Chapter One: The Theological Concept of the Relics of Saints
A- General concept of the phrase “relics” of saints:
The word relic in Greek and in classical Latin RELIQUIAE originally meant anything left over from the dead, but over time it took on a religious meaning as the Church assigned this word to the remains of saints and what pertains to them: such as the bodies and tools that the saint used during his earthly life and all that remains of the tools that he suffered with and that led to his martyrdom.
The remains are the saint's skin, his skeleton, his clothes, and every material thing he used until his death, and often the sacred vessels and tools that had to do with his body.
B- Sanctification of matter:
God came to sanctify, purify and elevate matter when he accepted to become a body. Because our body as humans is of the matter of this world, but this matter is contrary to what some ancient Greek philosophers say, such as Plato, who consider the body as a prison for the soul and matter itself corrupt, or like the Gnostic heresy which asserts that matter is evil.
فهي بحد ذاتها جيدة، لأنَّها خليقة الله. لكننا يمكن أن نعتبرها قد فسدت بعد السقوط مع فساد طبيعة الانسان. ولكن هذا لايعني انها لا يمكن أن تتقدس من جديد، لأن المسيح قد أتى ليقدسها. لذلك عندما يتقدس الإنسان نفسًا وجسدًا، “أجسادكم هي أعضاء المسيح ( 1 كو 6: 15 ) وهيكل الروح القدس” ( 1 كو 6: 19 )، وهذه هي دعوتنا أن نتقدس بكليتنا.
We see in our baptism, when water is sanctified and restored to its original nature, that it transcends its own nature: Christ, by descending into the Jordan, and by his baptism, transformed water into the power of redemption for all people, and made it bear the grace of redemption in the world.
In the same perspective, the Christian who adheres completely to Christ has his body’s substance transformed by the grace of Christ, so that his body is filled with the Holy Spirit and becomes a reflection and a reflection of the power of Christ in the world, and his entire body becomes divine because it adheres to the incarnate God.
Man became a slave to satanic forces when he became a slave to the world and its matter. Man’s liberation begins with the liberation of matter, that is, its purification and redemption, and its restoration to its original function: a means of God’s presence, and a protection and defense against the destructive satanic reality.
فالمادة، بالمنظار المسيحي للعالم، ليست محايدة أبدًا. لأنَّها إذا لم “تربط بالله” أي إذا لم ينظر إليها وتستعمل بمثابة وسيلة للشركة معه والحياة فيه، تصبح حاملة لما هو “شيطاني”، بل مكان وجوده بالذات.
وليس من قبيل الصدفة أن رفض الله والدين في عصرنا قد تبلور في المبدأ القائل بالمادية، وبأن المادة هي الحقيقة العلمية المطلقة، وأن لا بد من خوض حرب ضد الله باسم “المادية”، هذا الرفض لم يسبق له مثيل وهو مستمر في أجزاء تتسع باستمرار في عالمنا الذي يفترض أنَّه متحضر.
But it is also no coincidence that false religion and false spirituality are often based on the rejection of matter, and thus the rejection of the world itself, and on making matter synonymous with evil, that is, blasphemy against God’s creation.
The rejection of divine intervention in matter was one of the reasons that led the iconoclasts to their heresy and contempt for the remains of the saints. They did not reject the doctrine of the Incarnation in theory, but on the contrary, they built their doctrine on it. As for the practical aspect, they rejected the sanctification of matter in general and the deification of man in particular. In other words, they refused to accept the results of the Incarnation: the sanctification of visible things, the material world, and thus they did not understand the entire plan of salvation.
إن الكتاب المقدَّس والايمان المسيحي ينفردان باختبار المادة واظهار أنها صالحة في جوهرها، مع امكانية تحوّلها إلى اداة ناقلة لسقوط الإنسان وعبوديته للموت والخطيئة، ووسيلة يسرق بها الشيطان العالم من الله. ولكننا نستطيع “في المسيح” وبقوّته أن نحرّر المادة ونستعيدها كرمز لمجد الله ووجوده، وكسرّ لفعله وشركته مع الانسان.
إن التقديس سواء أكان تقديسًا للماء أو للخبز والخمر في سر الشكر لا يكون أبدًا معجزة ظاهرة و “مادية”، ولا تحويلاً يمكن أن تتفحصه حواسنا أو تبرهنه. فالواقع أنَّه في “هذا العالم” أي بحسب مقاييس هذا العالم وقوانينه “الموضوعية” لن يحصل شيء للماء، ولا للخبز والخمر.
كما أن فحص هذه المواد مخبريًا لن يؤدي إلى ملاحظة أي تغيير أو تحوّل فيها. وقد اعتبرت الكنيسة دائمًا أن انتظار تحوّل كهذا أو محاولة البحث عنه هما خطيئة وتجديف. فالمسيح لم يأت ليستبدل المادة “الطبيعية” بمادة “تفوق الطبيعة” بل ليستعيدها ويحققها باعتبارها وسيلة للشركة مع الله.
إن الماء المقدَّس في المعمودية والخبز والخمر المقدسين في سر الشكر تمّثل كامل الخليقة، لكنها تمّثلها كما ستكون في النهاية، أي عندما تتمّم في الله، ويملأ الله كل شيء بنفسه. فالتقديس إذًا، هو تجّلي تلك النهاية وظهورها، أي تلك الحقيقة النهائية التي من اجلها خلق العالم، فتحققت بالمسيح عن طريق تأنسّه وموته وقيامته وصعوده، ويعلنها الروح القدس في الكنيسة الآن، وستتم في الملكوت “الآتي”.
ولأن التقديس هو دائمًا تجّلي نهاية كل الأشياء فإنه لا يكون “نهاية بحدّ ذاته”. فالانسان يرى أن الخبز والخمر هما حقًا “جسد المسيح ودمه” لكي يحصل على شركة حقيقية مع الله. وليس في الكنيسة الأرثوذكسية عبادة للقرابين المقدسة ذاتها أو من اجل ذاتها، لأن تحقق سرّ الشكر يكمن في شركة الإنسان وتحوّله. ومن اجل هذا بالضبط، اعطي هذا السر.
And holy water is to appear and be forgiveness of sins, redemption and salvation, that is, to be what every substance is intended to be: a means to an end, and the end is the deification of man and his knowledge of God and his fellowship with Him.
C- Body transformation:
تقدّر الكنيسة الجسد الانساني تقديرًا كبيرًا. ويشهد على ذلك تجسّد المسيح، أي قاعدة خلاص الإنسان والعالم بأجمعه. ويوضح الرسول بولس: “ففيه يحلّ كمال الألوهة حلولاً جسديًا” (كول2: 9، انظر فيل 2: 5-11، عب 2: 13-18، اش 8 : 18، أع 8 : 9). قد اختبر التلاميذ ذلك على جبل التجّلي وبعد القيامة. فجسد الرب لم ينحلّ داخل القبر، بل أُنهض ولمسه الرسل حتَّى الجروح (مز 15: 9-10، لو 24: 39، يو 2: 21، 20: 27، أع 31-32، رؤ 5: 6).
في خليقة المسيح الجديدة يصير الجسد الانساني “عضو المسيح” و “هيكل الروح القدس” ( 1 كور6: 15-19)، ويُدعى الإنسان إلى تمجيد الله “بجسده” ( 1 كو6: 20 )، وإلى تقديمه “ذبيحه حية مقدسة مرضية عند الله” (رؤ12: 1) “لكي تظهر في أجسادنا حياة المسيح أيضًا ( 2 كو 4: 10). : فإنسان الخليقة الجديدة هو “ذرية الله” (أع 17: 18) ومساهم في مجد الله الذي يعكسه بجسده ( 2 كو 3: 18)
The Church's war, then, is not against the body but against its passions. If the man of the new creation is freed from his corrupt passions, his senses and his entire body will become pure and enlightened, and everything around him will shine with the love and glory of God.
