Icona del sito Rete online ortodossa

Nella Santissima Trinità

Credere in un solo Dio:

إذاً نؤمن بإله واحد، بدء واحد لا بدءَ له، غير مخلوق ولا مولود، لا يزول ولا يموت، أبدي، لا يحصر ولا يحد، لا يُحاط به، لا تُحصر قوته، بسيط وغير مركب، لا جسم له، لا يسيل ولا ينفعل ولا يتحول ولا يتغيّر، لا يُرى، ينبوع الصلاح والصدق، لأنه “كل ما شاء صنعه” (مز134: 6). صانع كل المخلوقات ما يُرى وما لا يُرى. قابض الكل وحافظه، يعتني بالكلّ، يضبط الكلّ ويرئسه ويملك عليه مُلكاً لا ينتهي خالداً. ليس له مقاومٌ، يملأ الكلّ. لا يُحيط به شيء وهو يُحيط بكل شيء ويستولى عليه ويهيئه. وينفذ عبر كل الجواهر ولا يمسُّها. وهو أسمى من الكلّ. مترفع عن كل جوهر لِجلال جوهره وكائنٌ فوق الكائنات. فائقُ اللاهوت وفائقُ الصلاح وفيّاض. محدِّد السلطات والرتب بأسرها ومستقرٌّ فوق السلطات والرتب كلها. فائق الجوهر الجوهر والحياة والنطق والتفكير. هو النور بالذات والحياة بالذات والجوهر بالذات، لأن وجوده ليس من غيره ولا من كلّ الموجودات، لأنه هو ينبوع الوجود لها كلّها، وينبوع الحياة للأحياء والنطق للمتمتّعين بالنطق وعلَّة جميع الخيرات للجميع. هو عالمٌ بكلّ الأشياء قبل كيانها، وهو جوهر واحد ولاهوت وقوة واحدة ومشيئة واحدة وفعل واحد ورئاسة واحدة وسلطة واحدة وتؤمن به كل خليقة ناطقة وتعبده. فالأقانيم متحدون دون اختلاط، ومتميزون دون انقسام -وهذا غريب- هم آب وابن وروح قدوس، بهم اعتمدنا. فإن الربّ قد أوصى تلاميذه أن يُعمّدوا على النحو التالي قائلاً: “معمِّدين إياهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى28: 91).

Fede nel Padre e nel Figlio: – نؤمن بآب واحد، مبدأ الجميع وعلّتهم. لم يلده أحد وهو أيضاً غير معلول ولا مولود. صانع الكلّ وأب بالطبيعة للوحيد الجنس وحده، ابنه ربّنا يسوع المسيح إلهنا ومخلّصنا. وهو مصدر الروح القدس. ونؤمن بابن الله الواحد والوحيد الجنس ربنا يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق، مولودٍ غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كلُّ شيء. فبقولنا أنه قبل الدهور، نبيِّن أن ولادته لم تكن في الزمن ولم تبتدئ، لأن ابن الله لم ينتقل من العدم إلى الوجود. فهو بهاء المجد وميزة أقنوم الآب والحكمة الحيّة والقوة والكلمة الأقنومي وصورة الله الذي لا يُرى الجوهرية والكاملة والحية، بل كان دائماً مع الآب وفي الآب مولوداً منه ولادة أزلية لا بدءَ لها.

Infatti non c'è mai stato un tempo in cui il Figlio non fosse presente, perché non è padre. Piuttosto, dovunque è il Padre, da lui nasce il Figlio, perché senza il Figlio non è chiamato Padre. Se non ha un figlio, allora non è un padre. Se dopo avrà un figlio, solo dopo diventerà padre e passerà dal non essere padre al diventare padre. Questo è più terribile di ogni incredulità! Pertanto, non si può dire che Dio sia privo di fertilità naturale. La fecondità è quando una somiglianza partorisce da se stessa - cioè dalla propria essenza - come avviene in natura.

