We have already established that the Holy Church has the sole right to interpret the Bible, not only because it received it (i.e. it was composed within it and for the purpose of its edification), and established and confirmed its canon, but because it is the Body of Christ (Romans 12:5; 1 Corinthians 12, 13, 20, 27; Ephesians 2:16, 4:12; Colossians 3:15), that is, the fullness, that is, the accomplishment and completion.
إلى هذا الثابت، نرى أنّ المعمدانيّين قد تجاوزوا الحقّ باعتقادهم أنّ كلّ فرد يتمتّع بحرّية “تفسير الكتاب”، على أن يكون تفسيره “موافقا لتعاليم الكتاب كلّها”، و”إعلان الله في المسيح” (هيرشل هوبس، عقيدة المعمدانيين ورسالتهم، صفحة 17). فهذا المعتقد، في واقع الحال، لا يقول الحقيقة بوضوح. إذ إنّ ثمة فرقاً جوهريّاً بين أن يعاشر كلّ مؤمن الكلمة الإلهيّة، أي أن يقرأها يوميّاً وبانتظام، ويفهمها بما يوافق “تقليد الكنيسة وتعليم الآباء في مؤلّفاتهم” (مجمع ترولّو، القانون 19)، ويسعى، مدى حياته، إلى أن يطيع كشفها، ليتمثل، بمعونة الله، بالإله الكلمة (أفسس 3: 14- 21)، وبين أن يكون لكلّ فرد حقّ تفسيرها، وحده، على أن يوافق تفسيره التعاليم التي هم يقولونها، ويدّعون أنّها “تعاليم الكتاب”!
The essence of this error is that the Baptists have departed from and against the Church. The Bible is the book of the Church. It is impossible to understand its saving message correctly except on the basis of merging with it and drawing from its source, heritage and experience. God has given the Church, alone, the power to explain the appropriate meaning that leads to the glorification of God the Father. Departing from and against the Church exposes the message to the reader’s interpretation according to his own whims. If the readers of the saving message are multiple, its interpretation will inevitably be multiple (2 Peter 3:16).
فالكتاب المقدّس لم يوجّهه كتّابهُ إلى أفراد مشتّتين، بل إلى مسيحيّين جمعهم روح الله، وكوّنهم معا جسداً واحداً، وأعطى كلاًّ منهم موهبته الخاصّة. وذلك بأنّ جسد المسيح تُكوّنه مواهب عديدة، وليس جميع الأعضاء عضواً واحداً (1كورنثوس 12- 14؛ رومية 12: 3- 9؛ أفسس 4: 11-13). معنى ذلك أنّ ثمة من كلّفهم الروح القدس، في الجماعة، بأن يفسروا المكتوب. وهذا يثبته الرسول، بقوله: “واعلموا قبل كلّ شيء أنه ما من نبوءة في الكتاب تقبل تفسيراً يأتي به أحد من عنده، إذ لم تأت نبوءة قطّ بإرادة بشر، ولكنّ الروح القدس حمل بعض الناس على أن يتكلّموا من قبل الله” (2بطرس 1: 20 و21؛ أنظر أيضاً: أعمال 20: 28).
فالتفسير لم يعطه الروح لكلّ فرد في الجماعة، أي ليس هو الموهبة الوحيدة في الجماعة. معاشرة المبنى وقبول المعنى، الذي يوضحه من أُعطوا موهبة التفسير، هما اللذان يخصّان أعضاء الجماعة طرّاً. وإن قال المعمدانيّون: “يظلّ الإنجيل حماقة إن لم يفسره الروح القدس” (فنلي م. جراهم، اللاهوت النظاميّ، صفحة 16)، فهم لا يقصدون ما قصده الله في مسرى التاريخ. وذلك لسبب بسيط، وهو أنّهم يهملون الكنيسة وتراثها الحيّ، ويشوّهون تعدّد المواهب، ويقيمون الفرد أساساً للاختبار والتفسير. وهذا هو لبّ الفرديّة التي تُقزّم الجماعة ورسالتها الخلاصية. فالفرد، ولو برّز في العلم بروزاً عظيماً وزاد برّه، لا يقدر على أن يختزل الجماعة. وإذا فسر الروح القدس كلمة الله، وهذا صحيح وموافق وحقّ (يوحنّا 14: 26؛ 1كورنوثس 2: 11 و12)، فإنّما يفسّرها في من كلّفهم التفسير، ويوجّهها إلى الجماعة الملتقية في رحاب حياة الشركة، وهدفه أن تكون الكنيسة دائماً، وفي كلّ مكان، “عمود الحقّ وركنه” (1تيموثاوس 3: 15).
ما يزعج المعمدانيّين كثيراً أنّ التراث المقدّس كشف أنّ روح الله أعطى الأسقف أوّلاً، ومن ينتدبه، موهبة تفسير الكتب المقدّسة. “أناشدك في حضرة الله والمسيح يسوع الذي سيدين الأحياء والأموات، أناشدك ظهوره وملكوته أن أَعلنْ كلمة الله وأَلحَّ فيها بوقتها وبغير وقتها، ووبّخْ وأنذر والزم الصبر والتعليم” (2تيموثاوس 4: 1 و2؛ أنظر أيضاً: 1تيموثاوس 4: 12- 16؛ طيطس 2: 15). وهذا، عندنا، يظهر جليّاً في خدمة رسامة الأسقف، حيث يوضع الإنجيل مفتوحا فوق رأسه. وما يعنيه هذا الوضع أنّ الكنيسة تدلّ على مركزية الأسقف، الذي أقيم إماما في الجماعة، بسبب أنّ فكره وقناعته منحدران من “فكر المسيح”، وأنه، تالياً، قادر على أن يشرح الكلمة على ضوء التراث الكنسيّ. طبعا هذا يمكن أن يردّ عليه المعمدانيون بقولهم إنّ التاريخ أثبت انحراف العديد من الأساقفة والكهنة. وهذا صحيح. لكنّ الصحيح أيضاً أنّ الكنيسة ربطت الأسقف بتراث كنيسته. ومن انحرف، هو من أهمل “محبّته الأولى”، وتكلم من خارج الجماعة، أي هو الذي أهمل التراث الحيّ، وفسّر الكلمة على هواه. ولا يخفى على فاهم أنّ انحراف بعض مسؤولي الجماعة، في التاريخ، لم يبطل القاعدة الرئيسة في حياة الكنيسة وخبرتها وتعليمها العقديّ، وهي: “الخلافة الرسوليّة المعطاة برسامة الأساقفة”.
لا يعني هذا أنّ الأساقفة والكهنة هم، وحدهم، أصحاب سلطان تفسير الكلمة (رؤيا 2: 7 و17 و29، 3: 6 و13 و29)، لكن أنّ كلّ تفسير يجب أن يوافق ما بثّه روح الله الذي أقام الأساقفة، “ليسهروا على كنيسة الله التي اكتسبها بدمه” (أعمال 20: 28).