D- Deification of the body:
Through the communion of the Holy Spirit, man is deified in his entirety (1 Thessalonians 5:23), that is, in spirit and in powers (actions) as well as in body.
من أهم نتائج التأله هو تقديس الجسد وتأّلهه. الجسد ليس سجنًا للنفس كما يعّلم افلاطون وليس له هدف ارضي فقط “أما الجسد فليس للزنى بل هو للرب والرب للجسد” ( 1 كور 6: 13). فكما قلنا سابقًا، الجسد يجب أن يكون جسدًا له وهيكل لله مقدس. اذا فالجسد يجب أن يتقدس بالكلية بالتأله، وبالتأله فقط يصل الجسد إلى كامل قيمته وليس في النظريات الانسانية الحديثة.
يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث عن تأله الجسد: “ان النفس التي أصبحت بتقديسها أهلاً لأن تكون شريكة في النعمة الالهية، تستمر بالضرورة بتقديس كامل هيكلها. لأنها حيث تكمن في هذا الهيكل و توجد في كاّفة أعضائه. لذلك فنعمة الروح القدس، عندما تسكن في النفس، تسكن أيضًا في هيكلها. ولكن طالما بقيت النفس في هذا الهيكل فان الروح القدس لا ينقل هيكلها بالكامل إلى مجده لأنَّهُ من الضروري أن تكون لها حريتها وأن تبدي رغباتها وتظهر ارادتها إلى أن تنتهي حياتها الأرضية. وعندما تنفصل النفس عن الجسد يتوقف الجهاد. فان انتصرت النفس وانفصلت عن الجسد حاملة اكليل عدم الفساد. حينئذ تسكن نعمة الروح القدس وتقدّس بالكلية هيكل هذه النفس. ولذلك نجد عظام القديسين وبقاياهم تفيض أشفية تداوي كل ضعف.
The separation of the soul from the body frees both from their need for each other and from the influence of one on the other. Thus divine grace is bestowed upon both without any hindrance, as both become entirely God's and divine grace dwells in them after having spent a life worthy of divinity while they were together. As for at the general judgment, the body also acquires the incorruptibility that God granted to the soul when it was sanctified.
القديس اثناسيوس يقول في ذلك أيضًا: “ان النعمة الالهية توجد في نفوس وأعضاء القديسين” (شرح المزمور 117). كذلك القديس مكاريوس يقول: “كما تمجد جسد المسيح عند التجلي على الجبل بالمجد الإلهي وبالنور الذي لا يغرب، كذلك تتمجد أجساد القديسين وتلمع. وكما أن المجد الكائن في جسد المسيح أشرق مضيئًا، كذلك أيضًا تفيض قدرة المسيح في ذلك اليوم وتشع خارج أجسادهم ” (الكلمة 15،38 ). وكلما كانت المساهمة في شركة الروح القدس أغنى كلما ازدادت قداسة الأجساد أيضًا. القديس يوحنا الذهبي الفم يقول: “بالموت لا تتغرب أجساد القديسين عن النعمة التي كانوا يحيون بها، بل تزداد بها” (في مديح أحد الشهداء).
هـ – نتائج التأله:
1- Facial shine:
أول انسان لمع وجهه كان موسى (خروج 34: 29-35 )، ثم القديس أنطونيوس، سيسوى، موسى الحبشي و آخرون…
2- The transmission of the saint’s grace by touch:
هكذا نجد أن ما مسّ جسد القديس بولس لم يكن مقدسًا فحسب بل كان ينقل النعمة أيضًا إلى الآخرين (أع 19: 21 ). و القديس باسيليوس الكبير أيضًا يقول: “انّ الذي يلمس عظام الشهيد تنتقل إليه نعمة التقديس الموجودة فيها”.
3- The abundance of goodness:
تفوح من الذخائر المقدسة لبعض القديسين رائحة ذكية لا توصف. ونقرأ في استشهاد القديس بوليكاربوس (+ 156 ) أن جسده كان يفيض رائحة ذكية في حين استشهاده. “….كان الشهيد يقف في الوسط لا كلحم يحترق بل كخبز يشوى أو ذهب أو فضة، وضعت في البوتقة وكّنا نتنسّم رائحة كأّنها البخور أو عطور نادرة ثمينة”.
ونقرأ في السنكسار أن جسد العظيم في الشهداء القديس ديمتريوس المفيض الطيب، “كان ينضح بكثرة، إلى حد أن السكان المحليين وأشخاصًا آخرين قادمين من أمكنة بعيدة كانوا يأخذون منه دون أن ينضب، وبالأحرى أنَّه كان يزداد بشفاعة القديس. وكانت لهذا الطيب قوة العلاجات والأشفية العظمى” .
وكذلك حال عدد من القديسين، مثل القديس نكتاريوس أسقف اجينا، والقديس سيرافيم ساروفسكي. فيمانيا الذي أسس دير خيلانداريوس، والقديس اغناطيوس وغيرهم…..
إن”عبير المسيح” ( 2 كور 10: 2 ) ونعمة الروح القدس يحلان على القديسين ابان حياتهم الأرضية ويملآن اجسادهم. وهذه هي معمودية النار وختم موهبة الروح القدس، كما نقول في سر المسحة المقدسة. وتستمر المعمودية في القديسين فتجعلهم يحسون بحرارة لا يعبر عنها وبشذا غير معروف، وهما من ثمار الروح القدس ولهذا السبب يحضّر الميرون في الكنيسة من عناصر عطرية .
4- The incorruptibility of holy relics:
لدى الكنيسة الارثوذكسية العديد من بقايا القديسين التي لم ينل منها الفساد بالرغم من الزمن الطويل الذي مرّ عليها . نذكر مثلاً ذخائر القديس اسبيريدون من جزيرة “كركيرة” في اليونان. هناك يوجد جسده الذي يعود إلى القرن الرابع . ليس محنطًا أو ممنوعًا عنه الهواء بل موضوعًا في تابوت، مكشوف دون غطاء. وكذلك جسد القيسة ثيدورا، في اديرة “كييف” وغيرها من المناطق الروسية هناك أجساد ألف راهب لاتزال محفوظة بدون فساد، وكذلك في رومانيا مثلاً القديس يوحنا الجديد والقديس ديميتري سارابوف وغيرهم……
“أحيانًا عدم انحلال أجساد القديسين يعتبر مؤشرًا على قداستهم (وأحيانًا العكس صحيح). ولكن عدم انحلال الأجساد ليس قاعدة عامة توجب التطويب”.
5- The miracles that happen through the holy remains:
إن قدرة القديسين العجائبية لاتعود إلى قدرتهم الخاصة، بل إلى القوة الالهية الساكنة فيهم، اذ لهم ولله نفس القوة، وبحسب الواهب التي اعطاها الروح القدس لهم، تظهر فيهم العجائب المختلفة التي تجري على ايديهم المباركة. فمنهم من يشفي المرضى، ويقيم الموتى، ومنهم من كان متحررًا من سيطرة قوانين الطبيعة في حياته المتقدسة بحضور النعمة الالهية. فنرى منهم من يتنبأ، أو يتكلم بألسنة، أو يشاهد رؤى، ومنهم من تظهر في جسده سمات الرب يسوع وجراحاته… ومنهم من يشع من جسده نور عجائبي لدرجة تبهر الناظرين إليه، ومنهم من تبعث من جسده رائحة طيب ذكية، كالبخور، سواء قبل رقاده أو بعده. وكل هذا بفعل النعمة الالهية.
Divine grace does not leave the saints before or after their repose. It sanctifies not only their souls, but their bodies as well.
