الحركات “الإنجيلية” تقوم بهجمة شرسة في الأوساط المسيحية وتجتر اسطوانتها المملة ضد والدة الإله والقديسين ومعمودية الأطفال والأيقونات والكهنوت كأنها لا تستطيع أن تبني الا على أنقاض الآخرين. تبدأ حكاية هؤلاء “المبشرين” باجتماعات يهاجمون بها ايمان الكنيسة استنادا الى آيات من الكتاب المقدس يشرحونها على طريقتهم.
ما نود أن نقوله الآن هو اننا نفهم العطش الى الكتاب الإلهي. انه دليل الشوق الى الرب. الفرق بيننا وبين الشيع ليس في الإنجيل ولكن في فهمه. نحن قصرنا في الماضي اذ لم يكن عندنا من يعلم. صرنا الآن على حال أحسن. مع ذلك ليس عندنا حلقات تفسيرية في كل رعية ولا يمكننا ان نعين كاهنا مكتمل الثقافة اللاهوتية في كل مكان. نرجو ان يتصل الكهنة بنا اذا لاحظوا هذا الغزو لرعاياهم.
نحن مخلصون للإنجيل ولا نضيف عليه شيئ. فإذا كرّمنا والدة الإله فذلك طاعة منا للإنجيل الذي تقول هي فيه: “ها منذ الان تطوبني جميع الأجيال” (لوقا 1 : 48). واذا سميناها والدة الإله فبناء على كلام اليصابات اليها: “من أين لي ان تأتي ام ربي الي” (لوقا 1 : 43). وعلى سبيل المثال ايضا اذا بحثنا في معمودية الأطفال نرى ان اللاهوتي ترتليان في القرن الثاني الميلادي يشهد انها معروفة في افريقيا ونقرأ عن بولس قوله: “اني عمدت ايضا بيت (او اسرة) اسطفاناس” (ا كورنثوس 1 : 15) اي هذا الرجل واولاده ذلك حسب قول الكتاب: “آمن بالرب يسوع فتخلص انت واهل بيتك” (اعمال الرسل 16 : 31) اي هذا ايمان ومعمودية معا لأن الخلاص هو بهما مع. الارتباط هو بين الله والانسان المؤمن واولاد هذا الانسان.
ما اوردنا ذلك على سبيل المثل الا لنقول باختصار ان الايمان الارثوذكسي لا يخرج عن الانجيل وان طمأنينة المؤمن في ان يلازم كنيسة الله التي هي “عمود الحق وقاعدته” (ا تيموثاوس 3 : 15). فالرسل تسلموا من الرب وديعة وهذه الوديعة انتقلت بالروح القدس والتعليم وحُفظت في الصلاة وبقي دائما “بقية” مخلصة لهذا الذي تسلمته. ما نقوله اليوم هو ما كانت تقوله الكنيسة الاولى. وما نرفضه اليوم هو ما رفضناه دائما ولا نحتاج الى شهادة حسن سلوك من جماعات ظهرت بالأمس القريب وأتت بتفسير خاص.
هذا الإنجيل هو ما فهمناه دائم. “فلو بشرناكم نحن او بشركم ملاك من السماء بخلاف ما بشرناكم به، فليكن محروما” (غلاطية 1 : 8).
اذا نحن الرؤساء اهملنا الرعية فهذه خطيئتنا وليست خطيئة كل الكنيسة. ليس لدينا الأجهزة التعليمية الكافية ولم نحب بعضنا بعضا بالقدر الذي يجعلنا كرماء نفتقد المساكين. ربما بدا المبشرون بالأفكار الجديدة أقرب بعضهم الى بعض بالعطاء المالي. هذه فضيلة نتعلمها منهم ولكن لا نقتبس افكارهم. حفظ الإيمان المستقيم الرأي يتطلب منا جميعا تآزرا لئلا يبقى بيننا محتاج ويتطلب حرارة قلب.
ان شئت نهضة بمعرفة الكتاب المقدس فالنهضة ممكنة في كنيستك والعبادة فيها أبهى ما تكون عليه العبادات. كفانا الانقسامات القديمة التي أخرجت من صفوفنا الآلاف. هذه الكنيسة حفظتنا في عصور الاضطهاد ورعتنا وقدستنا قبل ان تظهر هذه البدع وبقينا على الإخلاص ليسوع المسيح. لماذا يجب ان يترك احدنا امه ليبتاع لنفسه أماً غريبة لا فائدة منها الا الجدل وذم الأم الحقيقية؟ لا تخرج عن حضن الأم لئلا تموت برد.
المتروبوليت جورج خضر
Despre buletinul meu parohial