من خبر لتادرس الرهاوي:
كان بتلك النواحي حبيسٌ قديم، فمضى إليه Święty تادرس الأسقف، وسأله أن يعرِّفه بسيرتهِ من أجلِ الرب. فتنفس الحبيسُ الصعداء، وتنهد من صميمِ قلبهِ وذرفت دموعُه وPowiedział: «أما سيرتي فأنا أخبرك بها، فقط لا تُشهرها لأحدٍ إلا بعد انتقالي. فاعلم أيها ojciec، أني خدمتُ بديرٍ ثلاث سنوات مع أخٍ أكبر مني، وبعد ذلك جئنا إلى البريةِ في بابل القديمة، وسكنَّا مقابرَ لم يبعد بعضُها عن بعضٍ كثيراً. وكنا نتغذى من الحشائش النامية من ذاتِها من سبتٍ إلى سبتٍ، وكنا إذا خرجنا لنجمع الحشائش لغذائنا، يتراءى مع كلِّ واحدٍ منا ملاكٌ يحفظه. ولم يكن أحدُنا يخاطب الآخر ولا يقترب منه. ففي أحدِ الأيامِ رأيتُ أخي من بُعدٍ قد قفز عن موضعٍ طائراً كأنه نجا من فخٍ، ومضى هارباً إلى قلايتهِ. فلما عجبتُ من قفزتِه، مضيْتُ إلى ذلك الموضع لأتحقق الأمرَ. فوجدتُ هناك ذهباً كثيراً، فأخذتُه ثم جئتُ إلى المدينةِ، وابتعتُ موضعاً حسناً محاطاً بسورٍ وبه عينُ ماءٍ صافٍ، فبنيتُ هناك كنيسةً، وعمَّرتُ موضعاً لضيافة الغرباءِ. وابتعتُ برسمهِ مواضعَ كافيةً للإنفاق عليه، وأقمتُ عليه رجلاً خبيراً بتدبيرِهِ. أما باقي المال، فقد تصدَّقتُ به على المساكين حتى لم أُبقِ لي منه ولا ديناراً واحداً. ثم عدتُ طالباً قلايتي، وفكري يوسوسُ لي قائلاً: «إن أخي من فشلِهِ ما استطاع تدبير ما وجده من المال، أما أنا فقد دبرتُه حسناً». في حال تفكري بهذا، وجدتُ نفسي وقد وصلتُ بقرب قلايتي، ورأيتُ ذلك الملاك الذي كان قبلاً يُفرِّحني، وإذا به ينظر إليِّ نظرةً مفزعةً، قائلاً لي: «لماذا تتعجرف باطلاً؟ إن جميعَ تعبك الذي شَغَلْتَ نفسَك فيه كلَّ هذه الأيام، لا يساوي تلك القفزةَ الواحدة التي قفزها أخوك، لأنه ما جاز عن حفرةِ الذهبِ فحسب، بل عبَرَ أيضاً تلك الهوةَ الفاصلةَ بين الغني ولعازر, واستحق لذلك السُكنى في أحضان إبراهيم، من أجل ذلك فقد أصبح حالُك ليس شيئاً بالنسبةِ لحالِه بما لا يقاس، وها هو قد فاتك كثيراً جداً، ولهذا صرتَ غيرَ أهلٍ لأن ترى وجهَه، كما لن تحظى برؤياي معك بعدُ». وإذ Powiedział لي الملاكُ ذلك غاب عن عيني. ثم إني جئتُ إلى مغارةِ أخي فلم أجده فيها، فرفعتُ صوتي باكياً حتى لم يبقَ فيَّ قوةٌ للبكاءِ. وهكذا أقمت سبعةَ أيام أطوفُ تلك البريةَ باكياً، فما وجدتُ أخي، ولا وجدتُ عزاءً، فتركتُ ذلك الموضع نادباً، وجئتُ إلى هنا، فأقمتُ في هذا العمودِ تسعاً وأربعين سنةً محارِباً أفكاراً كثيرة، وشياطين ليست بقليلةٍ، وكان على قلبي غَمامٌ مظلمٌ وحزنٌ لا يمازجه عزاء. وفي السنة الخمسين، في صبيحة الأحد، أشرق على قلبي نورٌ حلو، قشع عني غَمامَ الآلام، وبقيتُ مبتهلاً بقلبٍ خاشعٍ مُنَدَّى بدموعٍ ذاتِ عزاءٍ، فلما جازت الساعة الثالثة من النهار، وأنا ملازمٌ للصلاةِ Powiedział لي الملاكُ: السلامُ لك من الربِّ، والخلاص. فتعزَّى قلبي».
