ولدت القديسة كاترينا في الاسكندرية لعائلة من النبلاء الأثرياء، كانت عذراء جميلة وعفيفة ذات شهرة في الحسب والنسب والغنى ثابتة العزم وفصيحة اللسان. عندما أصبحت في العشرين من عمرها ُ طلبت للزواج فلم ترضَ بأحد والسبب أنها لم تجد الشخص المناسب. أخذتها أمها إلى قديس لكي يرى ماذا تريد؟ فأجابها إنه يعرف رجلاً يتمتع بالمزايا التي تطلب وهذا الشخص هو المسيح الإله الذي يلتمس عروساً وعروسه هي النفس البتول ولا يرضى عنها بديلاً، فقام بتعميدها وتعليمها أسرار الإيمان.
وفي نفس اليوم رأت في حلمها والدة الإله مع ابنها يسوع فقال لها: “ها هي كاترينا مشرقة جميلة غنية بالحكمة إني أقبلها عروساً نقيّة” وأعطتها والدة الإله خاتماً وأوصتها أن لا تقبل عريساً آخر لنفسها على الأرض.
كانت مصر تحت حكم قيصر مستبد يبغض المسيحيين اسمه مكسيمنس (305-313). اقام احتفالاً عظيماً وأمر أن يقدم كل الناس ذبائح للآلهة، ومن لا يقدم يموت. خاف المسيحيون جداً. وكانت كاترينا تطوف عليهم، وتثبت عزائمهم، وكان كلامها يبعث الرجاء في النفوس.
لما واجهت الحاكم أعجب بكاترينا التي فتنته بسحر كلامها، وقوة بيانها، ورباطة جأشها، وبهاء طلعتها، وقالت له لا يمكن أن يكون هناك إلا إله واحد هو أصل الموجودات وعّلتها فتعجّب من كلامها هذا وطلب منها أن تقام مناظرة علنية، تواجه فيها كاترينا أشهر العلماء والفلاسفة والحكماء في قصره، وكان عددهم 50 عالماً. فعندما حضرت كشفت لهم ضلالات هذه العبادة وليست هي إلى أبالسة مضللة تتخذ شهوات الناس ورغائبهم ستاراً لها. وفي نهاية المحاورة سّلموا كلهم بكلام كاترينا وأعلنوا الإيمان بالمسيح. مما أثار غضب مكسيمنس الذي أمر بقتلهم جميعاً.
أما كاترينا، لما رفضت ملاطفته، ومحاولات استمالتها إليه، معلنة أنها تعهدت أن تكون عروسًا للمسيح، زجها هي أيضا في السجن. وطلب جلدها عّلها تلين. ثم وضعها على دولاب مسنن بشفرات حادة لتعذيبها وعندما تفكك وتكسّر الدولاب تناثرت قطعه وإذ ظن بتأثير السحر الذي كان فيها أمر بإعدامها فقطع رأسها وكان ذلك سنة ٣٠٥. قطع رأسها في البرية بعد أن كابدت أمّر العذاب. وجد بعض النساك جسدها في برية سيناء فدفنوه، وأقيم على ذلك الجبل دير عظيم لا يزال قائما حتى اليوم. ورفاتها المقدسة موجودة فيه. فبشفاعاتها يارب ارحمنا وخّلصنا… آمين
تعيّد الكنيسة في الخامس والعشرون من شهر تشرين الثاني لتذكار القديسة كاترينا.
طروبارية باللحن الخامس
لنمدح عروس المسيح الكلية المديح كاترينا الإلهية حافظة سينا، التي هي عوننا وسندنا، لأنها بقوة الروح قد أفحمت نبلاء المنافقين ببهاء، والآن إذ كثللت كشهيدة، فهي تستمد للجميع الرحمة العظمى.
Troparia di lagu keempat
نعحتك يايسوع تصرخ نحوك بصوت عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبة إياك، وأُصلت وأدفن معك بمعموديتك، وأتألم لأجلك حتى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك، لكن كذبيحة بلا عيب تقبل التي بشوق قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها بما أنك رحيم خلص نفوسا.
قنداق باللحن الثاني
أيها المحبو الشهداء أقيموا الآن بحال إلهية مصفّاً موقراً، مكرمين كاترينا الكلية الحكمة، لأنها كرزت بالمسيح في الميدان، ووطئت الثعبان، مزدرية معرفة الفصحاء.