أ – شعب الله الجديد
عند التكلّم على الكنيسة يُظن أحياناً أنها أداة تخدم أهدافاً معيّنة في حياة الإنسان. إلاّ أن هذه الفكرة مغلوطة، فالكنيسة هي صلة الوصل بين البشر أنفسهم، وبينهم وبين الله، على صورة الشراكة القائمة بين الثالوث القدوس. ولذا يذكر بولس الرسول “تدبير ذلك السرّ الذي كان مكتوماً طوال الدهور في الله خالق جميع الأشياء، ليكون الفضل للكنيسة في إطلاع أصحاب الرئاسة والسلطة في السموات على حكمة الله التي لا تُحصى وجوهها. وما ذاك إلاّ تحقيق للقضاء الأزلي الذي عزم الله عليه في ربّنا يسوع المسيح” (أف 3: 9-11، أنظر 1: 26).
وبهذا المعنى، كان ثمة كنيسة في الفردوس (تك 3: 8)، لكن سقوط الإنسان من الشركة الأولى أدّى انتقال الكنيسة من الفردوس إلى الأرض.
وفي القديم تألّفت الكنيسة بصورة خاصة من شعب الله المختار الذي سلك طريق البرّية سائراً نحو أرض الميعاد. ولهذه المسيرة علاقة بشخص المسيح. فقد قال الله بلسان هوشع النبيّ: “من مصر دعوت ابني” (هو 11: 1). وطبّق متى الإنجيلي هذا القول على شخص الرب يسوع الذي يجمع شعب الله الجديد “الكنيسة” (متى2: 15، 23: 22). واستخدم الأنبياء أحداث، الخروج من مصر، والسير نحو أرض الميعاد، وسبي بابل، والتشتت من جرّاء هذا السبي، والوعد بالعودة والتجمع مجدداً، للتنبؤ عن جمع شعب الله الجديد ليؤلّف جسد المسيح، جسد الكنيسة الواحد.
ويذكر إرميا النبيّ أحفاد راحيل الذين أُخذوا أسرى إلى بابل، ثم يقول أن دموع هذه الأم ستجفّ وإن مراثيها ستتحول إلى فرح لا يوصف بعودة الأبناء وإقامتهم في وطن جديد دائم، بعيداً عن المنفى: “صوت سُمع في الرامة، نوح وبكاء وعويل كثير، راحيل تبكي أولادها وقد أبت أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين”. لكن الربّ يقول لها: “سيتوقف صوت بكائك، فإن لعملك أجراً، وسيعود أولادك من أرض الأعداء، وتدوم إقامتهم” (إرم 31: 15-17). يلمّح النبيّ بهذا الكلام إلى سبي شعب الله. إلاّ أن هذا الحدث، والعودة التي تحدّث عنها، هما صورة ونموذج لحدث آخر، هو تشتت البشر بعد السقوط ثم جمعهم في شعب لله وحيد، أي حدث جمع الكنيسة في شخص المسيح (أنظر متى 2: 18).
وقد تحدّث النبيّ إرميا عن الحدث نفسه حين ذكر ذلك اليوم الذي سيعطي فيه الربّ شعبه “عهداً جديداً” يختلف عن عهد جبل سيناء بأنه لن يُكتب على ألواح حجرية بل على قلوب البشر: “هذا ما يقوله الربّ: ها إنها تأتي أيام أقطع فيها مع آل إسرائيل وآل يهوذا عهداً جديداً. لا كالعهد الذي قطعته مع آبائهم…. وإني أجعل شريعتي في ضمائرهم وأكتبها على قلوبهم وأكون لهم إلهاً ويكونون لي شعباً” (إر 31: 31-33). ويستعمل بولس الرسول هذا المقطع الكتابي ذاكراً أن وسيط “الخدمة” لهذا العهد الأفضل هو المسيح (عب 8: 6-13).
ويؤكد يسوع المخلِّص نفسه أن هذا العهد يشير إلى دم الربّ الذي أُريق من أجل شعب الله الجديد: الكنيسة (متى 26: 28، لو 22: 20). وهذا هو العهد الذي تنبّأ به النبيّ.
وثمة نشيد من القانون الكبير يقول: “إن الكنيسة قد حصلت على جنبك المحيي، كفوهة البركان الذي أنبجس منها ينبوع الغفران والمعرفة، على مثال العهدين القديم والجديد معاً، عهدَيْ مخلِّصنا”.
