منابع التقليد

يشكل التقليد الإلهي والرسولي الرصيد العام لكل إيمان الكنائس الأولى، الذي بقى أساساً لدستور إيمان الكنيسة الجامعة كلها. ولقد ذكرنا سابقاً أن قسماً منه، وهو كتاب العهد الجديد، سجّل كتابة في زمن الرسل بالهام الروح القدس. بينما بقي القسم الآخر منتقلاً شفهي وبطريقة عفوية سرية. ثم بدأ يسجل بدوره تدريجياً بطرق مختلفة. إذ مرّ بعد الفترة الرسولية، في القرون الثمانية الأولى، بحالة بلورة وصياغة صائرا مع الكتاب المقدس معينا لا ينضب لحياة الكنيسة الإلهية في الزمن. وفيما يلي المصادر التي يمكننا أن نجد فيها هذا التقليد:

  1. دساتير الإيمان: وهي شروحات قديمة مختصرة للإيمان مبنية على أساس كتابات الرسل وتقليدهم، كانت تستعمل في الكنيسة الأولى من أجل التعليم، حين المعمودية. وقد كان لكل كنيسة محلية في البداية دستور خاص، والخلاف بين هذه الدساتير كان في الشكل لا في المضمون. ثم بدأت هذه الدساتير تأخذ بالتدريج شكلاً واحداً، إلى أن تحدد دستور إيمان واحد لكل الكنائس في المجمعين المسكونيين الأول (325) والثاني (381).
  2. القوانين الرسولية الخمس والثمانون: هذه القوانين لم يكتبها الرسل أنفسهم، لكنها تحتوي على ترتيبات كنائسية مأخوذة عنهم.
  3. التحديدات العقائدية والقوانين الكنائسية للمجامع المسكونية السبع، والمجامع المكانية التسع
  4. كتب الخدم الطقسية: نستطيع أن نجد فيها تعليم الكنيسة مبسطاً في صلوات وتراتيل، كما أنها تتطرق إلى مختلف مظاهر حياة الكنيسة الدينية والاجتماعية.
  5. سير الشهداء: أهم ما يعنينا في هذه السير هو اعترافات إيمان الشهداء قبل استشهادهم.
  6. تاريخ الكنيسة: لقد كتب مؤلفون قدماء كثر عن الأحداث التي لفت انتباههم في مجرى حياة الكنيسة على الأرض. ما يهمنا في هذا المجال بصورة خاصة تاريخ الهرطقات والأسباب التي أدت إلى عقد المجامع وبالتالي صياغة العقائد.
  7. كتابات الآباء القديسين: وهي تراث ضخم ومتنوع ذو قيمة روحية عالية، كتبه عدد كبير من رجالات الكنيسة الذين استخدمهم الروح القدس لقيادتها عبر مختلف عصورها.
  8. الآثار المسيحية: ويقصد بها الأعمال الفنية القديمة المعبّرة عن تقليد الكنيسة من عمارة وموسيقى وأيقونات إلخ …

الكنيسة الأرثوذكسية تشدد بصورة خاصة على أهمية :

  1. التحديدات العقائدية للمجامع المسكونية السبع.
  2. كتب الخدم الطقسية
  3. كتابات الآباء القديسين
it_ITItalian
Torna in alto