Filipos na antiguidade - e hoje está em ruínas - era uma cidade próspera, situada numa encosta no sopé das montanhas Pangéia, a cerca de 12 quilómetros do mar, em direcção à planície da Macedónia Oriental e a nordeste da Grécia. Foi chamada de Greenides, por causa de suas pequenas nascentes, antes que o rei Filipe II, pai de Alexandre, o Grande (357 aC), a anexe à Macedônia e lhe dê seu nome. Em meados do século I a.C., após mudanças políticas e múltiplas batalhas, Filipos foi transformada em colônia romana e foi inundada de muitos privilégios (incluindo o de que todos os nascidos ali passaram a gozar dos plenos direitos de cidadão romano), até se tornarem , no ano 31 AC. (na época de Augusto), um assentamento militar habitado por muitos veteranos.
وعى سكان مدينة فيلبي أنهم “رومان”، وواقعيا كانوا خليطا من الناس تعدّدت عباداتهم وشعائرهم الدينية المحلية -أبرزُها عبادةُ الامبراطور- وتمازجت تمازجا تلفيقيا، مما حدا بالديانة التوحيدية اليهودية، امام كثرة العبادات، أن تبدو حقيرة للغاية. ونعرف من كتاب اعمال الرسل أن بولس لما زار المدينة لم يكن يوجد فيها مجمع يهودي (16: 13)، ولعلّ السبب يعود الى قلة عدد الرجال اليهود المؤمنين في فيلبي (ربما لا يتجاوزون العشرة رجال)رجال) .
أسس الرسول كنيسة فيلبي حوالى العام 5. ب.م.، في رحلته التبشرية الثانية، فكانت اول مدينة اوروبية حمل اليها الإنجيل، ومن ثم اهتمّ بزيارتها مرات عدّة. غير انه، بعد تعرّضه لصعوبات ومساوئ (ضرب وسجن…)، اضطرّ الى ترك المدينة، ولم يخلّف وراءه سوى جماعة صغيرة معظمها من الوثنيين المتفاوتين اجتماعيا (اعمال 16: 12-40) .
كتب بولس هذه الرسالة وهو في قيود السجن، ربما كان ذلك في رومية او قيصرية او أفسس (اذا رجّحنا المكان الأخير، تعود كتابة الرسالة الى العام 56-57 ب.م). يقول الأب اسطفان شَربنتييه، وهو عالم كاثوليكي كبير، بأن الرسالة الى كنيسة فيلبي “كُتبت من دون سبب”، ولعله يقصد بأن الجماعة الناشئة هناك لم تعرف، نظير غيرها من الكنائس، أزمات او بدعا، وأن علاقتها برسول الأمم كانت طيبة جدا. ما تظهره الرسالة ذاتُها أن بولس كان مأخوذا بمحبة أهل فيلبي الذين بعثوا في نفسه فرحا كبيرا بفضل اهتمامهم به والعطاءات المالية التي وصلته منهم (4: 10-20)، التي ارتضاها هو متجاوزا القاعدة التي وضعها على نفسه، وهي أن يكفي رسالته بما تنتجه يداه (راجع: 1 كورنثوس 4: 12، 9: 14 و15؛ 1 تسالونيكي 2: 9…)، وذلك أنه كان يعرف قلب أصدقائه، وكرمهم رغم “فقرهم العميق” (2كورنثوس 8: 2) .
وواقع الحال أن جماعة فيلبي كانت قد أرسلت أبفرودتس بمهمّة الى بولس (أشرنا الى مضمونها أعلاه)، غير أن الرجل مَرِضَ بعد التقائه بالرسول وقرب الموت، “ولكن الله رحمه”، فأرجعه بولس بعد تعافيه الى أهل بلده، لِما أصابهم من قلق عليه (2: 25-30)، ولعلّه حمّله هذه الرسالة تعبيرا عن امتنانه لما يعملونه معه من خير. واستغلّها مناسبة فأطلق العنان لقلبه، فإن ما سمعه عنهم يجعله اكثر اشتياقا الى جميعهم “في أحشاء يسوع المسيح” (1: 7و8) .
لم يهمل بولس -كعادته- تشجيع مؤمني الكنائس المؤسَّسة حديثا وإرشادهم، فدعا أهل فيلبي الى أن يتمّموا خلاصهم “بخوف ورعدة”، ويكونوا “بلا عيب في وسط جيل معوَّجٍ وملتوٍ” (2: 12-15، راجع ايضا 4: 2-9). ولعلّ انشغاله بمشاكل الكنائس الاخرى وخوفه من أن يصيب هذه الكنيسة الغنية بالودّ شرُّ الذين يروّجون التعاليم الباطلة، جعله يضيف كلمة تحذير: “انظروا الكلاب، انظروا فعلة الشر، انظروا القطع (قد يكون يقصد اليهود الذين ظلّوا يؤمنون بأن أعمال الشريعة -ومنها: القطع، اي الختان- ضرورية للخلاص)” (3: 2) .
اعتبر بعض علماء التفسير أن رسالة فيلبي بلا تصميم واضح، وقال آخرون انها عبارة عن رسائل عدّة (اثنتين او ثلاث) بعثها الرسول في اوقات مختلفة وجُمعت في ما بعد… من دون أن نهمل هذه الافكار، يمكننا أن نلاحظ أن ثمة موضوعا بارزاً يجمع الرسالة، وهو الاتحاد بالمسيح الرب ينبوع الفرح. وهذا يكشفه بولس الأسير، منذ بدء الرسالة، لمّا يحدّث قرّاءه عمّا يحيّره، فهو واقع بين أمرين ولا يعرف أن يختار بينهما، أولهما شوقه الى المسيح الذي يجعله يؤْثر الانطلاق اليه، وثانيهما بقاؤه في الجسد من أجل تقدُّم اهل فيلبي وفرحهم في الايمان (1: 24 و25). هذا الارتباك يجعلنا نفهم أشياء خاصة في حياة الرسول، ويدعونا الى أن نعي ما وعاه، وذلك أن كل خدمة كنسية صحيحة تفترض اولا أن نحب الرب اكثر من الوجود، هذا الحب وحده هو الذي يدفعنا الى العمل -الذي لا يعرف مللا او كللا- وأن نستغل كل زمان ومكان لنعلن كلمة الله (1: 12-19). وهذا يبيّنه اهتمام بولس الدائم بإعلان الإنجيل الذي أخذت قضيته حياته كلها، وذلك انه، في إصرار ومحبة كبيرين، يدعو أحبّاءه الى العيش “كما يحق لإنجيل المسيح”، ويحضّهم لكي يكون لهم دائما “فكر واحد”، وأن يكون التواضع والطاعة اللذان في المسيح يسوع علامتهم المميّزة. ولقد أدرج، دعما لسعيه، نشيدا قديما يشيد بالمسيح الذي وهو مساوٍ لله “أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد… وأطاع حتى الموتِ، موتِ الصليب…” (2: 5-11). في آخر الرسالة يحضّ الرسول أصدقاءه على الفرح الدائم بالرب، ثم يترك لنفسه أن يعبّر، بطريقة لطيفة ومربية، عن امتنانه لعطاءاتهم، ويطلب لهم نوال “الثمر المتكاثر”. ويختم رسالته، كعادته، بتحيّات وسلامات.
A carta à Igreja de Filipos recorda-nos o dever de doar com alegria e amor, e exorta-nos a cultivar a terra e a praticar o serviço que é traçado pelo nosso amor ao Senhor e pela sua preferência sobre tudo o que existe.
Meu boletim paroquial
Domingo, 31 de maio de 1998
Edição 22