Intervista tra nascita divina e creazione: – إنه إذاً لكفرٌ القول في ولادة الابن أن قد تخلّلها زمن وأن وجود الابن كان بعد الآب. وإن ما نقوله إن ولادة الابن كانت من الآب أي من طبيعته. وإذا لم نسلّم بأن -منذ البدء- كان الابن مع الآب مولوداً منه، فإننا نُدخل تحويلاً في أقنوم الآب. ذلك أنه لم يكن آباً ثم صار آباً. أمّا الخليقة، ولو أنها صارت في ما بعد، فهي ليست من جوهر الله، وقد صارت من العدم إلى الوجود بإرادته تعالى وقوّته، ولم يلتحق تحويلٌ في طبيعة الله. إن الولادة صدور المولود من جوهر الوالد مساوياً له في الجوهر. أمّا الخلق والصنع. فيصيران من خارج، فلا يكون المخلوق والمصنوع من جوهر الخالق والصّانع، ولا مساويان لهما البتة.

Pertanto, poiché solo Dio è libero da emozioni, trasformazioni e cambiamenti, ed è sempre Lui, era così anche nella nascita e nella creazione senza emozioni. Poiché per sua natura non è né emotivo né fluido – perché è semplice e senza complicazioni – non avrebbe sofferto di emozione o fluidità né nella nascita né nella creazione, e non avrebbe avuto bisogno dell’aiuto di nessuno. Ma la nascita non ha inizio ed è eterna - perché è un atto della natura e perché emana dall'essenza di Dio - sicché il genitore non è soggetto a trasformazione, e affinché non vi sia un primo Dio e un altro Dio, che crea un'addizione. Quanto alla creazione, nei confronti di Dio, che è l'atto della Sua volontà, essa non è uguale a Dio nell'eternità. Colui che passa dal nulla all'esistenza non è uguale nell'eternità dell'esistenza a colui che non ha inizio ed esiste sempre. In questo modo l'azione umana e l'azione di Dio non sono uguali. Perché l'uomo non fa nascere nulla dal nulla, ma tutto ciò che crea si basa su una sostanza creata in precedenza, e questo non avviene semplicemente volendo, ma pensa anche in anticipo e disegna il progetto nella sua mente e poi lavora con il suo anche le mani e continua a faticare e faticare. Spesso non è in grado di raggiungere i suoi obiettivi come vorrebbe. Quanto a Dio, gli basta volere e portare all'esistenza tutto dal nulla. In questo modo Dio non partorisce come partorisce l’uomo. Poiché Dio è al di sopra del tempo, non ha inizio, né emozione, né flusso, né relazione. La sua nascita incomprensibile non ha né inizio né fine. È senza inizio perché non cambia, e senza flusso perché non è né emotivo né corporeo. Non ha relazione perché è anch'esso incorporeo e perché Dio è uno e non ha bisogno dell'altro. È senza fine né interruzione, perché è al di là dell'inizio, del tempo e della fine, ed è sempre lo stesso. Ciò che è senza inizio è senza fine. Quanto a colui che è senza fine per grazia, come gli angeli, non è certamente senza inizio.

La differenza tra nascita divina e nascita umana:

Di conseguenza, il Dio sempre presente partorisce la Sua Parola - che è completa - senza inizio né fine. Ciò avviene affinché Dio non partorisca nel tempo, mentre la Sua natura e il Suo essere sono molto al di sopra del tempo. Quanto all'uomo, egli è nettamente diverso da questo: nasce attraverso la nascita, la corruzione, il flusso e l'abbondanza di prole, e attraverso il velo del corpo e la presenza nella sua natura di maschio e femmina, perché il maschio ha bisogno dell'aiuto della femmina. Ma Colui che è al di sopra di tutto, che trascende ogni ragione e comprensione, abbia pietà di noi.

Nel Padre e nel Figlio: – إذاً تُعلِّمنا الكنيسة الجامعة الرسولية أن مع وجود الآب كان الابن الوحيد الجنس موجوداً منه بلا زمن ولا سيلان ولا انفعال ممّا يفوق الإدراك، الأمر الذي يعلمه إله الجميع وحده. فكما أنه مع وجود النار يكون النور الصادر منها، ولا تكون النار أولاً وبعد ذلك النور، بل يكونان معاً. وكما أن النور الصادر من النار مولود منها دائماً ولا يفارقها البتة، كذلك يولد الابن أيضاً من الآب دون أن يفارقه البتة، بل يكون فيه دائماً. لكنّ النور المولود من النار بلا افتراق والباقي فيها دائماً، ليس له أقنوم خاص به م قِبَل النار، لأنه صفةٌ للنار طبيعية. أما ابن الله الوحيد الجنس المولود من الآب بلا انفصال ولا افتراق، والثابت فيه دائماً، له أقنومه الخاص من قِبَل الله.

