Site icon Orthodox Online Network

العظة السادسة والعشرون: الرسالة إلى رومية – الإصحاح الرابع عشر: 14-23

” إني عالم ومتيقن في الرب يسوع أن ليس شيء نجساً بذاته إلا من يحسب شيئاً نجساً فله هو نجس” رو14-14.

1- بعدما وبخّ أولاً ذاك الذي يُدين أخيه، وبعدما أبعده هكذا بالتأنيب، وقتها تكلّم عن العقيدة (الإيمان) أيضاً، وبهدوء بدأ يُعلم عن الأكثر ضعفاً في الإيمان، مُظهراً هنا أيضَا كثير من الوداعة. لأنه لم يقول، إنه سُيدان، ولا أي شيء من هذه الأمور، بل أن الخوف وحده هو الذي يحل الأمر، حتى يقتنع ذاك بصورة أكثر سهولة كلامهن ويقول: “إني عالم ومتيقن”. بعد ذلك لكي لا يقول أحد من غير المؤمنين، وماذا يهمنا نحن، إن كنت أنت متيقن؟ لأنه لستَ موضع ثقة لتحل محل الناموس عظيم بهذا القدر، ووصايا نافعة نزلت من السماء، أضاف: “في الرب يسوع” أي إنني تعلّمت هذه الأمور من السماء، وأخبرت بها من الرب يسوع. وبناء عليه فإن الحكم لا يتعلق بفكر إنساني. إذاً فلتقل ما هو يقينك وماذا تعرف؟ “أن ليس شيء نجساً بذاته”. أي إنه يقول، إنه لا يوجد شيء نجساً بطبيعته، لكنه يصير نجساً بواسطة إدارة ذاك الذي يفحصه. هكذا يصبح نجساً لذاك وحده، وليس لآخرين. لأنه يقول: “من يحسب شيئاً نجساً فله هو نجس”.

Why then do you not correct or correct the brother, so that he does not consider it unclean? And why do you not turn him away from such a habit, and such a thought, by all right you have, so that he does not make this thing unclean? Thus he says, I fear that I may make him sad. And so he added:

“فإن كان أخوك بسبب طعامك يُحَزن فلستَ تسلك بعد بمحبة” رو14-15.

أرأيت كيف إنه إنتزع أولاً قبوله، فظهر كيف إنه تحدث طويلاً لأجل ذاك (الأخ)، حتى لا يُحزنه، ولا أن يأمره من البداية أن يتجرأ على فعل الأمور الضرورية جداً، بل أن يجذبه بالأكثر بالغفران والمحبة؟ لأنه لا يستميله، ولا يُلزمه بعد نزع خوفه، بل يتركه سيد نفسه. وبالطبع ليس هو نفس الشيء أن يُبعده عن الطعام، وأن يحاصره بالحزن. أرأيت كم هو مهتم بالمحبة؟ لأنه يعرف أن المحبة تستطيع أن تُصحح كل شيء ومن أجل هذا هو هنا أيضاً يطلب من هؤلاء شيئاً أكبر. لأنه لا يقول فقط، لا ينبغي أن تبعدوهم إجبارياً، بل إن إحتاج الأمر أن تظهروا تسامحن ولا أن تترددوا في فعل هذا. ولهذا فقد أضاف قائلاً: “لا تهلك بطعامك ذاك الذي مات المسيح لأجله”.

Or do you not think your brother worthy of such a great thing, that you do not redeem him, even by abstaining from food? And of course Christ did not avoid becoming a slave, and died for him, but do you not despise food, in order to save him? And if Christ did not gain everyone in any case, yet he died for everyone, fulfilling all that pertained to him. While you know that because of food you exclude him from great things, do you still quarrel? And that which is important to Christ, do you consider it to be of no importance at all, and that which Christ loved, do you despise? And Christ died not only for the weak, but also for the enemy; Christ also showed the greatest thing, while you showed nothing less; though of course he is the Lord, while you are called, etc. These words were enough to blame him (who ignored his brother), because they showed how small-hearted he was, for while he enjoyed great things from God, he did not reciprocate this divine gift even with simple things.

2- “فلا يفتر على صلاحكم. لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً” رو16:14-17.

