثيراً ما تقول هذه الأعمال بأن الموت لم يكن أمراً من الله بل كان عدواً قد هُزم في المعركة بالرب المتجسد وليس أداةً قد أُلغيت بمجرد أمرٍ إلهي).

الله سمح بالموت كعمل رحمة حتى لا يكون الإنسان خالداً في الخطيئة. يقول ثيوفيلوس الأنطاكي: “هذا بالحقيقة إحسانٌ عظيمٌ: إن الإنسان غير مضطر للبقاء في الخطيئة إلى الأبد”. وخدمة الجناز تردد قول غريغوريوس اللاهوتي: “لئلا يبقى الشر عادم الزوال”.

الله خلق آدم لكي يكون خالداً وكاملاً في الحرية والمحبة مثل الله، لأنه مخلوق على صورته ومثاله. موت النفس (خسارة النعمة الإلهية والشركة مع الله) وفسادية الجسد جعلا هذه الغاية مستحيلة. فالفسادية والموت سينتقلان إلى الأبد كطفيليات في الطبيعة البشرية. وكنتيجة مباشرة، فإن سلطان إبليس “الذي له سلطان الموت” (عبر 2: 14) سيقبض إلى الأبد نفوس الناس وسيكون مصدر الخطيئة.

Romans 5:12:
آدم مات لأنه خطئَ؛ نحن الآن نُخطئ لأننا نموت: “من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس؛ بسبب هذا أخطأ الجميع” (رو  5: 12) [4]. بكلمات أخرى: بسبب الموت خطئ الجميع. هذه هي القراءة الصحيحة للنص وليست كما تُرجمت إلى اللاتينية وفهمها أوغسطينوس والفكر الغربي من بعدها: الموت اجتاز إلى جميع الناس كعقاب لأن جميع الناس ورثوا طبيعة آدم الساقطة الفاسدة المائلة إلى الشرّ منذ حداثتها (تك 8). هكذا يرثون الموت أيضاً، العقاب العادل. الترجمات الغربية تعكس سوء فهم هذا النص وتعتّم على أن “ملكت الخطية بالموت” (رو 5: 12) في فساديتنا، وأن “شوكة الموت فهي الخطية” (1 كور 5: 56)، وأن الموت هو الأصل وأن الخطية هي الشوكة التي تنبع منه.

“آخر عدو يُبطَل هو الموت” (1 كور 15: 26). المسيح حقّق هذا سلفاً بموته وقيامته، مُبطلاً دائرة الفساد والموت التي لا تنتهي، مطية الخطية. بدون قيامته لا يوجد خلاص. قيامته قتلت الشيطان والخطية بإبطال أصل قوتهما بالذات: الموت والفسادية. من هنا نردد أن المسيح تغلّب على الحواجز الثلاثة التي تفصل الإنسان عن الله: بتجسّده تغلّب على حاجز الطبيعة البشرية المريضة الخاطئة، فقدّسها بتجسده واتحادها بلاهوته، وتغلّب على حاجز الخطيئة بموته، وتغلب على حاجز الموت بقيامته.

incarnation: لأن المسيح هو الله المتجسد فهو وحده بقادر أن يُظهر الله لنا، وهو وحده بقادر أن يجدّد الصورة الإلهية في الإنسان لأن المسيح نفسه هو الصورة السرمدية لشخص الآب (كول 1: 15 وعبر 1: 3). تجسد المسيح سمح لنا أن نصير “شركاء الطبيعة الإلهية” بتعبير بطرس الرسول (2 بطرس 1: 4). يقول مكسيموس المعترف: “إذا صار كلمة الله وابن الله الآب ابناً للإنسان وإنساناً نفسه لهذا السبب، ليجعل الناس آلهة وأبناء لله، علينا أن نؤمن إذاً أننا سنكون حيث هو المسيح الآن كرأس لكامل الجسد وقد صار بطبيعه البشرية سابقاً نحو الآب من أجلنا. فالله سيكون في <<وسط الآلهة>> (مزمور 82: 1)، أي أولئك المخلَّصين (مزمور 82: 6)، واقفاً في وسطهم وموزِّعاً هناك صفوف الغبطة بدون أي مسافة حيزية تفصله عن المختارين” (الفصول في المعرفة 2: 25).

احتاجت البشرية إلى “ترياق ضد الموت” (اغناطيوس الإنطاكي). “طبيعتنا المريضة احتاجت إلى شافٍ. إنساننا الساقط احتاج إلى مَن يقوّمه. مَن فقد نعمة الحياة احتاج إلى مانح حياة” (غريغوريوس النيصصي). وكما يقول الدمشقي: “من هو بلا بدء ولا جسد تجسد من أجل خلاصنا لكي بالمثل يخلّص المثل”. “الطبيعة الساقطة” تشير إلى كامل الإنسان الذي احتاج إلى إعادة ولادة من جديد في الجسد والروح، ليقوم ويعود إلى درب عدم الفساد وعدم الموت. عندما قال المخلّص بأن العلاج الوحيد لمرض البشرية هو إعادة الولادة كان يتكلّم عن واقعٍ روحي نفسي جسدي في الإنسان وليس عن فكرة حقوقية. إعادة الولادة تعني التحرّر من سيطرة الشيطان ومن عبودية النزوات والاهتمامات الذاتية والإشباع الذاتي والنهوض من حالة الفساد التي نحن فيها وأخيراً التحرر من الموت والفسادية.

ترياق هذه الحالة هو “ناسوت الله” (غريغوريوس اللاهوتي)، خميرة وتخمر استنارتنا وتقديسنا: التجسد الذي كان دائماً الحطة الإلهية قبل الدهور [5]. Therefore, our restoration did not require a change in God’s plan toward us, which was always an uninterrupted love. To be born again in body and spirit means to become the children of the second and new Adam, the only true human being and the true image of God. Therefore, redeeming likeness with likeness means that the second Adam would give birth to people with the human nature that he took from his mother and glorified her through resurrection.

إن جسد الكلمة المتجسد ودمه هما “الترياق ضد الموت، دواء عدم الموت” (اغناطيوس الأنطاكي). يقول المسيح: “مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أُقيمه في اليوم الأخير” (يو 6: 54). بهذه الكلمات لا يشير المسيح إلى حل قانوني بل إلى ترياق يشفي ويخلّص النفس من ذيفانات الخطيئة وتأثير الفساد الطفيلي على النفس. عندما يقدّم الرب جسده ودمه لغفران الخطايا فإنهما للشفاء المتواصل للجسد والنفس ولتقديسهما وتطهيرهما واستنارتهما وتأليهما. بالجسد والدم يشترك كامل الإنسان، جسداً وروحاً، بناسوت آدم الثاني الجديد لاستعادة وتجميع آدم الأول المهشَّم في كل إنسان ممزَّق بناموسي ذهنه وأعضائه المتحاربين.

هكذا تخلّص الإنسان من الفساد والموت، أي من مستقر الخطية، واستعادته إلى الحياة الأبدية تبدأ في الحياة الحاضرة ليكون له قيامة صالحة عندما يأتي الرب ثانية بمجد. يقول القديس ايريناوس: “لكننا ننال الآن حصة معينة من روحه، تعمل نحو الكمال وتجهيزنا لعدم الفساد، فنصير رويداً رويداً معتادين على نيل الله وحمله (استعداداً لذلك الوقت)… عندما، وقتما نقوم ثانية، نعاينه وجهاً لوجه…”. لهذا فأسرار الإفخارستيا المقدسة المانحة الحياة هي بكل وضوح لا غنى عنها لنفس وجسد المؤمن لأنها وعد القيامة ومشاركتنا في القضاء على الشرير، والموت والفساد. هذا لم يُفهم قط في الغرب الذي ينظر إلى إرضاء العدالة هو الحل الوحيد الممكن.

الغرب يفهم الفداء والفساد بمعنى قانوني حرفي، كجزء من حديثة شرعية. يعلّم أوغسطينوس والغرب بأن الفساد والخطايا الناجمة منه ما هي إلا نتائج الخطيئة الأصلية. يقول أوغسطينوس: “تنشأ الشهوة كنتيجة جزائية للخطيئة (الأصلية)”. وعندما يشير إلى شفاء البشرية فإنه لا يعني شفاء المرض الأصلي بل رفع العقوبات. الخطيئة والفساد والموت هي، بالمفهوم الغربي، عقوبات فرضتها العدالة الإلهية. رفع العقوبات هو رفع لعنة، مما يسمح للمختارين أن يمارسوا مناقب خارجية.

Christ's death and resurrection: تجسّد المسيح وأخذ الطبيعة البشرية بكل جوانبها. يقول غريغوريوس اللاهوتي: “ما لم يتّخذه لم يُشفَ” . أي حتى يحرّرنا المسيح من سيطرة الخطيئة والموت، وحتى يعطينا حياة أبدية، كان عليه أن يشارك موتنا كما في حياتنا. قال ذلك للرد على أبوليناريوس الذي أنكر وجود النوس NOUS (باليونانية أي الذهن أو الروح). فيسوع أخذ NOUS بشرياً وإرادة بشرية وإلا فلا يكون قد خلّصهما.

Christ did not die because he had to die [6]. He did everything by his own choice. Christ's death and resurrection led to:

  1. Forgiveness of sins and reconciliation with God.
  2.  Freedom from the power of death.
  3.  The promise of renewing the whole world.
  4.  General resurrection.
  5.  Victory over Satan.
  6.  Crushing hell.

Forgiveness of sins: يقول ايريناوس: “الخطيئة التي أتت بالشجرة (تك 3: 6) أُلغيت بشجرة الطاعة لله عندما سُمِّر ابن الله على الشجرة. هناك تغلّب هو على معرفة الشر وأحضر معرفة الخير. الشر هو عصيان الله، والخير هو الطاعة لله”. إن كان عصياننا هو أقصى عمل للأثرة (محبة الذات والتمركز حول الذات)، فإن موت المسيح الطوعي على الصليب هو أقصى عمل من نكران الذات.

