Commitment to vigilance
38. يلزمنا أن نكون دومًا يقظين ساهرين، لأن كلمة الله يقفز كغزال أو كالإيل (نش 2: 9) يليق بالنفس التي تطلبه وتتوق إلى امتلاكه أن تكون في يقظة دائمة، وتحافظ على وسائل دفاعها. “في الليل على فراشي طلبت من تحبه نفسي” (نش 3: 1)، كأنه يتسلل إليها.
يلزم أن من يطلب باهتمام، يطلب وهو في فراشه، يطلب في المساء، فلا تكون له ليالٍ ولا أجازات، لا يخلو وقته من خدمة صالحة. وإن لم يجده في بادئ الأمر فليثابر في البحث عنه. لهذا تقوم النفس: “إني أقوم وأطوف في المدينة، في الأسواق، وفي الشوارع” (نش 3: 2). ربما لا تجده الآن، لأنها بحثت عنه في الأماكن العامة حيث دعاوي الحكم والقضاء وفي الشوارع والأسواق، حيث بضائع للبيع، فالمسيح لا يمكن أن يُقتنى بأي قدر من المال.
Where does the soul find its groom?
Saint Ambrose believes that the believing soul finds its bridegroom, the Lord Christ, in the following places:
- A. In the public places of the city: where the oil of grace is offered freely to all, and where the faithful drink from the living springs in the streets.
- B. Within the soul, as it is the city walled by Christ and inhabited at the same time.
- C. In the Church, the heavenly Jerusalem, where the word of true teaching and the spirit of worship are.]
39. يمكننا أيضًا أن نفسر العبارة على النحو الآتي: النفس التي تطلب المسيح على فراشها، أي تطلبه وهي في هدوء وسلام، تبحث عنه ليلاً، لأنه تحدث بأمثال (كما في غموض الليل) (مت 13: 13؛ حز 21: 5). “جعل الظلمة ستره” (مز 18: 11)، و “الليل إلى ليل يُبْدي علمً” (مز 18: 11). وأيضًا “لأن ما نقوله في قلوبنا نندم عليه في مضاجعن” (مز 4: 4). لكنها لا تجده بهذه الوسيلة، لهذا تقول: “سأقوم”، أي أقوم وأضاعف جهدي، لأبحث عنه بلا هوادة، سأبحث عنه بدقة، سأدخل المدينة (That is, it enters its depths as the city of God.). تقول النفس: “أنا مدينة قوية، مدينة مسوّرة” (إش 27: 3LXX ). وهي المدينة المسوَّرة بالمسيح؛ المدينة هي Heavenly Jerusalem (Heb 12:22) In which there are interpreters of the law of God and men skilled in teaching in great abundance, through whom one seeks the word of God.
“أطوف In public places of the city“، أي في الساحات التي يمارس فيها المحامون القانون، وحيث يُباع الزيت الذي تشتريه عذارى الإنجيل الحكيمات (مت 25: 8-9) لكي تستضيء مصابيحهن على الدوام، ولا يُطفئها دخان الإثم.
I walk through the streets where the water gushes from those springs, which Solomon says man should drink from.
Let's look beyond the angels
40. وبينما تطلب (النفس) المسيح، تجد الحراس الذين في خدمته (نش 3: 3)؛ لكن النفس التي تطلب الله تتجاوز أيضًا الحراس، فإنها تطلب الأسرار التي تشتاق حتى الملائكة أن تطَّلع عليها. في هذا الصدد يقول بطرس: “التي أُخبِرْتم بها أنتم الآن بواسطة الذين بشروكم بالإنجيل في الروح القدس المرسل من السماء التي تشتهي الملائكة أن تَطَّلع عليه” (1 بط 1: 12) الإنسان الذي يتجاوز إلى ما وراء الحراس يجد الكلمة. لقد تجاوز يوحنا فوجد الكلمة مع الآب (يو 1: 1).
