Facebook
Twitter
Têlxiram
WhatsApp
PDF
Email
☦︎
☦︎

26- واعترف بمعمودية واحدة

ما هي المعمودية – المعمودية هي باختصار:

1- نزول في جرن المعمودية ليتم دفن الانسان العتيق المهترىء بالخطايا والضعف والضياع، فريسة الاهواء والشياطين.

2- المسيحية أَلغت الختانة اليهودية التي كانت تجري في اليوم الثامن. وحلَّت محلها المعمودية. الامر واضح مثل الشمس في رائعة النهار في رسالة كولوسي 2: 11- 12. فهي تتم بالتغطيس في الماء والإخراج من الماء. التغطيس للدفن. والإخراج للقيامة. النص صريح لجهة التغطيس. ويعترف له بهذا المعنى التفسير الفرنسي الكاثوليكي المعاصر (150). وان وضعنا النصوص التالية في خانة واحدة كان الحاصل: اننا بالمعمودية نخلع الانسان العتيق ونلبس الجديد المخلوق خلقة جديدة على صورة خالقه. نولد مع المسيح. نصلب مع المسيح. ندفن مع المسيح. نقوم مع المسيح. نلبس المسيح. نحيا بالمسيح ومع المسيح وفي المسيح وللمسيح. وباختصار المعمودية تعيد فينا كل حياة المسيح. (يوحنا 15: 5 ورومية 7: 7- 11 وكورنثوس الثانية 5: 14- 17 وغلاطية 2: 19-20 و3: 27 و5: 24 و6: 14- 15 وفيلبي 3: 10- 11 وكولوسي 2: 11- 12 وتيموثيئوس الثانية 2: 11- 12 وعبرانين 9: 26 ورؤيا 1: 18).

3- الروح القدس حلّ على يوحنا المعمدان وهو جنين في بطن امه (لوقا: 15 و41 44) في الشهر السادس. فهلَّل وارتكض مبتهجاً. هذا يصدر عن عقل وعاطفة. من اعطاه اياهما؟ انه الروح القدس. وفي القديم نماذج (151).

4- يسوع بارك الاطفال. لوقا الانجيلي استعمل لهم لفظة  berfos (18: 15). وهي تعني لديه الجنين (لوقا 1: 41 و44) والمولود جديداً (2: 16 واعمال الرسل 7: 19). وهذا يعني انهم كانوا صغاراً جداً. وقد برئت نازفة الدم بلمسها هدب ثوب يسوع. وبرىء مرضى عديدون لمّا لمسهم يسوع. منهم حماة بطرس مثلا. هذا يعني ان بركة يسوع تعطي قوة الهية. نالها الأطفال بوضع يده عليهم.

5- عمَّد الرسل بيوتا برمتها. فهل كانوا جميعاً فوق الثلاثين من العمر؟

6- بولس الرسول (في افسس 6: 1-6 وكولوسي 3: 20-21) يتوجه الى الاباء والابناء. والنص اليوناني الاصلي لا يدع مجالا للشك في ان الابناء المعنيين هم ابناء في سنّ التربية والتقويم وانهم مؤمنون خاضعون للرب. والمعمودية هي المدخل الى الكنيسة.

7- منذ البداية عمَّدت الكنيسة الاطفال.

فالارثوذكس والكاثوليك والبروتستانت متفقون على ذلك. شذَّ شهود يهوه واضرابهم وبعض الضالين الآخرين. فقد خصَّ الاستاذ البروتستاني الشهير كوامن معمودية الاطفال بكتاب (152). وكتب زميله بنوا عن المعمودية في القرن الثاني كتاباً. وكان الكاثوليكي الشهير الاب لويس دوشين قد كتب مصادر العبادة المسيحية.

قال بنوا بان الكنيسة كانت تعمّد الاطفال منذ البداية (153) وقال دوشين بأن الوثائق تثبت (منذ نهاية القرن الثاني) ان الكنيسة كانت تقوم بالطقوس الثلاثة الأساسية: “المعمودية والميرون والمناولة الاولى” (اول قربانة) (154).

كاتب لاتيني قديم قال: “نغذِّي جسم المسيحي بجسد المسيح ودمه” (155). ترتليانوس (الكتاب اللاتيني المتوفي بعد 222) تكلّم عن معمودية الاطفال كعادة قائمة ومتأصِّلة في زمانه (156). معاصره كبريانوس اللاتيني (157) اسقف قرطاجنة ذكر معمودية الاطفال (200- 258 للميلاد).

شيخ اللاهوتين غريغوريوس اللاهوتي (389/ 390) شجَّع على تعميد الاطفال (158) والذهبي الفم (407) شجع ذلك في خطبه عن المعمودية. واعتبر اوغسطين اللاتيني (430) الاطفال المتعمدين مؤمنين (159).

وجناديوس اللاتيني (160) ذكر تعميد الاطفال الصغار ومسحهم بالميرون ومناولتهم القربان (161).

1- يُدفن المعتمد في قبر المسيح، ويقوم معه في اليوم الثالث. الروح القدس هو الذي يعمّدنا.

2- نولد بالمعمودية ثانية. ولدتنا امهاتنا عن طريق التناسل. التناسل هو البقاء على الارض.

اما البقاء في السماء فيتم عن طريق الولادة البتولية الروحية بدون التناسل الجسدي. كيف؟ الروح القدس يغرس فينا، بالمعمودية، يسوع المسيح كما يضع البستاني طعم الزيتونة “الجوية” في الزيتونة “البرية”. بالمعمودية نحظى بتجديد صورة آدم فينا. بالمعمودية يرسم الروحُ القدسُ يسوعَ فينا.

بها ننال إمكانية عيش جديد ينمو في الروح القدس الى تمام ملء قامة يسوع.

 3- بالمعمودية يصنعنا الروح القدس اعضاء في الكنيسة اي جسد المسيح. واذ نحن اعضاء هذا الجسد نصبح مثله: ابناء الله بالتبني. اذن: نحن اولاد الله.

نعم! نحن اولاد الله واخوة يسوع.

4- بالمعمودية نشعشع اكثر من الشمس لمدة ما. هذا ما علَّمه يوحنا فم الذهب وكيرللس الاسكندراني وكل الناسجين على غرارهم. اذن: حين يعتمد الطفل يتجلّى كما تجلّى المسيح على جبل تابور.

5- المعمودية تمحو الخطايا. كيف؟ الروح القدس يمنح ماء جرن المعمودية نعمة الفداء الصائر بالصليب. الطفل لا يغطس في ماء عادي بل في ماء اعطاه الروح القدس قوة التوليد وحمرة دم المسيح. نغطس في دم المسيح، نغطس في الروح القدس.

افرام السرياني سمَّى جرن المعمودية رحماً. وقال كيرللس الاورشليمي معاصره: ” وكان الماء الخلاصي معاً قبراً ورحماً” (162). وقال بعدهما تيئوذوروس المصيصة انه ينبغي على الكاهن ان يطلب الى الله ان يرسل نعمة الروح القدس على الماء ليصنع منه حشا.

ولادة اسرارية.. في المعمودية يصير الماء حشا لمن يولد.. (163).

هذا موقف ثابت في تعليم الكنيسة السورية على ما ألمح باسيليوس آخذاً بتفسيرها. ففي سفر التكوين كان روح الله يرفّ على وجه الماء. وفي العنصرة عمَّدنا الروح القدس بالروح والماء. الروح القدس كان في بداية الكون يرف على الماء. والآن في الكنيسة منذ يوم العنصرة، يلد الناس بالماء والروح (164).

6- تجري المعمودية  باسم الاب والابن والروح القدس. هذا يعني ان المعتمد خرج من عبادته وافكاره وقالبه وانتماءاته ليصير للثالوث القدوس والمعمودية هي عرس المسيحي. بها ينتقل من الارض الى السماء، ومن الموت الى الحياة، ومن الظلمة الى النور، ومن الوثنية الى ملكوت الله. فيها يتم نقل اسمه من خانة العالم ورئيسه ابليس الى خانة الثالوث القدوس كما ينقل الموظف قيد العروس من سجّل ابيها الى سجل زوجها، وكما ينقل قيد العقار من اسم المالك الى اسم المشتري. ينقله الروح القدس الى ما سمَّاه الكتاب المقدس “سفر الحياة” اي كتاب الحياة.

لا تُعاد المعمودية : ونظراً لهذا الطابع الخاص، لا تجوز اعادة المعمودية. هي واحدة. فمن كفر بعد اعتماده وعاد، يتمّ فقط مسحه بالميرون المقدس لتجديد قواه التي وهنت لمَّا كفر بإيماننا الارثوذكسي.

ولكن لماذا استعمل الدستور للمعمودية عبارة:

واعترف بمعمودية واحدة…”؟.

الاعتراف : ماذا يعني الاعتراف؟ المعتمد يعترف قبل نيله المعمودية:

1- بخطاياه معلناً توبته عنها وعن كفره السابق، اعترافاً صادقاً شريفاً حراً خاشعاً. يجري انقلاب جذري في حياته…

2- يعترف ببنود الإيمان المسيحي، فيتلو دستور الإيمان جهاراً ومن كل القلب. فتلاوة الدستور هي دوماً إقرار ايمان شخصي.

لم ينكروا الايمان : وفي الكنيسة تعرَّض كثيرون للاضطهادات الوحشية، فاعترفوا بالايمان ولم ينكروه. بعضهم مسجّل في سجل الشهداء، وبعضهم في سجل المعترفين فقط، لانهم لم يموتوا تحت وطأة العذاب (165).