Perché si chiama parola, splendore e immagine, e perché si chiama unica?: – وعليه يُسمى الابن كلمة وبهاء، لولادته من الآب بلا علاقة ولا انفعال ولا زمن ولا سيلان ولا افتراق. وهو أيضاً صورةُ الأقنوم الأبوي، لأنه كامل وذو أقنوم ومساوٍ للآب في كل شيء، عدا اللاولادة. وهو الوحيد الجنس، لأنه وُلد وحده من الآب وحده ولادةً وحيدة؛ فليس من ولادة أُخرى تُساوي ولادة الابن من الله، وليس من ابن الله سواه. أمّا الروح القدس، فينبثق من الآب لا بالولادة بل بالانبثاق. وطريقة الوجود الأخرى هذه لا تُدرك ولا تُعرف، شأنها شأن ولادة الابن. لذلك كل ما للآب هو أيضاً للروح عد اللاولادة التي لا تشير إلى جوهر ورتبة مختلفتين، بل إلى طريقة الوجود. فإن آدم مثلاً هو غير مولود لأنه جبلة الله، وشيتا مولود لأنه ابن آدم، وحواء منبثقة من ضلع آدم وهي غير مولودة. ولا يختلف واحدهم بالطبيعة عن الآخر-لأنهم بشر- بل يختلفون في طريقة وجودهم.

الاختلاف بين كلمة αγένητος”أَيينِتُس” وكلمة αγέννητος “أَيينّتُس”: – واعلم أنّ كلمة αγένητος المكتوبة بنونٍ واحدة (v)، معناها “غير مخلوق” و “غير كائن” وكلمة αγέννητος المكتوبة بنونٍ مزدوجة (vv)، معناها “غير مولود”. فبالمعنى الأول إذاً يختلف جوهر عن جوهر، لأن الجوهر غير المحلوق و غيرَ الكائن ليس كالجوهر المخلوق والكائن. أما بالمعنى الثاني، فلا يختلف جوهر عن جوهر، لأنّ الفرد الأوّل من كل الحيوانات غير مولود، αγέννητος ، لا غير مخلوق αγένητος، لأنّ الباري قد خلقها كلّها وأَوجدها بكلمته، لكنها لم تولد، لأنّ واحدها لا يولَد إلاّ من آخر من الجنس نفسه سبقه في الوجود.

Secondo il primo significato, quindi, le tre Persone divine sono uguali nella divinità più sacra. Sono uguali e increati. Secondo il secondo significato no, perché solo il Padre non è generato. La sua esistenza non proviene da un'altra ipostasi diversa da Lui. Solo il Figlio è generato, perché è nato dall'essenza del Padre, che è al di là dell'inizio e del tempo. Solo lo Spirito Santo emana dall'essenza del Padre - non generato, ma procedente (Giovanni 15:26). Questo è ciò che ci insegna il Libro Divino. Per quanto riguarda il metodo di nascita ed emergenza, rimane sconosciuto.

واعلم هذا أيضاً أنّ اسم الأبوّة والبنوّة والانبثاق لم ينتقل من عندنا إلى اللاهوت السعيد بل بالعكس، فهو قد انتقل إلينا من هناك، على ما يقول الرسول الإلهي: – “لهذا السبب أجثو على ركبتيّ لأبي ربّنا يسوع المسيح الذي منه تسمَّى كل أٌبوَّة في السماوات وعلى الأرض” (أفسس 3: 14- 15).

