फेसबुक
ट्विटर
तार
WhatsApp
पीडीएफ
☦︎
☦︎

21- وبالكنيسة الواحدة

الواو حرف عطف. “كنيسة” معطوفة على ما قبلها، اي : “أؤمن بالاله الواحد الآب… وبالرب الواحد يسوع المسيح…وبالروح القدس…وبالكنيسة”.

بند ايمان : الكنيسة هي أحد بنود الايمان. الروس يرسمون الصليب حين النطق بهذا البند.

الكنيسة : ما هي الكنيسة؟ آباء الكنيسة كرّروا كلام بولس الرسول: الكنيسة هي “جسد المسيح” بعض المعاصرين الارثوذكس (فلاديمير لوسكي، وجيلّه وكرميريس وديمتري ستانيلواي) قالوا مثل الغرب: “جسد المسيح السري Mystique. رفضتُ هذا التعبير الذي لم يستعمله الآباء، ولا خومياكوف (لاهوتينا الكبير في القرن الماضي) ولا بولغاكوف المعاصر، وذلك في مقال ظهر في “الكلمة”.

جسد المسيح : بولس قال ان الكنيسة هي “جسد المسيح”. صدق الله.

هذا كلام الروح القدس . نقول مع بولس هي “جسد المسيح” والمسيح هو “رأسها”.

المؤمنون هم اعضاء هذا الجسد واعضاء بعضهم لبعض (رومية 12 وكورنثوس الاول 12 وافسس 4 و..). الروح القدس اسَّس الكنيسة يوم العنصرة، يومَ حل على التلاميذ، فكانوا الكنيسة، فكانوا جسد المسيح.

دعوة : لفظة كنيسة وردت في العهد القديم (116). فيها معنى “الدعوة” ايضا. الضعفاء روحياً يتعلقون بالمحسوسات والمنظورات. ما دمنا نلمس الله بروحنا في الصلاة والقربان، فلا حاجة الى الحواس لمعاينة الله، الا متى شاء الله. الشيطان يستعمل حواسنا ليخادعنا بظهورات كاذبة واحلام كاذبة.

لا اقول ان جميع الظهورات والاحلام هي كاذبة.

انما لا اقبل منها الا ما يقبله شيوخ الرهبان الضليعين روحياً. وافضل ان يرفضها الناس جملة وتفصيلاً، وان لا يتعلّقوا بها أبداً. فيها خطر الكهرباء، وحبّ الظهور واعتقاد المرء بانه قديس. والمطلوب هو الشعور باني رجاسة الرجسات، لا التكبر. فبولس علّمنا ان الشيطان يتلبّس صورة ملاك نور ليخدع المؤمنين(2 كور 13:11-15). الحذر منه يقضي بالشطب على الاحلام والظهورات حتى يفحصها الشيوخ الروحانيون.

وبالنسبة للاحلام، فان العلم فضح اسرار ما هو عادي منها. لم تعد لغزاً ابداً ولا نبوءات بالنسبة للعلم.

فأثناء التحليل النفسي للمرض يلعب تحليل الاحلام دوراً هاما في الكشف عن لاشعور المريض. حلم احدى المريضات تضمّن خلاصة تعقيداتها النفسيّة. اوصلها المحلل بلباقة الى تحليله، فحلّلته وفرغت من الخوف من الغازه. اذاً :لم تعد الاحلام اسراراً. انما لا يجوز تحليلها اجمالاً الا اثناء التطبيب حيث يمارس المحلّل الطريقة الفضلى لفكّ رموزها. اجاد ابن سيرين في القول بالرمز ولكنّ تحليلاته مخارق وصبيانيات.

تدعو الكنيسة العالم وتبشّره بالخلاص الصائر بربنا يسوع المسيح، ليقبل الخلاص والفرح. فالبشرى سارة.

المعمودية- بالمعمودية يضحي الإنسان عضواً في جسد المسيح، على ما سيجيء في فصل المعموديّة. جسد المسيح كائن حي عضوي لا جمعيّة (117).

السلطات الكنسية- أقام اللّه في الكنيسة رسلاً وأنبياء ومعلمين وأساقفة وكهنة وشمامسة لخدمة المؤمنين. بموجب السلطات الممنوحة لهم يمارسون وظائف معيّنة للخدمة. مبرّر وجود هذه الوظائف الوحيد هو ان يقدّسوا الشّعب (رومية 12 وكورنتوس الأولى 12 وأفسس 4).

السماء والأرض- الكنيسة تجمع الاكليريكيين والعلمانيين في جسدها، أحياء على الأرض كانو أم أمواتاً. وليس هذا فقط. هناك ترنيمة تقول ان أهل السماء وأهل الأرض هم رعية واحدة: “ايها المسيح الإله، بواسطة صليبك المقدّس، صار الملائكة والبشر رعية واحدة وكنيسة واحدة، والسماء والأرض ابتهجتا معاً..” (البنديكستاري، القدس 1888، مطبعة القبر المقدس؛ ص 43). وعلى هذا الذهبي الفم فنحن وأمواتنا الأبرار والملائكة كنيسة واحدة.

الملائكة حرّاسنا- يحرسوننا ويشتركون معنا في الصلاة (118). والكنيسة تعلّم ان الابرار المنتقلين ليسوا أمواتاً بل أحياء وانهم مثل الملائكة. ويسوع ذكر عن ملائكتنا انهم أمام اللّه يشفعون فينا.

الاباء القديسون علّموا ان التجسّد رفعنا فوق الملائكة. ولذلك فالابرار الكاملون المنتقلون (اعضاء الكنيسة) هم ملتحمون معنا في جسد يسوع. ويسكن فيهم الروح القدس الساكن في جسد يسوع. ويقول نكيتا ستيثاتوس انهم يشعرون باحوالنا.

الروح يصلي فينا- والروح القدس هو القدس هو الذي يصلّي فينا ويشفع فينا (رومية 8: 15و26 وغلاطية 4:6). وهو الذي يصلّي في الاحياء والاموات وكل خليقة الملائكة (119).

الصلاة للاعداء – وأقوى صورة لمحبة الاعداء هي الصلاة الحارة الصادقة من اجلهم.

(مكسيموس المعترف) مقرونة بصفح قلبي كامل لهم، والا كانت الصلاة تمثيلاً.

وسواه. قال: “اللّه أقام المسيح بمثابة رأس أوحد مشتركاً للجميع: للملائكة والبشر” (120). وفي تقليد الكنيسة درجنا على ذكر تسع طغمات (أجواق) من الملائكة (ديونيسيوس المنحول، الخييراخية السماوية). قال يسوع أننا سنكون في الآخرة مثل الملائكة (لوقا 20: 36 ومتى 22: 30). ملائكتنا يشفعون فينا في السماء (متى 18: 10) ويفرح ملائكة اللّه والسماء بخاطىء واحد يتوب (لوقا 15: 10، 6). فالملائكة شركائنا (121). وأمواتنا الأبرار هم كالملائكة شركاؤنا. بحق قال نيكيتاس انهم يشعرون بنا ويشاركوننا.

الصلاة رباط – فالصلاة هي اكمل صورة لاتحاد المؤمنين المكمّلين في السماء، والمؤمنين المنتظرين على الأرض الانتقال إلى أولئك. فبولس الرسول علّمنا اننا مقيمون منذ الآن في السماء. ولذلك فنحن غرباء في هذه الدنيا ونزلاء. لا مدينة باقية لنا هنا، بل ننتظر كلنا المدينة الأخرى. فاجعلنا، يا يسوع، من سكانها المكمّلين، واجعلنا والملائكة والابرار وكل الخلائق (رؤيا 8:5- 14 و6: 6- 11 و7: 9- 17 وو….) واحداً.

