☦︎
☦︎

introduzione:

1- اعر٠أيها المحبوب ماركيانوس(1) غيرتك وتقواك نحو الله، التي هي الطريق الوحيد الذي يقود الإنسان نحو الحياة الأبدية، كما أشاركك ÙØ±Ø­Ùƒ وأتمنى أن دخولك للإيمان وثباتك Ùيه يجعلك حسن القبول عند الله خالقك. ويا ليتنا ÙƒÙنا معاً لكي يساعد الواحد منا الآخر ونتقاسم أمور هذه الحياة بالأحاديث اليومية ÙÙŠ الموضوعات المÙيدة. لكن طالما الواحد منا بعيد عن الآخر – ÙÙŠ الوقت الحاضر – ولا يمكن أن نتواصل معاً إلاّ بواسطة الكتابة، لهذا أنوى أن أعرض لك كرازة الحق، بإيجاز، لكي تعضدك ÙÙŠ الإيمان. وأرسل إليك “مذكرة ملخصة” ÙÙŠ شكل نقاط أساسية حتى تÙهم أموراً كثيرة بواسطة هذا القليل. وهذا العرض الموجز سو٠يمدك بمحصلة “عن كل أعضاء جسد الحقيقة” (2) وبراهين العقائد الإلهية. أيضاً سيمكنك أن تقتنى ثمار الخلاص وتÙÙØ­Ù… من يعيشون ÙÙŠ الضلال. وبواسطة هذا العرض هنا ستتمكن من أن تنقل بأمان٠تام كلمة مقدسة وبلا لوم إلى أولئك المشتاقين Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© إيماننا.

Ø³ÙØ± ÙÙŠ الطريق بالإيمان:

ولا يوجد سوى طريق واحد (3) Ùقط منير بواسطة النور الإلهي، لأولئك الذين يبصرون، أما الذين لا يبصرون، Ùهم يواجهون Ø·ÙØ±Ù‚اً Ù…ÙØ¸Ù„مة متعارضة Ùيما بينها. إذن، الطريق الأول يقود إلى ملكوت السموات بواسطة اتحاد الإنسان بالله، والطرق الأخرى تؤدى إلى الموت لأنها ØªÙØ¨Ø¹Ø¯ الإنسان عن الله. وبالتالي Ùمن الضروري لك ولكل الذين يعتنون بأمر خلاص Ù†Ùوسهم أن يستمروا ÙÙŠ مسيرتهم نحو نور الإيمان بتمسكهم بالإيمان بلا Ø§Ù†Ø­Ø±Ø§ÙØ§Øª وبغيرة وثبات. وإذا تكاسلتم ÙˆØªÙˆÙ‚ÙØªÙ… ÙÙŠ الطريق ÙØ¥Ù†ÙƒÙ… تسقطون ÙÙŠ شهوات جسيمة وتضلون وتبتعدون عن الطريق المستقيم (4).

قداسة الإنسان : Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والجسد معاً:

2 – إن الإنسان كائن حي مكوّن من: Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والجسد، لهذا يجب أن يأخذ المرء ÙÙŠ اعتباره هذا التكوين، لأنه يمكن أن يأتي السقوط من الاثنين (5). Ùقداسة الجسد تتحقق بطرد الرغبات الوضيعة والابتعاد عن الأعمال الشريرة، بينما قداسة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ تتحقق بسلامة الإيمان (6) بالله بدون Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© أو حذÙ. لأن التقوى تذبل ÙˆØªÙØ³Ø¯ بواسطة دنس الجسد ونجاسته، كما أن الضلال عندما يتسلّل إلى Ø§Ù„Ù†ÙØ³ ÙŠÙØ¬Ù…ّدها ويلوثها وتÙقد سلامتها. وعلى العكس ÙØ¥Ù† التقوى ØªØ­ÙØ¸ بهائها وجمالها طالما أن Ø§Ù„Ù†ÙØ³ تÙوجد ÙÙŠ الحق والجسد ÙŠØ­ØªÙØ¸ بالنقاوة (7). Ùما Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© أن يعر٠الإنسان الحق بالكلام وهو يلوث الجسد ويسÙلّمه إلى الأعمال الشريرة؟ وما Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© من قداسة الجسد لو أن الحق غير موجود ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŸ لأن هذان الاثنان (Ø§Ù„Ù†ÙØ³ والجسد) ÙŠÙØ±Ø­Ø§Ù† معاً ويحاولان معاً أن يقودا الإنسان إلى حضرة الله. لذا يقول الروح القدس على ÙÙ… داود: ” طوبى للرجل الذي لم يسلك ÙÙŠ مشورة الأشرار” (8)ØŒ أي مشورة الأمم الذين لا يعرÙون الله. ÙØ§Ù„أشرار هم الأمم الذين لا يعبدون الله الكائن الحقيقي، إذ أن الكلمة أيضاً يقول لموسى: ” أنا هو الكائن” (9). إذن كل الذين لا يعبدون الله الكائن هم “أشرار”. ويكمل ÙÙŠ المزمور قائلاً: ” ÙˆÙÙŠ طريق الخطاة لم يقٔ. الخطاة هم الذين، بالرغم من أنهم يملكون Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الله، ÙØ¥Ù†Ù‡Ù… لا ÙŠØ­ÙØ¸ÙˆÙ† وصاياه بل يستهينون بها. ” ÙˆÙÙŠ مجلس المستهزئين لا يجلس”ØŒ وهم الناس المملؤون من الكذب والتعليم الضال وينشرون المرض (الطاعون) ÙˆÙŠÙØ³Ø¯ÙˆÙ† لا ذواتهم Ùقط بل الآخرين أيضاً. إذ أن كلمة “مجلس” تعني مدرسة أو مكان للتعليم. Ùكلام المزمور ينطبق على الهراطقة أيضاً الذين “يجلسون ÙÙŠ مجلس المستهزئين” ÙŠÙ†ÙØ«ÙˆÙ† سموم تعاليمهم ÙÙŠ الذين يسمعونهم.

Ø­Ø§ÙØ¸ على قانون الإيمان:

3 – ولكي لا نتعرّض لمثل هذه الأمور لابد أن نتمسك بقانون الإيمان (10) الثابت ÙˆÙ†Ø­ÙØ¸ ÙÙŠ إيمان وصايا الله، ونخاÙÙ‡ كرب ونحبه كأب (11). إذن ÙØ¥Ù† Ø­ÙØ¸ الوصايا يأتي نتيجة للإيمان، لأن ” إن لم تؤمنوا – يقول إشعياء – Ùلا تÙهموا” (12). ÙØ§Ù„حق يمنح الإيمان لأن الإيمان مؤسس على الأمور الموجودة حقاً، حتى إننا نؤمن بما هو حقيقي كما هو ÙÙŠ الواقع، وإذ نؤمن بما هو موجود حقاً كما هو ÙØ¹Ù„اً، ÙØ¥Ù†Ù†Ø§ Ù†Ø­ÙØ¸ اعتقادنا ثابتاً من جهة هذه الأشياء.إذن، طالما أن خلاصنا يعتمد على الإيمان، Ùمن الضروري أن نبذل كل اهتمام Ù„Ø­ÙØ¸ هذا الإيمان، وأيضاً كي يكون Ùهمنا لهذا الإيمان Ùهماً صحيحاً وحقيقياً.