Christ is present in the distress of his believers
41. يوجد كثيرون يطلبون المسيح في تَرَفِهِم فلا يجدونه، إنما يجدونه في الاضطهادات، يجدونه سريعًا… لأنه حاضر في ضيقات مؤمنيه. تقول النفس: “فما جاوزتهم إلاَّ قليلاً حتى وجدت من تحبه نفسي فأمسكته ولم أُرخِه (لم أَدَعه يذهب)” (نش 3: 4 LXX)، لأن من يطلب يجد (مت 7: 8)، ومن يجد يليق به أن يظل قريبًا منه حتى لا يفقده.
Christ is not in the grave!
42. إذ نرى الأسرار السماوية تُمثَّل رمزيًا على الأرض من خلال الإنجيل فلنأْتِ إلى مريم المجدلية ومريم الأخرى (مت 28: 1؛ لو 24: 3، 10). فلنتأمل كيف طلبَتا المسيح ليلاً في سرير (فراش) جسده، الذي رقد عليه ميتًا، حين قال لهما الملاك: “إنكما تطلبان يسوع المصلوب؛ ليس هو ههنا، لأنه قام… لماذا تطلبن الحي بين الأموات؟” (مت 28: 5-6؛ لو 24: 5). لماذا تطلبْن في القبر ذاك الذي هو الآن في السماء؟ لماذا تطلبْن في قيود القبر من يحرر الجميع من رباطاتهم؟ ليس القبر سكناه إنما السماء! لهذا تقول إحداهن: “طلبته فما وجدته” (نش 3: 1).
Hold on to it, O soul, with faith!
43. إذ ذهبتا تخبران الرسل أشفق يسوع على طالبيه، إذ قابلهم وقال لهم: “سلام!”. نهضوا وأمسكوا بقدميه بقوة وسجدوا له (مت 28: 9). يُمْسِك يسوع بقوة، وهو يُسَرُّ بذلك، أن يُمسك بقوة بالإيمان. أيضًا المرأة التي لمسته قد أَبْهجته، وقد شفيت من نزيف الدم؛ إذ قال عنها: “قد لمسني واحد، لأني علمت أن قوة قد خرجت مني” (لو 8: 46).
Touch it and hold it with the power of faith.
Hold him firmly by his feet in faith, and strength will come out of him and your souls will be healed.
مع أنه يقول “لا تلمسيني، لأني لم أصعد بعد إلى أبي” (يو 20: 17). امسكوه بقوة! إنما قال مرة واحدة فقط: “لا تلمسيني!”
في وقت قيامته… قالها لمن ظنت أنه سُرِق ولم يقم بقدرته الذاتية! لكنكم تقرأون في إنجيلٍ آخر أنه قال للنسوة اللواتي كن يمسكْن قدميه بقوة ويسجدْن له: “لا تخفْن” (مت 28: 10).
لتمسكيه أيتها النفس بقوة كما فعلت مريم (المجدلية)، وقولي: “أمسكته ولم أرخه”، وكما قالت المرأتان أيضًا: “نحن نمسكك بقوة”.
Go to the Father, but do not leave Eve behind, lest you fall again! Take her with you, for she is no longer wandering about, but is firmly holding on to the tree of life. Hold her, and she will cling to your feet and ascend with you. Do not let me go, lest the serpent breathe out his venom again, and try to bite the woman’s foot and cause Adam to fall (Gen. 3:5).
لتقل نفسك: “فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمي وحجرة مَنْ حبلت بي” (نش 3: 4، 8: 2).
To know your secrets and learn from your teachings.
Take Eve, not covered with fig leaves (Gen. 3:7), but clothed with the Holy Spirit and glorified with new grace. Therefore she does not hide herself as one who is naked (Gen. 3:8-13), but comes to meet you clothed in a bright and shining garment, grace being her garment. This is as Adam was at the beginning, who was not naked because he was clothed with innocence.
