” لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة” (رو1:13).
1 لقد تحدث (القديس بولس) كثيراً عن هذا الأمر في رسائل أخرى، إذ يطلب من المواطنين أن يخضعوا للرؤساء، تماماً مثلما يخضع الخدام للأسياد. وهو يوصي بذلك لكي يظهر أن المسيح لم يضع قوانينه للتحريض على القيام بالانقلاب على الدولة، بل من أجل إصلاح أفضل لها، ولكي يُعلّم بألاّ نشن حروباً مدمرة وبلا داعي. لأن الدسائس التي تُحاك ضدنا بسبب أظهار عن الحقيقة، هي كافية ولا ينبغي أن تُضاف تجارب لا داعي لها ولا تفيد شيئاً. لكن انتبه كيف أنه في اللحظة المناسبة حوّل كلمته إلى هذه الأمور. إذاً بعدما طلب السلوك بتلك الحكمة العظيمة أو تلك الفلسفة العظيمة (أي مواجهة الإساءة بالإحسان) وجعل الجميع يتآلفوا مع الأصدقاء والأعداء في حالة تآلف جعلهم نافعين لمن هم في سعادة، وللذين هم في حالة أسى وحزن، وللمحتاجين، وبشكل عام تجاه الجميع. وأسس المدينة التي تليق بالملائكة، لقد عالج غضبهم ووبخ افتخارهم، وفي كل شيء جعل نفوسهم رقيقة، حينها قدم النصيحة من جهة هذه الأمور. لأنه إن كان أولئك الذين يظلموننا يجب أن يُكافأوا بصورة عكسية، فبالأولى جداً يليق بنا أن نخضع لأولئك الذين يُحسنون إلينا.
إلاّ أنه أوصي بذلك في نهاية النصيحة، ولم يشر إلى هذه الأفكار التي قالها في البداية، بل أشار إلى الأفكار التي تحث على فعل هذا كدين عليهم. ولكي يُبيّن أن هذه الوصية موجهة للجميع، للكهنة وللرهبان أيضاً، وليس للعلمانيين فقط، لقد جعل هذا الأمر واضحاً منذ البداية، قائلاً: ” لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة “، سواء كان رسولاً، أم كان مبشراً، أم نبياً، أو كان أي شيئاً آخر، لأن هذا الخضوع لا يؤثر في التقوى. ولم يقل “لتطيع” بل قال “لتخضع”. وأول تقييم لهذا التشريع، وهذا الفكر الذي يليق بالمؤمنين، هو أنهم قد أُمروا به من الله. ” لأنه ليس سلطان إلاّ من الله “. ماذا تقول؟ هل كل حاكم هو مرسوم من الله؟ يُجيب بأنني لا أقصد هذا، ولا كلامي الآن هو موجه للحكام بشكل منفصل، لكنه يختص بالسلطان. لأنه أن يوجد سلاطين فهذا يعني أن هناك بالطبع من يَحكم، وهناك من يُحكم، ويجب عليهم ألا يسلكوا في كل شيء بلا هدف وبلا ضابط، وأنه يجب على الشعوب ألا تتأرجح هنا وهناك مثل الأمواج، فهذا السلطان هو عمل حكمة الله.
لهذا لم يقل، إذاً ليس حاكم إلاّ من الله، لكن يتكلم بشكل عام عن هذا الأمر (أي السلطان)، ويقول ” لأنه ليس سلطان إلاّ من الله. والسلاطين الكائنة هي محددة من الله “. هكذا قال الحكيم ” الزوجة المتعقلة فمن عند الرب “ [1]، هذا ما يقصده، أي أن الله صنع الزواج، وليس أن ذاك يوّحد أي أحد يقيم في علاقة جسدية مع امرأة. خاصةً ونحن نرى أن كثيرين قد ارتبطوا فيما بينهم بالشر، وبزواج غير شرعي، ولا يمكن أن نعتبر ذلك من الله. لكن ذاك الذي قال: “الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى وقال: “من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان الاثنان جسداً واحداً” [2]Det samme sagde den kloge mand, da han forklarede det. Så da lighed i værdighed ofte fører til konflikt, skabte Gud mange og forskellige autoriteter og typer af underkastelse, for eksempel underkastelse mellem mand og kvinde, søn og far, gammel mand og ung mand, slave og fri mand, hersker og borger, lærer og elev. Hvorfor undrer du dig, fordi han talte om underkastelse blandt mennesker, selvom han også gjorde det med hensyn til det samme i kroppen? Gud skabte ikke legemet med dets lemmer lige i værdighed, men snarere skabte han det ene lem mindre og det andet lem overordnet, og han fik nogle lemmer til at dominere, og andre blev domineret af dem. Selv hos dyr kan man se det samme, som hos bier, hos høgenæse og i en flok vilde får. Havet er heller ikke berøvet denne gode orden Ja, der er også mange marine arter, som er placeret under nogle fisks autoritet, og som ledes eller forvaltes på denne måde, når de skal til at foretage deres lange rejser. Især da kaos alle steder er en dårlig ting og forårsager uro.