الله والإنسان

إذن ما الذي يخبرنا عنه الإيمان كما سÙلم لنا من الشيوخ تلاميذ الرسل(13). ÙØ¥Ù† الإيمان أول كل شيء يحثنا أن نتذكر أننا قبلنا المعمودية باسم الله الآب ويسوع المسيح ابن الله، الذي تجسد وصلب وقام، وروح الله القدوس، Ù„ØºÙØ±Ø§Ù† خطايانا، وأن هذه المعمودية هي ختم(14) الحياة الأبدية وميلادنا الثاني(15) من الله، حتى لا نكون بعد أولاد البشر المائتين، بل أولاد الله الأبدي. وعلينا دائماً باستمرار أن نعمل لأجل أن نتسامى Ùوق كل الأشياء المخلوقة، ÙØ§Ù„كل موجود تحت سلطان الله، وكل ما هو موجود تحت سلطانه عليه أن يعمل لأجله، لأن الله هو رب الكل والكل ينتمي إليه. الله هو ذو السلطان المطلق والكل يأتي منه.

الله خلق الكل بكلمته وحكمته:

4 – ÙÙŠ الحقيقة، إن كل المخلوقات تستمد بالضرورة بداية وجودها من علة أولى عظيمة، وعلة كل الأشياء هو الله. الكل يأتي منه، أما هو Ùلم ÙŠÙÙˆØ¬ÙØ¯Ù‡ أحد. لذا ÙØ¥Ù†Ù‡ من الاستقامة والحق أن نؤمن بأنه يوجد إله واحد، الآب، الذي خلق الكل(16)ØŒ وصنع كل ما لم يكن موجوداً من قبل، وهو يحوي “الكل”ØŒ هذا الذي هو Ù†ÙØ³Ù‡ غير المحوى من أي شيء. كما أن العالم يدخل ÙÙŠ نطاق ذلك “الكل” الذي يحويه الله ومن بين هذا “العالم” الإنسان أيضاً، وبالتالي ÙØ¥Ù† الله خلق هذا العالم كله.

5 – ويتضح تعليم إيماننا ÙÙŠ الآتي: واحد Ùقط هو الله، الآب، غير مولود، غير منظور خالق الجميع، Ùوقه لا يوجد إله آخر(17). ولأن الله هو ناطق Ùقد خلق كل الأشياء بكلمته. ولأن الله روح ولذلك Ùقد زيّن كل الأشياء بروحه، كما يقول النبي ” بكلمة الرب صÙنعت السموات وبنسمة Ùيه كل جنودها”(18). وبينما الكلمة يؤسس أي يعطى الكائن جوهره ويمنحه الوجود، ÙØ¥Ù† الروح يمنح الشكل والجمال لهذه القوات Ø§Ù„Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ©ØŒ لذا ÙØ¥Ù†Ù‡ من الصواب أن ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ الابن كلمة الله، بينما ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ الروح حكمة الله(19). لذلك بالصواب أيضاً يقول بولس: ” إله وآب واحد للكل الذي على الكل وبالكل ÙˆÙÙŠ كلكم”(20) ÙØ§Ù„آب هو ” Ùوق الجميع”ØŒ والكلمة “بالكل” “di£ p£ntwn“، طالما أن كل الأشياء بواسطته(21) Ø®Ùلقت من الله. الروح هو Ùينا جميعاً ” ÙÙŠ كلنا á¼n pάsin hm‹n ” وهو يصرخ ” يا أبا الآب”(22) كما أنه يمنح الإنسان أن يكون على صورة الله. والروح أيضاً ÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الكلمة(23)ØŒ لذلك تنبأ الأنبياء عن ابن الله. والكلمة أيضاً متحد بالروح. لذلك Ùهو ÙŠÙØ³Ø±(24) كتب الأنبياء ÙˆÙŠÙØ¯Ø®Ù„ الإنسان إلى الآب.

ثلاثة بنود لقانون الإيمان والمعمودية:

6- إن البند الأول من قانون إيماننا، وقاعدة البناء وأساس الخلاص هي أن: ” الله الآب غير المولود، غير Ø§Ù„Ù…ÙØ­ÙˆÙ‰ØŒ غير المرئي(25) إله واحد خالق الجميع”.والبند الثاني: هو أن كلمة الله ” ابن الله، يسوع المسيح ربنا، الذي تنبأ عنه الأنبياء(26)ØŒ الذي كل شيء به كان(27) وبتدبير الآب ÙÙŠ الأيام الأخيرة صار إنساناً بين البشر(28) وتراءى للكل(29) لكي ÙŠÙØ¨Ø·Ù„ الموت(30) ولكي يجمّع(31) كل شيء ÙˆÙŠÙØ¸Ù‡Ø± الحياة ويصنع شركة بين الله والإنسان”.والبند الثالث هو أن: “الروح القدس هو الذي بواسطته تنبأ الأنبياء وتعلّم الآباء بأمور الله، والذي بواسطته دخل الأبرار إلى طريق البر، كما أنه انسكب ÙÙŠ الأيام الأخيرة(32) بطريقة جديدة على جنس البشر مجدداً الإنسان لله”(33).

7 – لأجل هذا، ÙØ¥Ù† المعمودية التي هي ميلادنا الثاني(34) ØªÙØ¬Ø±Ù‰ على اسم الثالوث(35)ØŒ وهي التي تضمن لنا الميلاد الثاني من الله الآب بابنه ÙÙŠ الروح القدس(36). لأن الذين يعتمدون ينالون روح الله الذي يقودهم نحو الكلمة، أي نحو الابن، بينما الابن يأتي بهم إلى الآب الذي يمنحهم عدم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯(37). إذن ÙØ¨Ø¯ÙˆÙ† الروح لا يمكن أن يرى هؤلاء كلمة الله وبدون الابن لا يمكن لأحد أن يصل إلى الآب، لأننا ننقاد إلى الآب من خلال Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الابن(38)ØŒ بينما Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ابن الله الكلمة تصير بواسطة الروح القدس. كما أن الابن يمنح الروح بحسب ما يريد الآب(39).