22- الواحدة (وحدة الكنيسة)

وضع الدستور 4 أوصاف للكنيسة.

واحدة : الآب واحد، يسوع واحد، الروح القدس واحد، الثالوث اله واحد، المعمودية واحدة. فهل يكون جسد يسوع متعدداً؟ كان آدم وحواء في الجنة جسداً واحداً. الخطيئة مزّقت وحدة الانسان الداخلية. وان كان البشر طبيعة واحدة، فان التمزّق واسع جداً. كل يختص بالطبيعة لذاته. الانفراد القتّال، والانعزالية، والأنانية، والأثرة، والعداء، وطغيان الذات شوّهوا قالبنا الأصلي. الانسان إناء من بلّور قد تحطّم، فتناثر متمزّقاً داخلياً شرَّ تمزِّق.

جبر كِسرَنا – ولكن هذه الوحدة عادت في يسوع. الكنيسة واحدة أي جسد يسوع واحد، أي نحن الكثيرين واحد. يسوع جَبَرَ كِسْرَ الطبيعة. يسوع جدَّد الطبيعة. متى صرنا مكمَّلين زالت الثقوب والشقوق والفسوخ، وخضع اعضاء الجسد (المكمَّلون في شخص يسوع) للإله الآب (اكور 15: 28).

يسوع والروح – فلاديمير لوسكي جعل تدبير يسوع تدبيراً خاصاً بالطبيعة وجعل تدبير الروح القدس تدبيراً خاصاً بالاشخاص. لا يوافقه ستانيلواي على هذا التفريق.

في يسوع ننال الطبيعة الواحدة اذا نصبح اعضاء جسده الواحد. نصير واحداً في الخبزة الواحدة أي القربان. القربان الواحد يجمعنا بالرأس يسوع. في الروح القدس، تنمو اشخاصنا وتترعرع في نعمة الروح القدس الساكن في يسوع. الروح القدس يربط اعضاء الجسد بعضها ببعض.

الكنيسة والثالوث – بيسوع اخذنا الطبيعة. بالروح اخذنا القوة الإنمائية. وهكذا يصبح وجودنا كطبيعة وكأشخاص في الابن والروح القدس.

قلنا في الثالوث: اله واحد في ثلاثة اقانيم (أشخاص).

قلنا في التجسد: اقنوم واحد في طبيعتين.

نقول في الكنيسة: اقانيم (أشخاص) بشرية في جسد واحد، في طبيعة واحدة. الروح القدس جعلنا اعضاء هذا الجسد وهو ينمينا فيه.

ما الكنيسة؟ هي على صورة الثالوث القدوس اذنْ. هي واحدة واعضاؤها كثيرون، كما ان اللّه هو واحد في ثلاثة اقانيم. وصلاة يسوع الأخيرة (يوحنا 17) هي دعاء لكي نصبح واحداً كما أنه والآب واحد. في جرن المعمودية ولدنا الروح القدس جميعاً من رحم واحدة هي جرن المعمودية (افرام)، فصرنا ابناء اللّه واخوة يسوع. ولكن اخوَّتنا في يسوع أقوى من اخوَّتنا الجسدية التي تربطنا باخوة الجسد. بالمعمودية صار يسوع مطبوعاً في كل واحد منا. نحن نسخ عن الأصل يسوع، بينما يحمل اخوة الجسد تشويه طبيعة آدم الساقطة.

والروح القدس الساكن في يسوع يسكن فينا وينمينا في يسوع لنبلغ ملء قامة ربنا يسوع وننتهي جميعاً إلى وحدة تامة. فنحن وان كنا اعضاء كثيرة الا أننا جسد يسوع الواحد الساكن في السماء المستتر الآن فينا صوفياً على الأرض.

واذا كنا انانيين وجسديين وساقطين فالعيب هو عيبنا لأنّنا لا ننمو في الروح القدس.

اعطانا الثالوث القدوس نعمته. بقي علينا ان ننمو فيها عن طريق الصوم والنسك والصلاة والفضائل. نحن ابناء اللّه بالمعمودية. انما كمال البنوّة وتمامها لا يتحقق إلا في إيمان الشهداء الملتهب ومحبتهم المحْمَاة بنيران الروح القدس.

أودّ هنا ان اشدّد الإلحاح على أن الاخلاق المسيحية ليست شعارات وتعابير جميلة ونظريات مثالية ومبادىء نظرية. هي فوق الاخلاق وفوق المبادىء. هي اعادة نسج كياننا البالي نسجاً جديداً – لا بخيوط اطمارنا البالية – بل بخيوط أنوار الثالوث القدوس. اخلاقنا ذات مصدر الهي. نحن ننسج انما الخيوط هي أنوار الروح القدس التي ننسجها في عمق اعماقنا، في السرّ العميق الذي لا يعلمه الا رب العالمين. فالفصاحة اللفظية ليست العمق الروحي. قد يكون رجل أدب مثقَّف المع اللامعين في شرح الإنجيل. المانيا في القرنين 19 و20 قدّمت نوادر اللامعين في الدراسات الدينية، انما كانوا عقلانيين ملحدين اعداء الروحانية. اساتذتنا هم انطونيوس وسمعان العمودي وسمعان اللاهوتي الحديث واندادهم لا فلهاوزن وهارناك وبولتمان واضرابهم. قال المثل:”أصلك فعلك”. لا ننخدع بالكلام والمظاهر الفارغة. الممتلىء من الروح القدس مثل بولس الرسول فضح الشيطان الساكن في العرَّافة ويفضح جميع المزيَّفين. الاثرة والانانية سلسلتان جهنميتان تعوقان مسيرتنا الى اللًّه. القديس ثيؤفانيس الحبيس الروسي هو صاحب اضخم كتاب ارثوذكسي في “الاخلاق المسيحية”. بنى الاخلاق على عضويتنا في جسد يسوع. اذاً : هي اخلاق يمليها يسوع وروحه القدوس. الشركة فيها هي الاساس. فالأثرة، والانانية، والغيرة، والحسد، والحقد، والنفعية، والفردية، والانطواء على الذات، والتمركز على الذات، وعشق الذات (المغذّي للكبرياء والعجرفة والعنجهية)، والمكر، والخداع ، والتبطين، والدسّ، والافتراء، والعدوان على أعراض الناس وأموالهم هي اعداء الشركة. ابن المقفع الوثني كان نموذجاً في الوفاء للصديق وبذل النفس عنه. انه يديننا نحن المسيحيين العادمي الوفاء والاخلاص والتجرّد والنزاهة.

الكنيسة كنيسة النائحين النادبين الباكين المنتحبين التائبين لا المتغطرسين والفصحاء الكسحاء.

الخزي يغشاني، اذ اكتب هذا بجسارة، وبدون رعدة. هل صحيح اني قائم في جسد يسوع وفي الروح القدس؟ هل صحيح ان الأرض والهواء لم يعودا حيِّزاً، بيئةً، محيطاً لي بل صار الثالوث القدوس هو مقرّي وفضائي؟ يا لهول السر الرهيب، وكيف انطق به دون ان احترق؟ ان لطف الله حمى وجودي. لذلك لا أتلاشى.