يقصد بالصلاح هنا، إما الإيمان، وإما الرجاء المستقبلي للمكافآت، وإما التقوى الكاملة. إذاً ليس فقط لن تفيد الأخ، بل تجعل الإيمان ذاته يُساء إليه، وكذلك نعمة الله وعطيته. لأنه عندما تعارك، وعندما تتشاجر، وعندما يُثير ألم، عندما تجزأ الكنيسة، وعندما تهين الأخ وتبغضه، فإن من هم خارج الكنيسة يجدفون (علينا). وبناء على ذلك ليس فقط لن يتحقق شيء من وراء هذا، بل العكس تماماً (سيحدث). لأن الصلاح بالنسبة لكم هو المحبة، محبة الأخوة الوحدة، الترابط فيما بينكم، أن تحيوا بالسلام، وبالرأفة. وبعد ذلك أيضاً، يُذيل خوف هذا، وعداوة ذاك، فيقول “لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً”. إذاً هل نستطيع أن نُسّر أو ننمو بهذه الأمور (الأكل والشرب)؟ هذا بالضبط ما يقوله في موضع آخر “لأننا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص[1]He does not need proof, but he is satisfied with the judgment. What he says means the following: If you eat, will this eating lead you to the kingdom of God? And for this reason he despises these people, because they boasted about this matter (that they eat and drink), and he did not just say eat, but drink.

إذاً ما هي تلك الأمور التي تقود إلى الملكوت؟ هي البر، والسلام، والفرح، الحياة الفاضلة، السلام تجاه الأخ، والذي فيه يتم التصدي لهذه العداوة، الفرح الناتج عن الوفاق، والذي به يزول هذا التوبيخ. لكنه لم يتكلم بهذه الأمور في مواجهة واحد فقط، بل في مواجهة أثنين أيضاً، لأن تجاه الأثنين، لديه فرصة أن يقول هذا الكلام. بعد ذلك، ولأنه تكلّم عن السلام، والفرح، إلا إنه يوجد بعد سلام وفرح في الأمور الشريرة، ولذلك أضاف: “في الروح القدس”. حتى أن ذاك الذي يُحكم أخوه، فإنه يكون قد قضى على السلام، وتعّدى على الفرح، والأكثر من ذاك هو ذلك الذي يسلب المال. والأكثر سوءاً من هذا، إنه أنقذ الآخر، وأنت تظلم وتُحطم. إذاً عندما لا يستطيع الطعام والكمال الظاهري أن يُدخل (إلى النفس) هذه الأمور (البر، السلام، الفرح)، بلى يُدخل تلك الأمور التي تُزيل (البر، السلام، الفرح)، فكيف لا يجب أن نزدري بالأمور البسيطة، حتى ننال أو نُمنِّن الأمور العظيمة؟ بعد ذلك لأن هذا التوبيخ قد صار رويداً رويداً بسبب المجد الباطل، أضاف قائلاً:

“لأن من خدم المسيح في هذه فهو مرضِ عند الله ومزكى عند الناس” رو14-18.

For not all will admire you so much for perfection, as for peace and harmony. Of course, this good will be enjoyed by all, while he (i.e., the one who ignores his brother) will not enjoy even one of these goods.

3- “فلنعكف إذاً على ما هو للسلام وما هو للبنيان بعضنا لبعض” رو14-19.

هناك أمر يتوجه به لذاك، لكي يهتم بالسلام، والأمر الآخر يتوجه به لهذا (الذي يحيا لنفسه)، لكي لا يحطم أخوه. لكن هذين الأمرين، جعلهما مشتركين فيما بينهما أيضاً، قائلاً “بعضنا لبعض”، واظهر إنه بدون السلام ليس من السهل أن نبني.

“لا تنقض لأجل الطعام عمل الله” رو14-20.

داعياً خلاص الأخ هكذا “عمل الله” ، ويُزيد من مقدار الخواف جداً، ومُظهراً إنه يفعل عكس ما يسعى نحوه. لأنه ليس فقط لا تبني ما تعتقد فيه، بل وتحظم أو تنقض، وليس فقط تنقض بناء إنساني، بل تنقض بناء الله، وليس من أجل أمر عظيم، بل من أجل أمر زهيد أو تافه. “لأجل الطعام” هكذا يقول ق. بولس. بعد ذلك ولكي لا يُرسخون كل هذه المسامحات لمن هو أكثر ضعف في الفكر الشرير، يضع مبدأ مرة أخرى قائلاً: “كل الأشياء طاهرة لكنه شر للإنسان الذي يأكل بعثرة” أي شر لذاك الذي يأكل بضمير شرير.