8 – والروح القدس يدعو الآب كلّى القدرة ورب القوات، لكي يعلّمنا أن الله هو مبدع السماء والأرض والكون كله، خالق الملائكة والناس ورب الكل، ذاك الذي به توجد ÙˆØªÙØ­Ùظ كل الأشياء، إنه الرحوم، ÙˆØ§Ù„Ø±Ø¤ÙˆÙØŒ والصالح، والبار، والكامل ÙÙŠ المحبة، إله الجميع؛ اليهود والأمم والمؤمنين. ومع ذلك هو أب للمؤمنين أيضاً لأنه ÙÙŠ آخر الأزمنة أعطى لهم عهد(40) التبني. بينما لليهود هو سيد ÙˆÙ…ÙØ´Ø±Ù‘ÙØ¹ØŒ لأنه عبر الأزمنة تناسى البشر الله وابتعدوا عنه وتمردوا عليه ÙØ³Ø§Ù‚هم للعبودية، ونير الناموس يعلّمهم أن لهم رب واحد، خالق وصانع كل شيء، الذي يمنح نسمة الحياة، وله يجب أن نقدم العبادة صباحاً ومساءً. هو البداية الخالقة وهو السيد. هو المعتنى بالكل ÙˆÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت هو Ø§Ù„Ù…ÙØ±Ø¨Ù‰ØŒ والملك والديَّان، لأنه لا يوجد أحد يمكنه أن ÙŠÙلت من دينونته سواء يهودي أو أممي ولا خاطئ ولا ملاك. لكن الذين – ÙÙŠ الوقت الحاضر – ÙŠØ±ÙØ¶ÙˆÙ† الإيمان بصلاحه ÙØ³ÙˆÙ يعرÙون قوته ÙÙŠ يوم الدينونة، ÙˆÙÙ‚ كلمات بولس الطوباوي: ” غير عالم أن لط٠الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر Ù„Ù†ÙØ³Ùƒ غضباً ÙÙŠ يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة الذي سيجازى كل واحد حسب أعماله”(41). هذا هو الله الذي يدعوه الناموس إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب، إله الأحياء. وعلى الرغم من ذلك ÙØ¥Ù† عظمة وسمو هذا الإله لا تÙوصÙ.

عالم الملائكة:

9- والعالم(42) Ù…ÙØ­Ø§Ø· بسبعة سموات، هناك تسكن قوات لا ØªÙØ­ØµÙ‰ØŒ وملائكة، ورؤساء ملائكة الذين يتممون واجب العبادة لله ÙƒÙلى القدرة وخالق الجميع. ليس لأن الله ÙÙŠ احتياج(43) (لعبادة الملائكة)ØŒ لكن حتى لا يظلوا بلا عمل وبلا ÙØ§Ø¦Ø¯Ø© وبلا Ù†ÙØ¹. وروح الله له ÙØ¹Ù„ متعدد الوجوه، وإشعياء النبي يحصى سبعة أشكال لخدمة الروح عندما يتحدث عن الروح الذي سو٠يحل على ابن الله أي على الكلمة ÙÙŠ زمن تجسده، لذا ” ويحل عليه روح الرب روح الحكمة روح المشورة والقوة روح Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ÙˆÙ…Ø®Ø§ÙØ© الرب”(44)ØŒ ÙØ§Ù„سماء الأولى، العليا المحاطة بالسموات الأخرى، هي سماء الحكمة، الثانية هي للÙهم، والثالثة للمشورة – والرابعة من Ùوق إلى أسÙÙ„ – هي للقدرة، الخامسة Ù„Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ©ØŒ والسادسة للتقوى، والسابعة – التي تمثل قبتنا الزرقاء – هي مملوءة من Ù…Ø®Ø§ÙØ© الروح الذي ينير السموات.

10 – هذا الإله ÙŠÙمجد بواسطة كلمته الذي هو ابنه الأزلي وبالروح القدس الذي هو حكمة(45) الآب الذي هو أب الجميع. هذان الأقنومان الإلهيان، الكلمة والحكمة لهما ÙÙŠ خدمتهما طغمة من الأرواح الملائكية ØªÙØ¯Ø¹Ù‰ الشاروبيم والسيراÙيم الذين يمجدون الله بتسابيحهم التي لا تنقطع، وكل ما ÙÙŠ السموات المخلوقة يعطى مجداً لله، آب الجميع، الذي بكلمته خلق العالم – بما Ùيه – الملائكة وأعطى قوانين (نواميس) لكل العالم، حتى أن الجميع يظلون ÙÙŠ مكانهم ولا يتجاوزن حدودهم المرسومة لهم بواسطة الله، بل إن كل واحد منهم يتمم العمل المحدد له من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الله.

خلق الإنسان:

11 – أما الإنسان، Ùقد خلقه بيديه(46) Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ØŒ آخذاً جزءً رقيقاً ونقياً من الأرض ثم وحّده بجزء من قوته. بعد ذلك طبع صورته على خليقته(47) حتى يكون مميزاً تمييزاً واضحاً، بأنه مخلوق على صورة الله. ثم وضع الإنسان المخلوق على الأرض لكي يمثل صورة الله Ùيها(48). ولكي ينقل الله الحياة إلى الإنسان Ù†ÙØ® ÙÙŠ وجهه نسمة الحياة(49)ØŒ وهذه جعلت الإنسان شبيهاً بالله(50). لقد Ø®Ùلق الإنسان حراً وسيداً(51) وعÙين من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الله لكي يتسلط على كل ما على الأرض. وهذا العالم العظيم المخلوق من Ù‚ÙØ¨ÙŽÙ„ الله، والذي Ø£ÙØ¹Ø¯ قبل خلق الإنسان، Ø£ÙØ¹Ø·Ù‰ للإنسان كمسكن له، حتى يحيا متنعماً Ùيه(52) ووضع الله، خالق الجميع، داخل هذا العالم Ø®ÙØ¯Ø§Ù…اً، وحدَّد لكل واحد منهم خدمة خاصة. حارس هذا العالم هو الرئيس المدبر رئيس الربوات، ورئيس لأعوانه الآخرين. Ø§Ù„Ø®ÙØ¯Ø§Ù… كانوا الملائكة ورئيس الربوات كان رئيس الملائكة.

12 – وإذ جعل الإنسان (آدم) سيداً على الأرض وكل شيء Ùيها، ÙØ¥Ù†Ù‡ جعله كذلك سيداً على الكائنات التي كان ينبغي أن تخدمه. ولكن بينما كانت هذه الكائنات الأخيرة ÙÙŠ قمة قوتها، كان سيدها أي الإنسان لا يزال صغيراً، كان Ø·Ùلاً عليه أن ينمو لكي يحقق كماله(53). ولكي يمكنه أن يحيا ÙÙŠ ÙØ±Ø­ وهناء، أعدّ الله له Ø£ÙØ¶Ù„ مكان ÙÙŠ العالم من حيث ØªÙˆÙØ± الهواء والجمال والنور والغذاء والنبات والثمار والمياه، لم ينقصه شيئاً من مستلزمات الحياة، لذا Ø¯ÙØ¹ÙŠ Ù‡Ø°Ø§ المكان Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³. هذا Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³ كان جميلاً وحسناً، كلمة الله (ابن الله) كان يتمشى هناك باستمرار يتحدث مع الإنسان عن الأمور العتيدة، بل حاول بالحري أن يوضح له أنه سيكون رÙيقاً له ويتحدث ويتحاور معه، وأنه سو٠يسكن مع البشر لكي يعلّمهم البر. لكن الإنسان كان Ø·Ùلاً، لم يكن لديه بعد إرادة ناضجة، لذا Ø®ÙØ¯Ø¹ بسهولة من المضلّل.