لا فرق – والكنيسة واحدة في السماء وفي الارض، اينما كان المؤمنون. المؤمنون في اقطار العالم هم جسد واحد. لا فرق فيهم بين أبيض وأسود واصفرَ واسمرَ واحمرَ. لا فرق بين كبير أو صغير، بين ملك وخادم، بين رئيس ومرؤوس. فخادم تقيّ هو أفضل من ملك زنديق وملياردير كافر. لا يحترم المسيحي الا التقوى والخُلُق الكبير العظيم.

لا للمحاباة – فليس عند الله محاباة بالوجوه. والملائكة تفرح بخاطىء واحد يتوب. ويسوع يهتم بالخروف الضائع أكثر من اهتمامه بالتسعة والتسعين خروفاً التي لم تضِع . وبولس علَّمنا ان تهتم الأعضاء جميعاً بالعضو الضعيف. فلا غرابة ان نسمع قديساً مثل يوحنا الرحيم يدعو الفقراء أسياده. يسوع فيهم.

احتقار الرذيلة – المسيحي يحتقر الرذيلة اياً كان مصدرها. وانما يبكي على الخطأة ويلتهب في الابتهالات من أجلهم ومن أجل اعدائه. ولا يسجد للاصنام المنحوتة ولا غير المنحوتة. فان عبد المالَ والشهوات وأضرابها عبد الاصنام. المؤمن الصادق لا يسجد الا للثالوث القدوس وحده، ولا يحفل الا بالحق على موجب انجيل ربنا (122). أطيب الموت هو الموت لاجل الحق.

قلب واحد – ووحدة الكنيسة تعني وحدتنا في الايمان والمحبة والرجاء: يكون لنا فكر واحد، وقلبٌ واحد، وآمال واحدة، وأشواق واحدة في يسوعنا الواحد.

الكثيرون واحد – فاتحادنا بيسوع أقوى من اتحاد جسدنا برأسنا، واتحاد بدننا بروحنا. بهذه الصورة ففي يسوع، نحن المتعدّدين واحدٌ. نحن على صورة الثالوث القدوس: واحد في ثلاثة ( الثالوث القدوس). ونحن كثيرون في واحد أي جسد يسوع. قلنا ذلك في المعمودية بقي ان نحقّق ذلك في أفعالنا وحياتنا (123).

23- “وبالكنيسة الجامعة”

كاثوليكية – لفظة “جامعة” ترجمة للفظة “كاثوليكية” اليونانية. ماذا تعني هذه اللفظة التي كتب فيها الكاثوليك والارثوذكس كثيراً؟ كان الكاثوليك يعطونها معنى الانتشار العالمي والحضور في جميع اصقاع الدنيا. الا ان مولر وسواه اكتشفوا ان معنى اللفظة كان يعني في أوائل المسيحية معنى غير معناه في اللفظة اليونانية السابقة للمسيح. المعنى القديم هو “جامعة”. المعنى لدى آباء الكنيسة الاوائل هو “ارثوذكسية”. هذا المعنى الأخير واضح تماماً في كتابات القديس اغناطيوس الانطاكي واستشهاد القديس بوليكربوس تلميذ يوحنا الانجيلي (124). فالنبرة واضحة: ان الكنيسة الكاثوليكية هي غير كنيسة الهراطقة. قال اغناطيوس:

يسوع والكنيسة : “حيث يكون المسيح يسوع تكون الكنيسة الكاثوليكية” (ص 139).

الروح القدس والكنيسة : وقال القديس ايريناوس اسقف ليون: “حيث تكون الكنيسة، هناك ايضاً هو روح اللّه (أي الروح القدس)؛ وحيث يكون روح اللّه، هناك تكون الكنيسة وكل نعمة. والروح هو الحق” (125)، فوجود الكنيسة مرتهن بوجود يسوع والروح القدس.

كيرللس – القديس كيرللس الارشليمي هو أحد آباء المجمع المسكوني الثاني (126) الذين وضعوا هذا النص من دستور الإيمان. ولذلك فشرحه لهذا البند من الدستور جدير بالاعتبار الأول. سأورد نصوصه. هي تحتمل المعنيين القديم “جامعة”، والحديث “ارثوذكسية”. قال:

1- “نسمّي الكنيسة كاثوليكية بسبب امتدادها الى مجموع المسكونة من أقصى الأرض إلى اقصاها الآخر” (الموعظة 18؛ 23). طبعاً لم تكن في أيامه هكذا بل في الأرض المسكونة. ولكن تطلعات الكنيسة تشمل الأرض كلها.

2- في حين ان رؤساء شعوب الأرض لا يمارسون الا سلطة محدودة، فان الكنيسة القدوسة الكاثوليكية، وحدها، تمد سلطتها في الأرض كلها، بدون حدود، لانه كما هو مكتوب، “وضع اللّه السلام حدا لها” (مزمور 147: 14). ولو كنت اريد ان اقول عنها كل شيء لاحتجت لساعات كثيرة (18: 27).

3- “لانها تعلّم، كاثوليكياً وبدون إخفاق، جميع العقائد التي يجب ان تبلغ معرفة الناس، سواء عن الاشياء المنظورة ام غير المنظورة، عن السماوية ام الأرضية” (18: 23).

4- “لانها تخضع كل الجنس البشري للتقوى: الحكام والمحكومين، العلماء والجهلاء” (18: 23).

5- “ايضاً لأنها تعالج وتشفي، كاثوليكياً كلَّ انواع الخطايا التي ترتكبها النفس والجسد، وتملك في ذاتها كل أشكال ما نسميه الفضيلة، في الاعمال والاقوال وفي جميع شتى انواع المواهب الروحية” (18: 23).

6- عن هذه الكنيسة القدوسة الكاثوليكية، كتب بولس الى تيموثيئوس: “عليك ان تعلم كيف تتصرَّف في بيت اللّه، اعني كنيسة اللّه الحي، عمود الحق وقاعدته” (1 تيمو 3: 15؛ العظة 18: 25).

7- “وبكنيسة واحدة قدوسة كاثوليكية”، لكي تتجنب اجتماعات هؤلاء الناس الموبوءة، ولكي تندمج، الى الابد، في الكنيسة الكاثوليكية القدوسة التي ولدت فيها من جديد. واذا سافرت يوماً الى مدن أخرى فلا تسأل فقط: اين بيت الرب؛ فان الكنائس الاخرى أيضاً، كنائس المارقين تعمل كل شيء لتجعل كهوفها الخاصة تُدعى “بيوت الرب” – لا تسأل فقط فيما بعد ببساطة اين الكنيسة، بل اين الكنيسة “الكاثوليكية”. لان هذا هو الاسم الخاص بهذه الكنيسة القدوسة التي هي أيضاً امنا جميعاً (18: 26).

