Testo:
1 وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِالإِنْجِيلِ الَّذِي بَشَّرْتُكُمْ بِهِ، وَقَبِلْتُمُوهُ، وَتَقُومُونَ فِيهِ، 2 وَبِهِ أَيْضاً تَخْلُصُونَ، إِنْ كُنْتُمْ تَذْكُرُونَ أَيُّ كَلاَمٍ بَشَّرْتُكُمْ بِهِ. إِلاَّ إِذَا كُنْتُمْ قَدْ آمَنْتُمْ عَبَثاً! 3 فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ، 4 وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ، 5 وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ. 6 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا. 7 وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، ثُمَّ لِلرُّسُلِ أَجْمَعِينَ. 8 وَآخِرَ الْكُلِّ كَأَنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا. 9 لأَنِّي أَصْغَرُ الرُّسُلِ، أَنَا الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً لأَنْ أُدْعَى رَسُولاً، لأَنِّي اضْطَهَدْتُ كَنِيسَةَ اللهِ. 10 وَلكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أَنَا مَا أَنَا، وَنِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لِي لَمْ تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ أَنَا تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْهُمْ جَمِيعِهِمْ. وَلكِنْ لاَ أَنَا، بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتِي مَعِي. 11 فَسَوَاءٌ أَنَا أَمْ أُولئِكَ، هكَذَا نَكْرِزُ وَهكَذَا آمَنْتُمْ.
la spiegazione:
يتضح للوهلة الاولى ان الرسول بولس يريد ان يبرهن للكورنثيين قيامة الرب يسوع من الأموات لذلك يستند على لائحة من الشهود العيان. الواقع ان الكورنثيين يؤمنون بقيامة الرب يسوع وهذا الإيمان كان سائداً هناك، لكن الهدف من كلام الرسول تأكيد قيامة الموتى الراقدين من البشر انطلاقاً من قيامة الرب يسوع نفسه، لذلك يتوجه الرسول اليهم قائلاً: “ان كان المسيح يُكرَز به انه قام من بين الأموات فكيف يقول قوم بينكم ان ليس قيامة أموات؟” (1 كورنثوس 15: 12). اذاً نص رسالة اليوم يأتي في مقدمة الرد على جماعة ربما اعتقدت بخلود النفس بتأثير بعض الفلسفات اليونانية فأخذت تعلّم ان القيامة قد حدثت وان ليس قيامة أموات.
“يا إخوة أعرّفكم بالإنجيل”. لا يريد الرسول بولس تذكير المؤمنين بقيامة الرب وحسب لكنه يريد ان يسلّط الضوء على هذا العنصر الأساسي من البشارة. فالكورنثيون لم ينسوا القيامة لذلك بقوله لهم “أعرّفكم بالإنجيل” ثم “ان كنتم تذكرون” أراد تحويل انتباههم الى هذه الحقيقة.
“الإنجيل الذي بشّرتكم به وقبلتموه وانتم قائمون فيه وبه أيضاً تَخلُصون”. يوضح لهم الرسول بهذا الكلام ان الدليل على صحة الإنجيل وفعاليته هو بالتحديد التزامهم به فقد سبق أن آمنوا وهم ينتظرون الخلاص الآتي. في الأصل اليوناني فعل “تخلصون” يأتي في المضارع في حين ان “قبلتموه” هو في الماضي، والهدف من هذه الصيغة هو التأكيد ان هناك انتظاراً للمستقبل ردا على القائلين ان القيامة قد حدثت في الماضي.
“قد سلّمتُ اليكم اولاً ما تسلّمتُه”. اولاً لا تعني فقط اولاً بالترتيب الزمني، بل بالأهمية، اي ان الحديث عن الموت والقيامة يأتي في المرتبة الأولى وهو الأهم في البشارة. وهذا ليس من اختراع الرسول بل هو أمانة بين يديه سلّمها الى المؤمنين كما تسلّمها كحقيقة مطلقة.
“مات من اجل خطايانا على ما في الكتب”. هذا ورد عند النبي إشعياء القائل “أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها … مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا… سكب للموت نفسه وأُحصي مع أثمة وهو حمل خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين” (إشعياء 53).
