” هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم ” (رو11:13).
1 بعدما أوصى بكل ما ينبغي فعله، يحثهم مرة أخرى أن يتمموا الأمور الصالحة على وجه السرعة. لأن وقت الدينونة هو قريب جداً، تماماً كما كتب إلى أهل كورنثوس، قائلاً: ” الوقت منذ الآن مُقصر “ [1]. وأيضاً كتب إلى العبرانيين ” لأنه بعد قليل جداً سيأتي الآتي ولا يُبطئ “ [2]. لكنه في هاتين الرسالتين قال هذا لكي يُشدد الذين تعبوا، ولكي يُعزيهم لأجل المتاعب، والتجارب المتوالية، بينما هنا (أي في رومية)، قال هذا لكي يوقظ أولئك الذين ناموا (أي المتغافلين). كذلك فإن هذا الكلام نافع للاثنين أيضاً. لكن ما معنى قوله: ” أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم “؟ يعني أن القيامة قريبة، أن الدينونة الرهيبة قريبة، أن اليوم الذي يحرق مثل كمين النار هو قريب، ويجب بالأكثر أن نتخلص من اللامبالاة. لأن ” خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا “.
Do you see how He now introduces the subject of resurrection to these people? Because while time passes, the time of this present life is spent, and the time of eternal life is coming very soon. So if you are ready and do all that He has commanded, today becomes a day of salvation for you, but if the opposite happens, today will no longer be a day of salvation.
لكنه لم يعظ في البداية عن الأمور المحزنة، بل عن النافعة، لكي يُخلّصهم بذلك من شهوة الأشياء الحاضرة. لكنه تحدث عن ما هو محزن بعد ذلك، لأنه كان من الطبيعي أن يُظهروا استعداد أكثر في البداية، طالما كانت رغبتهم شديدة. إلاّ أن الرغبة تتلاشي تماماً مع مرور الزمن، وهنا يبدأ يوصيهم بأنهم لا يجب أن يفعلوا العكس، فلا يتراخوا كلما عبر الزمن، بل بالأكثر يكثفوا من محاولاتهم. لأنه كلما أقترب موعد الملك، كلما زاد الاستعداد وكلما أقترب موعد المكافئة، بقدر ما ينبغي بالأكثر أن نُزيد استعدادنا للجهاد. لأن هذا ما يفعله العدائون، حين يصلون بالقرب من نهاية الطريق واستلام الجائزة، فهم يشددون بالأكثر من بذل جهد قوي ولهذا قال ” خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا “.
2 ” قد تناهى الليل وتقارب النهار ” (رو12:13).
إذاً إن كان الليل ينتهي، فالنهار يقترب. فلنصنع بالأولى تلك الأعمال (أي أعمال النور)، وليست هذه الأعمال (أي أعمال الظلمة). خاصةً وأن هذا هو ما يحدث في الأمور الحياتية. حين نرى أن الليل يركض نحو السحر، ونسمع شدو العصفور، فإن كل واحد يوقظ قريبه، وإن كان بالطبع مازال ليل. ونظراً لأن الليل يرحل بالفعل فنحن نتصرف في عجالة ونتمم كل شيء تلو الأخر فالنهار قد طلع عندئذٍ ونصنع كل ما يليق بالنهار، أي نرتدي ملابسنا، نفيق من الأحلام، ونودع النوم، لكي يجدنا اليوم مستعدين، حتى لا نبدأ وقت أن نستيقظ مباشرة بل ونشدد أنفسنا حين تشرق الشمس. إذاً ما نصنعه في حياتنا اليومية، فلنصنعه هنا أيضاً. فلنتجاوز الخيال، ولنتخلص من أحلام الحياة الحاضرة، ولنترك النوم العميق، ولنلبس الفضيلة بدلاً من الملابس. لكي يعلن عن كل هذا، قال ” فلنخلع أعمال الظلمة. ولنلبس أسلحة النور “. خاصةً وأن يومنا يدعو للإصطفاف والمعركة.