Even if you still compel him (to behave in love), and he eats, the benefit will be nothing. For if one eats, it is not the eating that makes him unclean, but what makes him unclean is the conscience with which he eats. So if you do not correct this conscience, you are doing everything in vain, and moreover you are doing harm, for it is not the same thing to think something unclean, and though you consider it so, you eat it. So you are making two plans here, increasing the obstacles by quarreling, and making him eat unclean food. Accordingly, until you have convinced him, do not compel your brother (to do anything).

“حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً ولا شيئاً يصطدم به أخوك أو يعثر أو يضعف” رو14-21.

مرة أخرى يطلب ما هو أكثر، حتى إنه ليس فقط يجب ألا نُلزمه، بل أيضاً تظهر تسامح نحوه. كذلك وإن ذاك في مرات كثيرة قد صنع هذا الأمر، مثلما حدث عندما مارس الختان، وعندما حلق رأسه، وعندما قدم تلك الذبيحة اليهودية. ولم يقل الرسول بولس لذاك أصنع هذا الأمر، بل يتوجه به كرأي، لكي لا يجعل بالأكثر ذاك الذي هو ضعيف في الإيمان، متراخي أو غير مبالي وماذا يقول؟ “حسن أن لا تأكل لحماً”. ولماذا أقول لحماً؟ فسواء كان نبيذ، أو أي شيء آخر مثل هذا يمكن أن يُعثر، فلنتجنبه.

إذاً لا يوجد شيء يمكن أن يعادل خلاص الأخ. وهذا ما أظهره المسيح، بعدما آتى من السموات (تجسد)، وتألم بكل ما تألم به من أجلنا. لكن لاحظ من فضلك، كيف يصل إلى ذاك، قائلاً: “يصطدم أو يعثر أو يضعف”. لا تقل لي، هكذا يقول ق.بولس، أن هذا الأمر غير معقول، لكنني أقول لك، كلما أمكنك (أن تصحح هذه الأمور) فلتصححها. خاصة وأن ذاك (الضعيف في الإيمان) له كل الحق أن تُقَدم له المساعدة في ضعفه” ومن جهتك لن يُصيبك أي ضرر، وبالطيع فإن هذا الملاك لا يُعد نفاق، بل هو بناء وتدبير. لأنه لو ألزمته، وتحطم، فإنه سيتهمك أنت، وبالأكثر سيتشجع في الأكل، بينما لو إنك تُظهر ترفق أو سامحه، أولاً سيُحبك، ولن يتشكك فيك حين تُعلم وستأخذ السلطة في أمر دقيق جداً أن تزرع داخله التعاليم المستقيمة. لكن لو إنه أبغضك مرة واحدة، فإنك تكون قد أغلقت المدخل للحديث (معه). إذاً لا تجبره، بل أنت نفسك فلتبتعد (عن كل ما يعثره) لأجله (أي لأجل خلاصه، تبتعد لا لأنه نجس، بل لأنه يعثر ذاك “الأخ”)، وبهذا سيُحبك بالأكثر. هذه الوصية هي التي أعطاها الرسول بولس، قائلاً: “حسن أن لا تأكل لحماً” ، لا لأن أكل اللحم نجس، بل لأنه يُعثر ويضعف أخوك.

4- “ألك إيمان؟ فليكن لك بنفسك أمام الله” رو 14-22.

يبدو لي هنا إنه يُلمَّح بطريقة هادئة للمجد الباطل أو للزهر لذاك الذي هو كامل في الإيمان. ما يقوله يعني الآتي: أتريد أن تُظهر لي، إنك كامل وتام؟ لا تظهر هذا لي، بل لتحتفظ به في ضميرك. لكن الإيمان الذي يقصده هنا، ليس هو الإيمان عن العقائد، بل الإيمان عن الموضوع الذي يجري الحديث بشأنه. لأنه يقول عن ذلك الإيمان: “الفم يعترف به للخلاص”[2] و “من استحى بي وبكلامي فبهذا يستحي إبن الإنسان”[3]. لأن ذلك الإيمان حين لا يعترف به، فإن ذلك يؤدي على الهلاك، بينما هذا الإيمان (أي الإيمان الذي يُحتفظ به في الضمير) حين يُعترف به، فهو غير ملائم. “طوبى لمن لا يريد نفسه فيما يستحسنه”. مرة أخرى يُصيب الأكثر ضعفاً، ويعطيه تاج مرضي، تاج ضميره. لأنه حتى وإن لم يراك إنسان، يكفيك ضميرك، لكي تصير مطوباً. إذاً فقد قال “فليكن لك بنفسك” حتى لا تعتبر هذا القضاء (قضاء الضمير) أمراً بسيط، ما يقوله هو بالنسبة لك، هو أفضل من المسكونة كلها. وحتى وأن كان الجميع بعد يدينونك، لكن أنت لا تُدين نفسك، وضميرك لا يعذبك، فأنت مُطوب. وهم لم يُشر إلى هذا الأمر، متكلماً بشكل عام للجميع. لأن هناك كثيرون لا يُدينون أنفسهم، على الرغم من إنهم يصنعون أخطاء كثيرة جداً، والذين هم أكثر تعاسة من الجميع. لكنه يُشير أولاً إلى الموضوع الذي يجري الحديث بشأنه.

