مقدمة الطبعة الثانية:
في الستينات من القرن العشرين هبّت رياح إلهية على الكنيسة الإنطاكية فتمخّضت عن نهضة أدبية لاهوتية مزدهرة. في غمرتها أنشأتُ هذا الكتاب في كنف المغبوط المطران الكسي عبد الكريم الصديق الحميم. الا ان حالة نظري آنذاك لم تسمح بتصحيح البروڤات تصحيحاً دقيقاً، فوقعت أخطاء عديدة تمّ الآن تصحيحها وتنقيمها بدقة واضحة.
الفهرس
مقدمة الطبعة الثانية. 3
 الإقرار بالجميل 4
 رُبَّ أخٍ لم تلده أمّك 4
 تمهيد 6
 مقدّمة 8
 الفصل الأول 11
 بأي سلطان تفعل هذا…؟ (متى 23:21) 11
 الفصل الثاني 18
 دستور الإيمان 18
 دستور إيمان: ترجمة دقيقة 20
 آمن، إيماناً 21
 الثقة 22
 الكل باطل 22
 لستُ حيواناً 22
 معنى الوجود 22
 عقيدة الإنسان 23
 قلق وجود 24
 الإيمان أقوى 24
 الروح نشيط 24
 دور الجسد 24
 الإنسان فتّاك 25
 بالإيمان أرتفع 25
 الجوع الوجودي 26
 يسوع فينا بالإيمان 26
 الإيمان والمحبة 26
 الشركة مع البشر 27
 الشركة مع الله 27
 مقارنتهما 27
 الإيمان ناري 27
 صلاة 28
 مصادر الإيمان 29
 قبل المسيح 29
 مع المسيح 29
 الكنيسة 29
 في المعلم 30
 الكتاب المقدس لها 30
 الآباء 30
 تقليدها 30
 الهراطقة 30
 الفصل الثالث 31
 شرح الدستور المفصّل 31
 1- “أومن بالإله الواحد” 31
 الجهل قديماً 31
 نسل ابراهيم 31
 يسوع 32
 وحدة الله 32
 أحدِيّةُ الله 32
 التواضع أمامه 32
 الكبرياء عدو الإيمان 33
 2- الله ثالوثي الأقانيم 33
 المصطلحات اللاهوتية 35
 وحدة الجوهر 36
 أقنوم وشخص 36
 المساوي في الجوهر 37
 الولادة والانبثاق 37
 إله منفتح 38
 إله محبة 38
 عالم “نحن” 39
 لاهوت شخصاني 39
 صلاة 39
 3- الضابط والخالق 40
 في الكنيسة وفي الكتاب المقدس والتعليم – 40
 قدرة واحدة 40
 خالقون معاً 40
 من العدم 41
 مخلوق وسط 41
 منظور وغير منظور 41
 صورة الله 42
 4- محيط إنسان 42
 السقوط 42
 5- الانقسام والتمزق الداخليان 43
 الحرب الداخلية 45
 الصراع الروحي 46
 وحشية الناس 47
 التشتُّت 47
 الاثرة، التضاد 48
 عدم الإستقرار 48
 الانشغال بالله 48
 انتقال الشوق 49
 صلاة يسوع 50
 آباء عديدون 50
 الانسلاخ عن الدنيا 50
 اشتهاء الاستشهاد 51
 الضمير الحيّ 51
 الزهد الكامل 51
 اقول ولا افعل 51
 الصلاة أهم من الدراسة 52
 صلاة 52
 ليس الدين علما 53
 راعٍ تقي 53
 خالصين ليسوع 53
 حذف الذات 54
 الزهد في المال 54
 6- هل تبدل معدن آدم …؟ 54
 بؤس آدم 54
 7– وبالرب الواحد يسوع 55
 يسوع رب 55
 يسوع المسيح 55
 حبل بنولي 55
 لقاء العمق 56
 جسد يسوع 56
 في الجحيم 56
 وحدة يسوع 56
 البنوة الروحية 56
 كلمة الله 56
 لوغوس 57
 8- المساوي للاب في الجوهر 59
 9- “الذي به كان كل شيء” 59
 الثالوث خلق 59
 المشيئة خلقتْ 60
 10- “الذي من اجلنا” 61
 يسوع تجسد 61
 شخص واحد في طبيعتين وو. . . : 61
 11- الذي ……ومن أجل خلاصنا 65
 لماذا تجسد 65
 الذي من اجلنا 66
 التأله 66
 النعمة 67
 يسوع قنّم الطبيعة 67
 الصليب بدايةً 67
 التجسد أعظم 67
 آلامه و… 67
 12– وصُلب عنا 68
 عنَّا 68
 علامة الظفر 68
 13– وتألم وقبر 68
 قابل للألم 68
 وللموت 68
 في القبر 69
 ولكن بالناسوت 69
 لا باللاهوت 69
 ولم ينفصلا 69
 14- وقام في اليوم الثالث 69
 لا يبلى 69