But let us not be afraid when we hear of a line-up and a battle. For to arm ourselves with material weapons is considered a heavy and undesirable thing, whereas here it is desirable and worthy of being sought, because the weapons are weapons of light. And for this reason they appear to you more splendid than the rays of the sun, because they radiate much light, and secure you, and make you shine exceedingly, because they are weapons of light. What then? Is there a need for us to fight? Yes, of course not, but let us exert ourselves, and tire ourselves out, because this is not a war of war, but joy and celebration. This is the nature of these weapons (weapons of light), and this is the strength of the leader. And just as the bridegroom who adorns himself and leaves the bridal chamber, so also he who is supported by these weapons (weapons of light) is adorned with them. Especially since both the soldier and the bridegroom adorn themselves with them in their march. But after saying that the day is approaching, he does not let it approach, but immediately presents it, for he says:
” لنسلك بلياقة كما في النهار ” (رو13:13).
إذاً الآن بلغ النهار. عن وأخذ يجذب هؤلاء طريق الأمور التي يُنصح بها الكثيرين، يجذب هؤلاء، أي اللياقة. لأن الكثيرين تحدثوا مع هؤلاء كثيراً عن المجد. ولم يقل “أن نسلك”، بل قال “لنسلك”، لكي يجعل النصح بلا ضجر، ولتخفف من التوبيخ.
” لا بالبطر والسكر”، لا أن يمنع المرء عن أن يشرب، بل يوصيه بألا يشرب بشكل مبالغ فيه، ولا يمنعه من أن يستمتع بالخمر، بل يمنعه أن يستمتع بفجور، تماماً مثل الكلام اللاحق أيضاً، إذ يُشير إليه بنفس المعيار قائلاً: ” لا بالمضاجع والعهر “. وبالطبع هو هنا لا يبطل الإتحاد الجسدي بالنساء، لكنه يرفض الزنا. ” لا بالخصام والحسد”. أي يحرم الأشياء القاتلة من الأهواء، والشهوة والغضب. ولهذا تحديداً لا يبطل هذه الأمور فقط، بل ويُبطل مصادرها أيضاً. لأنه لا يوجد شيء يُشعل الشهوة بهذا القدر الكبير، ويجعل الغضب أمراً لا مفر منه، سوى السكر والفجور. ولذلك بعدما قال أولاً “لا بالبطر والسكر”، أضاف لا بالمضاجع والعهر. لا بالخصام والحسد”. ولم يتوقف عن هذا الحد، بل بعدما نزع عنا الملابس المدنسة، اسمع كيف يزيّننا فيما بعد قائلاً: ” بل البسوا الرب يسوع المسيح “. لم يشر بعد إلى الأعمال، بل حثهم (عليها) إلى أقصى درجة. لأنه حين كلمهم عن الشر، أشار للأعمال، بينما حين تكلم عن الفضيلة، لم يشر بعد للأعمال بل للأسلحة، مظهراً أن الفضيلة تقود من يقتنيها إلى الأمان وإلى كل بهاء. ولا هنا أيضاً توقف، بل استمر بالحديث إلى ما هو أعظم، والذي هو أمر مُرعب جداً، يُقدم لنا الرب نفسه كملبس، الملك ذاته يقدمه كملبس. لأن ذاك الذي هو لابس الرب، يملك كل الفضيلة.
لكن عندما يقول “البسوا” يأمر أن نلبسه من كل جانب، تماماً كما يقول في موضع آخر ” إن كان المسيح فيكم “ [3] ، وأيضاً ” ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم “ [4] . كذلك يريد أن نكون أنفسنا مسكناً للمسيح، ونلبسه كملبس، لكي يكون لنا كل شيء من الداخل ومن الخارج. لأنه هو كما لنا، إذ هو ” ملء الذي يملأ الكل في الكل “ [5] . وهو طريق، وزوج، وعريس، لأنه يقول ” خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح “ [6] ، وهو الأصل أو الجذر، والماء وطعام الحياة ” أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ “ [7] ، وهو رسول، ورئيس كهنة، ومعلّم، وأب، وأخ، ووارث، وشريك في قبرنا وصليبنا ” فدفنا معه .. للموت .. صرنا متحدين معه بشبه موته “ [8] ، متوسل ” نسعى كسفراء عن المسيح “ [9] ، وشفيع عنا أمام الآب ” بالحرى يشفع فينا “ [10] ، وهو المسكن والساكن ” يثبت فيّ وأنا فيه “ [11] ، وهو مُحب ” أنتم أحبائي “ [12] He is the foundation and cornerstone, and we are his members, we are the field, the building, the branches, and we are co-workers with him.
