فلما شعر القديس نيلوس بدنو أجله أرسل إينوكنديوس إلى كومل في مقاطعة فلودغا ليؤسس ديراً شركوياً هناك. أنشأ إينوكنديوس، أول أمره، إسقيطاً على مثال إسقيط القديس نيلوس. هذا ما لبث أن تحول إلى دير للشركة. كان الموضع وسط الغابات الكثيفة، بالكاد يصل إليه أحد. ولكن بنعمة الله قدم إليه العديد من الإخوة كما إلى نبع ماء حي. عاش سنين طوالاً مفعمة بالبركة. ترك لتلاميذه، قبل رقاده، عهداً أوصاهم فيه باجتناب الخلاف والتصادم وأن يسود بينهم حب المسيح والسلام الروحي أن يسلكوا في أحكام القديس نيلوس الشيخ وأن يبنوا كنيسة على اسم القديس يوحنا المعمدان، أب الرهبان. رقد في 19 آذار من العام 1419 م وقيل من العام 1521 م. وقد تحول الأسقيط الذي أنشأه ديراً للشركة.
وضع القديس إينوكنديوس مقدمة لكتابات القديس نيلوس سورسكي عّلم فيها أن نقاوة القلب من الأهواء والأفكار الرديئة تتحقق بالسهر والصلاة الداخلية أكثر منها بالوصفات الخارجية والنسك الجسدي. وبعدما أوصى بالحياة
الاسقيطية لأخوين أو ثلاثة معاً باعتبارها الأوفق للمبتدئين، قال عن الحياة النسكية أنها لا تتيسر إلاَّ للذين تمرسوا في الطاعة. وأضاف إلى ذلك فصلاً عن معنى الصيام اقترح فيه اتباع الطريق الملوكي وهو الأكل بمقدار ما يكفي لاستمرار الراهب في إتمام فروضه، إضافة إلى الإيمان بالله وحده وعدم التباهي بالأتعاب النسكية.