الاخلاق المسيحية : ما دامت المعمودية في مثل هذه الاهمية، فاين مكان الاخلاق المسيحية؟

في الحقيقة لم استسغ ايّ كتابة في الاخلاق تسْتلهم ارسطو وسواه. ولم يرق لي كتاب استاذ الاخلاق في كلية اللاهوت بجامعة سالونيك (اليونان) البروفسور منتزويتس.

فانه يستلهم شخصانية  Mounier وصحبه. فانا على رأي ثيئوفانس والابBorrely . اخلاقنا تستلهم عضويتنا في جسد المسيح. ليس لدينا علم اخلاق فلسفي. عندنا العهد الجديد كما تجسَّد في حياة القديسين وفي كتابات النساك والمتصوفين الملهمين:

1- مكسيموس المعترف (662).

2- يوحنا كاتب “السلم الى الله” (166) (حوالي 650).

3- اسحق السرياني (167) اسقف نينوى (النصف الثاني من القرن السابع).

4- سمعان اللاهوتي الحديث (949-1022).

5- غريغوريوس بالاماس (1359).

6- آباء الفيلوكاكيا (168) اليونانية والروسية والرومانية.

7- اقوال الشيوخ (169) وفي الفيلوكاكيا غيض من فيض اقوالهم وسواهم من القدامى والمحدثين: الذهبي، باسيلوس،,…

ولكن لماذا كل هذا الرفض للقالب الفلسفي والعلمي في علم الأخلاق؟

نسيج الروح القدس : السبب هو ان الروح القدس هو الذي ينسج اخلاقنا.

فكل الكتابات علامات، نوتات موسيقية، لا يجيدُ التنغيم واللعبَ تبعا لفنونها الا من كان الروح القدس يحرّكه. هو الذي “ينقر بالعود”. وانا صوته، انا انغامه. مطالعة الفيلوكاكيا تغني عن مائة مجلد في علم الاخلاق. “وسحبة من سحبات” الذهبي ويوحنا السلّمي ومكسيموس واسحق وسمعان اللاهوتي ألذَّ منها جميعا.

27- معمودية الأطفال

ما قضية معمودية الاطفال؟ هناك من يرفض هذا المبدأ.

سأختصر. ولكن ساذكر بعض المراجع ليكون المؤمنون على بيّنة من رسولية كنيستهم.

المعمودية نظام اتى به يوحنا المعمدان لمّا خرج ينادي بالتوبة ومجيء يسوع. ويوحنا نبي اعظم من ابراهيم موسى وهرون وداود وايليا وسائر الأنبياءِ. فمعموديته شريعة سماوية خضع لها يسوع كما خضع لشريعة الختان والشرائع. فلما نادى بها اعتمد يسوع لديه. وكان عمره حوالي 30 سنة. انما معمودية يسوع تتميم شريعة. فهو بلا خطيئة. ولم يكتسب اي شيء في المعمودية. ولم يكن بحاجة الى التوبة. ومعمودية يوحنا معمودية ماء للتوبة لا معمودية الروح القدس.

ولنعد الى المعمودية، معمودية الاطفال.

فتعميدهم ضروري جدا. بالمعمودية يولد الطفل في المسيح ويتجلَّى مثل المسيح على جبل تابور. وان مات كان من انبياء الملكوت، وكان له قسط من النور (170). بولس قال في الذين اعتمدوا في المسيح انهم قد لبسوا المسيح. فأي طعم وأي عناية يقدّمهما الابوان لطفلهما افضل من غرس يسوع فيه، ومن إلباسه يسوعَ؟

لذلك اتوسل الى الآباء والامهات ان لا يؤخروا يوما واحداً معمودية اطفالهم. فانها تضعهم تحت حماية يسوع، وتحميهم من أذى الشياطين. وتُميت فيهم شوكة الخطيئة والاستعدادات للعوائد الشريرة.

فان مات الطفل بدون معمودية ارتكب أهله جريمة فظيعة تجاهه، وكان حبهم له حباً ناقصاً ومشوّهاً. سألت أهل طفل مات عما اذا كان معمداً ليتم تجنيزه. نخسهم ضميرهم فأوجعهم. ويجوز التعميد في اية لحظة من لحظات النهار والليل. وفي حالات الخطر يحق لكل مسيحي يؤمن بالثالوث القدوس ان يعمّد فيجريه بالطريقة المسماة “الرشم” (171). يرشّ ماء على الطفل وهو يقول: “يعمّد عبد الله فلان باسم الآب والإبن والروح القدس. آمين”.

فان احيا الله الطفل أحضر الاهل الكاهن ليمسحه بالميرون المقدس ويناوله القربان فقط: دون اعادة المعمودية.

اما ما درج عليه الناس من تأخير المعمودية بسبب الولائم وكلفتها وغياب الاهل عن الوطن احيانا او غياب العرّاب، فهو تصرّف غير مسيحي. لا يجوز تأخير معمودية الأطفال ولو أيام الحداد (172).

الحفلات وثنية بينما المعمودية سماوية. ومحبة الطفل تتطلّب ان ننفق كلفة الحفلات على الفقراء واعمال الخير عن عافية الطفل، لا ان نُتخم بطون الناس بالخمر، فنرتكب الخطيئة عقب عملِ الخير.

والناس في بلادنا عبيد للعوائد والتقاليد. يسوع وبَّخ الفريسيين لأنهم اتَّبعوا سنَّة شيوخهم من العلماء السابقين وتركوا نص الكتاب المقدس. صرنا تلاميذ الفريسيين لا تلاميذ يسوع. واحسرتاه!

المسألة تتطلب شجاعة واقدام لنسف هذه العوائد. فالمعمودية هي دخول الى قبر المسيح وصعود الى جبل تابور وارتقاء الى يمين الله. فكيف يمكن التوفيق بينها وبين حشو البطون بالاطعمة والخمور؟ اللهم! ارحمنا، واغفر لنا، وأشفق علينا، واهدنا الصراط المستقيم.

اما انتظار عودة الاهل والخلاّن فغير واردة الا اذا كانت السفرة قصيرة. وليس انتظار قدوم العرَّاب بمهم. وقد فقدت وظيفة العرَّاب معناها – اليوم – عندنا. فكم من عرَّاب وعرَّابة يجهل دستور الايمان، او لا يؤمن به؛ ابداً! سمعتُ بما هو كفر في هذا الباب:

كان العراب غير مسيحي: يتطلب الموضوع ثورة النساء، لان الامر يتعلق بحياة اطفالهن وتربيتهم. وخطيئة موت اي طفل بدون معمودية مكواة تكوي الام المهملة. فهي التي تحتضن الطفل لا الأب. هي المطالبة بان تلاحق الأب ليحضر الكاهن (173).

28- الميرون المقدس

حلَّ الروح القدس على يسوع وهو بعد خارج من نهر الاردن. كان هذا من اجلنا. فالروح القدس مسحه منذ الحبل به.

ولذلك تمسح الكنيسة المعتمد بالميرون المقدس. كان الرسل يضعون أيديهم على المعتمد فيحلّ عليه الروح القدس. لم يتبدّل شيء. فالكاهن يضع يده على المعتمد اذا مسحه بالميرون، ويلفظ الكلمات الضرورية.

لا يحق للعلماني والشماس ان يمسح احداً بالميرون. هذه وظيفة الاسقف والكاهن.

ومنذ البداية: الكنيسة تمسح المعتمد بالميرون فوراً. وما زلنا كذلك.

الميرون يمنح المعتمد الروح القدس، فينال النعمة المؤلَّهة والمواهب. وقد عالجنا الامر سابقاً.

الاسرار الثلاثة : المعمودية ولادة. الروح القدس قوة انمائية. القربان طعام وشراب لمخلوق تفتِتُ قواه شوكة الخطيئة، فيحتاج الى تجديدها.

التوبة الصادقة : الروح القدس والقربان، يمحوان خطايانا التي نرتكبها بعد المعمودية، ان تُبنا عنها توبة صادقة. دم المسيح يطهرنا من كل خطيئة.

نسيج من نوع – حياة المؤمن نسيج من التوبة والتفجّع والبكاء والنوح والنحيب على خطاياه، ليغسلها بدموع التوبة. هذه معمودية ثانية. اعتبرها بعض الآباء أهمّ من المعمودية الاولى.

قال كليمان معتمداً على اوريجنيس:

يغسلها بدمه : “الكنيسة هي هذه الداعرة التي لا ينفكّ يسوع عن غسلها في دمه ليصنع منها العروس التي لا دنس فيها”. وكان امبروسيوس يصلي: “…: الداعرة افضل مني” (174).

الكبرياء شيطانية –  من توهَّم انه بار وطاهر نطق فيه الشيطان. الروح القدس يكشف لنا رداءتنا، ويدفعنا الى الاعتراف باننا جهنم الخطايا، وبانه لا يسكن فينا شيء صالح. بمثل هذا التواضع الانسحاقي، وسيل الدموع، نطرد الشيطان، والاّ كنّا ألعوبته.

29- القربان المقدس (أي سر الشكر الالهي)

في الخميس العظيم اكل يسوع الفصح اليهودي مع تلاميذه. التحقيقات المعاصرة مترددة. يبدو ان عيد الفصح كان يوم السبت. يبدأ الذبح في الهيكل ظهر الجمعة. اذاً: يسوع لم يأكل خروف الفصح، انما كان هو نفسه خروفنا الفصحي يوم الجمعة، فذبح عند الساعة الثالثة بعد الظهر، وسجِّي في القبر، فقام فجر الاحد. خروفنا حي الى الابد لا يموت، لذلك لا يموت، يملك القدرة على امدادنا بالحياة.

الجندي نحره بالحربة فخرجت الكنيسة من جنبه كما خرجت حواء من جنب آدم. عرس المسيح مع الكنيسة تم على الصليب بالدم والماء. يا لمراحم الله!