فالقديسون هم أدوات النعمة الالهية الفاعلة فيهم. هم ليسوا على غرار آدم القديم، قبل الخطيئة، بل على صورة آدم الجديد يسوع المسيح، ومثاله. هم يفوقون آدم قداسة ومرتبة، لقد صاروا آلهة – كما اشتهى لآدم أن يصير – انما آلهة بالنعمة بملء حريتهم وحرية الله، وليس بالتجاوز على الله. لقد ملكوا الحياة الالهية، النعمة غير المخلوقة، القوى غير المخلوقة، فتجاوزوا الطبيعة بعجائبهم وذلك بمقدار ما يسمو الإنسان كأقنوم مخلوق (على صورة اقنوم يسوع) على الطبيعة كمادة غاشمة عمياء لا أقنوم لها.
“إن قدرة القديسين العجائبية، التي هي خاصة بجميع المعمودين، وانما في حالة كمون، هي قدرة غير مخلوقة والا كّفت عن أن تكون إلهية، وصارت مجرّد اعتلان طبيعي. فحين دهننا الكاهن بالميرون أخذنا الروح القدس كنعمة للحياة، وكمواهب يظهرها هو متى شاء للمنفعة ( 1كو 12: 13: 1-13)”.
وتذكر سير القديسين عددًا كبيرًا من العجائب التي حصلت بواسطة الذخائر المقدسة. ونقرأ في سيرة القديس نكتاريوس الحادثة التالية: “يوم رقاد القديس الطاهر أمسك أحد الأشخاص بيمينه، وكان عديم الإيمان والتقوى، إلا أن زوجته كانت امرأة ورعة فما أن أمسك بها حتَّى شعر أنها حارة وطرية. فتعجب كثيرًا ثم تاب وغدا، بنعمة القديس، مؤمنًا ورعًا”.
6- Glorification of the body in the present life and after the general resurrection:
يقول الأب رومانيدس في مقالته حول تمجيد الانسان: “لم يعد التمجيد محدودًا فقط في القلب، ظاهرًا كالأنبياء، بل ممتدًا إلى كل جسد من أجساد هؤلاء الممجدين ومستمرًا في القديسين بشكل دائم، فيلهمون بواسطة تمجدهم الثابت ويصبحون ذخائر مقدسة”.
ونقول أيضًا في خدمة الجناز أن جسد المسيحي هو “صورة مجد الله الذي لا يوصف” على الرغم من أنَّه “يحمل آثار الزلات”.
“إن عقيدة تكريم رفات القديسين (وكذلك تكريم الايقونات) مؤسسة على الإيمان بوجود ارتباط روحي ما بين الروح القدس ورفات هؤلاء القديسين التي لم يستطع الموت الجسدي أن يحّلها إلى التراب الذي أخذت منه. الرفات هذه بقيت تعيش مع النفس الحية إلى حدّ ما. هناك نعمة روحية في أجسادهم وحتى في أصغر بقايا أجسادهم. هذه النعمة الروحية حافظت وتحافظ على هذه الأجساد أن تبقى بعدم انحلال وتلف. بقايا أجساد القديسين هذه انما هي أجساد ممجدة قبل الأوان أي قبل القيامة العامة للأجساد الراقدة التي تنتظر هذا اليوم. انها تشبه جسد الرب عندما كان في القبر، والذي وان كان مائتًا بدون نفس حيّة ولكنه لم يكن مطروحًا من الروح الالهي، بل كان ينتظر القيامة”.
Chapter Two: The Holy Remains in the Bible
A- The Holy Remains in the Old Testament:
نجد في الكتاب المقدَّس دلائل على تكريم ذخائر القديسين، حتَّى في العهد القديم. فقد ورد فيه أن عظام يوسف الصدّيق حفظت بعناية واهتمام (يشو 49: 15 ). وهذا أمر غريب فعلاً، ففي العهد القديم اعتبرت ملامسة جسد الإنسان الميت “نجاسة” (لاو 21: 1-9، خر 44: 25). لكن الاسرائليين نقلوا عظام يوسف باحترام عظيم، ولم يتنجسوا (تك 50: 25، خر 13: 19) و”عظام يوسف التي أصعدها بنو اسرائيل من مصر ودفنوها في شكيم في الحقل الذي كان يعقوب قد اشتراه من بني حمورابي شكيم بمائة قسيطة فضة وصارت ميراثًا لبني يوسف”(يشوع 24: 32).
Many died in Egypt, and only the remains of Joseph were transferred, because he was a well-known and great saint and a friend of God, as his biography says.
والله نفسه كرّم جسد صفيّه موسى بشرف عظيم إذ دبّر أن تدفنه الملائكة في أرض الموآبيين. فلم يعلم أحد من الناس حتَّى الآن كيف وأين دفن موسى “وقال الرب (لموسى) هذه الأرض التي أقسمت من أجلها لابراهيم ولاسحق وليعقوب قائلا إني أعطيها لنسلك إني أريتك بعينيك ولكن لاتعبر إلى هناك، فمات موسى عبد الرب هناك في ارض موآب بموجب كلمة الرب، فدفنه في : واد بأرض موآب قبالة بيت فعور ولم يعلم إنسان بقبره إلى اليوم…” (تك 34: 4-8).
والمشهور عن ذخائر القديس اليشع هو أنَّه ما كاد جسد أحد المتوفين يمسّ عظام النبي في قبره حتَّى عاش الميت وقام. “فمات اليشع فدفنوه وجاءت غزاة موأب إلى الأرض عند دخول العام وحدث عندما كانوا يدفنون رج ً لا، أنهم رأوا الغزاة فطرحوا الرجل عند قبر اليشع فنزل الرجل ولمس عظام النبي وعاش وقام على قدميه” ( 4 مل 13: 21).
وأيضًا “وتوارى إيليا في العاصفة فامتلأ اليشع من روحه وفي أيامه لم يتزعزع مخافة من ذي سلطان ولم يستول عليه أحد، لم يغلبه كلام وفي رقاد الموت جسده تنبأ، صنع في حياته الآيات وبعد موته الأعمال العجيبة” (سير 13: 15).
قال القديس كيرلس الأورشليمي: “إن أليشع وهو في الأحياء فعل معجزة القيامة بروحه”. “فلما دخل اليشع البيت إذا بالصبي ميت ملقى على سريره، فدخل وأغلق الباب عليهما وصّلى إلى الرب، صعد على الصبي واضطجع عليه ووضع فمه على فمه وعينيه على عينيه ويديه على يديه وامتدّ عليه إلى أن دفئ لحمه، فرجع ومشى في البيت فترة هنا وفترة هناك ثم عاد ثانية فامتد عليه فعطس الصبي سبع مرات وفتح عينيه ودعا جيحزى وقال: ادع هذه الشونميّة دعاها فدخلت إليه فقال: خذي ابنك، فصعدت وخرّت عند رجليه وانحنت إلى الأرض وأخذت ابنها وخرجت”( 4مل: 37-32).
Moreover, so that the souls of the saints would not remain honored alone, but so that people would believe that the bodies of the righteous also have the same power, the dead man who fell into the tomb of Elisha was revived when he touched the body of the dead prophet.
The body of the dead prophet performed the miracle instead of his spirit. If he was dead and lying in the grave, he gave life to the dead, and the giver of life himself remained dead as he was. And why? So that this work would not be attributed to the spirit alone if Elisha had risen. Rather, to show that in the absence of the spirit in the body, there is included in the bodies of the saints an effective power for miracles, since for a period of years a prominent spirit dwelt in them, subject to it.
ولمّا كان ملك اليهودية يوشيّا يستأصل العبادة الوثنية، وحينئذ أحرق كثيرًا من عظام الأموات فحوّلها رمادًا. إلا أنَّه أمر مع ذلك بأن يحفظ ذخائر النبي انسان الله القديس الموجود هناك بالاكرام كاملة سالمة “…ولتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل فأرسل وأخذ العظام من القبور وأحرقها على المذبح ونجّسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام. وقال ما هذه الصورة التي أرى؟ فقال له رجال المدينة: هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الأمور التي عملت على مذبح بيت ايل. فقال دعوه، لا يحركن أحد عظامه. فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة…” (انظر 4 مل 23: 4-25).