 جسد يسوع بعد القيامة 70
 لحم وعظم 70
 أكل وشرب 70
 جسد روحاني 70
 سنكون مثله 70
 المسامير 71
 البشارة بالقيامة 71
 قام بقدرته 71
 أقامنا معه 71
 قيامته قيامتنا 71
 15- وصعد الى السماء 72
 يمين الله 72
 ألَّه طبيعتنا 72
 16- وايضا يأتي بمجد ليدين 72
 المجيئات 72
 الاحياء 73
 الدينونة 73
 مراتب 73
 عقب الموت 73
 الموت 75
 التلألؤ 76
 في لغز 76
 موت الأهل 76
 17 – لماذا كل هذا التعقيد…؟ 77
 تحليلات هامة 77
 الغير المعقول معقول 78
 الفراغ الوجودي 78
 القربان آية 78
 مناجاة 79
 18- تبادل الصفات: مريم ام الله 80
 “انا” الانسان 80
 الله شخص 81
 اقنوم الطبيعتين 81
 شخص في الطبيعتين 81
 بلا تناوب 81
 الثالوث والتجسد 81
 اقنوم غير منقسم 81
 ام الله 82
 19- التألّه 82
 النعمة من الجوهر 82
 تبنَّانا الآب 82
 نعمته فينا 82
 نقنّمها 82
 نعمة غير مخلوقة 83
 التجلي 83
 فوق الملائكة 83
 20- وبالروح القدس 84
 الواو واو العطف 84
 الروح القدس هو الاقنوم 84
 الزيادة على الدستور 84
 شارلمان 84
 البابا لاون الثالث 85
 بلا مجمع 85
 21- وبالكنيسة الواحدة 91
 المعمودية 93
 السلطات الكنسية 93
 السماء والأرض 93
 الملائكة حرّاسنا 93
 الروح يصلي فينا 94
 الصلاة للاعداء 94
 الصلاة رباط 95
 22- الواحدة (وحدة الكنيسة) 95
 جبر كِسرَنا 95
 يسوع والروح 96
 الكنيسة والثالوث 96
 لا فرق 98
 لا للمحاباة 98
 احتقار الرذيلة 98
 قلب واحد 99
 الكثيرون واحد 99
 23- “وبالكنيسة الجامعة” 99
 كاثوليكية 99
 كيرللس 100
 كاثوليكية 102
 رأي للوسكي 108
 تعدد الأشخاص في الوحدة 108
 فم الحقيقة 109
 النوعية مهمة 109
 المخاض العسير 109
 العبرة بالحقيقة لا بالاكثرية 109
 ضد الهرطقات 110
 التجلي في الكنيسة 110
 اللاهوتي 110
 تطور وحدوي 112
 24- قدوسة (قداسة الكنيسة) 112
 العنصرة والثالوث 112
 التقديس 112
 25- رسولية 113
 على يسوع ورسله 113
 اساقفة رسوليون 113
 شهداء لاجل الايمان 113
 صلاة 113
 26- واعترف بمعمودية واحدة… 114
 ما هي المعمودية 114
 27- معمودية الأطفال. 119
 28-الميرون المقدس 122
 نسيج من نوع 122
 الكبرياء شيطانية 123
 29-القربان المقدس (اي سر الشكر الالهي) 123
 التسليم 125
 الخبز جسده 126
 الاسرار الثلاثة معاً 126
 مسؤولية الامهات 126
 صلاة 126
 فوق الفهم 127
 المناولة اليومية 127
 في كل وجه 129
 من أجل كل شيء 129
 التحويل الاكبر 130
 صلاة 130
 مناولة الغائبين 131
 الشذوذ 138
 الكهنوت 141
 مباركة كل شيء 141
 كهنوت المسيح 141
 درجات الكهنوت 141
 يقيمهم الروح 142
 فضل الروحي 142
 مصلوبون 142
 في الحق فقط 142
 الكاهن القانوني 142
 الايقونات المقدسة 143
 الرسم ابداع 143
 الفن في خدمة الله 143
 الفِن والتصوف 143
 وأرجو قيامة الموتى.. 144
 القيامة 144
 أحيوانات 144
 تراب 144
 ما يميزنا 144
 لا للمادية 145
 الروح غير مادية 145
 على رجاء 145
 ملاقاة الرب 145
 الابدية 145
 المقابر 146
 صلاة 146
 عيد التجلي 147
 الخاتمة: نور الإنجيل بمجد المسيح (2 كور 4:4). 149
 كتب للمطالعة 150
اسأل الله ان يجد هذا الكتاب مدخلاً الى كل بيت ليتفقّه قارئوه في امور دينهم ويلتزموا جيداً بقواعد ابحاثهم العظيم. (يوم عيد التجلى 2009) (اسبيرو).