يسوع قال لتلاميذه “هذا هو جسدي… هذا هو دمي…” لا أستطيع أن أقول ليسوع: أنت تكذب لأن الخبز لا يصير لحماً. قال: ” هذا هو”. العبارة أوضح من الشمس. وكان قد قال: “جسدي مأكل حقيقي ودمي مشرب حقيقي “. الحقيقي ضد المجازي والرمزي. وقال بولس (اكور الاولى 110) جسد الرب ودم الرب. فالانحراف عن المعنى الحقيقي الى المعنى المجازي مستحيل معنا.

يعترض البعض ان يسوع لم يكن بعدُ قد صُلِبَ. يسوع رب يصنع ما يشاء. هكذا شاء وهكذا صنع. لماذا الانحراف عن المعنى الحقيقي الى مخارق التأويل المزيَّف. منذ البدء تقدس الكنيسة الخبز والخمر فيتناولها المؤمنون. كتاب “الذيذخي” واضح. ثم تلته المراجع جميعاً حتى يومنا هذا.

من يلتهم الآخر؟ السمكة الكبيرة تلتهم الصغيرة. يسوع اعظم منّا. هو، اذاً، يلتهمنا. لا يفنينا بناره الالهية بل يطهّرنا من خطايانا ويجدّد ما تلف من خلايا بنيتنا في الشرّ والانام. يقدّسنا. يؤهّلنا للحياة الابدية.

هو جسد حقيقي ودم حقيقي ممتلئان من نعمة الروح القدس.

كل أعمال الله عظيمة. ولكن كيف يسع فمي مَنْ لا يسعه الكون؟ انه تنازل محبة الله ليضمني اليه انا عدوه اللدود بكفري وآثامي.

مبدئياً القربان نار آكلة. بمحبته لا يفنيني بل يُحييني. كيف تحيي النار وهي هنا احرّ من الشمس؟ لو عاش المسيحيون هذا السرّ العظيم لانقلبوا الى ملائكة في الجسد.

في كراستنا “التوبة والمناولة المتواترة” اثبتنا ضرورة المناولة المستمرة لأننا يومياً نهترىء ويومياً نحتاج الى تبديل الهواء. وفي الصفحة 803 من كتاب الصلوات “التعزية الحقيقية في الصلوات الالهية” تأييد لذلك.

القديس بالاماس يربط المناولة بالاعتراف. بدون الاعتراف لدى أب روحي رصين حكيم نتوقع ونتناول بدون وعي وعمق واستعداد. بالاماس هو اللاهوتي الاعظم في كنيستنا الارثوذكسية بعد القدامى. علينا ان نطيعه والا كنا ارثوذكسيين “على كيفنا” لا على كيف معلمي الكنيسة العظام. بالاماس هو آخر دائرة معارف ارثوذكسية (1359) الذي نقل عنه التابعون. لا لاهوتي بعده الا من كان على طريقته وفي خطه، والا كان لاهوتيّاً مزيَّفاً.

يتم تقديس القرابين اثناء اقامة خدمة القداس. يحلّ الروح القدس عليها اثناء ترنيم المرنمين: “اياك نبارك، اياك نشكر يارب، واليك نطلب يا الهنا”. اثناء ذلك يتضرع الكاهن الى الآب ليرسل روح قدسه على الشعب والقرابين ويحوِّلها الى جسد يسوع ودمه. هنا، قمة القداس الاولى. القمة الثانية هي المناولة.

يجب ان يجري كل شيء والروح منسحقة خاشعة تائبة لا تسجد الا ليسوع. لا نستطيع ان نعبد ربين والاّ خذلنا يسوع وصرفنا الى جهنم. لا مفرّ من الدينونة وجهنم. الكون برمته ارخص من قشة التبن بالنسبة لمجد يسوع. علينا ان ننحر ملذتنا ورغباتنا لنكون ليسوع. امام القبر الملوك اجبن من الفئران. لا مفرّ ابداً.

القاموس الفرنسي الكاثوليكي الحديث ذكر ان كنيسة روما استمرت على مناولة الاطفال حتى القرن الثاني عشر. وذكر ان هذا النظام استمرَّ في الشرق المسيحي الارثوذكسي. وتوقَّع ان تُعيد الصِلات العضوية القائمة بين اسرار المعمودية والميرون والقربان كنيسة روما الى النظام القديم المحفوظ لدى الارثوذكس (175). وذكر تيكيسيرون الكاثوليكي تزامن الاسرار الثلاثة في حياة الاطفال (176). وذكر بنوا البروتستانتي مناولة الاطفال في القرن الثاني (177). ويلحّ اوغسطين في 5 مواضيع على ضرورة تعميد الاطفال ومناولتهم بعد المعمودية فوراً (178). ولذلك يبقى ان نرجو عودة روما الى الاصل القديم. فلا موجب لتأخير المناولة عن يوم المعمودية. بدأت المسألة في فرنسا في 1196 ثم قررها مجمع لاتران 1215 في المادة 21.

يسوع نفسه علَّمنا ان جسده ودمه يمنحاننا القيامة والحياة الابدية (يوحنا 6). يمنحاننا عدم الفساد، يحمياننا من هجمات الشياطين. يزرعان يسوع فينا. يمزجاننا بيسوع.

والطفل لا يحتاج الى اعتراف وتوبة. فلماذا تتهاون الامهات في جلب الاطفال الى الكنيسة ليتناولوا؟ هل يهملن قوتهم الروحي دهراً؟ المناولة افضل من الحليب والخبز للطفل وللرجل.

ان امهات هذا الزمان هنَّ امهات الجسد لا امهات الروح. هنَّ امهات الانسان –الحيوان، لا امهات الانسان- الروح. يدلّلن الاطفال بل يُفسدن الاطفال بالاطعمة والاشربة واللباس والبذخ والحياة الداشرة بلا ضمير مسؤول. انهنَّ يقتلن ارواح اطفالهنَّ. انهنَّ يسلمن اولادهن الى الشياطين وجهنَّم. سيكون حسابهن عسيراً في يوم القيامة عن هذا الاهمال كما عاقب الرب الكاهن عالي عن اهماله تربية ولديه (179).

التسليم – يسوع سلّم التلاميذ (والتلاميذ سلَّمونا، خلفاً عن سلف) ان الخبز والخمر هما جسد الرب ودمه. الروح القدس – بصلاة الاسقف او الكاهن – يحوّل الخبز الى جسد الرب والخمر الى دم الرب. يا لمعجزة المعجزات جميعاً! ما هذا ربي؟

الخبز جسده – انا ارى خبزاً وخمراً. ولكن أعرف ان يسوع قال انهما جسده ودمه. ايماني بكلامه أصدق من عيني وفمي وحلقي. هو صادق، اما انا فكاذب.

الاسرار الثلاثة معاً – وكانت الكنيسة وما زالت تمنح المعمودية والميرون والقربان في آن واحد، للاطفال والكبار. لا تمييز في المعاملة. هذا موقف الكنيسة الدائم.

وليس في تاريخ اللاهوت المسيحي عند آباء الكنيسة ما يقول بتأخير مناولة الاطفال الى سنّ معينة. بل العكس هو الصحيح: الكنيسة كانت قديماً تمنح الاسرار الثلاثة معاً. فالمعمودية هي السر الاول. قد نعمّد الطفل وهو في حالة الخطر بدون ان نؤمن له الميرون والقربان. ولا يجوز ان يناول الكهنة احداً قبل ان يعتمد. فبالمعمودية لبس الطفل يسوعَ. فما المانع من ان يتناول جسد يسوع ودمه؟ (180).

البقاء على عوائدنا الرسولية القديمة هو عين الصواب. لن نحيد عنها.

مسؤولية الامهات – كبيرة بعد المعمودية. فعليهن ان يجلبن اطفالهن الى الكنيسة دائماً، ليتناولوا القربان القدوس، ليبقوا في حماية يسوع وبين يديه. فالقربان افضل له من الحليب.

اما أعذار النساء فواهية: يعتذرون بالبرد. اما يغسلن الطفل منذ مولده؟ يعتذرن ببكاء الاطفال فمرحباً بالبكاء ما داموا يتناولون. يعتذرن بانزعاج المصلّين. ما احلى هذا الانزعاج! يعتذرن بضيق الوقت. ما أتفه الاعتذار! فلتحضر الامهات خاتمة القداس، ويتقدّمن من كأس القربان لمناولة أطفالهن. لا يحتاج أطفالهن الى حضور القداس الالهي برمته مثلهنَّ. يكفي وجودهم اثناء خروج الكاهن حاملاً الكأس المقدسة. فالمحبة هي محبة الروح اولاً ثم الجسد ثانوياً.

صلاة – فيا ابن الله يسوعنا الحبيب، الذي تناولنا جسدك ودمك، بدون أن نكون من أكلة اللحوم البشرية، أنت تعلم اننا خاوون من كل ذرة استحقاق لها! ولكن كيف يظهر فضلك ويختزي عارنا وشنارنا، الا في ملامسة مجدك – الذي لا يُحَدُّ ولا يُقاس – لخزيي الذي لا يُحدُّ أيضا ولا يقاس. فانت في أقصى نهاية الايجاب بل في أعلى وأبعد منها. أما أنا ففي نهاية السلب. فكما تتولد الكهرباء من اجتماع الموجب والسالب، اجمع موجبك الى سالبي، اجمع برّك الى خزيي، لكي تحترق خطاياي وتتطهّر نفسي الغارقة في بحر اليأس. طبعاً، دنسي لا يؤذيك انما يحترق متى لامسته نارك.

فوق الفهم – فسرُّ جسدك ودمك طمس كل حدود الفهم والإدراك، وابتلى المتأمِّلين، بعمق، بالغيبوبات عن عالم الذلّ والهوان. انه يمنحنا جناحين للطيران. فلا تحرمنا منهما.