دم الربّ “الذي يُراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا” (متى 26: 28) يجعل بالإمكان إعادة جمع أبناء الله المشتتين، وضمّ شعب الله إلى “القلب الجديد” الذي يقود البشر إلى الوحدة في جسد المسيح الواحد: الكنيسة. وهذه هي ثمرة حضور روح الله في شعبه الجديد (1 كو 12: 3، أف 1: 13-14، 4: 30). لذلك يؤكد حزقيال النبيّ: “هذا ما يقوله الربّ: إني سأجمعكم من بين الشعوب وأحشدكم من الأراضي التي شتتكم فيها…. وأعطيكم قلباً واحداً وأجعل في أحشائكم روحاً جديداً وأنزع القلب الحجري من جسدكم…” (حز 11: 17-19). “وأمنحكم روحي وأجعلكم تسلكون في رسومي، وتحفظون أحكامي وتعملون بها” (حز 36: 27).
لقد تنبأ الأنبياء بعهد جديد، أي عصر المعزّي “الروح القدس” الذي لن يكون عصر شعب واحد بل عصر الجنس البشري كله. ولذلك توّجه أشعياء النبيّ إلى الشعوب الوثنية فدعاها إلى أن تصبح هي أيضاً “خليقة جديدة”، عند اقتراب اليوم الذي يُعاد فيه جمع شعب الله الجديد (أنظر أش 45: 16-17).
يقول بولس الرسول أن الكنيسة هي “جبل صهيون” و”مدينة الله الحيّ” و”أورشليم السماوية” (عب12: 22). أمّا يوحنا الحبيب فيراها تنحدر من السماء متسربلة بكامل مجد الله (رؤ 3: 12، 22: 10، … الخ). ويستعمل أنبياء العهد القديم الصورة نفسها ليعلنوا مجد الكنيسة. وجمعها سائر الشعوب والأمم: “ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يوطّد في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال، وتجري إليه الشعوب. وتنطلق أمم كثيرة ويوّلون: هلّموا نصعد إلى جبل الربّ وبيت إله يعقوب، وهو يعلّمنا طرقه فنسلك في سبيله، لأن الشريعة تخرج من صهيون، وكلمة الربّ من أورشليم. ويحكم بين الشعوب الكثيرة ويقضي للأمم القويّة إلى الأبد، فيحوّلون سيوفهم سككاً وأسنتهم مناجل، فلا ترفع أمة سيفاً ولا يتعلّمون الحرب من بعد… فيملك الربّ عليهم في جبل صهيون من الآن والى الأبد” (ميخا 4: 1-7).
هذه الوحدة، أي محبة المؤمنين بعضهم بعضاً، والفرح والابتهاج بحدث الخلاص، يصفها أنبياء العهد القديم. فيقول النبي صفنيا: “حينئذ أجعل للشعوب شفة نقيّة ليدعوا جميعهم باسم الربّ وليعبدوه بكتف واحدة. من عبر أنهار الحبشة يأتي المتضرّعون إليّ، بنو شتاتي، فيقرّبون لي تقدمة” (صفنيا 3: 9-10). “ترنّمي يا ابنة صهيون. افرحي وتهللي بكل قلبك يا ابنة أورشليم، لأن الربّ ألغى قضاءك وأقصى عدوّك. الربّ في وسطك فلا ترين شراً من بعد… أن في وسطك الربّ إلهك الجبّار فهو يخلّصك ويُسر بك فرحاً ويجدّدك بمحبته ويبتهج بك بترنيم” (صفنيا 3: 14-17).
سبب فرح الشعب الجديد هو حضور الربّ في وسطه: “فنجيء إليه ونجعل لنا عنده مقاماً” (يو 14: 23). وهذه الحقيقة يعلنها النبيّ زخريا أيضاً: “يقول الربّ: رنميّ وافرحي يا بنت صهيون فها أنذا آتي وأسكن في وسطك. فتتصل أمم كثيرة بالربّ في ذلك اليوم ويكونون لي شعباً فأسكن في وسطك” (زخريا 2: 10-11). “فتأتي شعوب كثيرة وأمم قويّة لالتماس ربّ الجنود في أورشليم واستعطاف وجه الربّ” (زخريا 8: 22).
ويشير النبي ملاخي إلى مسكونية الكنيسة: “قال ربّ الجنود: لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها اسمي عظيم بين الأمم، وفي كل مكان تقرّب لاسمي تقدمة طاهرة، لأن اسمي عظيم في الأمم” (ملا 1: 11).
أمّا النبي أشعياء فيتحدث عن الكنيسة بوضوح شديد: “رنميّ أيتها العاقر التي لم تلد، اندفعي بالترنيم واصرخي أيتها التي لم تتمخض، فإن بني المستوحشة أكثر من بني ذات البعل. وسّعي موضع خبائك ولتبسط شقق مساكنك. لا تمسكي. طوّلي أطنابك وثبّتي أوتادها. فانك تتبسطين إلى اليمين والى الشمال ويرث نسلك الأمم ويعمّر المدن الخربة. لا تخافي فانك لا تخزين، ولا تخجلي فإنك لا تفتضحين لأنك ستنسين خزي صباك، ولا تذكرين عار أرمالك من بعد. لأن بعلك هو صانعك، وربّ الجنود يُدعى، وفاديك هو القدوس الذي يُدعى إله الأرض كلها. وقد دعاكِ الربّ كامرأة مهجورة مكروبة الروح وكزوجة الصبا إذا استرذلت. هَجرتكِ هنيهة وبمراحم عظيمة أضمك. في ثورة غضب حجبت وجهي عنك لحظة، وبرحمة أبدية أرحمك….. أمّا رأفتي فلا تزول عنك، وعهد سلامي لا يتزعزع” (أش 54: 1-10).