وأما الذي يرتاب فإن أكل يُدان” رو14-23.

يقول هذا مرة أخرى، راجياً ذاك أن يتألم لمن هو أكثر ضعفاً. لأن من هو الأخ الذي إن أكل مرتاباً، يدين نفسه؟ لأنني أقبل ذاك الذي يأكل ولا يُدين نفسه. أرأيت كيف إنه يُحثه ليس فقط أن يأكل، بل وأن يأكل، بل وأن يأكل بضمير نقي؟ بعد ذلك يتحدث عن السبب الذي من أجله أُدين، فيضيف قائلاً: “لأن ذلك ليس من الإيمان” ليس لأنه نجس، بل لأنه لا يأتي من الإيمان. لأنه لم يؤمن (الذي يأكل) إنه طاهر، لكن أكله كعظام نجس. لكن من خلال هذه الأمور، يُظهر مقدار الضرر الذي يثيرونه عندما يُلزمون، ولا يُقنعون هؤلاء أن يأكلوا تلك الأطعمة التي تبدو أولاً إنها نجسة بالنسبة لهم، لكي يتجنبوا على الأقل التأنيب من خلال هذا. “وكل ما ليس من الإيمان فهو خطية”. إذا عندما يقول، ليس لديه ثقة (أي يرتاب)، ولا يؤمن بأنه طاهر، فكيف لا يكون قد فعل خطية؟ كل هذا قد قاله ق. بولس بخصوص الموضوع الذي جرى الحديث بشأنه، وليس للجميع. وإنتبه كم هو يعتني (في حديثه) حتى لا يُعثر أحد. لأنه قال سابقاً “فإن كن أخوك بسبب طعامك يحزن فلست تسلك بعد حسب المحبة”. لكن إن كان لا يجب أن تُثير حزن، فكم بالأولى لا ينبغي أن تُعثر أحد.

وأيضاً “لا تنقض لأجل الطعام عمل الله”. لأنه إن كان أمراً مخيفاً وأحمق أن تهدم كنائس، فبالأكثر جداً هو أمر مخيف أن تهدم هيكل روحي خاصة وأن الإنسان هو أكثر تقديراً من الكنيسة (كمبنى). لأن المسيح لم يمت من أجل الحوائط، بل من أجل هذه الهياكل الروحية.

5- إذاً لنفحص كل أمورنا من كل الجوانب، وألا نعطي أقل دافع “للإدانة”. خاصة وأن الحياة الحاضرة هي مرحلة، ويجب أن يكون لنا أعين كثيرة من كل جانب (أي أن نكون مُتيقظين دوماً)، ولا نتصور أن عدم المعرفة هي كافية كمبرر (للخطية). لأنه من الممكن، نعم من الممكن أن تُدان عن عدم المعرفة، عندما تكون عدم المعرفة أمر غير قابل للصفح. كذلك فإن اليهود أظهروا جهلاً، لكن لم يكن جهلهم مستحقاً للصفح، واليونانيين جهلوا، لكن لم يكن لهم مبرر (لجهلهم). لأنه بالطبع عندما تجهل تلك الأمور التي من غير الممكن أن تعرفها، فإنك لن تتُهم عن أي شيء، لكن عندما تجهل الأمور السهلة، وتلك التي من الممكن أن تصير معروفة، فإنك سُتعاقَب بأشد العقاب. من ناحية أخرى، إن لم تنقصنا الشجاعة، بل ونُقدم كل مالنا، فإن الله سيمد لنا يده، في تلك الأمور التي نجهلها أيضاً، الأمر الذي قاله ق. بولس إلى أهل فيلبي “فليفتكر هذا جميع الكاملين منّا وإن افتكرتم شيئاً بخلافه فالله سيُعلن لكم هذا أيضاً”[4]. لكن عندما لا نُريد أن نُصلح كل شيء من تلك الأمور التي تُسيطر عليها، فإننا ولا حتى في هذه سنتمتع بتوافق، وهو الأمر الذي حدث لليهود. “من أجل هذا أكلمهم بأمثال. لأنهم مبصرين لا تبصرون”[5]. How is it that while they saw, they did not see? They saw how demons were cast out, and said that he had a demon; they saw how the dead were raised, and yet they did not worship him, and even tried to kill him. But Cornelius was not like this. And precisely for this reason, because he did with good will all those things that depended on him, the rest God spoke to him.