الإقرار بالجميل:
رُبَّ أخٍ لم تلده أمّك،
في يوم اثنين الروح القدس اعتنى الدكتور البارع روجيه إميل صايغ بفحص باصرتيَّ فحصاً دقيقاً. وكان قد أجرى لهما في 25 و29/1/1973 عمليتين بضمير طاهر. فالفضل كل الفضل – بعد مراحم الله – في قدرتي على المطالعة والتصنيف يعود إلى براعته. هذا الدين في الرقبة يجعله على الدوام ماثلاً في ابتهالاتي إلى الله، وبخاصة في هذا اليوم العظيم، يوم عيد الروح القدس الإله أشهر أيام السنة في الإبتهال بصلوات. صلاة الغروب هي رائعة الإبتهال المسيحي.
ولذلك أحببت أن يقترن اسمه بهذا الكتاب ليذكره المطالعون في صلواتهم، ويبتهلوا إلى الثالوث القدوس من أجل بقاء نظري سليماً ومجنّداً لخدمة مجده.
طرابلس 11/6/1984
 أخوه الوفيّ
وفي 10/11/1989 أجرى عملية ثانية للعين اليمنى نجحت أيضاً 100% فأسأل سيدتنا والدة الإله في عيد رقادها المجيد أن تكون شفيعته الحارة وتحميه وذويه وصحبه.
العُلى، رقاد العذراء 1990
وفي 15/2/1991 عملية الماء الأزرق في اليمنى وفي 3/4/92 الليزر لليمنى وفي 8/5/1992 الماء الأزرق في اليسرى. والآن توسيع الماء الأسود في 31/3/1994 لليمنى وفي 7/4/1994 لليسرى. والليزر مراراً عديدة، آخرها 13و20/5/2009.
فما بقي لي من بصيص دين لله وله. حماه الله وزوجته وأولاده ورحم والديه إميل وبهيجة. هذا هو السامري الشفيق. هذه هي المسيحية الحقة: عمل عظيم بضمير حي، لا قرقعة ألفاظ فارغة.
تمهيد:
تاه المخطوط طريقه، وغابت الفوتوكبي عن نظري حتى 9/3/1994. في 11 – 163/ أعدت النظر فيها تنقيحاً وحذفاً وإضافة. العمل مرهق. إن الكتاب أرهقني في حينه إلى درجة أن ترقيم الصفحات ما خلا من الأخطاء. فنظرة تُلقى على الخطوط تبرز إعيائي في تصنيفه.
دي رينيون العلاّمة الفرنسي قال: إن آباء الكنيسة القدامى كانوا حقوقيين. وأنا محامٍ عتيق. نحن زملاء إذاً. في قالبي الحقوقي العصري أعصر زبدة تعاليم آباء الكنيسة، لأنقل إلى المسيحيين العرب شرحاً لدستور الإيمان، هم في أمسّ الحاجة إليه. النفحات آبائية أشهى من العسل. الأسلوب والقالب خاصَّان بي إجمالاً. الكتاب ثورة في ميدان تصنيف كتب “التعليم الديني” المعاصرة الخالية من كل نكهة روحية – صوفية – نسكية.
الكتاب وحدوي إجمالاً. يستفيد منه جميع المسيحيين العرب إن شاؤوا بشرف التعرّف على دينهم.
