بعد ان تسلم الامبراطور لاون الثالث الايصوري (717-741) الحكم، باشر بحملة لإزالة الايقونات وإبطال اكرامها، واضطهد كل الذين يخالفون اوامره. فما كان من والد استفانوس الا ان اخذ عائلته الى مدينة نيقوميذية (في تركيا حاليا)، واودع ابنه استفانوس في دير القديس أفكسنديوس، وكان استفانوس في السادسة عشرة من عمره. ولما بلغ الحادية والثلاثين من العمر، اختاره الجميع رئيسا عليهم بعد ان توفي رئيس الدير.
عام 741 مات الامبراطور لاون فخلفه ابنه قسطنطين الخامس، فسار في خطى ابيه في محاربة الأيقونات وتحطيمها. وعمد الى إتلافها وتدنيس الاواني المقدسة المزينة بالرسوم، كما طلى بالكلس جدران الكنائس لطمس معالم الايقونات الجدارية المرسومة عليها. وعاقب كل الذين وقفوا في وجهه بقسوة. واستمال اساقفة كثيرين بالهدايا والامتيازات، حتى جعل ثلاثمئة منهم يوقّعون على قرارات ضد إكرام الايقونات في مجمع هياريا (754). الا ان الرهبان قاوموه بشدة، ولهذا اضطهدهم بعنف، واقفل أديرة واحرق اخرى وحوّل بعضا منها الى ثكنات عسكرية. واجبر الرهبان على الزواج ولبس ثياب مدنية، ووضع على تحركاتهم قيودا حتى تفرّق شملهم. اما الذين صمدوا فكان نصيبهم قطع الانف او اللسان والسجن او النفي.
بعث الامبراطور قسطنطين موفداً الى استفانوس، طالبا منه ان يوقع على قرارات المجمع، وحاول استمالته بالهدايا. الا ان القديس رد على رسول الامبراطور بأن “الايمان ليس سلعة تباع وتشترى”. أثار موقف استفانوس الامبراطور، فعمد الى عدة وسائل للضغط عليه. فاطلق اشاعة مفادها بان استفانوس على علاقة مشينة مع راهبة اسمها حنة، وهي كانت فتاة غنية وزعت اموالها على الفقراء وانضمت الى دير للعذارى. وحاول الامبراطور ارغام حنة على تبني هذه الاشاعة، لكنها أبت فأمر بجلدها، حتى سالت دماؤها واسلمت الروح من شدة التعذيب. وأحصتها الكنيسة في عداد الشهداء.
أخيرا امر الامبراطور بإحراق الدير وبنفي استفانوس الى إحدى الجزر في بحر مرمرة. ثم بعد ثلاث سنوات نقله الى القسطنطينية واوقفه امامه. وخلال استجوابه له، اخذ استفانوس قطعة نقدية وسأل: لمن هذه الصورة والكتابة؟ فقيل له: للامبراطور، فاخذها وداسها بقدمه، فاغتاظ الامبراطور من ذلك، فقال له استفانوس: “ان كنت تشعر بالمهانة اذا داس احدهم صورتك، أما تظن انك تهين الله لانك تدوس ايقونة المسيح وتحقرها؟”.
عندئذ ألقوا باستفانوس في احد سجون القسطنطينة. وبعد احد عشر شهرا في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني من العام 766 أُخرج استفانوس الى الساحة العامة وقام بعض الجنود برجمه، وعمد احدهم الى ضربه بعصا على راسه حطمت جمجمته وادت الى استشهاده. تعيّد له الكنيسة المقدسة في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني.
第四曲特罗帕利亚
لما سبقت فروّضت ذاتك في الجبل، بالرياضات النسكية، هزمت مواكب الأعداء العقليين، بالسلاح الكامل سلاح الصليب، ثم برزت أيضاً بشجاعة إلى الجهاد، وقتلت الزيليَّ الاسم بسيف الإيمان، وفي كلا الأمريت كُللت من الله، أيها الشهيد البار استفانوس الدائم الذكر.
قنداق باللحن الثامن
أيها المحبّو الأعياد لمندح بالترنيمات من صميم القلب بإيمان، استفانوس الإلهي، عاشق الثالوث، بما أنه كرّم أيقونة السيد البهية ووالدته، ونهتف إليه الآن بشوقٍ باتفاق الأصوات بسرور قائلين: السلام عليك أيها الأب الدائم الذكر.