Freedom from the power of death: لم يقضِ يسوع فقط على سلطان الخطيئة وفتح الطريق لنا للعودة إلى بيت الآب، بل أيضاً قضى على سلاسل الموت التي تسبي الناس. لأن يسوع هو ابن الله، كان من المستحيل على الموت أن يُمسك به. كتب القديس باسيليوس: “إذ نزل من الصليب إلى الحجيم -ليملأ كل الأشياء بنفسه- حلّ وخزات الموت.

قام في اليوم الثالث وقد جعل لكل ذي جسد طريقاً نحو القيامة من الأموات، لأنه لم يكن ممكناً لخالق الحياة أن يكون فريسة للفساد”. بموته وقيامته أزال يسوع شوكة الموت. الآن يستمر الناس بالموت، ولكن لأن يسوع ملأ عالم الموت بحياته لم يعد الموت بعد نهاية الوجود البشري: لقد صار طريقاً للحياة الأبدية في الله. قيامة يسوع من الأموات هي ضمانتنا أنه يوماً سيقوم كل الناس من الأموات ويشاركون حياة الله الأبدية.

Redemption:
الله لا يتغيّر. “يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد” (عبر 13: 8). هذا مهم في مناقشة الخلاص، لأن الغرب والفكر الغربي يؤمنان بأن الله يتغيّر، وأن الإنسان يمكن أن يُحدث تغيراً في الله.

الله غير المفهوم، لكنه كشف نفسه لنا: “الله الرب ظهر لنا، مباركٌ الآتي باسم الرب”. الإله المسيحي ليس إلهاً مجهولاً، بل هو إله كشف نفسه لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. القديس أثناثيوس يقول إنه بدون معنى أن يُخلَق الإنسان ما م يكشف الله نفسه له.

يقول بالاماس: “توجد ثلاثة حقائق في الله، أقصد، جوهر وقوة وثالوث من أقانيم إلهية” (150 فصلاً: 75). أي نميّز في الله الطبيعة عن القوى الإلهية، وتميّز الشخص عن الطبيعة.

التمييز بين الطبيعة والقوى كان للمحافظة على تعليم الكنيسة بأن الله خلق العالم من عدم ex nihilo. أوريجنس قال بأن الله خالق بالطبيعة، ولأن طبيعة الله لا يمكن أن تتغير، لهذا يجب على الله أن يكون خالقاً دائماً. هذا يعني أن العالم أبدي مثل الله. هذا بالضبط ما كان الفلاسفة الوثنيون واليونان يؤمنون به إنما ليس هذا إيمان الكتاب المقدس. لهذا رسم القديس أثناسيوس خطاً فاصلاً بين ما هو الله عليه وبين ما يصنعه الله. أيضاً بدون هذا التميز لا يمكن التمييز بين ابن الله “المولود من الآب قبل كل الدهور” والخليقة المادية التي خلقها الله من عدم.

The second distinction between nature and person helps to understand the Holy Trinity and the incarnation of the Son. The person of the Son was the one who was incarnated, yet he remained the same without change. God became a human being, suffered, died, and rose again without any change occurring in the divine nature.

deification: The misunderstanding of theosis by Protestants and Catholics is behind the misunderstanding of salvation in Orthodoxy. Saint Athanasius says that God became man so that man could become God. This confused many who saw this as a return to paganism and a mixing of gods and humans.

There are two sins that people commit in the concept of salvation: Some people think that people are part of God or divinity. In order to escape this misunderstanding, Protestants resort to the second error, which is the conclusion that there is no true union between God and man.

الكنيسة في إيمانها بالتألّه تعتمد على تعريف مجمع خلقيدونية لخريستولوجيا المسيح الذي فيه طبيعة إلهية متحدة بطبيعة بشرية “بدون اختلاط أو تشويش أو فصل أو تقسيم”.

Man is not by nature divine. He is created and will always be that way.

الاتحاد بين الطبيعتين الإلهية والبشرية في شخص يسوع المسيح لا يكون بحسب الطبيعة بل بحسب الأقنوم، “الاتحاد الأقنومي” (كيرلس الإسكندري). هذا ما عالجه لاونديوس الأورشليمي: أقنوم الابن قنّم الطبيعة البشرية التي ضمّها إليه، فصار أقنوماً لها، وصارت جزءاً منه. الطبيعة الإلهية لا تقبل أن يطرأ عليها أي حادث زمني. ولكن الطبيعة البشرية المتحدة بها تقبل أن تمتلئ من أشعة اللاهوت، من القوى الإلهية الجوهرية. أما الاتحاد بين الله والإنسان لا يكون بحسب الطبيعة ولا بحسب الأقنوم، بل بحسب القوى. هذه القوى هي غير مخلوقة. هذا فرق مهم ورئيسي بين الكاثوليك والأرثوذكس. بالنسبة للكاثوليك قوى الله هي في الجوهر وبالتالي لا يصلها الإنسان. الإنسان يتصل بالله عبر نعم مخلوقة [7]. But created blessings cannot divinize man.

بالنسبة للبروتستانت فنادراً ما يتم الكلام عن الطبيعة والقوى، لكنهم يفترضون أن النعم مخلوقة لهذا لا توجد وسيلة للإنسان أن يشارك الله بصورة مباشرة. لهذا بالنسبة لهم لا يبقى سوى التحسّن الأخلاقي. لكن الإنسان عَطِشْ إلى اتحاد بالله، إلى شركة مباشرة معه، وهذا مستحيل ما لم يجعل الله ذاته قابلاً للشركة مع الإنسان، ما لم يمنح  ذاته عبر القوى الإلهية. هكذا يتأله الإنسان ويبقى إنساناً، ويكون الله قابلاً للمشاركة معه ويبقى متعالياً في الجوهر. الميتافيزيقا الغربية السكولاستيكية عجزت عن التوفيق بين كلام بطرس (2 بط 1: 4) في الاشتراك في طبيعة الله وبين آيات أخرى تجعله بعيد المنال.

Divine justice:
العدالة الإلهية تعني شيئاً مختلفاً بين الأرثوذكس والكاثوليك. بالنسبة للآباء العدالة الإلهية هي القضاء على الشيطان والموت واستعادة كامل الإنسان جسداً وروحاً إلى عدم الموت وعدم الفساد وإلى معرفة الله في مجده. حتى يحدث هذا لم يوجد تبدّل في الله مطلوب ولا تكفير أو تعويض قضائي، فالناس “مبرّرون مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (رومية 3: 24). العدالة الإلهية ليست برنامجاً أو مخططاً شرعياً أو قضائياً أو حقوقياً. عدالة الله ومحبة الله هم الأمر الواحد نفسه. إن فكرة التكفير ليست موجودة لدى الآباء لأنهم كانوا يعرفون بأن عدالة الله هي محبة لا تطلب بالمقابل شيئاً. يقول يوحنا الدمشقي: “وقد ظهر عدله بأن الإنسان لما كان مغلوباً لم يترك اللهُ لغيره أن يقهر الطاغي ولا انتشل الإنسان من الموت بالقوة. بل إن الصالح والعادل جعل ذاك نفسه الذي كان الموت قديماً قد استعبده بالخطايا يعود اليوم من جديد فينتصر، فخلَّص المِثْلَ بمثله”. (الإيمان الأرثوذكسي، كتاب 3 فصل 1). إن موت خليقة الله وموت البار هو أمرٌ غير عادل، لأن الله لم يخلق الموت ولا يستلذ بموت خليقته. لكن الموت دخل إلى العالم بسبب الشرير، بسبب سقوط الإنسان وخطيئته. الغرب يساوي بين الموت والعدالة الإلهية أما في الشرق فالموت غير عادلٌ. الله جاء في الجسد ليلغي هذا الجور والشر وليحافظ على أبنائه فادياً إياهم من قبضة الشرير والموت. هكذا يعلن القديس بولس: “وأما الآن فقد ظهر برّ الله…” (رو 3: 21). بهذا الإطار نجد معنى التبرير والبرّ.

Satan and death have always been the enemy and have never been a tool or partner of God as the West understands.

The West believes that its understanding of divine justice is a reflection of the just nature of God and bears a striking resemblance to human justice. The West thinks this way because it inherited Augustine's method of knowledge based on the existence of a similarity between God and creation, because created reality for him is a copy of uncreated reality, which are eternal ideas in the essence of God called universals.

في العصور اللاحقة لأوغسطينوس، بدأ الغرب بفهم عمل الخلاص على أنه حصراً كفارة استرضائية لإله غاضب منتقم، وهي وجهة نظر تعبّر عن بقايا إيمان وثني. قال أوغسطينوس: “الله هدّد آدم بعقاب الموت هذا إذا أخطأ”. ومقيّداً بضروريات العدالة الإلهية، لا يمكن لله إلا أن يطلب دماً وثأراً كضريبة على تعديات الإنسان ضد القانون الإلهي. إن الحاجة الإلهية للثأر والجزاء ضد الإنسان هما السبب الرئيسي للموت. رغم ذلك كان موت كامل السلالة البشرية غير كافياً. كان لابد من ولادة مّن كان دمه كافياً للدفع. هذه الضرورة كانت السبب الرئيسي للتجسد برأي الغرب: المسيح وُلد لأنه كان الوحيد القادر على صنع التكفير الضروري غير المحدود والذي سيغيّر موقف الله نحو الإنسان والذي سيمكّن الله من منح العفو القانوني أو حلّ الخطايا. إن تعليم الغرب عن الكفارة كان إعلاناً لا لبس فيه عن الضرورة في الله. بالطبع الضرورة في الله كانت بالأصل موروثة في تعليم الأفكار الإلهية في الجوهر الإلهي بحسب أوغسطينوس. الضرورة حلّت محل حرية الله ومحبته غير الأنانية في علاقاته مع أولاده وأمْلَت التجسد.