Stick to Him and ascend with Him through pious prayers and mortification
44. تراها بنات أورشليم (نش 3: 5) وهي ملتصقة بالمسيح ولا تزال تصعد معه، إذ يَقْبل أن يلتقي مع مَنْ يطلبونه ويستجيب لهم ليرفعهم؛ فيقلْنَ: “من هذه الطالعة من البرية؟” (نش 3: 6)، إذ تبدو هذه الأرض برية قاحلة. فهي مملوءة بحسك خطايانا وأشواكها. إنهن يتعجَّبْن كيف أن نفسًا قد هُجِرت قبلاً في الجحيم تلتصق بكلمة الله وترتفع كغصن الكرمة الذي يعلو في المناطق المرتفعة أو كدخانٍ صادر من النار يطلب المرتفعات، وهي معبَّقة بأطياب زكية. ها رائحة صلاة ورعة ذكية تنبعث كبخور قدام الله. نقرأ في الرؤيا أنه قد “صعد دخان البخور مع صلوات القديسين” (رؤ 8: 4، مز 141: 2). ويُقدَّم البخور – أي صلوات القديسين – بواسطة ملاك “على مذبح الذهب الذي أمام العرش” (رؤ 8: 3).
It is truly fragrant with the sweet oil of devout prayer, for the oil was prepared by prayers for the sake of unseen eternities, not for the sake of bodily things.
Moreover, the soul is perfumed with incense and myrrh (Song of Solomon 3:6), because it is dead to sin and alive to God (Romans 6:2, 11).
45. تراها (بنات أورشليم) تصعد دون عائق، فتفرحْنَ لشذى(لشذا) استحقاقاتها الطيب، إذ يعرفْن أيضًا أنها عروس سليمان صانع السلام، لهذا تتبَعْها في موكب موالٍ حتى تخت سليمان (نش 3: 7)، لأن الراحة الحقيقية اللائقة بها هي في المسيح الذي هو تخت القديسين، الذي فيه تستريح قلوب جميع المثقلين بحروب العالم. على هذا التخت استراح إسحق، وبارك ابنه الصغير (تك 27: 27)، قائلاً: “الكبير يُستعبد للصغير” (تك 25: 23). وإذ اتكأ يعقوب على هذا التخت بارك الاثني عشر بطريركًا (تك 48: 2، 49). وبالاستلقاء على هذا التخت قامت ابنة رئيس المجمع من الموت (مز 5: 35-43). وبالرقاد على ذلك التخت حطم ابن الأرملة الميت قيود الموت حينما دعاه صوت المسيح (لو 7: 11-17).
Enjoy the song of marital love
46. وحينما اُقْتِيدتْ العروس إلى موضع الراحة في عرسها غنت بنات أورشليم لها أغنية الزواج وعبَّرْن عن الحب: “اُخرجْن وانظُرْن الملك سليمان بالتاج الذي توَّجْته به أمه في يوم عرسه” (نش 3: 10-11). إنهن يُرنّمْنَ أغنية الزفاف ويدعون القوات السمائية الأخرى أو النفوس لترى حب المسيح نحو بنات أورشليم (نش 3: 11). بهذا استحق أن تُتوِّجه أمه، كابن مُحبّ، وكما يوضح بولس قائلاً: “أَنقذَنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابنه المحب (ابن محبته)” (كو 1: 13). فهو إذن ابن المحبة وهو محبة. إنه لا يقتني الحب عرضًا لكنه يملكه في جوهره…
يُقال: “اُخرجْنَ” أي “اُخرجْنَ من حدود الجسد”، اُخرجْنَ من أباطيل العالم، وانظرْنَ كيف يحمل ملك السلام الحب في يوم عرسه، كيف هو مملوء بالمجد، إذ يَهَب قيامة للجسد ويوحّد النفس به (بالمسيح). هذا هو إكليل الجهاد العظيم. هذه هي الهبة الرائعة لزواج المسيح: دمه وآلامه! ماذا يمكن أن يُعطى أكثر من هذا؟ إنه لم يبخل بنفسه بل بذل ذاته بالموت لأجلنا (رو 8: 32).
