Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

الرسالة الثانية والعشرون

عيد القيامة في 8 أبريل 350م.

لماذا صلب على الصليب؟!

ربنا يسوع المسيح الذي أخذ على عاتقه أن يموت عنا، قد بسط يديه لا على الأرض السفلى بل في الهواء، لكي يظهر أن الخلاص الذي تم على الصليب مقدم لجميع البشر في كل مكان، مهلكًا الشيطان الذي يعمل في الهواء، ولكي يمهد طريقنا الصاعد إلى السماء ويجعله حرًا (سهلاً).

+ + +

الرسالة الرابعة والعشرون

عيد القيامة في 19 أبريل 352م

في ذلك الحين عندما خرجوا من مصر وعبروها، غرق أعداؤهم في البحر، وأما الآن فإذ نعبر من الأرض إلى السماء فإن الشيطان نفسه يسقط كالبرق من السماء.

+ + +

الرسالة السابعة والعشرون

عيد القيامة في 7 أبريل 355م.

مرة أخرى جاء يوم الفصح المحيّ.

لأنه من هو فرحنا وفخرنا إلا ربنا يسوع المسيح، الذي تألم من أجلنا، وبه صرنا معروفين لدى الآب؟! لأنه هو ليس آخر بل ذاك الذي تكلم في القديم على لسان الأنبياء، وأما الآن فأنه يقول لكل واحد “أنا الذي أكلمك هو”(1).

حسنًا قيلت هذه الكلمة، لم يتكلم مرة ويصمت أخرى، بل على الدوام وفي كل الأزمنة، من البدء لم يكف قط، إنه يحرض كل إنسان ويحدثه في قلبه.

+ + +

الرسالة الثامنة والعشرون

عيد القيامة في 7 أبريل 356م.

… لكي إذ صار ذبيحة من أجلنا، ننتعش بكلمات الحق، ونشترك في تعاليمه المحيية، وبالتالي نستطيع مع القديسين أن نتقبل الفرح السماوي.

لأنه كما دعى تلاميذه إلى حجاله السماوي، دعانا “الكلمة” معهم إلى الوليمة الإلهية غير الفاسدة، متألمًا من أجلنا هاهنا، أما هناك فأنه يعد الهياكل السمائية لأولئك الذين تهيأوا منصتين إلى الدعوة ومشغولين دائمًا بالهدف، جادين في طلب المكافأة للدعوة العليا، فيوضع الإكليل ويوهب الفرح غير الفاسد لأولئك الذين يأتون إلى الوليمة ويجاهدون ضد من يعوقوهم (الشياطين).

بالرغم من متاعب مثل هذه الرحلة العظيمة حسب المنطق البشري، إلا أن المخلص نفسه يجعلها رحلة سهلة وهينة…

أيها الأخوة. إذ أقترب العيد، ليتنا نحن الذين تقبلنا الكرمة من المخلص، ودعينا إلى الوليمة السماوية، نمسك بسعف النخل معلنين حياة النصرة على الخطية، فنكون مثل أولئك الذين خرجوا لملاقاة المخلص في تلك المناسبة (دخوله أورشليم)، فنكون بسلوكنا مستعدين لملاقاته عندما يأتي، وأن ندخل معه ونشترك في الطعام الأبدي، وهناك نعيش إلى الأبد في السماء.

+ + +

الرسالة التاسعة والعشرون

عيد القيامة في 23 مارس 357م.

أختبر الرب تلاميذه(2) عندما كان نائمًا على الوسادة، في الوقت الذي فيه يصنع معجزة، وصار فيه.

لأنه عندما قام وانتهر البحر، واسكت العاصفة، أظهر أمرين:

1- أن عاصفة البحر لم تكن بسبب الرياح (الطبيعية) بل خوفًا من ربها الذي نام فوقها.

2- وأن الرب الذي انتهرها لم يكن مخلوقًا بل هو الخالق، لأن المخلوق لا يطيع مخلوقًا آخر.

لأنه بالرغم من أن البحر الأحمر قد انشق بواسطة موسى(3)، لكن لم يكن موسى هو الذي صنع هذا، لأن ما حدث ليس بسبب كلام موسى بل بناء على أمر الله.

وإن كانت الشمس قد وقفت في جبعون(4)، والقمر في وادي أيلون، إلا أن هذا لم يكن من عمل ابن نون بل من عمل الرب الذي سمع الصلاة.