On the part of the Fathers, they defined divine justice as the judgment of the incarnate Word on evil and death, the enemies of humanity. On the other hand, Augustine saw Satan and death as partners and punitive tools in the hands of God, and he saw salvation as man’s escape from the clutches of God. This is why, for the West, all evil in the world comes from God's punishing will. On the contrary, Gregory the Theologian explains the consensus of the Fathers by saying:

“لم يكن بواسطة الآب أننا ظُلمنا. على أي أساس أبهج دمُ ابنه الوحيد الآب، الذي لم يكن ليقبل حتى اسحق عندما قدّمه والده، بل غيّر الذبيحة، واضعاً كبشاً مكان الضحية؟ أليس من الواضح أن الآب يقبله (يقبل المسيح) لكنه لا يطلبه ولا يتطلبه، لكن بسبب تدبير (التجسد)، ولأنه على البشرية أن تقدّس بناسوت الله، حتى يعطينا نفسه ويغلب الطاغية ويجذبنا إليه بواسطة ابنه؟”.

Atonement: The book appears to be a truth with many faces. In the Middle Ages, the theologian Anselm, Archbishop of Canterbury (1033-1109), invented the theory of atonement that has prevailed in Western thought to this day.

Anselmus says that man's sin was an insult to God (in the Middle Ages the crime was not against the people or the state, but against the person of the king, like England today). Since the sin was against God, the guilt was unlimited. A person cannot atone for an unlimited sin because man is limited. This is why there was a need for a God-Man, that is, an incarnate God, to atone for the sins of humanity through His suffering and death.

People put different tones to Anselmus's theory: some said that divine justice is what must be satisfied. Others said that it was the dignity of God wounded by human sin. Others said that God's wrath must be quenched.

Protestants accepted Anselmus's theory. The difference between Catholics and Protestants was not whether divine justice, God's honor, or God's wrath was to be satisfied. Rather, the main difference between them was whether man could add anything by repentance to atonement.

نظرية التكفير مهمة جداً ومؤثرة جداً في الفكر الغربي وقوية جداً أيضاً. فلو ارتكب إنسان مهم جريمة قتل ومَثُل أمام القاضي الذي أمر بأن يدفع فدية أو يُقتل؛ وجاء المختار ودفع الفدية عن المجرم، عندئذ يعلن القاضي “براءته” ويطلق سراحه فيخرج مبررَّاً. فهل غيّر هذا من طبيعة الإنسان أو من أهوائه أو من شرّه أو…؟ بالطبع لا. هكذا أيضاً في نظرية التكفير: المسيح دفع الفدية عنا ليرضي كرامة الله المجروحة ويُطفئ غضبه ويُرضي العدالة الإلهية. كل المطلوب منا هو أن “نقبل” هذه الفدية فنخرج مبرَّرين!

This is what Protestants do in their conferences and meetings: Christ paid the ransom for you. you are wrong. Accept Christ's ransom and you will be justified. In 60 minutes or less, a person goes from a sinner destined for hell to a saint within the kingdom [8]!

There are three theological problems with this theory:

First problem: It is based on the idea that God has human characteristics: He becomes angry, holds grudges, takes revenge, is insulted, has his dignity injured, etc. But we found that God does not change. Let us assume, for the sake of argument, that man's sin makes God angry. This means that God was not angry before man's sin. According to this theory, God's wrath was removed after Christ satisfied him with his redemption on the cross. This means that God changes, and that this change is caused by the actions of man!

لو تركنا جانباً كرامة الله المجروحة وغضبه وأخذنا العدالة الإلهية. الله عادلٌ. ولأنه لا يتغيّر فلا يمكنه أن يترك الإنسان يفلت ما لم تأخذ العدالة الإلهية مجراها. هذا يعني أن العدالة أعظم من الله لأن الله خاضع للعدالة! هذا ضد اللاهوت المسيحي. هذا ما يقوله الله عن نفسه: “لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طرقكم طرقي يقول الرب” (أشعيا 55: 8).

Second problem: It makes sin a problem for God rather than a problem for man. One aspect of this theory is that God is both merciful and just. God's mercy wants to save all people. But he cannot violate his divine justice. Therefore, sin is actually a problem for God. The problem here is not what sin does to man, but rather what effect sin has on God and on His attitude toward people. In the Christian East, sin is seen as a disease that afflicts man. According to the atonement theory, this disease affects the doctor more than the patient, and recovery depends more on the doctor's attitude toward the patient than on the patient's health.

The third problem: Salvation in the Western theory of atonement remains external to man, and therefore man remains unchanged. Salvation means that man’s sin has been removed, and if this sin is merely a legal judicial position before God, this means that man remains without a change in his nature and without a cure for his diseases. In other words: Belief in Christ’s atonement on the cross, according to the Western theory of atonement, does not erase the sins of the believer, but rather this believer is no longer accused of these sins. In essence, man remains a sinner without change.

هذا يعني أن الله والإنسان يبقيان طوال حدثية الخلاص خارجين أحدهما بالنسبة للآخر. فالإنسان لا يُغيَّر أو يُعَاد خلقه، بل يُعلَن أنه “غير مذنب” وحسب. هذا لأن نظرية التكفير تفترض أن الله والإنسان لا يمكنهما أن يتحدا على أي مستوى سوى مستوى الطاعة الأخلاقية. هذا إنكار عمليٌ للتجسد الإلهي في الفكر الغربي.

For the Orthodox, the situation is exactly the opposite. The issue is not man's moral stance toward God, but man's estrangement from the goal for which he was created, which is communion with God, to be with him and unite with him. The lost human destiny has been restored in Christ, the second new Adam...what he is by nature we become by grace.

This is why the Orthodox Church rejects the theory of atonement through redemption because it violates the most basic principles of Christian theology and because it leaves man unchanged. For the Orthodox: to be saved means to regain your spiritual health. It is not God's attitude toward man that needs to be changed, but rather the condition of man. Salvation in Orthodox theology is not the state of Western righteousness, but theosis (Yugoslav Saint Justin Popović on the Fathers). We obtain its seed in baptism and reach its culmination in the bitter spiritual struggle crowned in the general resurrection by shining like Christ on the mountain. Righteousness in itself is not deification. It is not a fixed situation. They are continuous gains in jihad with the grace of redemption. In Ephesians (1:7), redemption through the blood of Christ is the forgiveness of sins.

Faith vs works:
لا يوجد شيء أثار جدلاً شديداً مثل موضوع الإيمان والأعمال. بدأت المشكلة أيام العهد الجديد عندما افترض البعض أنه إذا كان لدينا الإيمان فلا حاجة للأعمال. على هذا الافتراض الخاطئ أجاب القديس يعقوب: “… الإيمان أيضاً إن لم يكن له أعمالٌ ميّت في ذاته…” (يعقوب 2: راجع 14-20). لا يختلف يعقوب هنا مع بولس كما افترض خطئاً لوثر وبروتستانت آخرون. بل يختلف يعقوب هنا مع سوء فهم بولس القائل: “إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بالإيمان بدون أعمال الناموس” (رومية 3: 28). الأعمال هنا هي أعمال ناموس موسى اليهودي. أي يقول بولس إن الإنسان لا يستطيع أن يجعل نفسه مبرراً بأعمال الناموس وإلا لمات المسيح بدون سبب. وأعمال الناموس بلا قيمة خلاصية في نظر بولس، وزال حكمها في المسيحية.

Protestants and Catholics: Protestants place this issue on the level of an opposite duality: If a person is saved by works, then what Christ achieved on the cross was not sufficient for salvation. Because this is impossible, because Christ accomplished on the cross everything that was sufficient to save man, this means that salvation comes exclusively through faith, and therefore there is no need for works.
But if a person is not justified by works of the law, this does not mean that a person is saved exclusively by faith. This is what Saint James wanted to say. Also, if works detract from the value of what Christ did, this means that salvation is external to a person’s spiritual state. That is, it assumes that the theory of salvation is the theory of atonement.

إذا بدأنا بالافتراض أن الخطيئة هي إهانة لكرامة الله مما يقتضي تكفيراً لا محدوداً، وإذا افترضنا أيضاً أن الابن الوحيد هو وحده القادر على هذه الكفارة غير المحدودة بدلاً عن الإنسان، عندئذ كل ما يبقى هو كيف يمكن تطبيق هذه الكفارة على الناس كأفراد. كل فريق في زمان الإصلاح، البروتستانت والكاثوليك، أصرَّ على ضرورة الإيمان بالمسيح. لكن السؤال: “هل يوجد شيء آخر ضروري؟”.

بحسب اللاهوت الكاثوليكي: خطيئة الإنسان تسبب عقاباً أبدياً وزمنياً. المسيح كفّر عن العقاب الأبدي لا الزمني. لهذا فسرّ التوبة ضروري للتكفير عن العقاب الزمني. إذا مات المسيحي بدون التكفير هذا فإنه يذهب إلى المطهر حتى يكفّر هناك. “صكوك الغفران” تم اختراعها لتقليل فترة البقاء في المطهر.

The Protestant reaction to this was logical: How could Christ's sacrifice not be enough to pay the debt of sin? We saw previously that the question in the theory of atonement between Catholicism and Protestantism was this: Can repentance add anything to the atonement of Christ? Protestants answered: No. The Orthodox will agree to this only if we accept the Western theory of atonement.

Salvation in the Orthodox sense:
All Protestant concepts of all kinds assume that sin is a legal act that insults God's dignity and arouses His wrath. Therefore, God's honor and wrath must be satisfied. Practically nothing is said about man except his appearance before God.

