Текст:
12 «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. «كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي»، لكِنْ لاَ يَتَسَلَّطُ عَلَيَّ شَيْءٌ. 13 الأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ، وَاللهُ سَيُبِيدُ هذَا وَتِلْكَ. وَلكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ، وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ. 14 وَاللهُ قَدْ أَقَامَ الرَّبَّ، وَسَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضاً بِقُوَّتِهِ. 15 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ؟ أَفَآخُذُ أَعْضَاءَ الْمَسِيحِ وَأَجْعَلُهَا أَعْضَاءَ زَانِيَةٍ؟ حَاشَا! 16 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ؟ لأَنَّهُ يَقُولُ:«يَكُونُ الاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً». 17 وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. 18 اُهْرُبُوا مِنَ الزِّنَا. كُلُّ خَطِيَّةٍ يَفْعَلُهَا الإِنْسَانُ هِيَ خَارِجَةٌ عَنِ الْجَسَدِ، لكِنَّ الَّذِي يَزْنِي يُخْطِئُ إِلَى جَسَدِهِ. 19 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ، الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنَّكُمْ لَسْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ؟ 20 لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ.
объяснение:
يعالج الرسول في هذا المقطع من الرسالة مشكلة الزنى في كورنثوس. ولعل الخلفية المباشرة لهذه المشكلة ان بعض الكورنثيين تأثروا بتعاليم فرقة دينية تدعى الغنوصية (او العرفانية). هذه لها تعاليم هي خليط من الوثنية والمسيحية وفلسفة خاصة حول الله وعلاقته بالانسان. في ما يختص بالجسد، اتجهت هذه الفرقة في اتجاهين. يقول الاول إن الجسد يربط الانسان بالمادة، ويعيق خلاصه، وبالتالي وجب قهره واذلاله بالنسك والتقشف، لكي تتخلص النفس من عبئه. اما الاتجاه الثاني فرأى في زوال الجسد وفنائيته دافعاً لممارسة اللذات والانغماس فيها. ذلك ان كل ما يصنعه الزائل زائل هو، فلا فرق ما دامت النفس طاهرة. الاتجاه الثاني هو الذي تأثر به بعض المسيحيين في كورنثوس. وكان شعارهم “كل شيء مباح لي”. لكن بولس، ازاء هذا الوضع، اذ لم ينفِ صحة هذه المقولة، يضيف ان “ليس كل شيء يوافق” الانسان الذي تبع المسيح وصار عضواً في جسده.
” كل شيء مباح لي ولكن ليس كل شيء يوافق. كل شيء مباح لي ولكن لا يتسلط علي شيء”. الانسان غير محدود من جهة حريته. وما يميزه عن سواه من الكائنات انه حر في اختيار افعاله، فهو يقف عند واحدها ويهمل الآخر. ويقبل هذا ويرفض ذاك. لكن الحرية، على هذا المستوى، تبقى ضعيفة، فارغة من كل معنى، إن نحن نظرنا اليها من منظار انجيل المسيح. صحيح ان المسيحي لا يحده قانون او شريعة او ناموس، لكن هذا لا يعني الفوضى. انت عضو في جسد المسيح، وبالتالي كيانك ليس لك، وانت لست لنفسك، بل للمسيح الذي اشتراك بدمه. منذ لحظة معموديتك انت ملْك المسيح، مضموم الى جسده. وهذا الامر يفترض ان الاشياء التي تحل لك في اي وقت، لم تعد توافقك كلها، لانها بالضبط، لا توافق جسد المسيح. اذاً، لا يمكنك ان تقول: “انا حر، افعل ما اشاء”، هذه ليست حرية بل العبودية بعينها. فالامر الذي تشاؤه وتفعله متسلط عليك، شئت ام ابيت، وانت على هذا الاساس خاضع لما تقوم به. انت عبد للخطيئة إن مارست الخطيئة. الحرية المسيحية هي تحرر من الخطيئة، وليست مجرد حرية تافهة في اختيار الافعال. المسيح يملكك لانه اشتراك من عبودية الخطيئة، وفيه وحده تتجلى حريتك الحقيقية.