Settle with the heavenly bridegroom
47. إذ يفرح الرب يسوع نفسه بإيمان هذه النفس واعترافها ونعمتها، يمتدح استحقاقها، ويدعوها إلى الاقتراب منه، قائلاً: “هلمي معي من لبنان يا عروسي. تعالي معي من لبنان، ستأتين. أجل، تعالي آمنة من المنبع الذي هو الإيمان، من رأس شير وحرمون، من خُدور الأسود، من جبال النمور” (نش 4: 8LXX ). أي اخرجي من الجسد، وتجردي منه تمامًا، فإنه لا يمكنك أن تكوني معي ما لم تخرجي عن الجسد، لأن الذين هم في الجسد متغربون عن ملكوت الله (2 كو 5: 8).
“تعالي… تعالي”. التكرار هنا حسن، لأنكم سواء كنتم حاضرين (في الجسد) أم غائبين (عنه) يلزمكم أن تستوطنوا عند الرب إلهكم وأن تسرّوه. تعالوا عندما تكونون حاضرين، وتعالوا عندما تكونون غائبين، وأنتم لا تزالون في الجسد، لأنه بالنسبة لي فجميعكم حاضرون يا مَنْ إيمانهم معي.
He is with me, the one who goes out of the world.
He is present with me, he who is absent from himself.
He who denies himself is a dweller with me (Psalm 8:34).
He is with me who is not within himself, because he who is in the flesh is not in the spirit.
He is with me who goes beyond himself.
He who is outside of himself approaches me.
He is entirely mine who lost his life for me (Matt. 10:39).
Come, come, my bride. You will come safely, come safely from the source which is faith. She comes, yes, she comes safely from the earth, she comes safely as she comes to Christ. She comes with the merit of faith, and the glory of works that shine like cherubim and harpoon, that is, she comes in the way of light, having overcome the temptations of the world, and vanquished the spirits of evil (Eph. 6:12). She seeks the crown of lawful struggle and is worthy to be praised by Christ the Judge.
Your groom praises your purity
48. “أنتِ جنة مغلقة يا أختي العروس، جنة مغلقة، ينبوع مختوم، أغراسك فردوس رمان مع أثمار أشجار ونباتات عطرة” (نش 4: 12-13 LXX).
تُمدح العروس لأنها جنة، لها في داخلها أريج حقل مثمر، يقول عنه إسحق: “رائحة ابني كرائحة حقل مبارك (مثمر)” (تك 27: 27). النفس الصالحة تكسب شذى البرّ…
Paradise is closed so that harmful animals do not invade the soul, and the spring is sealed so that its sins are washed away by the perfection of the seal (the seal of baptism) and by its steadfastness in faith.
The fountain which springs from the Church bears what is attributed to the grace of virginity. It is rightly called a sealed fountain, because the image of the invisible God (Col. 1:15) is represented in it.
There is also praise for the soul which the Bridegroom sends forth and comes clothed in it. The gifts of the pious soul are the sweet spices of myrrh and saffron which waft in the beautiful gardens and which remove the stench of sins.
Your groom asks for your fruit
49. إذ لا تنزعج بهذا الإعلان العظيم تسأل ريح الشمال العاتية أن تسكن حتى لا تحطم الزهور، وأن تهبّ ريح الجنوب، أي أنها تريد أن ينتهي الشتاء وتحل نسمات فصل ألطف هو الربيع (نش 4: 16، 2: 11). […..]
She invites her Bridegroom into her garden (Song 4:16), to come down and rejoice in the variety of her fruits, to rejoice when he finds food stronger and sweeter. There is a kind of bread of the word and honey, there is a speech more fervent and convincing. There is a faith that gives more warmth than wine, and more purity that tastes like milk. Christ in us feeds on this food and drinks of this drink.
He asks us for intoxicating wine, with which we depart from worldly matters to what is better.