The Orthodox concept of salvation stems from very different axioms. As we have seen, the idea that man's sinful actions cause a change in God (provoking His wrath and wounding His dignity) is close to blasphemy. God does not change. God is not subject to an internal conflict between His justice and His mercy.

بالنسبة للأرثوذكسية: الخطيئة ليست جريمة ضد العدالة الإلهية، لكنها مرضٌ يُتلف الإنسان. لم يأتِ المسيح لكي يشفي كرامة الله المجروحة، بل ليشفي الإنسان من مرضه. بسبب الخطيئة صار الإنسان أسير الموت والفساد. الله حياة، والإنسان قطع نفسه عن الله مصدر الحياة الأبدية. جاء المسيح ليُعيد هذه الحياة الضائعة للإنسان.
When we talk about salvation, we are talking not only about the restoration of sick human nature, but also about the sick human person.

Because of the sin of Adam and Eve, human nature became corrupt and captive to death. Man did not inherit the guilt of Adam's sin. This is a personal sin. Rather, he inherited the consequences of the fall that affected general human nature as a whole. Also, we inherited not only a mortal nature, but also a nature whose faculties were corrupted. The human will has become paralyzed by sin and prefers evil to good.

Through his incarnation, Christ began the process of healing our sick nature. His divine nature was united with our human nature, and His divine will sanctified our human will. Through his obedience to God the Father, Christ healed the human will with his blood, and through his death and resurrection, he eliminated the power of death and freed captive man, restoring human nature to true life.

This is the objective dimension of salvation. Christ saved human nature, granted it His glory, immortality, and deified it. But there is a personal dimension to salvation. Even if all people will rise from the dead on the last day, not all people will taste the blessed resurrection.

لو كان الخلاص مسألة موقف لله نحو الإنسان بالحري لا مشاركة حرة للإنسان في حياة الله، لكانت السماء مليئة بأناسٍ أُعلنوا أنهم “غير مذنبين” من قبل الله، ومع ذلك فنفوسهم ما تزال مفسودة بالخطيئة.

Sin is not God's problem but man's problem. Christ did everything to restore human nature and open the doors of the Kingdom to man, but our entry into the Kingdom depends on us [9].

God does not force man to do anything. Man, with his absolute freedom, must accept or reject Christ. Christ restored the divine image in man to what it was. Our attainment of the divine ideal depends on our free choice. In other words, God can make us immortal, but He cannot make us good and loving.

التأكيد الأرثوذكسي على التعاضد Synergria بين الله والإنسان، بين الإرادة البشرية والإرادة الإلهية، لا يعني الإنقاص من عمل المسيح لخلاص الإنسان: المسيح غالب قوة الخطيئة والموت وأعاد للطبيعة البشرية الصورة الإلهية. الأكثر من هذا، فقط في المسيح، أي فقط بالاتحاد بجسده يُشفى الإنسان، جسداً روحاً وشخصاً: “لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد” (أعمال 17: 28).

أيضاً عقيدة التعاضد الأرثوذكسية لا تعني أن خلاص الإنسان شيء يمكن أن “يستحقه” الإنسان أو “يستأهله” أو “يكسبه”. فكرة الاستحقاق بأكملها غريبة عن اللاهوت الأرثوذكسي. عندما يعود المسيح سيكون الكل بالكل، وسنختبر حضوره إما كنور وحياة أو كدينونة ظلمة. ليس الفرق كامن في موقف المسيح منا: لأنه محبة وسيظل هكذا يحب الكل. الفرق هو في موقفنا نحن تجاه المسيح: هذا هو الجانب الشخصي أو البعض الشخصي من الخلاص؛ هذا هو عالم الإيمان والأعمال [10].

Once saved, always saved?
The difference between the Orthodox and the West is not just abstract, theoretical theology. The differences affect even aspects of Christian piety. This comes up when discussing salvation. The Protestant boasts that he has been saved once and for all. As for the pious Orthodox, he admits that he is a sinner and says that what he is is the grace of God. The Protestant explains the Orthodox position by saying that he does not know Jesus. There is stupidity and pride in the Protestant's position. Paul said that he was the first of sinners (1 Timothy 1:15). A Protestant does not beat his chest like a tax collector.

For most Protestants: It is possible to know with certainty that one is saved and assured of the heavenly kingdom. This important idea needs discussion.

Blessed assurance of salvation:
“كتبتُ هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله” (1يو 5: 13).

For the Protestant, it is self-evident that the Christian should know that he is saved and guarantee his salvation. How can the Orthodox deny what is simply said in the Bible?

الجواب هو أن البروتستانتي والأرثوذكسي يستعملان كلمة “خلاص” بمعنيين مختلفين، لهذا يصلان إلى نتيجتين متناقضتين في نقاش هذه المسألة.

Protestant understanding Rooted within the framework of the theory of atonement mentioned above. The difference between the saved and the lost is in God’s position on them, and not in any of their characteristics. It also assumes that a person's condition can change in an instant from a great sinner to a great saint.

أن تكون “مخلّصاً” بالنسبة للبروتستانتي يعني أن تُعلَن “غير مذنب” من قبل الله. هذا يعني أن الله عندما ينظر إليك فإنه يرى برَّ المسيح بدلاً من خطاياك وحالتك الساقطة الخاطئة. بفداء المسيح البديل على الصليب أرضى المسيح عدالة الآب وكرامته وأطفأ غضبه. ولأن الشخص “المخلَّص” يقف أمام الله “مبرّراً”، أي بريئاً من كل تهم الخطيئة ضده، فإنه باستطاعته أن يدخل إلى الملكوت ويتمتع بالحياة الأبدية.

On the other hand, whoever denies Christ and does not accept him as his personal Lord and Savior remains in sin. When God looks at him, he does not see the righteousness of Christ but rather the sinful state of this man, which is why this man is cast into hell.

ضمن هذا الإطار فإن عقيدة التأكد المغبوط ذات معنى. إذا قبل المرءُ المسيحَ ووضع كل ثقته في عمل المسيح الفدائي، عندئذ يمكنه أن يكون واثقاً من الله سيحفظ وعده: “ويكون كل مَن يدعو باسم الرب يخلص” (أعمال 2: 21). لقد قبلتُ المسيحَ، لهذا أنا مخلَّص. لا شيء يمكن أن يكون أبسط من هذا.

For the Orthodox ليست مسألة الخلاص كيف يرى اللهُ الإنسانَ. الله دائماً ينظر إلى الإنسان بمحبة، بغض النظر عن تصرفات الإنسان: “فإنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين” (متى 5: 45). إنها مقدرة الإنسان على الاتصال بالله وليست مقدرة الله على الاتصال بالإنسان.

Since salvation, for the Orthodox, ultimately refers to the actual spiritual state of the Christian, this is why we find the Orthodox Christian reluctant to declare that he is saved. To say that He is saved means that He takes God's place in judgment. When a Protestant says he is saved, he is not describing the state of his soul, but rather that God no longer sees him as a sinner. For the Orthodox, saying that he is saved means that he has reached a sublime state of righteousness before God. This is what the Orthodox do not dare to utter. He knows that John the Ladder said that a person's final state is linked to the moment of his death (26:107). Antonius the Great said that the experience remains until the moment of death. Chrysostom said that Jesus completes those who are destined for glory at the last moment. All this means that glory is linked to jihad until the last breath. This is not enough because nothing is pure before God. Rather, it is God who completes us at the last moment. In Western thought, it is a static state, while in Orthodox thought, it is dynamic. Repentance is dynamic, continuous, and fervent.

إن جوهر سقوط الإنسان هو الكبرياء. ولبّ مرض الإنسان الروحي هو أثرته (محبته لذاته). فحتى يُشفى الإنسان بجب أن يكون متواضعاً وأن يعتنق الفقر الروحي “طوبى للفقراء بالروح، فإن لهم ملكوت السماوات” (متى 5: 3 و8). ملكوت السماوات ليس للذين قد أُعلن أنهم “غير مذنبين”، بل لأولئك الفقراء بالروح والأنقياء القلب.
لهذا فالمسيحي الأرثوذكسي التقي يحجم عن تقويم ذاته وحياته الروحية. إنه يترك هذا لأبيه الروحي (البروتستانتي ليس لديه أبوّة روحية ولا يفهم معناها لهذا فهو بعيد جداً عن التقوى المسيحية بالمفهوم الأرثوذكسي). فكلما اقترب من الله كلما شعر بعدم استحقاقه وأدرك مدى عظمة الله ومدى صغر نفس الإنسان. وبالعكس، كلما ابتعد الإنسان عن الله كلما رأى اللهَ صغيراً ورأى ذاته كبيراً وشعر بعظمى نفسه وبكبريائه. أعظم القديسين في الكنيسة وضعوا ثقتهم في نعمة الله لكنهم لم يتباهوا قط بأنهم مخلَّصين أو قديسين. لا يعني هذا فقدان الثقة بالله. حاشا، بل يعني تواضعاً عميقاً أمام الله. القديس يقول مع أشعياء: “.. ويلٌ لي إني هلكت لأني إنسانٌ نجسد الشفتين وأنا ساكن بين شعبٍ نجس الشفتين” (أشعيا 6: 5).

For Saint Isaac the Syrian, humility is when a person sees himself as inferior to all created beings [11]. A truly humble person will not condemn or judge anyone. But the moment we think we have arrived, pride separates us from God.

Eternal guarantee or doubtful illusion?
According to the fathers, a person must be humble in order to reach the kingdom of heaven.

For the Protestant, he knows not only that he is saved but also that he cannot fall again [12]. This teaching undoubtedly has roots in the teachings of Calvin. However, its strength is not in the ideological aspect, but rather in the psychological aspect.

