☦︎
☦︎

لاشك أن المسيح يلد في عالمنا الداخلي الحياة به. أما الحفاظ عليها فهو من عملنا أننا بالسهر والاهتمام والرعاية سنتجنب خطر ضجور الحياة في المسيح وسنفر من هذا العالم حاملين كنزها سالماً. على المسيحيين المدعوين بالمسيح واجب واحد، أن يحفظوا نواميسه الإلهية ويرتبوا حياتهم وفقاً لإرادته. إنه واجب مقدس يثقل كاهل البشر على اختلاف أعمارهم ومهما كانت أعمالهم، أسكنوا مجاهل الأرض أم استوطنوا صحاريها أم عاشوا في ضوضاء الحياة وغرقوا في ملذاتها.

إن تطبيق الحياة المسيحية ليست من الأعمال التي تفوق قوى الإنسان ما دام الإنسان يتقوى بالنعمة الإلهية. لو كان تطبيقها من الأمور التي تفوق القوى الإنسانية لما عواقب متجاوزو الوصايا المسيحية من االله. لا احد يجهل أن المسيحي الحقيقي ملزم باتمام الوصايا المسيحية طوال حياته. من يقترب من المسيح يشتاق أن يتبعه في كل شيء ويصبح شوقه عهداً مقدساً يقيده مدى الحياة. الواجبات النابعة من تعليم المخلص هي ملك مشترك لكل المسيحيين يحققها الذين يرغبون بتطبيقها وهي ضرورية، بدونها يستحيل على المرء أياً كان أن يرتبط بالمسيح. ما الفائدة إذا كانت الخطايا تملؤنا، إذا كانت أعضاؤنا ميتة، ما الفائدة من كوننا ولدنا بالمسيح، ما الفائدة أن ندعى أولاداً الله؟ في هذه الحالات يخشى أن يصيبنا ما أصاب أغصان الكرمة التي قطعت من الكرمة الحقيقية لتلقى في النار ليبوسها.

من رغب في أن يحيا في المسيح وقرر ذلك عليه أن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقلب الروحي وبرأس جسد الكنيسة، بالرب. إذا رغبنا ما يرغبه المسيح فسنحقق هذا الرباط الذي هو الكل في الحياة الروحية وإذا أردنا أن يكون قلبنا ملكاً للمسيح علينا أن نروض إرادتنا ونهيئ نفوسنا لتسر بما يسر له. فلا يجوز أبداً أن ننساق وراء رغبات مختلفة. الضدان لا يمكن أن يجتمعا في قلب واحد.ٍ الرجل الخبيث لا يخرج من قلبه غير الخبث أما الصالح فالصلاح. إن المسيحيين الأول كانوا يلتهبون بمثل هذه الرغبات السامية المقدسة” القلب والنفس كانا شيئاً واحداً عند جموع المؤمنين” (أعمال 4: 32).

إن المسيحي الذي لا يفكر بما للمسيح ولا ينظم حياته وفقاً لحياة السيد ولا يقدس قلبه سيلتصق قلبه حتماً بالأمور الدنيوية الفاسدة. وجد االله النبي داود ” إنساناً حسب قلبه”. لم يحد عن طريق الحق ولم ينسى وصايا االله. “عن طريق الحق لم أمل وخطاياي لم أنس “أيمكن أن نعيش إذا لم نعلق قلبنا بالقلب الحي الأبدي؟ أيمكن أن نحيا حياة روحية؟ علينا أن نحب وان نريد ما يريده ويحبه المسيح ليكون لنا مثل هذا التعلق الذي يهب الحياة والفرح بالمسيح.

الرغبة تسبق كل عمل والفكر يسبق الرغبة ولكي يكون قلبنا مليئاً بالأشواق الحارة المقدسة السامية، بعيداً عن الرغبات الشريرة علينا أن نبعد نفوسنا مهما كلف الأمر عن كل تفكير بطال حتى لا يكون فيها أي مكان للشيطان. قد ينجذب العقل بأمور كثيرة وكذلك النفس. قد يهتم في هذه القضية أو تلك وقد تنشغل في هذا الأمر أو ذاك لكن النافع والمفيد والمفرح هو التكلم عن الغنى الروحي والتفكر بمواهب النعمة التي نستمتع بها. من كنا قبل أن نعرف الحقيقة، قبل أن نعرف المسيح؟ ما هي الإحسانات الروحية التي تمتعنا بها بعد أن استنرنا بنور المعرفة الذي لا يخبو؟ أية حياة كانت تلك التي قضيناها تحت نير العبودية، نير الخطيئة القاسية؟ أية خيرات روحية تمتعنا بها وذقناها حتى الآن والى أية خيرات روحية نحن مدعوون؟ إلى أي ملكوت روحي، إلى أية حرية روحية ندعى؟ من يعطينا هذا الغنى من الخيرات؟ من هو جمال هذه الخيرات الأزلية؟ ما هي محبته وصلاحه للإنسان؟ عندما تستحوز على نفوسنا وعقولنا كل هذه الأفكار وتسودها فمن الصعب أن تتجه أفكارنا نحو أمور خاطئة مجرمة لان المواهب الروحية التي ستستأثر على أفكارنا ستغلب بعمقها وغزارتها الأفكار الوضيعة ولن تتركنا ننجرف وننساق وراء الأفكار البطالة المضرة.

Facebook
Twitter
Telegramma
WhatsApp
PDF
☦︎

informazioni Informazioni sulla pagina

Indirizzi L'articolo

contenuto Sezione

Tag Pagina

الأكثر قراءة

Torna in alto