And who does not want to become one of us, to bind us together and unite us in every way? Which is the mark of one who loves supremely. So submit, and when you wake up from sleep, put on Christ, and when you have put on Him, give your body to Him in obedience. For this is what He indicated when He said:
“ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات” (رو14:13).
فكما أنه لم يمنع شرب الخمر، بل منع السكر، ولم يمنع الزواج، بل منع الفجور، هكذا لم يحرم الاعتناء بالجسد، بل أنه قد حزر من إشباع شهوات الجسد، أي الشعور بالاحتياج المبالغ فيه. فمن حيث أنه يأمر بالاهتمام بالجسد، اسمع ماذا يقول لتيموثاوس ” استعمل خمراً قليلاً من أجل معدتك وأسقامك الكثيرة “ [13]. So here also, he recommends care for the body, but for the sake of health, not for the sake of debauchery. The presence of circumstances that favor the terrifying kindling of fire cannot be considered care or care. And in order that you may know well what it means, in any case, to care for the body in relation to the satisfaction of its passions, and to understand how to avoid wrong care, you must remember drunkards, and those who are slaves to their bellies, and those who boast of their clothes, and the licentious, and those who live a life of pleasure, a life full of enjoyments, and you will know the meaning of what has been said.
For those who do everything, do it not to become healthier, but to feel pleasure, to kindle lust. But you who put on Christ, when you break away from all this, to seek only one thing, how to have a healthy body. And to care for it only to this extent, and no more, but to devote all your desire to the acquisition of spiritual goodness or spiritual goods. So then you will be able to wake up from this sleep, without feeling burdened by these various lusts. Likewise, the present life is a sleep, and everything that happens in this life is no different from what happens in dreams. And just as those who sleep, and rave, and many times do not see anything right, so also we, and perhaps much worse. He who commits heinous deeds in a dream is not punished for them when he falls, but gets rid of them. As for what actually happens, his punishment does not end, and so is the shame that follows these deeds. Also, everyone who has become rich in a dream, when the day breaks, is rebuked, because they became rich by chance, while here before the day breaks, they receive more than rebuke, and before we move there, these dreams have been dispelled.
3 إذاً فلنتخلص من هذا النوم الخبيث. لأنه إن كان يومنا قد كرّس للنوم، فسيتبعه موت أبدي. بل أننا قبل ذلك اليوم، سنكون ضعفاء أمام كل الأعداء، الذين يأتون من هنا (من النوم أو الكسل) وأمام الناس، وأمام الشياطين، وإن أرادوا أن يهلكونا، فلن يوجد يمنعهم من ذلك. لأنه إن كان الساهرون (أي اليقظون) هم كثيرين فإن الخطر لن يكون كبيراً بهذا القدر، لأن واحد، وربما اثنين، أشعل سراجاً وظل ساهراً، بينما ينام الآخرون، تماماً مثلما يحدث في منتصف الليل، ولذلك يُفرض علينا الكثير من اليقظة والكثير من الأمان، حتى لا نُصاب بشرور لا تُصحح. ألا يبدو لنا الآن كيف أن النهار مشرق؟ ألا نعتقد جميعنا، أننا استيقظنا وأننا هادؤن؟ لكننا جميعاً (ربما تسخرون من الكلام، لكنني سأقوله)، نشبه أولئك الذين يغطون في نوم عميق ويشخرون. وإن كانت هناك إمكانية أن نرى كائناً جوهراً غير جسداني، فيكون معنى ذلك أن الأكثرية تغط في نوم عميق، بينما الشيطان يثقب الأسوار ويفترس كل النائمين، وسلب كل ما يوجد في الداخل، صانعاً كل هذا بكل اطمئنان كمن يعمل في ظلام دامس. أو من الأفضل أن نقول، أن الشيطان يعرف أنه يستحيل على أحد أن يراه، إلا أننا نراه عن طريق الكلام الرديء ولنفكر في كم هم الذين يحاربون بالرغبات الشريرة، والذين سيطر عليهم المخدر المخيف الناتج عن الفجور، وكم عدد الذين يطفئون نور الروح تماماً. ولهذا إذاً يرون، أن الإنسان عندما يكون مستغرقاً في حلم يري ويسمع ولكن ليس بطريقة واقعية، ولذلك فهو لا يصغي إذا ما تكلم أحد مستيقظ.