Eternal security is the result of Calvin's teaching on perseverance. According to the original teaching, those whom God chose for salvation before the world began will be preserved until the end and will never fall from grace. This teaching of perseverance is a corollary of Calvin's other teachings. Since the elect are chosen by God regardless of their works, there is nothing you or I can do to influence God's choice. And since God's grace cannot be resisted according to Calvin, then you cannot reject it even if you wanted to: then it is self-evident that we arrive at the theory of eternal security, because nothing can make you forfeit your salvation. Perseverance has nothing to do with the Christian or his powers but with the strength of God's will.

الشيء الملفت للنظر هنا هو أن غالبية المؤمنين بنظرية الضمانة الأبدية ليسوا من أتباع كالفن. بالنسبة لأتباع كالفن إن نظرية الضمانة الأبدية ذات معنى لأنهم يؤمنون بأن الله قد سبق واختار المخلَّصين قبل بدء العالم بصورة مستقلة عن قواهم أو تقواهم أو إرادتهم الحرّة. وبما أن “خلاصهم” هذا لا علاقة له بإيمانهم، لهذا لا يمكنهم أن يخسروه. لهذا فالضمانة الأبدية لهم هي بديهية لتعليمهم هذا. أما أتباع يعقوب أرمينيوس Arminius Jacob فقد رأوا أن المسيحي بإمكانه أن يقبل أو يرفض المسيح. مع ذلك يؤمنون بالضمانة الأبدية! كيف يمكن للإنسان أن يختار خلاصه وكيف يمكن له أن لا يخسره إن اختار هكذا؟ المعمدانيون الجنوبيون (أكثرية البروتستانت في أمريكا) هم على هذا الرأي المتناقض: يختار الإنسان بإرادته الحرة، ومع ذلك مت خلص، يضمن خلاصه ولا يستطيع أن يخسره!؟ أي: يستطيع الإنسان أن يختار المسيح بحريته ولكنه، متى اختاره، لا يستطيع أن يرفضه؟!

The majority of the world's Protestants currently adhere to this principle. They do not care whether their theology is self-contradictory or not [13]. إن عقيدة الضمانة الأبدية -“تخلص مرة، تخلص للأبد”- ذات أبعاد نفسية هائلة جذابة سمحت بجذب الكثيرين من الناس إلى البروتستانتية. هذا التعليم يعني أن الخلاص عملية تحدث مرة واحدة في الزمان، وتعتمد على موقف الله من الإنسان.

طبعاً، الكنيسة الأرثوذكسية ترفض هذا التعليم الخاطئ عن الخلاص لأنها ترفض الإطار الذي فيه تمت صياغة هذا التعليم. فالخلاص حدثية حية من الشركة المتواصلة مع الله. ولا يمكن للخلاص أن يُقال بأنه تامٌ حتى يوم القيامة العامة، عندما يصير المسيح “الكل بالكل”. طالما نحن نعيش بالجسد فإن خلاصنا يعتمد على اختيارنا الحر الذي يحترمه الله مهما يكن. القديس بولس يتكلم عن حياته الروحية قائلاً: “إذاً أنا أركض هكذا كأنه ليس عن غير يقين؛ هكذا أُضارب كأني لا أضرب الهواء؛ بل أقمع جسدي وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضاً” (1كور 9: 26-27).

بكلمات أخرى كان بولس يعمل من أجل خلاصه حتى يصل إلى ما كان يرجو. مع ذلك كان يعرف بأنه لم يكن يعمل بقوته بل بقوة الله. هكذا كان يحثّ أهل فيليبي: “إذاً يا أحبائي، كما أطعتم كل حين ليس كما في حضوري فقط بل الآن بالأولى جداً في غيابي تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة” (فيليبي 2: 12-13). لا يشك الأرثوذكس للحظة واحدة أن الله هو العامل فينا أن نرغب وأن نعمل من أجل خلاصِنا، ولكن: ليس ضد مشيئتنا، وإلا لما عدنا بشراً بل حيوانات ذات غرائز بدون عقل وإرادة حرة. الخلاص يعني شركة حرّ’ وإلا لا توجد شركة على الإطلاق.

في كل قداس إلهي نصلّي: “أن تكون أواخر حياتنا مسيحية سلامية بلا حزن ولا خزي وجواباً حسناً لدى منبر المسيح المرهوب”، وذلك لأن خلاصنا يعتمد لا على موقف الله منا (الله محبة ويحبنا سواء قبلناه أو رفضناه) بل على موقفنا من الله قبيل موتنا. لا يجرؤ أرثوذكسي مهما بلغت قداسته القول بأنه وصل إلى ذروة الحياة الروحية وهو حيّ بعد. لأن أقدس إنسان هو أكثر إنسان قدرة على رؤية حالته الخاطئة. لهذا يبقى المسيحي ساهراً يقظاً لئلا يسقط. وإذا سقط يؤمن بأن الله يقبله للحال متى تاب توبة صادقة.

Review of biblical verses about salvation:
Many Protestants are tempted to quote verses from the Bible to indicate that a person achieves salvation once he accepts personal faith in Jesus Christ, and that this salvation is guaranteed. [14]. Of course, most Orthodox are not good at dealing with the verses of the Bible, and unfortunately, the topic of salvation has never been raised in the Orthodox Church in this way. Studying the subject of salvation in writing is outside the scope of this discussion, but I must mention some general observations that help the Christian understand the biblical verses.

في البداية لا بد من تعريف الخلاص الذي نتكلم عنه خاصة لدى مناقشات الآيات الكتابية. إذا كان الإنسان قد خُلق بدون عيب وفي حالة شركة مع الله، وكانت هذه الشركة تتطور إلى أن سقط بسبب المضلِّل، فإن “الخلاص” بطبيعة الحال هو العودة، على الأقل، إلى حالة الإنسان قبل السقوط، أي الخلاص يعني التخلص من الفسادية والخطيئة والموت التي دخلت كلها على الطبيعة البشرية وعلى حياة الإنسان. بالطبع نحن في المسيح سنصل إلى ما كان آدم مدعواً إليه، لا مجرد حياة الشركة مع الله، بل الاتحاد بالله، التقدّس بنعمة الله غير المخلوقة، “شركاء الطبيعة الإلهية” أي التأله. هذا في الأرثوذكسية. وكما وجدنا إن الله لا يتغيّر بسبب سقوطنا. فهو يحبنا دائماً ويريدنا أن نشاركه حياته. الأمر متوقف بالكلية علينا: “اليوم إن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم”. هو دائماً يدعونا إليه. في الأرثوذكسية ليس الخلاص حكم الله القضائي علينا، سواء “مذنب أم بريء”. حكم الله لا يغيّر من طبيعتنا المريضة. الخلاص هو الولادة الجديدة بالروح القدس؛ هو استرجاع الصورة الإلهية المهشَّمة في الإنسان إلى رونقها وعافيتها. هو تقلّد أسلحة روحية بالروح القدس الساكن فينا عند مسحنا بالميرون المقدس. هو جهاد الإنسان الروحي، روحاً وجسداً، حتى الوصول إلى قياس قامة ملء المسيح. لهذا نلاحظ أن اللاهوت الغربي يتنكّر عملياً للتجسّد الإلهي ولمفاعيله في حياة الإنسان [15]. If salvation were a judicial matter issued by God, the Lord would not have needed to be incarnated, crucified, and resurrected.

أولاً – الآيات الكتابية الدالّة على أن الخلاص أمرٌ آني يتحقق للتو بالكلام:
“كل مَن يدعو باسم الرب يخلص” (أع 2: 21 ورو 10: 13)

“وكان الرب كل يوم يضمّ إلى الكنيسة الذي يخلصون” (أع 2: 47)

“آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك” (أع 16: 31)

” إن اعترفتَ بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رو 10: 9).

“إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرّر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح” (غلا 2: 16)

“بالنعمة أنتم مخلّصون” (أف 2: 5)

“لأنكم بالنعمة مخلَّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمالٍ كي لا يفتخر أحدٌ” (أف 2: 8-9)

“ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم” (أف 3: 17)

“بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان” (مت 12: 37)

نلاحظ هنا أن كتبة العهد الجديد يستعملون كلمة “الخلاص” بمعانٍ عديدة ومغايرة للمفهوم الغربي (خاصة البروتستانتي). مثلاً: القديس بولس كان يستعمل كلمة “قديس” استعمالاً مغايراً لاستعمالها الحالي؛ كان يدعو جميع المؤمنين قديسين أي “مفروزين” لأن حياتهم قد تغيّرت بالمسيح فصاروا مغايرين لأهل العالم ومفروزين عنهم [16]. الأمر نفسه في الخلاص: جميع المؤمنين الذين آمنوا بيسوع المسيح نالوا “خلاصاً”، صاروا “مخلَّصين” مثلما صاروا “مقدَّسين” و”قدّيسين” و”مفروزين”. المؤمنون بيسوع نالوا شيئاً بل أشياء لم ينلها غير المؤمنين بيسوع. لهذا هم مخلَّصون. لكن هل كان كتبة الآيات السابقة يقصدون بالخلاص ما يقصده بروتستانت اليوم؟ هذا ما سنراه أدناه.

But before moving to the second group of verses, we must note the following regarding the previous verses:

  1. When talking about salvation by faith versus works, what is meant exclusively is the works of the Law of Moses and not the works of the Christian faith, as we will see later. The Law of Moses caused a major problem for early Christianity. We see its echo in the verses of the Bible that emphasize that salvation is exclusively by faith, not by works of the Law, so that no one can boast.
  2. إن القول “كل من يدعو باسم الرب يخلص” (أع 2: 21 ورو 10: 13) لا يعني أن يلغي دور المعمودية وسواها في خلاص الإنسان. إنما المقصود أنه لا يوجد خلاص سوى باسم الرب يسوع الذي “رفعه الله أيضاً وأعطاه اسماً فوق كل اسم، لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممّن في السماء وعلى الأرض ومَن تحت الأرض، ويعترف كل لسانٌ أن يسوع المسيح هو ربٌ لمجد الله الآب” (فيلبي 2: 9-11).

