Ícone do site Rede Online Ortodoxa

17: 1-9 – تجلي الرب يسوع

Texto:

1 وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ. 2 وَتَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَأَضَاءَ وَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ بَيْضَاءَ كَالنُّورِ. 3 وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ. 4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَارَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ». 5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً:«هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا». 6 وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ سَقَطُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ وَخَافُوا جِدّاً. 7 فَجَاءَ يَسُوعُ وَلَمَسَهُمْ وَقَالَ: «قُومُوا، وَلاَ تَخَافُوا». 8 فَرَفَعُوا أَعْيُنَهُمْ وَلَمْ يَرَوْا أَحَداً إِلاَّ يَسُوعَ وَحْدَهُ. 9 وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلاً:«لاَ تُعْلِمُوا أَحَداً بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ».

a explicação:

مُنِح التلاميذُ الثلاثة نعمة معاينة الرب يسوع مكتنفا بالمجد الالهي، فعاينوه بكامل كيانه، بجسده المفعم بالالوهة، لكي يعلموا انه إله متجسد. هذا اختبار مسبق لحضور الملكوت، به اتضحت للتلاميذ معالمه وعلموا ان الملكوت انخطاف الى وجه يسوع الوضاء بالنور الأزلي اللامخلوق.

نص الانجيل مرتبط ارتباطا وثيقا بما قبله اذ ان حقائق ثلاثا تقود اليه يتفق على ذكرها متى ومرقس ولوقا. بطرس يعلن ان الرب يسوع هو “المسيح ابن الله الحي” (متى 16: 16، مرقس 8: 29، لوقا 9: 20)، الرب يسوع يخبر عن آلام ابن البشر وموته وقيامته (متى 16: 21، مرقس 8: 31، لوقا 9: 22) ويعلن نفسه دياناً عندما “يأتي في مجد أبيه مع ملائكته” (متى 16: 27، مرقس 8: 38، لوقا 9: 26). هذه الحقائق الثلاث هي محور النص الانجيلي اذ تؤلف مضمون الاعلان الالهي في التجلي.

“بعد ستة أيام أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وأصعدهم الى جبل عالٍ على انفراد”. الاسلوب والتعابير تقودنا الى العهد القديم (خروج 24-25) وبالتحديد الى اعتلان الرب لموسى في جبل سيناء وإعطائه الشريعة، “فبعد ان حلّ مجد الرب على جبل سيناء وغطاه الغمام ستة أيام دعا الرب موسى من جوف الغمام في اليوم السابع” (خروج 24: 15-16). اذاً نحن مجددا امام اعلان الهي حاسم، والشهود هم بطرس ويعقوب ويوحنا. هؤلاء شهدوا على مراحل بشارة الرب يسوع وبالأخص الحاسمة منها وبالتحديد المعاناة في الجسمانية التي تكمل التجلي (متى :36-46). في التجلي عرف التلاميذ الربَّ يسوع إلهاً تاماً اذ عاينوه متجلياً بطبيعته الالهية، اما في الجسمانية فعرفوه انساناً تاماً اذ عاينوه ملتحفاً بالضعف البشري. الحدثان يعبران عن حقيقة واحدة وهي الرب يسوع هو إله تام وانسان تام.

“تجلّى قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور”. لم يتبدّل الرب يسوع أمام التلاميذ بل التلاميذ تبدلوا إذ مُنحوا بصيرة روحية أهّلتهم ان يعاينوا الرب يسوع على حقيقته. التلاميذ عاينوا مجد طبيعة الرب الالهية المحمول اليهم بالنور الالهي غير المخلوق. هذا النور اصيل في كيان الرب يسوع المتجسد ولكنه حُجب عن البشر بسبب ضعفهم الى ان تمجّد الرب على الصليب وافتدى البشر فصار بإمكان الانسان ان يعاين المجد الالهي. هذا يصير بعد مرحلة تطهُّر تفترض ايماناً ثابتاً بالحقائق الثلاث السابق ذكرها وتتطلب التزاماً صارماً بما قاله الرب يسوع قبل التجلي “من اراد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني…” (متى 16: 24-26).

“واذا موسى وايليا تراءيا لهم يخاطبانه”. موسى يمثل الناموس أو شريعة الله، وايليا يمثل الانبياء. بتوجههم إلى الرب يسوع يتضح ان الرب يتمم في شخصه الشريعة والانبياء وذلك بالفداء الصائر بالآلام والموت والقيامة، وهذا يوضحه الانجيلي لوقا اذ يقول ان موسى وايليا “تكلما عن خروجه الذي كان عتيداً ان يكمّله في اورشليم” (لوقا 9: 31).

“حسن ان نكون ههنا”. بطرس يتكلم تحت تأثير النشوة باختبار الملكوت ويقول “ان شئت فلنصنع ههنا ثلاث مظال …”. بطرس يريد ان يستقر في هذه الحال ويتذكر المظلة او خيمة الشهادة التي كانت التعبير عن سكنى الله في وسط شعبه والمكان الذي منه يخاطب الشعب. موسى بنى الخيمة بأمر الله (خروج 25: 8 الخ) وعندما فرغ من بنائها “غطت السحابة خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن” (خروج 40: 34). وها هو الرب مجددا يحضر بنفسه ويخاطبهم من السحابة ليعلن الحقيقة الساطعة “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فله اسمعوا”.

ها هو الآب يؤكد الحقائق الثلاث التي سبق ذكرها. الرب يسوع هو الابن يصنع مسرة الآب إذ “يطيع حتى الموت موت الصليب” (فيليبي 2: 8) كما سبق ان أنبأ اشعيا القائل “اما الرب فسُرّ بأن يسحقه بالحزن إن جعل نفسه ذبيحة إثم … ومسرة الرب بيده تنجح” (اشعيا 53: 10)، وبذلك صار ديانا بكلمته كما سبق ان “قال موسى للآباء: ان نبيا مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به، ويكون ان كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد من الشعب” (أعمال 3: 22-23، انظر تثنية 18 :15-19). هذا الاعلان الالهي يتحقق على الصليب حيث يتم التدبير الالهي المُعلَن في الناموس والأنبياء.

“فلما سمع التلاميذ سقطوا على أوجههم وخافوا”. الخوف يأتي نتيجة لقاء الله، هو ردة الفعل الاولي تجاه الاعلان الالهي (انظر اشعيا 6: 5). الخوف أخرج الرسل من خبرة التجلي فعادوا ووجدوا انفسهم على الارض بعد ان ارتفعوا بالمعاينة الى الملكوت.

“لا تُعلموا أحدا بالرؤيا حتى يقوم ابن البشر من بين الأموات”. نرنم في عيد التجلي قائلين “عندما يعاينوك (التلاميذ) مصلوبا، يفطنوا ان آلامك طوعاً باختيارك ويكرزوا للعالم انك انت بالحقيقة شعاع الآب” (قنداق العيد). ذلك لأن بالصليب يتم كل شيء، تصير مسرّة الآب ويدخل الابن الوحيد مجده، فيصير التجلي في متناول المؤمن. بالقيامة يصبح التجلي حقيقة معاشة للمؤمن المُتَطهر بكلمة الرب يسوع المعلن منذ تلك اللحظة بمجده الالهي المفعم بالنور اللامخلوق.

Citado no boletim da minha paróquia
الأحد 6 آب 1995 / العدد 32

Vá para o seu celular