“العاقر” هو شعب الله الجديد، أي “أورشليم العلوية” التي لا “تلد” بطريقة طبيعية “كمن لها رجل”، بل بحسب مواعد الله. ولذا يكون أولادها جماهير لا تُحصى (غلا 4: 21-31)، لأن أولاد إبراهيم، “أولاد سارة العاقر”، هم أبناء الإيمان بالمسيح (غلا3: 7 و16 و17، رو9: 6-8) بصرف النظر عن أصلهم أو جنسهم.
ولهذا يعلن الله البشارة للأمم بلسان الرسل: “وأبعث ناجين منهم إلى الأمم، إلى ترشيش وفول ولود وتوبل وياوان والجزائر البعيدة الذين لم يسمعوا عني ولم يروا مجدي، فينادون بمجدي بين الأمم، ويأتون بجميع إخوتكم من جميع الأمم تقدمة للربّ” (أش 66: 19-20).
ب – “وأخطبكِ لنفسي إلى الأبد” (هوشع 2: 19)
يبدو من نبوءة أشعياء السابقة أن اتصال الله بشعبه شبيه باتصال المحبة بين زوجين. ولذا يُوصَف الله في العهد القديم بأنه “غيور” (خر 20: 5، تث 5: 9، 6: 15، يشوع 24: 19، حز 39: 25، الخ…)، أمّا عدم إيمان شعب الله فيوصف بالزنى والعهر (قضاة 2: 17، أخبار الأيام الثاني 21: 11، إرم 3: 1 و9 و13، حز 6: 9، 16: 31، هوشع 4: 11، ميخا 1: 7). ولكي يوضح الله علاقة الحب القائمة بينه وبين شعبه، ويجعلها وثيقة وذات حرمة فانه يحثّ شعبه، في زمن تمرّده وعصيانه، على الرجوع إليه، ويوصي هوشع أن يتّخذ له امرأة زانية (هو 1: 2) ترمز إلى حالة الشعب العاصي الحقيقة. لكن الله يبشّر في الوقت نفسه، بلسان نبيّه أن علاقة الحب بينه وبين المرأة الخائنة، أي شعبه المتمرّد، لن تنقطع وأنه سيطهّر شعبه ويجدّد علاقة الخطبة معه: “وأخطبكِ لنفسي إلى الأبد، أخطبكِ بالعدل والحكم والرأفة والمراحم. وأخطبك بالأمانة فتعرفين الربّ. ويكون في ذلك اليوم أني استجيب للسموات وهي تستجيب ليزرعيل. وأزرعها لي في الأرض وأرحم غير المرحومة وأقول لمن ليس شعبي: أنت شعبي، وهو يقول: (أنت إلهي)” (هو 2: 19-23).
وقد استعمل بولس الرسول هذه الأقوال النبويّة ليعلن وحدة الكنيسة وتكوّنها من اليهود ومن سائر الأمم على السواء (رو 9: 24-26).
ج – رأس الكنيسة وأعضاؤه
“لقد صَنعتَ أيها المسيح خلاصاً في وسط الأرض عندما مددت يديك الطاهرتين على الصليب، فجمعت الأمم كافة إليك، وهي تصرخ: يا ربّ المجد لك”.
ونرتل هذا النشيد في الساعة السادسة من أول أيام الصوم الكبير (اثنين الراهب). وهو يوضح أن الكنيسة، شعب الله الجديد، تجتمع وتتوحّد بذبيحة المسيح على الصليب. وهو ما يؤكّده بولس الرسول حين يذكر أن الربّ “اقتنى” الكنيسة “بدمه” (أع 20: 28)، وأنه مدّ يديه الطاهرتين فوق الصليب “ليجمع شمل أبناء الله” (يو 11: 52).
لكننا لا نستطيع فصل ذبيحة الصليب عن سائر الأحداث في حياة المسيح. وعلينا القول أن الربّ، بتجسّده وحياته على الأرض وموته وقيامته وصعوده وإرساله الروح القدس، يعيد جمع شعب الله المشتّت ويوحد كنيسته مُعيداً إليها نقاوتها وطهارتها الأوليين.
