إن المسيحيين الذين يريدون أن يحيوا في الواقع حياة مسيحية يعبرون فوراً كل تجربة للخطيئة ويجتثون من نفوسهم كل جذور الشر ويحفظون قلوبهم نقية كهيكل ومسكن للرب لأنهم يعرفون أن كل بيت مقدس يجب أن يبقى نظيفاً خالياً من كل دنس، مهما كان طفيفاً، وكذلك لا يجوز أن يمس أواني الهيكل غير الكهنة ولا أن تستعمل في أمور معاشية أو أمورٍ غير مشروعة. ونفس المسيحي المكرسة الله هي أسمى من الأواني المقدسة وغير مسلوكة قط. لا يدخل إليها الذين يبيعون ويشترون والصيارفة والعشارون، أي كل شيء بطال خاطىء. لأنه إذا كنا ملزمين بالمحافظة على نقاوة الهيكل ونظافته كهيكل للرب فبالأحرى أن نحافظ على نقاوة نفوسنا كمؤمنين نصلي في هذا المكان المعد للصلاة، حيث يحافظ على نظافته في جوٍ بعيد عن الضجيج. ومع أن الكنيسة يقال لها بيت صلاة مع انه لا يصلي فيها دائماً، فهناك ساعات لا بل أيام لا تقام فيها الصلاة، أما المسيحي وفقاً لوصية بولس المهمة الفعلية أن يكون على اتصال دائم باالله، أن يكون في حالة من الصلاة الدائمة.
ما أثقل الخطيئة، خطيئة تدنيس النفس، هذا الهيكل الإلهي الحي! ندرك ثقلها من الطريقة التي جابه بها المخلص الذين دنسوا الهيكل. لم يستعمل الرب التعليم والنصح بل استعمل الغضب الإلهي والسوط. أراد أن يعلم، بهذه المعاملة القاسية، لا عن قداسة الهيكل فقط الذي يدنسه تجار محتقرون ومستلون ويدوسونه، بل عما هو فوق ذلك، أراد أن يعلم عن قداسة هيكلنا الحي، عن نفسنا، والى أي حد يجب أن يبقى المؤمن نقياً في هدوئه الروحي بعيداً عن ضجيج العالم والخطيئة. أن الهوى مخيف، أن تصبح الخطيئة هدارة في أعماق النفس. نحتاج إلى ألمٍ مقدس وقوة روحية وانتباه يقظ، وكذلك إلى يدِ االله القدير لنبعد الاضطراب والضجيج النفسي الذي تسببه الخطيئة في داخلنا، في هذا الهيكل الإلهي. كان مدنس الهيكل في العهد العتيق يعاقب بالموت وكان قدس الأقداس مفصولاً عن الهيكل كمكان غير منظور، لا يجوز الدخول إليه. أصيب عوزنا بالبرص لأنه دنّس المقدسات، كانت هذه كلها رموزاً ترمز إلى ضرورة بقاء هذا الملجأ، هذا الهيكل الحقيقي الله، نفس المسيحي، نقياً.