Ícone do site Rede Online Ortodoxa

De que trindade o Alcorão está falando?

يقوم الإيمان المسيحيّ بجملته على الإيمان بالآب والابن والروح القدس، الإله الواحد المثلّث الأقانيم. وقد ترك آباء الكنيسة الكثير من المؤلّفات التي حاولت شرح وتفسير كلّ ما يتعلّق بالعقيدة الثالوثيّة، مدافعة عن صحّتها. كما أقرّ المجمع المسكونيّ الأوّل المنعقد في نيقية (325) صيغة موجزة للإيمان المسيحيّ، هي المعروفة باسم دستور الإيمان، تتضمّن اعترافاً بالإله الواحد أومن بإله واحد، وتفصيلاً عن هذا الإله الواحد المثلّث الأقانيم الآب الخالق، والابن المتجسّد في التاريخ البشريّ، والروح القدس الربّ المحيي.

وكان المسيحيّون قبل ظهور الإسلام منتشرين في أطراف الجزيرة العربيّة (البادية السوريّة، سيناء، اليمن، بلاد ما بين النهرين)، إلاّ أنّهم كانوا قلّة في الحجاز. والمسيحيّون القلائل الذين عُرفوا في الحجاز لم يكونوا متجذّرين في دينهم أو متبحّرين في تعاليمه. ولا عجب، إذ لم يكن ثمّة معاهد يتلقّى فيها المسيحيّون مبادئ إيمانهم، كما أنّ الأسفار المقدّسة لم تكن على الأرجح قد تُرجمت إلى العربيّة. كما يسعنا القول إنّ هؤلاء المسيحيّين الذين كانوا يحيون في الجزيرة العربيّة، حينذاك، لم يكونوا من أبناء الكنيسة الأرثوذكسيّة.وذكسيّة.

يذكر المستشرق العلاّمة تريمينغهام في كتابه المسيحيّة في الجزيرة العربيّة قبل زمن محمّد أنّ بعض القبائل العربيّة كانت تعتقد بنوع من الثالوث الساميّ التقليديّ. ومع أنّ تلك القبائل لم تطلق على ذلك الثالوث الوثنيّ الأسماء نفسها، إلاّ أنّ الهيكليّة الأساسيّة لعلاقة بعضها ببعضها الآخر كانت على النحو الآتي: الله (الإله العليّ)، واللات (الأمّ العظمى)، وولدهما بعل (الربّ). ويبدو أنّ ذلك المفهوم الوثنيّ للثالوث راق بعض المسيحيّين العرب الجاهلين مبادئ ديانتهم، أو المسيحيّين الذين كانوا ينتمون إلى بعض الفرق غير الأرثوذكسيّة في الجزيرة العربيّة. فخلطوا بين الإله العليّ والآب، وبين مريم والأمّ العظمى، وبين المسيح والربّ المولود في الجسد من الله ومريم. وهذا، بلا ريب، تحريف فظيع للمعتقد المسيحيّ المستقيم.

القرآن في معظم آياته الوارد فيها كلام على الثالوث يستنكر المعتقدات التي تحطّ من طبيعة الله، فيوافق في ذلك ما طالما أنكره المسيحيّون من أنّ الله أنجب ولداً، أو أنّ مريم ويسوع إلهان إلى جانب إله ثالث هو الله، أو أنّ الله ليس سوى واحد من بين ثلاثة آلهة. ولا يوجد في القرآن أيّ ذكر لما تعلّمه الكنائس التاريخيّة، لا سيّما الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، عن طبيعة الله المثلّث الأقانيم. فالقرآن يشجب معتقداً بدائيّاً لأناس تأثّروا بالوثنيّة واعتنقوا بعضاً من الديانة المسيحيّة فشوّهوها، وهذا المعتقد ترفضه الكنيسة على نحو ما يرفضه القرآن. ماذا ورد في القرآن عن هذا الموضوع؟

يرد في القرآن نفي لأن يكون لله ولدٌ، ذلك لأنّ القرآن يرفض أن يكون لله زوجة ولود، ففكرة الولد لديه ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرة الزواج، وحاشا لله أن يكون متزوّجاً. في هذا الصدد، تقول الآية القرآنيّة: بديع السموات والأرض أنّى يكون له ولدٌ ولم تكن له صاحبةٌ، وخلق كلّ شيء وهو بكلّ شيء عليم (سورة الأنعام، ١0١). طبعاً لا تعارض هذه الآية معتقداً سليماً للمسيحيّين، إذ إنّ أحداً منهم لا يقول بأنّ لله ولداً أو زوجة كي تنجب الأولاد كأيّ زوج بشريّ آخر. ولم يرد في أيّ نصّ مسيحيّ، قديماً وحديثاً، أنّ مريم هي، والعياذ بالله، زوجة الله.

وفي مكان آخر يستنكر القرآن اعتقاد البعض بألوهة مريم، إذ يرد في الآية: وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلتَ للناس اتّخذوني وأمّي إلهين من دون الله (سورة المائدة 116). هنا يرفض القرآن ما طالما رفضه المسيحيّون الذين يكرّمون مريم، ويطلبون شفاعتها لدى ابنها الربّ يسوع، ويرفعون أيقوناتها في منازلهم، لا لعبادتها فالمسيحيّون لا يعبدون إلاّ الله، بل لأنّها أطاعت كلمة الله وقبلت بأن تحبل وتلد كلمة الله الأزليّ بالجسد. وقد اعتمد المجمع المسكونيّ الثالث اسم والدة الإله لمريم، رافضاً رفعها إلى مصافّ الآلهة.

كما يرد في القرآن آيتان ترفضان نوعين من الثالوث لا تقول بهما المسيحيّة. الآية الأولى تقول: لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم (سورة المائدة، 72). لا يحصر التراث المسيحيّ الله في المسيح وحده، فلم يقل أحد من المسيحيّين إنّ الله هو المسيح، هذه عبارة ناقصة، فالله هو الآب والابن والروح القدس، أمّا المسيح فهو إله تامّ، وهو والآب والروح القدس في جوهر واحد. لذلك لا تقصدنا هذه الآية لا من قريب ولا من بعيد. والآية الثانية تقول: لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إله إلاّ إلهٌ واحد (سورة المائدة، 73). لا تقول المسيحيّة إنّ ثمّة ثلاثة آلهة، والله واحد منها، بل تقول إنّ الله واحد. لذلك لا تعنينا هذه الآية أيضاً.

إنّ الأرثوذكسيّة في موضوع الإيمان بالثالوث الأقدس لا تعتقد بما يستنكره القرآن. صحيح أنّ القرآن لا يدعو إلى الإيمان بالآب والابن والروح القدس، غير أنّه في الوقت عينه عندما يرفض الثالوث في آياته لا يبدو أنّ المقصود هو الاعتقاد الثالوثيّ الذي تبنّته الكنيسة الأرثوذكسيّة في تراثها الجامع. لا شكّ في أنّ الاختلافات أكيدة بين المسيحيّة والإسلام، غير أنّ الحوار في سبيل الإيضاح والاستيضاح، كما يقول سيادة المطران جورج (خضر)، كفيل بأن يضيء بعض الالتباسات ويبعد الأحكام المسبقة، كما في مسألة الإيمان المسيحيّ بالثالوث الأقدس.

Sobre o meu boletim paroquial
الأحد 8 أيار 2005
العدد 19

Vá para o seu celular