Today's message directly touches on the subject of the prodigal son, who squandered his share of the paternal wealth with harlots. In a few words, the Apostle Paul sums up our entire Christian understanding of the body, its needs, and its role in our human life.
يُلاحظ من البداية أن أسلوب بولس المقارن في الرسالة يُعطي وضوحاً خاصاً لبعض الكلمات. فهو يستخدم كلمتين الجوف (البطن) والجسد. وكأنه يتكلم عن شيئين مختلفين، إذن يتكلم بولس عن وظيفتين للجسد، او استخدامين له: فيصف الاستخدام الاول بعمل الجوف، اما الاستخدام الثاني فهو ما يخص، الأطعمة والملذات…، وهذه كلها سوف يبيدها الله. لكن “الجسد” (وفيه بطن ويحتاج لأطعمة ويتناولها) يعني، في لغة بولس هنا، هو جسدنا في وضعيةً ثانية يصفها بأفضل الكلمات. فهذا الجسد هو هيكل الله وهو للرب والرب له وسيمجّده. إذن يجري الكلام هنا فعلاً عن الجسد ذاته (جوف- جسد) ولكن في استخدامين مختلفين. لذلك يستخدم بولس العبارات نفسها باستبدال الكلمات فيقول: “إن الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة، وسيبيد الله هذا وتلك” ثم: “أما الجسد فللرب والرب للجسد،… وسيقيمنا نحن أيضاً بقوته”. إذن يمكن للجسد أن يُستخدم لوضعية سوف يبيدها الله وأن يُستخدم لوضعية ستتمجّد. وكما يمكنه أن يكون أداة هوان يمكنه كذلك أن يصير أداة مجد وكرامة. فما هي تلك الوضعية وهذه؟
لا شك أن استخدام كلمة “جوف” تريد أن تشير إلى طريقة حياة لا يهمها إلاّ إشباع الجوف من الأطعمة وإتمام الرغبات والنزوات. فالأطعمة والرغبات الجنسية هي حاجات طبيعية فعلاً. لكن هذه الحاجات ليست الغايات! وهذه كلها عندما تستخدم لإشباع الحاجة تكون طاهرة، ولكنها لما تصير من أجل إشباع الرغبة تدخل في خدمة “الجوف”، أي الحياة الدنيوية، التي سيبيدها الله. لذلك يعترف بولس هنا بضرورة الأطعمة لكنه يُسقطها من حيّز الغايات إلى حيّز الحاجات العابرة التي لن تستمر مع الجسد الذي سيمجدّه الله، إنما ستنقضي مع الجسد الذي سيعود إلى التراب.
كان البعض- أيام بولس- يظنون أن إشباع “الجوف”، أي الامتلاء من الأطعمة وإشباع كل رغبة جنسية في الجسد هو أمر طبيعي، عادي، ولا حُكم عليه، فهو في ناموس الحياة وتتطلبه حياة الجسد (الجوف). فالزنى هو فعل طبيعي بالنسبة لهم وحركة بيولوجية لا شرّ فيها ولا خير. لكن بولس يرّد هنا عليهم دون أن يحتقر هذا الجسد. فالجسد ليس أدنى من النفس ويجب التخلص منه.لأن بولس لايصّور الحياة الإنسانية ضمن إطار روحاني غير واقعي.
إن حاجات “الجسد، هي حقيقة في الكيان البشري. والإنسان ليس كائناً سجيناً في جسده، بل حياته في جسده ومنه. وبجسده هذا يعبر عن معنى حياته. فيمكنه هكذا أن يعتبر هدف حياته الأطعمة والرغبات، ويحدُّ غاياته الإنسانية في حاجاته هذه. ولا تعود لدى هذا الانسان من مسؤولية ولا من هدف إلا إشباع هذا الجسد، والإشباع هنا لا يعني سدّ الحاجة، وإنما الامتلاء من الأطعمة الى حدّ النهم بدل الشبع، وإشباع الرغبات الجنسية ليس لحدّ العلاقة الإنسانية وإنما إلى حدود العنف والأنانية. إن هذا الجسد (طريقة حياة) لا يرث ملكوت الله (1كور15، 50).