لكن إن كنت أنا أكذب عندما أتحدث عن هذه الأمور، وإذ كنت أنت يقظاً، أخبرني، ماذا حدث اليوم هنا، إن لم قد حدث كما لو كان في حلم؟ وأنا أعرف بالطبع أن البعض سيقولوا لماذا لم أتحدث عن هذه الموضوعات في مواجهة الجميع. لكن أنت يا من أنت مُذنب فيما يختص بالأمور السالفة، والذي دخلت هنا بلا فائدة، تكلم، أي نبي، وأي رسول حدّثنا اليوم، وعن أي الأشياء تحدث. أنت لا تستطع أن تقول، لأنك تكلمت عن أمور كثيرة هنا، كما في حلم، دون أن تستمع للأمور الحقيقية. لكن لنتكلم عن هذه الأمور بالنسبة للنساء، خاصةً وأن النوم عندهن كثير، وليته وهو نوم لأن من ينام لا يتكلم بالشر، ولا بالصلاح، بينما اليقظ مثلكم يتكلم كثيراً عن شره، يعد الفوائد، ويحسب الأرباح ويعد لحسابات القروض يحمل في ذاكرته خمراً (سكراً) فاسداً، يزرع شوكاً كثيفاً في نفسه، لا يترك البذرة قليلاً حتى تثمر عليك أن تستيقظ تماماً، وانزع هذا الشوك من الجذور، وتحرر من السكر، لأن من هنا يأتي النوم. لكنني لا أقصد بالسكر، سكر الخمر فقط، بل الاهتمامات الحياتية أيضاً، ومع سكر هذه الاهتمامات، يأتي السكر من الخمر أيضاً.
وأنا لا أنصح الأغنياء فقط بهذه الأمور، بل والفقراء أيضاً، وبخاصةً أولئك الذين يصنعون موائد الأغابي. لأن هذا لا يُمثل متعة، ولا تجلب راحة، بل جزاءاً وعقوبة. لأن المتعة ليست أن نتكلم كلاماً وقاحاً، بل أن نتكلم بوقار، أن نشبع، لا أن نتشاحن. أما إن اعتقدت أن في هذا لذة، فاظهر لي في المساء هذه اللذة. أنك لا تستطيع أن تظهرها. وأنا لم أتكلم بعد عن الأضرار التي تأتي من هنا (أي من السكر)، بل أكلمك أولاً عن اللذة التي تذبل على الفور. لأنه في لحظة واحدة تنفض المائدة ويختفي الفرح. لكن عندما أشير إلى القيء، وأوجاع الرأس، والأمراض التي لا تُعد، وأسر النفس، ماذا ستقول في كل هذه الأمور؟ فهل لأننا فقراء، يجب أن نسلك بلا وقار؟ أنني أتكلم عن هذه الأمور، لا لكي أمنعكم أن تعدوا موائد مشتركة، ولا لكي أمنعكم عن أن تقيموا طعام مشترك، بل لكي أمنعكم أن تسلكوا بلا وقار، ولأنني أريد للمتعة أن تكون متعة حقيقية، وألا تكون جزاء وعقاباً، وسكراً، وتسلية. ولعلم الأمم، أن المسيحيين يعرفوا على أية حال كيف يستمتعوا ويتمتعوا، وأن يتمتعوا بوقار. يقول المرنم “افرحوا في الرب بخوف” [14] How can we rejoice? We rejoice when we say hymns, and offer prayers, and let the psalms replace those foolish songs.
