قانون تضرع إلى الملاك الحارس

(تأليف يوحنا مفروبوس المتوحّد ونقلا عن السواعي الكبير)

الأودية الأولى- باللحن الثامن

أيها الحارس الساهر لنفسي ،الذي قد مُنِِحتُه من لُدن الله، أيها النصير والمرشد لحياتي، أسبّحك يا ملاك الله الضابطِ الكُل الإلهي .

يا من تشاء كلَّ الأنام أن يخلُصوا أيها الكلمة، لقد أقمت ملائكة قدّيسين مرشِدين ومنيرين الناس، ليقتادونا إلى خوفك الإلهي .

ليلٌ مُظلم قد إستحوذ عليّ، وصرتُ محجوباً بادلهمام ضباب الأهواء فأنِرني بنور التوبة يا مرشدي ونصيريوحارسي .

لقـد فاضت فيَّ ينابيع الأفكار القبيحة المظلمة القذرة، مبعدةً عقلي من الله، فجففها ياعاضــدي .

* ثاوطوكيّون *

أيتها السيّدة، أنتِ ميناءٌ وهدوءٌ للمُشتين في لُجة الخطايا، فلذلك أُبادر إلى مينائك، أنا المنزعج في عاصف الأهواء المتنوّعة .

الأودية الثالثة

لقد أحرزتُ وجودي من امتزاج أرضي وطيني وترابي، فمن ثمّ أتبجّن في الأرض ماكثاً، فيا نصيري ومرشدي ومنجدي، حوِّل مَيلي نحو الأشياء السماوية .

في الليل والنهار بأفعالي القبيحة، أمَرمِرك وأُحزنك وأُغضبك ولذلك أُلجئك أن تقف منتزحاً عني بعيداً، من غير أن تشاء ذلك يا عاضدي .

حزناً وكآبة مسببِّاً لك، باستمراري غيرَ تائبٍ وعادم التقويم، فلذلك هَبْ لي أن أتوب توبة خالصة، وأُفرّحَك وأُسرَّك يا حارسي .

أيها الملاك القدّيس، الناظر بحالٍ غير منظورة وجهَ الله الجالس في السماء، الذي ينظُر إلى الأرض عقليّا فيجعلُها ترتعد، اطلبْ اليه أن يُخلّصني .

* ثاوطوكيّون *

لقد أخذت العقلَ والذهنَ والنطقَ موهبة من الله، لكي أعرف السيّد وأُكرمهُ بالأعمال الحسنة، أمّا أنا إذ أهَنت الموهبة بالأهواء، فقد شتمتُ الواهبَ فيا أيّتُها السيّدة خلّصيني .

كاثسما – باللحن الرابع – وزن يا من ارتفعت

أيّها الملاك الإلهي الكُلي القداسة، المُقام من الله حارساً لنفسي وجسدي، تغاضَ عن جميع زلات نفسي الشقيّة مُقتدياً بالله، وأنقذني من إشراك الغاشَ المتنوّعة، واستعطف إله الكُل أن يمنحني غُفراناً في ساعة الدينونة .

الأودية الرابعة

لم أتفطّن بمجلس القضاء المرهوب، المُزمع أن انتصب فيه يا مُخلّصي، وأعطي جواباً عن كُل قولٍ وفعلٍ، ولم أتخذ في عقلي ذِكرَ الموت الغامض بالكُليّة، فأستمرّ بغير تقويم، فيا مرشدي لا تُهملّني .

لقد اتممتُ كُل رذيلة برغبة كُليّة منذ الطفولية، وما انفككتُ أُمرمِركَ يا عاضدي، بالأقوال والأفعال القبيحة، فلا تحقدْ عليَّ بل اثبتْ أيضاً مُفَهِّماً إياي ومنيراً وموَطِّداً .

لقد ماثلتَ يا مُرشدي طولَ أناةِ كلمةِ الله، الذي أتى ليدعو الى التوبة جميع الخطأة متوقِّعاً منهم الإصلاح من تِلقاء إرادتهم بغير إغتصاب، فكُنْ انت أيضاً مُطيلاً أناتك عليّ .

