اجتذب، عبر السنين، آلاف المؤمنين. لم يكن نجاحه سريعاً. قال عن أوائل خدمته الرعائية: “لثماني سنوات كنتُ أُقيم القدّاس الإلهي يومياً في كنيسة فارغة”. قال له كاهن مرّة: “في أي وقت أمرّ بكنيستك أسمع الأجراس تدقّ. مرّة دخلت فلم أجد أحداً. لن تنتفع شيئاً. أنت تدقّ الأجراس عبثاً”. لكن الأب ألكسي استمر، بثبات، يقيم الخدمة. أخيراً أخذ الشعب يُقبل إليه، شعب كثير. كان يحكي قصّته كلّما أراد أن يجيب على سؤال بشأن كيفية إنشاء رعيّة. الجواب كان دائماً إيّاه: “صلّوا”.
هذا ولم يكن الأب ألكسي يحبّ كثرة الكلام. من وجهه، من ابتسامته، من عينيه كان يتدفّق اللطف والتفهّم الذي كان يعزّي ويشدّد المقبلين إليه. هذا كان يخفّف من أحمال الناس ويحوّلهم إلى مسيحيّين فرحين بالرب كل حين.
استبانت شعبيّته من خلال عشرات الآلاف الذين احتشدوا يوم دفنه وسايروه إلى مثواه الأخير.
من أقواله:
- كيف تبلغ الاتضاع؟ تَحوَّل إلى داخلك ما استطعت واعتبر نفسك دون الآخرين.
- إعمل على تنشئة إخوتك وأخواتك الصغار. كن مثالاً لهم لتؤثّر فيهم. تذكّر أنهم سوف يلتقطون عيوبك والرب يحسبك مسؤولاً عنها.
- إذا رأيت سوءاً حواليك للحال تطلّع إلى نفسك لعلّك السبب.
- إذا هاجمتك أفكار السوء فأغلب الظن أنك لم تصلِّ كفاية. عليك أن تطردها. حالما تلاحظ في نفسك فكراً سيّئاً بادر إلى الصلاة. وإذا كانت أفكار عديدة تقلقك فخذ كتاباً جيّداً واقرأ فيه.
- اشتهِ السعادة للآخرين تصرْ أنت نفسك سعيداً.
وقد رقد الأب القديس اليكسي في 22 حزيران 1923 في Vereia (الى الغرب من وسط مدينة موسكو). وفي عام 1934 تم الكشف عن جثمانه الذي لم يكن متحللاً، وقد قام ابنه الشهيد (1942) سيرجي Sergii بنقل جثمانه إلى مقبرة جديدة.
وأعلنت الكنيسة الروسية قداسته في المجمع المقدس المنعقد مابين 13-16 أب من سنة 200، وتُعيَّد الكنيسة الأرثوذكسية للقدّيس ألكسي ميشيف في 9 و22 حزيران.