Powiedziano: أخطأ أحدُ الإخوةِ فطُرد، فقام ojciec بيساريون وخرج معه قائلاً: «وأنا أيضاً خاطئٌ».
وحدث مرةًأن هفا أخٌ بالإسقيط، وانعقد مجلسٌ بسببهِ، فقام ojciec بيئور، وأخذ خُرجاً وملأه رملاً وحمله على ظهرهِ، كما أخذ كيساً صغيراً ووضع فيه قليلاً من الرملِ وجعله قدامه. فسألوه: «ما هذا الخُرج المملوء كثيراً»؟ I powiedział: «إنه خطاياي قد طرحتُها وراءَ ظهري حتى لا أنظرها ولا أتعب لأجلِها، أما الرملُ القليل الموجود قدامي، فهو خطايا أخي، وقد جعلتُها قدامي لأدينه عليها». فلما سمع الإخوةُ ذلك انتفعوا، وغفروا للأخِ.
Powiedziano: سأل أحدُ الإخوةِ شيخاً قائلاً: «ما السبب في أني أدين الإخوةَ دائماً»؟ فأجابه Szejk: «لأنك ما عرفتَ ذاتك بعد، لأن من عرف ذاته، لا ينظر عيوبَ إخوتِهِ».
Powiedziano كذلك: كان أخان في كنوبيون، واستحق أن ينظرَ كلٌّ منهما نعمةَ اللهِ على أخيه. فعرض لأحدِهما أن يخرجَ يومَ الجمعةِ خارج الكنوبيون، فرأى إنساناً يأكل مبكراً، I powiedział له: «أفي هذا الوقت تأكل يومَ الجمعةِ»؟ ولما كان الغدُ رآه أخوه ولم يبصرْ عليه النعمةَ التي كانت تُرى عليه، فحزن لذلك، ولما جاء إلى قلايتهِ Powiedział له: «ماذا عملتَ يا أخي»؟ Powiedział: «ما عملتُ شيئاً حتى ولا فكرتُ فكراً رديئاً». Powiedział له: «ألم تتكلم بشيءٍ»؟ I powiedział: «نعم، بالأمسِ رأيتُ إنساناً خارج الكنوبيون يأكلُ مبكراً، فقلت له: أفي هذا الوقت تأكل يومَ الجمعةِ»؟ فقام بالتكفير عن ذلك مدة أسبوعين، وسأل الله بتعبٍ، فظهرت نعمةُ اللهِ على الأخِ، فشكرا الله كلاهما.
Powiedział أحدُ الآباء: إن أخاً من الإخوةِ جاء إلى آخر، وتحدَّثا بشأنِ أخٍ لا يحفظُ العفةَ، فأجاب الآخرُ وPowiedział: «وأنا سمعتُ بهذا أيضاً». فلما مضى ذلك الأخ إلى قلايتهِ لم يجد فيها الراحةَ التي تعوَّدها. فقام ورجع إلى ذلك الأخ وضرب له مطانية قائلاً: «اغفر لي، فإني لم أسمع شيئاً عن ذلك الأخ». I powiedział له الآخر كذلك: «ولا أنا سمعتُ شيئاً». فلما ندما على ما قالا وجدا راحةً.