2 إذاً بعدما تكلّم عن السلاطين ومن أين تأتي، أضاف:
“حتى أن من يقاوم السلطان يُقاوم ترتيب الله” (رو2:13).
Kan du se, hvor denne sag fører hen, hvem den har skræmt, og hvordan den har vist, at dette er blevet som en gæld til dem? Så for at de troende ikke skal sige, at han ydmyger os, gør os foragtede og underkaster dem, der vil nyde Himmeriget til herskerne, viser han, at han ikke underlægger dem herskerne, men snarere underkaster han sig Gud også, og det sker, når de underkaster sig herskerne. Fordi enhver, der underkaster sig myndighederne, adlyder Gud. Men han sagde ikke dette, hvilket betyder, at den, der adlyder Gud, er den, der underkaster sig myndighederne, men han skræmmer dem fra det modsatte synspunkt, og han demonstrerer dette med stor præcision, idet han siger, at den, der ikke underkaster sig herskeren, gør modstand. Gud, der arrangerede disse sager. Han var opsat på at vise denne sandhed overalt, at vi ikke giver lydighed til disse mennesker, men snarere skylder vi det. Således vil han være i stand til at tiltrække vantro herskere til fromhed og troende til at adlyde.
لقد كثر الكلام في هذا الشأن في كل مكان، وانتشرت النميمة على الرسل حول موقفهم من التجديد أو التحدث، وتردد أن هدف كل ما قالوه وفعلوه، يكون تغيير القوانين العامة. وحين اتضح أن إلهنا يؤكد على هذا الأمر لكل أخصائه، فعليك عندئذٍ أن كسرة أفواه الذين وشوا بالرسل كمتمردين، وتتكلم بجرأة كبيرة عن المبادئ الحقيقية. إذاً لا تخجل من مثل هذا الخضوع خاصةً وأن الله هو الذي أمر به، وهو يعاقب بشدة عندما تحتقر ما يوصي به. لأنه لن يعاقبك بعقوبة بسيطة عندما لا تخضع لهذه الأمور، بل بعقوبة كبيرة جداً، ولن تفلت من العقاب، عندما تقاوم، بل ستنال من البشر عقوبة مُخيفة للغاية، ولن يحميك أحد، وسيغضب منك الله بدرجة كبيرة جداً. كل هذا ما يعنيه تحديداً عندما يقول: “والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة”.
For derefter at forklare fordelene ved underkastelse, efter at have skræmt dem, forsøger han at overbevise sig selv med logik og siger:
“فإن الحكام ليسوا خوفاً للأعمال الصالحة بل الشريرة” (رو3:13).
إذاً لأنه واجهتهم ضربة قوية وأخافتهم، عاد وظهر شيئاً من المرونة وكطبيب حكيم أعطاهم دواء مناسباً، وأخذ يعزيهم قائلاً: ماذا تخشى؟ لماذا ترتعب عندما تعمل أعمالاً حسنة؟ هل يُقلل هذا من شأنك هل اهتمامك بالفضيلة يقلل من شأنك؟ أمر مخيف؟ ولهذا أضاف: ” أفتريد أن لا تخاف السلطان؟ افعل الصلاح فيكون لك مدح منه “. أرأيت كيف أنه صالح ذاك مع الحاكم، بعدما أظهر أنه يمتدحه؟ أرأيت كيف أنه فرّغ الغضب؟
“لأن الحاكم هو خادم الله للصلاح” (رو4:13).
