فشرطن كاهناً ثم ارشمندريتاً وكاروزاً للكرسي البطريركي الأورشليمي. وأحيلت إلى عهدته رئاسة المدرسة البطريركية الأورشليمية. وسنة 1774م رقي إلى رتبة رئاسة الكهنوت فصار مطراناً لأبرشية بيسان وسنة 1787م رأى البطريرك بروكوبيوس أنه غير كفوءٍ لإدارة أمور الكرسي بسبب عجزه وتقدمه في السن كثيراً فاستقال وجعله خليفة له. فلما ارتقى إلى الكرسي البطريركي اظهر من الهمة والاقدام والغيرة والعناية بحفظ رعيته وترقيتها ادبياً ورحياً والذود عن الأماكن المقدسة من تعديات الاجانب ما يذكر ليشكر ويكون. موضوع فخر لعموم الأرثوذكسيين. وإذ كان يعلم رحمه الله أن الكتب الدينية الحاوية كلمة الله هي الواسطة الوحيدة لتنوير أذهان المسيحيين وحفظهم ضمن دائرة الأرثوذكسية. فرغماً عن شواغله الشاغلة واهتمامه بإدارة أمور الكرسي البطريركي وقد وضع في اللغتين اليونانية العربية كتاب “الهداية” الشهير الحاوي جميع عقائد وتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية بتمام الإسهاب والتفصيل. ثم كتاب تفسير المزامير ثم وضع باللغة اليونانية كتاب تفسير سفر الرؤيا هذا وبالإجمال نقول أن انثيموس قد ظهر في أفق الكنيسة الأرثوذكسية كنبراس ساطع الضياء. وبعد أن ساس الكرسي الأورشليمي مدة عشرين سنة كاملة رقد بالرب تاركاً له في صفحات تاريخ الكنيسة ذكراً عاطراً لا يمحوه كرور الأيام.
نقلاً عن كتاب “تفسير رؤيا يوحنا اللاهوتي” للبطريرك انثيموس
ترجمة الخوري يوحنا حزبون
منشورات جمعية الثقافة والتعليم الأرثوذكسي – عمان 1984