8- يتكلم كيرللس عن نبذ اليهودية من قبل اللّه ويضيف: “وعندما نُبذت الأولى، ففي الثانية، في الكنيسة الكاثوليكية كما يقول بولس: “اقام اللّه… الرسل أولاً والانبياء ثانياً والمعلمين ثالثاً، ثم منح موهبة المعجزات والقدرة على الشفاء والاسعاف وحسن الادارة والتكلم بمختلف اللغات” (اكوار 12: 28) وكل اصناف الفضيلة، اعني بذلك: “الحكمة والفهم، القناعة والعدل، الرحمة والصلاح، وطول الاناة في الاضطهاد. هذه الكنيسة، بسلاح البر، سلاح الهجوم وسلاح الدفاع، بالكرامة والهوان. بسوء الذكر وحسنه” (2 كور 6: 6- 8) كلّلت الشهداء القديسين في الاضطهادات والمخاطر بمختلف اكاليل الصبر المزدهرة…” (18: 27). (127)

كاثوليكية = ارثوذكسية – فيما عدا الفقرة الأولى، لفظة “كاثوليكية” تأتي مرادفاً للفظة “ارثوذكسية”. وارثوذكسية هنا تعني الكنيسة القويمة الرأي المناهضة لكنائس المارقين، المتميزة عنهم تماماً. هي ارثوذكسية مستقيمة، بينما هنَّ غير ارثوذكسيات. هي صاحبة التعليم القويم لان يسوع هو رأسها والروح القدس هو روحها. يسوع هو الحق. الم يقل في الروح القدس: “روح الحق…” (يوحنا 15: 26)؟ الم يقل بولس الرسول ان الكنيسة هي “عمود الحق وقاعدته” (تيموثيئوس الاولى 3: 15)؟

الحقيقة فيها : فالحقيقة موجودة في الكنيسة الكاثوليكية اي الارثوذكسية. بولس قال ان جميع كنوز الحكمة والفهم موجودة مخفية في يسوع المسيح (كولوسي 2: 3). وفي المحبة ندرك ما هو العرض والطول والعلو والعمق، ونعرف محبة المسيح التي تفوق كل معرفة (افسس 3: 19). فالمسيح هو قدرة الله وحكمة الله.

ويسوع صار لنا من الله حكمة وبرا وقداسة وفداء (1 كورا: 24 و30).

الروح يجري فيها : في هذه الكنيسة الكاثوليكية = الارثوذكسية تجري ينابيع حكمة الله الغزيرة فتروي البرايا بأسرها. ألم يقل يسوع ان من يؤمن به – كما قال الكتاب – ستجري من بطنه انهار ماء حي اي الروح القدس الذي سكبه على التلاميذ يوم العنصرة (يوحنا 7: 38- 39)؟ هذا الروح يغذّيها ويروّيها ويقودها ويرشدها الى كامل معرفة الحق (يوحنا 14: 26 و16: 13- 15). فيها كامل الحقيقة بيسوع ملئها الذي يملأ كل شيء في كل شيء. وهو رأسها (افسس 1: 23) الذي يهب لنا روح حكمة… (1: 18- 19).

الحقيقة الكاملة : هي تمسك بكامل الحقيقة. ولذلك فمن ينفصل عنها يخسر هذا الملء ويجتزىء. انما الحقيقة لا تنقسم. هي كاملة. اذن: غير ناقصة.

للامم قاطبة : هي منتشرة في كل المسكونة، بينما كنائس الهراطقة كنائس محدودة في الزمان والمكان. ظهرت في زمان معين على يد فلان وفلان وفلان في مكان كذا. يُشار اليها بالبنان ككنائس محدثة لا كنائس تمتد في العمق حتى الرسل ويسوع. اما الكنيسة الكاثوليكية = الارثوذكسية فأصلية في وجودها القديم وامتدادها الاصيل في المسكونة. للخارجين عنها صفة “الشِيع”.

سلطانها مسكوني : رؤوساء الامم رؤوساء محليون. كل منهم محصور في رقعة من الارض يمارس فيها سلطانه دون ان يتعدَّى سلطانه تلك البقعة. اما الكنيسة فتمارس سلطانها لدى امم الارض قاطبة. فليست لأمة دون أمة، ولا لقبيلة دون قبيلة. هي ذات رسالة عالمية. كلُّ انسان مدعو لقبولها والانضواء تحت رايتها والخضوع لها. فالكنيسة تمارس سلطانها على اعضائها اينما كانوا تحت السماء. الذهبي قال ان الاسقف اهم من الملك، والشيء الروحاني اشرف من الشيء الزمني.

لا تمييز عنصري وسواه فيها : هذه الكنيسة لا تميّز الحاكم من المحكوم. وهي مبدئياً مع المظلوم ضد الظالم اياً كان منصبه. هي كنيسة فقراء الله. لا تداهن أقوياء هذا الدهر ضد المستضعفين. توبِّخ الظالم وتعين المظلوم. ولا تميز امة من امة، ولا سيِّداً من خادم. فالخادم وسيّده المسيحيان هما أخوان في المسيح. ورب العمل والعامل المسيحيان هما أخوان في المسيح. الكل فيها سواسيّة.

والشذوذ عن ذلك جريمة يجب ان نتوب عنها بدموع من دم. يسوع حذّرنا من احتقار الآخرين. اباء البراري تنبَّهوا لخطر الاحتقار. لولا الزَّبالين لانتشرت الاوبئة.

من يحترم الزبَّالين؟ علاقتنا بالزبالين تكشف عمق هواننا وذلّنا وغباوتنا. هم محسنون الينا ونحن نحتقرهم.

انما وظيفتها توبيخ المذنبين ووعظهم من اجل إصلاحهم. فيوحنا فم الذهب اصطدم بالملكة والقصر وكبار رجاله وبالاساقفة في سبيل الحق والعدل والإصلاح، فكلَّفه الامر مشقات ونفياً وموتاً في المنفى نتج من الإعياء، فكان مع الشهداء.

لقد وقف ضد اساءات استعمال السلطة. وما أكثر المسيئين بين ارباب السلطة! فاصحاب السلطان يعميان، الا من انار الله ضميره منهم. والله أعلم بهم.

واما الجميع فهم عبيد ليسوع المسيح. ما أحلى هذه العبودية التي تحرِّرنا من نير الخطيئة!

سوبورني الروسية : في القرن الماضي برز اليكسي خومياكوف العلماني الروسي لاهوتياً اكبر في العالم الارثوذكسي. أجاد في أبحاثه عن الكنيسة.

أَولى لفظة “سوبورني” اهتمامه الكبير. هذه اللفظة هي ترجمة روسية للفظة “كاثوليكية” اليونانية في دستور الايمان (128). تشتق اللفظة الروسية من الاسم “سوبر”.

“سوبر” تعني “مجمع”. الصفة منها “مجمعية”. فكاثوليكية الكنيسة تعني، إذاً، مجمعيتها. والمجمعية تعني اشتراك جمهور المؤمنين في حماية الايمان والتعبير عنه والدفاع عنه. فليس الامر وقفاً على بطريرك او مطران. الجماعة المؤمنة كلها مسؤولة ومشاركة في نشاط الكنيسة (129).

المجامع المسكونة : ولذا فالمجامع المسكونية ليست جهازاً سلطوياً فوق الكنيسة، بل هي ادوات تعبير عن حقائق الايمان المحفوظة، بالروح القدس، في الكنيسة. ظروف الدفاع عن الايمان دعت الكنيسة الى عقد المجامع المسكونية للتعبير المسكوني عمَّا تسلَّمته الكنائس من الرسل والآباء. فنطق الروح القدس بالمجامع. ولذلك فالعقائد التي حدَّدتها المجامع هي عقائد ملهمة بالروح القدس، لا تقبل النقص والتبديل.

وللتدليل على ان الكنيسة لا المجامع هي السلطة العليا، اورد اللاهوتيون مسائل المجامع التي شجبتها الكنيسة. فهناك عدة مجامع رذلتها الكنيسة واعتبرتها لصوصية ومتآمرة. لم تقبل الكنيسة اعمالها وقراراتها، وشجبتها، فسقطت مثل اوراق الخريف. فالكنيسة، اذاً، هي التي تقول ان القرار كذا الصادر عن مجمع كذا هو ملهم او غير ملهم.