يقول بولس الرسول: “إن المسيح رأس الكنيسة التي هي جسده وهو مخلصها… وقد أحب المسيح الكنيسة وضحّى بنفسه من أجلها ليقدّسها ويطهّرها بماء الاستحمام وبما يتلى من الكلام، ويزفها إلى نفسه كنيسة سَنِيَّة لا شائبة فيها ولا تغضّن ولا ما أشبه ذلك، بل مقدّسة بلا عيب” (أف 5: 23-27). “كان قبل كل شيء وبه قوام كل شيء. وهو أيضاً رأس الجسد أي رأس الكنيسة. هو البدء وبكر من قام من بين الأموات، لتكون له الأوّلية في كل شيء. فقد شاء الله أن يحلّ به الكمال كله، وبه شاء أن يصالح كل موجود، سواء في الأرض وفي السموات، فهو الذي حقّق السلام بدمه على الصليب” (كول 1: 17-20).
فالكنيسة إذن هي جسد الرب الإلهي – الإنساني، والمسيح نفسه رأس هذا الحسد. وقد أشار القديس يوحنا الذهبي الفم إلى هذه المعجزة مؤكداً “أن المسيح قد أخذ جسد الكنيسة وجعل من الكنيسة جسده”.
فإذا ذكرنا “جسد المسيح” الذي هو الكنيسة لا نعني به شعب الله وحده من دون المسيح، أو الرب وحده من دون شعب الله. إنما نعني الاثنين معاً: المسيح وشعب الله، أي رأس الكنيسة ونحن الذين يشكلون سائر أعضائها.
ويشير بولس الرسول إلى خدمته الخاصة موضحاً أنه يرغب في “أن يتم في جسده ما نقص من آلام المسيح في سبيل جسده الذي هو الكنيسة، لأنه (بولس) صار خادماً لها” (كول 1: 24). ويضيف في مكان آخر: “ووضع (الله) كل شيء تحت قدميه (يسوع) وجعله رأساً للكنيسة، وهي جسده وملء ذاك الذي يسع كل شيء في كل شيء” (أفسس 1: 22-23).
د – (زرع) الأعضاء
ليس في كنيسة المسيح امتياز لشعب معيّن. إنها شعب الله الجديد، وفي وسع سائر البشر الانتماء إليه، مهما كان الجنس الذي يتحدرون منه. ويكفيهم أن “يتقبّلوا المسيح” وأن يعيشوا “متأصلين فيه ومؤسَّسين عليه” (كول 2: 6-7). “فكما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة، وأن أعضاء الجسد كلها على كثرتها ليست إلاّ جسداً واحداً فكذلك المسيح. فإننا قبلنا المعمودية جميعاً في روح واحد لنكون جسداً واحداً، أيهوداً كنّا أم يونانيين، عبيداً أم أحراراً، وإنّا ارتوينا من روح واحد. فليس الجسد عضواً واحداً بل جملة أعضاء” (1كو 12: 12-14، انظر غلا 3: 28، أف 4: 4-6، كول 3: 11).
يتحدّث بولس الرسول عن إدخال البشر جميعهم في الكنيسة، ويصفه بأنه “انبعاث من الموت” (رو 11: 15) و”زرع طبيعي” للإنسان: “وكنت أنت زيتونة برّية فزرعت في جملة الفروع الباقية من الزيتونة لتصبح شريكاً لها في خصب أصلها (أي في جسد المسيح)” (رو 11: 17). وهذا “الزرع” يجعل الكنيسة شريكاً في أصل الزيتونة وخصبها، أي شريكاً في حياة المسيح الغنيّة.
وبغير “الزرع” في جسد المسيح والولادة الجديدة داخل الكنيسة، يبقى الإنسان في الجذر القديم ويكون غير مخلّص، بل مستمراً في مملكة الفساد والموت. ولذا يؤكّد الرسول بولس أن الحياة الحقيقية هي “المحتجبة مع المسيح في الله” (كول3: 3). ويضيف يوحنا الرسول: “من كان له الابن كانت له الحياة. من لم يكن له ابن الله لم تكن له الحياة” (1 يو 5: 12، أنظر يو 11: 25، 14: 16، 1 يو 1: 2).
هـ – الكنيسة خلاصنا
ما ذكرناه سابقاً يساعد على إدراك أن الكنيسة ليست منظّمة بل بنيان حيّ، وليست هيئة بل جسد. إنها الجسد الإلهي-الإنساني، جسد ربّنا المتألّه الناهض.
الكنيسة بنيان إلهي-إنساني، إنها حياة الله في الإنسان وفي العالم كله. وهي توحّد المسيح مع جميع البشر الذين تعمَّدوا “بروح واحد” وصاروا “جسداً واحداً” “أيهوداً كانوا أم يونانيين”، “عبيداً أم أحراراً”، لأنهم قد ارتووا جميعاً “من روح واحد” (1 كو 12-13).