بعيد كل البعد عن إخافتك، لأنه يمتدحك أيضاً، ويبتعد تماماً عن أن يُعيقك، طالما أنه يعينك أيضاً. إذاً حين يكون لديك هذا المادح وهذا المعين، فلماذا لا تخضع؟ خاصةً وأنه يجعل الفضيلة بطريقة أخرى أكثر سهولة بالنسبة لك، أي بمعاقبة الأشرار، ويحسن ويكرم الأبرار، وهكذا يكون السلطان متفقاً مع إرادة الله عندما يفعل ذلك دعاه بولس الرسول خادم الله. لكن انتبه، فإني أنصح بالتعقل، والحاكم أيضاً ينصحنا بنفس الشيء من خلال تطبيق القوانين، فهو يحثنا على أنه ينبغي علينا ألا نكون طامعين، ولا خاطفين، ولذلك فهو يجلس ويحاكم، حتى أنه بهذا المسلك يكون عاملاً معنا ومعيناً لنا، ومُرسلاً من الله من أجل ذلك. إذاً فهو من الوجهتين محل تقدير، لأنه مُرسل من الله، ولأنه مُرسل من أجل تحقيق هذا الأمر. ” ولكن إن فعلت الشر فخف “. وبناء على ذلك فإن الحاكم لا يبث الخوف، بل أن مصدر الخوف هو ارتكابنا الشرور. “لأنه لا يحمل السيف عبثاً”. أرأيت كيف أقامه بعدما سلّحه جيداً، مثل الجندي الذي يثير الخوف لدى الذين يخطئون؟ ” إذ هو خادم الله منتقم بالغضب من الذي يفعل الشر ” إذاً وحتى لا تتمرد حين تسمع أيضاً عن إدانة، وعقوبة، وسيف، يقول مرة أخرى، أنه يُتمم ناموس الله. وما هي الأهمية، إن كان ذاك لا يعرف؟ إن الله عيّنه ليتمم ذلك.
Så hvis han straffer, ærer som en tjener og hævner, for at dyden skal sejre, driver det onde bort, hvilket er det, Gud ønsker, hvilken grund har du så til at modstå ham, da han bærer alle disse gode ting og baner vejen for dig? For der er i virkeligheden mange mennesker, som, efter at de først vandrede i dyden af frygt for dommen, senere søgte den af frygt for Gud. For de åndeligt svage skræmmer fremtidige ting dem ikke så meget, som nuværende ting skræmmer dem. Så er den, der ved hjælp af frygt og ære forbereder manges sjæle til at modtage undervisning, retfærdiggjort til at blive udnævnt til Guds tjener.
3 “لذلك يلزم أن يُخضع له ليس بسبب الغضب فقط. بل أيضاً بسبب الضمير” (رو5:13).
Hvad betyder det ikke kun på grund af vrede? Han siger, at du ikke kun skal underkaste dig, fordi du modsætter dig Guds ordning, hvis du ikke underkaster dig, og ikke fordi du også forvolder dig selv stor skade fra Gud og også fra magthaverne, men fordi han er blevet din velgører i rigelige gode ting, som så længe det er befordrende for fred og politisk ledelse. Især da man gennem disse sultaner opnåede utallige velsignelser i byerne. Hvis disse menneskers autoritet ophæves, vil der ikke være nogen by, ingen landsby, intet hus, intet marked, og intet vil være i stand til at forblive i en tilstand er mere magtfulde vil opsluge de svage. Derfor, selv om du ikke blev vred på grund af dit oprør, bør du også underkaste dig, så du ikke ser ud til at være samvittighedsløs og utaknemmelig over for dem, der gjorde godt mod dig.
“فإنكم لأجل هذا توفون الجزية أيضاً. إذ هم خدام الله مواظبون على ذلك بعينه ” (رو6:13).
Efter at have undgået at tale særskilt om de resultater, som herskere opnår i byer, såsom god administration, udbredelse af fred og yde andre tjenester til soldater og dem, der bekymrer sig om offentlige anliggender, forklarede han, at en tjeneste fra disse forhold viser omfanget af de tjenester, der leveres. til alle. Så du beviser din tilfredshed og støtte til herskeren, når du betaler hyldesten.
