Site icon شبكة أرثوذكس أونلاين

الكتب الطقسية

يحتاج المؤمن ليتابع الصلوات والخدم الليتورجية في الكنيسة الارثوذكسية الى كتب طقسية عدّة، يتعلق بعضها ببعض المواسم والاعياد، ويستعمل البعض الآخر في الخدم اليومية. أهمّ هذه الكتب:

الكتاب الذي يقود هذه الصلوات الكنسية جملةً هو كتاب “التيبيكون” (كلمة يونانية مأخوذة من لفظة “تيبوس” التي تعني القاعدة والمثال والقانون)، وذلك لأنه ينظّم الخدم والصلوات الكنسية كلها ويوحّد أداءها ويحفظها من اي تفرّد او تشويه.

هذه الكتب وما تحويه من صلوات تخص كلّ معمَّد، وممارستها -او بعضِها- واجب مقدس. وقد رأينا أن بعض الابرشيات، رغبة منها في إفادة المؤمنين، قد حاولت، او أذنت بطبع كتب ضمّت بين دفتيها صلوات بعض المواسم (او وضعت بعض الصلوات، مثل: صلاة النوم الكبرى والمديح… بين أيدي المؤمنين). غير أن هذه المحاولات -ومعظمها مفيد- مهما كثرت، ستبقى عاجزة عن وضع كل الكتب التي ذكرناها آنفا بين أيدي المصلّين ليستعملوها أثناء الصلاة.

ويبقى السؤال: كيف يستطيع المؤمنون أن يتابعوا الخِدَم، بتركيز أشد، بلا كتب بين أيديهم؟ لا شك أن الذين يؤمون الكنائس بتواتر لا يعرفون، على العموم، هذه المشكلة التي يعاني منها، بحدة، الموسميّون وحديثو الالتزام، ونرى، أن الحلّ يرتبط اولا بخدام هذه الصلوات، وذلك أنهم معنيّون بإيصال الكلمة مفهومة الى الناس، وهذا يتم بشروط عدة منها معرفة قواعد اللغة معرفة جيدة وإتقان الموسيقى البيزنطية، وتاليا عبر قراءة واضحة محضرة سابقا وترتيل بسيط لا تصنّع فيه او تباه، قائم على اللفظ الجيد للكلمة من دون إهمال للحن.

هذه الكتب الطقسية واحدة من اكبر كنوز الكنيسة الارثوذكسية لأنها تحمل قدرة التقديس التي شهد التاريخ على انها ممكنة حقا في العالم. ما يجب أن نعيه هو أن الزمان لا يتقدس الا بالصلاة، ولذلك علينا ان نحاول -ما استطعنا- الصلاةَ مع الكنيسة حتى يفرح الرب بنمو الكثيرين.

عن نشرة رعيتي 1995

Exit mobile version