Site icon Orthodox Online Network

الفصل العشرون – سر المسحة المقدّسة

أ – تأسيس السرّ المقدّس

تسبَّبت سلطة المسيح على الأرواح النجسة وقدرته على شفاء جميع الأمراض في تكوين انطباع خاص لدى اليهود. ولكن الأهم من ذلك أن المسيح قد نقل هذه السلطة إلى الرسل: “ودعا تلاميذه الاثني عشر، فأولاهم سلطاناً يطردون به الأرواح النجسة ويشفون الناس من كل مرض وعلّة” (متى10: 1). وعندما رجعوا ممتلئين حماساً قالوا للمسيح: “ربنا، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك” (لو10: 17).

ويذكر القديس مرقس أن الرسل كانوا يدعون الناس إلى التوبة، وأنهم “طردوا كثيراً من الشياطين، ودهنوا بالزيت كثيراً من المرضى فشفوهم” (مر6: 13). إلاّ أن هذه القدرة على الشفاء بقيت، حسب رغبة السيّد، وقفاً على الكنيسة، حيث يكون الربّ نفسه حاضراً. لذلك يقول يعقوب الرسول: “هل فيكم مريض؟ فليدعُ كهنة الكنيسة ليصلّوا عليه بعد أن يدهنوه بالزيت باسم الربّ. فإن الصلاة مع الإيمان تُخلِّص المريض والربّ يعافيه” (يع5: 14-15).

ولا بدّ من القول أن هذه القدرة على الشفاء ليست عملاً سحرياً، لأنها تكون فاعلة بالإيمان والصلاة، وتُقام “باسم الرب” (أنظر أيضاً أع 3: 6-16، 4: 10، 9: 34).

ب – علاقة سرّ المسحة بسرّ الإعتراف

إن سرّ المسحة المقدّس لا يتعلّق بعلاج الجسد وحده، بل بعلاج النفس أيضاً. لذلك يضيف يعقوب الرسول: “وإذا كان قد اقترف بعض الخطايا غُفرت له” (يع5: 15). ولكن هذا لا يعني أننا نستطيع أن نستعيض بالمسحة عن سرّ الإعتراف المقدّس. فنحن، حسب قول بعض الآباء، ننال بسرّ المسحة قوّة روحيّة، فتُغفر خطايانا التي نسيناها ولم نتمكن من الإعتراف بها. إلاّ أن أهميتها الأولى تبقى في الصلاة من أجل صحة الجسد. لذلك ترتبط الكنيسة الأرثوذكسية بين هذين السرّين، وتحثّ الذين يُقام سرّ المسحة من أجلهم، على الإعتراف أيضاً.

ج – سرّ محبة الكنيسة وحنانها

The law of the service of this holy sacrament states that seven priests shall perform it. However, the Orthodox Church does not prohibit a number of priests less than seven from performing it, but rather allows even one priest to do so. Seven is a symbolic number that indicates perfection. In addition to the seven priests, the apothecaries are also seven, as are the letters and the Gospel readings. The perfection of this number means that the anointing with holy oil expresses the tenderness of the Church, and shows it to her son who is physically or mentally ill. The parish to which the sick person belongs is represented by the priests, participates in their prayers, and declares its love for the sick person. Thus, the member of the Church, wherever he is, feels the presence and tenderness of the other members, especially in critical moments, such as illness, loneliness, or facing physical death.

إن الكنيسة تبتهل في هذا السرّ المقدّس من أجل الشفاء الكامل والصحة التامة لعضوها المريض، ليعود إليها مجدَّداً وهو “سالم بكليته”، ولكي يستطيع أن يرضي الله ويفعل مشيئته. فتقول: “إملأ فمه بتسبحتك. افتح شفتيه ليمجِّد اسمك. مدّ يديه لتؤديا وصاياك. وجِّه خطواته في طريق إنجيلك. نجِّ بنعمتك ذهنه وجميع أعضاء حسده”.

وبعد أن تُمسح الأعضاء كلها بالزيت المقدّس يبتهل الكاهن: “أيها الآب القدوس، يا طبيب النفوس والأجساد، يا من أرسلت ابنك الوحيد، ربّنا يسوع المسيح الذي شفى كل مرض وخلَّصنا من الموت، إشف أيضاً عبدك هذا… لأنك نبع الأشفية”.

This is the grace that the Church asks for in order to fully heal, both physically and psychologically. But the answer to the prayer does not belong to the Church, but to the love of God, which is not always expressed according to the desire of the patient or the limited will of man.

Exit mobile version