لاحظ حكمة وتعقل المطوب بولس. لأن ما كان يبدو مُزعجاً ومُحزناً أي المطالب (التي طلبها)، هذا يجعله دليل اهتمام وعناية نحو هؤلاء. إذاً لماذا يطلب أن نعطي الجزية للملك؟ ألا يجب علينا أن ندفع أجر الوكالة (أي وكالته عنا في إدارة الدولة)، لأنه يعتني بنا، ولأنه يحمينا؟ إلاّ أننا نرفض ذلك إن لم نعرف من البداية أننا نستفيد كثيراً من هذا السلطان. ولهذا فق أقر الجميع من البداية أننا يجب أن نساهم في توفير معيشة الحكام لا يبالون بأنفسهم من أجل الاهتمام بالصالح العام، حتى أنهم ينشغوا بذلك حتى في فترات إجازتهم لكي يتمموا كل ما يخصنا، وبعدما تكلّم عن تلك الأمور التي تأتي من الخارج، يعود مرة أخرى بحديثه إلى الأمور السابقة (لأنه هكذا كان ممكناً بالأكثر أن يُحرك المؤمن)، ويُظهر مرة أخرى أن هذا يبدو أمراً حسناً أمام الله، وفي هذا يختم النصيحة، قائلاً: “ولكي يبين ما يبذلونه من جهد وتعب، أضاف: ” مواظبون على هذا بعينه”. إذاً هذه هي حياتهم، هذا هو اهتمامهم، أي كيف تتمتع أنت بالسلام. ولهذا في رسالة أخرى، لا يأمر فقط بأن نخضع، بل وأن نُصلي من أجل هؤلاء (أي الحكام). ومبيناً في تلك الرسالة أن الربح الفائدة عامة، أضاف: “لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار” [3].
For for os er det ikke en lille sag, hvilke fordele de giver os i det nuværende liv, da de griber til våben og kæmper, fordriver fjender, forhindrer dem, der gør oprør i byerne, giver løsninger på problemer i alt, så tal ikke for mig om, hvorvidt der er dem, der misbruger magten. I stedet bør du lægge mærke til, at denne ordning er passende, og du vil se storheden af visdommen hos ham, der kodificerede disse sager fra begyndelsen.
” فاعطوا الجميع حقوقهم الجزية لمن له الجزية الجباية لمن له الجباية. والخوف لمن له الخوف والإكرام لمن له الإكرام. لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلاّ بأن يحب بعضكم بعضاً ” (رو13: 7-8).
ولازال يقيّم نفس الأمور، طالباً من هؤلاء ليس فقط أن يدفعوا أموالاً، بل وأن يقدموا كرامة واحتراماً. وكيف يقول من قبل “أفتريد ألا تخاف السلطان افعل الصلاح ” وهنا يقول ” الخوف لمن له الخوف ” يقول هذا وهو يقصد الكرامة الفائقة، وليس الخوف الذي يأتي من الضمير الشرير، الذي أشار إليه سابقاً. ولم يقل (δ ώ στε) أي امنحوا بل (αποδ ώ στε) أي اعطوا، وأضاف “حقوقهم”. وبالطبع فإنك لا تصنع خدمة، حين تفعل هذا الأمر. لأنه حق، وإن لم تفعله، ستُدان كناكر للمعروف أو كغير معترف للجميل.
إذاً لا تتصور أنك تُحتقر، وتُضار، فيما يختص بقيم إيمانك، إذا وقفت احتراماً، حين يعبر الحاكم من أمامك، أو إذا خلعت قبعتك عن رأسك. لأنه إن كان قد حدد هذا الأمر في ذلك الحين الذي كان فيه الأمم حكاماً فبالأولى كثيراً الآن ينبغي أن يسري هذا على المؤمنين. ولكن إذا كنت تزعم أنه استأمنك على الأمور الأعظم، فلتعلم أن الآن ليس هو وقتك، لأنك غريب ووجودك مؤقت. سيأتي الوقت الذي سيظهر فيه “لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ مَتَى اظْهِرَ الْمَسِيحُ حَيَاتُنَا، فَحِينَئِذٍ تُظْهَرُونَ أنْتُمْ أيْضاً مَعَهُ فِي الْمَجْدِ” [4]. Derfor bør du ikke bede om en belønning i dette nuværende liv, men om nødvendigt og føle herskerens prestige og værdighed, når du viser dig for ham, er det ikke foreneligt med din ædle oprindelse. For det er det, Gud ønsker, for at den hersker, som er givet af Gud, skal have sin magt. For når den, der ikke har begået noget ondt, står i frygt for dommeren, vil han meget mere frygte, hvem der har begået det onde. Men således vil du blive prægtigere, for underkastelse kommer ikke af værdighed, men af ydmygelse, og herskeren vil også ære dig i den yderste grad, og din Gud vil herliggøre dig af denne grund, selv om du er en vantro.
