النص:
17 أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. 18 صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19 وَلكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. 20 وَإِلهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأَبَدِيِّ، 21 لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَل صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مَشِيئَتَهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.
الشرح:
“أطيعوا مدبريكم”. يريد بهم الرعاة الذين هم على صورة المسيح الذي يسميه كاتب هذه الرسالة “راعي الخراف العظيم”. قبل هذا المقطع في الإصحاح ال 13 من الرسالة الى العبرانيين قال الرسول: “اذكروا رؤساءكم، انهم خاطبوكم بكلمة الله”
(13 :7). لماذا الطاعة ؟ “لأنهم يسهرون على نفوسكم سهر من سيعطي حسابا”. لماذا نقرأ هذا الفصل في عيد القديس أنطونيوس الكبير مع انه كان راهبا ولم يكن كاهنا ؟ الجواب ان الراهب الكبير مرشد روحي يعطينا أصول السلوك المسيحي، يعلمنا الفضائل، يسهر على نمونا بالمسيح.
في واقعنا الرعائي الكثيرون لا يعرفون الطاعة للكاهن. يهربون منها ظانين انهم يطيعون المسيح وحده. غير ان الرسول يرى ان السيد يشرف علينا بواسطة الكاهن ورئيس الكهنة وكل منهما يلبس الضعف وضعفه لا ينبغي ان يحجب عنا كونه مُقاما من الله لإرشادنا وتعزيتنا وليكون أداة لتقديسنا وهذا يعطيه حرمة خاصة فنغض النظر عن تقصيره وان كان لنا شيء عليه فنذهب اليه ونعاتبه بتواضع وفي لهجة بنوية. ولا يكون الإكليريكي مضغة الألسنة ولا نذكر عيوبه في المجالس ولا نزعل منه. ان محبتنا الصادقة تصلحه وان وجدنا في سلوكه ما يطعن به نشكوه للأسقف بأدلة واضحة. لأن المهم ان يسهر علينا بسرور لا أن يئن بسبب الذم الذي يلحق به من الناس.
معنى ذلك اننا لا ندينه فله من يدينه والمطران يؤدبه اذا اقتنع بشكاوى المؤمنين الطاهرين. ولا يجوز ان نؤول سلوكه تأويلا ولا ان نحكم عليه حسب الظاهر وحسبما سمعنا. وقد ذكرّنا صاحب الرسالة اننا (اي الرعاة) نرغب في ان نحسن التصرف في كل شيء. الرعية بحاجة الى سلام “وإله السلام (اي الآب) الذي أعاد من بين الأموات راعي الخراف العظيم بدم العهد الأبدي ربنا يسوع ربنا يسوع المسيح يكلمكم في كل عمل صالح”. ان موت المخلص وقيامته هما الكفيلان بأن تعملوا بمشيئته. فإنه هو يعمل فيكم بنعمة يسوع المسيح.
فاذا كنتم متصلين بيسوع تنالون قوة العمل الصالح. والرعاة لم يقاموا من الله الا لتعملوا الصالحات. كل مبرر وجودهم في الكنيسة ان يجعلوا كل انسان كاملا في المسيح يسوع. وعلى قدر ما تتحلون بلطف العلاقة بهم يتقوون ليتابعوا الرسالة. اما اذا نسوها، لا سمح الله، فلا تقرعوهم تقريعا ولا تكونوا قساة عليهم ولكن ازدادوا طاعة لما يقولون. اذ ذاك لا بد لكم ان تكسبوهم لمسيحهم ولكم.
نقلاً عن نشرة رعيتي
الأحد 17 كانون الثاني 1993 / العدد 3
ملاحظة من الشبكة: كل الأخطاء التي يرتكبها أي إنسان يخدم في الكنيسة، وبالأخص الاكليريكيين، لا يجب علينا أن نقيمها عليهم ونطعن في كهنوتهم. ولكن يُستثنى من هذا فقط عندما يقع، الإكليريكي أو أي شخص في الكنيسة، في الهرطقة. حينذاك يكون هو أسقط نفسه وأصبح خارجاً. كما يقول القديس بولس الرسول “وَلكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا»!” (غلاطية 1: 8)