إن الخطيئة قد جعلتني مُبتعداً من الله أنا العبد الأثيم غيرَ المستحق، لكن سيّدي يسوع قد تَقبّلني بتحنّنه واختصَّني لذاتِه، وأمّا أنا فلم ازل أحزِنك أيّها الملاك، جاحداً نعمته تلك العظيمة .

* ثاوطوكيّون *

الرب ملك بالحقيقة المملكة التي لن تسقط، ولبس منكِ كما في المزامير يا أمَ الإله الجمالَ الكُليّ البهاء أي جسده المقدّس، الذي به دَحَض الموت وحطم مملكته .

الأودية الخامسة

أيها الملاك القدّيس، لقد أحرزتُك لي حارساً ومُساكناً، ونجياً وممُاشياً، ومُرافقاً وملازماً وواضعاً أمامي على الدوام الأشياء الخلاصيّة، فأي مسامَحة تكون لي إذا لبثتُ فاقدَ الفهم .

بما أنك ماثل بِدالةٍ كثيرة لدى عرش الضابط الكُل يا عاضدي، مستبشِراً حول ملك الخليقة، فأُطلُبْ اليه أن يمنحني غفران شروري الكثيرة .

يا مُنقذي بما انك تعلم ما ينتظرني من التعذيبات والعقوبات، وترى قساوتي وعدمَ شعوري وظلامة عقلي، فتتنهد شفقة عليّ وتُقطِّب وتكتئب ممتلئاًعبوسة .

يا حارسي المحسِن إليّ، إنني ما جعلتُ لك ولا ساعة واحدة، بل ولا دقيقة أو أقلّ منها أن تُسَرَ وتفرحَ بي وتبتهجَ حيث لا أزال منفسِداً بالخطايا علىالدوام .

* ثاوطوكيّون *

إن الذي أقام الأودية بالمقياس والجبالَ بميزان معرفته، الذي لا تدركُه العقول، ومُحصي مَصفّ النجوم وقطر الندى وينقل نسيم الأهوية، قد شوهد منكِ طفلاً جديداً أيتها البريئة من كُلعيب .

الأودية السادسة

أيها الحافظ والمُعَسكِر حولي، والمُبطل وَثبات الجنّ وهَجَماتهم الوحشيّة المُرسَلة علىّ دائماً، لا تتركُني يا حارسي لأني قد أحرتك نصيراً حاراً .

بما انك الطيِّب الفائق الثمن الزكي العَرف، فلا ترذلْ نتانتي ولا تبتعدْ عنّي إلى الغاية، بل كُنْ لي على الدوام حارساً غيرَ مُنفَكَ، لأن الشمسَ أيضاً تمرّ على أماكن قذرة ولا تُتدنّس .

الى الذي بكلمتِه سقَف بالمياه علاليه الشاهقة، توسَّل طالباً يا مُنجدي، أن يمنحني موهبة قَطراتٍ تقطر أمطار الدموع، لكي يتنقىّ بها قلبي ويعاين الله .

بما أنك ماثلٌ بحالٍ غير هيولية لدى النقيّ والمنزّه عن الهيولي إذ أنت نقيٌ وعادم الهيولي، ولك الدالة الغنيّة لديه، فابتهلْ اليه بغير انقطاع أن يمنحني خلاصَ نفسي .

عندما تنفصل نفسي المسكينةُ من الجسد استرْها يا مرشدي بجناحيّك النيِّرين الكليّي الطُهر، ليحيقَ الخجلُ والخِزي بمناظر الأعداء القبيحةِ الشنيعةِ المدلهمَّة .

* ثاوطوكيّون *

يا من هي اقدسُ من الملائكة القدّيسين، وأسمى رفعة من الشاروبيم والسارفيم، أظهري عقلي الذليلَ المشغوفَ بالأرضيات، مُرتفِعاً عن المَيل الأرضي الهيولي، وارفعيه من الأرض إلى الشوقالسماوي .

قنداق– باللحن الثاني

يا خادم الله، وحارسي الكليّ الفضل، إلبَثْ معي على الدوام أنا الخاطيء مُنقِذاً إيانا من كل مَضار الشياطين، وأرشدْني إلى المناهج الإلهية المُصِلة إلى الحياة التي لاتَفنى .

الأودية السابعة

إن ربواتِ لصوصٍ خفيين مُحيطون بي ومتوازرون علي، ويطلبون أن يخطفوا نفسي ويمزقوها، لكنْ يا مُعيني ومنجدي اطردُهم عنّي بحرْبتك النارية بقوة ولا تتركُني مُهمَلاً .