” لا تكونوا مديونين لأحد إلاّ بأن يُحب بعضكم بعضاً ” (رو8:13).
يلجأ مرة أخرى إلى منبع الصالحات (أي المحبة)، إلى تلك التي ما تُعلّم ما سبق الإشارة إليه، والتي تنشيء كل الفضيلة، ويقول كيف أنها نافعة، لكن ليست مثل الضريبة، والجزية، بل بصفة دائمة. لأنه لا يريد مطلقاً بهذه المحبة تُسترجع، أو من الأفضل أن نقول دوماً هو يريد أن تُرد، لا أن تُعوض، فهي فافعة على الدوام. لأن هذا هو الدين، أننا نظل نُعطي، ونبقى مديونين على الدوام. إذاً بعدما قال كيف أنه ينبغي علينا أن نحب، يُظهر فائدة ذلك، قائلاً: “لأن مَن أحب غيره فقد أكمل الناموس”. إذاً لا تعتبر هذا العمل أنه معروفاً، خاصةً أنه دين. لأنك مدين لأخيك بالمحبة بسبب القرابة الروحية. وليس فقط لهذا السبب، بل ولأننا نحن أعضاء بعضاً لبعض. وإن مُحيت منا هذه أي المحبة، فإن كل شيء سيفنى. إذاً فلتحب أخاك. لأنه إن كان بمحبته ستربح الكثير، فحتى تتمم كل الناموس، فإنك مدين له بالمحبة، بعدما تنعم بالإحسان منه.
” لأن لا تزن لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور لا تشته وإن كانت وصية أخرى هي مجموعة في هذه الكلمة أن تحب قريبك كنفسك ” (رو9:13).
لم يقل، تُتّمم، بل قال “مجموعة “، أي موجزة وفي كلمات قليلة، يكتمل كل عمل الوصايا. لأن بداية ونهاية الفضيلة، هي المحبة. لأن هذه المحبة لها جذور، هذه هي الأساس، والقمة. إذاً فإن كانت المحبة هي البداية والنهاية، فهل يوجد ما هو مساوٍ لها؟ لكنه لا يطلب فقط محبة، بل محبة فائقة. لأنه لم يقل فقط ” تحب قريبك ” بل قال تحبه “كنفسك”. ولهذا قال المسيح عنها، أن بها يتعلق الناموس والأنبياء [5]. وبعدما أشار المسيح إلى نوعين من المحبة، لاحظ إلى أين قد سما بها. لأنه بعدما قال إن الوصية الأولى هي أن “تحب الرب إلهك” أضاف الثانية، قائلاً: ” والثانية مثلها. تُحب قريبك كنفسك “ [6].
هل هناك ما يتساوى مع محبة الله للبشر؟ هل هناك ما يتساوى مع هذا الصلاح؟ فبرغم الفارق الشاسع بيننا وبين جعل محبتنا بعضنا لبعض مساوية لمحبتنا له ويقول إن محبة الرب إلهك هي مثل محبة القريب. لهذا تحديداً حدد معايير متساوية تقريباً في الحالتين، فمن حيث محبتنا لله، قال “من كل قلبك. من كل نفسك”، أما بالنسبة لمحبة القريب قال: “كنفسك”. والقديس بولس، أشار إلى أنه عندما لا توجد لدينا محبة للقريب، فإننا لن ننتفع من محبتنا لله. تماماً فكما يحدث معنا، عندما نحب شخصاً، نقول: إن أحببت ذاك، فإنك تحبنا نحن، هكذا المسيح أيضاً، لكي يُعلن عن هذا، قال ” والثانية مثلها”. هكذا قال أيضاً لبطرس ” أتحبني .. ارع غنمي” [7]. hvis:
“المحبة لا تصنع شراً للقريب. فالمحبة هي تكميل الناموس” (رو10:13).