المناولة اليومية – وصار معلوماً ان آباء الكنيسة دعوا الى تناول القربان يومياً بشرط التوبة الصادقة المصحوبة بالاعتراف.

 30- القداس الالهي

القداس الالهي أهمّ عمل يجري في الكنيسة. هو “معاينة التدبير” الالهي الصائر لاجلنا (سمعان السالونيكي، مين اليوناني 728:155). هو تلخيص لكل حياة الكنيسة. فالكنيسة هي جسد المسيح. والمسيح هو رأس الكنيسة. والصليب هو عماد الكنيسة. القداس الالهي هو ما يلي: يجتمع المؤمنون حول الاسقف أو الكاهن، لينقطعوا عن الدنيا، وينصرفوا الى الله. يقرّب الشعب نتاج الأرض أي القمح المتحوِّل الى خبز، والعنب المتحول الى خمر. يتناول الكاهن هذه التقادم ويصلّي عليها. يتعاون معه الشعب في الصلاة. تنصرف العقول الى استدعاء الروح القدس على الخبز والخمر ليصيروا جسد الرب يسوع ودمه. حلول الروح القدس على القرابين هو تنازل إلهي نحونا. صيرورة الخبز والخمر جسداً ودماً هي أقوى مراحم الله في اتجاهنا. كل العجائب هي شبه ظل لهاتين العجيبتين: الروح القدس ينحدر ويحوّل الخبز والخمر الى ذبيحة الصليب الناهضة من القبر. نحن – اذاً – في عنصرة تُعيد امام أعيننا سر ذبيحة الجلجلة وسر القيامة من القبر. ننتقل الى علية صهيون حيث دفع يسوع الى الرسل جسده ودمه وأرسل روحه القدوس يومي الخميس العظيم والعنصرة. ولكن نحن في علية السماء لا في علية الارض. فالطبيعة السماوية لعبادتنا واضحة جدا في رؤيا يوحنا الانجيلي. وشروح خدمة القداس لدى الآباء تنصبّ على هذه الصفة السماوية. خدمة القداس نفسها تركز على حضور الملائكة وتدعونا الى الالتحام بهم لتقديم الذبيحة على مذبح يسوع السماوي. ففي الرؤيا يسوع هو الهيكل والمذبح والخروف المذبوح ورئيس الكهنة والملك والاله. والتسبيح له والعبادة مرفوعان في السماء.

ولذلك نحن لا نحتفل في القداس بيسوع المائت بل بيسوع الذي حبلت به العذراء، المولود في بيت لحم، المتجول في فلسطين، المصلوب في الجلجة، المدفون في قبر يوسف الجديد، الناهض من القبر، الصاعد الى السماء، الجالس عن يمين الآب. رئيس كهنة العهد جديد يشفع فينا ويتمّم بروحه القدوس مع أبيه السماوي تحويل الخبز والخمر الى جسده ودمه. هو حاضر امامنا بجسده ودمه (القربان) فننظره باعيننا مسيحاً كاملاً، كما ذكرنا. ننظر آلامه وذبحه ومساميره ودمه وموته وقيامته وصعوده، نراه برمته منذ تجسّده من العذراء يوم البشارة حتى جلوسه الابدي عن يمين الآب (181).

فلا غرابة ان نسمّي هذا السر سرَّ الشكر، ذبيحة الشكر. كيف لا نشكر الآب السماوي على هذه العطية، التي ترتعد من هولها الملائكة؟ يسوع شكر وبارك لما أعطى تلاميذه جسده ودمه، فعلَّمنا ان الذبيحة ذبيحة شكر لله على أعظم مراحمه.

فيا يسوع! لساني عيّ وقلبي نجاسة. ولكن روحك القدوس ارتضى ان اكتب في أمرك وأمر ذبيحتك.

الارض تقدم نتاجها: الخبز والخمر.

الله يقدِّم حلول الروح القدس.

الموقف رهيب جدا. انما العادة أفقدتْنا الشعور بالرهبة. في لحظة حسَّاسة يرفع الكاهن القرابين ويقول: “التي لك، ممّا لك، نقدّمها لك، في كل وجه ومن أجل كل شيء (182) Kata panta Kai dhia panta  (باليونانية). والمعنى هو ان هذه القرابين هي لك ومستخرجة من الارض التي هي ارضك. فنحن نقدِّم لك قرابين هي ملكك. جاء في المزامير: “للرب الارض وملؤها، المسكونة والساكنون فيها” (المزمور 23/24: 1).

في كل وجه – ونقدِّم لك هذه القرابين في كل وجه ومن أجل كل شيء. في الأصل اليوناني سجع بديع يعطي العبارة شمولاً لا يتضح في الترجمة العربية كما في اليونانية والترجمة الفرنسية: en tout et pour tout. ماذا نعني بعبارة “في كل وجه”؟ نعني وجوه الالتماس، والطلب، والتسبيح، والتمجيد والشكر، والاستدعاء، وتقديم الضحايا والنذور.. فذبيحة الصليب شاملة تذهب في كل الاتجاهات، وتنفع من كل وجه: نستدرّ بها غفرانَ الخطايا، والمراحمَ والنعمة الالهية، وكلَّ العطايا السماوية وكلَّ ما يمكن ان يلتمسه انسان ما من الله. لا حدود اطلاقاً لفاعليتها وأسباب تقديمها. انها ذبيحة عامة، انها ذبيحة الصليب.

من أجل كل شيء – “ومن أجل كل شيء”. هذه العبارة متصلة بالعبارة السابقة، فنحن نقرّب هذا القربان ذبيحة عن كل شيء، ليلبِّي الله لنا طلباتنا المقدَّمة من أجل كل انسان أو هدف أو، أو، أو،.. من اجل الكون.

صيغة الشمول: صيغة الشمول العام واضحة في هذه الترجمة وفي هذا الشرح. فذبيحتنا ذات شمول مطلق يجمع كل وجوه التضرع والتقرب الى الله من ابتهال وتسبيح وشكر وسواهما، لاجل العالم بأسره، من انسان وحيوان وجماد. انها “ذبيحة كونية” (183) عن الكون برمته. هي من هذه النواحي تذكِّر باستعمالنا لفظة”جامعة” للكنيسة: يسوع ملء يملاء الكنيسة، يملاء الكون. وكذلك ذبيحتنا هي التي تحيي بيننا ذبيحة الصليب القائمة في وسط العالم لخلاص العالم برمته، لتقديس الخليقة بأسرها. وهكذا يتضح طابع تقدمنا الجامع المانع الشامل لكل شيء. الكون كله ماثل فيها. بتقديمنا مادَّتين من الارض اي القمح والخمر ليتحوَّلا الى جسد الرب ودمه، تمثُل ذبيحة الصليب. نقدم الارض وملأها كذبيحة الله، لكي يحوّلها الروح القدس الى جسد يسوع ودمه. وهي ذبيحة شكر. فيسوع شكر وبارك الخبز والخمر.

التحويل الاكبر – هذا التحويل هو مقدمة للتحويل الاكبر في يوم القيامة المجيد الذي يطرأ على الكون برمته، لتظهر الارض الجديدة والسماوات الجديدة (رؤيا يوحنا، رسالة بطرس و..و..). انما نبدأ بالتحوّل منذ الآن.

الكون في الصينية: ويدعمنا في هذا الشرح عملُ الكنيسة. فالكاهن يضع خاتم القربان في منتصف الصينية ومن حوله أجزاء تمثّل العذراء مريم، والقديسين المنتقلين، والملائكة، والأموات، والاحياء من اكليروس وعلمانيين. وهكذا يتمثل الكون حول يسوع مركز دائرة الاحياء والاموات، قلب العالم بأسره (184).

أطلنا. ولكن هل يستطيع هذا القلم العاجز ايفاءَ الموضوع حقه؟ فذبيحة القداس تذهب بكل عقل. انها روعة مراحم الله.

صلاة – فيا ابن الله! ادهنْ جباه الناس اجمعين بدم هذه الضحية المباركة لكي تتحول رؤوسهم من التمرُّغ في النجاسات الى الذهول بك والهيام بك. ادهنْ به جراحنا النازفة جميعاً، فاننا صرنا على الرمق الاخير. ولا نجاة الا بدمك وروحك القدوس، فضمّد بهما أرواحنا وأجسادنا للشفاء من أمراض النفس والجسد.

تضرع الكاهن: ولنعد الى سياق القداس: يعقب ذلك تضرُّع الكاهن داخل الهيكل وتضرع المؤمنين خارجه لاستدعاء الروح القدس. يلتمس الكاهن أن يتحوَّل الخبز والخمر الى جسد الرب ودمه، فيجاوب الشعب خارجاً: “آمين”. “فالضحية هي فعل مخلصنا نفسه. هو نفسه يضحِّي. هو المضحَّى (الذي يضحّيه) كهنته وخدامه” (سمعان التسالونيكي، مين اليوناني، 242:155 آ و181د).

الشعب والكاهن واحد: فالشعب والكاهن متحدان في شركة التضرع الوثيقة، في عمل استدعاء الروح القدس. لذا اعتبر كليمان الشعب مشتركاً في إقامة الذبيحة، أي يقوم بها مع الشعب Co- liturges (185).

القربان متحد: وترنو عيون الكاهن والشعب الى الجسد والدم المجيدين المتحدين بالألوهة، الحاملين للروح القدس والنار، ليتناولوهما ويمتزجوا بهما، فيمتزجوا بيسوع (186). ففي هذا السر الرهيب تتجلّى الكنيسة في أبهى جلاء: يسوع في المؤمنين والمؤمنون في يسوع. هم الجسد والاعضاء وهو الرأس.