Come il Padre è più grande del Figlio e come il Verbo non è strumento del Padre: – وإذا قلنا بأنَ الآب مبدأُ الابن وأعظم منه، فلسنا نعني أنه يفوق الابن زمن وطبيعة، لأنه “به أنشاء الدهور” (عب 1: 2)، ولا أنه يفوقه بشيء آخر سوى العلّة، أي أن الابن ولِد من الآب، لا الآب من الابن، وأن الآب علة الابن بحسب الطبيعة، كما نحن نقول بأن النار ليست صادرة من النور، بل بالأحرى النور من النار. إذاً عندما نسمع أن الآب مبدأ الابن وأنه أعظم منه، نفكر بالعلة. وعلى نحو ما نقول بأن ليس جوهر النار سوى جوهر النور، بل على نحو ذلك -كما يبدو واضحاً-أن ليس جوهر الآب سوى جوهر الابن، بل هما واحد وهما الشيء نفسه. وكما نقول إن النار تظهر بالنور الصادر منها، ولسنا نحسب أن النور -الذي هو من النار- آلة خادمة لها، بل أنه قوتها الطبيعية، كذلك إنه مهما يعمل الآب يعمله بابنه -ليس كما بعضوٍ للخدمة-، بل بقوته الطبيعية الأقنومية. وكما نقول أن النار تضيء ونقول أيضاً إن النور يضيء، كذلك نقول: “مهما يعمله الآب فهذا يعمله الابن” (يو5: 19). لكن الفرق أن النور لا أقنوم له خاصاً متميزاً عن النار، وأن الابن أقنومٌ كاملٌ غير منفصل عن الأقنوم الأبوي، كما أثبتنا ذلك فيما تقدم. فإنه -في الخليقة- لا يمكن إيجاد صورة توضح في ذاتها حالة الثالوث إيضاحاً كاملاً دون اختلاف. فكيف المخلوق والمركب والسائل والمتحول والمحدود وذو الشكل والفاسد، كيف هذا يبيّن بصفاء الجوهر الإلهي السامي الجوهر، الغريب عن هذه الصفات كلّها؟! إنه لواضح أن كل خليقة غارقة في الكثير من هذه الصفات وهي جميعها بموجب طبيعتها الخاضعة للفساد.

في الروح القدس – لا نعلم كيفية التمييز بين الولادة والانبثاق: – وبالمثل، نؤمن أيضاً بالروح القدس الواحد، الرب المحيي، المنبثق من الآب والمستريح في الابن والمسجود له والممجد مع الآب والابن، على أنه مساوٍ لهما في الجوهر والأزلية، الروح الذي هو من الله، المستقيم صاحب الأمر وينبوع الحكمة والحياة والتقديس، – لأنه إلهٌ مع الآب والابن فعلاً واسماً – غير المخلوق، الممتلئ، المبدع، صاحب الاقتدار، كامل الفعالية والقوة، لا حد لقوته، المتسلط المطلق على الخليقة كلها. يؤلَّه ولا يتألّه، يَملأ وليس ما يملأُهُ، يُستَمَد منه ولا يَستَمِدْ، يُقدِس ولا يتَقدَس، يُلجأ إليه لتقبّلهِ استغاثات الجميع. مساوٍ للآب والابن في كل شيء. منبثق من الآب وموهوب بالابن فتناله الخليقة كلّها خالقٌ بذاته، يكوّن الكل ويقدسه ويعتني به، قيّوم بأقنومه الخاص، غير مفترق ولا منفصل عن الآب والابن. له كل ما للآب والابن عدا اللاولادة والولادة، فإن الآب غير معلول وغير مولود – لأنه ليس من أحد، بل له وجوده من ذاته، ولا شيء مما هو له كان من غيره، بل بالأحرى هو لكليهما بالطبيعة المبدأُ وعلة وكيفية الوجود -. أما الابن فهو من الآب بالولادة. والروح القدس هو أيضاً من الآب، لكن باللاولادة بل بالانبثاق. ونحن نعلم أن هناك فرقاً بين الولادة والانبثاق لكننا نجهل كيفيته. وإننا نعلم أيضاً بأن ولادة الابن وانبثاق الروح القدس كانا معاً.

Specializzazioni delle ipostasi: – إذاً كل ما كان للابن والروح، كان لهما من الآب، حتى الوجود نفسه. ولو لم يكن الآب، لما كان الابن ولا كان الروح. ولو لم يكن للآب شيئاً، لما كان أيضاً شيءٌ للابن ولا للروح. وبسبب الآب كان للابن والروح القدس كل ما لهما -أي بسبب أن للآب هذا كلّه- ما عدا اللاولادة والولادة والانبثاق. فبهذه الاختصاصات الأقنومية وحدها تتميز أحد الأقانيم الثلاثة القدوسة عن الآخرين. ويتميزون باللانقسام بالجوهر، بل ذلك بميزة الأقنوم الخاص.