أرأيت كيف أنه يحمل الفضيلتين، أولاً الابتعاد عن الشرور، لأنه يقول ” لا تصنع الشر”، ثانياً ممارسة الصلاح، لأنه يقول ” فالمحبة هي تكميل الناموس”، دون أن يهمل الاستفاضة في شرح التعليم الخاص بالفضائل ينبغي أن نفعلها، بل جعل ممارستها أسهل. لأنه لم يهتم فقط بكيف سنتعلم الأمور التي تعود بالفائدة علينا، الأمر الذي هو عمل الناموس، بل أن يساعدنا أيضاً على ممارستها أيضاً سيساعدنا جداً، طالما أنه يجعلنا نتمكن من ممارسة ليس فقط من جزء واحد من الوصايا، بل من كل الفضيلة.
4 إذاً فليحب الواحد الآخر، لكي نحب بهذه الطريقة أيضاً الله الذي أحبنا. إن ما يحدث بين البشر هو أنك إذا أحببت من هو موضع محبة، فإن الذي يُحبه سيقاومك، أما هنا فإنه يعتبرك مستحقاً أن تصير شريكاً له في المحبة، وحين ترفض أن تصير شريكاً، فإنه يُبغضك. لأن العشق الإنساني مملوء بالبغضة والحسد، بينما المحبة الإلهية متحررة من كل معاناة عاطفية، ولهذا فإنها تطلب شريكاً للمحبة. إذاً فلتحب بالاشتراك معي، هكذا يقول، وحينها سأحبك بالأكثر. أرأيت عاشقاً يتكلم بهذه القوة؟ فكأنه يقول: إن كنت تحب الذين أحبهم أنا فحينئذٍ أتصور أنني أنا ذاتي، أكون محبوباً بشكل فائق منك. خاصةً وأنه يشتهي خلاصنا جداً، وقد أظهر ذلك منذ البداية. اسمع ماذا يقول حين خلق الإنسان: ” نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا “ [8]، وأيضاً: ” ليس جيداً أن يكون آدم وحده. فأصنع له معيناً نظيره “ [9]. وحين وبّخه، عندما خالف الوصية، لاحظ كيف وبّخه بكل حنو. لأنه لم يقل له أيها الدنس والملوث، برغم من أنك قد نلت إحسانات كثيرة، فإنك آمنت بالشيطان، بعد كل هذه الإحسانات، وهجرت من أحسن إليك، وكرست ذاتك للشيطان الخبيث، بل ماذا قال: “من أعلمك أنك عريان. هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها “ [10]. Det er ligesom en far, der rådede sin søn til ikke at håndtere et sværd, men sønnen nægtede at lytte til rådet, så han greb sværdet og blev såret. Da han kom til skade, begyndte han at skrige om årsagen til sin skade. Faderen svarede ham og sagde: Du kom til skade, min søn, fordi du ikke adlød mig, og fordi du ikke hørte mig.
أرأيت أن الكلام هو من صديق أكثر منه رب؟ لصديق قد احتقر، لكنه برغم ذلك لم يبتعد. إذاً فلنتشبه به حتى عندما نُوبخ أيضاً، ولنتبع هذه الرأفة. كذلك المرأة أيضاً (أي حواء) وبّخت بنفس الرقة. أو من الأفضل أن نقول، إن ما حدث لا يُعد توبيخاً بل كان نصيحة، وتصحيح (للمسيرة)، وتأمين للمستقبل. ولهذا تحديداً لم يقل شيئاً للحية، لأنها كانت هي المخططة للشرور، ولم تستطع أن تنقل السبب إلى شخص آخر، ولذلك فقد عاقبها بشدة، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل جعل الأرض مشتركة في اللعنة. وإذ أن الله قد طرد آدم من الفردوس، وحكم عليه بالعمل الشاق، ولذلك يجب أن نسجد له ونُمجده. لأن الشهوة قادت إلى الخمول والإهمال في تنفيذ الوصية، وحاصرت الفرح، وساد الحزن الناتج عن عدم اللامبالاة، وهذا ما يدفعنا إلى الرجوع إلى محبته.