خلق المرأة:

13 – بينما كان آدم يتمشى ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³ØŒ أحضر الله أمامه كل الحيوانات وأمره بأن يعطى اسماً لكل واحد منها، وأعطى آدم اسماً لكل من الكائنات الحية(54). وقرر الله أيضاً أن يعطى معيناً للإنسان، إذ يقول: ” ليس جيداً أن يكون آدم وحده، ÙØ£ØµÙ†Ø¹ له معيناً نظيره”(55)ØŒ لأنه من كل الكائنات الحية لم يكن هناك Ù…ÙØ¹ÙŠÙ† مساو٠لآدم ونظير وشبيه له. Ùمن ثمَّ أوقع الله آدم ÙÙŠ Ø³ÙØ¨Ø§Øª وأنامه. هكذا لكي يكمل الله خليقته، سمح الله لآدم بأن ينام مع أن النوم لم يكن يوجد سابقاً ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³. ثم أخذ الله واحدة (ضلع) من جنب آدم، وأكمل المكان الذي Ø£ÙØ®Ø° منه باللحم، ومن هذا الجنب خلق المرأة وأحضرها أمام آدم. عندما رآها آدم قال: ” هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي هذه ØªÙØ¯Ø¹Ù‰ امرأة لأنها من Ø§Ù…Ø±Ø¡Ù Ø£ÙØ®Ø°Øª”(56).

14 – كان آدم وحواء – وهذا هو اسم المرأة – عريانين ولا يخجلان(57)ØŒ لأنهما كانا بريئين وأÙكارهما كانت طاهرة كأÙكار Ø§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„ØŒ ولم يكن شيء يدخل ÙÙŠ روحهما وعقلهما يسبّب لهما شهوات دنسة ومخزية ÙÙŠ Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ وحَÙÙØ¸Ø§ نقاء وسلامة طبيعتهما، لأنه ÙÙŠ لحظة الخلق Ù†ÙÙØ® Ùيهما نسمة الحياة(58). ومن ثمَّ، ÙØ·Ø§Ù„ما هذه النسمة كانت باقية تسرى Ùيهم بقوة، كانت تحمى Ùكرهما وروحهما من الشر. لذا Ùقد كانا لا يخجلان عندما يتعانقان ويداعبان الواحد الآخر ÙƒØ§Ù„Ø£Ø·ÙØ§Ù„.

ناموس للحياة:

15 – لكن لكي لا يتعاظم الإنسان ولا يهاجمه الغرور(59)ØŒ كأن لا رب له، ولكي لا يتصور تصورات خاطئة ÙÙŠ علاقاته مع الله، خالقه، بسبب القوة والحرية المحيطين به ويتجاوز حدوده المعينة له، ولكي لا ينزلق بسبب Ø£Ùكار التعالي ويتمرد على الله، Ø£ÙØ¹Ø·Ù‰ إليه ناموس من الله، لكي يعلّمه أن سيده وربه، هو رب الكل. الله وضع له حدوداً معينة، حتى يمكنه أن يظل دائماً ÙÙŠ هذه الحالة، أي غير مائت، لو Ø­ÙØ¸ وصايا الله، بينما لو ظل غير مؤمن، ÙØ³ÙŠØ¯Ø±ÙƒÙ‡ الموت وسيرجع إلى الأرض التي Ø£ÙØ®Ø° منها. وكانت الوصية هي: “من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة Ù…Ø¹Ø±ÙØ© الخير والشر Ùلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت”(60).

التعدي:

16 – ولكن الإنسان لم ÙŠØ­ÙØ¸ هذه الوصية، ولا أطاع الله، لكن Ø®ÙØ¯Ø¹ من الملاك (الساقط)(61) الذي حسده بسبب العطايا الكثيرة التي أعطاها الله للإنسان، وجلب له الدمار وجعله خاطئاً، مقنعاً إياه أن يخال٠وصية الله. Ø¨Ù†ÙØ³ الطريقة، إذ صار الملاك (الساقط) بواسطة الأكاذيب أباً ومدبراً للخطية، ÙØ¥Ù†Ù‡ Ø·ÙØ±Ø¯ لأنه كان مضاداً لله وصار سبباً ÙÙŠ طرد الإنسان من Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³. وبواسطة هذا التصر٠تمرد ÙˆØ§Ù†ÙØµÙ„ عن الله ØŒ Ø¯ÙØ¹ÙŠ ÙÙŠ اللغة العبرية شيطان الذي يعني المتمرد، وقد Ø¯ÙØ¹ÙŠ Ø£ÙŠØ¶Ø§Ù‹ إبليس. ثم لعن الله الحية التي كانت إناءً لإبليس، وحلت اللعنة على الحيوان Ù†ÙØ³Ù‡ (الحية) كما على الملاك الذي اختÙÙ‰ Ùيها أي الشيطان. أما بالنسبة للإنسان، ÙØ·Ø±Ø¯Ù‡ الله من حضرته، وأسكنه بالقرب من Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³ØŒ لأن الخطاة لا ÙŠÙقبلون داخل Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³(62).

 

 


(1) ماركيانوس المرسل إليه هنا هو غير ماركيون أحد أشهر الهراطقة الغنوسيين ÙÙŠ القرن الثاني.

(2) تعبير “جسد الحقيقة” sîma t»j alhqeˆaj تعني الكرازة الرسولية والتي تمثل تعليم وعظى كامل، محتواه الإيمان Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„ّم للرسل القديسين من Ù‚ÙØ¨Ù„ المسيح الذي تحققت Ùيه كل نبوات العهد القديم.

(3) يشرح لنا المغبوط أغسطينوس كي٠أن المسيح هو “الطريق” قائلاً: [ المسيح هو “الطريق” الذي علينا أن نتبعه ونهتدى به، وهو ÙÙŠ Ù†ÙØ³ الوقت الهد٠الذي نسعى لبلوغه] PL38, 1206.

(4) راجع (أم 18:4، 28:12، رسالة برنابا 1:18، ديداخى1).