Nessuna composizione nella Trinità: – ونقول إن لكل من الثلاثة أقنومه الكامل، لئلا نوهم بأنه طبيعة واحدة مركبة من ثلاث غير كاملين، ونقول أيضاً إن في الأقانيم الثلاثة الكاملين جوهراً بسيطاً واحداً فائق الكمال وقبل الكمال. لأن كل مجموعة من غير كاملين تكون حتماً مركبة، ولا يمكن إيجاد مركب من ثلاثة أقانيم. ولذلك فإننا لا نتكلم عن نوعهم إنه من أقانيم بل إنه في أقانيم. وقد سميناها ناقصة تلك الأشياء التي لا تحتفظ بنوع الصنع المصنوع منها. فالحجر والخشب والحديد، كل منها كامل بذاته في طبيعته الخاصة. أما بالنظر إلى البيت المصنوع منها، فكل منها ناقص، لأن كلٌّ منها ليس في ذاته بيتاً.

Come i tre sono un solo Dio: – وعليه إننا نقول بأن الأقانيم كاملون لئلا نفكر بتركيب في الطبيعة الإلهية. فالتركيب بدء التقسيم. ونقول أيضاً إن كلاًّ من الأقانيم الثلاثة هو في الآخر، لئلا نصير في كثرة وجمهرة من الآلهة. لذلك نقر بعدم تركيب الأقانيم الثلاثة وبعدم اختلاطهم، ولذلك أيضاً نعترف بتساوي الأقانيم في الجوهر وبأن كل واحد منهم هو في الآخر وبأنها هي هي مشيئتهم وفعلهم وقوتهم وسلطتهم وحركتهم -إذا صحَّ التعبير، وبأنهم إله واحد غير منقسم. فإن الله واحد حقاً، وهو الله وكلمته وروحه.

في التمييز بين الأقانيم الثلاثة – والفرق بين النظر بالفعل والنظر بالنطق والتفكير: – وعلى أن النظر بالفعل غير النظر بالنطق والفكر. وعليه يتضح لنا تمييز الأفراد بالفعل في جميع المخلوقات، لأن بطرس يبدو منفصلاً بالفعل عن بولس. أما ما هو فيهما مشترك ومتجانس وواحد، فلسنا نشاهده إلا بالنطق والتفكير. فنفكر في عقلنا أن بطرس وبولس من طبيعة هي هي نفسها وأن لهما طبيعة مشتركة. كائن ناطق ومائت، وكل منهما تُحيي جسده نفس ناطقة وعقلة. أما الطبيعة المشتركة فتُشاهد بالمنطق، لأن الأفراد ليسوا بعضهم ببعض، وكل فرد -فيما يختص به- نَفور من غيره، أي يبتعد بذاته في الكثير مما يميزه من غيره. فهم أيضاً ينفصلون في المكان ويختلفون في الزمان وينقسمون في الرأي والقوة والشكل أي الهيئة والبنية والطبع والحجم والسيرة وسائر الميزات الخاصة، -وأكثر الكل- في أنهم ليسوا بعضهم في بعض، بل إن كيانهم منفصل انفصالاً تاماً. ومن ثم يقال رجلان وثلاثة رجال ورجال كثيرون.