ماذا حدث أيضاً في حالة قايين؟ ألم يستخدم معه نفس أسلوب الرأفة؟ كذلك برغم من أنه أُهين منه، لم يرد الإهانة، لكنه تجدث معه برجاء وقال: “لماذا سقط وجهك” [11]. وإن كان ما حدث خال بالطبع من أية مقدرة على صفح، وقد برهن الأخ الأصغر على ذلك. لكن ولا هكذا وبّخ، ماذا قال: ” إن أحسنت أفلا ترفع. وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها “ [12]Med det mener han sin bror. Så hvis du er bange, siger han, måske på grund af nedslagtningen af Abel, vil jeg fjerne den førstefødtes autoritet fra dig, så vær ved godt mod (dvs. vær ikke bange). Al hans magt vil jeg lægge i din hånd. Jeg vil bare have, at du bliver bedre og elsker den, der aldrig har gjort dig forkert. Især da jeg passer på jer begge, men det der gør mig glad er, at I ikke skændes mellem jer. Og ligesom en omsorgsfuld mor gør, så gør Gud, alt hvad han skaber og skaber, så ingen er adskilt fra den anden.
لكن لكي تعلم ما أقوله جيداً، سأذكر لك مثالاً: غليك أن تتذكر رفقة التي أصابها القلق وركضت في كل مكان، عندما حارب ابنها الأكبر، الابن الأصغر. لأنه برغم من أنها كانت تحب يعقوب، إلاّ أنها لم تُبغض عيسو. ولهذا قالت: ” لماذا أعدم أثنيكما في يوم واحد “ [13]. ولهذا تحديداً قال الله آنذاك لقايين: “عند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها”، لكي يجنبه القتل لأنه كان يطلب سلام الاثنين. وحتى عندما ذبحه دون حزن أو أسى، لم تتوقف عنايته لذاك لقايين، بل برأفة، يسأل قاتل أخيه قائلاً: ” أين هابيل أخوك “ [14]. لكي بهذه الطريقة على الأقل يقدم توبة. لكن ذاك جادل في الأمور السابقة، جاعلاً السفاهات أكبر وأفظع. ولا هذا أيضاً جعل الله يبتعد عنه بل حدّثه أيضاً بكلام يليق بمن يحب بقوة، على الرغم من أنه أُهين واُحتقر، فيقول “صوت دم أخيك صارخ إليّ “ [15]. وأيضاً لعن الأرض مع قاتل أخيه، تاركاً غضبه للأرض، قائلاً: ” ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك “ [16]Og han gjorde, hvad de, der inviterer nogen til at vende tilbage, gør.
هذا ما صنعه داود، عندما سقط شاول. خاصةً وأن ذاك (أي داود) لعن الجبال التي حدث عليها جريمة القتل الذبح (أي ذبح شاول)، قائلاً: ” يا جبال جلبوع لا يكن طل ولا مطر عليكن .. لأنه هناك طُرح مجن الجبابرة “ [17]. هكذا فإن الله كمن رنم بصوت فردي، يقول: ” صوت دم أخيك صارخ إليّ من الأرض. فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك “. وقال هذا لكي يضبط غضبه الذي كان محتداً، ولكي يُقنعه على الأقل بأن يحبه حتى وإن لم يكن حياً. هكذا يقول لقد محوت حياته، فلماذا لم تمحو البغضة؟ لكن ماذا يفعل؟ إنه يُحب هذا وذاك، لأنه خلق الاثنين. ماذا إذاً؟ هل سيترك قاتل أخيه بلا عقاب. لكنه في هذه الحالة سيصير أسوأ؟ فهل سيعاقبه؟ إلاّ أنه أكثر حنو من أي أب. لاحظ إذاً كيف أنه يُعاقب ويُظهر رحمة لنفس الشخص، أو من الأفضل أن نقول، لا يُعاقب بل يُصحح فقط. لأنه لم يُميته، بل قيده بالرعب، حتى يطرد العار منه، ليعود على الأقل إلى حنوه وعطفه، لكي يُقيم عهداً على الأقل مع ذاك الذي مات، لأنه لم يُرد لقايين أن يرحل من هناك وهو لازال عدواً، لهابيل الذي قتله.