وهكذا فإن المسيح سيوجد بجوارنا على المائدة، وسيمتلئ بالبركة الطعام والشراب، عندما تصلي، وعندما ترنم روحياً، وعندما تدعو فقراء إلى الشركة في الطعام المقدم، وعندما تفرض طاعة كبيرة ووقاراً على المائدة. هكذا أيضاً ستصنع الكنيسة الطعام والشراب، ويسبح الجميع الرب، ويحل هذا التسبيح مكان الصياح والمديح غير اللائق. ولا تقل لي، إنه قد ساد ناموس آخر، بل عليك أن تصحح الأوضاع الشريرة التي تصاحب السلوكيات هكذا يقول: “فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شيء لمجد الله” [15] Especially since evil desires are generated from these tables and from them comes debauchery, and from here (i.e. from these tables) your women are despised, while harlots are honoured, from here comes the dissolution or disintegration of families, and countless evils come, and chaos reigns over everything, and after you have left the pure spring, you have run into the stream of mud. And since the body of the harlot is mud, I do not ask anyone about this matter, but I ask you, who wallow in the mud, if you are not ashamed of yourself, if you do not imagine how defiled you are after sin.
4 ولهذا أتوسل إليكم أن تتجنبوا الزنا، ومصدره الذي هو السكر. لماذا تغرس حيث لا يمكن أن تحصد، أو ربما حتى وإن حصدت بعد، فإن الثمر يحمل لك كثيراً من الخجل؟ لأنه، حتى وإن وُلد ولد من هذه العلاقة الآثمة، فإن هذا يخجلك، ويكون (الولد) قد ظُلم بسببك، طالما أنه يعتبر أبناً شرعي، ومن أصل سيء. حتى وإن كنت بعد تترك له أموالاً طائلة، فهو يصير محتقراً في البيت، ومحتقر في المدينة، ومحتقر في القضاء.
هذا هو المولود من زانية، هذا هو المولود من سفاح أو خداع، بل وأنت أيضاً تكون، مُحتقراً حين تعيش، وحين تموت. لأنه حتى وإن مت بعد، تظل ذكريات أعمالك المشينة باقية. لماذا إذًاً تُخجل كل شئ؟ لماذا تبذر، حيث تحاول الأرض أن تبيد الثمر؟ تبذر حيث الأجزاء المجدبة أو القاحلة كثيرة؟ حيث قبل الولادة يوجد قتل أو اغتيال؟ خاصةً وأن الزانية لا تتركها تبقى زانية فقط، بل تجعلها قاتلة أيضاً. أرأيت، كيف أن العهر يأتي من السكر، والزنا يأتي من العهر والقتل من الزنا؟ بل وربما شيء أسوأ من القتل، لأنني لا أستطيع أن أسمى هذا الأمر. لأنه لا يقتله بعدما يولد، بل ويمنعه أن يولد. إذاً لماذا تحتقر عطية الله، وتحارب نواميسه، وهذا الذي يُعد لعنة، تسعى أنت نحوه كبركة، ومستودع الولادة، تجعله مستودع قتل، والمرأة التي أُعطيت لك لولادة الأبناء، تعدها للقتل؟ كما أنك لا ترفض أن هذه المرأة مبهجة ومرغوباً فيها لدى العشاق، وتجمع أموال أكثر، فتجمع بسبب هذا ناراً حارقة فوق رأسك. لأنه على الرغم من أن الإباحية تُنسب لها، لكن السبب يرجع إليك.