إنه هو الذي انتهر البحر، وجعل الشمس تظلم وهو على الصليب(5).

بينما الأمور البشرية تنتهي، فأن الأمور الإلهية تبقى. لهذا السبب أيضًا عندما نموت، وعندما تنتهي طبيعتنا، يقيمنا ويقودنا إلى السماء مع أننا مولودون من الأرض.

ليت الله يهبكم راحة.

إنني أعلم أنه ليس هذا الأمر فقط هو الذي يحزنكم، بل وأيضًا ما حدث من جهة اغتصاب الكنائس بالقوة (عن طريق الأريوسيين) وطردكم منها.

لقد احتلوا المكان، لكن أنتم لكم الإيمان الرسولي.

هم في الأماكن حقًا، لكنهم خارج الإيمان الحقيقي، وأما أنتم فخارج الأماكن (الكنائس) حقًا، لكن الإيمان في داخلكم. واضح أنه الإيمان الحقيقي.

إذًا من الذي خسر أكثر؟ ومن الذي نال أكثر؟!

حقًا. حسن هو المكان، عندما يكرز فيه بالإيمان الرسولي، مقدس هو هذا المكان، إن كان الله القدوس ساكنًا فيه!…

ولكن أنتم مباركون، إذ بالإيمان أنتم في داخل الكنيسة، تسكنون في أساسات الإيمان، ولكم شعبكم الكامل، إذ لم يهتز فيكم الإيمان العظيم… لأنه إيمان مسلم بالتقليد الرسولي، وهم بالجسد يحاولون مرارًا أن يهزونه لكنهم يعجزون!

وعلى العكس هم قد قطعوا (من الكنيسة) بمحاولاتهم لصنع هذا.

فإنه مكتوب “أنت هو (المسيح) ابن الله الحي”(6) وقد اعترف بطرس بهذا بكشف الآب له، وقد قيل له “طوبى لك يا سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات”.

لا يقدر أحد أن يهزم إيمانكم أيها الأخوة الأحباء إلي جدًا.

+ + +

الرسالة الأربعون(7)

عيد القيامة في 20 أبريل 368م.

أنتم الذين ثبتوا معي في تجاربي. وأنا أجعل لكم كما جعل لي أبي ملكوتًا. لتأكلوا وتشربوا على مائدتي في ملكوتي”(8).

إذًا بكوننا قد دعينا إلى العشاء السماوي العظيم، في تلك الحجرة العلوية الظاهرة، ليتنا كما ينذرنا الرسول “لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله”(9)، حتى إذ نكون بلا دنس من الداخل والخارج. نسمع “أدخل إلى فرح سيدك”(10).

+ + +

الرسالة الاثنان والأربعون

عيد القيامة في 28 مارس 370م

لقد دعينا أخوة، وها هو الآن يدعونا “الحكمة” بحسب المثل الإنجيلي إلى العشاء السماوي العظيم، وهو مشبع لكل الخليقة، أقصد الفصح، أي المسيح، الذي ذبح. “لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح”(11)

لذلك فإن أولئك الذين تهيأوا له سيسمعون “أدخل إلى فرح الرب”.

+ + +

الرسالة الثالثة والأربعون

عيد القيامة في 17 أبريل 371م.

أن دعوتنا نحن الذين من أجلنا تم الفصح، هي دعوة سماوية و”سيرتنا نحن هي في السموات”(12) كقول الرسول. لأنه “ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة”(13). وإذ نحن نتطلع إلى الأمام، نحفظ العيد كما يليق…

السماء هي بحق عاليه، وبعدها عنا غير محدود. إذ يقول (المرتل) “السموات سموات للرب”(14). لكن هذا لا يجعلنا أن نهمل أو نخاف كما لو كان هذا الطريق مستحيلاً، بل بالحري نكون مملوئين غيرة وشوقًا.

ولكن لا يكون حالنا مثل أولئك السابقين الذين تحركوا من الشرق… وبدأوا يبنون (برجًا للسماء)، فنحتاج إلى أن نحرق اللبن بالنار، ونطلب مونة للبناء…. لأن هؤلاء قد تبلبلت ألسنتهم وفسد عملهم.