وهذا الحدث الذي يجعل الإنسان “جسداً واحداً” مع المسيح، هو الذي يحمله مجدّداً إلى جوار الله المثلّث الأقانيم، ويشركه في الحياة الإلهية (يو 17: 22-23). وهو سبب إيماننا أن الكنيسة ليست آلة بسيطة تتم فيها تهيئة خلاص الإنسان، بل هي أسمى كثيراً من أن تكون على هذا الشكل، إنّها هي نفسها خلاص الإنسان.
لقد صار المسيح إنساناً وذُبح “ليجمع شمل أبناء الله” (يو 11: 52). وجمع شمل أبناء الله -المشتّتين- “في المسيح” ليس حدثاً ثانوياً، بل هو حدث الخلاص عينه. ولهذا السبب قلنا أن الكنيسة لا تُخلِّص وحسب، بل هي الخلاص ذاته. وهذا القول هام جداً لأجل حياتنا المسيحيّة وخلاصنا. وينبغي أن ندرك أن أحداً لا يستطيع أن يكون مسيحيّاً، أو أن يدّعي أنه مسيحيّ، بمفرده و”بنفسه”، أي بالاستقلال عن جسد المسيح، الذي هو شركة مع الإخوة (1كو 12: 12-28). وبكلمة أخرى، فإن خلاص الإنسان ليس نتيجة لاجتهاده الشخصي، بالاستقلال عن انتمائه إلى الكنيسة وحياته فيها.
لا يكفي أن يؤمن الإنسان بالله ويثق بوجوده، حتى يخلص. ولا يكفيه أيضاً أن يدرس الكتاب المقدس وأن يبدي في حياته طاعة له، وأن يحافظ على الشرف أو على سائر الشرائع المناقبية. وأن يطبِّق تعاليم المسيح الأخلاقية تطبيقاً حرفياً. فهذا كله، إذا لم يكن نتيجة لأمر أساسي آخر، لا يجعل الإنسان مسيحيّاً، ولا يمكن أن يخلِّصه. فـ “المسيحيّة” تعني اندماجاً في جسد المسيح، ومساهمة واشتراكاً في حياة الجماعة المسيحية، وارتباطاً بين المؤمنين، بهدف “البناء على الرسل والأنبياء (فيكون) حجر الزاوية هو المسيح يسوع نفسه، لأن به يُحكم كل بنيان ويرتفع ليكون هيكلاً مقدساً في الربّ، وبه أنتم أيضاً تبنون معاً لتصيروا مسكناً لله في الروح” (أف 2: 20-22).
أن تكون مسيحيّاً يعني أن تكون “من أبناء وطن القدّيسين ومن أهل بيت الله” (أف 2: 19)، ومنتمياً إلى جماعة الإخوة. فلا يكفي الإيمان المجرَّد الذي لا تأثير له في الحياة اليومية، ولا يكلِّف شيئاً.
وأن يكون المرء ابناً من “أبناء وطن القدّيسين” وفرداً من “أهل بيت الله”، يعني جهاداً ومعركة مستمرّة بغية المحافظة على نفسه خالية من الأهواء أو أي شيء يمكن أن يهين الأبناء والأخوة كلهم. ويعني أيضاً أن يبقى في اتِّحاد مع نعمة ربّنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس حتى يرتفع “ليكون هيكلاً مقدّساً في الربّ”.
و – متّحدون باسم المسيح
لا تتألف كنيسة المسيح من أفراد مستقلين، يحيا كل واحد منهم حياته “الدينية” الخاصة مستقلاً عن جماعة الإخوة. فشعب الله يضمّ جسد الكنيسة والمسيح الذي هو رأس هذا الجسد. وحتى يكون ثمة كنيسة موحدة يجب أن يُحافظ على الوحدة مع الرب ومع الإخوة أيضاً، فهذا هو الشرط الرئيسي والجوهري لوجودها.
وينبغي أن نعلم كذلك، أن الصفة الكنسيّة لجماعة ما لا تتوقف بالضرورة على عدد الأعضاء الحاضرين، بل هي وقف، بصورة أساسية، على حضور المسيح في هذه الجماعة. وحضور الرب يحصل حتى لو اجتمع اثنان أو ثلاثة في مكان ما، إذا كان اجتماعهم باسم المسيح (متى 18: 20). وبكلام آخر لا يمكن أن تُسمّى أية جماعة كنسية إلاّ إذا كان هدفها الوحدة، لا انشقاق شعب الله. لذلك سارع بولس الرسول بالكتابة إلى أهل كورنثوس، وكان مهتماً بخلاصهم، لمّا بلغه “أنهم، إذا اجتمعت كنيستهم، يتفرقون فرقاً” (1كو 11: 18). ولم يقتصر حكم بولس على أولئك الذين اختاروه هو أو أبُّلُسْ أو بطرس زعماء دينيين لهم، بل تعدّاهم إلى من يدّعون أنهم من أتباع المسيح، دون أن تكون فيهم المحبة وروح الوحدة مع الإخوة الآخرين (1 كو 1: 12). لذلك طرح عليهم سؤاله الشهير: (ألعلَّ المسيح قد انقسم؟) (1 كو 1: 13).
