قضى أفتيميوس سنوات الفتوة في عشرة الكتاب المقدس وأخبار القديسين. وتتلمذ لأفطروبيوس أسقف ملاطية الذي شرطنه فيما بعد كاهناً وفوض إليه أمر الاعتناء بأديرة ملاطية. أحب أفتيميوس الهدوء والتردد على كنيسة القديس بوليفاكتوس. فيها اعتاد قضاء سحابة أيامه كّلما وجد إلى ذلك سبيلاً. وكان يترك المدينة مرة في السنة، بعد الظهور الإلهي، ليعتزل في بعض الجبال في البرية إلى عيد الشعانين.
خرج سراً إلى أورشليم وهو في التاسعة والعشرين. وجاء إلى منطقة فارا فأقام بقرب عين الماء وأشجار النخيل في هدوء.. هناك تعرف إلى ناسك في الجوار هو القديس البار ثيوكتيستوس الذي أضحى وإياه كنفس واحدة.
وبعد 5 سنوات انتقلا إلى مغارة، فأقاما فيها زمناً طويلاً يقتاتان من الأعشاب البرية ولا يباليان بغير الرجاء بالله إلى أن كشف مكانهما راعيان من بيت عنيا. فلما ذاع صيتهما وكثر طلاب الرهبنة عليهما حول أفتيميوس الكهف كنيسة وابتنى فوقها لافرا عهِد بعنايتها إلى ثيوكتيستوس.
كانت للقديس دالة عند الله فقد عرف وخبر الأخوة عن خروجه العتيد إلى ربه وبعد أن احتفل الجميع بسهرانية عيد القديس أنطونيوس الكبير ودع الجميع في الصباح بخطبة أبوية ثم صرف الجميع ما عدا دوميانوس الذي بقي معه ثلاثة أيام. ثم في مساء السبت، كما سبق فخبر، رقد في سلام بالرب ممتلئاً أياماً، ستة وتسعين عاماً. كان ذلك في 20 كانون الثاني من السنة 473 م.
طروبارية باللحن الرابع
إفرحي أيتها البرية التي لم تلد، اطربي يا من لم تُمارس طلقاً، لأن رجل رغائب الروح قد كثّر أولادكِ، اذ قد غرسهم بحسن العبادة وعالهم بالإمساك لكمال الفضائل، فتبوسلاته أيها المسيح الإله خلص نفوسنا.
قنداق باللحن الثامن
إن الخليقة قد وجدت فرحاً في مولدك الموقر، وفي تذكارك الإلهي أيها البار، اتخذت ابتهاجاً بعجائبك الكثيرة، فامنح منها نفوسنا بغزارة وطهّرنا من دنس الخطايا، حتى نرتل هللويا.