وأخيرًا يروي الكتاب أيضًا أن أحد “رجال الله” صّلى ولم يحافظ على الوصايا، فعوقب على ذلك بأن لقيه أسد وهو خارج من بيت ايل على ظهر حماره، فقتله”. وبقي ملقى على الطريق والحمار مقابله، والأسد قائم إلى جانب الجثة”. أي أن الوحش الذي صار أداة للعدل الإلهي، لم يمزّق جسد رجل الله، بل تصالح مع الحمار ووقف بقربه يحرس الذخيرة المقدسة. ثم مرّ بعض الناس من هناك ورأوه، فأسرعوا إلى المدينة وأذاعوا النبأ. أما النبي الشيخ الذي تسبّب في ضلال رجل الله فذهب إلى ذلك الموضع ووجد جّثته ملقاة على الطريق والحمار والأسد قائمان بجانب الجثة، ولم يأكل الأسد الجثة ولا افترس الحمار. فأخذ النبي جثة رجل الله وجعلها على الحمار ورجع بها. ودخل النبي الشيخ المدينة ليندبه ويدفنه، ووضع جثته في قبره، وندبوه قائلين: أواه يا أخي. وبعد أن قبره كّلم بنيه قائ ً لا: إذا م ّ ت فادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله، بجانب عظامه ضعوا عظامي” ( 3 مل 13: 25-31).
This last passage testifies to the prophet’s confidence in the miraculous power inherent in the relics of the holy man, and that if he had disobeyed God’s commandments for a moment, he would have been punished. Likewise, the position of the donkey and the lion, who became tools in God’s hand, stood with honor and piety beside the relics.
ب – البقايا المقدسة في العهد الجديد:
فإن كانت عظام وبقايا أنبياء العهد القديم – الممسوحين من الخارج – قد أقامت الميت، فكم بالحرى ذخائر قديسي العهد الجديد، الذين سكن فيهم يسوع من الداخل ومسحهم بالروح القدس القاطن فيهم، جاعلاً أجسادهم هياكل له ( 1 كور 6: 19).
He who does not honor the relics of the saints is far from the spirit of the Gospel, because the Gospel commands us to present our bodies as a living and holy sacrifice (Rom. 13:1). And this sacrifice is only offered by the Holy Spirit, making the body for the Lord and the Lord for the body (1 Cor. 6:13). If the life of the Lord Jesus is made manifest in our bodies (2 Cor. 4:10), how much more will the grace of His Holy Spirit be made manifest.
وجاء في انجيل متى أن قبور الانبياء في أيام المسيح كانت مبنية في أورشليم ومدافن الصدّيقين مزيّنة تكريمًا لذخائرهم المقدسة: “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصدّيقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء” (متى 23: 29-30).
وربما تقول : إن المسيح لم يثن على عمل أهل أورشليم هذا بل الأمر بالعكس لأنه أنبهم قائلاً: “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصديقين”. ولكن ثيوفيلكتوس المغبوط يجيب على هذا بقوله: “إن الرب لم يؤنبهم لأنهم بنوا للأنبياء قبورًا، عملهم هذا عمل جيد، بل لأنهم عملوا هذا رياء أو منافقة أنبهم على نفاقهم ورداءتهم ضد المسيح. إنهم قالوا (لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في سفك دماء الأنبياء) مع أنهم في الوقت عينه كانوا ينوون قتل ابن الله الذي تنبّأت عنه الأنبياء. ولذلك قال لهم الرب: “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون فاملأوا أنتم مكيال آبائكم”، فمن هنا نرى جليًا أن تكريم الذخائر المقدسة كان عند الاسرائيليين ليس قبل مجيء المسيح فقط بل وفي أيام حياته على الأرض أيضًا.
إن المرأة نازفة الدم إذ لمست ذيل ثوب المخلص لن تسمّ عابدة أصنام بل بالعكس لأنَّها بسبب ذلك نالت الشفاء والمديح “وإن امرأة مستحاضة منذ اثني عشرة سنة، وقد كابدت كثيرًا من اطباء كثيرين وصرفت جميع ما عندها من أموال ولم تستفد شيئًا بل صارت إلى أسوأ حال، فلمّا سمعت بيسوع جاءت في المجمع من خلفه ولمست ثوبه، لأنَّها قالت إني إذا لمست ثيابه شفيت.
وللوقت كفَّ مجرى دمها وأحسّت بأنها برئت من دائها، عندئذٍ علم يسوع في نفسه بأن قوة قد خرجت منه فالتفت إلى الجمع وقال: من لمس ثيابي؟ فقال له تلاميذه: أنت ترى الجمع يزاحمك وتقول من لمسني، فنظر حوله ليرى التي فعلت هذا، فخافت المرأة وارتعدت لعلمها بما حصل لها وجاءت فركعت أمامه واخبرته بالحقيقة كّلها فقال لها: “يا بنية، قد شفاك إيمانك فانطلقي بسلام واسلمي من دائك” (مر 5: 25-43، مت 9: 20-22، لو 8 : 43-48).
ولم ينبذ أولئك الذين كانوا يأتون بايمان وحمّية إلى ظلّ الرسول القديس بطرس، بل الأمر بالعكس، لأنهم كانوا يكافأون بالشفاء من أمراضهم لا بل “كان المؤمنون يزدادون للرب جماعات من رجال ونساء، حتَّى أن الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الأسواق ويضعونهم على أسرّة وفرش لعلّ بطرس إذا مرّ، يظّلل بعظهم بظّله، وقد اجتمع أيضًا في أورشليم من المدن التي حولها جماعات يحملون مرضى ومن عذبتهم الأرواح النجسة فبرئوا جميعهم واحدًا فواحدًا” (أع 5: 14-16).
ولم يسمّ أولئك الذين وضعت عليهم العصائب والمناديل المأخوذة عن جسم القديس بولس ومن شفيوا بذلك رقاة ومعوذين. “وصنع الله على يد بولس قوات عظيمة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عن جسمه إلى المرضى مناديل أو عصائب فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة”. (أع 19: 11-12). فإذا كان للظلّ والمناديل الرسولية هذا المقام من الكرامة عند المؤمنين فبالأحرى أن يكون تكريم ذخائر الرسل المقدسة ولا ريب أعظم مقامًا عندهم. وإذا كانت لتلك قوّة شفائية فبالأحرى أن تكون لهذه أيضًا.
ونستنتج أيضًا أن أجساد جميع المسيحيين يجب أن تكون، وكذلك اجساد القديسين، هياكل الروح القدس. وهذا ما يؤكده القديس بولس الرسول في كلماته: “أما تعلمون أنكم هياكل الله وروح الله يسكن فيكم” ( 1 كور 3: 16-17)، “أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله” ( 1 كور 6: 19-20).
والرسول ذاته يقول أيضًا: “فإن طهّر نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسًا نافعًا للسيد مستعدًا لكل عمل صالح” ( 2 تيمو2: 21) بكل تأكيد فإن اجساد القديسين هي هياكل الروح القدس و “آنية للكرامة” وان كانت النفس قد فارقتها بالموت.