لا يستطيع احد الادّعاء أنه للمسيح، إذا لم يكن في الوقت نفسه مع إخوة المسيح. ولذا فإن الانشقاقات والبدع هي أكبر الجرائم التي يمكن اقترافها ضد الكنيسة.
عندما نتحدّث عن كنيسة مسيحيّة، ككنيسة كورنثوس مثلاً، فإننا لا نقصد منظمة بشريّة. فالجماعة المسيحيّة هي نتيجة الاتحاد الأسراري الحاصل بين الإنسان وجسد المسيح الناهض المتألّه، الذي هو رأس الكنيسة كلها، أي أنها تلك الجماعة التي كرَّسها الله نفسه والتي تتحقق أسرارياً بالمعمودية والإفخارستيا (1كو12: 12-14، 10: 16، أف 4: 4-6).
ز – الجماعة المسيحية الأولى
أوّل جماعة مسيحيّة هي تلك التي أقامها المسيح نفسه باختياره “الإثني عشر” الذين دعاهم “رسلاً” (لو 6: 13)، وأعطاهم “قدرة وسلطاناً…. ثم أرسلهم ليعلنوا ملكوت الله” (لو 9: 1-2، أنظر متى 10: 5، مر 6: 7). وأوصاهم، بعد قيامته، أن ينشروا الإنجيل في كل الأمم وأن يعمِّدوا كل من يؤمن به (متى 18: 19، مر 16: 15، أنظر أش 66: 19-21). وقال لهم “أنتم شهود” حدث الخلاص، ثم أكّد أنه “سيرسل إليهم ما وعدهم به الآب “ودعاهم” للمكوث في المدينة إلى أن تنزل عليهم القوة من العلى” (لو 24: 48-49). ثم جدّد الرب هذا الوعد قبيل الصعود: “لكن سينزل عليكم الروح القدس، فتتلقون منه القدرة وتكونون لي شهوداً في أورشليم واليهودية كلها والسامرة حتى أقاصي الأرض” (أع 1: 8). وبدأ الرسل عملهم الفعلي يوم العنصرة بالذات “فانضم (إلى الكنيسة) في ذلك اليوم زهاء ثلاثة آلاف نفس” (أع 2: 41). وهكذا تكوّنت الجماعة المسيحيّة الأولى في أورشليم.
فما هي الصفة التي ميّزت المسيحيين الأوّلين؟ يقول الكتاب المقدس إنهم تميّزوا بالشركة مع الرسل الاثني عشر: “وكانوا يتابعون تعليم الرسل، والحياة المشتركة، وكسر الخبز والصلاة” (أع 2: 42). ثم يسهب كتاب الأعمال (2: 43-47) في وصف مظاهر الشركة الأخوية بين المسيحيين الأولين ممّا يؤكّد أن هذه الشركة الرسولية هي الصفة الرئيسية لجماعة أورشليم.
ح – جماعة منظورة
لم تكن الكنيسة الأولى التي تأسّست في أورشليم كنيسة غير منظورة، بل كانت جماعة منظورة محدّدة، تعيش حياة الشركة وتسعى إلى ممارسة فضائل المسيح المقدّسة، وقد تميّزت بالاجتماع في أيام الآحاد من أجل “كسر الخبز” (أع 20: 7). فمن انضمّ إلى هذه الجماعة المحدّدة وشارك في الاجتماعات المسيحيّة، دُعي مسيحياً، وكان كذلك بالفعل. أمّا من تخلّف عنها، فلم يكن مسيحيّاً.
وكان في هذه الكنيسة، إلى جانب الرسل، أشخاص آخرون أُوكل إليهم القيام بمهمات معيّنة ومسؤوليات محدّدة، وهؤلاء هم الشيوخ والأساقفة والشمامسة (فيليبي 1: 1، 1 تيمو 5: 17، أع 20: 28. .الخ)، أي أنه كان ثمة مراتبيّة (هيرارخيا) أقامها الروح القدس لا البشر (أع 20: 28). ولعلّ أكثر ما يدل على أن الكنيسة الأولى كانت منظورة ومحدّدة هو المجمع الرسولي الذي اتّخذ قرارات واضحة فقبلها الجميع واعتبروا أنها قرارات كنسيّة تمت بإلهام من الروح القدس (أع 15: 22-29). لقد كان هذا المجمع لسان الكنيسة التي هي “عمود الحق وقاعدته” (1 تيمو 3: 15).
كانت الكنيسة منظورة ومحدّدة إلى درجة أنها ضمّت بين أعضائها المرضى والأموات (متى13: 30 و47، يهوذا 12، 1 كو 5: 1-11)، حتى إذا استمروا في مرضهم وغفلتهم يكونون مرفوضين (يهوذا 23).
