icon Site Tortodoks liserxetê

بلاديوس الانطاكي البار

ولد بلاديوس في مدينة الرها من أبوين تقيين شديدي التعلق به، أحب العفة وزهد في العالم، فكان يصلي ويواظب على الخدم الكنسية منصرفاً بحرص إلى الكتب الإلهية. ذهب إلى قرية تدعى عم بقرب إنطاكية، فأحب أهل عم بلاديوس . وكان في عم شيخ راهب فاضل اسمه يعقوب فانضم بلاديوس إليه ولبس من يده اسكيم الرهبانية، ولما عكرت هدوءه جلبة الناس عزم على مغادرة مكانه من جديد والتوجه نحو البرية . وبعد أن مشى قليلاً انفتحت عيناه على مغارة بعيدة عن الطرق والمسالك ففرح بها وشكر الله عليها ودخل ليبيت فيها.

كان صوم القديس من العشية إلى العشية، وكان أحياناً ينقطع عن الطعام ثلاثة أيام أو أربعة أو حتى أسبوع كامل، وقد منّ عليه الرب الإله بموهبة صنع العجائب. وتراءى له قائلاً: سأكون لك هادياً ومقوياً بروح القدس وأجعلك عبداً مؤمناً مشهوراً مفضلاً. من ذلك الوقت أحس بقوة عظيمة حلت عليه. بعد ذلك أقفل البار على نفسه في المغارة عشرين سنة وكان بعض معارفه يأتيه بالخبز والماء وقد ذاع صيته وجاء إليه الناس اشتياقاً وتبركاً فكان يخاطبهم بالكلمة عبر كوة صغيرة. وجاءه قوم من عم بامرأة بها مرض منذ سنين كثيرة فأخذ تراباً من الأرض وجعل عليه قليلاً من الماء ودفعه إلى أهلها، بمثابة مرهم فدهنوها به فتشددت أعضاؤها وقامت تمشي صحيحة معافاة.

وكان شاب يواظب على المجيء إلى البار فسأله مرة أن يقبله تلميذاً فألبسه إسكيم الرهبانية وكان اسمه توفيل فأجاد في دروب الجهاد والفضيلة. أتى إلى البار لصوص وفي نيتهم قتله وتلميذه، فشعر القديس بهم وابتهل إلى الله في أمرهم فتسمروا أمام المغارة إلى الصباح. ومن معجزاته أن مجرماً قتل شاباً ورماه على باب القديس فوقف بلاديوس وصلى على القتيل، وإذ بالشاب يجلس ويتطلع بالحاضرين حوله ثم أشار بإصبعه إلى قاتله.

إن ما اجترحه الله على يدي عبده بلاديوس من العجائب والآيات لا يقدر أحد من الناس أن يصفها لكثرتها. وكان البار قد شاخ جداً وبلغ التسعين بعدما أقام في هذه المغارة ستين سنة كاملة في جهاد صعب. ولما قربت ساعته صلى، وإذ أكمل صلاته جعل يخاطب تلميذه ويعزيه قائلاً: انظر يا ولدي متى قضي أجلي فادفني في هذه المغارة. وفي منتصف الليل فاح من المغارة نسيم بخور طيب لي س في هذا العالم ما يشبهه. وظهر ملائكة قديسون يرددون: كريم بين يدي الرب موت أبراره وأصفيائه. وللحين بسط ذاته وأسلم روحه.

تُعيد الكنيسة له في 28 كانون الثاني

Ji guhertoya mobîl derkeve