Chapter Three: Veneration of the Relics of Saints According to Christian History
A- The presentation of the Holy Relics:
لا يقتصر تكريم الذخائر المقدسة على الكنيسة الأرثوذكسية فحسب، وإنما تشاركها في هذا كل الكنائس القديمة التقليدية بما فيها الكنيسة الكاثوليكية. إذ يعود هذا الاكرام إلى أقدم الزمان. يشهد على ذلك كما رأينا سابقًا الكتاب المقدَّس بعهديه: القديم والجديد، وكذلك التقليد الشريف. فاكرام ذخائر القديسين ليس عادة جديدة لدى المسيحيين وإنما يعود إلى الأزمنة المسيحية الأولى، وهو تقليد مستمر في كنيستنا. ودليلنا من التقليد هو الشهيد بوليكاربوس (حوالي 156-157 ) فبقاياه توصف بأنها “أغلى من الأحجار الكريمة وأثمن من الذهب” (انظر استشهاد بوليكاربوس فصل18: 1)، فكان المؤمنون يحرصون على جمعها بكل انتباه ويكرمونها أجلّ إكرام يليق بالقديسين.
Here is this text that confirms our words:
“عندما رأى الشيطان الشهيد وهو يتكلل بإكليل عدم الفساد، حاول منعنا من أخذ جسده، على رغم رغبة الكثيرين في القيام بذلك، تقرّبًا من جسده المقدَّس، فدفع نيكيتا، أبا هيرودوس وأخا آليكس، إلى مقابلة الحاكم والطلب إليه ألاَّ يسّلم الجسد، زاعمًا أننا قد نترك المصلوب، ونشرع في عبادته، وكان كلامهم بتحريض من اليهود الذين راقبونا وخافوا من أن نخطفه من النار، ولم يعلموا أننا لايمكن أن نترك المسيح الذي تألم من أجل خلاص العالم كله، حتَّى الأثمة، ولا أن نعبد أحدًا سواه. فالذي نسجد له هو ابن الله، أما الشهداء، تلاميذ المسيح المقتدرون به، فنحبّهم بسبب محبَّتهم غير المحدودة لملكهم ومعلمهم… وأمام إلحاح اليهود وضع كنديريوس الجسد في وسط الساحة وأحرقه حسب العادة. فجمعنا عظامه التي هي أكرم من الحجارة الكريمة وأثمن من الذهب، ووضعناها في مكان مناسب، راجين أن يساعدنا الرب على الاجتماع فيه كلما استطعنا لكي نحتفل، فرحين ومبتهجين بتذكار شهادته، حتَّى يكون أولئك الذين جاهدوا قبلنا بمثابة معّلمين ومدربين لكل من سيجاهد في المستقبل”.
We can conclude from this passage several conclusions, the first of which is that the believers distinguished between honoring the saints and worshipping them, not as some accuse the Orthodox Church of worshipping relics, for it is clear that the Church worships Christ only and honors relics. The second is that this text testifies that the tradition of our Church, which requires holding the Divine Liturgy on a table containing holy relics, is a very old Christian tradition.
B- The development of the veneration of holy relics:
During the Christian persecution, the veneration of the relics of the martyrs increased so rapidly that the liturgy did not accompany this development until the third century. The relics of the martyrs were collected and buried for every pious person. In the middle of the third century, Cyprian of Carthage attested to the veneration of the instruments of torture of the martyrs by saying: The bodies of those imprisoned for Christ sanctify their chains (Epistle 13), and in the fourth century Basil of Caesarea reported the official celebration that took place on the day of their martyrdom. In Rome - during the persecution - the relics were immediately linked to the liturgical ritual, since the veneration of the dead was the only ritual that the faithful could freely practice in Rome during the persecution in Christian meetings near the graves to pay due honor to their dead. What was not known until the end of the third century was that the Eucharist was celebrated over the graves of the martyrs.
During the fourth and fifth centuries the veneration of the relics of the martyrs grew as a liturgical rite and was theologically confirmed in the West by Maximus of Turin, who adopted the Mystical Body as the reference for the doctrine of the “Mystical Body” (Homily 77). At the same time the tombs of the martyrs were opened, and the remains or objects that had come into contact with their temples or real bodies were distributed as blessings.
1- The practice of venerating relics in the East:
اختلفت ممارسة اكرام ذخائر القديسين والشهداء بشكل عام في الشرق عنها في الغرب. ففي الشرق كانت أجساد القديسين “تنبش” (تكشف) وتقسم أجزاء وتنقل من مكان إلى آخر، كانتقال ذخائر القديس “بابيلاس” سنة 351، وفي القرن الرابع كان نقل البقايا يتم باحتفالات مهيبة.
In our Orthodox Church, there are saints whose relics are transferred on a feast day, in addition to celebrating their birthdays or deaths.
ونذكر على سبيل المثال نقل بقايا القديس نيقولاوس إلى “بارى” في 9 أيار ونقل بقايا القديس يوحنا الذهبي الفم إلى القسطنطينية في 27 كانون الثاني.
ومن الجدير بالذكر العجائب التي تحصل في نقل الذخائر المقدسة ومنها هذه: “كان على قرب من الاسكندرية موضع اسمه مانوفين (Manufin) ففي هذا الموضع وجد معبد قديم مسكون من الشياطين وكان ذلك الموضع مخيفًا جدًا لأن أرواحًا شريرة كثيرة كانت تستوطنه. لكن ما أن نقل إليه القديس كيرلس بطريرك الاسكندرية ذخائر القديسين كيروس ويوحنا حتَّى ذهب عنه فجأة القوات الشيطانية جمعاء ( 9 حزيران). ولما نقل القديس لوقا الانجيلي من سبسطية إلى مدينة انطاكية يد القديس يوحنا السابق ككنز ثمين مكافأة له على تهذيبه فيها. ومنذ ذلك الحين حفظت يد السابق المقدسة عند مؤمني انطاكية في تكريم عظيم وتمّت بها معجزات خطيرة وفيرة (7كانون الثاني).
2- The practice of venerating relics in the West:
“اختلفت ممارسة اكرام الذخائر في الغرب لأن قانون الثيودوسيان (الذي أصدره الامبراطور ثيودوسيوس الثاني في العام 435 م) كان يعاقب وبقساوة من ينبش القبور لأنه يعتبر أن نقل البقايا وكشفها هو انتهاك وتدنيس لحرمة القبور. والبابوات دافعوا عن هذا الرأي بقوة واعتقدوا أن نقل بقايا القديس أمر شاذ ولايسمح به إلا لأسباب قاهرة وجوهرية، ولكن هذه القساوة ما لبث أن خّفت في القرن الثامن حتَّى سمح البابا بولس الأول ( 757- 567 ) وباسكال الأول ( 817 – 824 ) بنقل عدد كبير من البقايا وازدادت هذه الممارسة بشكل سريع ونتيجة ذلك بدأوا في ايطاليا بتقسيم أجزاء من أجساد القديسين وتوزيعها. وفي عهد شارلمان تقرّر إكرام البقايا وهذا الأمر الأخير أثر في الاقتصاد والتطور الاجتماعي في Pilgrinages ” وأصبح مرفقًا “بزياح عالم الغرب”.
3- The practice of venerating relics after the iconoclastic war:
In the East, after the conflict between the supporters of icons and their opponents, the veneration of the relics of saints and icons developed as well. Saint John of Damascus defended the doctrine of the veneration of the relics of saints in the East based on the teaching: God gave the relics of saints to the Church as a salvific meaning and for this reason it is very necessary to offer her veneration as a representative of the saints, friends of Christ, sons and heirs of God. Therefore, the veneration of relics is in fact veneration of God. This opinion became a new starting point in Orthodox thought in general, knowing that the relics of saints receive secondary veneration from the veneration given to God.
Heretics such as the Manicheans fought against this veneration. In the eleventh century, the veneration of icons became more important than the relics of saints, while the theology of the relics of saints became something traditional (ceremonial). In the seventeenth century, the Orthodox theologian Stephen Yavorsky paid great attention to this problem.
4- The practice of venerating relics after the Crusades:
In the West, especially during the Crusader period, the veneration of relics grew, especially in the year 1204 after the occupation of Constantinople, when a large number of relics fell into the hands of the Latin forces and were seized, as was the case in Antioch, Jerusalem and Edessa. They sent these relics to enrich the churches of Central Europe, and the Latins justified this action by saying that it was not aimed at trade, but rather to enrich themselves with them due to their high value.