والمجامع اللاحقة أيَّدت السابقة فاعطتها الصفة المسكونية.

لذا نرى المجمع المسكوني السابع يُسبغ الشرعية المسكونية على المجامع الستة السابقة له.

اللاهوتيون الروس (خومياكوف، بولغاكوف، لوسكي، وسواهم) وغيرهم ساروا في الخط الرائع.

ارثوذكسية : كان اندروتسوس (130) استاذ العقائد في اثينا سبَّاقا منذ 1907 للبرهنة على ان لفظة “كاثوليكية” تعني “ارثوذكسية”.

في العام 1915 قال بذلك سويت (131) الانكليزي. لحق بهما الكاثوليكيان مولر وكونغار وسواهما (132).

كرميريس اليوناني اخذ بذلك في مقاله المذكور اعلاه من محاضر اللاهوتيين الارثوذكس ونوَّه في الحاشية 11 بان فلوروفسكي على هذا (133). وكان لوسكي قد كتب مقالاً رائعاً ولكنه غير تام (134). انتقد الاب ديمتري ستانيولواي موقف لوسكي اللاهوتي حول المقال وحول تمييزه بين “تدبير الابن” “وتدبير الروح القدس” (135). أسرف قليلاً في النقد. لوسكي لاهوتي كبير، انما تنقصه احيانا تماميَّة التعبير. فهو يعي تماماً اهمية يسوع والروح القدس في الكنيسة.

الكثيرون هم واحد : فالكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة الارثوذكسية التي تعلِّم التعليم القويم الخلاصي. هي جسد المسيح الحامل للروح القدس. الروح القدس يصنع من المسيحيين اعضاء في جسد المسيح، ويربط بعضهم بالبعض الآخر، ويحركهم في الايمان والمحبة والرجاء. وان كانوا كثيرين، كأشخاص، فهم واحد في المسيح. المسيح والروح القدس يجعلان المسيحيين في جميع اصقاع الدنيا واحداً. يسوع هو رأس الكنيسة الذي يملأها في الروح القدس.

مكسيموس : ويطيب لي ان احلِّي هذا الفصل (المحتاج الى كتاب لايفائه حقه) بكلمات القديس مكسيموس المعترف.

فقد جاء بطريرك القسطنطينية بطرس يعرض عليه في السجن ان ينتمي الى الكنيسة الكاثوليكية التي اتفقت كنائس القسطنطينية وروما وانطاكية الاسكندرية واورشليم على نوعية إيمانها. والمقصود هو عقيدة المشيئة الواحدة. فكان جواب مكسيموس:

الاعتراف القويم : “ان اله الكون، اذ أعلن بطرس (الرسول) مغبوطاً لانه اعترف به أصولاً (متى 16: 18)، قد أبان ان الكنيسة الجامعة (الكاثوليكية) هي الاعتراف اعترافاً قويماً وخلاصياً، (اي بالله) (136).

مكسيموس السجين تحدَّى بهذا الكلام بطريرك العاصمة والبطاركة الآخرين وكنائسهم وأبرشياتهم. اعتبرهم هراطقة واعتبر نفسه كاثوليكيا فالكنيسة الكاثوليكية هي الاعتراف القويم والخلاصي بالله. والله في نص مكسيموس هو يسوع الذي طوَّب بطرس. وضع مكسيموس صفتين: “القويم”، “الخلاصي”. فَجَمَع اللسانَ المستقيم الى الحياة البارة.

الكنيسة الكاثوليكية هي ايمان قويم واعمال صالحة خلاصية.

مقاومة الانحراف : لوسكي – بحسّ ارثوذكسي سليم – استشهد بهذا النص. وكتب ما اوردناه في الصفحة التالية (137) من هذا الكتاب: حق كل علماني في مقاومة الاسقف المنحرف عن جادة الصواب (138).

مكسيموس وحده هو الكاثوليكية : الراهب مكسيموس وحده هو الكنيسة الكاثوليكية. فليست الكثلكة حضوراً في كل بقاع الدنيا، بل اعترافا قويما خلاصيا ولو اقتصر الامر على شخص واحد (139). حتى القرن السادس عشر كان في الكنيسة الغربية من يقول بذلك (140).

المدهش في مكسيموس هو هذه الروح النبوية الفروسية التي واجه بها بطرس القسطنطينية وحلفاءه البطاركة والامبراطور. اتهمهم علناً بالهرطقة. واعتبر نفسه – ضمناً – ممثلاً للكنيسة الكاثوليكية، بما انه صاحب الاعتراف القويم الخلاصي بالله. بهذا جعل نفسه سلطة فوق سلطتهم، فحكم عليهم، بينما هو راهب بسيط. انه سلطان الحقيقة التي تمثًّلت في راهب، فدانت بطاركة واباطرة. وهكذا فعل من بعده بقرونٍ القديسان سمعان اللاهوتي الحديث وبالاماس (141).

رأي للوسكي – اما لوسكي المتأثر بخومياكوف (142) فقد برع في شطحة رائعة أُعيدُ تأليفها بتوسّع ليكون سبك الجمل سائغاً سلساً:

الحقيقة الكاثوليكية حرة في التعبير عن نفسها. فلا يجوز ان يتوهم المرء او يظن انها تَخضع في ذلك لموافقة الاكثرية او دعمها او توكيدها عن طريق ما من الطرق مثل الاقتراع العام مثلاً. فكل تاريخ الكنيسة يشهد شهادة معاكسة لذلك. فان فَهِمنا الديمقراطية بهذه الصورة أخطأنا. هذا المفهوم غريب عن الكنيسة تماماً. ليست الاكثرية هي التي تقرِّر. قد يخطىء الجميع، ويبقى فرد مثل مكسيموس ناطقاً اوحد بالحقيقة. فديمقراطية الاكثرية ليست كاثوليكية بل هي كاريكاتور للروح الكاثوليكية. يقول خومياكوف: “ليست الكنيسة في كمية اعضائها الاكثر او الاقل كبراً، بل في الرابطة الروحية التي تجمعهم”. فالحقيقة ذات بداهة داخلية. فكيف تنتشر هذه البداهة خارجاً وتعلن عن نفسها بطلاقة ان كان الامر يعني قسراً تمارسه الاكثرية على الاقلية؟ فليس “لمفهوم الكاثوليكية” اية علاقة بالرأي العام.

فالحقيقة هي وحدها مسند الحقيقة. تستمد قوتها ودعمها من نفسها لا من غيرها. وهذه الحقيقة هي اعتلان الثالوث القدوس، وهي التي تمنح الكنيسة طابعها الكاثوليكي: انها معادلة – تفوق الوصف – بين الوحدة والتنوع على صورة الاب والابن والروح القدس، الثالوث المتساوي الجوهر والغير المنقسم (143).

تعدد الأشخاص في الوحدة –  لوسكي يقول ان المؤمنين هم اشخاص في كنيسة واحدة، في جسد واحد للمسيح كما ان الاقانيم الثلاثة هم اله واحد، لهم جوهر واحد.

فم الحقيقة – كل هذا يعني ان رأس الكنيسة (اي يسوع) وان الروح القدس (ساكن فيها بمثابة – “موتور” – محرِّك كهربائي يغذِّيها بالنشاط والطاقات). هما اللذان يفعلان في الكنيسة وفي ضميرها وحياتها. فمن يعش الحقيقة ينطق بالحقيقة ولو وقف العالم كله ضده. الناطق بيسوع وروحه القدوس هو فم الحقيقة (144). قد تضلّ الاكثرية. قد تتآمر على الله والحقيقة.