ط – استمرارية الكنيسة
لا تقتصر الكنيسة الرسولية على عصر الرسل، بل هي حدث مستمر عبر العصور، وستبقى كذلك حتى مجيء الربّ. فالروح القدس المعزّي يبقى في الكنيسة “إلى الأبد” (يو 14: 16)، ويهدي البشر إلى الحق، أي إلى المسيح، “رأس الكنيسة” الذي يبقى معها “طوال الأيام إلى انقضاء الدهر” (متى 28: 20). لذلك تظهر الكنيسة وحدة في التعليم والحياة والتنظيم عبر العصور كلها وتبقى قويّة وفريدة (متى 16: 18). وهذا أمر أساسي يجب أن نشدّد عليه بصورة خاصة، لأن ثمة أناساً يشكّكون ويؤمنون بكنيسة عير مرئية، ولا علاقة لها بالعصر الرسولي.
ولكن اختيار الرسل ليكونوا “شهوداً للمسيح حتى أقاصي الأرض” (أع 1: 8)، وحضور الروح القدس “إلى انقضاء الدهور” (متى 28: 20، يو 14: 16)، والتيقّن أن الكنيسة الموافقة لمشيئة المسيح لن تتزعزع “ولن تقوى عليها أبواب الجحيم” (متى 16: 18)، لأنها “قاعدة الحق” (1 تيمو 3: 15)، تدل كلها على أن استمرارية الكنيسة في الإيمان والنظام والحياة هي المشيئة الثابتة للمسيح ورسله.
لا يمكن أن تعرف الكنيسة إذن “ثغرات” أو “انقطاعات” في إيمانها وتنظيمها وحياتها، فصفتها الأساسية هي استمرارية الرسولية في هذه الأمور الثلاث في آن.. فـ “خدمة” الرسل مثلاً، ليست مختصّة بالعصر الرسولي بل يجب أن تستمر. وقد تنبّأ العهد القديم أن “رئاسة” يهوذا الخائن سيأخذها “آخر” (مز 108: 8)، ولذا رأينا الرسل يختارون متيّا بدلاً منه (أع 1: 26).
ويكتب بولس الرسول إلى تيطس: “لقد تركتك في كريت لتتم فيها تنظيم الأمور وتقيم كهنة في كل بلدة كما أوصيتك” (تيطس 1: 6-9). ويذكر في مكان آخر أن طريقة تعيينهم تتمّ بوضع الأيادي أي الرسامة (1 تيمو 4: 14)، ولكنه ينبه تيموثاوس إلى أن “لا يعجِّل في وضع يده على أحد” (1 تيمو 5: 22) أي قبل التأكّد من استحقاقه الرسامة.
ي – تجلّي الكنيسة الكامل
لقد تمّ تأسيس الكنيسة بالفعل يوم العنصرة، حين عُمِّد الرسل بالروح القدس (أع 1: 5، 2: 4)، وشعروا برباط المحبة والشركة مع المسيح ومع إخوتهم، فراحوا يكرزون علناً، ودون خوف، ببشارة الخلاص “في المسيح”، فكانت النتيجة أن اعتمد زهاء ثلاثة آلاف إنسان وانضمّوا إلى الكنيسة (أع 2: 41).
إلاّ أن تجلّي الكنيسة الكامل سيكون في اليوم الأخير في أورشليم السماوية، حين يأتي ختن البيعة، عريس الكنيسة، فيكتشف شعب الله مجدّداً وحدة الكنيسة الكاملة وشركتها التامة مع الله المثلّث الأقانيم. وحينذاك لن يكون ثمة حاجة إلى هياكل “لأن الربّ القدير والحمل هما هيكلها” (رؤ 21: 22)، وستكون “في غنى عن ضياء الشمس والقمر، لأن مجد الله أضاءها” (رؤ 21: 9-27).
ك – الكنيسة الحقيقية
بعد الذي ذكرناه آنفاً، ثمة سؤال يطرح نفسه: أين توجد الكنيسة الرسولية اليوم؟ والجواب أن الكنيسة الحقيقية موجودة حيث تستمر الخدمة الرسولية الهادفة إلى إدخال البشر في جسد المسيح، وحيث يقدِّم التعليم الرسولي ويُحترم التنظيم الرسولي وتُعاش الحياة الرسولية.
تكون الكنيسة الرسولية حيث لا توجد “ثغرات” و”انقطاعات” عن العصر الرسولي، أي حيث يقيم الأسقف، المرتبط بالخلافة والسلطة الرسوليتين، الخدمة الإلهية وسرّ الشكر، ويشترك المؤمنون، أعضاء جسد المسيح، في “جسد واحد ودم واحد”.