C- The definitions of the Seventh Ecumenical Council and some local opinions on the relics of the saints:
إن المجمع المسكوني السابع الذي أقيم في سنة 787 يسمي ذخائر القديسين “ينابيع الشفاء” ويسوم الذين لا يكرمونها القصاص. فقد قال: “إن ربنا يسوع المسيح منحنا ذخائر القديسين ينابيع خلاصية فائضة بمختلف الاحسانات على الضعفاء. ولذلك فالذين يجرؤون على رفض ذخائر الشهداء، وقد عرفوا صحّتها وحقيقتها، فاذا كانوا أساقفة أو إكليروسًا فليحطوا، وإذا كانوا رهبانًا وعالميين فليحرموا المناولة (اعمال المجمع الثالث والسابع).
وهذا المجمع المسكوني السابع عينه حدّد أن توضع الذخائر المقدسة في الكنائس وتبخر متوعدًا بالحط من الرتبة الاسقفية في حال عدم القيام بذلك إذ قال في قانونه السابع: “إننا نحدد أن يتمم بالصلاة المعينة وضع ذخائر الشهداء المقدسة في تلك الكنائس التي تكرست بدون أن توضع فيها يوم تكريسها. والأسقف الذي يحتفل من الآن بتكريس كنيسة بدون ذخائر مقدسة فليحط كمتجاوز التسليمات الكنائسية).
إن مجمع غنغرة المكاني الذي أقيم في سنة 343 في قانونه العشرين ابسل للحرم أولئك الذين كانوا يستنكفون عن ذكرى الشهداء فلم يكونوا يجتمعون للاحتفال بالصلوات تكريمًا للشهداء في تلك الاماكن الموضوعة فيها ذخائرهم المقدسة. إن أمثال هؤلاء المبتدعين عرفوا باسم الافستاتيين وكانوا يزدرون بالذخائر الشريفة ولا يأتون إلى تلك الكنائس الموضوعة فيها. ولمّا دحض آباء المجمع القديسون مزاعم الافستاتيين الكاذبة وفّندوها وأبسلوهم للحرم مع جميع من ضارعوهم بالآراء الملتوية شرعوا في اجتماعاتهم: “إن من هفت به الغطرسة فكره وازدرى اجتماعات تكريم الشهداء والصلوات وذكرياتهم التي تحتفل بها: فليكن تحت الحرم” (القانون العشرون).
The Carthaginian Council, which was held in the year 401, ordered in its eighty-seventh law the destruction of altars (temples and churches) in which the relics of the martyrs were not placed. Thus, the councils that met in the East bear witness to the veneration of the holy relics, and the councils of the West also bear witness to it. We have refrained from citing their testimony because what we have mentioned is an end for the believer, but for the non-believer, doubling the testimony is futile and of no benefit.
Chapter Four: Teaching the Fathers about the Importance of Holy Relics
أ – لمحة عن النقاط الأساسية في تعليم الآباء عن البقايا المقدسة:
إن هذه العقيدة أي “تكريم الذخائر المقدسة” تطورت وأخذت شكلها في الشرق مع باسيليوس الكبير ويوحنا الذهبي الفم، أما في الغرب فمع القديس امبراسيوس وأغسطينوس المغبوط.
هؤلاء القديسون كان لهم اعداء وأولهم هو فيجيلانتيوس (Vigilantios) في “غاوول” الذي نقد أهم الأسس فيما يتعلق بطقس البقايا المقدسة إذ صرّح أن المسيحيين هم عبدة اصنام، نتيجة لذلك بدأ كّتاب المسيحيين الدفاع في كتاباتهم عن الفرق بين الإكرام والعبادة وعن الأسس اللاهوتية فيما يتعّلق ببقايا القديسين. القديس جيرانيموس (Jerome) (420-347) أجاب فيجيلانتيوس معترضًا بشكل أساسي ومدافعًا عن طقس إكرام بقايا القديسين مستندًا إلى الكتاب المقدَّس وتقليد الكنيسة، والعجائب التي عملها الله بواسطة البقايا. وبعد جيرونيموس وضّح الآباء أكثر وأكثر العلاقة بين الله والقديسين وبقاياهم الأرضية مشدّدين على أربعة نقاط أساسية لتثبيت عقيدتهم:
1) – Believers see the saints in the remains they venerate, and this is the starting point for Ephrem the Syrian, Theodore (the Goth), Maximus (of Turin), and others.
2) – Since the martyrs were saints on earth, their bodies are also sacred. John Chrysostom and Basil the Great emphasized that the blood of the martyrs and the personal history of their sufferings stirred the courage of the faithful, the steadfastness of the martyrs made their remains precious, and the holy remains are a memorial to us, for we should imitate them (the martyrs).
3) – غريغوريوس النيصصي، أوغسطينوس المغبوط وباولينوس (of nola)والبابا لاون الأول (440-461) أثبتوا إكرام بقايا القديسين استنادًا إلى دليل أو شهادة من العجائب الالهية – من خلال أدواتهم، وإننا نعطي المجد فقط لله، وبقدر ما يظهر قوته في البقايا نكرّمها.
4) – The fourth justification is based on the fact that the remains of saints are the remains of friends whose closeness to God made them saints. Gregory of Nyssa and Augustine the Blessed are the ones who affirmed this view of the remains of saints.
Finally, we say that the period of the emergence of the iconoclasts was very important, as the theology of Saint John of Damascus emerged during it, defending the veneration of the icon, linking it to the veneration of the relics of the saints.
ب – شهادة من الآباء عن البقايا المقدسة:
1- Saint Basil the Great:
كتب القديس باسيليوس رسالة إلى الأسقف أركاديس بمناسبة بنائه كنيسة جديدة، جاء فيها: “لقد سررت للغاية عند سماعي أنك منهمك بمسألة تشييد بيت لمجد الله – وهذا يَدَهِيِّ كونك صرت مسيحيًا – وأنك بالمحبة العملية، احببت “جمال بيت الرب” كما هو مكتوب، أنك بهذا، قد أعددت لنفسك ذلك القصر السماوي الذي أعده الرب في راحته للذين يحبونه. إذا تيسّر لي أن أجد أيّا من بقايا الشهداء، رجائي أن تكون لي مساهمة في محاولتك المحبة”. وفي مناسبة تذكار يوم استشهاد القديس برلعام يقول القديس باسيليوس “كان موت القديسين يكرّم قديمًا، بالدموع وقرع الصدور فبكى يوسف بمرارة عندما مات يعقوب، وناح اليهود كثيرًا عندما مات موسى. أما اليوم فإننا نبتهج ونتهّلل في موت القديسين بالمراثي بعد الموت، بل نطوف حول قبورهم طوافًا إلهيًا. ذلك أن موت الأبرار صار رقادًا بل هو صار حياة….”.