“وانه قُبر وانه قام في اليوم الثالث على ما في الكتب”. الحديث عن القيامة بعد ثلاثة أيام يرد عند النبي هوشع القائل “يحيينا بعد يومين، في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه” (هوشع 6 :2). الموت والقيامة اذاً ثابتان بالكلمة الإلهية الواردة في الكتب مما يؤكد صحة وصدق ما سلّمهم الرسول، وهذا ما زال إيماننا في الكنيسة اليوم إذ نردد كل أحد في دستور الإيمان: “… صُلب عنا على عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر وقام في اليوم الثالث على ما في الكتب”.
“انه تراءى لصفا ثم للاثني عشر … ثم تراءى ليعقوب ثم لجميع الرسل”. يذكر الرسول بولس تحديداً صفا اي بطرس ويعقوب أخا الرب لأنهما كانا معروفَين من المؤمنين في كورنثوس وقد سبق الرسول ان وبّخ صانعي الشقاقات في كورنثوس القائلين “أنا لبولس وأنا لأبلّس وأنا لصفا وأنا للمسيح” (1 كورنثوس 1: 12). ظهورات الرب يسوع القائم للتلاميذ بارزة في نهاية الأناجيل الأربعة، والرسول بولس يعرض الظهورات من منظار الإنجيلي لوقا حيث نجد التلاميذ “يقولون ان الرب قام بالحقيقة وظهر لسمعان … وفيما يتكلّمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم ..” (لوقا 24: 34-36). اما الظهور “لأكثر من خمس مئة أخ” فيُذكر فقط هنا عند الرسول بولس، والبارز ان الرسول لا يكتفي بالقول ان أكثرهم باقٍ اي لا يزال حيا الى الآن بل يشدد على ان “بعضهم قد رقدوا” مستعملا التعبير الذي يشير الى النوم لأن الهدف ليس تأكيد قيامة المسيح بمقدار ما هو تأكيد قيامة الراقدين في المسيح.
“آخر الكل تراءى لي أنا ايضا كأنه للسِقْط”. السِقْط هو الجنين المولود ميتاً قبل أوانه او الثمرة غير الناضجة الساقطة من الشجرة قبل الأوان. نسب الرسول لنفسه هذه الصفة لأنه يعتبر نفسه “أصغر الرسل” وغير أهل للرسولية بسبب الاضطهاد الذي شنّه على الكنيسة قبل اهتدائه. إذاً كان بواس قبلا سِقْطاً مُجهَضاً فأعيد الى الحياة بنعمة الله العاملة به في رسوليته، لذلك قال: “بنعمة الله انا ما انا”. إذاً بولس، أصغر الرسل، العامل بتحريض نعمة الله المسكوبة باعتلان المسيح له في برية الشام (انظر اعمال الرسل 9 :1-18)، صار عاملا بتعب “أكثر من جميعهم” تحديداً في البشارة بالقائم من بين الأموات.
“هكذا نكرز وهكذا آمنتم”. الكرازة هي “ان المسيح مات من أجل خطايانا وانه قبر وانه قام في اليوم الثالث”. هذا يعلّمه سائر الرسل كأساس اول للإيمان. اما مضاعفات هذه الحقيقة الإيمانية فهي ان الراقدين في المسيح سيقومون وان برهان قيامة المسيح يتجلى بقيامة البشر، لذلك يتابع الرسول قائلا “لأنه ان كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام” (1 كورنثوس 15: 16). اما قيامة الراقدين فستتم عند المجيء الثاني إذ “في المسيح سيُحيا الجميع، ولكن كل واحد في رتبته، فالبكر اولا وهو المسيح ثم الذين للمسيح في مجيئه” (1 كورنثوس 15: 22-23). بهذا أوضح الرسول الارتباط الوثيق بين قيامة المسيح وقيامة المؤمنين مظهرا بطلان تعليم القائلين ان الرب قد قام وأتم القيامة وليس بعد ثمة قيامة أموات.
Citato dal mio bollettino parrocchiale
الأحد 3 أيلول 1995 / العدد 36