النوعية مهمة – النوعية هي المهمة لا الكمية. والنوعية هي التعبير في يسوع وروحه القدوس عن وجدان الكنيسة. فليست الاكثرية كأكثرية بشيء، بل الروح القدس. اكثرية لا تنطق بالروح القدس هي مهملة. اقلية – ولوكانت فرداً – تنطق بالروح القدس هي مباركة. فتجلّي الروح القدس في حياة الكنيسة ومجامعها المقدسة هو مدار الاعتبار، لا المناصب ولا الاكثرية.

المخاض العسير – كيف تمخَّضت الامور في الكنيسة؟ الجواب عسير جداً. انما تاريخ الكنيسة يلقّننا دروساً وعِبَراً. فقد هاج في الكنيسة مؤسسو هرطقات جرفوا وراءهم جموعاً واباطرة وبطاركة واساقفة. وكانت الصدمات عنيفة جداً تهزّ كيان الكنيسة. وبعد الضيق الفرج. انتصرت الكنيسة دوماً وانتهت الى استقرار عقائدي بعد مخاض عسير جداً.

العبرة بالحقيقة لا بالاكثرية – كيف عمَّت الاريوسية المسكونة تقريباً على يد الامبراطور قسطنديوس بن قسطنطين، فخنع له اساقفة الدنيا سوى اثناسيوس الاسكندرية وايلاريون بواتييه، ثم انفرط سلكها؟ كيف هدّد بطرس القسطنطينية الراهب السجين مكسيموس المعترف بالبطريركيات الخمس اي بكل كنائس عصره في العام 662؟ انما اقتلع الله بطرس وصحبه في عاصفة النصر الارثوذكسي في المجمع المسكوني السادس (680): اي بعد 18 سنة من وفاة مكسيموس الملاك الحارس والملهم لهذا المجمع. كيف طوى الله الأباطرة والبطاركة والاساقفة ليبقى مكسيموس وحده خالداً؟ كيف خار الجميع في القرن الخامس عشر الا مرقس الافسسي، فطوى الله الجميع وتعلّق الشعب بمرقس؟ فكان مرقس وحده، من جديد، فم الحقيقة مثل مكسيموس. هذا سر الله:

ضد الهرطقات – صراع الارثوذكسية مع الهرطقات العلنية (والكامنة) قصة لا يعرف اسرارها الا الثالوث القدوس الذي يقود، بحكمته السرّية، الكنيسة نحو ميناء النجاة. اختار مكسيموس لمرحلة وسواه لاخرى وو…

التجلي في الكنيسة – لا أعني بذلك ابداً تحويل الكنيسة الى كيان روحي بلا وجود اجتماعي. فكتبي خلقيدونية قحَّة تنادي بالطبيعتين في شخص يسوع الواحد (145). انما تجلّي يسوع في حياة الكنيسة هو سرّ الهي. فنحن – كما نقلت عن اوريجنيس عبر كليمان – داعرة تغتسل بدم المسيح. في هذا الاغتسال سرّ الهي عجيب على صعيد حياة الفرد. وعلى صعيد حياة الجماعة شيء من ذلك يلعب دوره الى جانب السلطات الرسولية التي أولاها يسوع والروح القدس للرسل وحلفائِهم: لحماية الايمان، وهم قائمون في وسط الكنيسة (في وسط الجماعة، في وسط الشعب) لا في معزل عن الشعب كأنهم قوة خارجية عنهم. فالبطريرك والمطران هما عضوان ايضاً في جسد يسوع. ويسوع هو رأسهما بالتمام كما هو رأس كل مؤمن. الاسقف في الشعب والشعب في الاسقف. في المجامع المسكونية والمكانية يمثّل الاسقف كنيسته، وينطق باسمها، ويشهد بايمانها المحفوظ في شعبها منذ البداية حتى تلك الساعة.

اللاهوتي – في هذه الاجواء يلعب اللاهوتيون الممتلئون روحاً قدساً، ادواراً بارزة كشهود لله وللحقيقة، كحاملين لروح النبوَّة الذي أخذوه بالميرون المقدس (كورنثوس الاول 12).

فاحتكاكهم بالله في الصلاة والقربان والفضائل، واحتكاكهم بالانجيل وآباء الكنيسة يوقدان فيهم شرارةَ موهبة النبوة. ان أنموها كانوا أُمناءَ الله على وديعة الايمان لإيصالها الى الشعب بإخلاص، ولتخليدها بايمان. فلهم مسحة من العليّ. ومسؤوليتهم كبيرة جداً لأنهم هم معلّموا الالهيات. فويل لهم ان قصّروا او ضلَّلوا (146).

مكسيموس المعترف الراهب البسيط نموذج لهم في التصويت والغيرة الرسولية والدفاع عن الايمان حتى الدم. فليس اللاهوتي الحقيقي عضواً في اكاديمية (مجمع علمي)، بل مناجياً لله.

العلم الاكاديمي بارد وعقيم. تنقصه الحرارة، ويشبه تحاليل الكيمياء (147). أما اللاهوتي الحقيقي فقد احتكَّ بالله، احتكَّ بالنار الالهية، فصار جمراً، صار لهيباً. لذلك انتقد الآباء القديسون الدراسة العميقة الباردة. لا وَزْنَ للمعرفة المجردة (148).

نحن بحاجة الى سكنى الثالوث القدوس فينا. منها تدفقات الروح (القدس) المضيئة تنتشر في كل من المطهّرين لخيره، مظهرةً اسرار ملكوت السموات ومظهرة كنوز الله المخفاة في النفس…

ففي كل انسان نال هبة كلمة المعرفة، توجد الضرورة الملحة، الضرورة الناتجة عن تهديد الله الذي يقول: “ايها العبد الشرير، الكسلان! كان عليك ان تسلِّم فضتي الى الصيارفة، ومتى قدمت استردّ مالي مع ربى” (متى 25: 26-27). فان هذه الضرورة هي الضرورة التي جعلت داود ايضاً يقول، وهو ممتلىء مخافة: “لم أحبس شفتيَّ، وانت قد علمت. لم اكتم بِرّك في قلبي، بل تحدَّثت بامانتك وخلاصك، ولم اخفِ رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة” (المزمور 40/41: 10- 11) (149). يقصد “بهبة كلمة المعرفة”، الموهوبين للنطق، للتعليم.

تطور وحدوي – ومما هو جدير بالغبطة التطور الحاصل في الغرب. فمن مقال “الكاثوليكية” في معجم اللاهوت الكاثوليكي بالعام 1932 الى مقال “الكاثوليكية” في معجم Catholicisme بالعام 1948، البون شاسع. ويلتقي كاتب الاخير كونغار مع كرميريس اليوناني بنسبة جيدة.

اسأل الله ان يضرم حماس اللاهوتيين الكاثوليك والارثوذكس للغوص بحرارة لاهبة نورانية، تفتيشاً عن نقاط التلاقي. فالكسب كبير في التقائنا على معنى لفظة “الكاثوليكية”1. وفي شرقنا الكسب اكبر في التقارب بيننا وبين السريان وصحبهم، وفي اعتراف الروم الكاثوليك بنشأتهم في العام 1724 وفي تعييد الموارنة لمكسيموس المعترف ويوحنا الدمشقي (30 كانون الثاني، 4 كانون الاول). حقَّق الله وحدة المسيحيين لخير العالم وسلامه.