وبتفسيره كلمات مرّنم المزامير (كريم أمام الرب موت أبراره) يقول: “عندما كان يموت أحد في الشريعة اليهودية كان الميت يعدّ نجسًا. أما عندما يموتون في المسيح ولأجل المسيح فذخائر قديسيه كريمة. وكان يقال قبلاً للكهنة وللنذراء ألا يمسّوا الأجساد الميتة لكيلا يتنجسوا: “وكّلم الرب موسى قائلاً: كّلم بني اسرائيل وقل لهم إذا أراد رجل أم امرأة بأن ينذر نذرًا نسكا للرب، فليعتزل عن الخمر المسكر ولا يشرب خلّ خمر أو خلّ مسكر ولا يشرب عصيرًا من العنب ولا يأكل عنبًا رطبًا أو يابسًا، وكل أيام اعتزاله لايأكل شيئًا مما عمل من كل الخمر من اللب حتَّى القشر، وكل أيام اعتزاله لا يمرّ على رأسه موسى حتَّى تتم الأيام التي يعتزل فيها الرب فيكون مقدسًا ويربى شعر رأسه، وكل الأيام التي يعتزل فيها الأب لا يأتي إلى جثة ميت، ولاينجس نفسه لأبيه أو أمه أو لأخيه أو لأخته إذا ماتوا لأن اعتزال إلهه على رأسه، فكل أيام اعتزاله هو مقدس للرب” (عدد 6: 8-6). أما الآن فمن يمسّ عظام الشهداء ينضم إلى القدسيات. وفي عظة على الأربعين شهيدًا قال عن ذخائرهم الموزعة في تلك الجهة كلها: “إنها هي التي تسوس منطقتنا كلها وهي لنا كحاجز ودعائم ضد الهجمات العدائية”.
وفي خطابه عن القديس الشهيد مامانتوس يقول: “إن العجائب التي منح بها القديس الشهيد العافية للبعض والحياة للبعض الآخر إنما هي مشهورة لدى الجميع”. وفي خطابه عن الشهيدة القديسة يوليطا كتب: “إنه لمّا نقلت ذخائرها المقدسة إلى مكان خال من الماء تفجّر من الأرض نبع ذو ماء فرات حتَّى أن سكان تلك الجهة سمّوا القديسة يوليطا مغذيتهم كالأم التي تغّذي أولادها باللبن”.
2- Saint John Chrysostom:
يقول هذا القديس في كلمته عن الشهيدة ذروسيذا: “حيث لاينفع ذهب ولاغنى هناك تفيد بقايا القديسين .لأن الذهب لايشفي من مرض ولاينجي من موت ولكن عظام القديسين تفعل الاثنين” (طبعة ميني 50،689 ). كذلك يشهد القديس نفسه أن بقايا القديسين مخيفة للشياطين. ويذكر أن بقايا القديس بابيلا أبطلت افعال أبولون حيث امتنع عن اجابة الامبراطور يوليان الجاحد إلى طلبه واعترف ابولون نفسه بسبب صمته وهو لأن بقايا القديس دفنت إلى جانب معبده. عندئذٍ أمر الامبراطور بنقل البقايا إلى مكان آخر ليحرر أبولون ويستنتج القديس يوحنا الذهبي الفم من ذلك: “إن المخادع الأول (الشيطان) لم يجرؤ أن ينظر قبر بابيلا. هذه هي قوة القديسين الذين وهم أحياء لم تحتمل الشياطين ظّلهم ولاثيابهم وهم أموات ترتجف حتَّى من قبورهم”.
The saint himself testifies that devout Christians are accustomed to:
- To pray before the holy relics.
- To hold meetings and celebrations around it.
- To kiss it before Holy Communion.
- They wish to be buried next to her.
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم في تقريظة للقديس اغناطيوس الحامل الاله: “ليست أجساد القديسين وحدها ملأى نعمة بل ونفوسهم ذاتها أيضًا لأنه إذا كان في زمن أليشع قد تمّ شيء من هذا القبيل، إذ مسّ الميت النبي انحل من قيود الموت وعاد إلى الحياة. فبالأحرى الآن النعمة أغزر وفعل الروح القدس أخصب؟ فمن يمسّ نعش (القديسين) ذاته عن ايمان لا بدّ وأن يجتذب منه منفعة كبرى. ولذلك أبقى الله لنا ذخائر القديسين رغبة منه أن يقودها إلى تلك الغيرة التي كانت فيهم ويمنحنا ميناء وتطبيبًا حقيقيًا ضد الشر المحيط بنا من جميع الجهات”. وأيضًا في الخطاب على كورنثوس الثانية: “ان عظام القديسين تخضع تعذيبات الأبالسة وتزدريها وتحلّ المكبّلين بقيودها القاسية… أن الغبار والعظام والرماد هي تعذيب الكائنات الخفية”. فلا تنظرن إلى جسد الشهيد العاري والفاقد العمل النفساني والملقى أمامك بل إلى أن فيه تستقر قوة أخرى أعظم من النفس ذاتها وهي نعمة الروح القدس التي تحقق لنا بفعلها العجائبي حقيقة القيامة. لأنه إذا كان الله قد أولى الموتى والأجساد المتحوّلة غبارًا مثل هذه القوة التي لا يملكها أحد من الأحياء فبالأحرى أن يعطيهم يوم القيامة حياة أفضل وأهنأ من السابقة” (خطابه بخصوص الشهيد بابيلا).
3- Saint Jerome:
حاول هذا القديس في جوابه إلى فيجيلانتيوس أن يبرهن له أننا نكرّم بقايا القديسين لأننا نعبد المسيح، ولا نعبد الأصنام، والأهم من ذلك أن أجساد المائتين في المسيح يسوع ليست منجّسة كما يقول البعض كاليهود والسامريين الذين يعتبرون الجسد غير طاهر (منجّس) ويبرهن ذلك مستندًا إلى الكتاب المقدس. أما نص رسالته فإليك به: “نحن بالحقيقة نرفض العبادة لا لبقايا الشهداء فقط بل أيضًا للشمس والقمر والملائكة ورؤساء الملائكة والشاروبيم والسارافيم وكل اسم من المسميات، لا في هذا العالم فحسب، بل في العالم الآتي أيضًا، فلذلك نحن لانخدم مخلوقًا أكثر من الخالق المبارك إلى الأبد، نكرّم بقايا الشهداء، ونعبد الرب، الشهداء هم شهداء للرب. إذا نحن نكرّم خدّام الرب الذين يعكسون ربّهم الذي قال: “من يستقبلكم يستقبلني أنا أيضًا”. ويتابع القول: أنا أريد أن أسأل فيجلانتيوس هل بقايا بطرس وبولس منجّسة؟ هل كان جسد موسى منجّسًا، الذي نحن نقول فيه أن الرب نفسه هو الذي دفنه؟.
هل في كل وقت ندخل فيه كنائس الرسل والأنبياء والشهداء نعبد صناديق ذخائر الأصنام؟. دعوني أوجّه هذا السؤال إليه هل كان جسد الرب منجّسًا عندما وضعوه في القبر؟!.: إذا كانت بقايا الشهداء لا تستحق الإكرام، فكيف نقرأ في المزمور ( 116: 110 ): “كريم لدى الرب موت قديسيه”؟ إذا كان الرجال المائتون ينجّسون من يلمسهم فكيف حدث أن الميت أليشع أقام الرجل الذي كان أيضًا مائتًا؟ فهذه الحياة أتت بعد موته (موت النبي) الذي هو بنظر فيجيلانتيوس يجب أن يكون منجّسًا.
انطلاقًا من هذا الرأي – رأي فيجيلانتيوس – يستنتج القديس “إن كل مخيّم من مخيّمات اسرائيل وشعب الله كان منجسًا لأنه حلّ فيه جسد يوسف وجسد البطاركة في الصحراء، وحمل أيضًا رقادهم المنجّس).
ويستمر القديس في طرح الأسئلة ويقول: “أنا أريد أن أسأل: هل بقايا الشهداء منجسة؟ ويجيب إن كان هذا صحيحًا فلماذا سمح الرسل لأنفسهم أن يسيروا وراء (جسد منجّس) استفانوس بموكب جنازي؟ ولماذا أقاموا له رثاء عظيمًا؟ (أعمال الرسل 8: 2).