Protestants are fond of quoting the first group of verses to prove the validity of their teaching. But is it the teaching of the New Testament as well? This is what the next sets of verses will discover [17].

ثانياً – آيات تدل على ضرورة جهاد المؤمنين “المخلَّصين” حتى بلوغ الخلاص المرتقب:
لو كنا “مخلَّصين” على الطريقة البروتستانتية لما احتجنا إلى الجهاد ضد الأهواء والشهوات وإلخ… لو كان “المخلِّص” على الطريقة البروتستانتية ضمن خلاصه لكان في حالة خلاص من الأهواء والشهوات والتجارب والآلام وإمكانية السقوط، إلخ. فهل هذا ما كان يقصده كتبة العهد الجديد؟ لنرَ:

“لأن الإرادة حاضرة عندي وأما أن أفعل الحسنى فلستُ أجدُّ. لأني لستُ أفعل الصالح الذي أريده، بل الشرّ الذي لستُ أريده فإياه أفعل… فلستُ بعد أفعله أنا بل الخطيّة الساكنة فيّ” (رو 7: 18-20) حتى بعد “الخلاص” بولس يفعل الشر الذي لا يريده، بسبب الخطية الساكنة فيه.

“إذاً أنا نفسي بذهني أخدم ناموس الله ولكن بالجسد ناموسَ الخطيئة” (رو 7: 25) إذاً لا تملكنَّ الخطيّة في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته، ولا تقدّموا أعضاءكم آلات إثم للخطية…” (رو 6: 12-13).

“جرّبوا أنفسكم هل أنتم في الإيمان؟ امتحنوا أنفسكم” (2 كور 13: 5). لماذا نمتحن أنفسنا إن كنا نظن أننا “مخلَّصون” على الطريقة البروتستانتية؟!

“لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير وبعد أن تتمّموا كل شيء أن تثبتوا (أف6: 13) يجب أن نقاوم وأن نتمّم وأن نثبت حتى ننال الخلاص!

“ليس أني قد نلتُ أو صرتُ كاملاً، ولكني أسعى لعلّي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع” (فيل 3: 12). “الخلاص” يعني “الكمال”. لكن بولس لا يجرؤ على القول أنه وصل إلى الكمال، فهل هو مخلَّص على الطريقة البروتستانتية؟! بالطبع لا. بل هو مخلَّص على الطريقة المسيحية: لقد نال عربون الخلاص وهو يجاهد الآن حتى يصل إلى ملء الخلاص الذي يناله في اليوم الأخير عندما يرى الله وجهاً لوجه. هذا ما يكرّره سابقاً ولاحقاً كما نرى:

“أيها الأخوة، لستُ أحسبُ نفسي أني أدركتُ، ولكني أفعل شيئاً واحداً: إذ أنا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام” (فيل 3: 13).

“فلا ننم إذاً كالباقين بل لنسهر ونصح” (1 تسا 5: 6).

“لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطيئة” (عبر 12: 4).

الضمانة الأبدية هي تعليم بروتستانتي مهم في “الخلاص” كما رأينا. فالمخلَّص لا يسقط لأن المسيح يُقيمه إن سقط ويخلَّصه. يردّد البروتستانت: “المسيح أمين ولا يترك أحباءه ولو سقطوا”. السؤال هنا: ماذا لو سقطوا هؤلاء الأحباء ولم يتوبوا؟ ماذا لو رفض هؤلاء “الأحباء” المسيح حتى بعد قبولهم له؟ هذا ما تجيب عليه المجموعة الثالثة من الآيات:

ثالثاً – آيات تدل على أن “المخلَّصين” عرضة لتجارب والسقوط والهلاك:
قصة حنانيا وسفيرة (أع 5: 1-11) مثالٌ بليغ لنا: فحنانيا وسفيرة آمنا بالرب يسوع وصارا من “المخلَّصين”. لكنهما كذبا على الروح القدس ولم يتوبا، فنالا قصاصاً إليهاً عادلاً بالطبع. لو كان حنانيا وسفيرة من البروتستانت المخلَّصين لكانا قد ضمنا الأبدية مهما حصل! لا نخدع أنفسنا أيها الأحباء.

“إن كان أحدٌ مدعوٌ أخاً زانياً أو طمّاعاً…” (1 كور 5: 11). بولس يقول إنه من المحتمل لأحد الأخوة “المخلَّصين” أن يكون زانياً أو طماعاً. إن كانت الشهوة ما تزال حية في المخلَّص، وهذا واقع، فكيف يكون “مخلَّصاً ومِن ماذا مخلَّصاً؟” من الواضح إذاً أن المسيحي لا يصل إلى مرحلة الخلاص بالكامل إلا في يوم القيامة العامة.
“إذاً أيٌ مَن أكل هذا الخبز وشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه” (1 كور 11: 27). الذين يتناولون هم بالطبع من “المخلَّصين” فكيف يكون المخلَّصون مجرمين في جسد الرب ودمه؟!

“إني أتعجّب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر” (غلا 1: 6). “أبعد ما ابتدأتك بالروح تكمّلون الآن بالجسد؟!” (غلا 3: 3. أيضاً راجع 4: 9). ألم يكن أهل غلاطية “مخلَّصين” عندما قبلوا الإيمان؟ فكيف تخلَّوا عن بشارة الإنجيل؟

“لأن كثيرين يسيرون مّمن كنتُ أذكرهم لكم مراراً والآن أذكرهم أيضاً باكياً وهم أعداء صليب المسيح، الذين نهايتهم الهلاك” (فيل 3: 18-19). هل يصير “المخلَّصون” أعداء صليب المسيح ونهايتهم الهلاك؟! بولس يقول هذا ما حدث فعلاً. إذاً: لا توجد ضمانة من أن “المخلَّص” قد ضمن الملكوت لأنه قد يسقط في أي لحظة ويتخلّى عن المسيح. هذا ما تقصده الآية التالية:

“ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتدّ قومٌ عن الإيمان” (1تيمو 4: 1).

“… ملاحظين لئلا يخيب أحدٌ من نعمة الله” (عبر 12: 15). نعمة الله لا تتخلى عنك؛ بالحري أنتَ مَن يتخلّى عنها.

“تمسّك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك” (رؤ 3: 13) هذا ما قبل لملاك (راعي) كنيسة فيلادلفيا. هذا الإكليل هو مؤقت وليس أبدي. الإكليل الأبدي نناله عند الدينونة العامة. عندئذ لن يؤخذ منا. أما الإكليل المؤقت فهو زمني قد نخسره إن كنا لا نستحقه.

أين إذن المدعون بأنهم صاروا “مخلَّصين” وأنهم إذا ماتوا الآن يطيرون إلى ملكوت السماوات؟ كيف يحكم البروتستانت “المخلَّصون” على أنفسهم بأنهم صاروا حقاً “مخلَّصين” قبل أن يحكم الرب الديّان عليهم؟! هل هذا ما يعلّ/ه الكتاب المقدس؟ انظر إلى المجموعة الرابعة من الآيات:

رابعاً – الدينونة في اليوم الأخير هي التي ستقرّر مَن سيخلُص:
“فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيدينه. لأنه بنارٍ يُستعلن وستمتحن النار عملَ كل واحد ما هو…” (1 كور 3: 13).

“إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله” (1كور 4: 5).

“ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره” (غلا 6: 4).

“لأنه لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً” (2 كور 5: 10). الخلاص والدينونة مرهونان بحكم المسيح في اليوم الأخير

“وأما مَن افتخر فليفتخر بالرب. لأنه ليس مَن مدح نفسه هو المزكَّى، بل مَن يمدحه الرب” (2 كور 10: 17-18). ليس مَن يقول “أنا مخلَّص” هو المخلَّص بل مَن يعلنه الرب مخلَّصاً. من الواضح أن بولس لم يكن بروتستانتياً لأنه لم يفهم الخلاص على الطريقة البروتستانتية!

“ليُحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه إن ثبتم على الإيمان متأسّسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل” (كول 1: 23).

“صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضاً معه. إن كنا نصير فسنملك أيضاً معه. إن كنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا” (2 تيمو 2: 11-12). لاحظ شيئاً هاماً هنا: “إن كنا ننكره فهو أيضاً سينكرنا”. الرب سينكر من ينكره لأنه أمين. لهذا في أدب آباء البرية، معلّمي المسكونة، نجد أن أكبر النساك أكثرهم وعياً لخطاياه وخشية من يوم المسيح المرهوب، لا لأن المسيح غير أمين. بل على العكس: لأن أمانة المسيح هي التي ستحكم في هذا الشخص وهي التي ستقرر فيما إذا كان قبل قبل المسيح بأمانة وإخلاص من قلبه ونفسه وعقله.

“لكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص” (متى 24: 13). آمين!

لعمري، هل لدى البروتستانت “المخلَّصين” خطٌ هاتفي أحمر مع المجد الإلهي يستطيعون به معرفة المخلَّصين حتى قبل يوم الدينونة العامة؟!

So: Protestants cannot mislead the Orthodox or Catholics about the issue that the Protestant has attained salvation and is guaranteed the kingdom, and that by accepting Jesus to whom glory is due, he has become one of the greatest saints, while he does not know the alphabet of Christian spiritual life.