عندما يزمع حاكمي وإلهي، أن يحاكمني ويُدينني أنا المشجوب من ضميري، فقبلَ تلك الدينونة لا تنسَني أنا عبدك يا مُرشدي .

إن المادّة أمّي، والطينَ أبي والترابَ جَدّي، فبقرابتي هذه أنظرُ الى الأرض دائماً، فامنحْني يا عاضدي أن أنظرَ إلى العُلوّ إلى جمال السماء.

بما أنك بهي في الحُسن والبهجة والحلاوة، أيها العقل الساطع كالشمس قِفْ معي بوجهٍ باشٍّ ونظرٍ عَطوفٍ يا مُرشدي، عندما أزمِع أن أنتقِل من الأرض .

من اجلِ كثرةِ مراحم إشفاقِك، ومن أجل غزارةِ غِنى تعطُّفِك، استرْني بسِترِ جناحَيْك يا حارسي حين أسافر من الجسد راحلاً، لكي لا انظرَ وجوهَ الشياطين ذاتِ الطَّلعةِ الشنيعة .

* ثاوطوكيّون *

أيتها الباب السماوي، يا باب الخلاص، يا سُلَّماً عقليةً بها انحدر الإله وصعِد الإنسان، أهّليني أنا عبدَك لملكوتِ السماوات برأفتِك أيتها الموّقرة .

ألأودية الثامنة

لقد اتخذتُكَ من الله بعد إتكالي عليه مُرشِداً وعاضداً ومُعيناً ومناضلاً أيها الملاك الكليّ قدسُه، لأجل ذلك أتضرّع إليك، ألاّ تزال مؤدِّباً وواعظاً ومُعلماً لي أن أصنع ما يجب، وتُنير عقلي إلى أن توقفَني لدى المسيح مُخلَّصاً .

عندما توضَع الكراسي، وتُفتَح الكُتب، يجلس العتيق الأيام ويُدان الناس وتنتصب الملائكة، وتَميد الأرض ويرتجف الكل مرتعداً، أظهر فيَّ تعَطّفَك، وأنقذني من جُهَنم مبتهِلاً إلى المسيح.

الان مثلَ النحل بالشَهد وبحالٍ غير منظورة، قد أحاطني الأبالسة المُبادون والممقوتون من الله، وكَجوارح مفترسة، وكثعالب ماكرة وكطيور مفترِسة اللحومَ والدماء فأسترْني يا حارسي كالنِّسر الذي يظلّل فراخَه .

يا عاضدي، هَبْ لي من الأجفان عَبَرات من غير انقطاع، جارية بغزارة، غاسلة إياي من الرأس إلى القدمين، حتى اذا تسربلت لباسَ التوبة المُبيضَّ أكثر من الثلج، أدخلُ إلى الخدر الإلهي، مُكرِّماً إياك يا مُنجدي .

إن قلبي كان هيكلاُ للمسيح، فصيَّرتُه بالأهواء مَسكِناً للخنازير العقلية، لكن انت يا مُعين نفسي قوّني ونقِّ قلبي وعطِّرهُ، وضمِّخهُ بعطور وطيوبِ الصلوات والطهارة، حتى يصيرَ أيضاً هيكلاً للمسيح مُعطَّراً .

حين يزمع هتاف البوق المريع أن ينهضَني من الأرض إلى الدينونة، قِفْ حينئذٍ قريباً مني ببشاشة وطلاقة، طارداً عني الخوفَ برجاء الخلاص يا مُرشدي وحارسي وعاضدي ووصيَّ نفسي اليائسة .

* ثاوطوكيّون *

بإفراط صلاحِكِ إرحميني مجَاناً، يا مَن ولدتْ ينبوع الحنوّ والرأفة، لأن ليس لي شيء مستوجِبُ الرحمة أقدّمه لجلالِك، لأن صلاحي ليس لك به حاجةٌ البتّة، بما أنك حبلتِ بحالٍ لا توصَف بالمانِح الصلاح، والمخلِّص العالم يا ممتلئةنعمة .