” اما الجسد فليس للزنى، بل للرب، والرب للجسد. والله قد اقام الرب، وسيقيمنا نحن ايضاً بقوته”. جسدك للرب، وليس لأي شيء آخر. هو للرب لأن الرب اتى اليه واتخذه. لا يمكنك ان تهب هذا الجسد لغير الرب. ليس في هذا القول مخالفة للزواج. فالرسول يقول في موضع آخر: “ليس للمرأة تسلط على جسدها بل للرجل، وكذلك الرجل، ليس له تسلط على جسده بل للمرأة” (1كورنثوس 7 : 4)، لكن الاثنين في نهاية المطاف هما للرب، اذ لم يعودا اثنين بل جسداً واحداً للرب.
تعطي جسدك لغير الرب بالزنى. الزنى هنا يتخذ معنى اوسع من معناه المادي. يذكرنا بتهمة الزنى التي اطلقها الانبياء، في العهد القديم، على اسرائيل حين يترك الله ويمشي وراء آلهة اخرى. جسدك او كيانك الذي هو انت، ان جعلته يسير وراء شهواته تكون قد زنيت تجاه الرب. ان سلمته لغير المسيح تكون قد زنيت. فكيف تسلم امراً يملكه احد لسواه؟ جسدك لخدمة المسيح، يشاركه في آلامه وموته، ليقوم معه في المجد. الله اقام المسيح وهو سيقيمك ايضاً، وجسدك هذا سيشارك في القيامة، فلا ينبغي فيك ان تسيء استعماله.
” كل خطيئة يفعلها الانسان هي في خارج الجسد، اما الزاني فهو يخطئ الى جسده”. الزنى ليس فقط خطيئة تجاه الله، او خطيئة تجاه الانسان الآخر، لكن، ايضاً، خطيئة تجاه الجسد، لان الجسد لله، وليس لك حتى تتصرف به كما تشاء. كل خطيئة اخرى لا ترتبط بالجسد بالمقدار الذي يرتبط به الزنى. الزنى تعبير عن تخليك عن المسيح الذي اتخذ جسدك وجعله اهلا للمجد. ترمي نفسك في احضان غير احضانه. تلك هي الخطيئة، ان تنكر الله الساكن فيك، “الستم تعلمون ان اجسادكم هي هيكل الروح القدس الذي فيكم، الذي نلتموه من الله، وانكم لستم لانفسكم، لانكم قد اشتُريتم بثمن؟”. الجدير ذكره هنا ان الزنى هو السبب الوحيد للطلاق، ذلك لانه بالضبط تعبير عن كسر الرباط القائم بين الرجل والمرأة. فالرجل الزاني والمرأة الزانية لم يحترم علاقة الجسد الواحد القائمة بينه وبين شريكه. اخذ جسده الذي ليس له بل للآخر، وبالتالي للرب، ورماه في حضن من لا يملكه. الزواج في هذه الحالة غير ممكن، والوحدة هشة. فاذا كانت الحال هكذا على مستوى البشر، فكم بالحري تقوى المشكلة إن كان الله هو الطرف الآخر.
جسدك مدعو الى التمجيد، الى ان يصبح روحانياً، “اما الذي يقترن بالرب فيكون معه روحاً واحداً”. هذا الجسد الذي كان مثقلا بالخطيئة، الذي كان عبداً مطيعاً لها، اتخذه ربك، هذا الذي “سيغير شكل جسد تواضعنا على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته ان يخضع لنفسه كل شيء” (فيليبي 3 : 21). لا تترك جسدك للخطيئة، فيصير لحماً تافهاً، نتناً، بل سلِّمه لمن يملكه، ومجِّده فيه، فهو في القيامة يجعل منك قامة من نور.
Цитата из моего приходского бюллетеня
الأحد 27 شباط 1994 / العدد 9