تقدمة الشعب: ولذلك فعادة تقديم الشعب الخبزات (القربانات) عادة محمودة جداً. فان الكاهن يأخذ احداها للذبيحة والباقيات لذكر الاحياء والاموات ووضع أجزاء عنهم من الخبزات في كأس الرب ودمه. وهكذا يحضر الكون كله في دم المسيح، كما قلنا: الذبيحة عامة شاملة.

الروح القدس في القربان: افرام السرياني قال ان الروح القدس والنار موجودان في المعمودية وفي الخبز والخمر (187). فالله نار ونور: يحرق خطايانا ويُنيرُ قلوبنا.

مناولة الغائبين – وكانت الكنيسة الاولى حريصة على إيصال الخبز والخمر الى الجميع، فيوزعهما الشمامسة على الحاضرين، ويحملونهما الى الغائبين بسبب مرض أو سواه(188). ففي القداس يتحلّق الملائكة والبشر حول ذبيحة الصليب الممجَّدة (189).

الزواج والقربان: سر الزواج مرتبط – قديماً – بسر القربان المقدس الالهي وخدمة القداس الالهي. فحواء خرجت من جنب أدم. والكنيسة عروس المسيح خرجت من جنب يسوع المطعون بحربة. خرج دم وماء: اي المعمودية والقربان. هما السرَّان الاساسيان.

لا تفريق: الكتاب المقدس قال بان الرجل هو رأس المرأة كما ان يسوع هو رأس الكنيسة، وان الله يجمع بينهما. ومنع التفريق بينهما لان الله قد جمعهما. والكنيسة تقول ان الرجل شخص والمرأة شخص (اقنوم).

وفي عرس قانا الجليل حضر يسوع وحوَّل الماء إلى الخمر.

في هذا المناخ، ما هو سرّ الزواج؟

الاثنان واحد: اتفاق الزوجين ضروري لانعقاد الزواج. ولكن الوثنيين قبل المسيح وبعده كانوا يعقدون الزواج بتراضي الزوجين. فهل يكون زواجهما سرَّاً من الاسرار؟ لا. صلوات الكاهن هي التي تمنح الماء قوة التوليد في المعمودية، وتحوّل الخبز والخمر الى جسد الرب ودمه. وصلاة الكاهن في الزواج هي التي تجعل الزوج رأس المرأة كما ان المسيح هو رأس الكنيسة، وتجعل الاثنين جسداً واحداً. طبعا الكاهن يعمل بالنيابة عن الروح القدس الفاعل الاصلي.

ومرَّ معنا ان المسيح اعاد الينا وحدة الطبيعة البشرية المهشّمة لما صيّرنا اعضاء جسده الواحد.

الزوجان كنيسة: فالزوجان الصائران جسداً واحداً هما – اذن – كنيسة. وكما مرّ معنا: هما اقنومان في جسد واحد، كما ان اعضاء الكنيسة هم اقانيم في جسد المسيح الواحد.

جسد واحد واقنومان: في يسوع هما جسد واحد، لانهما عضوان في جسد المسيح. ولكنهما شخصان لا شخص واحد. لا يصير شخصان شخصاً واحداً. جسدي جوهر وروحي جوهر. هما في شخصي متحدان. الاتحاد يتم بين الجواهر والطبيعات (كطبيعتي المسيح) لا بين الاشخاص.

ولكن الزوجان المسيحيان الحقيقيَّان يتناضحان بالمحبة والحميمية في الصميم بإسم يسوع لا بإسم الجسد والمصالح العالمية فقط. ولا يحب احدهما الاخر واولادهما حباً انانياً، بل بإسم يسوع. تعلق كثير من الوالدين باولادهما هو امتداد لانانيتهما وفرديتهما وعزلتهما وانكماشهما لا علاقة له بالحب المثالي. ليست محبتهما هذه ثمرة من ثمار الروح القدس (غلا 22:5). هي عاطفية بشرية قد تُدهن خارجياً باسم يسوع. الفضائل المسيحية هي ثمار الروح القدس وسط معاركنا مع قوى الشر لتحويل طاقاتنا العشقية الغرامية الى يسوع، فنحبّ الناس لاجل يسوع. الدينونة ستكون بحسب اعمالنا (متى 27:16 و31-46…) لا بحسب فصاحتنا.

وقد عالجتُ في “سر التدبير الالهي” (ص 78-79) المساواة بين الرجل والمرأة.

في الكنيسة: وليست وحدتهما صورة فقط عن وحدة يسوع والكنيسة. انما هي وحدة قائمة في الكنيسة. هي جزء لا يتجزّأ من اندماجهما في جسد يسوع. وبيتهما هو كنيسة صغيرة مثل بيت الرسول اكيلا وزوجته بريسكلا. وكل علاقاتهما الزوجية تقوم على اساس عيشهما المشترك في يسوع. ومحبة كل منهما لللآخر هي امتداد للمحبة المتبادلة بين يسوع والكنيسة.

ركنا الزواج: ولذلك فالزواج يقوم على ركنين: 1- نعمة الروح القدس التي تحلّ عليهما – بفضل صلاة الكاهن – وتصنع الزوج رأساً للزوجة، والزوجة جسداً لزوجها، وتصنع من الاثنين واحداً وجسداً واحداً في يسوع. فليسا هما بعد اثنين بل واحداً. 2- تراضي الزوجين البالغين الناضج والواعي الحر: على الزواج باسم يسوع ولمجده، وذلك بعلم الكنيسة وتحت ارشادها الرصين. الخطيبان التقيَّان يتّفقان بعلم الكنيسة وارشادها.

العيش الطاهر: ومع هذا لا يبرأ الزوجان من موجبات العيش الطاهر البريء من الرغبات الشائنة (190).

فالطعام حلال. ولكن الشراهة خطيئة في الطعام وسواه. وسلطة كل من الزوجين على جسد الآخر تامة، الا ان اساءة الاستعمال خطيئة. فجسد كل من الزوجين مقدَّس. على كل منهما ان يحترم جسد الآخر وشخصه.

كل منهما شخص: كل شخص منهما هو صورة الله. أدخلت الخطيئة التمزق على الانسان، والتناحر بين شريعتي الروح والجسد. فحسن الانضباط والادارة يتطلب قيادة. فرسم بولس الرسول أوَّلية للزوج. وهي في مصلحة الزوجين، حتماً، روحياً واجتماعياً وجسدياً. فالرجل رأس والمراة جسده.

التفرغ للصلاة: ويوصي بولس الرسول ان يتفرّغ الزوجان للصلاة بالتراضي، فيتفقان من اجل الصلاة على الانقطاع حيناً (كوزنثوس الاولى 1:7-7). غريغوريوس اللاهوتي استعمل لهذه الفترة عبارة:”الامساك الدوري، الصادر عن تراضٍ متبادل للتفرغ معاً للصلاة اثمن الوان النشاط” (191).

الرهبان والمتزوجون: وهكذا لا تبقى البتولية وقفاً على الرهبان، بل يمارسها المتزوجون بصورة دورية حينما ينقطعون للصلاة. فالمسيحية شريعة كمال (متى 48:5). تدعو الجميع الى الكمال. ولذلك لا يمكن التفريق بين الرهبان والمتزوجين. الطرفان خاضعان للواجبات الواحدة بعينها دون تمييز. وهي لا تقبل أنصاف الحلول ولا قسمة العيش الى وقتين وقت للرب ووقت لغيره. فكما قال باسيليوس: المسيحية ذات اتجاه واحد Monotropos. وكل من اعتمد فقد التزم بعيش مسيحي كامل، ان يكون مثل المسيح. كان الذهبي يقود المتزوجين الى الاديرة ويحرّضهم على تنظيم الحياة في بيوتهم على غرار الرهبان (192).

وفي ايام الاضطهادات كان الاستشهاد هو الكمال المنشود في المسيحية. زال الاضطهاد فتراخى الناس ووجدوا لأنفسهم اسباباً لا تُحصى للتراخي والتسامح مع أنفسهم وتبرير اهمالهم وكسلهم وفتورهم الروحي. سدَّ الرهبان بعض النقص. ولكن بقي النقص فاحشاً. وصار المسيحيون مزيَّفون جبناء متراخين. فقدوا البطولة الروحية، فقدوا الرجولة، فقدوا المروءة والنخوة، فقدوا الإقدام والبسالة، فقدوا كنه الوجود.

ونخلص الآن الى القول مع الذهبي الفم ان الخلاص ليس مُلْكاً للرهبان دون المتزوجين. بولس قال انه لكل منهما دعوته (كورنثوس الاولى 7:و17). وهدف الراهب الطهارة في البتولية، وهدف المتزوج العفة في الزواج. وفي تاريخ القداسة تزوَّج قديسون وقديسات وبقوا متبتلين. ومنهم حديثاً القديس يوحنا كرونشتات الروسي (1908) والخوري الشهيد حبيب خشه (1948). هذه درجات مثالية. ولكن تطبيق البعض لها يبكّت المتراخين الفاتّرين.

الزواج الثاني: وسمح بولس بالزواج الثاني على مضض (193). وكذلك غريغوريوس اللاهوتي (194). اما باسيليوس الكبير فرتَّب قصاصاً على من يتزوج ثانية، يتراوح بين سنة وسنتين من التوبة (195).

ويعتبر باسيليوس المذكور الزواج الثالث نجاسة يخضع صاحبه لقضاء خمس سنوات في التوبة (196). اما صديقه شيخ اللاهوتين غريغوريوس فاعتبر الزواج الثالث اثماً. واعتبر الرابع عمل صغار الخنازير.

