إن جماعة المتجددين يستندون في تأكيد صحة بشارتهم على اعتمادهم الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده. ولكن جماعة السبتيين، وشهود يهوه وغيرهم من الفئات التي تسللت إلى بلادنا يستندون أيضاً على الكتاب المقدس وحده في تعليمهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: إن كان ما يدعونه صحيح، فأي واحدة من هذه الفئات يمكن أن نعتبرها الكنيسة الحقيقة وعندها الإيمان الصحيح؟ و إذا كانوا يتفقون فيما بينهم في الاعتماد على الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده، فلماذا يختلف تعليمهم اختلافاً جذرياً فيما بينهم؟ وأين يمكن لنا أن نجد التعليم الأصلي الذي بشر به الرسل؟. وبالتأكيد لو افترضنا أننا قد تعرفنا على فئات أخرى فكل فئة سوف تقول الكلام ذاته مدعية أن تعليمها هو التعليم الصحيح.
هناك إحصاء رسمي نشر منذ عدة سنوات في جريدة السفير اللبنانية يقول بأن هناك أكثر من ألفي فئة وكنيسة مسجلة رسمياً في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. و طبعاً كل منها يدعي أنه يعتمد على الكتاب المقدس. فكيف لا يتحير المؤمن ويسأل: على أي أساس يمكن أن أنتقي واحدة من هذه الفئات، وأكون متأكداً أنها كنيسة المسيح التي تقودني إلى الخلاص وتحقيق الهدف الذي جاء من أجله الرب يسوع المسيح؟ في الواقع، هؤلاء جميعاً يفسرون الكتاب المقدس تفسيراً بشرياً بحسب معطيات شخصية معينة لدى كل فئة منها. لهذا هم يختلفون ولهذا لا نستطيع أن نعتمد ولا على أي من تفاسيرهم في معرفة الحق.