24- قدوسة (قداسة الكنيسة)

العنصرة والثالوث – الروح القدس اسَّس الكنيسة في يوم العنصرة المجيدة . يسوع صعد الى السماء فارسل الينا من لدن الآب الروحَ القدس. عاد هو الينا ثانية بصورة خفيّة. فالكنيسة هي جسده.

اذن: عاد الينا يوم العنصرة. والروح القدس ساكن في جسد يسوع، هذا الجسد القدوس. الكنيسة – عبر يسوع – تمتلك الثالوث القدوس، هي قدوسة اذاً.

التقديس – وامورها كلها قداسة: تقدّس العالم، تقدّس البشر، تقدّس الماء والخبز والزيت في الاسرار المقدّسة، تقدّس الايقونات والمنازل وكل شيء. هي تصْنَع قديسين. اعضاؤها مقدّسون بماء المعمودية، وبالميرون، وبالقربان المقدس، وبالزيت المقدّس وو… بولس الرسول كان يدعو المؤمنين “قديسين”.

25- رسولية

على يسوع ورسله – الكنيسة رسولية لانها قائمة على يسوع حجر الزاوية وعلى اساس الرسل (افسس 2: 20 ورؤيا 21: 14). يسوع والرسل (اكور 3: 10- 12) هم اساساتها. وعليهم قام بنيانها. الرسل عمَّدوا الناس واقاموا اساقفة وكهنة وشمامسة يعمِّدون الناس، ويسلّمونهم تعليم الرسل. وخلفاؤهم تابعوا تعميد الناس ونقل التعليم حتى يومنا هذا. والروح القدس الساكن في الكنيسة هو الذي يقيم رجال الدين. وهو الذي يحفظ التعليم.

اساقفة رسوليون – فليس اساقفتنا فقط رسوليين بل تعليمنا ايضاً هو رسولي. تلقّفناه عن الرسل كابراً عن كابر. وراءنا تسعة عشر قرناً ونصف القرن من الغيرة على ايماننا الرسولي.

شهداء لاجل الايمان – تحمَّل اجدادنا من اجله – في مجمل اصقاع الدنيا – موت الشهادة والاضطهاد والضيق، فضلاً عن عبث العابثين، وعدوان الكفَّار والزنادقة والملحدين والمارقين والماجنين واضرابهم. واجهنا الحرب من الخارج والتخريب من الداخل: هراطقة، مخرِّبون…

صلاة – يا يسوعنا! اشدُدنا بحبال رضوانك الى أروماتنا الرسولية. انت قلتَ إنك الكرمة ورسلك الاغصان. ونحن فروع هذه الاغصان. فاجعلنا فيها ثابتين وعلى صخرتك مطمئنين، فبك النصر يا موئلنا الامين!


(116) راجع كتابنا “يهوه ام يسوع”، منشورات النور، بيروت 1975 . ووردت اللفظة في الاصل اليوناني 3 مرات في الفصل 19 من اعمال الرسل بمعنى “الجماعة” (34:19 و 40) و”محفل” (39:19) بمعنى محكمة. ولكن الكلمة بمعنى “جسد المسيح” ليست جماعة.

(117) البعض عرّف الكنيسة بانها “جماعة المؤمنين”. هذا التعريف غير موجود في الكتاب المقدّس: يعطي معنى “جمعيّة” للكنيسة، بينما جسد يسوع الحامل الروح القدس هو كائن حي أمثل يحيي اعضاءه. مفهوم “الجماعة” و”الجمعية” يجعل الكنيسة منظمة تفوى بعدد الاعضاء الواسع. الكنيسة هي الملء ولو لم يكن في العالم الا مسيحي واحد.

(118) جاء في تفسير انكليكاني للعهد الجديد مطبوع في بيروت 1877 (وأعيد طبعه حديثاً): “ان معناها هنا هو الملائكة القديسون الحاضرون في الاجتماعات المسيحية والمراقبون سيرة اعضائها” (كتاب العهد الجديد مفصّلاً مع حواش وشواهد، بنفقة جمعية الكراريس البريطانية). ولكل مؤمن ملاك حارس. وحسناً فعلت الكنيسة باعطاء المعتمدين اسماء قديسين يشفعون فيهم. واسم المعمودية اهم من اسم المناداة. وعيد القديسين الشفيع اهم من عيد يوم الولادة. ولدتني امي في الأثم. بالمعمودية ولدْتُ في الروح القدس في الطهارة.
والكنيسة تقول في خدمة القداس الالهي باشتراك الملائكة معنا في الصلاة. انما الكاهن هو الذي يبارك فيصير الخبز جسداً والخمر دماً. هل الملائكة شمامسة لدى الكاهن؟ ما أعظم محبة اللّه لنا وأتفه معدننا؟ انهم شركاء لنا يصلون معنا، يملأون الكنائس (مكسيموس المعترف وكاباسيلاس).
واذا كان الملائكة يصلّون معنا ويحرسوننا كما لبطرص ملاكه الحارس (اعمال 12:15) وكان يسوع قد قال بان الابرار يكونون مثل الملائكة، فهم يصلون معنا أيضاً.

(119) في الغرب يقولون: “الكنيسة الظافرة في السماء والكنيسة المجاهدة على الأرض”. الارثوذكسية لا تشق الكنيسة إلى كنيستين. مسيح واحد. وكنيسة واحدة. غريغوريوس اللاهوتي عدو لدود للزواج الثاني قال: المسيح واحد والكنيسة واحدة والزواج واحد. رأس واحد لجسدين غير ممكن. اجاز بولس الرسول الزواج للارامل بصعوبة شاقة من باب التساهل لئلا يقع الزنى. مع هذا المعلم الاكبر، اقول بكنيسة واحدة في السماء وعلى الارض. الاموات فيها هم ابرار يشفعون فينا. لوثر قبل شركة القديسين.

(120) الموعظة الأولى: 4 على افسس، مين اليوناني 62:16 ب ت.

(121) حاشية غير موجودة… (الشبكة)

(122) في الكنيسة نعطي الفضيلة والتقوى وحدهما اعتباراً. لا نبجَّل انساناً لأجل ماله ومنصبه وجماله وعلمه ودهائه. الشيطان بارع في اقتناص امثاله ليفتنه فتنة الحياة الدنيا، ويلقيه في جهنم. حماهم الله منها. المترفعون كالطواويس الزاهون المثباهون اصنام تعبدها الناس نفاقاً للمكاسب أو عن غفلة وغباء. لا نسجد الا ليسوع. كل مجد ابن الانسان كالعشب. الملكة براكيلا زوجة الامبراطور نبؤذوسيوس الكبير مالك البحر المتوسط وشواطئه كانت تذهب إلى دور العجزة وتصير فيها خادمة. وقبل وفاتها وزعت اموالها على الفقراء. واقتدت بها حفيدتها العظيمة الامبراطورة بولخاريا قبل وفاتها. البابا القديس لاون الكبير يعترف بانها صاحبة الفضل في انعقاد المجمع الرابع المسكوني. ومعلوم ان القديس كيرللس لجأ اليها ضد نسطوريوس (راجع كتابنا “المرأة في نظر الكنيسة” ). اللهم، انقذ نساءنا من المنافخية ليتواضعن مثل القديسة براكيلا.

(123) البون شاسع بين تشعشعنا لمدة يوم أو يومين بعد المعمودية (الذهبي) وبين تخاذلنا اللاحق. ليست المحبة كلاما معسولاً، بل ناراً قديسة ترشح من القلب إلى اظافر اليدين. ما اسهل الكلام واعسر التطبيق! يسوع، انا خائن. يهوذا اسلمك مرة وأنا في كل لحظة.