(5) أي العنصر المادى: الجسد، والعنصر غير المادى: Ø§Ù„Ù†ÙØ³ØŒ وهذه Ø§Ù„Ù†ÙØ³ تنال الروح من الله كما يعلّم القديس إيريناوس (انظر تعليم القديس إيرينيوس عن الإنسان ÙÙŠ المقدمة).

(6) هنا يربط القديس إيريناوس الإيمان المستقيم Ù„Ù„Ù†ÙØ³ بالسلوك المقدس للجسد، أي بين قداسة Ø§Ù„Ù†ÙØ³ وقداسة الجسد. ÙØ§Ù„هرطوقى لا يسلك بنقاوة لأن Ù†ÙØ³Ù‡ تؤمن بإيمان غير مستقيم. وهنا نتذكر تعبير: أرثوذكسية العقيدة وارتباطها بأرثوذكسية السلوك العملى.

(7) هنا نتذكر صلوات سر مسحة المرضى التي تؤكد على أن الله هو الطبيب الذي يهتم Ø¨Ø´ÙØ§Ø¡ Ù†Ùوسنا وأجسادنا، إذ يصلى الكاهن قائلاً: ” يا الله الآب الصالح طبيب أجسادنا وأرواحنا، الذي أرسل ابنه الوحيد يسوع المسيح ليشÙÙ‰ كل الأمراض وينقذ من الموت. أش٠عبدك من أمراضه الجسدية. وامنحه حياة مستقيمة، ليمجد عظمتك ويشكر إحسانك وتكمل مشيئتك من أجل نعمة مسيحك” صلوات الخدمات ÙÙŠ الكنيسة القبطية، إصدار مكتبة المحبة، ص 159. والقديس أغناطيوس الأنطاكي يعظ قائلاً: [يوجد طبيب واحد Ù†ÙØ³ÙŠ ÙˆØ¬Ø³Ø¯ÙŠ… يسوع المسيح ربنا] (ΒΕΠΕΣ2, 265). ويؤكد العلاّمة أوريجينوس ÙÙŠ ØªÙØ³ÙŠØ±Ù‡ Ù„Ø³ÙØ± أيوب: [ إن المسيح أتى من السموات ليشÙينا من الأمراض المستعصية، والتي ما كان لنÙوسنا أن ØªÙØ´ÙÙ‰ منها بدونها] (ΒΕΠΕΣ15,287).

(8) مز1:1.

(9) خر14:3.

(10) راجع ضد الهرطقات. يقصد بقانون الإيمان هو الإيمان الذي تسلمناه وقبلناه ÙÙŠ المعمودية.

(11) راجع Kuprianoà, De Oratione 15.

(12) إش9:7س.

(13) يعطى إيرينيوس أهمية كبرى لأصالة وشهادة الشيوخ الذين كانوا حاملين للتقليد الرسولي. وكشيوخ يصÙهم أحياناً بالتلاميذ المباشرين للرسل (AH5:5:1) وأحياناً تلاميذ بوليكاربوس (AH3:3:4).

(14) يقول القديس كيرلس الأورشليمى عن المعمودية: [ إنها حدثٌ عظيم، ÙØ¯Ø§Ø¡ المأسورين، ØºÙØ±Ø§Ù† الخطايا، Ùناء الخطية، ولادة ثانية Ù„Ù„Ù†ÙØ³ØŒ لباس النور، الختم المقدس الذي لا ÙŠÙمحى، نعمة التنبى] PG33, 360A. والقديس غريغوريوس اللاهوتي يخبرنا بقائمة Ù…Ùماثلة من الألقاب عن المعمودية: [المعمودية هي شركة اللوغوس، تحطيم الخطية، مركبة نحو الله، Ù…ÙØªØ§Ø­ لملكوت السموات، لباس عدم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ حميم الميلاد الثاني، الختم] PG36, 361C.

(15) انظر تي5:3-6.

(16) راجع الراعى هرماس، الرؤيا الأولى I:6، III:4، الآباء الرسوليون، عربه عن اليونانية مطران حلب إلياس معوض، منشورات النور، 1970، ص174، 176.

(17) راجع الحوار مع تريÙÙˆ6:5 أيضاً انظر ضد الهرطقات1:1:1ØŒ 3:28:1.

(18) مز6:33

(19) راجع AH2:47:2, 3:28:2.

(20) Ø£Ù6:4 راجعAH4:34::2, 5:18:1 . Ù†ÙØ³ هذه الآية يستخدمها أيضاً القديس أثناسيوس ÙÙŠ رسائله عن الروح القدس إلى الأسق٠سرابيون، قائلاً: [ÙØ§Ù„آب بالكلمة ÙÙŠ الروح القدس يعمل كل الأشياء، وهكذا ØªÙØ­Ùظ وحدة الثالوث القدوس سالمة. وهكذا ÙŠÙكرز بإله واحد ÙÙŠ الكنيسة ” الذي على الكل وبالكل ÙˆÙÙŠ الكل” (Ø£Ù6:4). “على الكل” كأب، وكبدء، وكينبوع، “وبالكل” أي بالكلمة. “ÙˆÙÙ‰ الكل” أي ÙÙŠ الروح القدس، هو ثالوث ليس Ùقط بالاسم وصيغة الكلام بل بالحق والوجود Ø§Ù„ÙØ¹Ù„Ù‰] رسائل عن الروح القدس إلى الأسق٠سرابيون، ترجمة د. موريس تاوضروس ود. نصحى عبد الشهيد، مركز دراسات الآباء، القاهرة1994ØŒ الرسالة الأولى: 28 ص83.

(21) أيضاً القديس أثناسيوس ÙÙŠ كتابه “تجسد الكلمة” يؤكد ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØµÙ„ الأول على أن [الآب الصالح يضبط كل الأشياء بالكلمة، وأن كل شيء به ÙˆÙيه يحيا ويتحرك] تجسد الكلمة1:1 ترجمة د. جوزي٠موريس، المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، القاهرة2002ØŒ أيضاً انظر3:3ØŒ 1:17ØŒ 4:42-6ØŒ وضد الوثنيين 1:41.

(22) غلا6:4

(23) وشرح القديس أثناسيوس هذا الأمر Ùيما بعد قائلاً: [الروح القدس لا يمكن أن يكون ملاكاً ولا مخلوقاً على الإطلاق، بل هو خاص بالكلمة] رسائل عن الروح القدس إلى الأسق٠سرابيون، المرجع السابق، الرسالة الأولى: 27.

(24) إيريناوس ينسب إلهام الأنبياء إلى الروح القدس (الكرازة الرسولية6و9و40و100)، وأيضاً ينسبه إلى اللوغوسAH4:34:4، انظر أيضاً الكرازة الرسولية73.