إذاً: بقبول المسيح مخلصاً شخصياً وبالولادة الجديدة الروحية بالمعمودية وبنيل الروح القدس له المجد بمسحة الزيت المقدس، وبمناولة جسد الرب ودمه والاتحاد به ينال الإنسان خلاصاً من حالته الساقطة، حالة الخطيئة التي كان يعيش فيها قبل أن يصير مسيحياً. “الخلاص” الحادث في المسيحي هو باختصار كل معاني المعمودية ومفاعيلها. لكنه عندما يولد المسيحي من جديد يولد طفلاً جديداً صغيراً عليه أن ينمو في المسيح إلى أن يصل إلى قياس ملء قامة المسيح. عندئذ: إن بقي المسيحي أميناً للمسيح ولم ينكره يحصل في اليوم الأخير وفي الدينونة العامة على ملء الخلاص: التأله و”مشاركة لله طبيعته الإلهية” بتعبير الرسول بطرس. إذاً: خلاص المسيحي أمرٌ ديناميكي متحرك متطوّر؛ هو حدثية مستمرة لا تكتمل إلا بعد الموت عندما يميّ. الرب الجداء من الخراف. لنقرأ المجموعة الخامسة من الآيات.

خامساً – آيات تدل على أن الخلاص لا يكتمل قبل الموت/الخلاص حدثية مستمر:
“الروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله. فإن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح. إن كنا نتألّم معه لكي نتمجّد معه” (رو 8: 16-17): لم نتمجّد معه بعد. حتى لو دعانا بولس “ورثة”، إلا أننا لم ننل هذه الورثة بعدـ بل نلنا “عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده” (أفسس 1: 14).

“لأن الخليقة نفسها أيضاً ستُعتَق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله. فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخّض معاً إلى الآن. وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبنّي فداء أجسادنا” (رو 8: 21-22): لاحظوا هنا هذه الفكرة المهمة جداً: الخليقة مازالت تئن وتتمخض حتى الآن. الخليقة لم تُعتق بعد من الفساد إلى حرية مجد أولاد الله. نحن لم ننل التبني بعد، بل نلنا عربون التبني. إذاً: كيف بعد هذا كله نستطيع القول أننا خلصنا بالمعنى الغربي؟ إننا بهذا القول نخدع أنفسنا: نحن نلنا عربون الخلاص وعربون التبني وعربون الملكوت السماوي. لن نصل إليهم إلا في اليوم الأخير بعد أن نُثبت أننا بقينا أمناء ليسوع. عندئذ تنعتق الخليقة من الفساد وينال المؤمنون التبني فيصيرون أولاد الله في الملكوت، كالملائكة لا يعودون يخطئون بعد. عندئذ يستطيعون القول أنهم مخلَّصين.

So: If we have not yet received the fullness of salvation, but rather we have received its pledge, then it must be said that we are saved through hope. The great Prophet says:

“لأننا بالرجاء خلصنا. ولكن الرجاء منظور ليس رجاء. لأن ما ينظره أحدٌ كيف يرجوه أيضاً. ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر” (رو 8: 24-25). خلاصنا غير منظور بعد بل نتوقّعه بالصبر: “طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكّى ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه” (يعقوب 1: 12). لاحظ أنه قال “للذين يحبونه” أي يحبون الرب وليس “للذين يحبهم الرب”، لأن الرب يحب جميع الناس، الصالحين والأشرار. إذاً بناء على محبتنا للرب وثباتنا في هذه المحبة يقرر الرب خلاصنا.

قبل متابعة الآيات لا بد من الوقوف هنا عند ما قاله بولس: “لأننا بالرجاء خلصنا”. ثم قال: “ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقّعه بالصبر”. إن كنا لم نحصل على الخلاص بل نتوقعه بالصبر فكيف يقول بولس “إننا بالرجاء خلصنا” بدلاً من القول: “إننا بالرجاء سنخلص”؟ كيف يستعمل بولس صيغة الماضي لحدث لن يتم إلا في المستقبل؟

الجواب بسيط: بولس يؤكد أننا حتى ولو لم ننل ملء الخلاص بعد، فإننا نتذوّقه ونعيش شيئاً منه الآن. نحن لم نصل إلى الملكوت بعد، ولكننا نعرف أن الكثير من القديسين قد تذوّقوا هذا الملكوت قبل رحيلهم عن العالم. لهذا بولس يستعمل صيغة الماضي لحدث سيتم في المستقبل كما لو كان هذا الحدث قد تم سلفاً. هذا يذكرنا بقول بولس نفسه: “وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع” (أفسس 2: 6). من الواضح أن بولس لا يقصد أننا قمنا مع المسيح وجلسنا معه في السماويات (لأننا مازلنا على الأرض ننتظر يوم موتنا)، لكنه يقصد أننا نلنا عربون القيامة وعربون الجلوس مع المسيح في السماويات، لأننا نلنا بالروح القدس الساكن فينا “عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده” (أفسس 1: 14). رغم ذلك، بولس يحذّرنا من أن الله لا يجبرنا على خلاصنا إن كنا نرفضه. لهذا قال:

“ليُحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه، إن ثبتم على الإيمان متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل” (كول 1: 22-23).

“هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعةٌ لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنّا… فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور” (رو 13: 11-12). لاحظوا هنا هذا: لو قرأنا بولس القائل: “إن اعترفتَ بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رو 10: 9) بدون قراءة أي شيء آخر لاستنتجنا أننا ننال الخلاص بمجرد الإيمان بالمسيح. لكن ليس هذا ما يقصده بولس ولو كره الكارهون. لأنه بولس نفسه هو القائل أعلاه: فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنّا.. هذا يعني أننا لم ننل الخلاص بعد. بولس يستعمل كلمة “الخلاص” بأكثر من معنى: إنها تعني الخلاص من حالة الخطيئة والظلمة التي كنا نعيش فيها قبل معرفة المسيح، وتعني عربون الخلاص الذي نناله الآن بناء على إيماننا بيسوع المسيح، وتعني الخلاص الذي سننال ملئه في اليوم الأخير إن بقينا أمناء للمسيح. كلما اقترب موتنا، يقول بولس، كلما اقترب خلصنا. المعنى واضح.

“ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم الموت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: اُبتلع الموت إلى غلبة” (1 كور 15: 54).

“وكما لبسنا صورة الترابي سنلبس أيضاً صورة السماوي” (1 كور 15: 49). ما المقصود هنا؟ يقول بولس: كما لبسنا صورة آدم (الأول) الترابي هكذا سنلبس صورة آدم (الثاني) السماوي أي يسوع. أي أننا بعد عدم الفساد لكن: “عند البوق الأخير فإنه سيبوَّق فيُقام الأموات وعديمي فساد ونحن نتغيّر، لأن هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم الموت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: اُبتلع الموت إلى غلبة…إلخ” (1كور 15: 52-58). إذاً: لم نلبس بعد عدم فساد وعدم موت ولم نلبس بعد صورة آدم السماوي (يسوع المسيح) ولم تتحقق الكلمة المكتوبة أو (الوعد) بعد. هذا كله سيحدث في اليوم الأخير. عندما تُبطل كل رئاسة وكل سلطان وكل قوة ويصير جميع الأعداء تحت قدميه، وآخر عدو يبطل هو الموت، عندئذ يخضع الكل له فيكون الله الكل في الكل، عندئذ فقط ننال الخلاص من الفساد، من الخطيئة ومن الموت؛ حينئذ فقط نستطيع القول أننا لن نخطئ بعد، ولن نفسد ولن نموت، فنصير مثل الملائكة في السماوات.
“يا أولادي الذي أتمخّض بكم أيضاً إلى أن يتصوَّر المسيح فيكم” (غلا 4: 19). إن كان المسيح لم يتصوَّر بعد في أهل غلاطية “المخلَّصين” فكيف كانوا “مخلَّصين” بالمفهوم البروتستانتي؟!

“… إلى أن ننتهي جميعاً إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى قياس قامة ملء المسيح.. بل صادقين في المحبة، ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس، المسيح” (أف 4 : 13-15). المسيحي مدعوٌ للنمو في الإيمان والمعرفة حتى الوصول إلى قياس قامة ملء المسيح.

“حتى تميّزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلَّصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح” (فيل 1: 10). إذا لم نميّز الأمور المتخالفة التي تبعناها لن نكون مخلَّصين يوم المسيح. من الواضح أن الخلاص غير مضمون ويعتمد على الإرادة البشرية لا الإلهية.

“تمّموا خلاصكم بخوف ورعدة، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعلموا من أجل المسرّة” (فيل 2: 12). يصرخ الرسول: “تمّموا خلاصكم بخوف ورعدة”. خلاصكم غير كامل بعد. تمّموه بخوف ورعدة. لا تدمدموا قائلين: نحن مخلَّصون! بئس هذا الفكر الباطل. بدلاً من أن نتمّم خلاصنا بخوف ورعدة ومحبة وتواضع، نشمخ برؤوسنا قائلين: “نحن مخلَّصون”؟! من الواضح أن بولس لم يكن بروتستانتياً وإلا لما قال ما قاله.

Is a person justified by faith or by works?
The answer depends on what is meant by faith and works. Because a person is justified by faith and works without there being a contradiction between the two statements. how?

في معظم مناقشات الإيمان والأعمال في رسائل بولس كان الحديث لا عن أعمال الإيمان المسيحي بل عن أعمال الناموس اليهودي كما ذكرنا. لهذا قال بولس: “وبه (بالإنجيل) أيضاً تخلصون” (1 كور 15: 2) و”بالنعمة أنتم مخلَّصون” (أف 2: 5) و”إن اعترفتَ بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رو 10: 9) و”إذ نعلم أن الإنسان لا يتبرّر بأعمال الناموس بل بإيمان يسوع المسيح” (غلا 2: 16) و”لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحدٌ” (أف 2: 8-9). لو قرأنا هذه الآيات على حدة لاستنتجنا أن الإنسان لا يمكنه أن يتبرّر بأعمال الناموس اليهودي بل بالإيمان بيسوع المسيح له المجد. لكن هذه الآيات لا تعني أن التبرير بالإيمان يلغي دور الأعمال المسيحية. لأنه إن كان التبرير هو بالإيمان عند بولس فلا يعني هذا أن بولس يلغي دور الأعمال في حياة المسيحي ولا يضع بولس في موقف متعاكس مع يعقوب كما افترض خطأً لوثر وسواه. ماذا قال بولس عن الأعمال وعن الخلاص بالأعمال؟
“فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً” (غلا 6: 7).

“تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدة” (فيل 2: 12)

“جاهد جهاد الإيمان الحسن وامسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت” (1 تيمو 6: 12)

“إن كان أحدٌ يجاهد لا يُكلَّل إن لم يجاهد قانونياً” (2تيمو 2: 5)

“فعمل كل واحد سيصير ظاهراً لأن اليوم سيدينه. لأنه بنارٍ يُستعلن وستمتحن النار عمل كل واحد ما هو…” (1كور 3: 13)

“إذاً لا تحكموا في شيء قبل فوات الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب، وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله” (1 كور 4: 5)

“ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره” (غلا 6: 4)

“لأنه لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً” (2 كور 5: 10)

إذاً: سيُدان الإنسان بناء على أعماله في اليوم الأخير. هذه الإعمال ستعكس إيمانه بالمسيح. من هنا نجد أن الخلاص هو بالإيمان وبالأعمال معاً. هذا ما سبق للرب له المجد أن قاله: “… وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله” (متى 16: 27). هذا المشهد قدّمه الرب في حديثه عن اليوم الأخير: “… لأني جعتُ فأطعمتموني،….” (متى 25: 14-31). بالطبع الأعمال بدون إيمان كحساب البنك بدون رصيد: ورق في ورق ولا تنفع شيئاً. لهذا لم يأتِ الرسول يعقوب بجديد عندما قال: “هكذا الإيمان أيضاً إنْ لم يكن له أعمالٌ ميتٌ في ذاته…” (يعقوب 2: 17) و”بالأعمال يتبرّر الإنسان لا بالإيمان وحده” (يعقوب 2: 24).

Salvation is a great mystery. The characteristic of a true Christian is humility, the humility of the tax collector who considered himself unworthy to look at heaven and came out justified. And praise be to God always.

نقلاً عن:
كتاب: سألتني فأجبتك
Written by: Dr. Adnan Trabelsi


Study notes:

[1] هذا العنوان (الخلاص بين المفهوم الأبائي الأرثوذكسي والبدع المتأثرة بـ “انسلم، لوثر وكالفن”) من وضع الشبكة

[2] Father Lyonnet made a study of the texts of the Greek-speaking Fathers of the Church in their commentary on Romans 5:12. The result is orthodox. The Latin Vulgate translation of Romans 5:12 is wrong. You misled the West. The French translation BJ and its Arabic translation (Dar Al-Mashreq) corrected the error.

[3] راجع د. عدنان طرابلسي “وسقط آدم”.

[4] الترجمة اليسوعية القديمة: “اجتاز الموت إلى جميع الناس بالذي جميعهم خطئوا فيه” هذا يعني أننا نحمل عبء خطيئة آدم الشخصية. الترجمة اليسوعية الجديدة (دار المشرق) صحيحة: “سرى الموت إلى جميع الناس لأنهم جميعاً خطئوا”. ترجمة الكسليك المارونية: “بما أن الجميع…” ال Du Fait Que” B.J”: وهكذا تراجعوا عن ضلال Vulgate (اسبيرو جبو).

[5] هل كان التجسد سيقع ولو لم يسقط آدم؟ في “التجليات في دستور الإيمان”، ناقشت الموضوع بصورة أدق منها في سر التدبير. الآباء الكبار يقولون أن التجسد حدث لإنقاذنا. سيمرّ معنا تأييد ذلك (اسبيرو جبور).

[6] نظرياً -كما قلت في سر التدبير خلافاً للوسكي- كان يجب أن تكون طبيعة يسوع المسيح البشرية غير قابلة للألم والموت. لكن هو اختار أنّ لا تكون كذلك. أخذ طبيعة قابلة للألم والموت والفساد (ما عدا البلى في القبر، سر التدبير 153). لوسكي مولع بافتراض المخالفات: قضاء بين عدم قابلية ناسوت يسوع للنساء وقابليته الطوعية له فنقضه Larchet في “التأليه بحسب مكسيموس، ص 512” (اسبيرو جبور).

[7] في قاموس الروحانية المسيحية الفرنسي وسواها تراجع المؤلفون وطرقوا مطولاً موضوع التأله لدى الآباء. وحديثاً أصدرت النشرة الكاثوليكية Le Cerf كتاب صديقي Larchet الضخم: “تأليه الإنسان بحسب مكسيموس المعترف” (اسبيرو جبور).

[8] على الانترنت توجد مواقع يصير فيها أكبر الخطأة قديسين “مبرّرين” خلال ثلاث دقائق!

[9] The gross deficiency in the West is the neglect of the role of the Holy Spirit. He stood at the cross and the blood of Christ. There is glorious Pentecost. The Holy Spirit brought Christ back to us on the day of Pentecost so that he might live in us and we live in him in the Holy Spirit himself. Salvation is not a fixed process, but rather a moving process in the Holy Spirit who manifests in us until we reach the full stature of Christ. Paul commanded us to be filled with the Holy Spirit. The issue is not a philosophical and legal analysis, but rather a spiritual life in the Holy Spirit (Espiro Djabour).

[10] للدمشقي قول لطيف اختصره بالاماس: يسوع تجسّد وصُلب ومات وقام… فقام برحلة خاصة به. ولكن في الأسرار عاد إلينا. البروتستانتية ألغت الأسرار والكثلكة تلاعبت بها، فخرجت عن بعد مقدماتها التقليدية. هذه العودة في الأسرار بفعل الروح القدس هي لب اللاهوت الأرثوذكسي. في الأسرار صرت يسوع وصار  يسوع إياي. غريغوريوس اللاهوتي يعتبر كل تفاصيل حياة يسوع خاصة بشخصه كأن يسوع هو غريغوريوس، يمزج نفسه بكل حياة المسيح كأنها حياته الشخصية. هذه هي الأرثوذكسية: الحياة في المسيح (اسيبرو جبور).

[11] هذا رأي الذهبي الفم والسلمي وكثيرين سواهما. الكثلكة والبروتستانتية بحاجة إلى غسل في معمل القديس أفرام والمقالة الخامسة من كتاب “السلم إلى الله” لتخلصا من الفلسفة والعقلانية. والبروتستانتية بحاجة إلى الخلاص من هوس التفسير الذي مزّقها إرباً للتركيز على فهم أرثوذكسي للكنيسة كجسد المسيح في التاريخ، الواحد غير المجزأ إلى أفراد. فكل بروتستانتي كنيسة فردية. وهي بحاجة إلى صلوات القديس أفرام والتريودي الأرثوذكسي، وإلا سيزداد تنسخها (اسبيرو جبور).

[12] Not all Protestant groups believe this. Methodists, Free Will Baptists, and Campbellites do not believe in eternal security.

[13] في كتاب معمداني اسمه: “Witnessing to People of Eastern Orthodox Background” لمؤلفه Matt Spann، يحاول المؤلِّف استعراض الفروق بين الأرثوذكس والبروتستانت بغية تسهيل تبشير الأرثوذكس في البلاد الأرثوذكسية. تحت فقرة آدم قبل السقوط، يقول إن البروتستانت يؤمنون بأن آدم كان كاملاً وعلى شركة كاملة مع الله. لم ينتبه المؤلف إلى أن آدم بالمفهوم البروتستانتي قد سقط لأنه رفض الله، رغم أن آدم كان كاملاً برأيه. واليوم البروتستانتي، وهو غير كامل مثل آدم، لا يمكنه أن يسقط أو يرفض الله، رغم أنه لا يملك شركة كاملة مع الله مثل آدم قبل السقوط (بالمفهوم البروتستانتي). هذه التناقضات في اللاهوت البروتستانتي ليست غريبة ولكنها مؤسفة وتستحق الرثاء.

[14] Baptists in America support the aggressor Israel. The Protestants of Germany, Britain, and America washed the world with blood and were the prominent inventors of war. Are these actions punishable crimes in the afterlife? Let them be moderate. Contemporary history against their wars, colonization, and oppression of peoples (Espiro Jabour).

[15] The incarnation raised our nature above the angels (The Secret of Divine Management, pp. 64 and 66). Orthodoxy believes in uncreated divine grace and deification. This is based on the Fourth Ecumenical Council of Chalcedon and the Fifth and Sixth Ecumenical Councils: human nature exists in the hypostasis of the Son (Espiro Gebor).

[16] في الأرثوذكسية: عَمّدنا الروح القدس فولدنا في المسيح وسكن فينا وأخذناه في الميرون وتناولنا القربان المقدس وصرنا أعضاء في الكنيسة “القدوسة الجامعة”. بولس قال: قد اغتسلتم، قد تقدّستم، قد تبرّرتم (كورنثوس الأولى 2: 9).

[17] The biggest Protestant mistake is replacing the Body of Christ (i.e., the Church) with the Bible. Their historical existence was based on being cut off from the body of the Catholic Church to establish a separate group from every previous history. The Church is apostolic, based on the Apostles (Revelation 21:22 and Ephesians) since the Day of Pentecost. Man belongs to it by legal baptism. What is their relationship to the Day of Pentecost? Did the Holy Spirit leave the church from Pentecost until Luther in 1518? Did a new Pentecost occur in 1518? No, so Protestantism is a branch that grew outside the Church (Espiro Djabour).

Exit mobile version