إذاً لا تقل أن فلان قد سمح له الله، أن يكون بسيط وصالح، على الرغم من إنه كان عابد للأوثان؟ لأنه أولاً، لو أن شخص هو بسيط، فمن غير الممكن لدى الناس أن يعرفوا هذا جيداً، بل هو معروف فقط لدى ذاك الذي خلق القلوب. بعد ذلك نستطيع أن نقول أيضاً، إنه مرات كثيرة لم يهتم، ولا حاول. وكيف يقول، إستطاع، بينما كان بسيط إلى حد كبير جداً؟ لاحظ إذاً من فضلك، هذا البسيط والتلقائي أيضاً، كيف إنه لاحظ الأشياء الحسنة في الأمور الحياتية، وسترى إنه يُظهر دقة كبيرة، والتي إن أراد بالطبع أن يظهرها في الأمور الروحية أيضاً، فإنه لن يتغافل عنها. خاصة وأن تلك الأمور التي تضبط الحقيقة هي أكثر إشراقه من الشمس، وفي أي مكان أو حيثما وصل الإنسان، من السهل أن ينال خلاصه أو يتمم خلاصه، إن كان بالطبع يريد أن يحترس، ولا يعتبر هذا عمل ثانوي أو غير مهم. إذًَا هل الأمور إنحصرت في فلسطين؟ هل أنحصرت في زاوية صغيرة في المسكونة؟ ألم تسمع النبي الذي يقول: “كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم”[6]Don't you see that things are true? How then will these people be forgiven, when they see that the principle of truth is spread everywhere, and they are not concerned with this, and do not care to learn it?

And these things you ask of a rude and barbaric person, and indeed there is a person who is more barbaric than the barbarians who are now. Because, tell me, why when it comes to life matters he knows how to oppose when he is wronged, and resist when he is forced to do something, and does everything, and arranges everything, so that he does not want to be harmed at all, not even for a small or trivial thing, while in spiritual matters he does not act with exactly the same prudence? And when he prostrates himself before a stone, and considers it a god, and holds ceremonies, and spends money, and shows great fear, and never shows indifference to his naivety, but when he asks for the true God, when you mention to me naivety and simplicity. These things are not true, the accusations are only about indifference. For who do you think are more naive and rude, those who lived in the time of Abraham, or those who live now? It is very clear that you think that the most naive and rude are those who lived in the time of Abraham. And at what time is it easier to find godliness, now, or in the time of Abraham? It is very clear that it is now. For now all are calling on the name of God, and the prophets have preached, and things are finished, and the thoughts of the Greeks are broken; but in the time of Abraham, many were still ignorant, and sin prevailed, and there was no law to teach, nor prophets, nor miracles, nor doctrine, nor that multitude that knew the things well, nor anything like that, but all things were as if in a pitch black, moonless, wintry night.

But that wonderful and generous man (i.e. Abraham), though there were many obstacles, knew God, practiced virtue, and led many to a similar zeal, and all this happened without knowing human wisdom, for how could he have known it at the moment when knowledge and science had not yet been discovered? But because he gave all that was his, God afterwards gave him all that was his. And of course you cannot say that Abraham received godliness from his fathers, for that was an idolater, and although he was born of such ancestors (i.e. pagans), and was a barbarian and grew up among barbarians, and had no teacher of godliness, yet he knew God, and was honored far more than all his descendants who enjoyed the law and the prophets also, in an inexpressible way. Why, then? Because he did not care excessively for the things of this world, but devoted himself entirely to spiritual things. And what about Melchizedek? Was he not born in those times, was he not so distinguished, that he served as the priest of God? Especially it is weak, indeed very weak, for this gentle man to be closed off forever or to remain unknown.

