بعد ست سنوات في الاسر، تمكن من العودة إلى موطنه بعد سلسلة من المتاعب. شعر في نفسه بأن الله يدعوه إلى هداية سكان ايرلندا الوثنيين. فبدأ إعداده الكنسي، فخرج إلى بلاد الغال (فرنسا) وأقام في عدد من المراكز الرهبانية مدة خمسة عشر عاماً يتابع تعليم القديس جرمانوس (تعيّد له الكنيسة في 13 تموز) الذي سامه شماساً.
في هذا الوقت جرت سيامة القديس بلاديوس، شماس كنيسة رومية، اسقفا على ايرلندا لينظّم الحملة التبشيرية في ايرلندا. ولما سمع باتريك بهذه الحملة انضم اليها. لم تمضِ عدة اشهر حتى توفي بلاديوس، فسيم باتريك اسقفاً لهداية ايرلندا.
تمكن من هداية ملوك دبلن ومونستر وبنات ملك كونوت السبع. لكنه اصطدم بالمنجمين والسحرة الذين قاوموه في كل مكان. رغم كل شيء، تمكن، بنعمة الله، من إسكاتهم وهدى بعضا منهم.
سام باتريك كهنة واساقفة، ونظم الكنيسة الجديدة مراعياً مزايا الشعب الايرلندي. لم يكن مقر الاساقفة الذين سامهم في المدن بل في الاديرة التي عرفت في الاجيال اللاحقة توثباً كبيراً حول ايرلندا إلى ما يشبه صحارى الرهبان في مصر. من هذه الاديرة خرجت أعداد كبيرة من الرهبان، مبشرين ليس ايرلندا فقط بل اوربا الشمالية.
أمضى باتريك ثلاثين عاماً في الاسقفية لا يكل ولا يتعب في نقل كلمة الله وتنظيم كنيسة المسيح الجديدة. رقد في الرب بسلام في 17 آذار سنة 461م. تعيّد له الكنيسة المقدسة في الـ 17 من آذار. القديس باتريك هو شفيع ايرلندا. ويحتفل الإيرلنديون بعيده ببهاء كبير ويطلقون اسمه على أولادهم.