Pictograma site-ului Rețeaua online ortodoxă

fariseii

Odată cu lansarea Evangheliei Domnului nostru Iisus Hristos, religia evreiască a fost împărțită, cel puțin, în patru secte, fiecare dintre acestea a adoptat o doctrină intelectuală diferită în cadrul unui singur iudaism, după ce i-a exclus pe samariteni, care erau considerați Kharijiți. Istoricul evreu Flavius Josephus, care este principala autoritate în treburile evreilor din acea vreme, a menționat aceste patru secte: saducheii, fariseii, esenii-esenii și zeloții. Cele două grupuri de farisei și saduchei au alcătuit ceea ce putem numi religia oficială evreiască. Celelalte două grupuri au fost mai puțin influente la nivel oficial, deși nu erau mai puțin reprezentative pentru grupuri largi din cadrul religiei însăși.

La acea vreme, istoria iudaismului oficial era dominată de rivalitatea dintre saduchei și farisei. Saducheii erau purtătorii de cuvânt al aristocrației preoțești, așa că erau dornici să păstreze ordinea existentă și erau complici cu ocupația romană a țării. Cert este că ei s-au numărat printre cei mai importanți care s-au împotrivit lui Isus și l-au îndemnat pe guvernatorul, Ponțiu Pilat, să ia decizia de a-l răstigni. Josephus a scris că ei negau existența oricărei vieți viitoare și aceasta este ceea ce a afirmat clar Noul Testament când a afirmat că ei au negat învierea. Se pare că saducheii nu au influențat foarte mult oamenii, ci fariseii erau conducătorii spirituali ai poporului în vremea lui Isus.

كانت جماعة الفرّيسيّين اليهوديّة تعدّ في زمن يسوع حوالى ستّة آلاف عضو. ولفظ “الفرّيسيّين”، بالعبريّة “فروشيم”، يعني بالعربيّة “المنفصلين”، وقد ورد في بعض المخطوطات العربيّة القديمة للأناجيل لفظ “المعتزلة” كبديل للفرّيسيّين. وبدايات هذه الشيعة، مثل شيعة الأسينيّين، ارتبطت بثورة المكابيّين (القرن الثاني قبل المسيح) الذين قاوموا بعنف التأثير الوثنيّ على ديانتهم الأمّ. فتكتّل الفرّيسيّون في مجموعة متشدّدة منطوية على نفسها، وكان هذا شكلاً من أشكال الاحتجاج على فتور مواطنيهم. ثمّ خرجوا تدريجيّاً من عزلتهم وتمكّنوا من مدّ نفوذهم إلى مجمل العالم اليهوديّ، في فلسطين وخارجها. وبعد دمار أورشليم عام 70 غدت الفرّيسيّة واليهوديّة شيئاً واحداً، ولا شكّ في أنّ اليهوديّة مدينة ببقائها إلى اليوم للفرّيسيّين.

تصف الأناجيل الفرّيسيّين بأنّهم مراؤون ومتمسّكون بالشكليّات ومدقّقون في أصغر الأمور. وهذه الدقّة المفرطة والعقيمة كانت تخنق التقوى. ولشدّة تمسّكهم بحرف الشريعة، كانوا يهملون روحها ويساوون بين الواجبات الأخلاقيّة والإنسانيّة الكبرى وتفاصيل الأحكام العباديّة. وكانوا، اعتداداً بمعرفتهم للشريعة، يُبطلون وصية الله تحت وطأة تقاليدهم البشريّة، ويحتقرون الجهلةَ، باسم قداستهم الشخصيّة، كما هو وارد في القراءة الإنجيليّة لهذا اليوم المعروف في كنيستنا باسم “أحد الفرّيسيّ والعشار” (لوقا 10:18-14).

وكان الفرّيسيّون يستنكرون كلّ اتّصال بالخطأة والعشّارين (جباة الضرائب)، ويقصرون محبّة الله في حدود جماعتهم. بل وصلوا إلى حدّ الاعتقاد بأنّ لهم حقوقاً على الله بمقتضى أدائهم الممارسات الدينيّة. وينتقدهم الرسول بولس، الذي كان منهم قبل أن يهتدي إلى المسيح (أعمال الرسل 5:26)، انتقاداً شديداً إلى حدّ اتّهامهم بأنّ “اسم الله يجدََّف عليه في الأمم بسببكم” (رومية 24:2). ويسعنا القول أنّ الفرّيسيّين كانوا يمثّلون عن حقّ تلك الجماعة المتزمّتة المقيّدة بحرفيّة الشريعة، تلك الجماعة التي قال عنها الربّ يسوع: “إنّكم تشبهون القبور المجصّصة التي تُرى للناس من خارجه حسنةً، وهي من داخلها مملوءةٌ عظامَ أموات وكلّ نجاسة” (متّى 27:23).
لكن لا بدّ أيضاً من الإشارة إلى أنّ العديد من أوائل المهتدين إلى المسيحيّة كانوا من الفرّيسيّين الذين وجدوا في يسوع اكتمال الناموس وتحقيق وعود الله لهم بمجيء المخلّص. ونذكر من هؤلاء على سبيل المثال بولس الرسول ونيقوديمُس الذي جاء إليه ليلاً (يوحنّا 3). كما ذكر سفر أعمال الرسل “قوماً من الذين آمنوا من مذهب الفرّيسيّين” (5:15). غير أنّ عدداً كبيراً منهم قد قاوموا بشدّة تعليم يسوع وشخصه. وهذه المقاومة هي التي كانت لها أهمّيّتها، لأنّها هي التي كان بها يتميّز الصراع والفراق بين اليهوديّة والمسيحيّة. لقد أدان الربّ يسوع في مواضع عديدة سلوك الفرّيسيّين، ودعانا قائلاً: “إنْ لم يزد برّكم على الكتبة والفرّيسيّين فلن تدخلوا ملكوت السموات” (متّى 20:5). والنزعة الفرّيسيّة في مناهضة روح الإنجيل ما زالت مستمرّة إلى اليوم. فيحمل وصمة “الفرّيسيّة” كلّ مَن يتستّر وراء قناع البرّ بقصد إعفاء نفسه من سلوك المحبّة والرحمة والعطاء، أو من الاعتراف بأنّه خاطئ (كإنجيل اليوم)، أو حينما يحبس محبّة الله داخل حدود معرفته الدينيّة الضيّقة. الفرّيسيّة ما زالت تهدّد المسيحيّين بقدر ما يتقهقر المسيحيّون إلى مستوى التمسّك بالناموسيّة الجامدة ويتماهون مع الحرف ناسين الروح المحيي.

Din buletinul meu parohial 2006

Ieși din versiunea mobilă