تعدد الزوجات: لا حاجة لطرح موضوع تعدد الزوجات. فهو محرم كليا. يسوع واحد وكنيسة واحدة. ولذلك زوج واحد وزوجة واحدة والمخالف يرتكب أشنع الامور. فالحياة الزوجية صليب.

حسن اختيار الازواج: وما دامت الامور بهذا المستوى الروحي العالي، فالمطلوب في الشباب والصبايا ان ينشد بعضهم في البعض الآخر سموَّ الاخلاق، ليقضي العيش المشترك (الطويل في التقدم الطبي)، متعاونين في السرَّاء والضراء، بلا مشاحنات، ولا ضجر، ولا ملال. ولا ينخدع أحد لا بالمال، ولا بالجاه، ولا بالجمال، ان لم يكن موسوماً برفعة الاخلاق. وهذا ما لحظه المثل العامي: “من ياخذ القرد على ماله يذهب المال ويبقى القرد قباله”. ولله درّ سيدة غالية رفضت غنياً، فردَّت على العازلين اللوَّامين بان مصادر ثروته غير مشروعة… هكذا فلتكن الصبايا الرزينات.

فليقرأ الشباب نهاية سفر “الامثال” في الكتاب المقدس ليتعلَّموا كيف يفتشون عن الزوجة الموافقة التي تصبر عليهم في السرَّاء والضرَّاء، وترحمهم، وتراعي ظروفهم، وتقاسمهم همومهم، وتفرّج عنهم كربتهم. عرفتُ من يدسْنَ الزوج في محنته، ويصلبن. وعرفت القديسات في الخدمة.

ما اكثر فرائس التفاهة والقشور! ما أقلَّ ناشدي العمق! فالعيوب الاجتماعية، وشكليات الزواج المعقَّدة، وحبّ المظاهر الامبراطورية، وكلفة الزواج الباهظة، تصرف كمية من الشبان الى تأخير زواجهم. والخاسر الاكبر هو الصبايا، فيضطررن الى ابرام عقود زواج ناجح، والى القبول – احيانا – بفارق سن (مع الزوج) غير معقول. فالزواج في سن معقولة مع زيادة عمر الزوج بقدر نسبي معقول يؤمن لقاء شاب وفتاة متقاربين في السن، في مستهل الصبا: اي وهما ليِّنا العريكة لا قاسيان. المستفيد الاكبر من هذا هو أطفالهما الذين يربون معهما، برفق ولين لا بخشونة وقساوة.

فان كانت الام ليِّنة بعد، وسنَّها قريب نسبياً من سن طفلها امتاز طبعه بالمرونة واللين. الطفل يمتص غضاضة امه الفتية ويبس امه الطاعنة في السن. وتزويج الفتاة باكراً من شاب كفؤ يريحها من القلق على مصيرها، ومن التعقيد النفسي، ومن عُسر العيش مع انسان لا يُلائمها بعمره.

فهل الناس مستعدون للتخلي عن اخطائهم، ومظاهرهم الفارغة، ومطاليبهم التعجيزية لنحمي شباننا من التستي، وفتياتنا من القلق والملال واليأس والبؤس؟

اننا عبيد التقاليد، لا عبيد الحقيقة والعلم. ومرضى العظمة وباء عام. كل فرد يريد ان يظهر بمظهر الامبراطورية ولو بالاستدانة، او الاختلاس، او الرشوة، او السرقة، او الاحتيال والغش في التجارة والاعمال والمعاملات. والزوجات لا يسألن الازواج عن طهارة مواردهم المالية، لأنَّ همَّهن محصور في عيش البذخ مثل اميرات قصور الانحلال.

ولذلك يبقى من العسير ان يتجلّى يسوع في مجتمع معين.

فما يدعوه سواي “المجتمع المسيحي” ادعوه انا “المجتمع المزيف”.

ولكن ان يسعى الزوجان سعياً صادقاً نحو يسوع كان كل منهما سلَّماً يتسلقها الآخر الى يسوع.

كيف؟ يوحنا السلمي لفت نظرنا الى عشق الله كما يعشق ابن الدنيا ابنة الدنيا. اذن: ان نما عشق الزوج والزوجة المتبادل في مخافة الله تحول لهيب عشقهما الارضي الى نار لاهبة من العشق الإلهي.

ان الانسان يحب الله بواسطة، عبر حبه للآخر. والزوج اقرب آخر الى زوجته. خلقهما الله ليتحابا. بقي ان يكون الله طرفاً ثالثاً في محبتهما.

وينشد الناس في الزوجة الامانة الزوجية. بدون التقوى العميقة الامانة والوفاء، والامتناع عن الغدر والمكر والغش “حديث خرافة يا ام عمرو”. يحتاج الوفاء الى نبل عميق في الروح. هذا وقف على الاتقياء. ينخدع الشباب بمعطيات جسدية، فيندمون عاجلاً أو آجلاً.. ليس الزواج جسداً فقط، بل اندماجاً روحياً. العشرة طيلة 40-70 عاماً مستحيلة بدون اندماج الزوجين. وحين التعارض بين معطيات الايمان والتجارب الجسدية يحتاج الرجل الى البطولة الروحية. المرأة التقية اقدر عليها. في عالمنا الحاضر المفسود بالمغريات صرنا بحاجة الى صبايا فارسات في التقوى والخلق القويم ليطهرن المجتمع من رجس التلفزيون والفيديو وكل اسباب الانحلال. متى صلُحت النساء صلُح المجتمع ولو نسبياً (راجعوا كتابنا: المرأة في نظر الكنيسة). قالت لي صبية غالية ما قالت. اجبتها: “ليس هذا هو السبب. الشباب يفضلون السهلة المنال على العفيفة الممتنعة”. تسيّرهم اهواء الجسد، فيولولون بعد الزواج. الجنس جزء من الزواج وليس الكلّ. الاندماج الناجح ضمانة السعادة الزوجية والاستمرار، وتوقّي اسباب الفشل، في سعة صدر كل من الزوجين وتعلُّقه الصادق الشريف بالآخر. على الشباب قمع الخفَّة في اختيار الزوجات.

الشذوذ – وتبقى نقطة جديرة بالمعالجة نظراً لاهميتها في الاخلاق المسيحية.

ذكرنا واجب الطهارة في العلاقات الزوجية، والتفرغ للصلاة، وتساوي الرهبان والمتزوجين في الواجبات. فالله واحد للطرفين.

ولكن ما هي حقوق الزوجين على جسد كل منهما؟

ان بولس الرسول قبَّح في رسالته (رومية 1وو…) الانحرافات الجنسية. وفي علاقات الزوجين، الانحراف ممنوع. وهو خطيئة افحش من الزنى. ونعرف قصة غضب الله على سدوم وعمورة. فلا يجوز للزوج ان يسيء استعمال زوجته. وعلى الزوجة ان ترفض طلبات الزوج المنحرفة وتشكوه الى الكهنة فوراً للتدخل السريع بدون امهال. فالله تنازل لضعفنا، فسمح بالزواج، لتوقّي التحرق: “الزواج خير من التحرق”. وانما نهانا نهياً قاطعاً عن موبقات الشذوذ. انه شر كبير مستطير. بسببه حلَّ غضب الله على شعوب. وتجب مكافحته في الزواج وخارجه، فانه لهيب خارج من جهنم. فالزاني قد يتوب يوماً، ويصبح بطلاً في الطهارة والقداسة. قد يصبح راهباً متصلباً، وقد يصبح زوجاً مثالياً. اما المنحرف فلا يصلح لا للرهبنة ولا للزواج الا نادراً. يحمل في رقبته قرار هلاكه، الا اذا رحمه الله وهداه الى التوبة. وتوبة المنحرفين اعسر بكثير من توبة الزناة.

وفي جميع الاحوال المنحرفون والمنحرفات هم، اجمالاً لا قطعاً، غير صالحين للرهبنة. وكتب الطب والتحليل النفسي تعتبر الانحرافات الجنسية عسيرة الشفاء جداً. انها مرض عضال. والمبتلون بها لا يلجأون الا نادراً جداً الى الاطباء المختصين. واثناء ممارسة المحاماة وقفت على الكثير الكثير من احوال الشذوذ، لدرجة ان رئيس محكمة الجنايات في اللاذقية الدكتور رشاد القدسي حكم مرة بعشرين سنة من الاشغال الشاقة على ابن 53 سنة قد دخل السجن 7مرات للسبب نفسه. ربما مات في السجن.

مسائل الجنس حسَّاسة جداً. ولا ينتصر فيها الا المحتمين والمحتميات بالله. اصحاب الضمائر النارية الحرة الابيّة الابطال الاشاوس هم احباء الله المنتصرون على ضعف الجسد سواء كانوا متزوجين او رهباناً. بدون ضمير قطّاع اكثر من السيف المحمي كل الاخلاق نسبية. ولكن لا بدَّ لهذا الضمير من ان يكون داهية في الحذق والفطنة ورحابة الصدر والا قتل صاحبه: “حربوق” شريف نبيل صدره ارحب من السماوات. تتعدّل صرامة الضمير برحابة الصدر، وسعة الافاق، والحنكة، والحذق، وحسن التدبير العاقل الحكيم. والا طاشت الاسهم وسقط المرء في التطرف الاعمى، فيقع مرضَّضاً. حتى يوحنا الذهبي الفم تطرف فتدارك بالتداوي. ولذلك المرشدون الروحيون كرهبان جبل آثوس ضروريون كالخبز والماء والملح.