أما نحن فقد مهد لنا الرب طريقًا بدمه وجعله سهلاً…

ولم يقدم فقط لنا راحة من جهة بعد المسافة، بل أيضًا هو ذهب بنفسه وفتح الباب لنا، الذي كان مغلقًا.

لأنه حقًا قد أغلق الباب من الوقت الذي خرج فيه آدم من بهجة الفردوس، وأقام شاروبيمًا بسيف ملتهب بالنار… وصار حافظًا لشجرة الحياة – والآن قد فتح الطريق…

والذي أقام الشاروبيم قد أظهر نعمة عظيمة وحنوًا مملوء حبًا، قاد معه االص المعترف إلى الفردوس. وإذ دخل هو إلى السماء صار سابقًا لنا فاتحًا الأبواب للجميع.

وبولس أيضًا إذ يسعى نحو الغرض لأجل جعالة الله العليا(15)، بهذا قد اختطف إلى السماء الثالثة، ورأى الأمور العلوية، ثم نزل وأخذ يعلمنا معلنًا ما جاء في سفر العبرانيين “لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزاد لهم كلمة. لأنهم لم يحتملوا ما أمر به وإن مست الجبل بهيمة ترجم أو ترمى بسهم. وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد. بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محقل ملائكة. وكنيسة أبطار مكتوبين في السموات”.

من لا يريد أن يتمتع بالشركة العلوية التي مع مثل هؤلاء؟!

من لا يتوق أن يحصي مع أولئك، حتى يسمع معهم “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم”(16).

+ + +

الرسالة الأربعة وأربعون

عيد القيامة في 8 أبريل 372م.

عندما رأى خدام رئيس الكهنة والكتبة هذه الأمور، وسمعوا الرب يقول “إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب”(17)، أدركوا أنه ليس مجرد إنسان عادي مثلهم، بل هو هذا الذي يهب ماء للقديسين، وأنه هو الذي تنبأ عنه إشعياء. لأنه هو بحق بهاء مجد الله (18)، وهو كلمة الله. وهكذا فهو مثل نهر روى في القديم من ينبوع الفردوس، وأما الآن فهو يعطي عطية الروح نفسها لكل الشر قائلاً “إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب” لأن “من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي”(19).

هذا الكلام لا ينطق به إنسان، بل الله الحي، الذي بالحق يهب حياة، ويعطي الروح القدس.

+ + +

الرسالة الخامسة والأربعون

عيد القيامة في 31 مارس 373م.

ليتنا نقدم تقدماتنا، مهتمين بالتوزيع على المحتاجين، وندخل في المكان المقدس كما هو مكتوب “حيث دخل يسوع كسابق لأجلنا “فوجد فداءًا أبديًا”(20).

وهذا برهان عظيم أننا نحن الذين كنا غرباء، دعينا أصدقاء، وكنا قبلاً أجنبيين (عن السماء) فصرنا رعايا مع القديسين ودعينا أبناء أورشليم السماوية التي رمزت لها ما قد بناه سليمان.

لأنه إن كان موسى قد صنع كل الأشياء الذي رآه في الجبل، فمن الواضح أن الخدمة التي يقومون بها في الهيكل هي رمز للأسرار السماوية، التي يريدنا الرب أن ندخلها معدًا لنا طريقًا جديدًا ثابتًا.

وإذ كانت كل الأمور القديمة رمزًا للجديدة، هكذا فأن العيد الحالي هو رمز للفرح السماوي، الذي يأتي بالمزامير والأغاني الروحية.

إذًا لنبدأ الأصوام.

+ + +


(1) يو26:4.

(2) مر37:4-41.

(3) خر21:14.

(4) يش12:10.

(5) مت 27: 45

(6) مت16:16،17.

(7) المقتطفات التالية ربما تكون عن الرسالة 44 حفظت في الأصل اليوناني بواسطة Cosmas (Migne 16. 1440 S.99).

(8) لو28:22-30.

(9) 2كو1:7.

(10) مت21:25.

(11) 1كو7:5.

(12) في20:3.

(13) عب14:13.

(14) مز16:115.

(15) عب18:12-2.

(16) مت34:25.

(17) يو37:7.

(18) راجع عب3:1.

(19) يو37:7،38.

(20) عب20:6، 12:9.

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
PDF
☦︎
انتقل إلى أعلى