So these things should not worry you, but know that value everywhere is related to desire, so let us examine our affairs, so that we may become better. And let us not ask or throw the responsibility on God, nor examine why He left or neglected so-and-so, and called so-and-so. Especially since we do the same thing, as if a servant did, and examined carefully the management of his master, because he was angry with him. O wretched and miserable one, while you should have been concerned about bearing your responsibilities, and how to be reconciled with the Lord God, you throw the responsibilities for those things for which you will not give an account, and run towards those things for which you are obliged to give an account.

6. What then shall I say to the heathen (so says St. Paul)? I will say to him the things which I have received. And be careful not only about what you will say to the heathen, but what you will say about how you will improve yourself. When he stumbles while examining your life, here consider what you will say. For of course you will not give account of that, even if he stumbles yet, but if he is weakened by your way of life, you will suffer a very fearful victory. When he sees that you philosophize about the kingdom of God, and that you are terrified by the hardships of this present life, then take heed. When he sees these things, he condemns and says, If you love the kingdom, why do you not despise present things? If you await the fearful judgment, why do you not despise present hardships? If you hope for immortality, why do you not mock death? When he says all these things, then take heed how you will defend yourself. When he sees that you are terrified of losing money, you who are waiting with hope for the kingdom of heaven, and that you are very happy with a single penny, and that you also surrender or give yourself for a little money, then think, why these things, yes these are the things that stumble the pagan.

Therefore, if you care for his salvation, defend yourself (for these things), not in words, but in deeds. And no one has ever been found to have blasphemed God on this subject.

بينما بسبب طريقة الحياة الشريرة، تود تجاديف لا تُحصى في كل مكان. إذاً هذا ما يجب أن تُصححّه، لأن الوثني سيقول لك أيضاً، من أين أعلم أن الله أمر بأمور يمكن أن تحدث؟ لأنه ها أنت، بينما أنت مسيحي من الأسلاف، وتنشأ في هذه الديانة الحسنة، لا تضع شيء مثل هذا (أي من الأمور الحسنة). بماذا إذاً ستُجيب؟ ستُجيب على كل الأحوال، سأذكر لك آخرين يصنعون هذه الأمور الحسنة، الرهبان الذين يعيشون في الصحراء. بعد ذلك ألا تخجل أن تعترف إنك بالطبع مسيحي، بل يجب أن تُرسله لآخرين، لأنه لا يُمكنك أن تُظهر سلوك المسيحيين؟ خاصةً وأن ذاك (الوثني) سيقول على الفور، إذاً ما هي الحاجة أن أسير في الجبال وأن أسعى نحو الصحاري؟ إن كان من غير الممكن إذاً أن يؤمن المرء وهو يعيش داخل المدن، وستكون الإدانة عن هذه الطريقة من الحياة كبيرة، إن كنا نركض نحو الصحاري ونهجر المدن؟ لكن أشر لي على شخص له زوجة وأولاد ومنزل، ويحيا بالتقوى. إذاً بماذا سنُجيب عن هذا؟ ألا سنبغي أن نحني رؤوسنا إلى أسفل وأن نخجل؟ ولا المسيح أوصى بهذا، لكن بماذا أوصى؟ أوصى قائلاً: “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس”[7]Not in the mountains, not in the desert, not on unpaved roads.

وأقول هذه الأمور، لا لكي أُسيء لأولئك الذين سكنوا الجبال بل لكي أُرثي لحال أولئك الذين يسكنون المدن، لأنهم طردوا الفضيلة منها. ولهذا، من فضلكم، فلنسلك بالفضيلة، التي يحيا بها الرهبان في الجبال، هنا في المدن، لكي نصبح المدن بالحقيقة مدن. هذا السلوك يمكن أن يُصلح الوثني، ويحرره من عثرات لا حصر لها. حتى إنه إن أردت، وذاك أيضاً تحرره من العثرة. وأنت نفسك أن تتمتع بمكافأت عديدة، وتُصلح حياتك، وتجعلها مشرقة من كل جانب “لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات”[8]For thus we too shall enjoy the great glory that is reserved for us, which we may all attain through the grace and love of mankind of our Lord Jesus Christ, to whom be glory with the Father and the Holy Spirit for ever and ever. Amen.

Here ends the translated section of Saint John Chrysostom's sermons on the Epistle of Paul the Apostle to the Romans.

To read the rest of the sermons in English, visit: The Christian Classics Ethereal Library


[1] 1Co 8:8.

[2] Romans 10:10.

[3] Luke 16:9.

[4] In 3-15.

[5] Matthew 13-13.

[6] R31

[7] Matthew 16:5.

[8] Matthew 16:5.

Exit mobile version