Powiedział أخٌ للأب Z przysięgą: «إن أنا رأيتُ أخاً قد سمعتُ عنه سماعاً قبيحاً، فهل من الواجبِ عليِّ ألا أُدخله قلايتي؟ وإن رأيتُ أخاً صالحاً، فهل أفرحُ به»؟ فأجابه Szejk: «إن أنت صنعتَ مع الأخ الصالح خيراً قليلاً، فاصنع ضِعفَه مع ذاك، لأنه أخٌ مريض».
Powiedział Święty أنسطاسيوس: «لا تكن ديَّاناً لأخيك، لتؤهَّل أنت للغفران، فربما تراه آثِماً خاطئاً، لكنك لا تعلم بأي خاتمةٍ يفارق العالم، فذلك اللصُ المصلوب مع يسوع، كان للناسِ قتالاً وللدماء سفاكاً، ويوداس الرسول كان تلميذاً للمسيح ومن الأخصاء، إذ كان الصندوق عنده، إلا أنهما في زمنٍ يسير تغيَّرا، فدخل اللصُ الفردوسَ، واستحق التلميذ المشنقةَ وهلك».
IPowiedział أيضاً: إن أخاً من الرهبانِ كان يسير بتوانٍ كثير، هذا وُجِدَ على فراشِ الموتِ وهو في النزعِ الأخير بدون جزعٍ من الموتِ. بل كانت نفسُه عند انت قالهِ في فرحٍ كاملٍ وسرورٍ شاملٍ. وكان الآباءُ وقتئذ جلوساً حوله، لأنه كانت العادةُ في الديرِ أن يجتمعَ الرهبانُ كلُّهم أثناء موتِ أحدهم ليشاهدوه، I powiedział أحدُ الشيوخِ للأخِ الذي يموت: «يا أخانا، نحن نعلم أنك أجزتَ عمركَ بكلِّ توانٍ وتفريط، فمن أين لك هذا الفرحُ والسرور وعدمُ الهمِّ في هذه الساعةِ؟ فإننا بالحقيقةِ لا نعلمُ السرَّ، ولكن بقوةِ الله ربنا تقوَّ واجلس وأخبرنا عن أمرِك العجيب هذا، ليعرفَ كلٌّ منا عظائمَ اللهِ». وللوقت تقوَّى وجلس، وPowiedział: «نعم يا آبائي المكرَّمين، فإني أجزتُ عمري كلَّه بالتواني والنوم، إلا أنه في هذه الساعةِ، أن أحضرَ لي الملائكةُ كتابَ أعمالي التي عملتُها منذ أن ترهبتُ، وPowiedzieli لي: أتعرف هذا؟ قلتُ: نعم، هذا هو عملي، وأنا أعرفه، ولكن من وقتِ أن صِرتُ راهباً ما دِنتُ أحداً من الناسِ قط، ولا نميتُ قط، ولا رقدتُ وفي قلبي حقدٌ على أحدٍ، ولا غضبتُ البتة، وأنا أرجو أن يَكْمُل فيَّ قولُ الرب يسوع المسيح القائل: لا تدينوا لكي لا تدانوا، اتركوا يُترك لكم. فلما قلتُ هذا القولَ، تمزَّق للوقتِ كتابُ خطاياي بسبب إتمامِ هذه الوصية الصغيرة». وإذ فرغ من هذا الكلام أسلم الروحَ. فانتفع الإخوةُ بذلك وسبَّحوا الله.