الأودية التاسعة

لِتُبصِرْك نفسي الشقيّة عند فناء روحي مني عاجلاً واقفاً من عن ميَامني باشّاً وأنيساً يا عاضدي وناصري، طارداً عني الأعداء المُريّن الذين يطلبون أن يضبطوني.

أيها الملاك القدّيس بما أنك خادم إلهي لله، وصانع مشيئاته الإلهية، فتغتنم الدالة الكثيرة لديه، لذلك توسّل إليه بحرارة من أجلي، حتى إذا خُلّصتُ، أُسبّح نصرتَك وسترَك .

إن حياتي بأسرها قد أجزتُها في الأباطيل الكثيرة، وقد اقتربتُ من الانقضاء، فأتوسّل إليك يا حارسي، فكنْ لي نصيراً ومحامياً لا يُحارَب عندما أجتاز عشّاري ضابطَ العالم الرديءَ جداً.

لا تَزَل يا عاضدي من أن تحوِّل اعتساف عقلي ورَعانَته وخموله وعبوديّته للأفكار القبيحة الدنِسة غير الطاهرة، الى تصوّرات جيّدة وأفكار صالحة، موَلِّدةٍ تخشّعاً حاراً .

يا يسوع الفائق الصلاح الإبن الوحيد، إغلِب بتحنّنك شروري الكثيرة التي لا تُحصى، بالطلبات الإلهية من خادِمك العادم الهيولي، الذي أقمتَه لي حارساً منذ الطفوليّة بما أنك مُحب للبشر .

عليكَ بعد الله وضعتُ كُل رجاء خلاصي يا حارسي وعاضدي المهتمّ بي، فتشفع إلى الله من أجلي، مع مَصافَ الملائكة شركائك في الشفاعة .

* ثاوطوكيّون *

يا والدة الإله إرفعي شأن الحسني العبادة وإدحَضي مهاجَمات البربر، واحفظي رعيّتك هذه غير محاصَرة، التي فيها يُعَظَّم بإيمان ويمَجَّد إسمُكِ العظيم الممجَّدكثيراً .

ستيشيــرات بروصوميــات

(باللحن الثاني – وزن ايكوس طو افراثا)

يــا مــلاك الله، الماثــل لدى الثالــوث الأقــدس، لا تـَزَلْ مُبتهــلاً مـن أجلــي أناعبــدَك .

إذ قـد أخذتَ قوّة من الله لتحــرس نفسي، فلا تزل ساتراً إياها بِسِترِ جناحيك على الـــدوام .

حمْداً ليسوع الذي أعطاني إياك حارساً لنفسي عظيماً، وسلاحاً على أعدائي، أيّها الملاك المكرَّم من الله .

أهلنــي أنــا أيضـــاً أن أفوز بملكوت الله تعالى لكي أهتف معـــك بالتسبيــح المثلّث تقديسه .

إنك نورٌ ثانٍ بعد الله يا حارسي، فلا تَزَل عاضداً لي لكي أرى أنا أيضاً نور اللاهوت المثلّثَ الشعاع .

* ذكصا كانين ثاوطوكيّون *

أيتها البتول والدة الإله، سيدة الملائكة والبشر، لا تزالي متشفعة إلى ابنك من أجلي أنا عبـــدك .

الإفشيـــن

(إلى الملاك الحارس حياة الإنسان)

أيها الملاك المُلازم نفسي الشقية وحياتي الذليلة لا تُهملْني أنا الخاطيء، ولا تبتعدْ عني بسبب إسرافي وتبدُخي، ولا تعطِ مجالاً للشيطان الشرير، لأن يسود على جسدي هذا المائت، بل إمسِك بيدي الشقيّة المسترخية وإهدني إلى طريق الخلاص، نَعَم يا ملاك الله القدّيس الحارس والساتر نفسي الشقيّة وجسدي، سامحني بكل ما أحزنتك به جميع أيام حياتي، وإن كُنتُ قد أحطأتُ في نهاري اليوم، فكُنْ أنت ساتراً لي في هذه الليلة، واحفظني من جميع حِيَل المُعانِد لكي لا أُسخِطَ الله بخطيئة من الخطايا، وتشفّع من أجلي إلى الرب، ليثبّتَني في مخافته ويُطهرنَي لصلاحه عبداً مُستحقاً .آمين .

arArabic
انتقل إلى أعلى