يحتجّ البعض بالعسر في كتاباتي. ليست عسيرة. فإنشائي أدبي واضح يخلو من التكلّف والتصنّع. إنّما لا يستطيع محامٍ مثلي أن يكتب بلغة العجائز. من جهة ثانية، أنا أكتب لاهوتاً لا وصفات طعام. واللاهوت علم الإلهيات. وهو علم يرفع الإنسان فوق المحسوسات. من جهة ثالثة يقتضي الذوق، وحسن الإلتفاتة، والتهذيب الرفيع، القول: رحم الله والديه لأنه صرف طاقاته للإرهاق والخسارة في التصنيف الديني بدلاً من الربح واليسر(1) في التصنيف الحقوقي والعلمي. ولكن…
إني لواثق أن الأجيال المعاصرة لفليوني إليان حمصي ستكون أعمق وأكثر جدّية في القرن 21 لالتهام الكتب الدينية الثمينة. لا أنكر أننا حقّقنا منذ 1969 حتى اليوم تقدّماً واسعاً، وأن الأجيال الصاعدة المباركة تهتم بالدين أكثر من الأجيال السابقة. فالمعرفة الدينية انطلقت، إنما روح الثورة والإستشهاد والبطولات يرقد. النعومة تطفو على السطح وتخنق البطولة. فالجهاد الروحي لدى بولس الرسول حرب شعواء ضد القوات الشريرة المضادة التي تحاربنا ليلاً نهاراً. باسيليوس الكبير وأنطونيوس الكبير مصارعان روحيّان كبيران، الذهبي الفم “فلتة” كل زمان ومكان. لما استعلم أستاذه الوثني ليبانيوس الإنطاكي عن أمه وقضائها 20 سنة في الترمّل بشرف نادر، أبدى دهشته من نساء المسيحيين. ما تغيّر الزمان إنّما انهارت أخلاق النساء. كان أبوا ثيئوذوريتوس الإنطاكي يملكان ثروة طائلة. كانت أمّه تلبس الحرير المقصب بالذهب والفضة. فشفى الناسك بطرس الغلاطي عينيها، فكفرت بالزّمنيات وهامت بالنسّاك، فحبلت ونذرت ابنها الوحيد وهي حبلى، فوزّع الثروة الطائلة على الفقراء وترهّب.
القرن 21 كفيل بخلق جيل من الرجال والنساء الصناديد الاشاوس الأبطال الشرفاء الصادقين. ألفت الأنظار إلى أن استيعاب هذا الكتاب “والمزيّفون” خير تمهيد لكتابَيْنا “سر التدبير الإلهي” و”سر الثالوث القدوس” (المخطوط بعد)، فيربح المسيحيون العرب ما تفتقر لغتهم إليه افتقاراً فاحشاً. ورحم الله والديَّ وذويهم والصحب الراقدين وجعلهم مع الأبرار الصالحين.
أ.ج.
 أحد رفع الأيقونات، 20/3/1994 
 اللاذقية: أحد المخلع 22/5/1994
مقدّمة:
يطيب لي تدبيج هذه المقدمة في أحد حاملات الطيب ويوسف ونيقوديموس، هؤلاء الشهود الأبرار (على صلب يسوع وآلامه ودفنه وقيامته) مثل سيدتنا والدة الإله وابنها الحبيب الإنجيلي يوحنا الحبيب. والسبب هو أني لا أرجو في خاتمة عمري إلاّ ما اشتقت إليه منذ الصبا: أن يكون حظي معهم، أن يكون مصيري معهم، أن أشهد معهم للآلام والدفن والقيامة.
يوسف أنزل الجسد عن الصليب. وتعاون معه نيقوديموس على تضميخه بالطيوب، ولفّه بالكتّان النقي، وتكفينه، وإيداعه قبراً جديداً منحوتاً في الصخر. والنسوة أتين القبر باكراً عند الغلس (أي “شقة” الفجر) يحملن حنوطاً وأطياباً ليضمّخن بها جسد يسوع، الذي حالت عجلة مساء الجمعة دون استكمال كل مراسم الدفن له، التي تتطلّبها العوائد ووفاء النسوة الشريفات البارّات. فحظيت اثنتان منهما (هما مريم المجدلية ومريم أم إخوة يسوع: يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا) بلمس قدميه الطاهرتين، وهما عائدتان من القبر. لقد لمستا أثر المسامير في رجليه قبل أن يعاينه الرسل أولاً وتوما ثانياً.