4- Saint Cyril of Jerusalem:
يقول القديس في موعظته التعليمية الثامنة عشرة: “ليست أرواح القديسين فقط مستحقة للتكريم، ففي أجسادهم الميتة أيضًا قوة واقتدار، أن جسد أليشع كان في القبر ميتًا ومع ذلك فإذا لمس الميت حيي” ( 2 ملوك 13: 21) فقام جسد النبي الميت بعمل النفس. ذلك إن ما كان ميتًا منح الحياة لميت، وظل هو بين الأموات. ولم ذلك؟ خوفًا من أنَّه لو كان أليشع حيًا لعُزيت المعجزة للنفس وحدها. ولكي يبرهن على أنَّه عندما تكون النفس غائبة، تكمن في جسد الأبرار بعض القوة بسبب النفس البارة التي سكنت فيه مدة سنوات، وكان أداة لها.
فلا نكن منكرين يا أبنائي، وكأن ذلك لم يحدث. لأنه إذا كانت “المآزر والمناديل” (أعمال 19: 12) التي هي من الخارج، تشفي المرضى عندما تلمسهم، فكم بالحري يستطيع جسد النبي نفسه أن يقيم المائت”.
5- Saint Ambrose:
القديس أمبروسيوس الذي كان أسقفًا على “مديولان” يقول في خطابه حول كشف رفات القديسين: غريفاسيوس وبروتاسيوس وكيليسيوس: “إذا قلت لي: ماذا تكرّم في الجسد الفاني؟ أقول لك: إّني أكرّم في جسد الشهادة الجراح المقبولة لأجل اسم المسيح. أكرّم ذكرى الفضيلة الخالدة أبدًا. أكرّم البقايا المقدسة بالاعتراف للسيد. أكرّم في التراب بذرة خلود. أكرّم الجسد الذي علمني أن أحب الرب وان لا أرهب الموت لأجل الرب. ولماذا لا يكرّم ذلك الجسد الذي يرتجف منه الأبالسة الذين جرحوه في العذابات ويمجدونه في القبر؟ فكرّم اذًا الجسد الذي مجّد المسيح على الأرض تملك مع المسيح في المجد”.
ويتحدّث هذا القديس عن انتقال القداسة إلى ما يخص القديس أيضًا فيقول يوم الكشف عن ذخائر القديسين غير فاسيوس وبروتاسيوس وكيليسيوس: “أنتم اعترفتم بل عاينتم بأنفسكم أن كثيرين تحرّروا من رتبة الأبالسة. وأكثر من هؤلاء أولئك الذين ما كادوا يمسّون بأيديهم ثياب القديسين حتَّى شفيوا فورًا من أدواتهم. إن معجزات الزمان القديم تجددت منذ فاضت النعمة على الأرض بأكثر غزارة بواسطة مجيء الرب يسوع: فأنتم تشاهدون أن كثيرين قد شفيوا بظلّ القديسين.
Believers wonder: How many handkerchiefs have been passed from hand to hand? How many garments have been placed on the most holy relics and become healing with a single touch. Everyone races to touch them and whoever touches them becomes healthy and well.
6- Saint Ephrem the Syrian:
يقول في تقريظة للشهداء: “وبعد الموت يفعلون وكأنهم أحياء، فيشفون المرضى ويطردون الشياطين، وبقدرة الرب يدفعون كل تأثير شرير لسيطرتهم في العذاب والتنكيل لأن نعمة الروح القدس الفاعلة المعجزات انما هي ملازمة أبدًا للذخائر المقدسة”.
7- Saint Epiphanius:
أسقف قبرص كتب في ترجمة حال الأنبياء القديسين: “أشعياء وأرميا وحزقيال. أن قبور هؤلاء القديسين كانت مرعيّة بإكرام عظيم بداعي العجائب العديدة التي فعلها الله عندها لكثيرين بصلوات الأنبياء والقديسين”.
8- Saint John of Damascus:
كتب القديس يوحنا: “ان القديسين هم كنوز الله ومساكنه النقية.ان الله يقول: “اني أسكن فيهم وأسلك بينهم وأكون إلههم ويكونون شعبي”. ( 2كور 6: 16)، والكتاب الإلهي يقول: “ان نفوس الصديقين في يد الله فلا يمسهم عذاب”. إن موت القديسين هو بالاحرى نوم لا موت فإنهم تعبوا في الامر وسيحيون بلاانقضاء. و “كريم أمام الرب موت ابراره”. وأي حال يمكن أن يكون أسمى واشرف من الكيان في يد الله؟ إن الله نور وحياة . والذين هم في يد الله إنما هم في الحياة والنور. لان الله سكن في عقولهم واجسادهم كما يقول الرسول: “أو ً لا تعلمون أن اجسادكم هيكل الروح القدس الساكن فيكم؟ والروح القدس إنما هو الرب، “ومن يفسد هيكل الله يفسده الله”. فكيف لاتكرم هياكل الله الروحية؟ إنهم في حياتهم انتصبوا امام الله بجرأة. إن السيِّد المسيح منحنا بقايا القديسين ينابيع خلاصية، ألا فلا يكفرن أحد لأن (الذخائر) تفيض إحسانات متنوعة وتصب “ميرونًا” طيب العرف. وإذا كان الماء قد انفجر بمشيئة الله من الصخرة الصماء وفي البيداء وفي فلك الحمار (لما عطش شمشون) (اخر 17: 6، قض 18: 15-19). فكيف لايؤمن بأنه كان يجري “ميرون” طيب العرف من بقايا الشهداء أو ذخائرهم؟ فليس بينهم من لا يعرف قدرة الله وشرفه الذي يهبه سبحانه وتعالى للقديسين. نعم ليس احد منهم لايؤمن بهذه الاعجوبة.
إن كل من لمس ميتاعدَّ نجسًا بموجب الشريعة القديمة. ولكن لم يكن الاموات حينئذ كهؤلاء .فنحن لانسمي أمواتًا أولئك الذين توفوا وهم مؤمنون برجاء القيامة ولكن كيف يمكن للجسد الميت أن يفعل العجائب؟ وكيف تطرد الشياطين بهذه الاجساد ويتداوى الضعفاء ويبصر العمي ويطهر البرص وتنتفي التجارب بغير ارتياب. كم كنت تجاهد لتظفر بإنسان يسعى لك لتمثل بين يدي ملك مائت وينوه بك أمامه؟ إذا أفلا يستحق الأكرام اولئك المتشفعون بالجنس البشري كله والمصلون إلى الله من اجلنا؟. في الحقيقة انهم لجديرون بكل تكريم وتبجيل”.
9- Saint Gregory Palamas:
يقول القديس بالاماس في الذخائر : “إن النور الإلهي هو عطية التأله… هو نعمة الروح القدس، هو نعمة بها يشعُّ الله، فقط، عبر وساطة نفوس أولئك المستحقين حقًا وأجسادهم. إنما هنا يكمن المثال الحقيقي لله، أي في إظهار الإنسان له عبر ذاته، وفي إتمام الأعمال التي هي مخصوصة به، فالحياة الإلهية التي تصير الميراث الخاص لكيانهم برمته، لاتفارق القديسين في لحظة وفاتهم، بل (الحياة الإلهية) تستمر في الاعتلان حتَّى في أجسادهم، وهذا أساس تكريم ذخائر القديسين”.
وكذلك يقول: “مجّدوا قبور القديسين المقدسة. وإذا كانوا هناك، وإن كانت ذخائر (بقايا) عظامهم، فلأن نعمة الله لاتتركهم، كما أن اللاهوت لم يتخلّ عن جسد المسيح المكرّم بعد موته، والذي يمنح الحياة”.
وفي وجوب السجود للذخائر: “نسجد أيضًا للذخائر المقدسة، لأنَّها لم تتجرد من القوة المقدسة، كما أن الألوهة لم تنفصل عن جسد الرب في موته الثلاثي الأيام”.
Editing and compiling the network about the message of the Lattakia Diocese
From Sunday 13/9/1998 to Sunday 24/1/1999
Except for the issues published in
20 + 27 / 12 / 1998
3/1/1999 due to holidays
Christmas, circumcision, New Year and theophany.