(25) هي Ù†ÙØ³ التعبيرات الواردة ÙÙŠ القداس الغريغورى: [أيها الواحد وحده الحقيقي. الله محب البشر الذي لا ÙŠÙنطق به. غير المرئي، غير Ø§Ù„Ù…ÙØ­ÙˆÙ‰ØŒ غير المبتدئ، غير الزمنى، الذي لا ÙŠÙØ­Ø¯. غير Ø§Ù„Ù…ÙØ­ÙˆØµØŒ غير المستحيل، خالق الكل، مخلّص الجميع] الخولاجى المقدس، لجنة التحرير والنشر لمطرانية بنى سوي٠والبهنسا، الطبعة الثالثة1710Ø´ØŒ 1993Ù…ØŒ ص469.

(26) انظر 1بط10:1-12.

(27) انظر يو3:1 ويقول القديس كيرلس الأسكندري: [الله Ø§Ù„Ù…ÙØ¨Ø¯Ø¹ الأعظم خلق بواسطة ابنه كل المخلوقات لأنه مكتوب:” كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان”] (تعليقات لامعة “جلاÙيرا” المقالة الأولى على Ø³ÙØ± التكوين،الكتاب الشهري نوÙمبر 2003ØŒ ص10ØŒ ترجمة د. جورج عوض.

(28) انظر يو14:1.

(29) وقد شرح القديس أثناسيوس ÙÙŠ كتابه “تجسد الكلمة” ÙØµÙ„43ØŒ السبب الذي جعل La parola يصير إنساناً بين البشر، قائلاً: [ إن الرب لم يأت٠لكي يتظاهر أو يستعرض Ù†ÙØ³Ù‡ØŒ بل جاء لكي ÙŠÙØ´ÙÙŠ ويعلّم أولئك الذين هم تحت الآلام] (1:43) ص124ØŒ وهكذا تراءى للكل لا لكي يبهر الأنظار لكن لأن الإنسان وحده هو الذي أخطأ دون سائر المخلوقات.

(30) يشرح القديس أثناسيوس Ø¨Ø§Ø³ØªÙØ§Ø¶Ø© هذا الأمر ÙÙŠ كتابه “تجسد La parola” قائلاً: [وهكذا إذ اتخذ جسداً مماثلاً لطبيعة أجسادنا، وإذ كان الجميع خاضعين للموت ÙˆØ§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ØŒ Ùقط بذل Ù†ÙØ³Ù‡ للموت عوضاً عن الجميع، وقدمه للآب. كل هذا ÙØ¹Ù„Ù‡ من أجل محبته للبشر، أولاً: لكي إذ كان الجميع قد ماتوا Ùيه، ÙØ¥Ù†Ù‡ ÙŠÙØ¨Ø·Ù„ عن البشر ناموس الموت والÙناء، ذلك لأن سلطان الموت قد استÙÙ†ÙØ¯ ÙÙŠ جسد الرب، Ùلا يعود للموت سلطان على أجساد البشر (المماثلة لجسد الرب). ثانياً: وأيضاً ÙØ¥Ù† البشر الذين رجعوا إلى Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ بالمعصية يعيدهم إلى عدم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ ويحييهم من الموت بالجسد الذي جعله جسده الخاص، وبنعمة القيامة يبيد الموت منهم، كما تبيد النار القش] تجسد الكلمة4:8 ص22.

أيضاً يؤكد القديس كيرلس الأسكندري على إبطال الموت بواسطة الابن قائلاً: [ عندما سقط الإنسان بعصيانه ÙˆØ§Ø³ØªÙØ¹Ø¨Ùد لقوة الموت ÙˆÙقد كرامته القديمة أعاده الآب وجدَّده إلى الحياة الجديدة بالابن كما كان ÙÙŠ البدءÙ. وكي٠جدَّده الابن؟ بموته بالجسد ذبح الموت وأعاد الجنس البشري إلى عدم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ عندما قام من الموت لأجلنا] قيامة المسيح، للقديس كيرلس عمود الدين، ØªÙØ³ÙŠØ± يوحنا20ØŒ ترجمة د. نصحى عبد الشهيد، المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، القاهرة 2003ØŒ ص27.

(31) الكلام هنا عن المصطلح الذي ÙØ¶Ù‘له القديس إيرينيوس واقتبسه من الرسول بولس (Ø£Ù10:1)ØŒ وهو “إنجماع (ανακεφαλίωση) الكل ÙÙŠ المسيح”. ويشرح أيضاً القديس كيرلس هذه الآية ÙÙŠ كلامه عن آدم ÙÙŠ كتابه “تعليقات لامعة” (جلاÙيرا) قائلاً: [إن بولس العار٠الحقيقي للناموس قد Ùهم سر الخلاص بواسطة المسيح، إذ قال إنه ÙÙŠ شخص المسيح صار إنجماع (Ø£Ù10:1) ما ÙÙŠ السموات وما ÙÙŠ الأرض، ÙˆÙÙ‚ محبة الله الآب وإرادته، موضحاً بكلمة إنجماع أنه قد حدثت عملية إصلاح للكل، كما ارتقت الطبيعة التي طالها Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯ إلى الحالة التي كانت عليها ÙÙŠ بداية الخليقة] (الكتاب الشهرى نوÙمبر 2003ØŒ ص10).

(32) انظر يوئيل29:2، أع18:2.

(33) انظر الرسائل عن الروح القدس للقديس أثناسيوس، المرجع السابق، ص72ØŒ كما يخبرنا القديس كيرلس الأسكندري بكل وضوح عن عمل الروح القدس ÙÙŠ تجديد الإنسان ÙÙŠ شرحه ليوحنا22:20-23: ” ولما قال هذا Ù†ÙØ® وقال لهم: اقبلوا الروح القدس…”ØŒ قائلاً: [ولكي نعلم أنه هو الذي ÙÙŠ البدء خلقنا وختمنا بالروح القدس، لذلك يمنح مخلّصنا الروح القدس من خلال العلامة المنظورة أي “Ù†ÙØ®ØªÙ‡” للرسل القديسين لأنهم باكورة الطبيعة البشرية المجددة. وكما كتب موسى عن الخلق الأول أن الله Ù†ÙØ® ÙÙŠ أن٠الإنسان نسمة الحياة، يحدث Ù†ÙØ³ الشيء الذي حدث ÙÙŠ البدء عندما يجدّد الله الإنسان وهو ما يسجله يوحنا هنا. وكما خلق الإنسان ÙÙŠ البدء على صورة خالقه. كذلك الآن بالاشتراك ÙÙŠ الروح القدس يتغير إلى صورة خالقه ويصبح على مثاله] قيامة المسيح، المرجع السابق، ص27.

(34) انظر يو3:3.