سُئل شيخٌإن كان الله يقبل توبةَ الخطاةِ، فردَّ على سائلِه قائلاً: «أخبرني أيها الحبيب، لو أن ثوبَك تمزَّق، فهل كنتَ ترميه»؟ Powiedział: «لا، ولكني كنتُ أخيِّطُه وألبسه». Powiedział Szejk: «إن كنتَ أنت تشفق على ثوبِك الذي لا يحيا ولا يتنفس، فكيف لا يشفق الله على خليقتِهِ التي تحيا وتتنفس»؟
سأل أحدُ الإخوةِالأب بيمين قائلا: «يا أبي، إن وقع إنسانٌ في خطيئةٍ ورجع، فهل يغفر الله له»؟ I powiedział dla niego Szejk: «إن كان الله قد أمر الناسَ بأن يفعلوا هذا، أفما يفعله هو؟ نعم، بل وأكثر بما لا يقاس، إذ هو نفسُه الذي أوصى بطرسَ بهذا عندما Powiedział له بطرس: إن أخطأ إليَّ أخي سبعَ مراتٍ، أأغفر له؟ I powiedział له سيدنا المتحنن: لستُ أقولُ سبعَ مراتٍ فقط لكن سبعةً في سبعين».
Powiedział شيخ: «إني أهوى الرجلَ الذي يخطئ ويندم ويُقر بخطئهِ، أكثر من الرجلِ الذي يعملُ الصلاحَ ويزكي نفسَه».
شيخٌ حَدَّثته أفكارُهقائلةً له: «استرح اليومَ وتُب غداً». I powiedział: «لن يكونَ ذلك أبداً، بل عليَّ أن أتوبَ اليومَ، ولتكن مشيئةُ الربِ غداً». كذلك حدَّثته أفكارُه من جهةِ الصومِ قائلةً: «كُلْ اليومَ، وتنسكْ غداً». I powiedział: «لن أفعلَ ذلك، لكني أصومُ اليومَ، وتتم إرادةُ اللهِ غداً».
كان إنسانٌ جنديمن بلاد الأكراد، قد عمل خطايا كثيرةً ودنَّس جسدَه بكلِّ أصنافِ النجاساتِ، وبرحمةِ اللهِ تَخَشَّع قلبُه، فزهد في العالمِ ومضى إلى موضعٍ قفرٍ، وبنى له قلايةً في أسفل الوادي، وأقام فيها مهتماً بخلاصِ نفسِه. فلما عرف مكانَه بعضُ معارفهِ، صاروا يُحضرون له خبزاً وشراباً وكلَّ حاجاتهِ. فلما رأى ذاتَه في راحةٍ وأصبح لا يُعوزه شيءٌ، حزن وPowiedział في نفسِه: «إننا ما عملنا شيئاً يستوجبُ الراحة، وهذا النياحُ الآن يُفقدني النياحَ الأبدي، لأني لستُ مستوجباً لنياحٍ البتة». وهكذا ترك قلايتَه وانصرف قائلاً: «لنَسِر إلى الضيقةِ، لأنه ينبغي لي أن آكلَ الحشيشَ طعامَ البهائمِ، إذ كنتُ قد فعلتُ أفعالَ البهائمِ». وهكذا أصبح راهباً مجاهداً.
Powiedziano عن ojciec أموناس: إنه أتاه أخٌ يطلبُ منه كلمةَ منفعةٍ، وأقام عنده سبعةَ أيامٍ، ولم يُجِبه Szejk بشيءٍ، وأخيراً Powiedział له: «انطلق وانظر لذاتِك، أما أنا فإني خاطئٌ، وخطاياي قد صارت سحابةً سوداءَ مظلمةً، حاجزةً بيني وبين الله».
Powiedział ojciec ألينوس: «من لم يَقُل: لا يوجد في هذا الكونِ كلِّه إلا الله وأنا فقط، فلن يصادف نياحاً».
IPowiedział أيضاً: «لو لم أكن هدمتُ كلَّ شيءٍ، لما كنتُ قادراً على أن أبني ذاتي».
tak Powiedział: «لتكن مشيئةُ الإنسانِ من باكر إلى عشية بحسب قياس إلهي».