والارشاد الروحي مؤسسة أصيلة يخضع لها البطاركة وسواهم. كان القديس ايسيذوروس رئيس دير الفرم على البحر الاحمر (عيده 4/2) مرشداً روحياً لللاهوتي الكبير القديس كيرللس الاسكندرية، فأزال ما علق في صدره (عن خاله سلفه ثيؤفيلوس) من عداء للذهبي الفم، فاخذ كيرللس يطالع كتب الذهبي ويتأثر بها. وكان انطونيوس الكبير ملاذ اثناسيوس الكبير. وقاد مكسيموس المعترف الراهب المسيحيين في شمال افريقيا الى عقد مجامع بالجملة ضد هرطقة المشيئة الواحدة والفعل الواحد. وقفز الى روما فحمل البابا الشهيد مرتينوس على عقد مجمع لاتران 649 ضد الهرطقة، فسخط الامبراطور. وبقي تاثيره حياً في روما حتى البابا القديس اغاثون الذي فرض على الامبراطور قسطنطين الرابع عقد المجمع السادس المسكوني (680-681). وعقد في روما مجمعا يشجب الهرطقة. وحمل مندوبوه رسالة طويلة تحوي استشهادات من آباء الكنيسة (مانسي، المجلد11) لصالح الايمان بالمشيئتين والفعلين. ويرى النقاد اليوم انها من آثار مكسيموس الراهب الاعظم. وكان اساقفة وكهنة وعلمانيون يلجأون الى القديسين برصنوفيوس ويوحنا في دير الاب ساريدون (برية غزة، القرن6). رسائلهما طافحة. وحديثاً: وقع خلاف بين الاب يوحنا رومانيدس وزميله على نقطة، فرفعا الامر الى المجمع المقدس في أثينا، فأحال المجمع الامر الى الاب بائيسيوس في جبل آثوس، ففصلها لصالح رومانيدوس. وكان دير أوبتينا في روسيا هو ملاذ رجال الفكر الكبار، لا المجمع المقدس. ويلجأ الناس في بلاد اليونان الى رهبان جبل أثوس. وينزل رهبان منه أحياناً الى سالونيك وسواها للارشاد والاعتراف. وفي فلسطين، رئيس دير مار سابا هو الاب المعرف للبطريرك. ورأيت بأم عيني في 1947 و1966 في دير القديس لعازر ببيت عينا ما يحاط به من تقديس واجلال. وفي دير المعزي ببلاد اليونان رأيت بأم عيني الاحترام الذي يحيطون به الكتبة الدينيين: رئيساً ورهباناً. فالبطريرك والمطران والكهنة والشعب يعترفون لدى الآباء الرهبان. أما الارشاد الروحي فليس وقفاً على الاكليروس. عندما نقرأ لفظة “الآباء الشيوخ” فلا يعني هذا انهم كهنة. القديس كاسيانوس ذكر ان الرهبان كانوا موزَّعين على الشيوخ. كل عشرة منهم بقيادة شيخ. طبعاً ليس من كاهن لكل 10. الشيخ راهب محنَّك في الحرب الروحية ضد الاهواء والشياطين.

وفي كتاب “سمعان العمودي” يرى المرء سلطان سمعان على الأباطرة والاساقفة والمسكونة مع انه ليس بكاهن.

وقريباً يظهر كتاب الآخر “القديس كاسيانوس”. جاء فيه ان 300 من آباء البرية من فئة معيّنة ضالة لاهوتياً بسبب الامية اللاهوتية هاجموا صرح اسقف الاسكندرية ثيئوفيلوس فارعبوه وغيَّر وجهة حربه اللاهوتية. هذا مع العلم ان التاريخ يسمّيه “فرعون” كنيسة الاسكندرية. فالدقة اللاهوتية قد لا تكون من حظ الرهبان. هذه موهبة خاصة بالبعض سواء كانوا اكليريكيين او علمانيين او رهباناً. ايفاغريوس البنطي تلميذ القديس غريغوريوس اللاهوتي ترهَّب في مصر، فترك مؤلفات اثرت في كاسيانوس والسلّمي ومكسيموس واسحق السرياني والدمشقي وسواهم. وإنما سقط في هرطقة اوريجينيس. كان القديس برصنوفيوس غزة ناقماً عليه ولكن اعترف بفوائد بعض ما كتب.

كان البطريرك العظيم غريغوريوس حداد قد أحضر رهباناً من الروس في جبل آثوس في العالم 1910 فاقطعهم دير مار الياس شوياً بضهور الشوير. فحلوا فيه مع أيقونة الصمدة اليمنى لسيدتنا العذراء مريم، الرائعة. خطر له – حتماً – تجديد التيار الرهباني عندنا، فحالت الحرب العالمية الاولى دون بلوغ المرام.

في جميع الاحوال، لابد من التجديد الرهباني على مستوى العالم الارثوذكسي، اما المستوى اللاهوتي فيحتاج من اجل النضوج روحياً ولاهوتياً حتى العام 2050 على الاقل. هذا مهنة بشر من مستوى رفيع مثل باسيليوس والذهبي وغريغوريوس واندادهم، لا مهنة الادعياء والمتطفِّلين.

في كنيسة موسكو في القرن19، النهضة من صنع الرهبان، لا من صنع المجمع المقدس والاكليروس. بائيسي فيلتشكوفسكي حمل الى روسيا ومولدافيا تراث جبل آثوس الذي كان قد نقله في القرن 15-16 القديس نيلوس سورسكي الكتوفى 1508، فانتهى الامر الى صيرورة دير اوبتينا منارة روسيا الهادية للاهوتيين وكبار رجال الفكر والادب والفلسفة (راجع ملحق “فن الصلاة” لعدنان طرابلسي).

صولة الرهبان الامعين تتجاوز الحدود لتشمل عشَّاق الله اينما كانوا. من كل الدنيا يفدون على رهبان آثوس حيث الارشاد الروحي اجود الموجود. فالخبرة الروحية لديهم اجود غالباً. وكل أكليريكي ورع يتشرَّف بالاعتراف لديهم.

31- الكهنوت

مباركة كل شيء – ليس في القديم تعداد كامل للاسرار المقدسة. فهي لاتنحصر بالرقم 7. فالكاهن والاسقف يباركان كل شيء، باسم الآب والابن والروح القدس.

كهنوت المسيح – الكهنوت هو جزء من كهنوت يسوع رئيس كهنتنا العظيم. الكاهن مساهم في كهنوت يسوع.

درجات الكهنوت – درجات الكهنوت 3: الاسقفية، القسوسية. الشماسة.

يقيمهم الروح – يقيمهم الروح للخدمات الدينية. يمارسون علينا الاسرار المقدسة. من وظائفهم الهامة الوعظ والتبشير (197). يقدّسون انفسهم ويقدِّسون الآخرين. يكفيهم هذا الشرف، ان أدّوه حقه الواجب من الرعاية والعناية. الخير يفيض لنا من ايديهم. هم رعاة يرعون الشعب.

في سفر التكوين قيل ان حواء دُعيت حواء لانها ام كل حي. هي ولدت اجسادنا.

فضل الروحي – اما أبي وأمي فولدا جسدي وأما الكاهن فيلدني روحياً. ان أدرك ووعى ونفَّذ رسالته نحوي كان امي أكثر من التي ولدتني، لان الروحي أهمُّ من الجسدي.

مصلوبون – فالمطلوب من الكهنة هو ان يكونوا معلَّقين على صليب المسيح، ليفيضوا لنا من جبنه دم الحياة. الكاهن الحقيقي خروف ذبيح من اجلنا بتواضع المسيح وصبره.

في الحق فقط – والمطلوب من الشعب ان يحبَّ كهنته ويعتني بهم، وان يسمع لهم في كل شأن لا يخرجون فيه عن حق الانجيل. أما اذا خرج الاسقف او الكاهن عن جادة الصواب فمقاومتهما واجبة. فكل عضو في الكنيسة مسؤول عن الدفاع عن الحقيقة. ومفروض على العلماني ان يقاوم الاسقف الذي يخون الحقيقة، الغير الامين للتقليد المسيحي.

الكاهن القانوني – وأودّ ان اذكِّر ان الكاهن الذي يؤمن بالثالوث القدوس وتجسّد يسوع هو كاهن قانوني في ممارسة الاسرار برضى رئاسته الشرعية. فاخلاقه الشخصية لا تجرِّده من وظيفته الكهنوتية. الارتداد عن الايمان يوقفه عن العمل حتماً. وان تاب وعاد الى الايمان، يتمُّ مسحه بالميرون. فالكهنوت مثل المعمودية: هو واحد لا يُعاد.

واكتفي بهذا القدر عن الاسرار.


(150) Pirot et clamer, la Sainte Bible, tome 12,p.116.

(151) صموئيل (صموئيل الاول 1- 3). اشعياء (افسس 49: 1-2). ارمياء (أر1: 4)

(152) Oscar sulman, le Bapteme des enfants, Neuchetal, 1948.

(153) André Benoit, le bapteme chretien au second siècle, P.U.F, Paris, 1953; P.31 et.125; et.P.216ss.

(154) Louis Duschene, les origines du culte chrtien. [ card, 1925;p;309].

[نود التنبيه، أنه لا يوجد في الكنيسة الأرثوذكسية ما يُسمى بـ “المناولة الأولى” بالمعنى الموجود عند الكنيسة الكاثوليكية، فالمناولة الأولى عندنا تحدث ضمن ليتورجيا المعمودية. فمنذ أن يعتمد الإنسان يكون مؤهلاً للمناولة بدون النظر إلى سنه، كما كان الحال في العصور الرسولية والتي تلتها من تاريخ الكنيسة. فلذلك لا يوجد هذا المصطلح ولا هذه الممارسة في الكنيسة الأرثوذكسية… (الشبكة)]

(155) P.I.

(156) Traite du Bapteme, Sources chretienne, P92.

(157) P.L. II,380.

(158) Hom. 40,17.

(159) الرسالة الى بونيفاتيوس 98: 10

(160) P.L. Lviii, 993.