وأي شيء أشهى إلى قلب المسيحي الصادق من أن يلفّ جسد يسوع بكتّان قلبه النقيّ، مضَّمخاً إياه بطيوب حياته الطاهرة، ومودعاً إياه في صلابة كيانه الشجاع المقدود من الرجولة كقبر من صخر، كقبر جديد لم يقطن فيه أحد سوى يسوع؟ أي شيء أحلى على قلبه من أن تضمّ روحه قدمي يسوع المثقوبتين لينهل منهما دم المسيح المسفوك من أجل حياة العالم؟ أي شيء أحب إلى قلبه من أن يتّكئ على صدر يسوع يوحنا الحبيب، فيكون وفيّاً حتى النهاية، ليسمع يسوع يقيمه مع يوحنا ابناً للعذراء مريم؟ وأخيراً أي شيء أعظم من أن نحضن يسوع في أحشائنا وبين أيدينا، لنضمّه إلى صدورنا، بل لنودعه صدورنا مثل مريم العذراء أمه الطاهرة؟
فيا يسوع: أعرفُ نفسي أني جحيم خطايا متأجّجة. ولكني أثق بعفْوك ولطفك. أتقدّم بغير استحقاق – كلص مختلس يندسّ في الظلام – فأندسُّ بين أبرارك هؤلاء العظام، حاملاً إليك كتابي هذا، مثل حنوطهم وأطيابهم، لكي أعاينك ناهضاً من الأموات في قلب كل مؤمن. فإني واثق بأن ما أعطيه للمؤمنين هو من فضلك، وأني أعيده إليك بواسطتهم. المؤمنون هم جسدك، هم أنتَ. إن وضعتُ أصابعي في أثر جراحاتهم أعرف أني أضعها في ثقوب جنبك ويديك ورجليك. وإن تهلّلتُ لنجاحهم في العيش معك وبك وفيك أعرف أني شريكك في قيامتك، وصعودك إلى السماء، وجلوسك عن يمين الآب، لأن ما أصنعه إليهم أصنعه إليك فيهم.
فيا يسوع: إحفظهم (واخطفني) مع العذراء ويوحنا ويوسف ونيقوديموس وحاملات الطيب إلى العيش معك في السماء، دائسين الأرض ومقتنياتها وأمجادها الباطلة، والوجود البغيض في قمصان الخطايا البالية. أعطِنا أجنحة الملائكة لنطير إليك، ونستريح من أباطيل الدنيا الفانية الزائفة. عبثاً حاولت أن أجد في الدنيا ما يستحق أن ألفّه باهتمامي، لأنها زوال في زوال. لذلك التجأتُ إليك ضارعاً أن تقطع بسيف صليبك عقدة الخطايا، وتزعزع بمنجل صليبك أقفال الجحيم، ليخرج الناس، وأنا مجرورٌ بأذيالهم، إلى احتضان آلامك وقبرك وقيامتك، فنصعد معك في مجدك، لتقيمنا في حضرة الآب السماوي آلهةً صغاراً، بقدرة روحك القدوس الذي عمَّدنا فلبسناك، ومُسِحنا بالميرون فاقتنيناه، وناولنا جسدك الطاهر ودمك الكريم فحويناك جالباً معك الآب السماوي. فنحن مسكن الآب والإبن والروح القدس. فاجعل أيها الثالوث القدوس كتابي هذا معطَّراً بروائح التبشير بمجد هذه السكنى الإلهية (2).
تعال أيها الرب يسوع تعال: فبُعدُنا عنك قد جعل حياتنا فراغاً في فراغ، جعَلَنا أبناء القبور. فاجعلنا أنت أبناء القيامة، إجعلنا إخوتك الأبرار كما كان يوحنا أخاك البار، وارحم الراقدين من أهلي.
6 و8 أيار 1984: عيد حاملات الطيب ويوحنا الإنجيلي
(1) التصنيف الحقوقي أيسر علي من التصنيف اللاهوتي بدرجات عديدة. المحاماة مهنة شبابي وعمري.
(2) راجع نص مكسيموس المعترف المرتبط بباسيليوس وأثناسيوس في مقدّمتنا لكتاب “فن الصلاة” (ترجمة عدنان طرابلسي).