(124) اغناطيوس الانطاكي في طبعة الينابيع المسيحية، باريس، ص 139 و210- 211 و230- 231 و66- 67 و234. هذه النصوص تعود إلى القرن الثاني. مات اغناطيوس حوالي 107 للميلاد. هو اول من استعمل اللفظة.

(125) ضد الهرطقات 3؛ 24: 15، الينابيع المسيحية، ص 470- 471 من العدد 211.

(126) انعقد في العام 381 في القسطنطينية ( اسطمبول).

(127) نقلت نصوص كيرللس عن ترجمة الاب جورج نصور (العظات، الكسليك، لبنان). الا اني صحّحتُ اخطاء ترجمته، ما عدا البند 8. فهو مأخوذ إجمالاً من ترجمة اليسوعيين الجديدة. انما استبدلت فيها بلفظة هبة لفظة “موهبة المعجزات”. صارت اللفظة فنية. ولا حاجة الى تفسيرها. شرحناها في مقالنا عن الميرون (مجلة الكلمة الغراء، العدد 10). من المؤسف ان العمق اللاهوتي والدقة الفنية ينقصان الكتبة المسيحيين العرب. وهم يجهلون اصول الكتابة اللاهوتية والترجمة الدينية. فكل ذي قسط من الفهم الديني يتنطس للتأليف والترجمة جاهلا تواضع يوحنا الدمشقي الذي تناول القلم بعد ان طعن في السن، ونضج واختمر. المسألة نضوج روحي وعمق وفعل الروح القدس في الكاتب ليعصمه من الزلل. اللاهوتي هو بين آباء الكنيسة.
بعد الفراغ من هذا الكتاب طالعت فصلا جيداً عن دور اللاهوتي في كتاب “مؤتمر اللاهوتيين الارثوذكسيين الثاني باثينا”.

(128) ذهب البعض الى ان اول ترجمة سلافية لدستور الايمان استعملت لفظة “كاثوليكية” اليونانية. وبعد قرون تم استعمال لفظة “سوبورني” (القرن 14) بدون لفظة “كاثوليكية”. Pierre Baron, Alexis Khomiakov, Roma 1940, P. 227.

(129) اثناء رسامة رجال الدين، ان قال الشعب انه مستحق جرت رسامته. وان هتف فرد انه غير مستحق توقفت الرسامة وبدأ التحقيق. فليس الشعب لدى الارثوذكس مشاهدا امام شاشة التلفزيون. الامبراطور ورجال الدين خانوا الكنيسة مراراً فشجبهم الشعب. لولا تأييد الشعب للقديس مرقس الافسسي لطمس التاريخ مرقس والارثوذكسية. العلامة الكردينال نيومن قال في الصراعات الاريوسية انها صراعات اساقفة بينما بقي الشعب ارثوذكسياً. مكسيموس المعترف طعن ضمنا في البطاركة الخمسة وهو راهب في السجن. وقلَّده بالاماس لاحقا وهو راهب. طوى الله البطاركة وخلَّد مكسيموس وبالاماس. الحقيقة هي الاساس ولو لم ينطق بها الا قندلفت كنيسة. ولا يقام القداس الا اذا حضر علماني او راهب. الكاهن في خدمة الشعب.

(130) كان اندروتسوس، اللاهوت العقائدي، اثينا، 1907، ص 280- 281.

(131) Swete, the Holy Catholic Church, London, 1915, P 34-36.

(132) Dict. Catholicisme, art Catholicite, 722-26.

(133) Procés- Verbausx du 2­0 >> congrés des Théologiens orthodoxes ā Athenes, 1976,Ath 1978, p 477 m. 16. V. n. 11 p 474.

(134) A l’image et ā la ressemblance, Aubier, Paris, 1967, P 167-179.

(135) – Theology and the church, 1980, P.45-71.

وقد طالعت مخطوطة كراسة دبَّجتها برعاية الاب قيس صادق عن الكنيسة. اعتمد على كتاب ستانيولواي في العقائد. فاذا به يكرر النقد للوسكي.

Theologia dogmatic orthedoca, II , Bucarast, 1978, P.197-8.

(136) مين اليوناني 9: 132أ. راجع عن الموضوع، ص 63- 64 من كتاب البطريرك الياس، الصورة الالهية.

(137) Lossky, à l’image, p. 143.

(138) كان فانسان دي ليرين (حوالي 450) قد كتب كرّاسة تتعلق بجامعة الكنيسة ومعتقدها القويم: “ما اومن به في كل مكان ودائما ومن قبل الجميع” (ص 26). “الكاثوليكي الحقيقي.. لا يؤمن الا بالحقائق المقبولة بصورة جامعية من قبل الكنيسة الكاثوليكية منذ الازمنة القديمة” (ص 70). “عليهم ان يبتغوا الجامعية من قبل الكنيسة والرأي العام” (ص 90). الناشر الفرنسي يعلق وينقد النص. لا يتفق كلامه مائة بالمائة مع موقف مكسيموس المعترف الاكثر عمقاً ونضوجاً وصوابية. فشخص واحد مثل مكسيموس مثًَل الحقيقة، بينما ضلَّ الامبراطور والبطاركة واتباعهم.

(139) Vincent de Lerins, Traditions et Progrés
Desclée de Brouwer, 1998.

(140) Catholicisme, Catholicité.

(141) راجع ملحق كتاب البطريرك الياس عن بالاماس، ص 61- 62.

(142) ونيقولا بردياييف الفيلسوف الوجودي الارثوذكسي على هذه الخطى الارثوذكسية السليمة.

(143) Lossky, à l’image et à la resemblance, p. 179.

(144) “احفظ الودعية الصالحة بالروح القدس الحالّ فينا” (تيموثيئوس التانية 1: 14).

(145) يسوع ذو مشيئتين وفعلين. الله يفعل بواسطتي بدون ان اكون آلة مسخَّرة عمياء مشلولة الارادة. ارادته تدعم ارادتي بدون ان تزيلها. لذلك ينضمّ جهدي الى فعل الله. بيننا تعاون synergia. يخطأ الذين يتركون الامور تجري على هواها. الاتكال على الله لا يلغي ابداً جهودنا، وبطولاتنا، وحكمتنا وحنكتنا، وحذقنا، ودهاءنا كقوم شرفاء صادقيين. حربنا ضد الشيطان والاهواء هي أضرى الحروب. نحتاج الى ابرع المحنكين لا الى الأغبياء البُله المغفَّلين التنابل العاجزين المخبولين.

(146) راجع معالجة الموضوع في كتاب

Congrès des théologiens orthodoxes p 386- 412.

(147) وهو الذي جمّد دينامية اللاهوت وصوفيته شرقاً وغرباً. كتب التعليم الديني المسيحي كانت ولم تزل شبيهة بكتب الهندسة في الاعدادي والثانوي ايام شبابي. لم اهتم بالرياضيات الحديثة لاعرف التطور الحاصل في الرياضيات.

(148) Dict. De spiritualité, VI, 847-8.

(149) في باقي الكتاب اشياء كثيرة عن الكنيسة كان يمكن ان تدخل هنا. فلم اكرر.

फेसबुक
ट्विटर
तार
WhatsApp
पीडीएफ

पेज के बारे में जानकारी

पृष्ठ शीर्षक

अनुभाग सामग्री

टैग

hi_INHindi
शीर्ष तक स्क्रॉल करें