(161) عالج الاب يوحنا يازجي في اطروحته اللامعة باليونانية “خدمة المعمودية” مسألة معمودية الاطفال في ص 98- 103 ومناولة الاطفال المعمودين فوراً في ص 124- 127 (سالونيك 1983). يكمّل احدنا الآخر ويدعمه. فقد نشرت كراسة عن معمودية الاطفال في الكنيسة الاولى.

(162) المواعظ الميسّاغوجية 2: 4 في الينابيع المسيحية 126 ص 110 و122.

(163) الخطب التعليمية: 14: 9.

(164) الامر يدلّ على قرب الروح القدس من البشر. فمنذ العنصرة الروح القدس هو الذي يعمل فينا ويقرِّبنا الى الله. طبعا، ليس من انفصال بين الاقانيم. الذهبي الفم قال: حيث يوجد احدهم يوجد الاقنومان الآخرين، ولكن الامر يكشف عن رسالة الروح القدس تجاهنا وفي اتجاهنا.

(165) راجع عن موضوع الاعتراف: البطريرك الياس الرابع معوض، الصورة الالهية في الانسان لدى غريغوريوس بالاماس، المنشورات 1984، ص 61- 64.

(166) ترجمة دير الحرف- منشورات النور.

(167) النسكيات. ترجمة الاب اسحق عطا الله- منشورات النور، 1983.

(168) مجموعة اقوال مختارة من الآباء. موضوعها “الصلاة”.

(169) ترجمة الاب بستان الرهبان- مكتبة السائح منيف حمصي- منشورات النور، 1983.

(170) اما التلالؤ الكامل فمن حظ الذين ناضلوا وجاهدوا الجهاد الحسن ملتهبين بعشق يسوع. العشق هو العشق. نطرد عشق الجسد بعشق يسوع (السلمي).

(171) رشم لفظة سريانية. ترجمتها: رسم. راجع مختصر الافخولوجي، ص 98-101، دمشق 1964.

(172) حتّى الحداد لا يمنع معمودية الطفل. والحداد عادة وثنية. المسيحي يؤمن بأن الموت هو انتقال من الموت الى الحياة. بعد 50،19 قرنا، ما زالت عوائدنا وثنية. ويتعبّد الناس للعوائد والموضة اكثر من الإنجيل. واحرقتاه!

(173) في كتاب “المزيّفون” عرضنا مطولاً روائع سر المعمودية وقداسته في اسلوب قصصي سهل. في كتاب نيقولاوس كاباسيلاس “الحياة في المسيح” (ترجمة البطريرك القديس الياس معوض) روائع.

(174) Olivier Clément,Sources. Stock, Paris 1983,p.114-5.

(175) Cotholicisme, tome 1, col. 1217-8; paris, 1948; tome11 col. 1383-4; paris 1949.

(176) Tixeront,histoire des domges. Gabalda, 1931;11,p,170,172 et 206;111,p 234-235.

(177) Benoît, p.25.

(178) Augustin. P.l. 33,361;217,984;p.l. 38,944;45,1154;V. Tixeront 11,419. V.encore:St Grégoire,P.L. 78.90 et 957-8 et 1000.

(179) صموئيل الاول، 12:2-17و22-36و4-11.

(180) راجع ما قلناه أعلاه. في زمن سحيق كان الاسقف يمنح الميرون المقدس. لذلك يرى كاتب مقال المعمودية أنه على الاقل كان يُعطى القربان المقدس في الحال للطفل المعمود:

Catholicisme, tome1 col 1218.

سنرى ان للشماس حق منح القربان.

(181) سمعان التسالونيكي، مين اليونانية 968:155 آب،

Boulgakov, L’Orthodoxie, Paris, 1932;P.186.

(182) الترجمة السائدة خطأ. لفظة Kata panta  وردت في العهد الجديد بالمعنى الوارد أعلاه (أعمال 2:17 ورومية 2:3 وكولوسي 20:3 و22). فاجادت اليسوعية الجديدة ترجمتها، وهكذا الترجمة الرومانية والفرنسية-mercenier وترجمة كرميريس استاذ اللاهوت في اثينا (الصفحة 465 من كتاب مؤتمر اللاهوتيين الارثوذكس الثاني، اثينا 1978) وبذلك يكون شرح ترامبيلس (والناقلين عنه) خطأ (ص 185 من كتابه Leitourgikon ، الطبعة 8، اثينا 1976). فقد قال:  Kata panta topon أي “في كل مكان”. أعطى اللفظة معنىً مكانياً. في رومية 2:3 جاء:Kata panta tropon  أي “في كل وجه”: لفظة Tropon محذوفة في اعمال 22:17 وكولوسي 20:3 و22. ترامبيلس أعطى معنىً مكانيا للعبارة لا يأتلف مع المقصود، ألا وهو طبيعة الذبيحة المقدمة التي هي واحدة في كل الأرض ما دام الصليب واحداً والضحية (يسوع) واحدة. الشمول هو المقصود.

(183) عثرنا لاحقا على العبارة نفسها لدى سمعان التسالونيكي، مين اليونيني 155،373. فهذا يدعم رأينا.

(184) بعد الاستحالة يصلي الكاهن او الاسقف للعالم أجمع من احياء وأموات. في قداس باسيليوس روائع هذه الشمولية. وفي قداس يوحنا تستشفع الصلاة بالعذراء والقديسين، فيختم الكاهن الطلبة: “وخاصة من أجل الكلية القداسة..”

راجع كاباسيلاس في ترجمة الاب منيف حمصي.

(185) Clément, Sources. P 101-2.

(186) طبعا لا يعني الامتزاج تحولنا الى لاهوت او تحول اللاهوت الى ناسوتنا.

(187) عن كليمان، ص103. في ترجمة شرح خدمة القداس لكباسيلاس بقلم الاب منيف حمصي: فيها معالجة جيدة لهذه النقطة.

(188) يوستينوس الشهيد، الدفاع الاول 65 في مين اليوناني 83:6. وحنانيا كساب، مجموعة التشريع الكنسي، ص205.

راجع بحثا مطولا تحت لفظة “مناولة” في المعجم Catholicisme1.

(189) قلنا في “المزيفون” ان المناولة لا تجعلنا ويسوع اقنوما واحدا. يسوع تجسد من العذراء ولكنها لم تصبح معه اقنوما واحداً. فقط ناسوت يسوع هو ولاهوته اقنوم واحد.

هذا أمر دقيق جدأً طرحه علي الدكتور عدنان طرابلسي، ثم بعده الانسة سحر الياس حموي في اللاذقية. بارك الله فكرهما النابه. من الضروري قراءة الفقرة مراراً لاستيعابها تماماً.

(190) غريغوريوس اللاهوتي، الخطبة 18:40.

(191) غريغوريوس اللاهوتي، الخطبة 18:40.

بعد انشاء هذا الكتاب صدر كتابنا “فادي وذيسبينا” عن سرّ الزواج في شكل قصة. وكتابنا “المرأة في نظر الكنيسة”.

(192) في كتابنا “المزيفون” طرقنا هذه المواضيع اجمالاً بأكثر توسع.

أ- باسيليوس، مين اليوناني، 973:31 آو868-68.

ب- غريغوريوس اللاهوتي، الخطبة 46:40 في مين 425:36 آ وب.

ج- غريغوريوس النيصي، في الكمال: مين اليوناني 101:45-105.

د- الذهبي الفم، مين اليوناني 372:47 و373 و188:60 و849:48. وقال انه على المسيحي “ان يتعرف ويقرر في كل شيء وهو يفكر بان المسيح هو معه في كل مكان” (المواعظ على المعمودية، طبعة الينابيع المسيحية رقم 50، باريس 1957 ص131).

هـ- الذيذاخي (تعليم الرسل)، 8:11. لها ترجمتان عربيتان: البطريرك الياس والكسليك.

و- ئيئوذوروس الستودبتي، مين اليوناني 1388:99.

ز- كاباسيلاس: الحياة في المسيح، ترجمة البطريرك الياس.

(193) كورنثوس الاولى 7:8-9 وتيموئاوس الاولى 3:5-15. ولا يقبل في نظام الارامل الا التي لم تتزوج الا مرة واحدة فقط (اتيمو 9:5). وهذا نوع نظام رهباني للارامل المتجاوزات الستين اللواتي لم يتزوجن الا مرة واحدة. ومن كلام بولس ينتج ان قبول الحدثات من الارامل في نظام الارامل ممنوع لانهن قد يبطرن، فيتزوجن، فيرتكبن نكثاً بالعهد الذي قطعنه على أنفسهنّ بالتبتل. وبالقياس منع الآباء القديسون زواج الكهنة المترملين وزواج المتبتلين. ومن خلع الثوب وتزوج فقد حقَّ العودة الى الكهنوت. نص بولس الرسول لايقبل تفسيراً آخر. وهو نصَّ الهي غير قابل للنقص ولا تجوز الصلاة وراء كاهن تزوج مرتين.

(194) الخطبة 8:37.

(195) الرسالة 4:188.

(196) الرسالة 4:188 و5:199.

(197) مر معنا ان لفظة “الكنيسة” في اليونانية تتضمن معنى “الدعوة”. الاسقف هو الراعي الرسولي المطالب بالوعظ والتعليم والتبشير. ان كان عيَّاً لا يعظ ولا يعلّم ولا يؤلف فقد ركنا هاماً من اركان وظيفته.

Lossky â l’image et à resemblance, Aubiér 1967 P. 173.

Facebook
Twitter
Têlxiram
WhatsApp
PDF
☦︎

agahî Der barê rûpelê

Navnîşan Gotara

dilşad Liq

Tags Rûpel

Scroll to Top