ل – خطر البدع
وهكذا يتّضح أن من يبتعد عن الكنيسة الأرثوذكسية أي عن اجتماعات كنيستنا الليتورجية، وخاصة القداس الإلهي، يتعرّض لخطر فقدان خلاصه. وقد ذكر الكتاب المقدس أولئك الذين يهجرون الاجتماعات الأرثوذكسية، بسبب تجمعاتهم الهرطوقية، فقال: “خرجوا من عندنا ولم يكونوا منّا. لو كانوا منّا لظلوا معنا. ولكن لا بدّ أن يتضح أنهم ليسوا كلهم منّا” (1 يو 2: 19).
ويوصينا الكتاب المقدس أيضاً: “وأناشدكم، أيها الإخوة أن تحذروا الذين يثيرون الشقاق ويعبثون فساداً بخروجهم على التعليم الذي أخذتموه. ابتعدوا عنهم، فإن أمثال أولئك لا يعملون للمسيح ربّنا، بل لبطونهم، ويضلّون القلوب السليمة بمعسول كلامهم وتملقهم” (رو 16: 17-18، أنظر 2 تيمو 4: 3-4).
“فخذوا الحذر لأنفسكم ولجميع القطيع الذي جعلكم الروح القدس قوّامين عليه لترعوا كنيسة الله التي اكتسبها بدمه. وأنا أعلم أنه سيدخل فيكم بعد رحيلي ذئاب خاطفة لا تبقي على القطيع، ويقوم من بينكم أنفسكم أناس ينطقون بالضلال ليقتادوا به التلاميذ في أثرهم، فتنبهوا…” (أع 20: 28-31).
م – ادرسوا وواظبوا على الاجتماعات
يحثّ القديس إغناطيوس مسيحيي أفسس أن يواظبوا على الاجتماعات الإفخارستية، مظهراً ما لإقامة سرّ الشكر الإلهي من أهمية عظيمة في الخلاص: “ادرسوا إذن وواظبوا على اجتماعاتكم من أجل شكر الله وتمجيده. لأنكم بمواظبتكم عليها، تجرِّدون الشيطان من قواه، وينحلّ فساده باتفاقكم على الإيمان”.
“اتفاق الإيمان” أي وحدة المؤمنين داخل الكنيسة تلاشي كل دسائس الشيطان. ولذا يشكِّل فتور علاقة المسيحي بالكنيسة خطراً عليه. ويصف القديس إغناطيوس هذا الفتور فيقول أن صاحبه يكون “خارج المذبح” أي بعيداً عن المذبح المقدّس الذي هو محور وحدة الكنيسة ومركزها: “لا يضلّلكم أحد. فمن لم يكن داخل المذبح يُحرم من جسد الربّ. فإذا كان لصلاة شخص أو شخصين فاعلية كبيرة، فكم بالأحرى تكون فاعلية صلاة الأسقف ومجموع الكنيسة؟ من لا يأتي إلى الاجتماع المشترك، فإنه يتصرّف بأنانية، ويكون قد حكم على نفسه، فقد كُتب: أن الله يقاوم المتكّبرين (أمثال 3: 34، 1 بط 5: 5)، فلننتبه إذن ألاّ نقاوم الأسقف، لكي نكون خاضعين لله”.
من يمتنع عن الاشتراك في حياة الكنيسة، ويرفض الإتحاد بالأسقف الذي يعبّر عن وحدة الكنيسة وسط الحياة الليتورجية، فإنه يتغذى بـ “أغذية غريبة”، ولو بدا له أنها على اسم المسيح أو من روح الكتاب المقدس.
وهكذا يكتب القديس إغناطيوس نفسه إلى مسيحيي ترالي في ليديا، قائلاً: “أسألكم وأرجوكم إذن، ليس أنا بل محبة يسوع المسيح، أن تستعملوا الغذاء المسيحي وحده، وتتحاشوا الغذاء الغريب، الذي هو البدع. فثمة أناس يمزجون يسوع المسيح بضلالاتهم الشخصيّة، ويرغبون في إظهار جدارتها. فمثلهم مثل أولئك الذين يقدّمون السمّ المميت ممزوجاً بالخمر والعسل، ومن لا يعرفه يتناوله بفرح وبه يشرب الموت. احترسوا من هؤلاء الناس إذن. ولا يمكنكم ذلك إلاّ إذا ابتعدتم عن الانتفاخ بالأنانية، وحينئذ تبقون ملاصقين لله ويسوع المسيح والأسقف ووصايا الرسل. من يلبث داخل المذبح، يكون نظيفاً وتقيّاً. أمّا الذي يبقى خارج المذبح، فينشط ويعمل مستقلاً عن الأسقف والكهنة والشمامسة، فإن ضميره لا يكون نقيّاً”.
حاشية مرتبطة مع عنوان الفصل “الكنيسة جسد المسيح”: راجع أيضاً: ( أراء أرثوذكسية في الكنيسة ) ، لمجموعة من المؤلفين ، وسلسلة ( تعرف إلى كنيستك رقم 1) ، (منشورات النور ، 1982 ) ( الناشر ).