Perciò diciamo per una natura divina, per le ipostasi di una Trinità indivisibile e per il ritorno del Figlio e dello Spirito ad un unico principio: – هذا هو الذي نراه في الخليقة كلها. أما الثالوث الأقدس الفائق الجوهر الذي يعم جلاله الكل وغير المدرك فهو بعكس ذلك. فإن ما يرى هنالك بالفعل إنما هو الشركة الواحدة بسبب التساوي في الأزلية ووحدة الجوهر والفعل والمشيئة اتفاق الرأي والسلطة والقوة ووحدة هوية الصلاح. وإني لست أقول بتشابه، بل بوحدة هوية، ووحدة انطلاق الحركة. فالجوهر واحد والصلاح واحد والقوة واحدة والمشيئة واحدة والفعل واحد والسلطة واحدة، بل هي واحدة وهي هي نفسها، لا ثلاثة أمثال بعضهم في بعض، بل حركة واحدة وهي هي في الأقانيم الثلاثة. فلكل منهم، بالنسبة لغيره، ليس أقل مما له بالنسبة لنفسه، أي أن الآب والابن والروح القدس واحد في كل شيء، ما عدا اللاولادة والولادة والانبثاق. وهذا التمييز يكون بفعل التفكير، فنعرف الله واحداً، ونعرف في وحدة خواصه الأبوة والبنوة والانبثاق. ونفهم الفرق على حسب العلة والمعلول وكمال كل أقنوم، أي طريقة وجوده. فلسنا نستطيع القول بانفصال مكاني -كما هو عندنا- في اللاهوت غير المحدود، لأن الأقانيم هم بعضهم في بعض، لا على طريقة الاختلاط، بل التواجد، على نحو قول الرب القائل: “أنا في الآب… والآب فيَّ” (يو14: 11). ولسنا نقول بالاختلاف في الإرادة والرأي والفعل والقوة وأي شيء أخر، الأمر الذي يحدث الانقسام الفعلي الذي فينا في كل شيء. لذلك لا نقول بآلهة ثلاث، آب وابن وروح قدس، بل بالأحرى بإله واحد، الثالوث القدوس، مرجع الابن والروح فيه إلى علة واحدة بدون تركيب ولا اختلاط -وذلك ضد هرطقة سابيلوس-، فإنهم متحدون، كما قلنا، لا للاختلاط بل للتواجد بعضهم في بعضٍ ونفوذ أحدهم في الآخرين بدون امتزاج ولا تشويش، ولا انفصل ولا انقسام -ذلك ضد هرطقة آريوس-. وإذا وجب الاختصار نقول: إنّ اللاهوت لا يمكن أن يُقسم إلى أقسام، وهو على نحو ما يصير في ثلاثة شموس متواجدة بعضهم في بعضٍ وهي لا تنفصل، فيكون مزيج النور واحداً والإضاءة واحدة. إذاً عندما  ننظر إلى اللاهوت، على أنه العلّة الأولى، والرئاسة الواحدة، والواحد، وحركة اللاهوت ومشيئته الواحدة -إذا صحّ القول-، وقوّة الجوهر وفعله وسيادته ذاتها، فالذي يتصوّر في ذهننا هو الواحد. أمّا عندما ننظر إلى مَنْ فيهم اللاهوت و-بعبارة أدقَّ- إلى مَن هم اللاهوت، لا سيمَا إلى الصادرَيْنِ من العلّة الأولى بلا زمن والمساويَين لها في المجد وعدم الانفصال -وأعني الابن والروح- فالمسجود لهم ثلاثة : الآب آبٌ واحد هو لا مبدأ له -أي لا علّة له- لأنه ليس من أحد. والابن ابنٌ واحد هو ليس بلا مبدإٍ -أي بلا علّة- وهو من الآب. وإذا اعتبرتَ البدءَ انطلاقاً من الزمن، فالابن لا بدءَ له، لأنه صانع الأزمان وهو ليس تحت الزمن. والروح القدس روح واحد صادر من الآب وذلك ليس بالولادة بل بالانبثاق،  لأن الآب لم ينفكّ أن يكون غير مولود -فإنه قد ولد الابن- والابن لم ينفكَّ أن يكون مولوداً -لأنه وُلد من غير مولود-، فكيف إذاً؟ والروح القدس لا يستحيل إلى الآب وإلى الابن، فإذا صار الآب ابناً، فلا يكون آباً بالحقيقية -لأن الآب واحد حقاً-. وإذا صار الابن آباً، فلا يكون ابناً بالحقيقة، لأنَّ الابن واحد حقاً. والروح القدس واحد.

وأعلم أننا لا نقول بأنّ الآب من أحد، بل نقول أنه أبو ابنه، ولا نقول إن الابن علّة وآب، بل نقول إنه من الآب وإنه ابن الآب. ونقول أيضاً إن الروح القدس من الآب ونسميه روح الآب. ولا نقول إنّ الروح القدس من الابن، ونسمّيه روح الابن. يقول الرسول الإلهي: “إن كان أحد ليس فيه روح المسيح فهو ليس منه” (رومة8: 9). ونعترف أن الابن يُظهره ويمنحه لنا، فقد قال: “نفخَ في تلاميذه وقال لهم: خذوا الروح القدس” (يوحنا20: 22). فكما أنّ الشعاع والإشراق من الشمس -وهي ينبوع الشعاع والإشراق- كذلك يمنح لنا إشراقه بواسطة الشعاع، فينيرنا به ويكون متعتنا. ولسنا نقول بأن الابن ابن الروح ولا إنه من الروح.

Esci dalla versione mobile