Икона на сайта Православна онлайн мрежа

Нашето единство с Христос

يتكون، هنا على الأرض، بالتعب والألم، الإنسان الداخلي الذي يبنى روحياً حسب االله وعندما يـصل إلى الكمال النسبي، يولد بعد الموت في ذلك العالم الكامل الأزلي. وكما تهيئ الطبيعة الجنين وهو فـي بطن أمه للحياة النيرة كذلك يتكون المسيحيون ويستعدون للحياة الأخرى، وهذا مـا يعنيـه الرسـول بولس عندما يكتب إلى أهل غلاطية “يا بني، أنتم الذين اتمخض بهم مرةً أخرى حتـى يـصور فـيهم المسيح” (:4 19). إن صورة الأجنة، لا تفي في الواقع بالغرض لأن الأجنة، قبل رؤيتهـا النـور لا تملك أي معنى أو أي شعور عن حياتها الخاصة أما القديسون فيملكون كشوفات كثيـرة عـن الحيـاة المستقبلة قبل الموت الذي به يولدون في العالم الآخر. لماذا؟ أن الجنين قبل تكوينـه وأتيانـه للنـور يكون ناقص الوجود والحياة. إنه ما رأى بعد حتى ولا شعاع شمس وما اقترب من تلك الأشياء التـي تسهم في الوجود وفي الحفاظ على الحياة الحاضرة، وما جابهها. لا يحدث مع المسيحيين مـا يحـدث تماماً مع الأجنة لأن الحياة المستقبلة ليست بمجهولة ولا بغريبة كلياً عن الحياة الحاضرة. إنهـا فـي ترابط مع هذه الحياة. فالمسيح الشمس الروحية أشرق فينا برحمته التي لا تحد وبتنازلـه. وإنـسكب أريج الروح القدس السماوي في الأرض المتقيأة بروائح الخطيئة الكريهة وقد نفثهـا سـماً. والـشيء الذي يفوق العجب هو أن الخبز السماوي أعطي للبشر.

لأجل هذا لا يملك المسيحيون إمكانية الاستعداد للحياة المستقبلة فحسب بل يملكـون إمكانيـة الحيـاة والعمل كمواطني السماء. “جاهد في الإيمان جهاداً حسناً وفز بالحياة الأبدية التـي دعيـت إليهـا” (1 تيموثاوس 6: 12) يقول الرسول بولس. ويقول في رسالة أخرى “فما أنا أحيا بعد ذلك بـل المـسيح يحيا في) “غلاطية 2: 20) ويصرخ المتوشح باالله القديس إغناطيوس “ماء حي يتكلم ويقول في داخلي هلم إلى الآب” (رسالته إلى أهل رومية). إن الكتاب المقدس مليء بمثل هـذه التعـابير التـي تـدعو المسيحي وترشده ليوجه أنظاره إلى فوق.
وبالإضافة إلى هذه التوصيات فالسيد، وهو نبع الحياة الحقيقية، يقول ويعد بأنه سيبقى مـع المـؤمنين الخلص من أنصاره إلى الأبد (متى 28: 20). أهناك ما هو أسمى من الحياة مع المسيح وأرفع؟ وبعد، فالمسيح لم يعطِ بذار المسيحية فحسب بل أعطى وجوده بالذات، أنه موجود في داخلنا ويعمـل فينا “فأن االله هو الذي يحدث فيكم الإرادة والعمل لإرضائه” (فيلبي 2: 13) كما يقول الرسول بـولس. فهو الذي يشعل نار المحبة والذي يملك الحرية، أي الحقيقة هذا الكنز الذي لا يثمن. فكمـا أن الفـأس “بدون من يستعملها للقطع” (أشعياء 10: 15) لا تفيد شيئاً كذلك المسيحي إذا لم يكن المسيح عاضـده ومعينه. فالمسيح هو المقوي والمشدد لنا. لم يعِد بأن يكون معنا حالات معينة بل وعد أن يكـون مـع المؤمنين دائماً. والأعجب أنه قال بأنه سيجعل من أرواحنا بيتاً ومقاماً لسكناه. لماذا أقول مقامـاً؟ لأن رحمته هي من العظمة بحيث جعلته يتنازل ويتحد مع مختاريه ويصبح روحاً واحداً، “وأما من اقتـرن بالرب فقد صار وإياه روحاً واحداً” (1 كورنثوس 6: 17) “فهناك جسد واحد وروح واحد، كما أنكـم دعيتم دعوة رجاؤها واحد” (أفسس 4: 4) لم يقل هذا القول إنسان عادي. إنـه بـولس النـاطق بهـذه الحقيقة الكبرى.

Излезте от мобилната версия