إن الذين يحبون يكون مثل هؤلاء. فعندما يصنعون إحسانات، لا يكونون موضع محبة، يصيرون قساة، ويهددون، بالطبع دون أن يريدوا ذلك بل ينقادوا بالمحبة إلى هذه القسوة لكي يجذبوا، على الأقل بهذه الطريقة، أولئك الذين يحتقرونهم. وإن كانت مثل هذه المحبة، تصير نتيجة الحاجة، لكن هذا أيضاً يُعزيهم بسبب محبتهم الفائقة. وبناء عليه فإن العقاب أيضاً يصير بالمحبة. لأن أولئك الذين لا يتضايقوا حين يُبغضوا، لا يفضلوا أن يعاقبوا. ولك أن تلحظ ما يقوله القديس بولس، في هذا الأمر لأهل كورنثوس: “لأنه إن كنت أحزنكم أنا فمن هو الذي يُفرحني إلاّ الذي أحزنته “ [18]. وبناء على ذلك، فعندما يزيد حجم العقوبة جداً، عندئذٍ يُظهر المحبة الفائقة. هكذا فإن زوجة فوطيفار المصرية عاقبت يوسف بقسوة بسبب المحبة الفائقة. لكنها بالطبع عاقبته بدافع أمر سيء، خاصةً وأن المحبة كانت قد أخذت شكل الفجور ولكن الله يعاقب من أجل أمر حسن، لأن محبته أيضاً كانت بالقدر الذي يستحق الذي أحب. ولهذا لم يتجنب أيضاً أن يستخدم كلاماً ثقيلاً، وأن يقدم كلمات الميول الإنسانية، وأن يدعو نفسه، غيور ” لأني أنا الرب إلهك إله غيوراً” [19]Han siger dette, så du kender omfanget af kærlighed.
إذاً فلنحب الله كما يريد هو، لأنه يعتبر هذا الأمر، هاماً جداً. وإن تحولنا عنه، فيظل يدعو، وإن لم نُرد أن نعود، يُعاقب بمحبة، وليس لأنه يريد العقاب. لاحظ إذاً ماذا يقول في سفر حزقيال، عن المدينة التي أحبها، وأهانته ” هاأنذا أهيج عليك عشاقك وأسلمك إلى أيديهم وسيرجمونك وسيحطمونك. وسأنزع غيرتي عنك. وسأستريح ولن أهتم بعد بك “ [20]. Hvilken grusomhed kunne der være mere grusom end denne, som en elsker kunne vise, når han foragtes af sin elskede, og når han trods alt brænder i ild for hende? Gud gør alt for at blive elsket af os, og derfor har han ikke skånet sin søn. Men vi er grusomme og vilde. Vi skal blive sagtmodige og elske Gud, som vi burde elske ham, for at nyde dyd, med glæde, for hvis nogen elsker eller tilbeder en kvinde og ikke føler noget af dagens triste ting, så tænk på hvor meget lykke vil nydes af ham, som begærer så meget, Denne rene guddommelige kærlighed.
Denne guddommelige kærlighed til noget meget stort er Himmeriget, det er nydelsen af gode ting, det er fornøjelse, det er glæde, det er glæde, det er lykke. Eller bedre at sige, uanset hvad jeg siger, vil jeg ikke være i stand til at tilbyde noget, der er værdigt til dets ækvivalent, men gennem erfaring ved jeg, hvor stor denne guddommelige kærlighed er.
ولهذا قال النبي ” ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب “ [21]. Så lad os underkaste os og nyde hans kærlighed. For således (af denne kærlighed) vil vi se Himmeriget, og vi vil leve et engleliv, og selvom vi lever på jorden, mangler vi noget fra dem, der bor i himlen, og efter at vi flytter herfra, vil vi dukke op for Kristi trone, som er prægtigere end alle andre og vil nyde hans herlighed, det kan ikke udtrykkes, hvilket jeg ville ønske, at vi alle kunne opnå gennem menneskehedens nåde og kærlighed, som tilhører vor Herre Jesus Kristus, hvem ære tilkommer for evigt og nogensinde.
[1] Ordsprogene 14:19.
[2] Matthæus 19:4-5.
[3] 1 Timoteus 2:2.
[4] Kolossenserne 3:3-4.
[5] Matthæus 40:22.
[6] Matthæus 22:38-39.
[7] Johannes 16:21.
[8] 1 Mos 26:1.
[9] Første Mosebog 18:2.
[10] 1 Mos 11:3.
[11] Første Mosebog 6:4.
[12] Første Mosebog 7:4.
[13] Første Mosebog 45:27.
[14] Første Mosebog 9:4.
[15] Første Mosebog 10:4.
[16] Første Mosebog 11:4.
[17] 2 Sam 21:1.
[18] 2 Korintherbrev 2:2.
[19] 2 Mosebog 5:20.
[20] 2. Mosebog 22:23 (S).
[21] Salme 34:8.