The needs of the body, the existential truth, when they are fulfilled in a way other than selfish satisfaction, that is, when we practice them within the limits of actual need and not within the framework of lust, when they remain a need and do not become an end, then they are pure and chaste, and then the body becomes for the Lord and the Lord for the body. Man lives in this body, giving it his needs, but instead of this body being a temple for all the gods of whims of gluttony, fornication, and violence of all kinds, it becomes a temple for the Holy Spirit.
والقانون الروحي، لدى بولس، لجعل الجسد أداة كرامة هو: “كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق”، وهذا ما يعنيه تماماً “الصوم”! فنحن نستخدم كل شيء ليس بشكله المباح لكن بإطاره الموافق. أمباح لي أن آكل ليس لحد الشبع ولكن لحد الانتفاخ؟ نعم مباح. لكنه غير موافق. لأن هذا الجسد حين يجعل حاجاته ثقلاً عليه لا يمكنه أن يصير هيكلاً للروح، بل آنذاك في العنف. هكذا يمكن للجسد حين نخدمه في عفة، والعفة هي طرح الزائد وغير الضروري، أن يصير أداة جهاد لاقتناء الروح، فيغدو هيكلاً له. لهذا يقول بولس الرسول “أتمِّم في جسدي ما نقص من الآم المسيح في جسده”، ويقول “الآن يتعظّم المسيح في جسدي”، حين صارت قيوده والآمه مدعى للشهادة والبشارة من أجل المسيح لا يعبّر الإنسان عن حبه لله “روحياً” فقط أي بالمعاني، إنما جسدياً، أي بالسجدات والأصوام. الإنسان المترّفه جسدياً لن يعرف الله روحياً. الجسد هو أداة العبادة، فالجسد غير العابد بالعفة لا يمنحنا روحاً ولا حياة، بل يدرجنا بحياة “الجوف” التي تتمحور حول الأطعمة والرغبات وهذه وتلك سيبددها الله. لولا أن الجسد يجوع فكيف يمكننا أن نصوم؟ ولولا أنه يشتهي كيف نتعفف؟ لولا الحاجات والرغبات لما كان هناك جهاد عفّة!
إذن ما هو المعيار لمعرفة ما هو “موافق”؟ وأين نعرف أن الحاجة قد تمت وأن ما بعد ذلك الحد هو الشهوة؟ وما هو المؤشر الذي ينبّهنا إلى أن الجسد الآن هو هيكل للروح أو بدأ يصير جوفاً للأطعمة؟
أهم ما في الإنسان حريته وهي معيار حياته الروحية. لا يوجد شيء سيّئ في الدنيا إلاّ ما يستعبد الإنسان. الإنسان الحر كائن يطير إلى السماء، لكن أثقال الرغبات تقبض عليه. يمكننا الأكل بحرية ولكن للحد دون أن نفقدها. يمكننا أن نستخدم أي شيء للحدّ الذي بعده يبدأ يتسلط علينا، هناك علينا أن نتحرر منه لكي نبقى أحراراً. بهذا المعنى قال الرب: “إن أعثرتك عينك اقلعها لأنه أفضل لك أن تدخل السماء وأنت بعين من أن تدخل نار جهنم”. إن خط الإنذار الذي ينبّهنا إلى ضرورة الترفع عن شيء والتخلي عنه هو الحد حين يبدأ هذا الشيء يستهوينا بدل أن يخدمنا! لأن هوانا الحقيقي يجب أن يكون حب الإلهيات والباقي كله لخدمة الحاجات. المطلوب أن يبقى القلب للرب، والقلب هنا يعني غايات الانسان وأشواقه.
The body is not for fornication, but the body is for the Lord. If the needs of this body generate hunger in us, we will only satisfy the hunger and preserve the body by fasting for the Lord. If the body carries sexual desires, the Christian disciplines sex in marriage and preserves chastity. We give the body all its needs, but without these dominating our goals.
Metropolitan Boulos Yazigi