(35) هنا نعمة الميلاد الثاني تÙمنح باسم الثالوث، وهذا التقليد يعرÙÙ‡ القديس أثناسيوس وينبه على خطورة إنكار أحد الأقانيم الثلاثة قائلاً: [ لأنه كما أن الإيمان بالثالوث – Ø§Ù„Ù…ÙØ³Ù„Ù… إلينا – يجعلنا متحدين بالله، وكما أن ذلك الذي يستبعد أي واحد من الثالوث ويعتمد باسم الآب وحده، أو باسم الابن وحده، أو باسم الآب والابن بدون الروح القدس، لا ينال شيئاً، بل يظل غير ÙØ¹Ù‘ال وغير مكتمل… هكذا ذلك الذي ÙŠÙØµÙ„ Ùليس له الاب ولا الابن بل هو بدون إله، وهو أشر من غير المؤمن، ويمكن أن يكون أي شيء إلاّ أن يكون مسيحياً]. الرسائل عن الروح القدس، المرجع السابق، الرسالة الأولى: 30ØŒ ص85-86.

(36) هكذا يعبّر القديس إيريناوس عن التقليد الكنسي الذي استمر مع الآباء الذين اتوا بعده بخصوص أن الآب ÙŠÙØ¹Ù„ كل شيء بالابن ÙÙŠ الروح القدس، انظر القديس أثناسيوس على سبيل المثال، عندما= =شدد على وحدة عمل أقانيم الثالوث ÙÙŠ سياق شرحه لآية: ” نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم” (2كو13:13)ØŒ حين قال: [لأن هذه النعمة والهبة ØªÙØ¹Ø·Ù‰ ÙÙŠ الثالوث من الآب بالابن ÙÙŠ الروح القدس. وكما أن النعمة Ø§Ù„Ù…ÙØ¹Ø·Ø§Ø© هي من الآب بالابن، هكذا ÙØ¥Ù†Ù‡ لا يكون لنا شركة ÙÙŠ العطية إلاّ ÙÙŠ الروح القدس] الرسائل عن الروح القدس، المرجع السابق، الرسالة الأولى ص 31.

(37) هنا يشرح القديس إيرينيوس عمل الثالوث Ùينا بوضوح، ÙØ§Ù„روح يقودنا إلى الابن، والابن يأتي بنا إلى الآب الذي يمنحنا عدم Ø§Ù„ÙØ³Ø§Ø¯. راجعAH4:34:5.

(38) انظر يو6:14.

(39) يؤكد القديس كيرلس على هذه الحقيقة ÙÙŠ سياق حديثه عن إلوهية الابن وأنه واحد مع الآب ÙÙŠ الجوهر: [إذن ÙØ·Ø§Ù„ما أن كل عطية صالحة تأتي من Ùوق، من الآب وتوزع بواسطة الابن، الذي له السلطة الإلهية وليس كخادم، ÙØ¨Ø£ÙŠ Ø·Ø±ÙŠÙ‚Ø© إذن لا يكون واحداً ÙÙŠ الجوهر مع الآب الذي ولده، بمعنى كي٠لا يكون إلهاً بالحق، وليس مزيناً من الخارج بكرامات مثل اللوحات المرسومة] حوار حول الثالوث، للقديس كيرلس عمود الدين، (الجزء الثاني – الحوار الثالث)ØŒ ترجمة د. جوزي٠موريس، المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، القاهرة 2005ØŒ ص 73-74. ÙˆÙÙŠ الحوار السابع يشرح القديس كيرلس عمل الروح القدس قائلاً: [ أليس هو الروح الذي ينقش صورة الله Ùينا، وهو الختم الذي يصنع Ùينا البر والجمال Ø§Ù„ÙØ§Ø¦Ù‚ للعالم؟ قد يقولون: بلى، ولكن ليس باعتباره إلهاً، بل كموصل لنعمة إلهية Ùقط، Ùليس هو Ø¨Ù†ÙØ³Ù‡ الموسوم Ùينا، بل “نعمة” من خلاله. إذن، ÙØ¥Ù† كان الأمر كذلك، Ùكان ينبغي أن ÙŠÙØ¯Ø¹Ù‰ الإنسان لا صورة الله بل صورة النعمة!] ΕΠΕ9, ΒΥΖΑÎΤΙΟÎ..

(40) مصطلح عهد Diαq»kh نجده ÙÙŠ AH3:11:5, 3:18:1, 4:56:2, 5:9:4, 5:3:1.

(41) رو4:2-6.

(42) بدايةً من هذه الÙقرة ينتقل القديس إيريناوس من الكلام على الله (Θεολογία) ثيولوجيا إلى “الكلام عن العالم” (Κοσμολογία) الكوزمولوجيا. عن عدد السموات عند الغنوسيين انظر AH1:1:9, 1:19:1.

(43) يشرح لنا القديس غريغوريوس اللاهوتي سبب خلقة الملائكة قائلاً: [كان يجب أن ÙŠÙØ³ÙƒØ¨ الصلاح وينتشر خارج ذاته، لكي يكثر الذين ينالون من إحسانه.. لذلك ÙØ¥Ù† الله Ùكر أولاً ÙÙŠ خلقة الملائكة والقوات السماوية] Ø«ÙŠÙˆÙØ§Ù†ÙŠØ§: ميلاد المسيح، ترجمة الدكتور نصحى عبد الشهيد، دكتور جورج عوض، المركز الأرثوذكسى للدراسات الابائية، يناير 2004ØŒ ص20.

(44) إش2:11.

(45) ÙŠÙ†ÙØ±Ø¯ القديس إيرينيوس بوص٠الروح القدس بحكمة الله، الأمر الذي لا نجده ÙÙŠ كتابات الآباء بعد ذلك، انظر AH4:7:4.

(46) يقصد الابن والروح القدس، لأن القديس إيريناوس ÙŠÙ†ÙØ±Ø¯ بتسمية الابن والروح القدس بيدي الله، الأمر الذي لا نجده أيضاً ÙÙŠ كتابات الآباء بعد ذلك انظر AH5:6:1ØŒ انظر أيضاً تعليم القديس إيرينيوس عن الثالوث ÙÙŠ المقدمة.

(47) Ù†ÙØ³ هذا المعنى نجده ÙÙŠ القداس الغريغوري: ” وكتبت Ùىَّ صورة سلطانك”ØŒ الخولاجى المقدس، المرجع السابق، ص478. يقول أيضاً القديس إيريناوس موضحاً Ù…Ùهوم “الصورة” Ùˆ”الشبه”: [“الصورة” تتضمن المواهب الطبيعية، وعلى الأخص العقل وحرية الإرادة، وهذه لا يمكن أن تÙÙقد. Ùˆ”الشبه” ÙØ§Ø¦Ù‚ للطبيعة وهو اقتناء الكلمة وشركة الروح، وهذا Ùقده آدم واسترجعه المسيح] (AH5:6:1).

(48) راجع تك26:1-27 . 1كو 7:11.