من هنا تأتي عبادة الأوثان. لأن كثيرات، لكي يصرن جذابات يبتدعن تمتمات (صلوات)، وأحجبة، وطرقاً أو وسائل سحرية جنسية وأشياء أخرى لا تُعد. لكن بعد هذا القُبح الكبير وبعد حالات قتل كثيرة، وبعد عبادة أوثان، فقد بدى الأمر للكثيرين أنه لا يستحق الاهتمام، على الرغم من ان الكثيرين لديهم نساء. وهنا يظهر بالأكثر حجم الشرور لأنهم يلجأون إلى الشعوذة، ليس في بطن الزانية بل لدى المرأة المظلومة، وإلى آلاف المكائد، وستدعون الشياطين، ويتصلون بالموتى (عن طريق العرافة)، ويشنوا حروباً يومية، ومعارك وحشية، ونزاعات يومية. ولذلك فإن القديس بولس، بعدما قال ” لا بالمضاجع والعهر” أضاف ” لا بالخصام والحسد”، لأنه يعرف الحروب التي تأتي تنشب عن طريق هذه الأمور، وتفكك العائلات، والظلم الذي ينال من الأولاد المهذبين، والشرور التي لا حصر لها. ولكي نتجنب إذاً كل ذلك، فلنلبس المسيح، ولنكن دوماً معه. وألا نتركه أبداً، فإن معنى كلمة “لبس” هو أن يظهر المسيح من داخلنا من كل الجوانب من خلال قداستنا، من خلال صلاحنا. هكذا نقول لأصدقائنا أن فلاناً قد لبس فلاناً، قاصدين المحبة الكبيرة، والعشرة المستمرة. لأن من لبس، يبدو هو ذاك الذي لُبس.
إذاً ليظهر المسيح من داخلنا من كل جانب. وكيف سيظهر؟ إن فعلت ما يفعله. وماذا فعل هو؟ ” أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه “ [16] This is what you should imitate. He should have lived in enjoyment of food, so he ate barley bread. He needed to travel and could not find horses or beasts of burden, so he walked very long distances, so he was tired too. He needed to sleep, but he stretched out (slept) and made the bow of the ship a pillow for his head. He needed to make them sit down to eat, and he ordered them to sit on the grass. Even his clothes were cheap, and in many cases he remained alone, without bringing anyone with him, and since you know everything that happened on the cross, and the insults, and everything in general, then do all this, and you will have put on Christ, if you do not care about satisfying the lusts of the flesh. Because this matter carries no joy. Especially since these lusts also give birth to other painful things, and will never be satisfied. He who lives in lusts is always thirsty, like someone who remains thirsty, and even if there are countless wells of water near him, he will gain nothing from that, as long as he cannot quench his lust. So is he who always lives in lusts.
But if the body is trained to deprivation, it will never be afflicted with this fever (i.e., the fever of lusts), but drunkenness and prostitution will leave you. For you must eat as much as will stop hunger, and dress only as much as will cover you, and you must not adorn the body with clothes lest you destroy it. Especially since by doing so you make it weaker, and harm health, after having weakened it with so much folly. So that you may have a good carriage for the soul, so that the commander may sit safely at the wheel, and so that the soldier may use weapons easily, you must practice all of this as it should be. For what makes us not accept defeat is not that we have much, but that we need little. For he (i.e., he who has much), even if he has not yet been wronged, is afraid, while he (i.e., he who needs little), even if he has yet been wronged, will be in a better state than those who have not yet been wronged, and therefore will be found in greater joy. So we must not ask for this (i.e., much), that is, no one should harm us, and even if he wants to harm us, he will not be able to. This will never happen if we endure deprivation and do not desire more. Because, in this way, based on this behavior, we will be able to live a life full of enjoyment and will obtain the blessings of the coming age, through the grace and love of mankind of our Lord Jesus Christ, to whom be glory with the Father and the Holy Spirit forever and ever. Amen.
[1] 1 Corinthians 7:29.
[2] Hebrews 10:37.
[3] Romans 10:8.
[4] Eph 17:3.
[5] Eph 23:1.
[6] 2 Corinthians 2:11.
[7] Galatians 2:20.
[8] Romans 4:6-5.
[9] 2 Corinthians 5:20.
[10] Romans 8:34.
[11] John 6:56.
[12] John 14:15.
[13] 1 Timothy 5:23.
[14] Psalm 11:2 (Q).
[15] 1 Corinthians 10:31.
[16] Luke 9:58.