(49) انظر تك7:2. Ù†ÙØ³ الأمر يقوله القديس كيرلس الأسكندري: [ الله الاب ÙÙŠ البدء بكلمته أخذ من تراب الأرض – كما هو مكتوب – وخلق الإنسان كائناً حياً له Ù†ÙØ³ عاقلة حسب إرادته وأناره بنصيب من روحه ” ÙˆÙ†ÙØ® ÙÙŠ Ø£Ù†ÙØ³Ù‡ نسمة حياة” (تك7:2)] قيامة المسيح، للقديس كيرلس الأسكندري، المرجع السابق، ص27.

(50) يتحدث القديس كيرلس الأسكندري عن تميّز خلقة الإنسان عن سائر المخلوقات قائلاً: [Ùقد مضى ÙÙŠ خلق الإنسان وجعل خلقته أسمى منها جميعاً، على الرغم من أن كل المخلوقات الأخرى صنعها بكلمته. ولأن الإنسان يعتبر وجوداً حياً وعبقرياً بالحقيقة وشبيهاً جداً بالله، وحتى لا ÙŠÙØ¹ØªØ¨Ø± أن هذا الذي كان شبيهاً جداً بالمجد السماوي Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ Ø¨Ù†ÙØ³ الطريقة التي Ø®ÙÙ„Ùقت بها المخلوقات الأخرى التي لم تكن هكذا، كرّم خلقته وذلك بإرادته الإلهية Ùقط، وعلى الرغم من أنه قد خلقه من الطين، إلا أنه كائن حي عاقل ÙˆÙ†ÙØ® Ùيه مباشرة روح خالدة ومحيية، لأنه مكتوب: ” ÙˆÙ†ÙØ® ÙÙŠ وجهه نسمة حياة ÙØµØ§Ø± آدم Ù†ÙØ³Ø§Ù‹ حية” (تك7:2)] تعليقات لامعة (جلاÙيرا) نوÙمبر 2003ØŒ ص13. ÙˆÙÙŠ موضع آخر يقول القديس كيرلس: [ ÙØ§Ù„له قد خلق الإنسان، ذلك الكائن الحي، بطبيعة خاصة به كإنسان، مانحاً إياه غنى التشبع به. إذ قد Ø±ÙØ³Ù…ت صورة الطبيعة الإلهية ÙÙŠ الطبيعة البشرية Ø¨Ù†ÙØ®Ø© الروح القدس. وحيث الله هو الحياة – بحسب الطبيعة – لذلك Ùهو يعطى نسمة الحياة] (السجود والعبادة بالروح والحق، الجزء الأول، ترجمة دكتور جورج عوض، المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية، القاهرة 2001ØŒ ص28).

(51) يقول القديس كيرلس بهذا الشأن: [وبعد أن وضعه ÙÙŠ Ø§Ù„ÙØ±Ø¯ÙˆØ³ وأعطاه السيادة على كل المخلوقات الأرضية، وجعله سيداً على كل أنواع الكائنات التي تحيا ÙÙŠ المياه والطيور، وأخضع له الوحوش Ø§Ù„Ù…ÙØªØ±Ø³Ø© ومعها أجناس الحيات السامة، وألزمها بنواميس طبيعية أن تهابه، أصبح الإنسان يمثّل المجد الأسمى على الأرض وصورة للسيادة الملائمة لله] تعليقات لامعة (جلاÙيرا) نوÙمبر 2003ØŒ ص13. ÙˆÙÙŠ موضع آخر يقول القديس كيرلس: [ لا ينبغي أن يشك أحد ÙÙŠ أن الإنسان قد جاء إلى الوجود ليس لأجل أعمال مخزية بل لأجل عمل كل ما هو ممدوح، بما أنه ثمرة إبداع الله الصالح. ولكن تظل الحقيقة قائمة أنه قد Ø®Ùلق سيداً Ù„Ù†ÙØ³Ù‡ وحراً، وقادراً على التحرك بواسطة قوة إرادته الخاصة نحو أي اتجاه يختاره سواء كان خيراً أو شراً] ضد يوليانوس الجاحد (PG76, 925). راجع أيضاً qeof…lou Antioce…aj, prÃ’j AutÃ’lukon 2,27.

(52) قال بعد ذلك غريغوريوس النزينزى أن الله خلق أولاً القصر ثم بعد ذلك أدخل الملك (الإنسان) Ùيه. LÏŒgoj MD/ eij t»j kain» kuriak»n, 84, P.G. 36, 612.

(53) راجع AH4:62,63, 1 kai qeof…lou Antioce…aj prÒj AutÒlukon 2,25.

ÙÙكرة أن الإنسان الأول كان Ø·Ùلاً من جهة النضوج ÙÙŠ الإيمان ÙŠÙ†ÙØ±Ø¯ بها القديس إيرينيوس الذي أراد أن يشدّد على أن الإنسان الأول كان مدعواً لمسيرة نحو الكمال. هذه الدعوة تحدث عنها القديس باسيليوس الكبير الذي نادى بأن الهبات الإلهية ترمى إلى إصعاد الإنسان إلى حالة الكمال، أي الصعود من الخلق بـ”حسب الصورة” إلى “حسب المثال”ØŒ بمعنى تحقيق كل إمكانيات الصورة. وهذا الصعود مستمر ودائم مثل عطايا الله التي هي دائمة ومتجدّدة بالروح القدس (انظر القديس باسيليوس الكبير، الله ليس مسبباً للشرور، PG31. 345ØŒ لاحظ Ù†ÙØ³Ùƒ PG31. 212B-213AØŒ أيضاً عن الروح القدس PG32: 109BC.

(54) راجع تك19:2.

(55) تك18:2.

(56) تك23:2.

(57) تك25:2.

(58) انظر Ùقرة 11.

(59) Ù†ÙØ³ الÙكر قاله القديس كيرلس بعد أكثر من 200 سنة: [ولأن هذا الإنسان الذي وصل الى مثل هذه الدرجة من المجد والسعادة، كان يجب عليه أن يعر٠جيداً إن سلطان الله الملك والرب ÙŠÙوق كل ما يمتلكه، وحتى لا ينزلق سريعاً بسبب امتيازاته الكثيرة إلى الاعتقاد بأنه صار حراً من سلطان الله وسموه، أعطاه الله على الÙور وصية] تعليقات لامعة (جلاÙيرا) المرجع السابق، نوÙمبر 2003ØŒ ص13.

(60) تك16:2-17.

(61) ويقصد ايريناوس أن الشيطان الذي هو ملاك ساقط.

(62) راجع تك24:3.

Facebook
Twitter
Telegramma
WhatsApp
PDF
☦︎

informazioni Informazioni sulla pagina

Indirizzi L'articolo

contenuto Sezione

Tag Pagina

الأكثر قراءة

Torna in alto